هشام المؤيد بالله: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{معلومات سلالة ملكية
{{دولة أموية2}}
| نوع الحكم = ملكي
'''أبو الوليد هشام المؤيد بالله''' أو '''هشام الثاني''' أو '''هشام الرشيد''' ([[11 يونيو]] [[965]] - [[18 مايو]] [[1013]]) كان الخليفة الثالث لقرطبة من [[أمويو الأندلس|الأمويون]]. حكم [[976]] - [[1009]]، و[[1010]] - [[1013]] في [[الأندلس]].
| الاسم = هشام بن الحكم
| اللقب = هشام المؤيد بالله<br/>هشام الثاني
| الصورة =
| حجم الصورة =
| تعليق =
| الخلافة = خليفة المسلمين في [[الدولة الأموية في الأندلس|الأندلس]]
| فترة الحكم1 = 3 صفر 366 هـ – 16 جمادى الاخرة 399 هـ
| الحاكم السابق1 = [[الحكم المستنصر بالله]]
| وصي العرش = [[صبح البشكنجية]]
| width="30%"الحاكم align="center"اللاحق1 rowspan="2" | خلفه:<br />'''[[محمد المهدي بالله]]'''
| فترة الحكم2 = 2 ذو الحجة 400 هـ - 27 شوال 403 هـ
| الحاكم السابق2 = [[محمد المهدي بالله]]
| الحاكم اللاحق2 = [[سليمان المستعين بالله]]
| الذرية = لم يعقب
| الاسم الكامل = أبو الوليد هشام بن [[الحكم المستنصر بالله|الحكم]] بن [[عبد الرحمن الناصر لدين الله|عبد الرحمن]] بن محمد بن [[عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن|عبد الله]] بن [[محمد بن عبد الرحمن|محمد]] بن [[عبد الرحمن الأوسط|عبد الرحمن]] بن [[الحكم بن هشام|الحكم]] بن [[هشام بن عبد الرحمن الداخل|هشام]] بن [[عبد الرحمن الداخل]]
| العائلة الملكية = [[الدولة الأموية في الأندلس|أمويو الأندلس]]
| الأب = [[الحكم المستنصر بالله]]
| الأم = [[صبح البشكنجية]]
| تاريخ الولادة = 354 هـ
| مكان الولادة = [[قرطبة]]
| تاريخ الوفاة = 403 هـ
| مكان الوفاة = [[قصر قرطبة]]
| المثوى الأخير = قصر قرطبة
| الديانة = [[أهل السنة والجماعة|مسلم سني]]
|}}
 
'''أبو الوليد هشام المؤيد بالله''' (354 هـ/965 م - 403 هـ/1013 م) عاشر الحكام الأمويين [[الأندلس|للأندلس]] وثالث خلفاؤهم في [[قرطبة]]، خلف أباه الخليفة [[الحكم المستنصر بالله]] عام 366 هـ، وهو في سن الثانية عشر تحت وصاية أمه [[صبح البشكنجية]]. شهدت خلافته بداية انحسار سطوة دولة بني أمية في الأندلس بعد أن كانت قد بلغت أقصى درجات عظمتها في عهد جده [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]] وأباه الحكم، حيث سيطر الحاجب [[محمد بن أبي عامر|المنصور بن أبي عامر]] على مقاليد الحكم، وأسس [[الدولة العامرية|دولة]] داخل [[الدولة الأموية في الأندلس|الدولة]].
== نسبه ==
* هو: هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن [[هشام بن عبد الملك]] بن [[مروان بن الحكم]] بن أبي العاص بن '''أمية الأكبر''' بن عبد شمس بن '''عبد مناف''' بن [[قصي بن كلاب]] بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن '''[[قريش]]''' بن [[كنانة]] بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن '''[[مضر]]''' بن نزار بن معد بن '''[[عدنان]]'''.
 
