بئر أهاب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 9:
قال الشيخ جمال الدين [[المطريُّ]]: ولا تعرف أهي السُّقيا الأولى لقربها من الطَّريق، أم هذه؟ لتواتر التَّبرُّك بها. قال: ولعلَّها البئرُ التي احتفرتها فاطمة بنت الحسين بن علي، زوج الحسن بن الحسن بن علي، حين خرجت من بيت جدِّتها فاطمة الكبرى في أيام الوليد، لما أمر بإدخال الحجرات وبيت فاطمة في المسجد، فإنَّها بنَتْ دارها بالحرَّة وأمرت بحفر بئر فيها، فطلع لهم جبل وأَكْدَوا، فذكروا لها، فتوضَّأت وصلَّت ودعت، ورشَّت موضع البئر بفضل وَضوئها، وأمرتهم فحفروا فبلغوا الماء بسرعة، فالظاهر أنها هذه السقيا الأولى. والله أعلم.
 
===تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً===
'''بئر أهاب أو بئر زمزم''': <ref>أحمد ياسين الخياري-تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً ص 190-191 -تعليق: عبيد الله أمين كردي-مطابع دار العلم ط1 ـ 1410هـ 1990م</ref>.
* [[ابن زبالة|لابن زبالة ]] عن محمد بن عبد الرحمن:" أن رسول الله أتى بئر أهاب، ـ وتعرف اليوم ببئر زمزم بالحرة الغربية وكانت لسعد بن عثمان ـ فأتاها رسول الله فوجدعبادة بن سعد مربوطاً بين القرنين أي بين قرني البئر فانصرف رسول الله فلم يلبث سعد أن جاء فقال لابنه: هل جاءك أحد ؟ قال: نعم جاءني رجل ووصف له صفة رسول الله فقال: ذاك رسول الله الحقه وحله فخرج عبادة حتى لحق رسول الله فمسح رسول الله على رأس عبادة ودعا له بالبركة فمات وهو ابن ثمانين وما شاب. وقال: وبصق رسول الله في بئرها"،قال: وقال سعد بن عثمان لابنه: لو أعلم أنكم لا تبيعونها لقبرت فيها فاشترى نصفها إسماعيل بن الوليد بن هشام بن إسماعيل وابتنى عليها قصره الذي بالحرة الغربية مقابل حوض ابن هشام وابتاع نصفها الآخر إسماعيل بن أيوب بن سلمة.
*وفي حديث أحمد: "خرج حتى أتى بئر أهاب فقال يوشك أن يأتي البنيان هذا المكان". وهي بالحرة الغربية كما ذكره ابن زبالة، غير أنها لا تعرف اليوم بهذا الاسم وهي تعرف اليوم ببئر زمزم كما ذكرنا في أول البحث وعندها بطرف جدار الحديقة القبلي الذي بجانبها آثار بناء قديم كان مبنياً عليها، وأعتقد أنه قصر إسماعيل بن الوليد، وسبب تسميتها بزمزم هو تبركاً باسم زمزم فقط والله أعلم.
 
===أخبار المدينة لمحمد بن الحسن ابن زبالة===
'''5 - بئر إهاب''':
* روى ابن زبالة عن محمد بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بئر إهاب بالحرة وهي يومئذ لسعد بن عثمان، فوجد ابنه عبادة بن سعد مربوطاً بين القرنين يفتل، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يلبث سعد أن جاء فقال لابنه: هل جاءك أحد ؟ قال: نعم ووصف له صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحقه، وحلّه، فخرج عبادة حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس عبادة وبرك فيه، قال: فمات وهو ابن ثمانين وما شاب، قال: وبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئرها.<ref>محمد بن الحسن ابن زبالةأخبار المدينة- جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة ص213-ط1/ 1424هـ</ref>
 
