العبودية لدى الإغريق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط بوتة: تصحيح إملائي اعتمادا على هذه القائمة
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط بوتة: تصحيح إملائي اعتمادا على هذه القائمة
سطر 2:
[[File:Stele Mnesarete Glyptothek Munich 491 n1.jpg|thumb|left|شاهد قبر منيساريتي؛ خادمة صغيرة (إلى اليسار) تقف أمام سيدتها الميتة.<ref>A traditional pose in funerary steles, see for instance Felix M. Wassermann, "Serenity and Repose: Life and Death on Attic Tombstones" ''The Classical Journal'', Vol. 64, No. 5, p.198.</ref> أتيكا، حوالي 380 ق.م. (متحف جليبتوتيك، [[ميونخ]]، [[ألمانيا]])]]
 
الرق أو "العبودية" هو ذلك التقليد الذي كان شائعاً وجزءاً لايتجزأ من بلاد الإغريق"اليونان القديمة" وذلك على مر تاريخها الثري بالأحداث. وهذا كان حال بعض المجتمعات الاخرى في ذلك الوقت مثل فلسطين القديمة والمجتمعات المسيحية المبكرة <ref>John Byron, ''Slavery Metaphors in Early Judaism and Pauline Christianity: A Traditio-historical and Exegetical Examination'', Mohr Siebeck, 2003, ISBN 3-16-148079-1, p.40</ref><ref>Roland De Vaux, John McHugh, ''Ancient Israel: Its Life and Institutions'', Wm. B. Eerdmans Publishing, 1997, ISBN 0-8028-4278-X, p.80</ref><ref name=Roberts>J.M.Roberts, ''The New Penguin History of the World'', p.176–177, 223</ref> وتشير التقديرات إلى أن كل مواطن فىفي [[أثينا]] كان يمتلك على الأقل عبداً واحداً.
 
لقد اعتبر معظم الكتاب القدامى أن [[العبودية]] لم تكن ظاهرة طبيعية فحسب، بل ضرورة كذلك إلى أن ظهرت بعض الجدالات التي كانت محجوبة وراء الجدران ، ولاسيما الحوارات [[السقراطية]] عندما شن بعض [[الرواقيون]] أول هجوم يذكر على العبودية. <ref name=Roberts/> ووفقاً للدراسات التأريخية الحديثة، لن تتناول تلك المقالة سوى [[العبيد]] بوصفهم حيازة شخصية ، على عكس تلك المجموعات التابعة من العبيد مثل البينستاىين والثيساليين والهالوتيون المتقشفون الذين كانوا أكثر شبهًا بالعبيد فىفي العصور الوسطى والتى كانت مهمتهم تقتصر على حمايه العقارات . والعبد ذي الحيازة الشخصية هو ذلك الشخص(إمرأة أو رجل) الذي سلبت حريته وأجبر على الخضوع لمالكة الذي ربما يشتريه او يبيعه او ربما يؤجره مثل أى عبد آخر. وفى الواقع ستطرح دراسة الرق فىفي [[بلاد الإغريق]] عددا من المشاكل المنهجيبة الكبيرة، فمع حصر التركيز على مدينة أثيا، سيبدو التوثيق غير متجانس ومفككا للغاية .فلم تكن هناك أدلة دقيقة عن هذا الموضوع، فجميع المرافعات القضائية التي ظهرت فىفي القرن الرابع قبل الميلاد بخصوص الرق لم تكن سوى هدفًاً من أجل الربح، كما قدمت الأعمال الدرامية مثل الكوميديا والتراجيديا العديد من الصور النمطية للعبيد، إلى جانب فن الأيقنة الذي لم يقدم أى تمييز جوهري بين العبيد والحرفيين.
 
