حبكة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة سريعة لبوابة أدب باستخدام شريط البوابات
تنسيق ويكي، وصلات داخلية، مراجع
سطر 13:
اذا كنت قد قرأت رواية فولكنر ابسالوم, اباسلوم ورواية جين ريس بحر سارجاسو الواسع فربما تكون قد صدمت من أن القصص في كلتا الروايتين متشابهة بشكل بارز (يمكنك ان تتأكد من ذلك إذا رغبت بكتابتهما حسب ترتيبهما التاريخي) لكن الحبكتين مختلفتان جدا, بحيث ان التشابه في القصص لا يظهر بشكل فوري.
 
أيضا, إذا كنت قد قرأت رواية [[جوزيف كونراد]]<ref>http://yaseralbader.com/2011/09/22/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%83%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B4%D8%AA%D9%87%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%81-%D9%83%D9%88%D9%86%D8%B1%D8%A7%D8%AF/</ref
أيضا, إذا كنت قد قرأت رواية جوزيف كونراد {{ط|نوسترومو}} (1904)<ref>http://www.nostromoonline.com/</ref> فسوف تعرف ان فيها حبكة معقدة جدا, فالرواية استطاعت ان تكون مروية بطريقة التسلسل التاريخي المستقيم والسهل للغاية. لكن لماذا رواها كونراد بطريقة كهذه معقدة وغير متسلسلة تاريخيا؟ وفي تلك الحالة, لماذا لم تشأ إيميلي برونتي ان تروي لنا مرتفعات ويذرينج بسحبة واحدة مسلسلة تسلسلا تاريخيا ملائما ــ ربما عن طريق جعل نيلي دين يقصها في اجتماع واحد مع لوكوود؟
 
من المفترض ان يكون الجواب على اسئلة كهذه معقدا. ان الروائي يبني الحبكة بطريقة خاصة لكي يجذب الانتباه إلى اشياء محددة ربما كانت ستغيب عن الملاحظة ولكي يحدث اثرا مختلفا على القارئ, وهكذا. ان احدى نتائج تعقيد حبكة {{ط|نوسترومو}}, على سبيل المثال, هي ان كونراد يقتل عمدا ما يجاهد لاجله العديد من الروائيين, اي عنصري التوتر وتوقع القارئ اننا نعرف من بداية الرواية ما هي النتيجة النهائية التي سيصل إليها الصراع السياسي والعسكري في كوستاجونا, فلماذا يقوم كونراد بذلك؟ من المحتمل ان يكون السبب هو انه في الوقت الذي يكون على القارئ أن يكرس اقل انتباه أو توقع عن ماذا سيحدث فإنه (القارئ) سيتمكن من تكريس الكثير الكثير لماذا وكيف يحدث.
 
ربما يجعلنا التوتر نقرأ بسرعة, وبعدم اهتمام, وقلقين لمعرفة ماذا يحدث. ان قراءة كهذه هي قراءة محبطة بالطريقة المبنية فيها {{ط|نوسترومو}} بينما هي على العكس قراءة مشجعة بالطريقة المبنية فيها معظم روايات ديكنز, إن ديكنز يريد ان يثير قلقنا العاطفي ولهذا نجده يضع الألغاز ويخلق الغموض بحيث تكون قراءتها موجهة لحلها.
 
لو تخلى روائي ما عن التسلسل التاريخي الدقيق فيكف يمكنه ان يحافظ على تماسك الرواية ويجعل عناصرها متضافرة؟ حسنا, ان السببية هي طريقة مهمة وممكنة كما أشار إلى ذلك فورستر. والمتعة لا تفارقنا طوال قراءتنا الفصول الأخيرة من رواية {{ط|نوسترومو}}, لاننا نرى لماذا تحدث الأشياء بالطريقة التي تحدث فيها, ان الرواية السببية تظل واضحة بالنسبة لنا.
 
بعيدا عن السببية, يستطيع الروائي ان يقيم توازيات وتشابهات بين الشخصيات والمواقف والأحداث بحيث تكون الرواية متماسكة حتى لو كانت حبكاتها غير متسلسلة تاريخيا ولا ترتبطها علاقات سببية. وهذا كاف لدرجة معينة بحيث نعتقد بأن تجارب الجيل الثاني من الشخصيات في مرتفعات ويذرينج هي ناجمة عن حياة وافعال الجيل الأول من الشخصيات, لكن التوازيات (مع التعدد) والتشابهات بين الشاب كاثي ولينتون هيثكليف, وهاريتون ايرنشو وآبائهم يجعلنا نشعر بأن هذا الجزء الثاني يتبع موضوعات واستقصاءات من الجزء الأول للرواية.
السطر 25 ⟵ 26:
وعدا عن ذلك يمكن ان تكون الرواية متضافرة بشخصية عامة أو حدث عام, فالرواية الصعلوكية متضافرة بشخصية الصعلوك, مثلا. انه شكل غير ناضج نسبيا من الوحدة, وقد بدأ عموما غير كاف للعديد من الروايات التي أتت بعده.
 
