نبر: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط WPCleaner v1.29b - باستخدام وب:فو - عناوين تحوي نقطتين
سطر 1:
ظاهرة{{رسالة توضيح|النبر في الصوتعلم العربيالصوتيات|نبر (توضيح)}}
'''النبر''' في [[علم الصوتيات]] أو [[تجويد القرآن]] هو إبراز الصوت على مقطع من الكلمة. وهو أشيع في اللغات الغربية منه في العربية، بحيث يمكن أن يتغير معنى الكلمة في تلك اللغات بتغير موقع النبر، بينما في العربية لا يغير النبر المعنى لكنه قد يساعد السامع على الفهم.
إعداد: الفاتح قريب الله الكبري
 
== مثال ==
== النبر عند اللغويين القدامى ==
انظر الجملتين: (1) جاء معلم العربية و(2) جاء معلمو العربية.
ذكر الخليل بن أحمد، أنّ كلمة "النبر" (بفتح النون المشددة، وتسكين الباء) تأتي بمعنيَين، الأول: الهمز: وذلك في مثل قول رجل: – جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام - يا نبيئ الله (بالهمز)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تنبُر باسمي)، أي لا تهمز . والثاني: الارتفاع: قال رحمه الله: "..وكل شيئ رفع شيئا فقد نَبره، وانتبر الأمير فوق المنبر" . وروي عن كتاب العين أيضا في التهذيب: وقد "سُمي المنبرُ منبرا لارتفاعه وعلوّه"، ويُقال: "انتبر الجرح، إذا ورم، ورجل نبـّار بالكلام: فصيح بليغ. وقال الفيروزبادي: "نبَر الحرف ينبره: هَمَزَه، و[نَبْر] الشيئ رفعه".
 
أولا أود أن أشير إلى أن العامة يخطئون فيقرؤون الجملة الثانية مع واو بعد
بناء على ما سبق، نجد أنّ مفهوم "النّبر" عند القدامى يدل على الارتفاع أو الشدة والتفخيم، وما تسميتهم "الهمز" بالنبر – كما يبدو – إلا إشارة إلى ارتفاعها وشدّتها في المخرج، وقد اتفق على ذلك القدامى والمحدثون من اللغويين؛ قال ابن يعيش أنّ الهمز: "...حرف شديد مستثقل، من أقصى الحلق"، ووصَفها عبده الراجحي، بأنّها: "صوت شديد، لا هو بالمجهور ولا بالمهموس..." . فهذا المعنى يوافق ما ذهب إليه المحدثون، فقد رأينا إبراهيم أنيس يقرّ بأنّ النبر ليس إلا شدّة في الصوت أو ارتفاع فيه.
الميم في كلمة معلمو هكذا:
 
مُ عل لِ مولْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
== النـّبر عند المحدثين ==
النبر هو ما يسمى في اللغة الإنكليزية بـ Stress أو Accent، وهو – بمختلف تعريفاته- ظاهرة صوتية دقيقة اهتدى إليها المحدثون من أصحاب النظرة الوصفية؛ وهو على نوعين:
 
وهذا ممنوع، أقصد أن "مول" هذه ممنوعة، والصواب "مُل" هكذا:
== نبر الكلمة ==
يرى رمضان عبد التواب: أنّ هذا النوع من (النّبر) عبارة عن "الميل إلى الضغط على "مقطع" خاص من كل كلمة، وهذا الضغط هو الذي يسميه المحدثون بالنبر". ويرى تمام حسان أنّ (النبر) هو كون "صوت" من الأصوات في الكلمة أقوى من بقيّتها"، وعلّق على من يرجّع النّبر إلى الضغط في المقطع مطلقا، بأنّ "الضغط في حدّ ذاته لا يسمى نبرا، ولكنه يعتبر عاملا من عوامله، ومع هذا فإنه يعتبر أهم هذه العوامل... ولأن النبر يعرف بدرجة الضغط على الصوت أكثر مما يعرف بأي شيئ آخر...".
 
مُ عل لِ ملْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
== نبر الجـُمَل أو السياق ==
وهو أن يميّز المتكلم – أثناء كلامه - كلمة (برمّتها) ، فيزيد من نبرها، للإشارة إلى غرض خاص؛ فمثلا: (هل سافر أخوك؟) فحين نَنْبر في كلمة (سافر) في هذه الجملة؛ ربما يكون المعنى أنّ المتكلم يشك في حدوث السفر من أخي السامع، أما إذا ضغطنا على كلمة (أخوك) فُـهم من الجملة أننا لا نشكّ في السفر، إنما الذي نشك فيه هو المسافر نفسه، فربما كان أباه أو عمَّه أو غيرهما – لا أخاه. وأما إذا ضغطنا في كلمة (أمس) فُهم من الجملة أن الشك في تاريخ السفر.
 