== المصطلح ==
سطر 29:
 
 
نشأت العبودية كانت نشأة العبودية فىفي أول الأمر فىفي الحضارة المسينية، حيث تؤكد اللوحات الموجودة فىفي مدينة [[بيلوس]] على وجود 140عبد (باليونانية : do-e-ro)، ويمكننا التمييزبين فئتين: العبيد العوام وعبيد الالة (te-o-jo do-e-ro/θεοιο) والإلة المشار إليه هنا هو الإلة [[بوسيدون]] والشائع أن عبيد الإلة كانوا ينادون بأسمائهم ويتملكون أراضيهم وموقفهم القانوني أقرب مايكون إلى الأحرار. وعلى الرغم من ذلك، فإن طبيعة وأصل علاقتهم بالإلة ليست واضحة حتى الأن <ref>Burkert, p.45.</ref>. أما أسماء هؤلاء العبيد العوام، الذين ربما استعبدتهم [[القرصنة]]، تبين أن بعضهم قد أتى من كيثيريا، وخيوس،وليمنوس، وهاليكارناسوس. وتوضح اللوحات أيضاً أن الوحدة بين العبيد والأحرار كانت شائعة؛ فالعبيد كانوا يستطيعون أن يتملكوا أراضيهم وأن يصبحوا حرفيين مستقلين. ومن هذا المنطلق، يتضح أن التمييز لم يكن بين العبيد والأحرار، وإنما بين المقربون الىإلى القصر وغير المقربون.<ref>Mele, pp.115–155.</ref>
 
 
لم يعقب عصر [[هوميروس]] العصر السيمينى مباشرة، فقد فصلت بينهم الهياكل الاجتماعية التي تعكس عصورالظلام فىفي بلادالإغريق؛ فالعبد لم يعد يطلق عليه do-e-ro (doulos) وإنما <ref>Garlan, p.36.</ref> dmôs، ففي [[إلياذة]] هوميروس، كان غالبية العبيد من النساء الذين تم أسرهم بإعتبارهم [[غنيمة]] حرب<ref>For instance [[Chryseis]] (1:12–3, 29–30, 111–5), [[Briseis]] (2:688–9), Diomede (6:654–5), Iphis (6:666–8) and Hecamede (11:624–7).</ref>، على عكس هؤلاء الرجال الذين كانوا يدفعون الفدية <ref>See in the ''Iliad'' the pleas of [[Adrastus]] the Trojan (1:46–50), the sons of [[Antimachus (disambiguation)|Antimachus]] (11:131–5) and [[Lycaon (mythology)|Lycaon]] (21:74–96), all begging for mercy in exchange of a ransom.</ref>أو يقتلون فىفي المعركة كما أنه فىفي الأوديسية لهوميروس تبين أن العبيد معظمهم كان من النساء <ref>There are 50 of them in [[Odysseus|Ulysses]]' house (22:421) and in [[Alcinous]]' house (7:103).</ref>الخدم وأحيانا من الجواري، إلى جانب بعض العبيد الذكور، أشهرهم "يومانيوس" راعي الخنازير. وماكان يميز العبد فىفي ذلك الوقت هو كونه جزءًا لا يتجزأ من أهل البيت، (باليونانية: Oikos) فكان ليرتس يأكل ويشرب مع الخدم وفى الشتاء كان ينام فىفي صحبتهم.
 
لم تكن كلمة "عبد" مصطلحًا تحقيرياً؛ فقد ذكرت ليومانيوس راعى الخنازير ألقابٌ عديدة فىفي كتابات هوميروس مثله مثل الأبطال [[الإغريق]]. وعلى الرغم من كل هذا، ظلت العبودية عاراً ، بل أن يومايوس نفسه أعلن أن [[زيوس]] -بالصوت المنقول بعيد – سلب نصف فضائل البشر عندما جاء الددور علية فىفي يوم العبودية.وفى الحقيقة، من الصعب حساب متى ظهرت [[تجارة العبيد]] تحديداً فىفي الفترات العتيقة من عصور الإغريق، فقصيدة "العمل والأيام" (القرن الثامن ق.م)، توضح أن هيزيود كان يمتلك العديد من العبيد اللذين لم يتم التعرف على وضعهم. فقد تم التأكد من وجود العبيد عن طريق الشعراء الغنائين من أمثال أرخيلاوس والشاعر الميغاري ثيوجنس . كما أشارت النقوش الموجودة على الجدران (620 ق.م) –التي ناقشت قانون القتل فىفي دراكو- إلى وجود العبيد. كما ذكر المؤرخ بلوتارخ أن الشاعر سولون (539-549 ق م) منع العبيد من ممارسة الرياضة والشذوذ الجنسي. ومع نهاية تلك الفترة، أصبحت المراجع التي تناولت موضوع بالعبيد أكثر شيوعاً، فقد إنتشرت العبودية عندما أرسى [[سولون]] أساس [[الديموقراطية]] فىفي أثينا، وبالمثل لاحظ الباحث الكلاسيكي موسى فينلي أن مدينة شيوس، التي قال عنها المؤرخ شيوبومبوس أنها "أولى المدن التي ظهرت بها تجارة العبيد"، تمتعت أيضا بالديموقراطية فىفي عهد مبكر (القرن السادس قبل الميلاد)، وقد أنهى كلامه بقولة "إن أحد مظاهر التاريخ الإغريقي هو- بإختصار- المزج بين الحرية والعبودية ".
 
