مالك بن دينار: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تكرار محارف
سطر 39:
{{أعلام التصوف}}
{{أعلام التابعين}}
 
 
 
هو أحد أئمة الدنيا في الزهد والورع والتقوى .
وفي ( الثقات ) لابن حبّان (5311):"وكان من زهاد التابعين والأخيار والصالحين كان يكتب المصاحف بالأجرة ويتقوت بأجرته، وكان يجانب الإباحات جهده، ولا يأكل شيئا من الطيبات، وكان من المتعبدة ، الصُّبَّر والمتقشِّفَةِ الخُشَّن".
 
وقصة توبته ذكرها ابن قدامة في ( التوابين ) ( ص 202 )، وعنه أخذها من ذكرها بعده كابن الجزري في ( الزهر الفائح ) ( ص 13) والعجلوني في ( كشف الخفاء ) (1/ 150) ونحوهم .
وهي قصّة منكرة طويلة غريبة ، فممّا يُنكر فيها :
( أنه ): كان شرطيًا ، وليس في تراجمه شيءٌ من ذلك ، بل لم يكن إلا ورّاقًا يقتات من كتب المصاحف.
و ( أنه ): كان مدمن الخمر سنين عديدة ؟!!! وليس في تراجمه إطلاقًا شيءٌ من ذلك ، ومن عادة العلماء أن يذكروا في سيرة الرجل أنه كان فاسقًا شاربًا للخمر ثم تنسّك وتزهّد ، ونحو ذلك .
هذا وجه نكارة المتن .
 
وأما الإسناد :
فابن قدامة لم يسق لها إسنادًا ، وإنما ذكرها بلا إسناد .
ومالك بن دينار توفي على أقوال : قيل : ( 123 هـ ) ، وقيل : ( 127 هـ ) ، وقيل : (130 هـ ) .
وابن قدامة توفي ( 620 هـ ) ؟!
فيكون بينهما قرابة الخمسة قرون ؟!!!
ولم يذكرها أحدٌ من أئمة الحديث والرجال الذين ترجموا لمالك قبل ابن قدامة ؟!! وهم أقرب زمانًا لمالك وأعلم بالرجال وأحوالهم منه .
ولذلك فإني أجزم ببطلان هذه الحكاية .
 
وأما السؤال الثاني وهو : هل مثل هذه الأمور تحتاج إلى إسناد ؟!
فنقول :
الروايات المنقولة عن السلف الصالح إن كانت توافق المعروف من حالهم وورعهم وزهدهم ، و نُقِلت بأسانيد صحيحة أو حسنة فبها ونعمت ، وإلاّ فإنا نقبلها استئناسًا من باب ( أنهم أهلٌ لكل خيرٍ وصلاحٍ ) ، إحسانًا للظن بهم .
وأما إن كانت تخالف المشهور من حالهم من ورعٍ وتقوى لله تعالى وزهدٍ ؛ فهذه تُرْفَضُ وتُردّ إحسانًا للظن بهم رحمهم الله، ويُفتّش عن حالها وأسانيدها ، فإن وُجِدَ أنها وردت بإسنادٍ صحيحٍ ؛ فهنا تُلتَمَسُ المعاذيرُ لهم، وتُتَاَوَّلُ بما يدفع الطعن عنهم .
 
والله تعالى أعلم .
 
{{شريط بوابات|تصوف}}