يحيى بن يحيى الليثي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''أبو محمد يحيى بنيبن يحيى بن كثير'''، المعروف ب '''أبو محمد الليثي''' [[مصمودة|المصمودي]] (مواليد [[152 هـ]] - توفي [[234 هـ]].) هو إمام وفقيه [[الأندلس]] صاحبوصاحب روايةواحدة للموطأمن التيأشهر تعدروايات من[[موطأ أشهرالإمام الرواياتمالك|الموطأ]]، حتىأخذها إنعنه أهل المشرق يأخذونوالمغرب، الموطأوشيخ من[[مالكية|المالكية]] روايتهفي كثيراًالأندلس معفي تعدد رواة الموطأزمانه.<ref>نفح الطيب (2/9)</ref>
 
== نسبه نشأته==
ولد يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملال بن منغايا عام 152 هـ<ref name="ويب">[http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17343 المكتبة الإسلامية - يحيى بن يحيى بن كثير]</ref> وهو ينتمي إلى [[أمازيغ|بربر]] [[مصمودة]] نسبًا، وإلى بني الليث ولاءً. جده كثير هو الداخل إلى [[الأندلس]].<ref name="بغية" /> أخذ رواية الموطأ في الأندلس عن زياد بن عبد الرحمن اللخمي المعروف بشبطون، وهو أول من أدخل مذهب مالك إلى الأندلس،<ref>{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثالث|1968|p=45}}</ref> وسمع من يحيى بن مضر القيسي، ثم ارتحل إلى المشرق وعمره 28 عامًا، فسمع الموطأ من [[مالك بن أنس|مالك]] ولازمه، ثم سمع من [[الليث بن سعد]] في [[مصر]]،<ref name="المقري" /> ومن [[سفيان بن عيينة]] في [[مكة]]، ومن [[عبد الرحمن بن القاسم|عبد الرحمن بن القاسم العتقي]] و[[عبد الله بن وهب]].<ref name="بغية" />
* هو: يحيى بن يحيى بن كثير بن بن وسلاس بن شملال بن منغايا المصمودي البربري من قبيلة [[مصمودة]] البربرية، كان مولى لبني ليث من قبيلة [[كنانة]] العربية فانتسب إليهم. <ref>تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (3/1237)</ref> <ref>توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم (7/207)</ref>
 
==مكانته في الأندلس==
== شيوخه ==
كان يحيى بن يحيى ممن نشروا مذهب مالك في الأندلس، وإليه انتهت رياسة المذهب فيها،<ref name="المقري" /> ووصفه مالك بأنه عاقل الأندلس،<ref name="الحميدي" /> وعدّه محمد بن عبد الله بن لبابة القرطبي راوي الأندلس،<ref>{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثاني|1968|p=7}}</ref> وروى عنه ابناه إسحاق وعبيد الله و[[ابن وضاح|محمد بن وضاح]] وزياد بن محمد بن شبطون،<ref name="بغية">{{Harvnb|الضبي| Ref =بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس||p=510-512}}</ref> و[[بقي بن مخلد]] وغيرهم.<ref>{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثالث|1968|p=518}}</ref>
سمع أولا من الفقيه زياد بن عبد الرحمن شبطون ويحيى بن مضر وطائفة ثم رحل وهو ابن ثمان وعشرين سنة إلى المشرق، فسمع [[مالك بن أنس]]، وكان مالك يسميه عاقل [[الأندلس]]، وكان سبب ذلك فيما روى أنه كان في مجلس مالك مع جماعة من أصحابه، فقال قائل: قد خطر الفيل، فخرجوا ولم يخرج، فقال له مالك: مالك لم تخرج لتنظر الفيل وهو لا يكون في بلادك؟ فقال له: لم أرحل لأبصر الفيل، وإنما رحلت لأشاهدك وأتعلم من علمك وهديك، فأعجبه ذلك منه، وسماه عاقل الأندلس. وسمع ب[[مكة]] من [[سفيان بن عيينة]]، وب[[مصر]] من [[الليث بن سعد]] و[[عبد الرحمن بن القاسم]] و[[عبد الله بن وهب]]. ثم حج ورجع إلى المدينة ليزداد من [[مالك]]، فوجده في مرض الموت، فأقام إلى أن توفاه الله، وشهد جنازته. وتفقه بالمدنيين والمصريين من أكابر أصحاب مالك بن أنس بعد انتفاعه بمالك وملازمته.
 
