المسيحية والسياسة: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
ط بوت: تصحيح أخطاء فحص ويكيبيديا: خطأ 16
سطر 30:
ومع ازدياد شعبية الإخلاص [[مريم العذراء|لمريم العذراء]]، أم [[يسوع]]، كان له الفضل في جعل قيمة الأمومة قيمة مركزية في المجتمعات الأوروبية. وقد كتب كتب كينيث كلارك أن ''تكريم العذراء'' في أوائل [[القرن الثاني عشر]]: «قد علمت [[البرابرة]] ذوي الطباع الصارمة والقاسية فضائل الحنان والرحمة».<ref>[[Kenneth Clarke]]; ''Civilisation'', BBC, SBN 563 10279 9; first published 1969.</ref>
 
أصبح [[شارلمان]] إمبراطور [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]]، غزا [[البلدان المنخفضة]]، وشمال ووسط [[إيطاليا]] وفي عام [[800]] توّج البابا ليون الثالث [[شارلمان]] إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
 
خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الغربي هي: [[النبلاء]] و[[كاهن|رجال الدين]] و[[ملكية|الملوك]]، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ [[نزاع التنصيب]] أهم صراع بين [[الكنيسة]] و[[الدولة]] في [[أوروبا]] خلال [[القرون الوسطى]]. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط [[فريدريك الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|الامبراطور فريدريك الثاني]]، ومقره في جزيرة [[صقلية]]، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع [[البابوية]] من أجل السيطرة على شمال [[إيطاليا]].<ref>{{cite web|url=http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm |title=Catholic Encyclopedia: Frederick Ii |publisher=Newadvent.org |date=1909-09-01 |accessdate=2011-07-16}}</ref> وكانت أحد أسباب فترة [[بابوية أفينيون]] خلال الأعوام [[1305]] حتى [[1378]] الصراع بين [[البابوية]] والتاج الفرنسي.<ref name=Morris>Morris, Colin, ''The papal monarchy: the Western church from 1050 to 1250 '', (Oxford University Press, 2001), 271.</ref>
سطر 53:
في عام [[1095]] دعا البابا [[أوربان الثاني]] إلى [[الحروب الصليبية]] من أجل استرداد [[أراضي مقدسة|الأرضي المقدسة]] من الحكم الإسلامي، بعدما منع [[السلاجقة]] المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة حسب العقائد المسيحية في [[فلسطين]] وهدم [[كنيسة القيامة]]. وعلى الرغم من النجاح الأولي من [[الحملة الصليبية الأولى]]، فقد انتهت الحملات في نهاية المطاف بالفشل بعد نحو قرنين من التواجد في المشرق.
 
أُنتج في هذه الفترة فن فيه مزيدًا من الإسراف وفنون العمارة، وظهر أيضًا من نادى بالبساطة الحميدة من مثل [[فرنسيس الأسيزي]]، والملحمة الشعرية [[الكوميديا الإلهية|الكوميديا ​​الإلهية]] [[دانتي أليغييري|لدانتي]]. ومع ازدياد نمو قوة وثراء [[الكنيسة]]، سعى الكثير من أجل إصلاح الكنيسة. مثل الدومينيكان و[[الفرنسيسكان]] والتي شددت على [[الفقر]] و[[روحانية|الروحانية]].
 