يجب القول انه مع الحداثة, وما بعد الحداثة قد تم اخضاع السؤال الذي يتعلق بوحدة الرواية لشك مريب وكبير. ولقد وقفت [[فرجينيا وولف]] ضد الحبكة (بمعنى الحبكة التقليدية, والمحكمة البناء, والواقعية), كواحدة من عدد من الأعراف المشوهة وذلك في مقالتها (الادب{{ط|الأدب الروائي الحديث)}} (1919) ورواية مثل {{ط|المناوق}} (1995)[[ألان روب لآلنجرييه|لألان روب غرييهجرييه]] تفتقر بالتأكيد إلى العناصر التوحيدية بالمعنى التي أوجزناها فيه. ان الإنكار الفعلي للسلبية, كمبدأ يعول عليه من قبل العديد من الروائين الحداثويين, وما بعد الحداثويين, قد أثر بصورة حتمية على الطريقة التي يبنون فيها رواياتهم.
 
يمكننا ان نصف حبكات الرواية بطريقتين: اما تبعا لسيطرة النشاطات الإنسانية التي تشكل المبدأ التحفيزي فيها أو النشاطات الإنسانية التي تجذب القارئ من خلالها, أو تبعا لطرق أكثر تقنية. في الصنف الأول يمكن ان نضم حبكات مبنية حول (الصراع) كما هو حال حبكة {{ط|نوسترومو,}}،<ref>http://www.gutenberg.org/files/2021/2021-h/2021-h.htm</ref> وحول ({{ط|سر غامض)}} كما هوفي الحالمعظم فيأعمال العديدالإنجليزي من روايات[[تشارلز ديكنز,]] وحولالروائية، ( {{ط|المطاردة)}} أو ({{ط|البحث)}} كما في رواية {{ط|القلعة}} لكافكا,[[فرانس كافكا|لفرانس كافكا]]، وحول (رحلة) كما هي {{ط|[[رحلات جوليفر,غوليفر]]}} [[جوناثان سويفت|لجوناثان سويفت]] أو أخيرا, حول (اختبار) مثل رواية جوزيف كونراد خط{{ط|قلب الظل}}. ان<ref>http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-26683.htm</ref>

إن هذه التوصيفات هي بالطبع توصفيات مبسطة ونريد ان نقول ان جميع هذه الروايات مبنية حول قضايا أكثر تعقيدا من الموضوعات الاحادية التي اشرنا إليها, لكن مما يفيد تذكره هنا ان رواية ما غلابا ما تكون قوية ومتماسكة بسيطرة عنصر معين مثل واحد من هذه النماذج المتاحة للحبكة, فرواية (خط الظل) هي أكثر بكثير من مجرد اختبار, لكن موضوعة الاختبار هي شكل لأساس راسخ بنموذج اسمى داخل المنطق التنظيمي للحبكة.
 
اما تصنيف الحبكات وفقا لطرق أكثر تقنية فسيزودنا بمصطلحات مثل (حبكة صعلوكية حديثة), (حبكة جيدة الصنع) (وهي الحبكة الواقعية التقليدية للقرن التاسع عشر), (حبكة متعددة) (ففي العديد من الروايات هناك خطان أو أكثر للحبكة, يتشابكان أحيانا), ومن المهم جدا التمكن من فصل الحبكة الرئيسية عن حبكاتها الفرعية المرافقة لها, بهدف التحليل.
السطر 37 ⟵ 40:
== الحبكة في الدراما ==
 
الحبكة في المسرح أو التلفزيون درامياً هي من أهم الأسس التي يقوم عليها موضوع المسرحية أو التمثيلية، وللحبكة بناء قائم بذاته يمكننا معرفتها من خلالهِ، وهذا البناء يعتمد أساسا على الصراع، إذ لا حبكة بدون صراع، وللصراع صور شتى، ولكي لا نذهب بعيداً فإن أبسط المسرحيات، التي تجد فيها الصراع قائماً بين الخير والشر (البطل وغريمه) وقد يقوم الصراع بين البطل والقدر، أو بين البطل وقوانين المجتمع كما في مسرحية(الصندوق الفضي The Silver box) للكاتب الإنكليزي جان جانزورزي الحائز على جائزة نوبل للآداب حيث يظهر بناء الحبكة فيها على أروع ما يكون.
 
للكاتب الإنكليزي جان جانزورزي الحائز على جائزة نوبل للآداب حيث يظهر بناء الحبكة فيها على أروع ما يكون.
== مصادر ==
{{مراجع}}
 
{{شريط بوابات|أدب}}