اتهم بأنه هيّج الناس على [[الحكم بن هشام|الحكم الربضي]]، مما نتج عنه [[وقعة الربض]] التي كادت أن تنهي حكم الحكم في الأندلس.<ref>{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الأول|1968|p=339}}</ref> ففر إلى [[طليطلة]] إلى أن أمّنه الحكم، للعودة إلى قرطبة.<ref name="المقري2" /> رغم ذلك، فقد عظم شأنه عند أمراء [[الدولة الأموية في الأندلس|بني أمية في الأندلس]]، فقد ذكر [[ابن بشكوال]] أنه كان مجاب الدعوة، وأن أمير الأندلس كان لا يولي أحدًا القضاء بمدن الأندلس إلا بمشورته،<ref name="ويب" /> غير أنه لم يلي القضاء قط.<ref name="المقري">{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثاني|1968|p=9-10}}</ref> كما كان رادعًا للأمراء، فقد استفتى [[عبد الرحمن الأوسط]] في جارية أتاها في نهار رمضان، فجمع الفقهاء ليفتوه، فأفتاه يحيى بصيام شهرين متتابعين. وحين خرج الفقهاء، سألوه: {{اقتباس مضمن|لم لم تفتيه بالتخيير}}، فقال: {{اقتباس مضمن|لو فتحنا عليه هذا الباب، سهُل عليه أن يطأ كل يوم ويعتق رقبة، ولكن حملته على أصعب الأمور لئلا يعود.}}<ref name="المقري2">{{Harvnb|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثاني|1968|p=11}}</ref>
وعن [[يحيى بن يحيى]] قال: أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني. فقال الليث: دعه. ثم قال لي: خدَمَك العلم. قال: فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك.
 
ذكر [[ابن عبد البر]] أنه صارت إليه الفتيا في الأندلس بعد [[عيسى بن دينار]].<ref name="نبلاء">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1843&idto=1843&bk_no=60&ID=1729 سير أعلام النبلاء - يحيى بن يحيى بن كثير]</ref> وقد توفي يحيى بن يحيى ب[[قرطبة]]، ودفن بها في 22 رجب 234 هـ.<ref name="الحميدي">{{Harvnb|الحميدي| Ref =جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس - الجزء الثاني|1989|p=611}}</ref>
== تلاميذه ==
رجع إلى [[قرطبة]] بعلم جم وتصدر للاشتغال وازدحموا عليه وبعد صيته وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته وكان كبير الشأن وافر الجلالة عظيم الهيبة نال من الرئاسة والحرمة ما لم يبلغه أحد، وإليه انتهت الرياسة بالفقه في الأندلس، وبه انتشر [[مذهب مالك]] هنالك، وأشهر روايات [[الموطأ]] وأحسنها رواية يحيى المذكور، وتفقه به جماعة لا يحصون، ورى عنه غير واحد؛ منهم ابناه عبيد الله، وإسحاق، وأبو عبد الله محمد بن وضاح، وزياد بن محمد بن زياد شبطون، وإبراهيم بن قاسم بن هلال، ومحمد بن أحمد العتبي، وإبراهيم ابن محمد بن باز، ويحيى بن حجاج، ومطرف بن عبد الرحمن، وغيرهم، وكان مع إمامته ودينه مكيناً عند الأمراء معظماً، وعفيفاً عن الولايات، متنزهاً، جلت درجته عن القضاء وامتناعه منه.
 
==المراجع==
== أقوال العلماء فيه ==
{{ويكي مصدر|يحيى بن يحيى بن كثير|يحيى بن يحيى الليثي}}
كان [[أحمد بن خالد]] يقول: لم يعط أحد من أهل العلم ب[[الأندلس]]، منذ دخلها [[الإسلام]]، من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بن يحيى.
{{مراجع|3}}
 
== مصادر ==
قال [[ابن عبد البر]]: عادت فتيا [[الأندلس]] بعد [[عيسى بن دينار]] عليه، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه، وكان فقيها حسن الرأي، كان لا يرى القنوت في الصبح ولا غيرها. قال: وخالف مالكاً في الشاهد واليمين فلم ير القضاء به. إلى أن قال: وكان ثقة عاقلاً حسن الهدى والسمت. قال: ولم يكن له بصر بالحديث.
* {{مرجع كتاب|title=[[نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب]] - المجلد الأول والثالث|given=أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد|surname=المقري|publisher=دار صادر، بيروت|year=1988|isbn=|authorlink=المقري التلمساني| ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب}}
 
