معركة كورسك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 2:
|اسم_النزاع = معركة كورسك
|صورة = Bundesarchiv Bild 101III-Zschaeckel-206-35, Schlacht um Kursk, Panzer VI (Tiger I).jpg
|تعليق = دبابة [[دبابة النمر 1|تايغر 1]] وعناصر من فرقةالفرقة بانزرالثانية 2بانزر اسإس اسإس خلال معركة كورسك
|جزء_من= [[الحرب العالمية الثانية]]
|تاريخ = من [[5 يوليو]] [[1943]] إلى [[16 يوليو]] 1943 (الهجوم الألماني) <br/>
سطر 43:
'''معركة كورسك''' تعتبر من المعارك التي حددت مسار ونتائج [[الحرب العالمية الثانية]] جرت مابين [[5 يوليو]] [[1943]] و[[23 أغسطس]] بين القوات الألمانية والسوفياتية قرب مدينة [[كورسك]] (450 كلم جنوب غرب [[موسكو]])، وشهدت وقوع أكبر معركة دبابات في التاريخ وهي [[معركة بروخوروفكا]].
 
الهجوم الألماني حمل الإسم الترميزي '''عملية القلعة''' (<small>[[بالألمانية|لغة ألمانية]]: Unternehmen Zitadelle</small>) ومثلت المعركة للنازيين آخر هجوم استراتيجي يمكنهم تنفيذه في [[الجبهة الشرقية (الحرب العالمية الثانية)|الجبهة الشرقية]]. استهدف الألمان إضعاف القدرات الهجومية [[الجيش الأحمر|للجيش الأحمر]] طوال صيف 1943 عبر عزل عدد كبير من قطاعات القوات السوفياتية المتوقع تجمعها فيلشن هجوم انطلاقا من [[نتوءات وممرات وجيوب|جيب]] كورسك لشن بهجوم،كورسك، ما سيؤدي إلى إضعاف خطهم الدفاعي الذي عليه تحمل الضغط على قواتهم المبعثرة. المخطط كان يرمي إلى تنفيذ [[تكتيك الكماشة|حركة كماشة]] عبر الاختراق من الجانبين الشمالي والجنوبي لجيب كورسك ومن ثمة تطويق القوات السوفياتية. وكان الاعتقاد السائد أن الانتصار في هذه المعركة سيعيد تأكيد القوة الألمانية ويرجع لها هيبتها مع حلفائها الذين ينوون الانسحاب من الحرب، وكان من المأمول أسر كبير من القوات السوفياتية وتسخيرهم للعمل في المصانع الحربية الألمانية.
 
لكن السوفيات حصلوا على معلومات استخبارية تكشف النوايا الألمانية من المخابرات البريطانية واعتراض رسائل [[آلة إنجما]]. وقد مكنتهم التحذيرات من الهجوم الألماني على كورسك والتي وصلت أشهرا من قبل من بناء دفاع عميق مصمم لتحمل دبابات البانزر رأس الحربة في الهجوم. كما خططوا لهجومات مضادة فقد كانوا يرون أن تحقيق [[الجيش الأحمر]] لانتصار حاسم سيمنحهم المبادرة الاستراتيجية طوال مدة الحرب.
 
أخّر الألمان موعد البداية محاولة منهم لبناء قواتهم وانتظار أسلحة جديدة، خاصة دبابات [[دبابة بانثر|بانثر]] الجديدة وأعداد أكبر من دبابات [[دبابة النمر 1|تايغر]] وكانت تلك أول مرة يِؤخر فيها الألمان موعد هجوم استراتيجي. منح ذلك الجيش الأحمر وقتا أكبر لبناء سلسلة من الخطوط الدفاعية العميقة باتساع بلغ نحو 300 كلم واشتملت على نشر حقول الألغام، بناء التحصينات، وضع نقاط قوية من مضادات الدبابات مع سحب التشكيلات الآلية خارج الجيب وتكوين احتياطي كبير من القوات تحضيرا للهجوم الإستراتيجي المعاكس.
 