إذا فهمت هذا التصويب، فستلاحظ الآن أن الجملتين "جاء معلم العربية" و"جاء معلمو العربية" لهما نفس التقطيع:
== موقع النبر في الكلمات والجمل ==
لا تكاد تخلو من النبر جميع اللغات، ولكن ينبغي أن نعلم أنّ هناك اختلافات في مواقع النبر في مقاطع كلمات هذه اللغات، فبعضها يخضع نبر كلماتها لقواعدَ معيّنة كاللغة العربية مثلا، وبعضها يقع النبر في المقطع الأخير من كلماتها دائما؛ كاللغة الفرنسية، كما يقع في المقطع الأول لكلمات بعضها كاللغة التشيكية، ومنها ما لا يخضع النبر فيها لأية قاعدة، بل يُحفظ الموقع لكل كلمة على حدة؛ كما في اللغة الإنكليزية.
فمعرفة مواقع النبر – إذن - له أهمية كبيرة، وخاصة في اللغات الضاغطة كاللغة الإنكليزية، حيث يمكن اضطراب المعنى في هذه اللغة بمجرد تغيير موقع النبر في مقطع من مقاطع الكلمة؛ فإذا نبرت في أولها دلّت على شيئ، وإذا نبرت في مكان آخر دلّت على معنى آخر؛ فمثلا الكلمات: Torment, Agument، لا فرق بينهما إلا في اختلاف موضع النبر.
وأما بخصوص لغات غير ضاغطة كالعربية الفصحى مثلا، فقد يرى محمد الأنطاكي أنّ النبر في مقاطع كلماتها لا يغيّر معناها، اللهم إلا في نبر الجمل، فإنه كثيرا ما يدل على الرغبة في التأكيد أو الإشارة إلى غرض خاص، كما مثلنا سابقا.
 
مُ عل لِ ملْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
== درجات النَّبر ==
وِفقا للبروز والوضوح السمعي فإن للنبر درجتين، وهما:
 
ولذلك فإذا قلت لشخص "جاء معلمو العربية" (دون استعمال النبر) فلن يعلم أنك تتحدث عن جمع من المعلمين بل يظنك تتحدث عن معلم واحد.
1-النّبر الرئيسي، أو الأولي: وهو يقع على المقطع:
وهنا يأتي النبر ليفرق بين الجملتين:
في الجملة الأولى النبر على المقطع "عل" (وربما يضعه البعض على المقطع "ل")،
بينما في الجملة الثانية النبر هو على المقطع "مُل" ليدل على أن أصلها "مول" ولكن حذفت الواو لمنع [[التقاء ساكنين|توالي الساكنين]] على الواو واللام، فتلفظ "مل" في الجملة كما تلفظ كلمة كلْ في قولك "كل ما شئت واشرب ما شئت" وليس كما تلفظ مقطع "كل" بقولك "لا تَشكُ الفقرَ بل حاربه".
 
ومن الأمثلة في القرآن الكريم قوله تعالى "واستبقا الباب" فيحسن النبر على "قا" لتفريق "استبقا" عن "استبق"
-الأخير في الكلمة، مثل: انطلاق، استقال.
وقوله تعالى "فسقى لهما" فيحسن فيه النبر على السين وليس "قا" لكي يعرف السامع أن المقصود أن موسى سقى الأغنام للمرأتين، ولا يتوهم أن "فسقى" هي "فَسَقَا" أي أن هناك اثنين أصبحا فاسقين.والله أعلم
وأنوه إلى أن النبر ليس إلزاميا بل مستحسن فقط.
 
واهتم علماء العروض أيضا بالنبر وذلك لأنه يحدد أحيانا وزن البيت، غير أن هناك معايير غير النبر تحدد بشكل أدق علم البحور الشعرية.
-ما قبل الأخير في الكلمة، مثل: حزب، علم.
 
[[تصنيف:صواتة]]
-الذي يسبق ما قبل الأخير،إذا كان واقعا مع ما قبله في مثل: علَّمَكْ.
[[تصنيف:علم الصوت]]
[[تصنيف:مصطلحات قرآنية]]
 
2-النّبر الثانوي: فهو يوجد في الكلمات المتكونة من مقطعين فأكثر، فهو يقع على:
 
[[io:Acento]]
-المقطع الذي يسبق المنبور نبرا أوليا، إذا كان الصوت المنبور نبرا ثانويا طويلا، نحو (ولا الضالين).
 
-المقطع السابق للمقطع المنبور، ويليه مقطع منبور نبرا أوليا، نحو: (علّمناه).
 