* {{مرجع كتاب|title=بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس|given=أحمد بن يحيى|surname=الضبّي|publisher=دار الكاتب العربي|year=1967|isbn=|authorlink=ابن عميرة الضبي| ref =بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس}}
قال [[محمد بن عمر بن لبابة]]: كان فقيه الأندلس [[عيسى بن دينار]]، وعالمها [[عبد الملك بن حبيب]]، وعاقلها يحيى بن يحيى.
* {{مرجع كتاب|title=جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس|given=|surname=الحميدي|publisher=دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت|year=1989|isbn=977-1876-16-3|authorlink=الحميدي| ref ==جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس - الجزء الثاني}}
 
قال [[ابن بشكوال]] في تاريخه: كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة فقد أخذ نفسه في هيئته ومقعده هيئة مالك الإمام بالأندلس فإنه عرض عليه قضاء الجماعة فامتنع فكان أمير [[الأندلس]] لا يولي أحداً القضاء بمدائن إقليم الأندلس إلا من يشير به يحيى بن يحيى فكثر لذلك تلامذة يحيى بن يحيى وأقبلوا على [[فقه مالك]] ونبذوا ما سواه.
 
وقيل إن [[عبد الرحمن بن الحكم]] صاحب الأندلس نظر إلى جارية له في رمضان نهاراً، فلم يملك نفسه أن واقعها، ثم ندم وطلب الفقهاء وسألهم عن توبته. فقال يحيى بن يحيى صم شهرين متتابعين. فسكت العلماء. فلما خرجوا قالوا ليحيى: مالك لم تفته بمذهبنا عن [[مالك]] أنه مخير بين العتق والصوم والإطعام. قال: لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كل يوم ويعتق رقبة، فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود.
 
وقال الفقيه الحافظ [[ابن حزم]]: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان؛ [[مذهب أبي حنيفة]]، فإنه لما ولى قضاء القضاة أبو يوسف كانت القضاة من قبله، فكان لا يولى قضاء البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى أعمال إفريقية إلا أصحابه والمنتمين إلى مذهبه، و[[مذهب مالك]] بن أنس عندنا فإن يحيى بن يحيى كان مكيناً عند السلطان، مقبول القول في القضاة، فكان لا يلي قاض في أقطارنا إلا بمشورته واختياره، ولايشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه، والناس سراع إلى الدنيا والرياسة، فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به، على أن يحيى بن يحيى لم يل قضاء قط، ولا أجاب إليه، وكان ذلك زائداً في جلالته عندهم، وداعياً إلى قبول رأيه لديهم؛ وكذلك جرى الأمر في إفريقية لما ولى القضاء بها [[سحنون بن سعيد]]، ثم نشأ الناس على ما انتشر. وكانت وفاة يحيى بن يحيى سنة [[234 هـ]]. وله 82 سنة.
 
== المصادر ==
 
# جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس. الحميدي. الصفحة 137.
# سير أعلام النبلاء. الذهبي. الصفحة 1261.
# علماء المذهب. ابن فرحون. الصفحة 174.
# تهذيب التهذيب. ابن حجر العسقلاني. الصفحة 1818.
# العبر في خبر من غبر. الذهبي. الصفحة 79.
# تاريخ الإسلام. الذهبي.الصفحة 1846.
# وفيات الأعيان. ابن خلكان. الصفحة 866.
# تاريخ علماء الأندلس. ابن الفرضي. الصفحة 204.
# الأنساب. السمعاني. الصفحة 1291.
# المقتبس من أنباء الأندلس. ابن حيان القرطبي. الصفحة 24.
# الإكمال. ابن ماكولا. الصفحة 536.
 
== الهوامش ==
{{مراجع}}
 
{{بوابة أمازيغ}}
{{ويكي مصدر|يحيى بن يحيى بن كثير}}
 
[[تصنيف:علماء دين أندلسيون]]
[[تصنيف:مالكية]]
[[تصنيف:مواليد 152 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 769]]
[[تصنيف:وفيات 234 هـ]]
[[تصنيف:مالكيةوفيات 849]]