عبد الرزاق السنهوري: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط WPCleaner v1.30b - باستخدام وب:فو - تدرج العناوين
سطر 22:
== سيرته في سطور ==
==== الحياة المبكرة والتعليم الأول ====
ولد السنهوري في [[19 صفر]] [[1313 هـ]] / [[11 أغسطس]] سنة [[1895]]م بمدينة [[الإسكندرية]] لأسرة فقيرة، وعاش طفولته يتيمًا، حيث توفي والده الموظف بمجلس بلدية الإسكندرية تاركاً أمه وسبعه من البنين والبنات ولم يكن عبد الرازق يبلغ من العمر أكثر من ست سنوات. بدأ تعليمه في الكُتَّاب بتشجيع من والده الذي كان يقدم له الجوائز ترغيباً له في التعليم، ثم انتقل بعد وفاة والده إلى مدرسة راتب باشا الابتدائية ثم التحق ب[[مدرسة رأس التين]] الثانوية فالمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية ومنها حصل على الشهادة الثانوية عام 1913 م وكان ترتيبه الثاني على طلاب القطر المصري. قرأ في مرحلة مبكرة من عمره درر التراث العربي، حيث قرأ كتب: الأغاني، والأمالي، والعقد الفريد، وقرأ ديوان [[المتنبي]]، وكان يتردد على المكتبات العامة ومكتبة المعهد الديني للإطلاع وكان كثير الإعجاب بالمتنبي ويفضله على غيره من شعراء العربية.
 
==== الدراسات العليا ====
نال درجة الليسانس في الحقوق سنة [[1917]]م من [[المدرسة الخديوية|مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة]] (باللغة الإنجليزية)، وجاء ترتيبه الأول على جميع الطلاب، رغم أنه كان يعمل موظفًا بوزارة المالية إلى جانب دراسته. تأثر في مرحلة شبابه بالزعيم المصري الوطني المصري "[[مصطفى كامل]]"، وتبنى فكرة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها، كما كان معجبًا [[الكواكبي|بالكواكبي]] و[[عبد العزيز جاويش]] و[[محمد فريد وجدي]].
==== انخراطه في الحياة العامة ====
عين بعد حصوله على ليسانس الحقوق بالنيابة العامة في سلك القضاء بمدينة [[المنصورة]] بشمال مصر. وقد كتب بمذكراته عن الاجتياح الاستعماري للدولة العثمانية سنة 1918 يقول {{إقتباس خاص | أقرأُ الآن تاريخ أوروبا في القرن التاسع عشر، ومقاومة الدول الأوروبية لتركيا، واقتناصها ممتلكاتها واحدة بعد أخرى، وفرضها عليها شروط الغالب ،سواء كانت غالبة أو مغلوبة، وما أظهرته أوروبا من التعصب والجور وما استحلته من ضروب الخيانة والغدر..كل هذا لم يدهشني، إنما يدهشني أن أرى المسلمين يتعجبون مما أظهرته أوروبا من الوحشية تحت ستار المدنية، كأنهم _أيقظهم الله من سباتهم_ يجهلون أن المدنية والإنصاف والعدالة والقانون ألفاظ مترادفة توجد في المعاجم وتسمع على ألسنة الساسة والكتاب، وإذا بحثوا عن مدلولها لم تجده.. إن الذي أصاب الدولة العلية من أوروبا تم على وفق السنن الطبيعية، إنها مبررات الذئب للخروف الذي عكر عليه الماء وعلى الخروف _حتى يأمن غائلة الذئب_أن يخلع قرونه التي تفتت وأن يتخذ له قروناً من حديد يستطيع أن يخرق بها أحشاء الذئب إذا حدثته نفسه بالاعتداء عليه}} <ref>إسلامية الدولة والمدنية والقانون - د.محمد عمارة</ref>
 