==الدور الاقتصادي==
سطر 54:
 
 
من الصعب تقدير تعداد العبيد فىفي [[بلاد الإغريق]] نظراً لعدم وجود تعداد دقيق، وأيضاً بسبب اختلاف التعريفات الخاصة بالعبيد فىفي تلك الحقبة. والمؤكد هو أن مدينة أثينا كان بها أكبر عدد من العبيد : حوالى ثمانين ألفاً فىفي القرن الخامس والسادس قبل الميلاد؛ بحيث يحتوى كل منزل على حوالى ثلاثة او اربعه عبيد فىفي كل بيت. وفى القرن الخامس ق. م لاحظ [[المؤرخ]] ثيوسيديدز فرار 20,890 من العبيد خلال حرب ديسيليا وكان معظمهم من التجار. وكانت أقل الإحصائات عشرون ألفا من العبيد فىفي عهد الحاكم [[ديموستيني]] بحيث تمتلك كل أسرة عبداً واحداً، ومابين عامي (317-307) أمر الطاغية دميتريوس فاليروس بإجراء تعداد لمدينة [[أتيكا]] وكانت التقديرات كالأتى : واحد وعشرون ألفا مواطن ، عشرة ألاف أجنبي ، وربعمائة ألفا من العبيد . وقد أشار الخطيب هايبيريدس فىفي خطبتة المعروفة بإسم " ضد اريستوجيتن" إلى ان المجهود الذي بذل فىفي حشد مائة وخمسون ألفاً من العبيد الذكور فىفي سن الخدمة العسكرية أدت إلى هزيمة [[الإغريق]] فىفي معركة شارونيا (338 ق م) وذلك بسبب تطابق أعدادهم بأعداد عبيد الفنان Ctesicles.
 
 
وقد إتضح في الأعمال الأدبية أن كل مواطن حر فىفي أثينا كان يمتلك عبداً واحداً ، فقد صور اريستوفانوس فىفي مسرحيتة "[[بلوتوس]]" الفلاحين الفقراء الذين كانوا يمتلكون أكثر من عبد، كما ذكر أرسطو فىفي تعريف "البيت" بأنة ذلك الكيان المكون من الأحرار والعبيد. وكانت أحدى سمات الفقر هو عدم امتلاك المواطن لعبداً واحداً. ففى إحدى خطب ليسياس المعروفة بإسم (إلى غير الصالحين) ظهر رجلُ معوقُ متوسلاً بأن يعطية معاشاً قائلاً "دخلي صغير جدا وأنا الآن مطلوب أن أفعل تلك الأشياء بنفسي وليس لدي حتى وسيلة لشراء عبداً يقوم بعمل تلك الأشياء إلي".
 
وعلى الرغم من هذا فإن التعداد الضخم للعبيد [[الرومان]] لم يكن معروفاً فىفي بلاد الإغريق، فعندما ذكر اثينياس حال مناسون، صديق ارسطو الذي كان يمتلك الاف من العبيد، كانت تلك حالة استثنائية . فقد وصف [[افلاطون]]، الذي كان يمتلك خمسة عبيد حتى وفاتة، الفئة الثرية بأنهم كانوا يمتلكون خمسون عبداً. وبينت الإحصاءات النسبية التي اجراها ثيوسيديدز أن اكثر تعداد للعبيد كان فىفي جزيرة شيوس.
 
 
سطر 72:
كانت هناك تجارة للرقيق بين الممالك والدول واسعة النطاق، حيث توضح القائمة المجزأة- التي صودرت من ممتلكات مشوهى تماثيل الهيرما الشهيرة- أن 32 عبداً تم التأكد من أصولهم : 13 من تراقيا، 7 من كاريا، والأخرون من كابودوكيا، [[كاريا]]، [[سكيثيا]]، [[فريجيا]]، [[ليديا]]، [[سوريا]]، إيليريا، المقدون، [[بيلوبونيز]].
 
