الأقلية المسلمة فى اليونان

توجد ضمن الحوض الشرقي للبحر المتوسط ، في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان ، تحدها تركيا من الشمال الشرقي ، وبلغاريا ويوغسلافيا من الشمال ، وألبانيا من الشمال الغربي ، يحيط بها البحر المتوسط من الجنوب والغرب وبحر ايجه من الشرق .

كيف وصل الإسلام إلى اليونان ؟

وصلها الإسلام في وقت مبكر إبان الصراع بين الدول الإسلامية ودولة الروم فلقد فتح المسلمون بعض الجزر اليونانية في عهد الأومويين ، منها جزيرة رودس ، ثم فتح الأندلسيون جزيرة كريت في سنة ( 212 هـ -827 م ) ، غير أن الوصول الفعلي للإسلام بدأ مع سيطرة الأتراك على شبه جزيرة البلقان ، وفتح السلطان مراد الأول مقدونيا ، ثم فتح السلطان بايزيد الأول تساليا ، ثم استولى الأتراك على وسط اليونان وشبه جزيرة المورة ثم جزيرة رودس وكذلك جزيرة كريت ، وخضع اليونانيين لحكم الأتراك لعدة قرون ، وهاجر إليها العديد من الأتراك والبلغار والألبان المسلمين ، واعتنق الإسلام بعض اليونانيين ، وفي القرن الثالث الهجري تدخلت الدول الأوروبية إلى جانب اليونان ضد تركيا ، ونتج عن هذا التدخل حروب عديدة بين الأتراك واليونانيين انتهت باستقلال اليونان ، وعقدت معاهدة ( لوزان ) لتبادل السكان ، وطرد اليونانيين المسلمين الألبان من منطقة ( جنينة ) وطرد المقدونيين المسلمين وهاجر مئات الألوف من المسلمين إلى تركيا وتعرض الباقي إلى الاضطهاد وانخفض عدد المسلمين فى اليونان ويقدر عددهم بحوالي 250 ألف نسمة حالياً . وينتشر المسلمين في عدة مناطق وهي منطقة تراقيا الغربية ،ومقدونيا ، منطقة بحر ايجه ،ومنطقة ايبروس ، مدينة أثينا

المساجد :

كان باليونان عدد كبير من المساجد أيام الحكم العثماني ، انخفض عددها إلى 300 مسجد وهذا الرقم أخد بالتناقص نتيجة الهدم والتقادم وعدم الصيانة ، ومعظم المساجد توجد في منطقة تراقيا الغربية وفي مقاطعة ايبروس وفي جزر بحر ايجة وفي مقدونيا واثينا ، ويوجد الأن مشروع إنشاء مسجد ومركز إسلامي في اثينا .

التعليم :

تنتشر المدارس في منطقة ترافيا الغربية وهناك أكثر من 200 مدرسة يعلم بها الدين الإسلامي خلال ساعات معينة في الأسبوع . وهناك 5 مدارس التعليم فيها باللغة التركية بحروف عربية ، وتوجد مدرستان لتخريج الأئمة ، وتوجد عدة مدارس أسبوعية يعلم فيها الدين لمدة ساعتين في الأسبوع . وتعاني المدارس من شدة القيود عليها ومن العجز المالي والعجزفي هيئة التدريس ونقص الكتب . وتعاني معظم جزر ايجه ومقدونيا من نقص التعليم الإسلامي .

الهيئات الإسلامية :

توجد منظمتان اسلاميتان في منطقة تراقيا الغربية هما جمعية اتحاد الإسلام وقد نجحت بالتمسك بكتابة اللغة التركية بحروف عربية ، وارجاع الاوقاف الإسلامية ، والجمعية الثانية هي جمعية يقظة الإسلام . وفي منطقة تراقيا ثلاثة من رجال الإفتاء موزعين على أقسامها الإدارية الثلاثة ويتبع كل مفت إدارة للأوقاف الإسلامية ، وتشرف عليها هيئة منتخبة لمدة أربع سنوات ، ويصرف من ريع الاوقاف على المساجد ودفع أجور الأئمة والوعاظ .

الوضع الراهن :

تمارس الحكومة اليونانية التميز العنصري ضد المسلمين فى اليونان وتتدخل فى شؤونهم الدينية . لإجبارهم على الهجرة و يمنع المسلمين من بيع أراضيهم لأعضاء طائفتهم ، وزيادة مساكنهم عن طابق واحد وتحرمهم من بناء المساجد واستخدام الوسائل العصرية في الانتاج ليظلوا متخلفين ولهذا يعيش المسلمون في اليونان وضعاً إقتصادياً متدهوراً .

المصدر : الأقليات المسلمة فى أوروبا – سيد عبد المجيد بكر .