مع بدء الهجوم اصطدم [[فيرماخت|الفيرماخت]] بخط دفاعي سوفياتي متين ومنظم لم تنفع معه محاولات الاختراق. ورغم الامكانيات المعتبرة التي تم حشدها تعرضت القوات الألمانية المهاجمة لخسائر معتبرة. الخسائر من الجانب السوفياتي كانت أفدح لكن الجيش الأحمر وبفضل قوات الإحتياط الإستراتيجي التي يحوزها قام بشن هجومين مضادين هما [[عملية بولكوفوديتس روميانتسيف]] (<small>[[بالروسية|لغة روسية]]: Полководец Румянцев</small>) و[[عملية كوتوزوف]] (<small>[[بالروسية|لغة روسية]]: Кутузов</small>) وتمكن من صد القوات الألمانية وإعادتها إلى خطوط البداية مع تحرير مدينتين هامتين هما [[خاركوف]] و [[أوريول]].
سطر 55:
 
== الأوضاع قبل المعركة ==
[[ملف:Eastern Front 1943-02 to 1943-08.png|rightيسار|250px305px|thumb|خط[[الجبهة الشرقية (الحرب العالمية الثانية)|الجبهة قبلالشرقية]] المعركةخلال عملية القلعة: يظهر اللون البرتقالي فشلتدمير الهجومأحد السوفياتيالاختراقات لاستعادةالسوفياتية مدينةبينما خاركوف ويظهريظهر اللون الأخضر التقدم الألماني نحو كورسك]]
تميزت الأوضاع السابقة للمعركة بالانتقال من مرحلة التفوق الألماني الواضح قبل [[معركة ستالينغراد]] إلى مرحلة التوازن والتكافؤ في القوى بين الطرفين، خاصة بعد أن وظّف الألمان كل طاقاتهم لإعادة بناء القوات التي انهارت في ستالينغراد. فبعد الإنتصار في [[معركة ستالينغراد]] غير السوفيات من استراتيجيتهم من الدفاع إلى الهجوم، مكثفين ضغطهم ناحية الجنوب على القوات الألمانية المستنزفة. [[أدولف هتلر|هتلر]] كان يؤمن أن إرادته الحديدية ستكون عاملا حاسما في الصراع مشددا على قواته بالصمود وعدم الانسحاب من مواقعها مهما حدث وهو ما قيّد القوات الألمانية في دفاع جامد لا يسمح لها بحرية الحركة. [[إريش فون مانشتاين]] قائد [[مجموعة جيوش الدون]] ومنذ شهر ديسمبر طالب عديد المرات وبقوة منحه الحرية المطلقة في قيادة العمليات لتمكينه من توظيف قواته وقد أوقعه ذلك في خلافات مع هتلر. الوقت وسياسة هتلر المصرة على الصمود مهما كلف الأمر خلفت وقوع قطاعات من القوات الألمانية حبيسة أماكنها ما سهل عزلها وتدميرها من القوات السوفياتية. بحلول شهر يناير 1943 ظهرت فجوة يبلغ اتساعها بين 160 و300 كلم ما بين [[مجموعة جيوش الدون]] و [[مجموعة الجيوش أ]] وصار تقدم الجيوش السوفياتية يهدد بفصل جميع الفرق الألمانية المتواجدة جنوب نهر الدون ويشمل ذلك مجموعة الجيوش أ المتواجدة في [[القوقاز]] وفي الوقت ذاته كانت [[مجموعة الجيوش الوسطى]] تواجه ضغوطا شديدة. في 8 فبراير سقطت مدينة كورسك وتبعها سقوط [[روستوف]] في 14 من نفس الشهر. السوفيات وعبر [[جبهة غربية (الاتحاد السوفيتي)|الجبهة الغربية]] و [[جبهة بريانسك]] إضافة [[جبهة وسطى (الاتحاد السوفيتي)|للجبهة الوسطى]] المشكلة حديثا بدأوا التحضير لهجوم يستهدف تطويق وعزل مجموعة الجيوش الوسطى الممتدة بين مدينتي [[بريانسك]] و [[سمولنسك]].
تميزت الأوضاع السابقة للمعركة بالانتقال من مرحلة التفوق الألماني الواضح قبل [[معركة ستالينغراد]] إلى مرحلة التوازن والتكافؤ في القوى بين الطرفين، خاصة بعد أن وظّف الألمان كل طاقاتهم لإعادة بناء القوات التي انهارت في ستالينغراد.
 
