حبيب بن زيد بن عاصم: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط بوت: قوالب الصيانة و/أو تنسيق، أضاف وسمي يتيمة، نهاية مسدودة
سطر 1:
{{نهاية مسدودة|تاريخ=ديسمبر 2013}}
{{يتيمة|تاريخ=ديسمبر 2013}}
 
الصحابي الجليل "حبيب بن زيد بن عاصم"
 
السطر 6 ⟵ 9:
وهكذا لم يكن معه من المروءة ولا من العروبة والرجولة ما يرده عن سفك دم رسول يحمل رسالة مكتوبة الأمر الذي كانت العرب تحترمه وتقدسه، وأراد قدر هذا الدين العظيم-الإسلام-أن يضيف إلى دروس العظمة والبطولة التي يلقيها على البشرية بأسرها، درسا جديدا موضوعه هذه المرة وأستاذه أيضا حبيب بن زيد.
 
جمع الكذاب مسيلمة قومه وناداهم إلى يوم من أيامه المشهودة وجيء بمبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم-حبيب بن زيد-يحمل آثار تعذيب شديد أنزله به المجرمون، مؤملين أن يسلبوا شجاعة روحه، فيبدو أمام الجمع متخاذلا مستسلما، مسارعا إلى الإيمان بمسيلمة حين يُدعى إلى هذا الإيمان أمام الناس وبهذا يحقق الكذاب الفاشل معجزة موهومة أمام المخدوعين به
 
جمع الكذاب مسيلمة قومه وناداهم إلى يوم من أيامه المشهودة وجيء بمبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم-حبيب بن زيد-يحمل آثار تعذيب شديد أنزله به المجرمون، مؤملين أن يسلبوا شجاعة روحه، فيبدو أمام الجمع متخاذلا مستسلما، مسارعا إلى الإيمان بمسيلمة حين يُدعى إلى هذا الإيمان أمام الناس وبهذا يحقق الكذاب الفاشل معجزة موهومة أمام المخدوعين به
 
 
قال مسيلمة لحبيب: أتشهد أن محمدا رسول الله؟
السطر 15 ⟵ 16:
وأجاب حبيب في سخرية قاتلة: إني لا أسمع شيئا!!
وتحولت صفرة الخزي على وجه الكذاب إلى سواد حاقد مخبول، لقد فشلت خطته، ولم يُجده تعذيبه، وتلقى أمام الذين جمعهم ليشهدوا معجزته، تلقى لطمة قوية أسقطت هيبته الكاذبة في الوحل، هنالك هاج كالثور المذبوح ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن سيفه، ثم راح يقطع جسده، قطعة، وبضعة بضعة، وعضوا عضوا، والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد إسلامه: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)
 
 
لو أن حبيبا أنقذ حياته يومئذ بشيء من المسايرة الظاهرة لمسيلمة، طاويا على الإيمان صدره، لما نقص إيمانه شيئا ولا أصاب إسلامه سوء، ولكن الرجل الذي شهد مع أبيه وأمه وأخيه وخالته بيعة العقبة والذي حمل منذ تلك اللحظات الحاسمة المباركة مسؤولية بيعته وإيمانه كاملة غير منقوصة، ما كان له أن يوازن لحظة من نهار بين حياته ومبدئه، ومن ثم لم يكن أمامه لكي يربح حياته كلها مثل هذه الفرصة الفريدة التي تمثلت فيها قصة إيمانه كلها ثبات وعظمة وبطولة وتضحية واستشهاد في سبيل الهدى والحق يكاد يفوق في حلاوته وفي روعته كل ظفر وكل انتصار.
 
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ استشهاد مبعوثه الكريم واصطبر لحكم ربه فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب مسيلمة ويكاد يرى مصرعه رأي العين، أما نسيبة بنت كعب أم حبيب فقد ضغطت على أسنانها طويلا ثم أطلقت يمينا مبرورة لتثأرن لولدها من مسيلمة ذاته، ولتغوصن في لحمه الخبيث برمحها وسيفها، وكان القدر الذي يرمق آنئذ جزعها وصبرها وجلدها، يبدي إعجابا كبيرا بها ويقرر في نفس الوقت أن يقف بجوارها حتى تبر بيمينها
 
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ استشهاد مبعوثه الكريم واصطبر لحكم ربه فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب مسيلمة ويكاد يرى مصرعه رأي العين، أما نسيبة بنت كعب أم حبيب فقد ضغطت على أسنانها طويلا ثم أطلقت يمينا مبرورة لتثأرن لولدها من مسيلمة ذاته، ولتغوصن في لحمه الخبيث برمحها وسيفها، وكان القدر الذي يرمق آنئذ جزعها وصبرها وجلدها، يبدي إعجابا كبيرا بها ويقرر في نفس الوقت أن يقف بجوارها حتى تبر بيمينها
 
 
 
ودارت من الزمان دورة قصيرة جاءت على أثرها الموقعة الخالدة، موقعة اليمامة، وجهز أبو بكر الصديق خليفة رسول الله جيس الإسلام الذاهب إلى اليمامة حيث أعد مسيلمة أضخم جيش، وخرجت نسيبة مع الجيش وألقت بنفسها في خضم المعركة، في يمناها سيف، وفي يسراها رمح، ولسانها لا يكف عن الصياح: أين عدو الله مسيلمة؟
ولما قتل مسيلمة، وسقط أتباعه كالعهن المنفوش، وارتفعت رايات الإسلام عزيزة ظافرة وقفت نسيبة وقد ملئ جسدها الجليل القوي بالجراح وطعنات الرماح، وقفت تستجلي وجه ولدها الحبيب، الشهيد "حبيب" فوجدته يملأ الزمان والمكان
أجل ما صوبت نسيبة بصرها نحو راية من الرايات الخفاقة المنتصرة الضاحكة إلا رأت عليها وجه ابنها "حبيب" خفاقا، منتصرا، ضاحكا
 
المرجع "كتاب رجال حول الرسول" لـ "خالد محمد خالد"
 
[[تصنيف:صحابة]]