معركة كورسك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 14:
[[ملف:Flag of Germany 1933.svg|25px]] [[غونثر فون كلوج]] <br />
[[ملف:Flag of Germany 1933.svg|25px]] [[هيرمان هوث]] <br />
[[ملف:Flag of Germany 1933.svg|25px]] [[فيرنر كمبثكمبف]] <br />
[[ملف:Flag of Germany 1933.svg|25px]] [[فالتر مودل]] <br />
[[ملف:Flag of Germany 1933.svg|25px]] [[إريش-هينريش كلوسنر]]
سطر 61:
 
الجيش الألماني كان في أزمة طوال شهر فبراير، هتلر التحق بمقر قيادة مجموعة الجيوش الجنوبية في [[زابوروجييه]] ساعات قبل سقوط [[خاركوف]] في 18 فبراير، وقرر عزل قادة هيئة الأركان ومانشتاين على وجه التحديد، ما أوقعه في خلافات مع جنرالاته، وقد كان هتلر يرمي بهذا إبعاد مانشتاين وتحميله مسؤولية خسارة ستالينغراد والمعارك الموالية، لكنه أدرك بعد ذلك أنه سيتحمل بصعوبة خسارة رجل يعتبر إلى حد كبير أكفأ قائد عسكري في الجيش الألماني. وبدلا من ذلك منحه هتلر على مضض الحرية العملياتية التي طالب بها. بمجرد حصول ذلك قام مانشتاين بشرح نواياه في تركيز قواته والقيام بسلسلة من الهجمات المعاكسة لاستغلال حالة الإنهاك في الخطوط السوفياتية وتدمير مقدمة الجيوش السوفياتية واستعادة مدينتي خاركوف وكورسك. في 19 فبراير بدأت [[معركة خاركوف الثالثة]] وشكل الفيلق الثاني بانزر إس إس رأس حربة الهجوم الألماني. المناورة الهجومية لمانشتاين مكنته من فصل مقدمة القوات السوفياتية ومن ثمة محاصرتها وتدميرها، وتمكن الألمان من استعادة خاركوف في 15 مارس و [[بيلغورود]] في 18 مارس، ونزع الهجوم الألماني زمام المبادرة من السوفيات. في 25 فبراير، شنت الجبهة الوسطى السوفياتية هجوما على مجموعة الجيوش الوسطى لكنها اضطرت لإيقافه في 7 مارس قصد إعادة نشر القوات في الجنوب لمواجهة تقدم قوات مانشتاين. بحلول نهاية شهر مارس توقفت العمليات القتالية نظرا لانتشار الوحل الطيني [[راسبوتيتزا]] الذي شل حركة الآليات والمدرعات وكذا حالة الإنهاك التي أصابت القوات الألمانية والسوفياتية. الهجمات المعاكسة بعد توقفها خلفت قطبا بارزا يمتد في عمق الأراضي الواقعة تحت السيطرة الألمانية ويتمركز حول مدينة كورسك.
 