شارك أثناء عمله بالنيابة العامة في [[ثورة 1919]]م، فعاقبته سلطات الاستعمار الإنجليزي بالنقل إلى مدينة [[أسيوط]] أقصى جنوب مصر. ترقى سنة 1920 م إلى منصب وكيل النائب العام، وفي نفس العام انتقل من العمل بالنيابة إلى تدريس القانون في مدرسة القضاء الشرعي، وهي واحدة من أهم مؤسسات التعليم العالي المصري التي أسهمت في تجديد الفكر الإسلامي منذ إنشائها سنة [[1907]]م، وزامل فيها كوكبة من أعلام التجديد والاجتهاد، مثل الأساتذة [[أحمد إبراهيم]] و[[عبد الوهاب خلاف]] و[[عبد الوهاب عزام]] و[[أحمد أمين]]، وتتلمذ عليه عدد من أشهر علماء مصر، وعلى رأسهم الشيخ [[محمد أبو زهرة]].
==== هجرته إلى فرنسا= ===
سافر إلى فرنسا سنة [[1921]]م في بعثة علمية لدراسة القانون ب[[جامعة ليون]]، وهناك تبلورت عنده الفكرة الإسلامية، وبدأ يتخذ الموقف النقدي من الحضارة الغربية، فانتقد الانبهار بالغرب، وهاجم تبني د/ [[منصور فهمي]] لمقولات المستشرقين، وهاجم موقف الشيخ [[علي عبد الرازق]] صاحب كتاب [[الإسلام وأصول الحكم]] من الخلافة الإسلامية وتأثره فيه بالمناهج العلمانية والرؤية النصرانية.
 
في فرنسا وضع د/عبد الرزاق السنهوري رسالته الإصلاحية التي عرفت بـ (مواد البرنامج) الذي يتضمن رؤيته في الإصلاح، وأنجز خلال وجوده في فرنسا رسالته للدكتوراه (القيود التعاقدية على حرية العمل في القضاء الإنجليزي)، ونال عنها جائزة أحسن رسالة دكتوراه. وأثناء وجوده هناك ألغيت الخلافة الإسلامية، فأنجز رسالة أخرى للدكتوراه عن (فقه الخلافة وتطورها لتصبح هيئة أمم شرقية) رغم عدم تكليفه بها وتحذير أساتذته من صعوبتها والمناخ الأوروبي السياسي والفكري المعادي لفكرتها!.
==== عودته إلى مصر= ===
عيّن بعد عودته سنة [[1926]]م مدرسًا للقانون المدني بكلية الحقوق بالجامعة المصرية (القاهرة الآن). شارك في المعارك السياسية والفكرية التي كانت تموج بها الحياة في مصر قبل الثورة، وكان قريبًا من كل تيارات التغيير والإصلاح رغم عدم انضمامه لحزب أو تنظيم. فصلته الحكومة سنة [[1934]]م من الجامعة لأسباب سياسية، منها تأسيسه لـ "جمعية الشبان المصريين". سافر إلى [[العراق]] سنة [[1935]]م بدعوة من حكومتها، فأنشأ هناك كلية للحقوق، وأصدر مجلة القضاء، ووضع مشروع القانون المدني للدولة، ووضع عددًا من المؤلفات القانونية لطلاب العراق.
 
عين بعد عودته لمصر من بغداد سنة 1937 م عميدًا لكلية الحقوق ورأس وفد مصر في المؤتمر الدولي للقانون المقارن بلاهاي. أسندت إليه وزارة العدل المصرية مشروع القانون المدني الجديد للبلاد، فاستطاع إنجاز المشروع، ورفض الحصول على أي مكافأة. أجبر مرة أخرى على ترك التدريس بالجامعة سنة 1937 م فاتجه إلى القضاء فأصبح قاضيًا للمحكمة المختلطة بالمنصورة، ثم وكيلاً لوزارة العدل، فمستشارًا فوكيلاً لوزارة المعارف العمومية، إلى أن أبعد منها لأسباب سياسية سنة 1942 م فاضطر إلى العمل بالمحاماة رغم عدم حبه لها.
==== مساهماته في وضع الدساتير في الدول العربية= ===
عاد للعراق مرة أخرى سنة [[1943]]م لاستكمال مشروع [[القانون المدني]] الجديد، ولكن بسبب ضغوط [[الحكومة المصرية]] (الوفدية) على [[الحكومة العراقية]] اضطر للسفر إلى [[دمشق]]، وبدأ وضع مشروع القانون المدني لها، ولكن أعيد مرة أخرى لمصر بسبب ضغوط حكومية. وضع أثناء وجوده في دمشق أول مخطط لإنشاء اتحاد عربي سنة [[1944]] م قبل قيام الجامعة العربية، ووضع مشروع معهد الدراسات العربية العليا الذي تأجل تنفيذه حتى سنة [[1952]] م في إطار [[جامعة الدول العربية]].