علاء الدين الكاساني: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: قوالب الصيانة, أزال وسوم يتيمة
سطر 1:
{{تعظيم|تاريخ=أكتوبر 2010}}
 
{{يتيمة|تاريخ=مايو_2010}}
{{ويكي|تاريخ=مايو_2010}}
 
السطر 16 ⟵ 15:
لما وصل الكاساني رسولا من السلطان مسعود إلى نور الدين لقي في نفسه قبولاً واحترمه وأكرمه، أعجب فقهاء حلب بالكاساني وسعة علمه، واجتمع فقهاء المدرسة الحلاوية وطلبوا من نور الدين أن يوليه التدريس بالمدرسة، فعرض نور الدين عليه ذلك، فدخل المدرسة ورآها فأعجبته وأجاب نور الدين إلى ما عرضه عليه، ولكن الشيخ قال لنور الدين الشهيد: هذه الرسالة أمانة معي فإذا أعدت الجواب إليهم عدت بعد ذلك، وقدمت حلب، وصدر أمر نور الدين بتعيين الكاساني في المدرسة، وبسطت له سجادة التدريس بالمدرسة وكانت تبسط كل يوم وهو غائب ويجتمع الفقهاء حولها في لفتة رمزية تعبر عن الحب والتقدير، وعاد الكاساني بجواب الرسالة إلى السلطان السلجوقي، ولكن ليس قبل أن يحضه نقيب الأشراف فيها الشريف أبو طالب أحمد بن محمد على سرعة العودة إلى حلب.
 
عندما عاد الكاساني إلى حلب واقترب منها وصل الخبر بوصوله إليها فخرجت جماعة عظيمة من الفقهاء إلى لقائه إلى باب بزاعا (أي مدينة الباب)، ويبدو أن استقبال القادم خارج المدينة عادة حلبية عريقة، ويروي خليفة بن سليمان أحد مشايخ حلب قصة وصول الكاساني وكيف تضافرت جهود العلماء ليسبق الغزنوي ويحل بالمدرسة الحلاوية فيقول: كنت إذ ذاك صبيا صغيرا، فخرجت مع والدي فيمن خرج، فعهدي بالشيخ الكاساني والفقهاء مجتمعون حوله، وأقام ذلك اليوم بباب بزاعا على عزم الدخول صبيحة تلك الليلة، فجاءه في أثناء النهار رجل من الفقهاء وقال له: عبر ها هنا رجل شيخ فقيه ومعه جماعة من الفقهاء، وقالوا: هذا عالي الغزنوي وقد جاء إلى حلب لأخذ المدرسة، فقال النجيب محمد بن سعد الله بن الوزان وجماعة غيره من الفقهاء للكاساني: المصلحة أن نقوم وندخل إلى حلب، فقام وسار فوصل حلب بكرة، وكان عالي قد وصلها عصر اليوم السابق، ونزل بالحجرة، فوصل الكاساني ودخل المدرسة والفقهاء حوله، فأرسل الفقهاء إلى عالي وقالوا له: تقوم وتخرج لأجل الشيخ، فامتنع فأعادوا له القول ثانيا، وقالوا: المصلحة أنك تخرج بحرمتك وإلا يدخل من يخرجك قسراً بغير اختيارك، فلما رأى الجد في ذلك خرج من الحجرة ومضى إلى حجرة صغيرة كانت في جانب المدرسة فنزلها. جرى كل هذا ونور الدين إذ ذاك غائب عن حلب فكوتب في ذلك فولى الكاساني المدرسة الحلاوية، وولى عالي الغزنوي مدرسة الحدادين في دمشق.
 
أكرم نور الدين الشهيد الإمام الكاساني وولاه التدريس بالمدرسة الحلاوية المعروفة بمسجد السراجين، وفوض إليه نظرها، وزاوية الحديث بالشرقية بالمسجد الجامع، فحدث بالزاوية المذكورة عند خزانة الكتب، ودرس بالمدرسة الحلاوية وبالجاولية. كان الكاساني حريصاً على تعليم العلم ونفع الطلبة، وكان فقيهاً عالماً صحيح الاعتقاد، كثير الذم للمعتزلة وأهل البدع يصرح بشتمهم ولعنهم في دروسه، وصنف كتباً في الفقه والأصول منها كتابه في الفقه الحنفي الذي وسمه ببدائع الصنائع في ترتيب الشرائع رتبه أحسن ترتيب وأوضح مشكلاته بذكر الدلائل في جميع المسائل، ومنها كتابه الذي وسمه بالسلطان المبين في أصول الدين وكان مواظباً على ذكر الدرس ونشر العلم، وكان الكاساني مريضاً بالتهاب المفاصل [[النقرس]] وكثيراً ما يعرض له ألم النقرس في رجليه والمفاصل، فكان يحمل في محفة من منزله بالمدرسة، ويخرج إلى الفقهاء بالمدرسة ويقدم درسه ولا تمنعه آلامه من أداء واجبه التعليمي والتربوي، فما يذكر عنه أنه أخل بدرسه. وكعادة علماء ذلك الزمان كان الكاساني يقرض الشعر، وقد وجدت هذه الأبيات له على ظهر نسخة من كتاب البدائع مؤرخة بمنتصف شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة: