ابن عبد ربه: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط بوتة: تصحيح إملائي اعتمادا على هذه القائمة
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط بوتة: تصحيح إملائي اعتمادا على هذه القائمة
سطر 14:
ثم إننا لم نعرف عنه رحلة ما إلى الشرق، أو حتى إلى خارج الاندلس، ومن قرأ فصول كتابه ظن أنه رحل شرقاً في سبيله، أما حديثه عن الحجاز في عقده، فليس "من مشاهدات ابن عبد ربه أو مكتوباته أو مروياته، وإنما هو غريب الوجه واليد واللسان بالنسبة لغيره من مواد (العقد) التي أنشأها ابن عبد ربه القرطبي"(7)، ولا يفوتنا ان نذكر انه ليس في العقد كله إشارة أو تلميح يفيد انه كان لابن عبد ربه هذا رحلة إلى الشرق، "وكان من الطبيعي لو كانت له رحلة في شبابه او في كبره ان نرى اثراً لاخبارها في عقده، كأن يذكر مثلاً بعض الاخبار عن علماء المشرق ممن كنا ننتظر ان يكون قد، لاقاهم او اخذ عنهم اثناء رحلته هذه او سمع منهم او تحدث اليهم، بينيما هو لم يهمل ذكر كثير من الاخبار والروايات التي حدثه بها استاذه عن علماء المشرق بعد رحلاتهم وحجتهم"(8).
حياته الاهية
عاش ابن عبد ربه في قرطبة، تلك المدينة الغنية بكل ما يبعث على الحضارة كالعلم، وجمال الطبيعة والغناء، وقد نشأ ابن عبد ربه في هذا الحقل في أبهى أيامه ولياليه، ولهذا نشأ ميالا إلى اللهو والغناء وما يتبعهما ويقول في الغناء "فإن كانت الألحان مكروهة فالقرآن والأذان أحق بالتنزيه عنها، وإن كانت غير مكروهة فالشعر احوج إليها"(9)، ويقول "وبعد فهل خلق الله شيئاً أوقع بالقلوب، وأشد اختلاساً للعقول من الصوت الحسن إذا كان من وجه حسن"(10), ويقول أيضا في حكم الغناء "أختلف الناس فى الغناء، فأجازه عامة أهل الحجاز، وكرهه عامة أهل العراق، فمن حجة من أجازه أن أصله الشعر الذىالذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به، وحض عليه، وندب أصحابه إليه، وتجند به على المشركين، فقال لحسان : شن الغارة على بنى عبد مناف، فوالله لشعرك أشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام"(11).
وقد كان ابن عبد ربه مولع بسماع الصوت الحسن، فقد اجتاز "دار أبي حفص عشية فقرع سمعه من طيب الغناء ما استوقفه، وأراد الدنو من الباب، وقيل، إنه صب عليه من العلية ماء بل ثيابه، فلم يردعه ذلك عن طلب الازدياد في السماع، فعدل الى مسجد بقرب الدار، وسأل المعلم فيه أن يأتيه بدواة وبياض يكتب فيه، فجاءه بهما فكتب، إلى بن قلهيل رقعه فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم، طاولتك النعم وطالت بك، إنا لمسنا سماء لهوك، (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً وشهباً()وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهباً رصداً(12)... إلى آخر الآية، وفي ذلك أقول: