بئر أهاب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 45:
==رحلة العياشي==
رحلة العياشي ص 162
'''بئر زمزم'''
زمزم(1).: وهي قريبة من السقيا(2) على يمين الطريق حتى زعم بعضهم أنها [[بئر السقيا]] وهي بئر مليحة في حديقة نخل حولها بركة وبناء.
وسميت زمزم تشبيهاً لها بزمزم في التبرك بها. وكانت إذ ذاك ملكاً لبعض المغاربة المجاورين، فأطعمنا من تمر حديقته، وسقانا من مائها.
وقد عد السيد ـ رحمه الله ـ آباراً متعددة سوى هذه ثم قال: فمن ذكر أنها سبعة فقط قصور منه. وقد اقتصرت أنا على ما شهدت(3) منها وشربت من مائه.
ومن المواضع التي يتبرك بها بالمدينة تربة صعيب. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلحارث (4بنو الحارث بن الخزرج: وهم بطن من الخزرج، من الأزد القحطانية. ومنازلهم في السنح وهو موضع قرب المدينة) <ref>القلقشندي، ص 45</ref> فإذا هم روبى(5مفرده روبان، أي خاتر البدن والنفس) <ref>ابن منظور</ref> فقال: "مالكم يابني الحارث روبى؟" قالوا أصابتنا يارسول الله هذه الحمى. قال: "فأين أنتم من صعيب" قالوا: يا رسول الله ما نصنع به؟ قال: "تأخذون من ترابه، فتجعلونه في ماء فيتفل عليه أحدكم ويقول: باسم الله، تراب أرضنا بريق بعضنا شفاء لمريضنا بإذن ربنا" (6) ففعلوا فتركتهم الحمى(7). قال طاهر بن يحيى العلوي(8) عقب روايته ذلك عن أبي صعيب، وادي دون الماجشونية(9)، وفيه حفرة مما يأخذ الناس منه. وهو اليوم إذا وبي إنسان أخذ منه. قال ابن النجار: وقد رأيت أنا هذه الحفرة والناس يأخذون منها، وذكروا أنهم قد جربوه فوجدوه صحيحاً (10)، قال: وأخذت منه أيضاً(11). قال السيد بعد ذكر ما تقدم: وهذه الحفرة موجودة يأثرها الخلف عن السلف، وينقلون ترابها للتداوي(12) وذكر المجد أن جماعة من العلماء ذكروا أنهم جربوه للحمى(13) فوجدوه صحيحاً(14). قال: وأنا سقيته غلاماً لي مريضاً من نحو سنة تواضبه الحمى فانقطعت عنه من يومه(15). وذكر هو كالمطري(16) أنّ ترابه يجعل في الماء ويغتسل به من الحمى(17).
قال السيد: فينبغي أن يفعل أولاً ما ورد، ثم يجمع(18) بين الشرب والغسل.
قلت: وقد وصلت أنا إلى موضع هذه الحفرة، وأخذنا من ترابها واستصحبناه معنا لبلادنا بقصد التداوي. وقد نص غير واحد على جواز نقله للتداوي كماء زمزم للتبرك، ولم يزل عمل الناس على ذلك قديماً وحديثاً.
وقد ذكر الاستشفاء أيضاً من الحمى بتراب مشهد حمزة. وقد استشفيت أنا أيام مرضي بالمدينة بتربة صعيب فحصلت بركتها والحمد لله.
ـــــــــــــــــ
 
(1) قال السمهودي: (فالذي ترجح عندي أن هذه البئر المعروفة بزمزم هي بئر إهاب). المصدر السابق، ج 3 ، ص 954. وبئر إهاب أو زمزم لا تعرف اليوم عند أهل المدينة.
 
(2) سقط من ( أ ): عبارة عن يمين الطريق حتى زعم بعضهم أنها بئر السقيا.
(3) في ( أ ): شهدنا.
(4) بنو الحارث بن الخزرج: وهم بطن من الخزرج، من الأزد القحطانية. ومنازلهم في السنح وهو موضع قرب المدينة. القلقشندي، المصدر السابق، ص 45.
(5) مفرده روبان، أي خاتر البدن والنفس. ابن منظور: المصدر السابق.
(6) أورد ابن النجار هذا الحديث مسنداً. المصدر السابق، ص 28. وفي سنده ابن زبالة، وهو ضعيف عند علماء الحديث. انظر ص 163 من هذه الرسالة. لكن ورد في صحيح مسلم: (روي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى أحد أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي بأصبعه هكذا ـ ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها ـ : " بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي به سقيمنا، بإذن ربنا". كتاب الراقي، ج 2 ، ص 1724.
(7) في الأصل: الحما، وكذا في ( أ ) وفي ( ج ): الحمة. والتصحيح من (ب).
السطر 73 ⟵ 70:
(18) هذا يتفق مع ما أورد المطري: المصدر السابق، ص 9 52. والفيروزآبادي في المغانم المطابة، ص 218.
(19) هذا يتفق مع مقالة السمهودي: المصدر السابق، ج 1 ، ص 69.
 
 
==وفاء الوفا==