إبليس في المسيحية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
رفض التغيير النصي الأخير (ل‍92.96.242.45) واستعادة المراجعة 10462608 ل‍Addbot
سطر 21:
انطلاقا من الوعد الذي أعلنه الله في جنة عدن بأن القادم من نسل المرأة سوف يسحق إبليس يقدم لنا [[عهد جديد|العهد الجديد]] مسيرة حياة [[يسوع|المسيح]] على الأرض كحرب موجهة ضد شرور العالم كثرت فيها مواجهات [[يسوع]] المباشرة مع الأرواح النجسة ومع سيدها الشيطان نفسه ، فقبل أن يباشر المسيح بالتبشير بين الناس ذهب إلى البرية ليصوم أربعين يوما وأربعين ليلة وبعدها جاءه الشيطان ليجربه فهزمه [[يسوع]] هناك في عقر داره فالبرية كانت بالنسبة للشعوب القديمة أرض نجسة تسرح وتمرح فيها أرواح الشر .
 
وبعد ذلك يروي لنا [[إنجيل مرقس]] فاتحة معجزات يسوع في [[كفر ناحوم]] حيث أخرج روح نجس من رجل ممسوس وهناك صرخ ذلك الروح (آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ ) ( مرقس 1 :24 ) ، وعلى هذا المناول تتوالى في [[الإنجيل|الأناجيل الأربعة]] قصص مشابهة لإخراج تلك الشياطين من الناس وفي كل مرة كانت تفزع مرتعبة من سلطان [[يسوع|المسيح]] وتعلن للجميع بأنه [[ابن مريمالله]] العلي ، وفي وقت لاحق يرسل [[يسوع]] [[تلاميذ المسيح|تلاميذه]] ليكرزوا ويمنحهم السلطان لشفاء المرضى ولإخراج الشياطين ( متى 10 :8 ) وتلك كانت المرة الأولى التي يُمنح فيها في [[الكتاب المقدس]] إنسان القوة على إخراج الشيطان وبكل الأحول تلك القوة منحت لأتباع المسيح لتكون على مدى القرون القادمة من العلامات الفارقة في البشارة بالإنجيل ( مرقس 16 :17 )ومن ناحية أخرى لا يشرح الكتاب بوضوح عن سبب وكيفية دخول الأرواح النجسة في البشر ،إلا أنه يبين أن دخول الشياطين كان يسبب أمراض خطيرة للناس جسدية وعقلية كالبكم ( متى 9 :32 ) والصرع ( مرقس 9 :17-27 ) والعمى ( متى 12 :22 ) وحتى الجنون ( متى 8:28 ) وفي سفر أعمال الرسل نقرأ قصة إخراج بولس الرسول لروح نجس من فتاة خادمة وكان ذلك الروح قد وهبها القدرة على العرافة وكان أسيادها يجنون المال بسببها ( أعمال 16 :16-18 ) .
 
ومن أبرز قصص إخراج [[يسوع|المسيح]] للشياطين هي تلك المذكورة في ( مرقس 5 :1-20 ولوقا 8 :26-39 ) حيث التقى [[يسوع]] برجل ممسوس كان يعيش في القبور ويصرخ ويضرب نفسه بالحجارة باستمرار وقد حاول الناس ربطه بسلاسل إلا أنه كان يقطعها في كل حين وعندما سأله المسيح ما اسمك أجاب لجئون أي جيش من الشياطين فكلمة لجئون [[لغة لاتينية|باللغة اللاتينية]] كانت تستخدم للدلالة على فرقة من [[الجيش الروماني]] تشمل 6000 جندي ، ورغم عددهم الكبير إلا أن هؤلاء الشياطين ارتعبوا من لقاء [[يسوع|المسيح]] وترجوه كثيرا أن لا يرسلهم للهاوية بل إلى قطيع من الخنازير كان يرعى في الجوار فأذن لهم [[يسوع]] بذلك وكانت غاية [[الإنجيل]] من ذكر ذلك تبيان أن الشياطين أنفسها تأتمر بأمر [[مسيح|المسيح]] وتخضع لمشيئته ، والقصة الأخرى ذات الأهمية المماثلة هي الواردة في ( متى 17 :15-21 ومرقس 9 :17-29 ) حيث يرتمي رجل أمام [[يسوع|المسيح]] ويرجوه بأن يشفي ابنه من الروح النجس الذي يعذبه ويسبب له الصرع ويلقيه تارة في النار وتارة في الماء وكان الرجل قد قدم ابنه أولا لبعض [[رسل المسيح الاثنا عشر|تلاميذ يسوع]] ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا ولكن بعد أن انتهره [[يسوع]] شفي الغلام فتساءل [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ]] لماذا لم يقدروا هم على إخراج الشيطان فأجابهم [[يسوع]] (وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ ) ( متى 17:21 ) ، وفي هذا الجواب إشارة إلى أن الشياطين مراتب مختلفة تتفاوت فيها قوتهم وقدراتهم الفائقة الطبيعة وتستوجب قوة [[إيمان]] وممارسات تعبدية معينة من الشخص الذي يمتلك موهبة إخراجها .