تراجيديا: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏الجوقة: إضافة مراجع
ط ←‏العقدة: إضافة مراجع
سطر 288:
ثالثا : أن تعبر عن الرأي العام بمعني أن تمدح الأفعال الطيبة و تذم الأفعال الشريرة ، و تثني علي الأخيار و تستقبح فعل الأشرار ، تتعاطف مع البطل في محنته و لكنها لا تتواني في نقدها حينما يحيد عن الحق . فالجوقة تعني الرزانة في الرأي و الوقار في التصرف بقدر وقار ملابسها و أقنعتها . و كانت خيرة في عالم الأبطال الذين يتردون بسبب هفواتهم و آثامهم في هاوية من العذاب .
 
== العقدة ==
 
العقدة هي تطور مواقف الفعل الدرامي في المسرحية علي يد المؤلف حتي تصل إلي ذروتها أو قمة تصاعدها ، بحيث يتم إيجاد حل منطقي و مناسب لها . و يعرف [[أرسطو]] العقدة علي أنها تجمع للأحداث التي تقع منذ بداية [[المسرحية]] حتي ذروتها أو نقطة التحول فيها ، أما الحل فيبدأ من نقطة التحول تلك حتي نهاية [[المسرحية]]
 
تتكون العقدة من أربع أقسام <ref>نظرية الدراما الإغريقية ، د/ محمد حمدي إبراهيم ، ص72</ref>
 
1- المركبة : التي تحتوي علي عنصري التحول و الاكتشاف ، البسيطة التي لا تحتوي علي العنصرين السابقين . و يفضل [[أرسطو]] المركبة لأنها تحقق المغزي الدرامي بعكس البسيطة التي تكون قاصرة عن تحقيق هذا المغزي .
سطر 304:
أن أهم ما في [[المسرحية]] هو العقدة و حلها ، و لا يكفي أن تصاغ العقدة بمهارة ، ثم يأتي حلها ضعيفا أو غير مقنع ، بل ينبغي علي المؤلف أن يجعل الحل علي مستوي العقدة بحيث تتم صياغة العقدة و حلها بنفس الدرجة من المهارة و الإتقان . العقدة -إذا- هي أهم ما في المسرحية ، لأن [[الدراما]] بحق هي فن العقدة ، و لأن الصراع الذي لا يؤدي إلي عقدة هو صراع غير درامي .
 
إن الذروة في [[الدراما]] هي أن يصل الصدام بين الإرادة الإنسانية و الحتمية التي تمثلها النواميس الكونية إلي الدرجة التي تتحطم فيها أحد القوتين : إرادة [[الإنسان]] أو النواميس الثابتة . و لما كان من العسير بل من المستحيل وفقا للمفهوم الإغريقي أن تتحطم نواميس [[الكون]] الثابتة -فإن الصدام يجعل من المحتم إعادة تشكيل السلوك البشري و العلاقات الإنسانية علي نحو جديد أفضل . فأفعال البشر من ذوي الإرادة القوية تدفع بهم مباشرة إلي حتمية الصدام رغم أنهم في قرارة أنفسهم يبذلون أقصي جهدهم لتجنبه ، و الفعل الدرامي مرتبط بالإرادة الإنسانية و لا تقوم له قائمة في غفلة من هذه الإرادة الواعية ، بل إنه يبدأ لحظة نهوض هذه الإرادة لتحقيق هدف ما أو درء خطر ما <ref>نظرية الدراما الإغريقية ، د/ محمد حمدي إبراهيم ، ص74</ref>.
 
و يتم حل العقدة بالتراجيديا بناء علي ما تقتضيه الأحداث نفسها و ما تسفر عنه ، و هناك سبيل يستخدم و هو خارج عن فنية العمل لكنه استخدم كثيرا و هو " الحل الآلي " الإلة من الألة ، و يري أرسطو أنه لا ينبغي استخدام حيلة الآلة إلا في أحداث المسرحية التي لا تنتمي إلي الفعل الدرامي ،و إلا في الأحداث التي وقعت قبل الفعل الدرامي ، و في الأحداث التي لا يستطيع المرء إدراك كنهها ، أو في الأحداث التي وقعت بعد الفعل الدرامي ، أو في الأحداث التي يلزم إظهارها عن طريق التنبؤ أو السرد ، ذلك لأننا نفترض في الألهة المقدرة علي رؤية كل شئ " و ننسب إليهم ما نعجز عن فعله " <ref>فن الشعر ، أرسطو ، ترجمة د/ إبراهيم حمادة ، ص127</ref>.
 
و هناك حل مزدوج مثل ثلاثية " الأوريستية " حيث ينال كل من الأخيار الثوابو الأشرار العقاب .