-المقطع المنبور نبرا أوليا، تكون نسقا أصواتيا، نحو: (ما عرفناهم).
 
== النبر في العربية الفصحى ==
أشرنا فيما سبق إلى أنه لا تكاد تخلو كل لغة عن النبر بنوعيه، إلا أنّ الفرق بين هذه اللغات هو استعمال النبر مَلمحا تمييزيا أو ملمحا غير تمييزي.
 
وعلى هذا، فقد أثبت معظم العلماء وجود النبر في الكلمات العربية القديمة ، إلا أنّ معرفة حالته في ذلك الوقت، أو معرفة أماكنه المحدَّدة في مقاطع الكلمات هو المعدوم؛ وسبب ذلك – كما ذكر إبراهيم أنيس ومحمد الأنطاكي – هو عدم تعرض أحد من المؤلفين القدماء لهذا الموضوع، وهذا الإغفال ناشئ عن عدم شعورهم بأي أثر للنّبر في تحديد معاني الكلمات العربية .
 
ويجدر بنا في هذا المقام أن نقول: إنّ ما ذهب إليه إبراهيم أنيس ومحمد الأنطاكي وغيرهما في (أنّ نبر الكلمة في العربية الفصحى ليس له أثر في تحديد المعنى...)، لا يمكن القطع بصحته، وذلك:
إن هناك أمثلة كثيرة طرحها أحمد المختار عمر، للمناقشة والبحث في ذات الموضوع والتى نلتمس - من خلالها – كيف يؤثر النبر في تحديد معاني كلمات العربية الفصحى، ومن هذه الأمثلة، قولهم: (كريم الخلق) – (كريموا الخلق) فالتمييز بين المفرد والجمع – هنا - كان بوضع النبر (مع المفرد) على المقطع الأول، و(مع الجمع على المقطع الثالث).
 
وعلى هذا أنّ ظاهرة النبر بمفهومها الحديث، وبنوعيها، موجودة في العربية الفصحى، ولها تأثير واضح في تغيير معنى بعض الكلمات، وإن لم تكن أماكنها محدّدة ومعروفة عندنا اليوم.
 
وكذلك قولهم: (إنّ عدم تعرّض العلماء القدامى لظاهرة النبر، وصرف اهتمامهم عن تسجيلها ليس إلا لعدم تدخلها في تغيير المعنى)، هو أيضا غير مسلم به، فقد يكون – كما يرى أحمد المختار عمر – "ربما تنبهوا إليها، ولكنهم فسروها بطريقة أخرى" ، كما تبين لنا في المثال السابق.
 
== النبر في العربية المعاصرة أو الدارجة ==
أشار العالم برجشتراسر إلى "أنّ اللغة الضاغطة يكثر فيها حذف الحركات غير المضغوطة، وتقصيرها وتضعيفها، ومدّ الحركات المضغوطة " فهذه هي الأعمدة التى قامت عليها اللهجات العربية الدارجة، فالنبر – إذا – موجود فيها. وأما معرفة مكانه المحدّد فيها فهو أيضا معدوم، أمرُه هنا أمر العربية الفصحى، فلذلك حاول بعض العلماء تقعيد مواضع النبر في العربية المعاصرة، حسب تجاربهم واجتهاداتهم؛ إلا أنه كما يقول أحمد المختار عمر: ينبغي أن نعلم "أن مثل هذه القواعد تقريببية من ناحية وجزئية من ناحية أخرى، فلا يُدّعى لها شمول العالم العربي بأجمعه..." . وأيضا حاول بعضهم تقعيد النبر العربي الحديث؛ بناء على ما يلتزمه مجيدوا القراءات القرآنية، كما قام بذلك إبراهيم أنيس في كتابه أصوات اللغة، وقد اهتم بهذا الجانب أصحاب علم التجويد.
 
== المراجع ==
 
-الأصوات اللغوية - الدكتور إبراهيم أنيس.
 
-ترتيب القاموس المحيط - ألأستاذ الطاهر الزاوي، ج4.
 
-التنغيم اللغوي في القرآن الكريم- سمير العزاوي.
 
-دراسات في فقه اللغة- محمد الأنطاكي.
 
-دراسة الصوت اللغوي - [[أحمد المختار عمر]].
 
-كتاب العين - الخليل بن أحمد الفراهيدي، بترتيب وتحقيق: الدكتور عبد الحميد هنداوي، ج4.
 
-اللهجات العربية في القراءات القرآنية - الدكتور عبد الراجحي.
 
-المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي - الدكتور رمضان عبد التواب.
 
-مقدمة في اللغويات المعاصرة - سحدة فارع وآخرون.
 
-مناهج البحث في اللغة، للدكتور [[تمام حسان]].