وفي الواقع إتبع الإغريق نفس طريقة الأفارقة فىفي تجارة الرقيق؛ فقد باع المهنيين المحليين شعوبهم لتجار الرقيق [[الإغريق]]، ومن الواضح أن المراكز الرئيسية لتلك التجارة كانفى مدينة [[أفسس]]، [[بيزنطة]]، وربما أبعد من ذلك عند مصب [[نهر دون]] الذي كان يعرف بإسم "تنايس" فىفي ذلك الوقت. لقد كان بعض العبيد "[[البرابرة]]" ضحايا حرب أو القرصنة المحلية، أما الأخرون فقد باعهم آبائهم . وفى الحقيقة لاتوجد هناك أدلة مباشرة على أماكن الإتجار بالرقيق، وإنما وجدت بعضاً من الأدلة الداعمة؛ أولاً: ذكرت بعض الجنسيات المعينة بصورة دائمة وبشكل كبير أثناء تعداد العبيد، مثل فيلق الرماة من مدينة [[سكيثيا]] والذين وظفتهم آثينا كقوات للشرطة ؛ فىفي باديء الأمر كان عددهم 30 وفى النهاية وصل عددهم إلى مايقرب الألف. ثانيا : إن أسماء العبيد التي ذكرت فىفي الأعمال الادبية الكوميدية كان لها مدلول جغرفي؛ فشخصية "ثراتا" المذكورة فىفي أعمال [[أريستوفانيس]] الدرامية من امثال "الدبابير"، "أكارنياس" ، و"السلام" ماهى إلا مرآة للمرأة فىفي [[تراقيا]]. وأخيراً : كانت جنسية العبد معياراً هاماً لدى المشتريين؛ فقد كانت هناك نصيحة منتشرة بينهم بألا يضعوا عدد كبير من العبيد من نفس الجنسية فىفي مكان واحد وذلك تجنباً لحدوث أية [[تمرد]]، ومن المحتمل أيضاً – كما عند [[الرومانيين]]- أن بعض الجنسيات كانت أكثر إنتاجاً للعبيد عن غيرها.
 
أما بخصوص الأسعار، فقد إختلفت أسعار العبيد على حسب قدرات كل عبد؛ كان [[زينوفون]] يعطى عامل منجم من (....) 150 دراخماس ، بينما كان يعطى دراخماس واحد فقط للعامل الذي يقوم بالأعمال الشاقة وهذا بالطبع لايقارن بالمبلغ الذي كان يعطى لصانعى سكاكين والد الخطيب [[ديموستيني]] والذي كان يصل إلى 600 دراخماس لكل فرد. لقد كان سعر العبد أيضا ميسسينج سينتنس لقد فرضت المدن التي تبيع الرقيق [[الضرائب]] على عائدات البيع، فعلى سبيل المثال تم تنظيم سوق كبير للرقيق خلال الإحتفالات فىفي معبد [[أبوللو]] فىفي مدينة [[أكتيوم]]، وقام إتحاد مدينة اكرانانيا- المسئول عن النقل والإمداد، بتلقى نصف عائدات الضرائب، وقد ذهب النصف الآخر إلى مدينة أناكتوريون التي تعتبر أكتيوم جزءاً منها. وقد تمتع المشتروون بالضمانات ضد أيه عيوب كامنة؛ فالمشترى يمكنه إفساد الصفقة إذا إكتشف أن العبد الذي إشتراه مصاباً بالشلل دون تحذيره من ذلك
 