===تاريخ مكة المشرفة و المسجد الحرام و المدينة الشريفة و القبر الشريف===
ومنها بئر أخرى إذا وقفت على هذه المذكورة وأنت على جادة الطريق وهي على يسارك كانت هذه على يمينك ولكنها بعيدة عن الطريق قليلاً، وهي في سند من الحرة قد حوط حولها بناء مجصص وكان على شفيرها حوض من حجارة لم تزل أهل المدينة قديماً يتبركون بها ويشربون من مائها وينقل إلى الآفاق منها كما ينقل ماء زمزم، ويسمونها زمزم أيضاً لبركتها، قال: ولم أعلم أحداً ذكر منها أحداً يعتمد عليه والله أعلم أيتهما هي السفلى الأولى لقربها من الطريق أم هذه لتواتر البركة فيها. قال عفيف الدين المرجاني: ويمكن أن يكون تسميتهم إياها زمزم لكثرة مائها يقال: ماء زمزم لكثرة مائها أي كثير.
قال الشيخ جمال الدين: أو لعلها البئر التي احتفرتها فاطمة بنت الحسين بن علي زوجة الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم حين أخرجت من بيت جدتها فاطمة الكبرى أيام الوليد بن عبد الملك حين أمر بإدخال حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيت فاطمة رضي الله عنهن في المسجد، فإنها بنت دارها في الحرة وأمرت بحفر بئر فيها، فطلع لهم جبل فذكروا ذلك لها، فتوضأت وصلت ركعتين ودعت ورشت موضع البئر بفضل وضوئها، وأمرتهم فحفروا فلم يتوقف عليهم من الجبل شيء حتى ظهر الماء. قال الشيخ جمال الدين: والظاهر أنها هذه، وأن السقيا هي الأولى؛ لأنها على جادة الطريق وهو الأقرب. والله أعلم. <ref>محمد بن أحمد بن محمد بن الضياء المكي-تاريخ مكة المشرفة و المسجد الحرام و المدينة الشريفة و القبر الشريف- ص 249-دار الكتب العلمية ط1- 1418هـ</ref>
 
===الجواهر الثمينة في محاسن المدينة===
ومن محاسن النقا: زمزم فإنها حديقة ذات أشجار ونخيل، وعمارة تناحت في ساحتها الأطيار. قال في ((الوفاء)): بئر إهاب بصق فيها [[محمد|النبي]] {{ص}} - وهي بئر زمزم، ولم يزل أهل المدينة قديماً وحديثاً يتبركون بها، وينقلون إلى الآفاق من مائها. وفيه بئر فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - احتفرتها لما خرجت من بيت جدتها فاطمة الزهراء - رضي الله تعالى عنها - وهي الآن من أحسن الحدائق الخضرة النضرة، ذوات الأشجار الأنيقة النضرة، وماؤها ليس بالعذب الخالص، وما أحسن ما قال:
أكرم بزمزم إذ غدا متفجراً بمعين ما للمفاسد يصلح
سطر 30:
وفي الخبر: ((لا تقوم الساعة حتى تبلغ المساكن إهاب)) وفي رواية: ((لاتقوم الساعة حتى يبلغ البناء شجرة ذي الحليفة)) وهي على ستة أميال من المدينة. وقال الأسدي: خمسة أميال ونصف ميل. <ref>محمَّد كِبريت الحُسَينِي المدَنِي-الجواهر الثمينة في محاسن المدينة- ص 149-150-تحقيق: أَحمَد سَعِيد بن سِلمِ</ref>
 
===المغانم المطابة في معالم طابة===
'''بئر إهَاب:''' بئر بالحَرَّة.
* عن محمد بن عبد الرحمن، أن [[محمد|النبي]] {{ص}} أتى بئرإهاب بالحَرَّة، وهي يومئذ لسعد بن عثمانفوجد [ابنه] عبادة بن سعد مربوطاً بين القرنين يَفْتِلُ، فانصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يلبث سعدٌ أن جاء، فقال لابنه: هل جاءك أحد؟ قال: نعم، ووصف له صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلَّه وقال: الحقه، فخرج عُبادة، حتى لَحِقَ برسول الله صلى الله عليه وسلم [فمسح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رأس عُبادة، وبَرَّك فيه.قال:] فمات وهو ابن ثمانين [وما شاب]، قال: وبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئرها.
سطر 39:
<ref>مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي - المغانم المطابة في معالم طابة- ج2/619- ط1/1423هـ</ref>
 