ظل هشام المؤيد بالله اسميًا خليفة للأندلس حتى عام 399 هـ، عندما خلعه ابن عمه [[محمد المهدي بالله]]، وظل حبيسًا إلى أن أُعيد للحكم مرة أخرى عام 400 هـ، ولكن لفترة قصيرة حيث قُتل عام 403 هـ.
== عهده ==
 
==خلافته الأولى==
خلف هشام أباه الحكم [[الحكم المستنصر بالله]] في [[976]] وهو صبي لا يتجاوز عمره عشر سنوات، بمساندة من أمه [[صبح البشكنجية]] وحاجبه ووزيره الأول [[جعفر المصحفي]] ومعهم [[غالب الناصري]] قائد جيوش الخلافة و[[محمد بن أبي عامر المنصور]] الذي استحوذ وحده فيما بعد على سلطة الخليفة وحجر عليه. وقد عملوا مجتمعين على منع [[خصي|الخصيان]] الصقالبة من نقض بيعة هشام وتوليه أخي [[الحكم الثاني]] على العرش. وكانت والدته [[صبح البشكنجية|صبح]] قد رقت [[محمد بن أبي عامر المنصور|المنصور]] ليصبح القائم على خزينة الخلافة. وقد بقي هشام الثاني بعيداً عن الحكم ولم يمارس أي نفوذ سياسي. وفي العام [[997]] أجبر على تسليم مقاليد الحكم رسمياً [[محمد بن أبي عامر المنصور|للمنصور]] وتسمى بالملك المنصور وإن ظل الخليفة رمزاً. وطد [[محمد بن أبي عامر المنصور|المنصور]] ملكه ودولته وقد بلغت الخلافة في عهده أقصى إتساع لها ولاقت أعظم انتصاراتها على الممالك [[مسيحية|المسيحية]] بالشمال وبلغ تعداد [[مسلمين|المسلمين]] بدولة الخلافة 4% 1000.
لم ينجب الخليفة الحكم المستنصر بالله سوى ولدين عبد الرحمن عام 351 هـ وهشام 354 هـ، إلا أن ابنه الأكبر عبد الرحمن مات صغيرًا، وحزن عليه الحكم كثيرًا. ومنذ عام 364 هـ، دخل الحكم في نوبات مرضية متوالية، مما جعله حريصًا على أخذ بيعة ولاية العهد لابنه هشام في حياته، وهو ما تم في أول جمادى الآخرة 365 هـ،<ref>{{Harvnb|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الثاني|1980|p=248-249}}</ref> ثم توفي الحكم المستنصر بالله في 3 صفر 366 هـ.
 
حرص الفتيان فائق وجؤذر كبيرا [[صقالبة (الأندلس)|صقالبة]] قصر الخلافة على كتمان الخبر، حيث كانت لهما خطة مفادها تنحية وليّ العهد الصبي هشام، وتولية عمه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بدلاً منه. استدعى الفتيان الحاجب [[جعفر بن عثمان المصحفي]] وأنبآه بخبر وفاة الخليفة، ومخططهما بتولية المغيرة. تظاهر المصحفي باستحسان رأيهما لخشيته من نفوذ الصقالبة الذين يبلغ عددهم زهاء الألف في القصر، وما أن انصرف حتى استدعى كبار رجال الدولة وشيعته من زعماء [[أمازيغ|البربر]]، وعرض عليهم مخطط الصقالبة. استقر المجتمعون على ضرورة التحرك السريع لإفشال هذا المخطط، لكي لا تقوى شوكة الصقالبة في الدولة، خاصة وأن الخليفة المقترح مرشحهم وسيكون لهم الحظوة عنده وستكون لهم مقاليد الأمر. اقترح البعض قتل المغيرة بن عبد الرحمن نفسه لقطع السبيل أمام الصقالبة، وهو ما قامت جماعة منهم بقيادة [[محمد بن أبي عامر]] بتنفيذها على وجه السرعة، لينتهي الأمر بمقتل المغيرة في يوم وليلة، وتنصيب ولي العهد هشام خلفًا لأبيه الراحل، وانتهاء محاولة الصقالبة السيطرة على الخلافة.<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=517-518}}</ref>
وبعد موت المنصور في [[1002]] ولي إبنه عبد الملك ([[1002]] - [[1008]]) وصل إلى السلطة وضمن موقعه في الخلافة بالحملات الناجحة ضد [[ناڤار]] و[[برشلونة]] قبل أن يقتله شقيقه [[عبد الرحمن شنجول]] ([[1008]] - [[1009]]). وفي عام [[1009]] عصفت بالبلاد انتفاضة شعبية بقيادة [[محمد الثاني المهدي]] وهو من أمراء دولة [[بني أمية]] الناقمين على [[الدولة العامرية]]، وقد أطاحت بكل من [[عبد الرحمن شنجول|شنجول]] وهشام الثاني، الذي سجن في [[قرطبة]].
 