====النمو الطبيعي====
سطر 143:
وبناء على ذلك، أجمع معظم المؤرخين على أن اسبرطة عرفت استخدام عبيد المتاع، على الأقل بعد الانتصار على أثينا في 404 ق.م.، ولكنهم لم يُستخدموا بأعداد كبيرة، كما أنهم كانوا مقصورين على الطبقات العُليا من المجتمع.<ref>Oliva, pp.172–173; Ducat, p.55; Lévy (2003), pp.112–113.</ref> وكما كان الحال في المدن الإغريقية الأخرى، كان عبيد المتاع يُشترون من السوق أو يُأسرون في الحروب
===أحوال العبيد===
من الصعب تخمين كيف كانت أحوال العبيد فىفي بلاد الإغريق. قال [[أرسطو]] أن البرنامج اليومي للعبيد يتلخص فىفي ثلاث كلمات: "العمل، والانضباط، والإطعام." وقد نصح [[زينوفون]] بأن تتم معاملة العبيد تماما مثلما يتم التعامل مع الحيوانات الأليفة، أى نعاقب الغير مطيعين ونكافيء ذوي السلوك الجيد. ولكن أرسطو آثر أن تتم معاملة العبيد مثلما نعامل الأطفال، وألا نستخدم الأوامر فحسب بل النصائح أيضاً، فالعبد يستطيع فهم الأسباب وراء أى شيء إذا ماشرحت له.
 
وقد زخر الأدب اليوناني بالعديد من مشاهد جلد العبيد؛ كانت هذه وسيلة لإجبارهم على العمل، وكذلك السيطرة على الحصص الغذائية، والملابس، ووقت الراحه. هذا العنف كان يمارسه السيد أو المراقب الذي ربما كان أيضاً أحد العبيد! ففي بداية روايه [[أريستوفان]] "الفرسان" (4-5) نلاحظ أثنان من العبيد يشكوان من أن المراقب الجديد " يوجه لهم العديد من الكدمات والجلدات بلا هوادة". وقدإستشهد أرسطو بمشهد نموذجي من الكوميديا اليونانية القديمة :
سطر 149:
"كما كان أيضا يرفض العبيد الذين مازالوا يلوذون بالفرار، أو يخدعون أحد، أو يتم جلدهم. فقد كان يتم سحبهم وهم يبكون، حتى يستطيع أحد العبيد المرافقين السخرية من الكدمات على جسده متسائلاً: " يالك من رفيق ضعيف وبائس، ماذا حدث لبدنك ؟ بالتأكيد سقط عليك وابلاً من الجلدات حتى خربت ظهرك ! "
 
لقد أختلقت أحوال العبيد وفقاً لمكانتهم: فقد عاش عبيد المناجم التابعين للوريون وبورنال (عاهرات بيوت الدعاره) حياة وحشية للغايه. بينما تمتع عامه العبيد العبيد( الحرفين، والتجار، والمصرفيين ) بإستقلال نسبي، وأصبح لديهم الحرية فىفي العمل الحر وذلك مقابل رسوم تدفع لأسيادهم تعرف باليونانية بإسم: (ἀποφορά / apophora)، ومن خلال هذا العمل الحر يستطيع العبد جمع الأموال اللازمة لشراء حريته وعتقة. ومن وقتها، أصبحت إحتمالية التحرر محفز قوى للعبيد فىفي العمل. والحقيقة أنه من الصعب تقدير الىإلى أى مدى إمتد نطاق هذه الحريه!
 
والجدير بالذكر أن الكتاب القدامى إعتبروا أن العبيد الأغريق تمتعوا "على نحو مميز بسعادة كبيره" وقد إستنكر [[زينوفون]] الحريات التي تمتع بها هؤلاء العبيد: "أما بالنسبة للعبيد والميتيك الموجوده فىفي أثينا، فقد حصلوا على حريات كبيرة؛ فأنت لا تستطيع ضربهم ، وأذا أردت المرور فإنهم لايفسحون لك الطريق" . إلا أن هذا لم يمنع 20,000 من العبيد من الفرار في نهاية الحروب البيلوبونيزية وذلك أثناء تحريض الحامية العسكرية الإسبارطية فىفي [[أتيكا]] وديسيليا. وهؤلاء كانوا فىفي الأساس من الحرفيين المهره المعروفين باليونانية بإسم (kheirotekhnai) والذين كانوا من ضمن العبيد الذين كان يتم التعامل معهم بصورة حسنة. وقد أشار عنوان إحدى مسرحيات انتيفانيس (4 ق.م) "صائد الهاربون" (Δραπεταγωγός) إلى أن هروب العبيد كان كان شيئاً مألوفاً.
 
