الشيخ المأمون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 57:
وبعثت الخيزران، وهي أم الشَّيْخ، إِلَى أَعْيَان مراكش ترغبهم في الشفاعة لولدها عِنْد أَبِيه. فوافق السلطان على ارسالهم إِلَى مكناسة لختبروا أمره وينظروا هَل تاب عن أفكاره، ويروي الناصري عن تقرير تلك البعثة: «''فَلَمَّا أَتَوْهُ وجدوه أَخبث مِمَّا تَرَكُوهُ وعاينوا مِنْهُ من القبائح مَا يقصر عَن وَصفه اللِّسَان فَلَمَّا جَلَسُوا إِلَيْهِ فِي محبسه لم يسألهم إِلَّا عَن أَصْحَاب بطانته وقرناء السوء من أهل غيه وَلم يظْهر الأسف إِلَّا على تِلْكَ الْعِصَابَة ورآهم أهل الْإِصَابَة''». فقال لهم الْمَنْصُور افتوني فِي أَمر هَذَا الْوَلَد فَلم يجبهُ أحد إِلَّا الباشا عبد الْعَزِيز بن سعيد الوزكيتي الذي نصحه بقتله لأنه لَ''ا ينجبر أمره وَلَا يُرْجَى صَلَاحه وَقد رَأَيْت مَا صنع''، لكن المنصور فضل زيادة التضييق على الشَّيْخ في السجن. واستخلف ابنه زيدان على فاس وأعمالها.
 
=== اطلاق سراحه ===
=== تسليم العرائش للإسبان===
بعد وفات السلطان أحمد المنصور، بايع الفقهاء والأعيان المولى زيدان، لكنه قبل إعلان وفات والده كتم موته وبعث بجماعة للقبض على أخيه الشيخ المأمون المسجون بمكناس، فحافول منعهم من ذلك [[جودار باشا|الباشا جودار]]، كبير قادة الفرع الأندلسي في الجيش المغربي، فنقل الشيخ المأمون موثقا إلى مراكش إِلَى أَخِيه الشقيق أبي فَارس.
 
ولما قام الشيخ المأمون بتسليم العرائش للإسبان، أثار غضب المغاربة، ومن الذين استغلوا هذه الحادثة، [[ابن أبي محلي]]، الذي كان يشغل عاملا عند زيدان على منطقة [[سجلماسة]]. وكان له دور في تسليم الشيخ المأمون ، وهو أسير، إلى أبو فارس.
 
ولما بَايع أهل مراكش أَبَا فَارس بن الْمَنْصُور جهز جَيْشًا كبيرا لقتال زيدان، وعلى رأس الجيش ولده عبد الْملك، لكن مستشاريه نبهوه بأن زيدان رجل خبير بالحرب وخدعها، وعبد الْملك لَا يقدر عليه، فنصحوه بإطلاق سراح الشَّيْخ المأمون لقتال زيدان، خصوصا وأن أهل الغرب لن يقاتلون الشيخ لِأَنَّهُ كَانَ خَليفَة عَلَيْهِم مُدَّة فهم آنس بِهِ من زَيْدَانَ. فأطلق أبو فارس أخاه الْمَأْمُون من السجْن وأخذ عليه العهود والمواثيق على النصح والطاعة. فأرسله على رأس 600 جندي ل[[محلة]] [[جودار باشا|جودار]] على [[وادي أم الربيع|وادي أم الرّبيع]]، ولَمَّا علم النَّاس بِالشيخ المأمون اسْتَبْشَرُوا بقدومه وانظموا في صفه، ثمَّ التقى بجيش السُّلْطَان زَيْدَانَ ففر عَن صفوف زَيْدَانَ أَكثر جَيْشه إِلَى الْمَأْمُون، فانهزم زيدان ورجع إلى فاس فتحصن بهَا.
 
وكان أبو فارس قد خطط مع قيادة جيشه أنه بعد انهزام زيدان، أمرهم بالْقَبْض على الشَّيْخ المأمون، لكنه الشَّيْخ امْتنع على أَصْحَاب أبي فَارس فبعد أن انْضَمَّ إِلَيْهِ من جَيش أهل الغرب، فَلم يقدروا عليه، فانتعش أمره واشتدت شوكته فسَار إِلَى فاس وراء أثر السُّلْطَان زَيْدَانَ.
وَلما وصل زيدان خبر مَجِيئه إِلَيْهِ طالب من أهل فاس الْقيام مَعَه والذب عَن، لكنهم امتنعوا وأعلنوا بنصر الشَّيْخ وبيعته، فخرج زيدان من فاس إِلَى تلمسان. واستقبل أهل فاس الشَّيْخ بالْفَرح بمقدمه فَدَخلَهَا وأَمر جَيش أهل مراكش أَن يرجِعوا إِلَى بِلَادهمْ.<ref>[[الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى|الاستقصا]]، ج 6 ص 6.</ref>
ومات الشيخ المأمون في حادثة العرائش عام [[1020 هـ]] من مرض عضال.