المعتضد بن عباد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 45:
تابع عبَّاد المعتضد حرب والده أبي القاسم ضد [[البربر]] الأمازيغ، واتخذ موقفاً موالياً [[عرب|للعرب]] في حروبه، وكان من أسباب ذلك أن منجّميه تنبؤوا بأن حكم عائلته سينتهي على أيدي رجالٍ من خارج الأندلس، وكان ذلك يجعله يتخوَّف من البربر. تمكَّن عقب كمينٍ في عام 434 هـ من القضاء على حاكم [[قرمونة]] البربري [[محمد بن عبد الله البرزالي]]، فخلفه ابنه إسحاق، واستمرَّ صراعه مع المعتضد. وكذلك خاض الحرب مع ابن طيفور عام 436 هـ، فسلب منه مدينة [[مارتلة]]، ثم هاجم فتح بن يحيى أمير [[لبلة]] (وهو عربي)، إلا إنَّ هذا الأخير استنجد [[المظفر بن الأفطس|بالمظفر بن الأفطس]] أمير [[بطليوس]]، فجاءه بجيشٍ قوي<ref name="المعتمد7"></ref> وتمكَّن من التغلُّب على المعتضد وإبعاده عن لبلة. وأخذ ابن الأفطس بعد ذلك بتشكيل حلفٍ بربري من ملوك الطوائف لمقاومة توسع المعتضد، فتحالف مع [[باديس بن حبوس]] أمير [[غرناطة]] ومحمد بن إدريس أمير [[مالقة]] ومحمد أمير [[الجزيرة الخضراء (إسبانيا)|الجزيرة الخضراء]]. وقد وقف [[أبو الوليد بن جهور]] حاكم [[قرطبة]] موقف المتخوّف من هذا الصراع، فحاول التوفيق بينهم وبين المعتضد وتحذيرهم من العواقب، إلا إنَّ كلا الطرفين تجاهلا تحذيراته.<ref name="المعتمد8"></ref>
 
بدأ ابن الأفطس وحلفاؤه بحشد جيوشهم، إلا إنَّ المعتضد باغتهم بمهاجمة ريف [[بطليوس]] في وقتٍ كان ابن الأفطس بعيداً فيه عنها، وزحف نحو لبلة وهاجم أعداءه قربها، لكن ابن الأفطس تمكَّن من تنظيم صفوفه فشن هجوماً مضاداً على المعتضد ودفعه للتراجع من المنطقة، ثم تقدم ابن الأفطس مع حلفائه فبلغ ضواحي إشبيلية وأخذ بتخريبها وتدميرها. إلا إنَّ المعتضد تمكن في النهاية من استمالة يخيى أمير لبلة (ربما لكونه عربياً)، فانقلب على ابن الأفطس وتحالف مع المعتضد. وعندما رأى ابن الأفطس ذلك أرسل فرسانه إلى لبلة لمهاجمتها، فاستنجد يحيى بالمعتضد،<ref name="المعتمد8">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=64}}</ref> وبادر هذا إلى إرسال ابنه إسماعيل على رأس جيشٍ للدفاع عنها، ثم توجَّه جيشه لمهاجمة [[يابرة]] التابعة لبني الأفطس. غضب ابن الأفطس وإسحاق أمير قرمونة ممَّا حصل، فحشدا جيشاً وتوجَّها للقاء المعتضد، والتقيا معه، فهُزِما هزيمة ساحقة، وخسرا 3,000 قتيل، منهم إسحاق أمير قرمونة نفسه. تراجع المظفر بن الأفطس بعد الهزيمة إلى بطليوس، فتحصَّن فيها وانتظر المعتضد، إلا إنَّ ابن جهور أمير قرطبة تمكَّن من التوصل إلى صلحٍ بين المعتضد والمظفر في عام 443 هـ، انتهت الحرب على إثره.<ref name="المعتمد9">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=65}}</ref> لكن المعتضد لم يوقف توسُّعاته هنا، فعاد لمهاجمة حليفه يحيى في لبلة، وانتزعها منه بسهولة، ثم انتزع [[ولبة]] و[[جزيرة شلطيش]] من عبد العزيز البكري، وهرب كلا هذين الأميرين بعد ضياع ملكهما إلى قرطبة.<ref name="المعتمد10">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=65-66}}</ref> وفي عام 550 هـ استولى على الجزيرة الخضراء من الواثق بن حمود، لتنتهي بذلك دولة بني حمود في الأندلس.<ref name="المعتمد10">أحمد بن علي القلقشندي: [http://www.islamicbook.ws/adab/sbh-alaasha-014.html صبح الأعشى في صناعة الإنشا 14].</ref>
 