وعلى العكس لاتوجد اى اثباتات لتمردات واسعه النطاق مماثلة لتمرد [[سبارتاكوس]] فىفي روما، فكل ماهناك انة كانت هناك بعض التشتتات النسبية بين العبيد الإغريق والتى من شأنها منعت أى تخطيط كبير من أجل التمرد. لقد كان تمرد العبيد أمراً نادراً، حتى فىفي روما وأمريكا الجنوبية . على الرغم ندرتها، فقد ذاع صيت بعضاً من أعمال التمرد الفردية للعبيد على أسيادهم؛ فقد ذكر قاض فىفي أحدى محاولات عبد قتل سيدة ، وهو صبي لم يتجاوز عمره الثانيه عشر بعد !
 
==آراء عن العبودية فىفي اليونان القديمة==
===آراء تاريخية===
 
كانت العبودية موضع سؤال من قبل القليلون من الكتاب؛ فقد رأى [[هوميروس]] وكتاب ماقبل الكلاسيكية أن العبودية ليست سوى نتيجة حتمية للحروب. كما قال [[هيراكليتس]] ان "الحرب أباً لجميع البشر وملكاً لكل البشر ... الذي يحول البعض عبيد ويطلق سراح البعض الأخر"
 
خلال الفترة الكلاسيكية، كان المبرر الرئيسي للعبودية مبرراً إقتصادياً ، أما من وجه نظر فلسفية، فقد نشأت فكرة العبودية "الطبيعية" في نفس الوقت؛ لهذا أورد اسخيليوس فىفي ثلاثيته "الفرس" أن "اليونانيون الذين ليس لديهم أباً كانوا يدعونهم العبيد أو التابعين" هذا على عكس [[الفارسيون]] وخاصة "يوريبيدس" الذي أورد فىفي مسرحيتة "هيلين" أن "الجميع عبيد بأستثناء شخص واحد" ألا وهو الملك. وقد أنشأ أبو قراط نظرية حول هذة الفكرة الكامنة فىفي نهاية القرن الخمس قبل الميلاد قائلاً أنه نتيجة للمناخ المعتدل لبلاد الأناضول غلبت على الشعب طابع الهدوء والخضوع. وقد كرر أفلاطون هذا التفسير وتلاة أرسطو فىفي كتابة "السياسة" الذي طور فية مفهوم "العبودية الطبيعية" قائلاً: " الذي يستطيع التفكير بعقلة هو حاكماً بطبيعة الحال وسيداً بطبيعة الحال، أما من يفعل ذلك بجسدة فإنة منقاد وعبد بطبيعة الحال". وعلى عكس الحيوان، "ولكنة لا يمكلك الاجزاء المتداولة على الإطلاق"
 
وبالتوازى مع تلك الأفكار طور السفسطائيون مفهوم أن جميع البشر- يونانيون او برباريون- ينتمون إلى عرق واحد ولهذا بعض البشر-على الرغم من أرواحهم الحرة- كانوا عبيد، والعكس صحيح. وتمشياً مع نظريته المعروفة ب"العبودية الطبيعية"، أعترف أرسطو بإمكانية هذة الفكرة وقال أنة لايمكن فرض العبودية إلا إذا كان السيد أفضل من العبد. كما إنتهى السفسطائيون إلى أن العبودية ليست مرتبطة بمكانة الفرد وإنما بروحه. ولهذا قال ميناندر: "حتى إن كنت عبداً، كن حراً فىفي التفكير . وقتها لن تكون عبداً مرةً أخرى". وقد تكررت هذة الفكرة من قبل [[الرواقيون]] والأبيقوريين، ولكنها لم تكن معارضة لها أكثر من كونها تحقيرا من شأن العبودية.
 