تميزت مرحلة ما قبل المعركة بتتالي النجاحات الجزئية الألمانية عبر هجوماتها الجوية الخاطفة وبعمل الروس على مواصلة بناء ترسانتهم الحربية -التي ما انفكّت في تزايد متواصل حتى نهاية الحرب- وبناء التحصينات على خط الجبهة لصد الهجوم المعاكس الألماني المحتمل، فقد قام الروس بزرع 400,000 لغم أرضي وحفر 5000 كم من الخنادق، كما ركزوا على تزويد قواتهم بالصواريخ المضادة للدبابات، وقد نجح السوفيات في تحقيق التفوق العددي في الجنود والدبابات والطائرات والمدافع.
في 12 فبراير جرت إعادة هيكلة للقوات الألمانية، في الجنوب تم تغيير تسمية مجموعة جيوش الدون إلى [[مجموعة الجيوش الجنوبية]] بقيادة فون مانشتاين، أما شمالا فتم حل مجموعة الجيوش ب وقسمت وحداتها بين مجموعتي الجيوش الوسطى والجنوبية، ما أوكل لمانشتاين مسؤولية الفجوة الكبيرة بين الخطوط الألمانية. شهر جانفي عرف وصول الفيلق الثاني بانزر إس إس من فرنسا بكامل قوته، وتم دمجه رفقة وحدات [[الجيش الأول بانزر]] التي أفلتت من الفخ السوفياتي في منطقة القوقاز ضمن مجموعة مانشتاين.
 
الجيش الألماني كان في أزمة طوال شهر فبراير، هتلر التحق بمقر قيادة مجموعة الجيوش الجنوبية في [[زابوروجييه]] ساعات قبل سقوط [[خاركوف]] في 18 فبراير، وقرر عزل قادة هيئة الأركان ومانشتاين على وجه التحديد، ما أوقعه في خلافات مع جنرالاته، وقد كان هتلر يرمي بهذا إبعاد مانشتاين وتحميله مسؤولية خسارة ستالينغراد والمعارك الموالية، لكنه أدرك بعد ذلك أنه سيتحمل بصعوبة خسارة رجل يعتبر إلى حد كبير أكفأ قائد عسكري في الجيش الألماني. وبدلا من ذلك منحه هتلر على مضض الحرية العملياتية التي طالب بها. بمجرد حصول ذلك قام مانشتاين بشرح نواياه في تركيز قواته والقيام بسلسلة من الهجمات المعاكسة لاستغلال حالة الإنهاك في الخطوط السوفياتية وتدمير مقدمة الجيوش السوفياتية واستعادة مدينتي خاركوف وكورسك. في 19 فبراير بدأت [[معركة خاركوف الثالثة]] وشكل الفيلق الثاني بانزر إس إس رأس حربة الهجوم الألماني. المناورة الهجومية لمانشتاين مكنته من فصل مقدمة القوات السوفياتية ومن ثمة محاصرتها وتدميرها، وتمكن الألمان من استعادة خاركوف في 15 مارس و [[بيلغورود]] في 18 مارس، ونزع الهجوم الألماني زمام المبادرة من السوفيات. في 25 فبراير، شنت الجبهة الوسطى السوفياتية هجوما على مجموعة الجيوش الوسطى لكنها اضطرت لإيقافه في 7 مارس قصد إعادة نشر القوات في الجنوب لمواجهة تقدم قوات مانشتاين. بحلول نهاية شهر مارس توقفت العمليات القتالية نظرا لانتشار الوحل الطيني [[راسبوتيتزا]] الذي شل حركة الآليات والمدرعات وكذا حالة الإنهاك التي أصابت القوات الألمانية والسوفياتية. الهجمات المعاكسة بعد توقفها خلفت قطبا بارزا يمتد في عمق الأراضي الواقعة تحت السيطرة الألمانية ويتمركز حول مدينة كورسك.
 
== الخطه السوفيتية ==
كذلك الجيش الأحمر بدأ بالتخطيط لهجومة الصيفي واستقر على الخطة المعاكسة للخطة الألمانية. الهجوم في جبهة اوريل وخاركوف سوف يجعل خط الجبهة مستقيما ويؤدي إلى اختراق بالقرب من مستنقعات بريبيات. ولكن، تم التخلي عن هذه الأفكار، بما ان موسكو تلقت تحذيرا عن الاستعدادات الألمانية من خلال شبكة لوسي للتجسس في سويسرا. معلومات اضافية جائت من John Cairncross في المملكة المتحدة، الذي قدم بيانات شفرة لورنز من حديقة بلتشلي.