لم يوقف المعتضد توسُّعاته، فعاد لمهاجمة حليفه يحيى في لبلة، وانتزعها منه بسهولة، ثم انتزع [[ولبة]] و[[جزيرة شلطيش]] من عبد العزيز البكري، وهرب كلا هذين الأميرين بعد ضياع ملكهما إلى قرطبة.<ref name="المعتمد10">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=65-66}}</ref> ثم حول انتباهه إلى مدينة [[شلب]] عاصمة أكشبونة، الواقعة تحت حكم بن مزينة. ضرب جيش إشبيلية - بالقيادة الشكلية للمعتمد بن عبَّاد حاكم إشبيلية اللاحق - حصاراً على شلب، وشهدت المدينة مقاومة عنيفة،<ref name="المعتمد11">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=66}}</ref> إلا أنَّها سقطت في نهاية الأمر، وأُسِرَ حاكمها، وعيَّن المعتضد ابنه المعتمد والياً عليها بعد ذلك. عقب سقوط شلب، توجَّه جيش المعتضد صوب شنتمرية، فأخذها من محمد بن سليمان المستعين عام 444 هـ، وضمَّها مع شلب في ناحية واحدة تحت حكم المعتمد.<ref name="المعتمد12">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=67}}</ref> ثم أرسل جيشاً للاستيلاء على [[رندة]]، وهي مدينة حصينة تقع على جبل مرتفع، إلا إنَّها سقطت إثر ثورةٍ من داخلها قادها عرب المدينة ضد حكامها البربر، فقُتِل حاكمها أبو نصر وسقطت بيد المعتضد، فسرَّ بذلك حتى كتب عن سقوطها شعراً قال فيه:<ref name="المعتمد13">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=71}}</ref>
 
{{قصيدة|لقد حصنت يا رندة|فصرتِ لملكنا عقدة}}
{{قصيدة|أفادتنيك أرماح|وأسيافٌ لها حدة}}
{{قصيدة|وأجنادٌ أشدَّاء|إليهم تنتهي الشدة}}
{{قصيدة|غدوت يرونني مولى|لهم وأراهم عدة}}
{{قصيدة|وتبلى به ضلالتهم|ليزداد الهوى حدة}}
 
استمرَّت حملة المعتضد، فاستولى على [[مورور]] و[[أركش، برغش|أركش]] و[[شريش]]. وأثارت أنباء هذه الهزائم للبربر غضب [[باديس بن حبوس]] أمير غرناطة،<ref name="المعتمد14">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=72-73}}</ref> خصوصاً بعد أن توافد النازحون البربر من هذه المدن إلى غرناطة عقب سقوطها بيد المعتضد، والذين رفض المعتضد عودتهم إلى مدنهم بينما رفض باديس استقرارهم بغرناطة. خرج باديس إثر ذلك على رأس جيشه وتوجَّه إلى إشبيلية، وخاض عدة معارك مع المعتضد، رغم أن المصادر التاريخية لا تذكر الكثير عن تفاصيلها.<ref name="المعتمد15">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=73}}</ref> وفي عام 550 هـ استولى على الجزيرة الخضراء من الواثق بن حمود، لتنتهي بذلك دولة بني حمود في الأندلس.<ref name="صبح الأعشى">أحمد بن علي القلقشندي: [http://www.islamicbook.ws/adab/sbh-alaasha-014.html صبح الأعشى في صناعة الإنشا 14].</ref>
 
=== الاستيلاء على قرطبة ===