مشربية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏المشربيات في التراث العربي والأدب: حذف ملف غير حر يوجد بديله من نفس البلد يفي بالغرض
ط WPCleaner v1.30b - باستخدام وب:فو - تدرج العناوين
سطر 31:
تحدّثنا في القسم السابق عن كيفيّة ظهور المشربيّة، وتفاوت استخدامها في البلاد العربية في عماراتها الصحراويّة المحليّة، لكنّ هذا الوصف التاريخي لا يوضّح الأسباب العمليّة لاستخدام المشربيّات، حيث أنّ لاستخدامها أبعاداً أعمق، ونتائج هائلة، فهي تعتبر نقطة تحوّل مهمّة في مسيرة العمارة المحليّة.
ولفهم استخدامات المشربيّة وفوائدها، استخدمنا هنا تصنيف المعماري المصري "حسن فتحي" حيث أنه يعرّفها على أنها تقوم بخمس وظائف :
==== ضبط درجات الحرارة ====
===== صيفاً =====
إنّ أكبر مسبب لارتفاع درجات الحرارة في الفراغات المعماريّة الداخليّة هو الكسب الحراري المباشر من أشعّة الشمس، وبالتالي فإنّه ينصح تجنّب الأشعّة الساقطة على النوافذ بزاوية سقوط كبيرة ومباشرة، والاكتفاء بالوهج المنعكس الأقل كثافة الذي لا يسبب الكسب الحراري للداخل.
وبما أنّ المشربيّة سمحت بالفتحات الكبيرة في الجدران (كما أسلفنا في البداية) ،فقد أصبح من الممكن لتيّار ثابت من الهواء أن يمر عبر فتحاتها الصغيرة إلى داخل الغرف، مما يساعد مستخدمي المكان على فقد الحرارة من أجسامهم عن طريق التعرّق.
وقد اعتاد السكّان المحليّون على وضع آواني الشرب الفخاريّة في المشربيّات، مما سمح للهواء الداخل إلى المبنى أن يفقد من حرارته عن طريق تبخير أجزاء من مياه الشرب في الآنية، وبالتالي يدخل الهواء البارد "نسبيّا" إلى الغرف.
===== شتاءً =====
يسمح تصميم القضبان وفتحات المشربيّة لأشعّة الشمس في الشتاء بالدخول إلى الفراغ المعماري الداخلي، حيث يتم تصميم هذه الفتحات والأخذ بعين الاعتبار زوايا سقوط الشمس شتاءً،(حيث أنها تكون أقرب إلى الأرض) ،وبالتالي يزيد ذلك من درجة حرارة الداخل ويشعر السكّان بالدفئ.إنّ نقطة تحوّل المشربيّة من أداة لتلطيف الجو الحار إلى أداه للحفاظ على درجات الحرارة شتاءً هي نقطة حرجة، لذا يجب على الحرفي والمعماري أن يفهما تماما عمل المشربيّة واستجابتها لأشعّة الشمس في كلا الفصلين.
 
==== ضبط مرور الضوء. ====
 
على المصمم أن يختار المسافات الفاصلة وحجم قضبان مناسب للمشربيّة التي تغطّي فتحة في الواجهة بحيث تعترض الإشعاع الشمسي المباشر، في الواجهات الجنوبيّة يستخدم مشبك ذا مسافات فاصلة صغيرة.
سطر 47:
ويفضّل أن تكون قضبان المشربيّة التي تقع على مستوى الإنسان قريبة من بعضها البعض، لزيادة الانكسارات في الضوء المار من خلالها، فتخفف من الابهار الناتج من أشعة الشمس ومكوّنات المشربيّة، ولتعويض نقص الإضاءة في المستوى السفلي، يفضّل زيادة المسافة بين القضبان كلّما اتجهنا إلى الأعلى.
 
==== ضبط تدفّق الهواء. ====
توفّر المشربيّة ذات الفتحات الكبيرة الواضحة فراغات أكبر في المشبك، مما يساعد على تدفّق الهواء داخل الغرفة، أمّا عندما تتطلّب اعتبارات الانارة فتحات ضيّقة لتقليل الإبهار، فإنّ تدفّق الهواء ينقص بشكل ملحوظ.
 
سطر 57:
 
أمّا إذا بقيت حسابات تدفّق الهواء غير كافية، فيمكن تعويض النقص السلبي من خلال فتح الواجهة بأكملها ومن ثمّ تغطيتها بمشربيّة واسعة جدّا.
==== زيادة نسبة رطوبة تيّار الهواء. ====
يتم من خلال طريقتين:
 
سطر 64:
* جميع الألياف العضوية مثل الخشب المستخدم في المشربيات, تمتص وترشح كميات معقولة من الماء بسهولة تامة. طالما لم يتم تغطيتها أو دهنها. يفقد الهواء المار من خلال المشربية الخشبية المنفذة بعضا من رطوبته وذلك بامتصاص القضبان الخشبية لها إذا كانت معتدلة البرودة, كما تكون في الليل عدة. وعندما تسخن المشربية بفعل ضوء الشمس المباشر فإنها تفقد هذه الرطوبة للهواء المتدفق من خلالها. ويمكن استعمال هذه التقنية لزيادة رطوبة الهواء الجاف أثناء الحر في النهار، وتبريد الهواء وترطيبه في أكثر الأوقات احتياجاً لذلك. ولقضبان المشربية المسافات الفاصلة بينها حجوم مطلقة ونسبية مثلى، تعتمد على مساحة السطوح المعرضة للهواء, ومعدل مرور الهواء من خلالها، لذلك فإن زيادة مساحة السطح عن طريق زيادة حجم القضيب تؤدي إلى زيادة التبريد والترطيب. إضافة إلى ذلك، فإن قضيباً كبيراً له في الوقت ذاته مساحة سطحية أكبر تزيد من قدرته على امتصاص بخار الماء بلإضافة إلى التبريد الناجم عن تبخر الماء فوق سطحه. كذلك تكون سعة امتصاصه للماء أكبر، مما يمكنه من الاستمرار بعملية إطلاق بخار الماء عن طريق التبخر لفترة زمنية أطول.
 
==== توفير الخصوصيّة للسكّان. ====
 
بالإضافة لتأثيراتها الفيزيائيّة، توفّر المشربيّة الخصوصيّة للسكان، مع السماح لهم في الوقت ذاته بالنظر إلى الخارج من خلالها. وهذا يدعم استخدام المشربيّة ذات الجزئين، حيث يضمن الجزء السفلي الخصوصيّة، في حين يتم تدفّق الهواء عبر الجزء العلوي منها.