بتولي هشام الخلافة وهو في سن الثانية عشر، أصبحت أمه [[صبح البشكنجية]] وصية على ملك ولدها، وأصبحت السلطة الفعلية في أيدي رجلين وهما الحاجب جعفر المصحفي وقائد الشرطة محمد بن أبي عامر الذي كان على صلة وطيدة بأم الخليفة الجديد.<ref name="عنان520">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=520}}</ref> مكّنته هذه العلاقة من الانقلاب على الحاجب المصحفي بالتدريج خلال عامين انتهت بمرسوم استصدره ابن أبي عامر باسم الخليفة يأمر بزجّ المصحفي وآله في السجن مصادرة أموالهم، وانتهى به الأمر مقتولاً في السجن بعد ذلك بأعوام،<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=528-530}}</ref> ثم أقصى أم الخليفة نفسها وحجر على الخليفة هشام ومنعه من الاختلاط بالناس أو الخروج من قصره إلا بإذنه، وإن خرج ألبس ثوبًا يخفي شخصيته زمن حوله جند كثيف يمنع أحد من رؤيته أو الاقتراب منه.<ref name="عنان544">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=544}}</ref>
شهدت السنون التالية تغيرات سريعة في القيادة نتيجة الحروب بين الجيوش [[الامازيغ|البربرية]] و[[عرب|العربية]]، وكذلك المرتزقة السلاف وفيها خسر [[محمد الثاني المهدي|المهدي]] أمام [[سليمان الثاني الأموي|سليمان المستعين بالله]] في [[1009]] قبل أن يستعيد السلطة في [[1010]]. وأخيراً استعادت قوات الخلافة من الصقالبة (السلاف) الواحدين الخلافه واعادت هشام الثاني خليفة ([[23 يونيو]] [[1010]] - [[1013]]). وبذلك أصبح هشام الثاني تحت نفوذ الواحديين الذين بدورهم لم يستطيعوا السيطرة على الجيوش [[الامازيغ|الامازيغية]] التي استمرت في تأييدها [[سليمان الثاني الأموي|لسليمان]]، وبذلك استمرت [[الحرب الأهلية الأندلسية|الحرب الأهلية]]. وفي [[1013]] استولى جنود البربر على قرطبة وعاثوا فيها نهباً وتدميراً. وما حدث لهشام الثاني بعد ذلك هو محض تكهنات فمن المفترض أنه قتل في [[19 أبريل]] [[1013]]. وأصبح سليمان المستعين بالله ([[1013]]-[[1016]]) خليفة.
 
استمرت حالة هشام كخليفة مسلوب الإرادة طوال حياة محمد بن أبي عامر، ومن بعده ابنه [[عبد الملك بن محمد بن أبي عامر|عبد الملك]] الذي خلف أباه المنصور في الحجابة وكافة مناصبه.<ref name="عنان616">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=616}}</ref> ومن بعدهما ابنه الثاني [[عبد الرحمن شانجول]]،<ref name="عنان624">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=624}}</ref> الذي وصل لأبعد من ذلك، ففي ربيع الأول 399 هــ ضغط شنجول على هشام ليعلنه وليًا لعهده خاصة وأن هشام لم يكن له ولد، وهو ما تم له من خلال مرسوم خلافي.<ref name="عنان625">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=625}}</ref>
وقد مهدت الحرب الأهلية والتصارع على السلطة بعد ذلك إلى ما عرف بعصر [[ملوك الطوائف]].
 
أثار ذلك حفيظة الكثيرين خاصة أمراء بني أمية الذين رأوا في ذلك، إنهاء لولاية أسرتهم الشرعية على حكم الأندلس، فدبروا مكيدة بقيادة أمير منهم يدعى [[محمد المهدي بالله|محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر]] كان يكن بغضًا لبني عامر، لتسببهم في إعدام أبيه قبل ذلك بأعوام بعد أن اتهموه بتدبير انقلاب على الحكم.<ref name="عنان630">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=630}}</ref> وفي 16 جمادى الآخرة 399 هـ، استغل محمد بن هشام خروج عبد الرحمن شنجول في حملة عسكرية على الممالك المسيحية في الشمال، وهاجم في جمع من أصحابه [[قصر قرطبة]] الذي كان يتواجد فيه الخليفة هشام المؤيد بالله في تلك الفترة، وأجبره على خلع نفسه واختار الأمويين محمد بن هشام ليخلفه، ليصبح الخليفة الأموي الرابع في الأندلس والذي لقّب نفسه '''بالمهدي بالله'''.<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=632-634}}</ref>
 