===عمدة الأخبار===
'''بئر إهاب:''' <ref>عمدة الأخبار ص 242</ref> عن محمد بن عبد الرحمن أن [[محمد|النبي]] {{ص}} أتى إهاب بالحرة وهي يومئذٍ لسعد بن عثمان فوجد ابنه عبادة بن سعد مربوطاً بين القرنين يفتل فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث سعد أن جاء فقال لابنه: هل جاءك أحد؟ قال: نعم! ووصف له ضيفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام فحله وقال: الحقه فخرج عبادة حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس عبادة وبارك فيه قال: فمات وهو ابن ثمانين سنة وما شاب. قال: وبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئرها، وقال سعد بن عثمان لابنه: لو أعلم أنكم لاتبيعونها لقبرت فيها فاشترى نصفها إسماعيل بن الوليد بن هشام بن إسماعيل وابتنى بها قصره الذي بالحرة مقابل حوض ابن هشام وابتاع نصفها الآخر إسماعيل بن أيوب بن سلمة، وسبق في حديث أحمد خرج حتى أتى بئر إهاب فقال: يوشك أن يأتي البنيان هذا المكان، وهي بالحرة الغربية كما يؤخذ من كلام ابن زبالة غير أنها لاتعرف اليوم بهذا الاسم، ويتلخص مما ذكرناه في الأصل أنها المعروفة اليوم بزمزم وعندها بطرف جدار الحديقة القبلي الذي بجانبها آثار بناء قديم كان مبنياً عليها الظاهر أنه قصر إسماعيل بن الوليد وقد قال المطري: ولم يزل أهل المدينة قديماً وحديثاً يتبركون بها وينقلون إلى الآفاق من مائها كما ينقل من زمزم يسمونها أيضاً من زمزم لبركتها. قلت: ويتعجب منه كيف يقول ذلك مع أن الظاهر أنها بئر فاطمة بنت الحسين التي احتفرتها لما خرجت من بيت جدتها فاطمة الكبرى واشتراها ابن هشام لأنه لقي موضع حفيرته بالحوض جبلاً وكأنه لم يتحرر للمطري أن بئر إهاب في هذه الجهة انتهى خلاصة الوفاء وهي بالحرة كما ذكر.
ص 331
'''زمزم:''' بئر بالمدينة على يمين السالك إلى بئر علي المحرم بعيدة عن الجادة قليلاً في سند الحرة وحوط عليها ببناء مجصص وكان على شفيرها حوض من حجارة تكسر لم يزل أهل المدينة يشربون منها وينقل ماؤها كما ينقل من زمزم مكة ولا يعرف فيها أثر. قال: ولعلها البئر التي احتفرتها فاطمة بنت الحسين بن علي زوج الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام حين أخرجت من بيت جدتها فاطمة الكبرى عليهما السلام وأمرت بحفر بئر فيها فطلع لهم جبل فذكروه لها فتوضأت وصلت ودعت ورشت موضع البئر بفضل مائها وأمرتهم فحفروا فبلغوا الماء بسرعة فالظاهر أنها هذه.
 