[[الإغريقيون]] لايمكنهم استعياب ان هناك حياه بلا عبيد، فالعبيد متواجدون حتى فىفي "أرض سحابة الوقواق" التي ذكرها أرستوفان فىفي مسرحيتة "الطيور" كما كانوا متواجدون أيضاً فىفي المدن المثالية التي أطلق عليها [[أفلاطون]] "القوانين" أو "الجمهورية". كما أن المدن الفاضلة التابعه لفيليس كالسيدوني وهيبيديموس المليتوسي تقوم على التوزيع العادل للممتلكات، أما عبيد العوام كانوا يعملون فىفي الحرف الصناعية والفلاحة. وبالنظر إلى "المدن المعكوسة" فنجدها قد أعطت المراة سلطات وشهدت نهاية الملكية الخاصة، وهذا ظهر فىفي مسرحيات "ليسيستراتا" و"ونساء التجمعات" ولكنها لم تنجح فىفي تصوير العبيد المسئولين عن الأسياد. المجتمعات الوحيدة التي لم يكن بها عبيد هى "العصور الذهبية" التي تم فيها تلبية كافة الإحتياجات، وكانت الأفراد فىفي هذه المجتمعات-كما وصفهم [[أفلاطون]]- تحصل على مرادها دون تبذير. وفى روايتة" أمفيتيوانس" كتب تيليكايدز عن العراك الذي كان يحدث بين أرغفة الشعير وأرغفة القمح من أجل الحصول على شرف التهامهم! وعلاوة على ذلك، صور تيليكايدز الأشياء وهى تحرك نفسها، والعجين وهو يعجن نفسة، والإبريق وهو يصب نفسة، وبالتالى مجتمع بلا عبيد هبط إلى الدرجة الثانية فىفي زمن وتوقيت مختلف. ولهذا، في أيه مجتمع"طبيعي" الفرد فىفي حاجة إلى عبيد!
 
===العبودية في عصر الحداثة===
 
فىفي العصور القديمة من بلاد الإغريق، طالما كان مفهوم العبودية أمر كثير التداول فىفي خطابات علم الدفاع عن العقائد المسيحية التي كانت تدور بين هؤلاء المسيحين الذين أرجعوا الفضل إلى أنفسهم فىفي القضاء على العبودية. وإمتد هذا الأمر حتى القرن السادس حيث تحول إهتمامهم إلى الوعظ فىفي مواضيع الطبيعة. وقد أثر الأستعمار عن طريق العبودية تأثيراً كبيراً على تلك المواضيع والنقاشات، فقد أرجع بعض الكتاب أن للعبودية مزايا حضارية وشجب الأخرون مساوئها. ومن هنا قام المؤرخ "هنري ألكسندر والون" بنشر كتاب له فىفي عام 1847 تحت عنوان "تاريخ العبودية فىفي العصور الوسطى" ضمن سلسله أعمالة التي تهدف إلى القضاء على العبودية في [[المستعمرات]] [[الفرنسية]].
 
وفي القرن التاسع عشر، ظهر الخطاب السياسي-الإقتصادي الذي كان يهدف إلى التمييز بين مراحل تنظيم المجتمعات البشرية وتحديد-بدقة- أماكن العبودية فىفي اليونان. أما [[ماركس]] فقد كان تأثيره ملموساً؛ فقد رأى ماركس أن ماكان يميز المجتمعات القديمة هو تطوير الملكية الخاصة والطابع الأساسي -لا الثانوي كما كان فىفي المجتمعات ماقبل [[الرأسمالية]]- للعبودية بإعتبارها نمطاً للأنتاج ! ولكن الواقعيون الذين مثلهم إدوارد مايور فىفي كتابة " العبودية فىفي العصور الوسطى 1898" سرعان ماعارضوا النظرية [[الماركسية]]. فقد رأى إدوار مايور أن العبودية هى التي أسست الديموقراطية فىفي بلاد الإغريق، وبالتالى كانت العبودية ظاهرة قانونية وإجتماعية وليست إقتصادية.
 
وفي القرن العشرين تطور علم [[التأريخ]] على يد عدة كتاب منهم جوزيف فوجت الذي رأى أن الظروف الملائمة لتطوير صفوة المجتمع قد توفرت فىفي نظام العبودية. وعلى العكس، فإن هذة النظرية تتيح للعبيد فرصة للأنضمام إلى تلك الصفوه. كما إستنتج فوجت أن المجتمع الحديث الذي تأسس على القيم الإنسانية قد جاوز مرحلة التطور هذه.
 
وحتى عام 2011 لازالت العبودية فىفي بلاد الإغريق محل نقاش فىفي علم التأريخ. تم التعبير عنها من خلال سؤالين على وجة الخصوص: أولاً، هل يمكن القول أن المجتمع الإغريقي كان مجتمعاً عبودياً؟ ثانياً، هل كانت هناك طبقة إجتماعية لعبيد الإغريق؟
 
== مصادر ==