تعلم كامن: الفرق بين النسختين

في التجربة الكلاسيكية التي أجراها إدوارد شاس تولمان وضع ثلاث مجموعات من الفئران في متاهات ورصد سلوكهم كل يوم لأكثر من أسبوعين. فكانت الفئران في المجموعة الأولى دائمًا تجد الطعام في نهاية المتاهة، والفئران في المجموعة الثانية لا تجد الطعام مطلقًا، والفئران في المجموعة الثالثة لم تعثر على الطعام لعشرة أيام ولكن حصلت على الطعام في اليوم الحادي عشر. ثم إن الفئران في المجموعة الأولى تعلمت الانطلاق بسرعة إلى نهاية المتاهة، والفئران في المجموعة الثانية تجولت في المتاهة ولكن تحديدًا لم تصل إلى النهاية. والفئران في المجموعة الثالثة فعلت كفئران المجموعة الثانية إلى أن وُضع الطعام في اليوم الحادي عشر؛ فتعلمت الذهاب بسرعة لنهاية المتاهة وفعلت مثل فئران المجموعة الأولى في اليوم التالي.<ref>{{cite journal|last=Tolman|first=E.C.|coauthors=C.H. Honzik|title="Insight" in Rats|journal=University of California Publications in Psychology|year=1930}}</ref> وقد أظهرت بعض التجارب الأخرى أن التعلم الكامن يمكن أن يحدث في وقت أقل كأن يحدث في ثلاثة أو سبعة أيام.<ref name=Reynolds>{{cite journal|last=Reynolds|first=B.|title=A repetition of the Blodgett experiment on 'latent learning.'|journal=Journal of Experimental Psychology|date=1 January 1945|volume=35|issue=6|pages=504–516|doi=10.1037/h0060742}}</ref> ومن بين النتائج المبكرة، أنه تم اكتشاف أن الحيوانات التي يُسمح لها بالتجول في المتاهة مع احتجازها لدقيقة واحدة في مربع الهدف الفارغ قد تعرفت على المتاهة أسرع من المجموعات التي لم تحصل على توجيه نحو الهدف.<ref name=Karn>{{cite journal|last=Karn|first=H. W.|coauthors=Porter, J. M., Jr.|title=The effects of certain pre-training procedures upon maze performance and their significance for the concept of latent learning.|journal=Journal of Experimental Psychology|date=1 January 1946|volume=36|issue=5|pages=461–469|doi=10.1037/h0061422}}</ref>

وُضعت الفئران في متاهة على شكل حرف T حيث كان أحد ذراعي المتاهة باللون الأبيض والآخر باللون الأسود. وكان لدى مجموعة الفئران الواحدة ثلاثون دقيقة للتعرف على المتاهة دون تقديم طعام، ولم تُنقل الفئران بمجرد بلوغها نهاية الذراع.<ref name=Seward>{{cite journal|last=Seward|first=John P.|title=An experimental analysis of latent learning.|journal=Journal of Experimental Psychology|date=1 January 1949|volume=39|issue=2|pages=177–186|doi=10.1037/h0063169}}</ref> ثم تم وضع طعام أثناء التجربة بأحد الذراعين. فتعلمت الفئران في المجموعة الاستكشافية النزول إلى الذراع الذي يحتوى على الحافز أسرع من فئران المجموعة الأخرى التي لم يسبق لها استكشاف المتاهة.<ref name=Seward/>

قامت إحدى التجارب التي أجريت على الرضع باستكشاف التعلم الكامن في فترة مبكرة من العمر. فقد عُرض زوج مختلف من الدمى اليدوية معًا على رضع يبلغون ثلاثة أشهر. ثم عُرض دوريًا على الرضع إحدى الدمى إلى أن بلغوا ستة أشهر حيث ظهر سلوك مقصود تجاه الدمية الأولى. وفي النهاية عُرضت الدمية الأخرى على الرضع وقاموا بالسلوك المقصود بمعدل أعلى من المجموعة الضابطة التي لم ترَ الدميتين معًا. وهذا أشار إلى أن الرضع الذين سبق عرض الدميتين عليهم خلقوا رابطًا بين الدمى دون تعزيز خارجي واضح.<ref name=Campanella>{{cite journal|last=Campanella|first=Jennifer|coauthors=Rovee-Collier, Carolyn|title=Latent Learning and Deferred Imitation at 3 Months|journal=Infancy|date=1 May 2005|volume=7|issue=3|pages=243–262|doi=10.1207/s15327078in0703_2}}</ref>

وقد أشارت تجربة أخرى إلى أنه ليست جميع المصاحبات المحتملة يمكن إنشاؤها بالتعلم الكامن. فالمشاركون من الأفراد غير الممنوعين من الكافيين تم منحهم مشروبًا غير مألوف يحتوى على كافيين لمدة أربعة أيام ثم تم منحهم المشروب في اليوم الخامس منزوع الكافيين. ولم يظهر هؤلاء المشاركون ازدياد الرغبة في النكهة بعد نزع الكافيين؛ بينما أظهر الخاضعون للتجربة ممن قاموا بنفس الإجراء ولكن مع الامتناع عن الكافيين يوميًا رغبة متزايدة للنكهة يوميًا. وفي هذه الحالة لم يبد أن جودة النكهة كوظيفة للكافيين يمكن اكتسابها من خلال التعلم الكامن.<ref name=Yeomans>{{cite journal|last=Yeomans|first=Martin|coauthors=Ripley, Tamzin, Lee, Michelle, Durlach, Paula|title=No evidence for latent learning of liking for flavours conditioned by caffeine|journal=Psychopharmacology|year=2001|volume=157|issue=2|pages=172–179|doi=10.1007/s002130100765}}</ref>

[[Categoryتصنيف:طرق التعلم]]

[[Categoryتصنيف:علم النفس التربوي]]