===رحلة العياشي===
 
رحلة العياشي ص 162
'''بئر زمزم''': <ref>رحلة العياشي ص 162</ref>.
* زمزم: وهي قريبة من السقيا على يمين الطريق حتى زعم بعضهم أنها [[بئر السقيا]] وهي بئر مليحة في حديقة نخل حولها بركة وبناء.
وسميت زمزم تشبيهاً لها بزمزم في التبرك بها. وكانت إذ ذاك ملكاً لبعض المغاربة المجاورين، فأطعمنا من تمر حديقته، وسقانا من مائها.
وقد عد السيد ـ رحمه الله ـ آباراً متعددة سوى هذه ثم قال: فمن ذكر أنها سبعة فقط قصور منه. وقد اقتصرت أنا على ما شهدت منها وشربت من مائه.
ومن المواضع التي يتبرك بها بالمدينة تربة صعيب. فقد روي أن [[محمد|النبي]] {{ص}} أتى بلحارث (بنو الحارث بن الخزرج: وهم بطن من الخزرج، من الأزد القحطانية. ومنازلهم في السنح وهو موضع قرب المدينة) <ref>القلقشندي، ص 45</ref> فإذا هم روبى(مفرده روبان، أي خاتر البدن والنفس) <ref>ابن منظور</ref> فقال: "مالكم يابني الحارث روبى؟" قالوا أصابتنا يارسول الله هذه الحمى. قال: "فأين أنتم من صعيب" قالوا: يا رسول الله ما نصنع به؟ قال: "تأخذون من ترابه، فتجعلونه في ماء فيتفل عليه أحدكم ويقول: باسم الله، تراب أرضنا بريق بعضنا شفاء لمريضنا بإذن ربنا" (6) ففعلوا فتركتهم الحمى(7). قال [[طاهر بن يحيى العلوي(8)]] عقب روايته ذلك عن أبي صعيب، وادي دون الماجشونية(9)، وفيه حفرة مما يأخذ الناس منه. وهو اليوم إذا وبي إنسان أخذ منه. قال ابن النجار: وقد رأيت أنا هذه الحفرة والناس يأخذون منها، وذكروا أنهم قد جربوه فوجدوه صحيحاً (10)، قال: وأخذت منه أيضاً(11). قال السيد بعد ذكر ما تقدم: وهذه الحفرة موجودة يأثرها الخلف عن السلف، وينقلون ترابها للتداوي(12) وذكر المجد أن جماعة من العلماء ذكروا أنهم جربوه للحمى(13) فوجدوه صحيحاً(14). قال: وأنا سقيته غلاماً لي مريضاً من نحو سنة تواضبه الحمى فانقطعت عنه من يومه(15). وذكر هو كالمطري(16) أنّ ترابه يجعل في الماء ويغتسل به من الحمى(17).
قال السيد: فينبغي أن يفعل أولاً ما ورد، ثم يجمع(18) بين الشرب والغسل.
قلت: وقد وصلت أنا إلى موضع هذه الحفرة، وأخذنا من ترابها واستصحبناه معنا لبلادنا بقصد التداوي. وقد نص غير واحد على جواز نقله للتداوي كماء زمزم للتبرك، ولم يزل عمل الناس على ذلك قديماً وحديثاً.
وقد ذكر الاستشفاء أيضاً من الحمى بتراب مشهد حمزة. وقد استشفيت أنا أيام مرضي بالمدينة بتربة صعيب فحصلت بركتها والحمد لله.
ـــــــــــــــــ
 
 
(6) أورد ابن النجار هذا الحديث مسنداً. المصدر السابق، ص 28. وفي سنده ابن زبالة، وهو ضعيف عند علماء الحديث. انظر ص 163 من هذه الرسالة. لكن ورد في صحيح مسلم: (روي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى أحد أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي بأصبعه هكذا ـ ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها ـ : " بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي به سقيمنا، بإذن ربنا". كتاب الراقي، ج 2 ، ص 1724.
 
(7) في الأصل: الحما، وكذا في ( أ ) وفي ( ج ): الحمة. والتصحيح من (ب).
(8) هو الشريف أبو القاسم بن يحيى بن الحسن بن الحسين العلوي: أخذ العلم عن والده الذي يعتبر من أكبر مؤرخي المدينة. وقد عاش والده هذا في القرن الثالث الهجري. انظر: المطري: المصدر السابق، ص 52.
(9) حديقة بالمدينة المنورة. السمهودي: المصدر السابق، ج 1 ، ص 68.
(10) سقط من ( ج ) : ( قال: وأخذت منه أيضاً، قال السيد بعد ما تقدم. وهذه الحفرة يأثرها الخلف عن السلف، وينقلون ترابها للتداوي. وذكر المجد أن جماعة من العلماء ذكروا أنهم جربوه للحمى فوجده صحيحاً ).