=== من عصر النهضة إلى اليوم ===
{{رئيسي|إصلاح بروتستانتي|فتح القسطنطينية|الحرب الأهلية الإنجليزية|الثورة الفرنسية|نابليون الأول|علمانية|اتفاقية لاتران}}
[[ملف:Prise de la Bastille.jpg|يسار|250بك|thumb|'''اقتحام [[سجن الباستيل]]'''، كان [[الثورة الفرنسية|للثورة الفرنسية]] دور في القضاء على النفوذ الديني.]]
شهدت مرحلة [[عصر النهضة]] [[بروتستانتية|الإصلاح البروتستاني]] في [[ألمانيا]] على يد [[مارتن لوثر]]،<ref>[http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm البروتستانت] صيد الفوائد، 28 تشرين أول 2010.</ref> إذ انتقد [[مارتن لوثر]] الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي مقدمة ما انتقد قضية [[صكوك الغفران]]، وشراء بعض المناصب العليا في الكنيسة و[[محسوبية|المحسوبية]] إضافة إلى ظهور ما يشبه "عوائل مالكة" تحتفظ [[الكرسي الرسولي|بالكرسي الرسولي]] مثل آل بورجيا.<ref>[http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm آل بورجيا]</ref> ظهرت فيما بعد عدد من المذاهب البروتستانتية والتي ارتبطت مع الدولة التي نشأت بها، مثل [[لوثرية|المذهب اللوثري]] في [[النرويج]] و[[دنمارك|الدنمارك]] و[[أنجليكانية|الكنيسة الأنجليكانية]] في [[إنكلترا]] حيث يكون [[الملك]] رأس الكنيسة،<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 الخلافات بين الكنائس البروتستانتية بعضها ببعض]</ref> فهي تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية.<ref>تعتبر الكنيسة الإنجليكانية واحدة من هذه الكنائس، انظر [http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 ماذا تعرف عن الكنيسة الانجليكانية؟]</ref> ونجح [[جان كالفن]] مؤسس [[كالفينية|الكالفينية]] بتشكيل حكومة [[ثيوقراطية]] في [[جنيف]] عرفت بنظامها المتشدد، إذ اعتبر كالفن [[الكتاب المقدس]] بأنه المرجعية الأولى ذات الشرعية والسلطة والتي يجب أن تخضع لها السلطات الأرضية. كما أسس الراهب الدومينيكاني [[جيرولامو سافونارولا]] حكومة [[ثيقراطية]] في [[فلورنسا]] مميزًا أيّاها بأنها «جمهورية مسيحية ودينية» بعد صراع مع آل [[ميديشي]] وانتقال السلطة اليه.<ref>[http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 سافونارولا (1453- 1498) الدولة والدين]</ref>
 
عام [[1453]] استطاعت [[الدولة العثمانية]] [[فتح القسطنطينية]] وسقطت [[الإمبراطورية البيزنطية]]،<ref name="الكنيسة والعلم سابع">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص. 379</ref> وتحول ثقل [[الكنيسة الأرثوذكسية]] إلى [[روسيا]]؛ و[[روسيا]] كانت [[أرثوذكسية|الكنيسة الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية، فقد أعاد الأباطرة الروس من أسرة [[رومانوف]] الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة،<ref>[http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247%3Apatriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]</ref> وأصبحت [[روسيا]] قائدة العالم الأرثوذكسي.
سطر 78:
أما في [[أوروبا]] فالاحزاب الديموقراطية المسيحية وهي أحزاب ذات خلفية كاثوليكية، تلعب دور فعال في السياسة الأوروبية وقد نشأت أولًا في [[بلجيكا]] وسرعان ما انتشرت في كافة أرجاء أوروبا،<ref>[http://www.project-syndicate.org/commentary/mueller2/Arabic من الديمقراطية المسيحية إلى الديمقراطية الإسلامية؟]</ref> ولعل أبرز الأحزاب المسيحية هو [[الاتحاد الديمقراطي المسيحي]] في [[ألمانيا]] الذي يشترك في الائتلاف الحاكم مع [[الحزب الديمقراطي الحر]] منذ عام [[2009]]. ومن جماعات [[ضغط سياسي|الضغط السياسي]] المسيحية في [[الاتحاد الأوروبي]] [[أوبوس داي]] وسانت إيجيديو.<ref>[http://www.mondiploar.com/article1754.html?PHPSESSID=c803379ab235de197eaa8afbb4ed0c5c تحت ضغط الكنائس]</ref> كذلك فقد كان للكنيسة [[الكاثوليكية]] نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في [[كيبك]] في [[كندا]] حتى عام [[1960]] مع بداية الثورة الهادئة. أما في [[قبرص]] فقد ترأس المطران [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] رئيس وكبير أساقفة [[الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية]] كأول رئيس [[قبرص|لقبرص]] المستقلة من عام [[1955]] وحتى وفاته عام [[1977]]. وفي [[اليابان]] ترأس سبعة مسيحيين منصب [[رئيس وزراء اليابان]] مما يعكس تأثيرهم على المجتمع.
 
اليوم فإن غالِبيّة الدول التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية، تَتَّبَنّى [[دولة علمانية|النظام العلماني]] حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم [[الكتاب المقدس]]: «أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ»<ref>لوقا 20/25</ref>، ومع ذلك فالديانة المسيحية هي [[دين الدولة]] في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو [[دين|المعتقد الديني]] الرسمي الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: [[الأرجنتين]] و[[موناكو]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]، و[[أرمينيا]] حيث المذهب السائد هو [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرثوذكسية المشرقية الأرمنية]] و[[اليونان]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية]]، وعدد آخر من الدول.
 
هناك العديد من بلدان أخرى، مثل [[قبرص]] و[[عالم إسلامي|الدول الإسلامية]]، التي وإن كانت لا تملك كنيسة رسمية، لا تزال تعطي اعترافاً رسمياً إلى مذاهب مسيحية مُحَددّة.