==الفوضى وخلافته الثانية==
{| align="center" cellpadding="2" border="2"
عمد محمد المهدي بالله إلى سجن هشام المؤيد بالله في القصر أولاً ثم نقله إلى بعض منازل [[قرطبة]]، ثم استغل المهدي بالله في شعبان 399 هـ وفاة رجل [[مسيحيون|نصراني]] أو [[يهود|يهودي]] شديد الشبه بهشام المؤيد بالله، فأعلن وفاة الخليفة السابق وأحضر عدد من الوزراء والفقهاء شهدوا بوفاة هشام.<ref name="عنان644">{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=644}}</ref> أعقب ذلك فترة من الفوضى والنزاع بين أمراء بني أمية، نتج عنها خلع المهدي بالله على يد قوات من [[أمازيغ|البربر]] وحليفهم {{وإو|تر=Sancho García of Castile|عر=سانشو غارسيا كونت قشتالة}} ليتولي أمير آخر يدعى [[سليمان المستعين بالله|سليمان بن الحكم]]، ثم ما لبث أن نجح المهدي بالله بقواته في استعادة ملكه مستعينًا بحليفيه [[ريموند بورل]] [[كونتية برشلونة|كونت برشلونة]] وشقيقه {{وإو|تر=Ermengol I, Count of Urgell|عر=إرمنغول الأول كونت أورغل}} [[كونتية أورغل|كونت أورقلة]]. لم تهدأ الأمور عند هذا الحد، فقد أعاد البربر تنظيم صفوفهم، واشتبكوا مع قوات المهدي بالله وحلفائه وألحقوا بهم الهزيمة. اضطر المهدي بالله على إثر هزيمته للانسحاب إلى قرطبة، وتخلى عنه حلفاؤه. وفي 8 ذي الحجة 400 هـ، ثار عليه الفتيان [[الدولة العامرية|العامريين]] موالي بني عامر، وهاجموه في قصره واحتزّوا رأسه وأخرجوا هشام المؤيد بالله من محبسه ونصّبوه خليفة من جديد.<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=645-649}}</ref>
|-
 
| width="30%" align="center" rowspan="2" | سبقه:<br />'''[[الحكم بن هشام]]'''
حاول هشام المؤيد بالله أن ينهي حالة الاضطراب وتوحيد الصفوف مجددًا، بأن بعث برأس المهدي بالله إلى البربر وقائدهم سليمان المستعين بالله ليدعوهم إلى طاعته، إلا أنهم رفضوا وتمسّكوا بتولية سليمان المستعين بالله، وحاولوا الاستعانة بحليفهم القديم سانشو غارسيا كونت قشتالة الذي رفض هذه المرة معاونتهم. لم يجد البربر بُدًّا من القتال وحدهم، فهاجموا [[الزهراء (مدينة)|مدينة الزهراء]] وخربوها في ربيع الأول 401 هـ، واستمر احتلالهم للمدينة حتى أواخر شعبان، واتخذوها قاعدة لمهاجمة [[ضاحية|أرباض]] قرطبة وأحواز [[غرناطة]] و[[مالقة]].<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=650}}</ref>
| width="40%" align="center" | '''[[الخلافة الأموية في الأندلس]]'''
 
| width="30%" align="center" rowspan="2" | خلفه:<br />'''[[محمد المهدي بالله]]'''
من جهة أخرى، استغل سانشو غارسيا كونت قشتالة الفرصة وأرسل رسله لمطالبة هشام المؤيد بالله بإعادة الحصون الحدودية التي كان أباه الحكم والحاجب المنصور قد افتتحوها مثل [[شنت إشتيبن]] و[[أوسمة|وخشمة]] وغرماج و[[قلونية]] وغيرها، والتي كانت تمثل خط الدفاع الأول للأندلس في مواجهة الممالك المسيحية في الشمال. ولخشية المؤيد بالله من تحالف كونت قشتالة مع خصومه البربر، قرر التنازل عن تلك الحصون التي بلغت نحو المائتي حصن لكونت قشتالة.<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=651}}</ref> في نفس الوقت، شدّد البربر حصارهم على قرطبة، وفشلت كل مساعي التفاوض والمصالحة بين المؤيد بالله والبربر، واستمر الحصار على قرطبة حتى ضجّ سكان المدينة، واشتبكوا مع البربر في 26 شوال 403 هـ في معركة عظيمة انتهت بانتصار البربر واستباحتهم قرطبة، وفي اليوم التالي، جلس سليمان المستعين بالله للمرة الثانية على كرسي الخلافة، أما مصير هشام المؤيد بالله فمختلف عليه، فهناك من قال بأن سليمان المستعين بالله حبسه لفترة ثم قتله ابنه محمد بن سليمان، وقال آخرون بأنه فرّ إلى [[ألمرية]] وعاش متخفيًا ذليلاً حتى وفاته.<ref>{{Harvnb|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=653}}</ref>
|
 