==الخطط والتحضيرات الألمانية==
[[ملف:Kursk-1943-Plan-GE.svg|يسار|305px|thumb|مخطط عملية القلعة للهجوم على كورسك]]
تعرض الجيش الألماني لخسائر ثقيلة خلال شتاء عامي 1942 و1943، ونتج عن ذلك نقص ملحوظ في المدفعية وجنود المشاة. تعداد الوحدات على الجبهة الشرقية كان 470,000 رجلا، ومن أجل بدء العمليات الهجومية في 1943 فإن العبء سيتحمله سلاح البانزر. نظرا للمواقع المكشوفة لمجموعة الجيوش الجنوبية، رأى مانشتاين أنه على يتعين على الجيش الألماني اتباع استراتيجية دفاعية، وتوقع أن الهجوم السوفياتي سيحاول فصل وتدمير مجموعة الجيوش الجنوبية عن طريق التحرك عبر نهر دونتز نحو نهر [[دنيبر]]. في شهر فبراير عرض مانشتاين انتظار بداية الجيش الأحمر لهذا الهجوم ومن ثم شن سلسلة من الهجمات المضادة على أجنحة القوات السوفياتية. لكن هتلر المهتم كثيرا بالآثار السياسية المحتملة لاتباع موقف دفاعي والمشغول كثيرا بالأهمية الإقتصادية للاحتفاظ بحوض دونتسك رفض هذا المقترح. في 10 مارس، عرض مانشتاين مخططا بديلا تقوم من خلاله القوات الألمانية ببتر قوس كورسك بهجوم يبدأ بمجرد زوال الوحل الطيني راسبوتيتزا. في يوم 14 مارس قام هتلر بالإمضاء على الأمر العملياتي رقم 5 الذي يستعرض اعتزام شن سلسلة من الهجومات تشتمل الهجوم على قوس كورسك. بمجرد تمكن من الألمان من تدمير بقايا المقاومة السوفياتية في خاركوف، حاول مانشتاين حث [[غونثر فون كلوج]] قائد مجموعة الجيوش الوسطى للهجوم على الجبهة الوسطى التي تدافع عن الناحية الشمالية لقوس كورسك لابقاء السوفيات في حالة عدم التوازن وللحفاظ على الزخم، لكن كلوج رفض ذلك مشيرا إلى أن قواته تتواجد في حالة ضعيفة لشن هجوم بهذا الحجم. يوم 18 مارس، تمكنت قوات مانشتاين عبر الفيلق الثاني إس إس بانزر من الزحف شمالا واستعادة بيلغورود، لكن التقدم تم كبحه بواسطة القوات السوفياتية التي تم تحويلها من الجبهة الوسطى إلى شمال بيلغورود. في منتصف شهر أبريل، ووسط سوء الأحوال الجوية وإنهاك القوات الألمانية وحاجتها للترميم لم يتم الشروع في الهجمات المعتزمة في الأمر العملياتي رقم 5.
 
في 6 أفريل، أصدر هتلر الأمر العملياتي رقم 6 والذي يحدد بداية العمليات الهجومية على كورسك في 3 ماي أو بعده بوقت قصير. كورت زايستلر رئيس أركان القيادة العليا للجيش الألماني والذي عرف أنه داهية في تنظيم التحركات الاستراتيجية وامتلاكه قدرة استثنائية على حل مشاكل حركة القوات قام بتقديم التخطيط اللوجيستيكي للعمليات. من أجل نجاح المخطط يعتبر من الضروروي بدء الهجوم قبل أن يتمكن السوفيات من إعداد دفاعات واسعة أو شنهم أي هجوم. حمل المخطط اسم عملية القلعة (<small>[[لغة ألمانية|بالألمانية]]: Unternehmen Zitadelle، [[لغة انجليزية|بالإنجليزية]]: Operation Citadel</small>). كان هدف العملية القيام بتطويق مزدوج بكماشة تنطلق من قاعدة القوس وتتوجه صوب مدينة كورسك التي من المفروض أن تكون محاطة بأغلبية القوات السوفياتية المدافعة. [[الجيش التاسع (فيرماخت)|الجيش التاسع الألماني]] من مجموعة الجيوش الوسطى وبقيادة [[فالتر مودل]] يشكل المخلب الشمالي للكماشة، يقوم بالالتفاف ومن ثمة النزول لتنفيذ عملية القطع من الناحية الشمالية للقوس متوجها نحو التلال الشرقية لكورسك لحماية خطوط السكة الحديدية من الهجوم السوفياتي. من مجموعة الجيوش الجنوبية ينطلق [[الجيش الرابع بانزر]] بقيادة [[هيرمان هوث]] و [[فصيلة جيش كمبف]] بقيادة [[فيرنر كمبف]] لاختراق الوجه الجنوبي ثم التوجه شمالا لملاقة الجيش التاسع في المرتفعات الشرقية لكورسك. الهجوم الرئيسي لمانشتاين يكون بالجيش الرابع بانزر والذي يشكل الفيلق الثاني إس إس بانزر رأس الحربة فيه و على جناحه الأيسر يتواجد فيلق البانزر 48 في حين تحمي فصيلة جيش كمبث الجناح الأيمن، وتكون الجهة الغربية محمية من قبل [[الجيش الثاني(فيرماخت)|الجيش الثاني]] بقيادة [[فالتر فايس]].
 
في 27 أفريل، التقى فالتر مودل هتلر لاستعراض الاستطلاعات ولإبداء مخاوفه، مصرحا أنه كلما زادت فترة التحضيرات كلما نقصت أهمية العملية ومطالبا بأن تلغى عملية القلعة نهائيا ليقوم الجيش الألماني بانتظار وإحباط الهجوم السوفياتي وإذا لم يتم الأخذ بهذا يجب أن تراجع عملية القلعة جذريا. مانشتاين ورغم أنه كان إلى منتصف شهر أفريل يعتقد بنجاح العملية إلا أنه في شهر ماي صار يقاسم فالتر مودل ظنونه، وصار يجزم مرة أخرى أن الأفضل بالنسبة للجيش الألماني هو اتخاذه استراتيجية دفاعية، والتنازل عن الأرض للقوات السوفياتية المتوقعة لتتمدد قواتها ما يسمح لدبابات بانزر بمباغتتها عبر هجمات معاكسة و الاشتباك في معارك متحركة وهو ما تبرع فيه. مانشتاين واقتناعا منه أن الهجوم الرئيسي للجيش الأحمر سيكون موجها صوب مجموعة الجيوش الجنوبية، اقترح الإبقاء على الجناح الأيسر للمجموعة قويا كفاية وتحريك الجناح الأيمن بالتدريج نحو نهر دنيبر، يتبعه بعد ذلك شن هجوم مضاد على جناح الجيش الأحمر المتقدم، وتبقى الهجمات المضادة متواصلة إلى أن يتم بلوغ [[بحر آزوف]] وفصل الجيوش السوفياتية. هذه الفكرة تم رفضها من قبل هتلر فهو لم يوافق على سياسة التنازل عن الأرض ولو بشكل مؤقت. زايستلر واضع خطة عملية القلعة كان قلقا بشكل كبير بسبب تأخير الهجوم غلى غاية الاسبوع الثاني من شهر جوان لكنه بقي مؤيدا للهجوم.
 
في بداية ماي، دعا هتلر كبار الضباط إلى اجتماع بميونيخ، وقام بالتحدث لمدة 45 دقيقة عن الوضعية الحالية ومخطط الهجوم. تحدث بعده فالتر مودل عارضا صورا استطلاعية تكشف التحضيرات الواسعة التي قام بها السوفيات استعدادا للهجوم. بعدها تم عرض أربع اقتراحات للإختيار، إما شن العملية دون اي تأخير بالقوات المتواجدة حاليا أو تأجيل الهجوم أكثر لإنتظار وصول المدرعات الجديدة والقوية وإما المراجعة الجذرية للخطة أو إلغاؤها نهائيا. مانشتاين عارض الهجوم لكن ليس بحدة، بينما [[ألبرت شبير]] وزير التسليح والذخيرة تحدث عن صعوبات إعادة بناء التشكيلات المدرعة والنقائص التي تواجهها الصناعة الألمانية في تعويض الخسائر، في حين جادل [[هاينز جوديريان]] بقوة ضد شن العملية مشيرا أن الهجوم غير مبرر. الإجتماع انتهى دون سماع قرار هتلر بشأن العملية التي لم يتم إيقافها ليقوم هتلر بعدها بتأجيل بدايتها إلى 12 جوان.
 
عقب هذا الإجتماع واصل غودريان التعبير عن مخاوفه من العملية التي من شأنها التقليل من قوات البانزر التي يحاول هو إعادة بنائها، فقد كان يعتقد بأن الهجوم وكما هو مخطط له هو سوء استخدام لقوات البانزر لأنه ينتهك عقيدتين من أصل الثلاثة التي وضعها هو كعناصر أساسية لنجاح هجومات البانزر. من وجهة نظر غودريان يجب الإحتفاظ على الموارد المحدودة في الرجال والعتاد للقوات الألمانية نظرا للحاجة لهم للدفاع في جبهة غرب أوربا.
 
== الخطه السوفيتية ==