|}
==شخصيته==
وصفه [[ابن عذاري]] قائلاً: {{اقتباس مضمن|كان أبيض، أشهل،<ref>'''الأشهل''': من كان في عينه « شهلة »، وهي أن يخالط سوادها زرقة</ref> أعين،<ref>'''الأعين''': الذي عظم سواد عينه واتسع</ref> خفيف العارضين، لحيته إلى الحُمرة، حسن الجسم، قصير الساقين، مائل إلى العبادة والانقباض، مقبل على تلاوة القرآن ودرس العلوم، كثير الصدقات على أهل الستر من الضعفاء والمساكين.<ref>{{Harvnb|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الثاني|1980|p=253}}</ref>}} وقد وصف [[علي بن حزم الأندلسي|ابن حزم]] حاله في خلافته بأنه: {{اقتباس مضمن|كان مُتغلبًا عليه، لا أمر ولا نهي.<ref name="حزم100">{{Harvnb|ابن حزم1| Ref =جمهرة أنساب العرب|1982|p=100}}</ref>}} وكان نقش خاتمه: {{اقتباس مضمن|هشام بن الحكم بالله يعتصم.<ref>{{Harvnb|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الثاني|1980|p=254}}</ref>}} وقد توفي هشام المؤيد بالله دون أن يعقب.<ref>{{Harvnb|الحميدي| Ref =جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس|1966|p=17}}</ref>
 
==المراجع==
{{ويكي مصدر|هشام المؤيد بالله}}
{{ثبت_المراجع|3}}
 
== مصادر ==
* {{مرجع كتاب|title=البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب|given=أبو العباس أحمد بن محمد|surname=ابن عذاري|publisher=دار الثقافة، بيروت|year=1980|isbn=|authorlink=ابن عذاري| ref =البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب-الجزء الثاني}}
* {{مرجع كتاب|title=جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس|given=أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح|surname=الحميدي|publisher=الدار المصرية للتأليف والترجمة|year=1989|isbn=|authorlink=الحميدي| ref =جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس}}
* {{مرجع كتاب|title=دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|given=محمد عبد الله|surname=عنان|publisher=مكتبة الخانجي، القاهرة|year=1997|isbn=977-505-082-4|authorlink=محمد عبد الله عنان| ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|ignore-isbn-error=true}}
* {{مرجع كتاب|title=جمهرة أنساب العرب|given=علي|surname=ابن حزم|publisher=دار المعارف، القاهرة|year=1982|isbn=977-02-0072-2|authorlink=علي بن حزم الأندلسي| ref =جمهرة أنساب العرب|ignore-isbn-error=true}}
 
{{بداية صندوق}}
{{تعاقب-سبقه|سبقه=[[الحكم المستنصر بالله]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= خليفة المسلمين في [[الأندلس]]<br/>(الفترة الأولى)|الأعوام=3 صفر 366هـ - 16 جمادى الآخرة 399هـ}}
{{تعاقب-تبعه|تبعه=[[محمد المهدي بالله]]}}
{{تعاقب-سبقه|سبقه=[[محمد المهدي بالله]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= خليفة المسلمين في [[الأندلس]]<br/>(الفترة الثانية)|الأعوام=2 ذو الحجة 400هـ - 27 شوال 403هـ}}
{{تعاقب-تبعه|تبعه=[[سليمان المستعين بالله]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{دولة أموية2أموية}}
 
[[تصنيف:مواليد 966]]
[[تصنيف:الخلافة الأموية في الأندلس]]
[[تصنيف:حكام الأندلس]]
[[تصنيف:أمويو الأندلس]]
[[تصنيف:مواليد 966354 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 965]]
[[تصنيف:وفيات 403 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1013]]