اللغة العربية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط ←‏تاريخها: تدقيق لغوي
سطر 52:
=== نشأتها ===
{{مقال تفصيلي|تاريخ اللغة العربية}}
هنالك العديد من الآراء في أصل العربية لدى قدامى اللغويين [[العرب]] منها أن اللغة العربية أقدم من العرب أنفسهم فزعموا أنها لغة [[آدم]] في الجنة ولعب التنافس القبلي في عصر [[الخلافة العباسية]] دوراً كبيراً في نشوء هذه النظريات فزعم بعضهم أن [[يعرب]] بن [[قحطان]] كان أول من تكلم هذه العربية وفريق ذهب أن [[إسماعيل]] أول من تكلم بها وأنه نسي لسان أبيه <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٨ ص ٥٣٨</ref>،{{للهامش|2}} إلا أنه لا وجود لبراهين علمية تثبت أيأيا من هذه الإدعاءاتالادعاءات فجنوب الجزيرة العربية، موطن [[يعرب]] المفترض كان يتحدث بعربية مختلفة لها قواعدها وعثر في مواضع متعددة في شمال شبه الجزيرة العربية كذلك على كتابات قديمة بلغات متباينة ومختلفة عن عربية [[القرآن]] أو [[الشعر الجاهلي]] بل هي مختلفة عن بعضها البعض <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٥٦٣</ref> ولم يهتم اللغويون العرب القدماء بهذه اللغات وأعتبروهاواعتبروها لغات "رديئة" ومرد ذلك جهلهم فهم اعتبروا لغة [[القرآن]] هي الأصل رغم أن تلك اللغات العربية الجنوبية والشمالية أقدم من عربية القرآن <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٥٦٤</ref> وبعضهم كان يرى أن دراسة وبحث تلك اللغات واللهجات مضيعة للوقت وإحياء للجاهلية <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٥٦٦</ref> فقد كانوا مدركين أن ألسنة العرب متباينة ومختلفة فقد قال [[محمد بن جرير الطبري]] <ref>تفسير الطبري ج ١ ص ٩</ref> : {{إقتباس| كانت العرب وإن جمع جمعيهاجميعها اسم أنهم عرب، فهم مختلفوامختلفو الألسن بالبيان متباينوامتباينو المنطق والكلام}}
 
أما علماء اللسانيات في العصر الحديث فتباينوا في آرائهم فمنهم من يرى أنها لهجة [[قريش]] خاصة ويؤيد هذا الرأي أن أقدم النصوص المتوفرة بهذه اللغة هو [[القرآن]] و[[النبي محمد]] قرشي وأول دعوته كانت بينهم وهو الرأي الذي أجمع عليه غالب اللغويين العرب القدماء <ref>طه حسين، '' في الشعر الجاهلي '' ص ١٠٥</ref> ومنهم من يرى أنها لهجة عربية تطورت في [[مملكة كندة]] في منتصف القرن السادس الميلادي بسبب إغداق ملوك تلك المملكة المال على الشعراء فأدى لتنافسهم وتوحد لهجة شعرية بينهم وهم أقدم من [[قريش]] <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٢٧</ref> وأيد ذلك العديد من المستشرقين فرجحوا وجود ماأسموه بالـ"لغةاللغة العالية" وهي لغة شعرية خاصة بالإضافة للهجات محلية فاعتبروا تلك اللغة لغة رفيعة تظهر مدارك الشاعر وثقافته أمام الملك <ref>ريجيس بلاشر، '' تاريخ الأدب العربي '' ص ٨٧</ref> والرأي القائل أنها لغة قريش أقوى لإنلأن أقدم النصوص بهذه اللغة هو القرآن فالشعر الجاهلي، إن كان جاهلياً حقاً، دون بعد [[الإسلام]] ولا يملك الباحثون نسخة أصلية لمعلقة أو قصيدة جاهلية ليحدد تاريخها بشكل دقيق ومن قال بأنها لغة [[الحجاز]] فقد أبعد فلم يورد أحد من اللغويين الأقدمين ولا في العصر الحديث أنها كانت لهجة [[الأوس]] أو [[الخزرج]] و[[قريش]] [[تهامة|تهامية]] <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٣٣ و٦٣٤</ref> ولكن هناك فجوات عديدة تنخر بهذا الرأي إذ توجه العلماء الأقدمينالأقدمون إلى القول بأن [[مكة]] كانت "مهوى أفئدة العرب" وأنهم كانوا يعرضون لغتهم على قريش وأن تلك القبيلة كانت تختار الأصلح فتأخذه وتترك الردئالرديء حتى غلبت لغتهم شبه الجزيرة بكاملها قبل [[الإسلام]] <ref>شوقي ضيف، '' العصر الجاهلي '' ص ١٣٤</ref> يفند هذا الرأي الكتابات التي لا تبعد عن الإسلام بكثير وهي مكتوبة بلهجة مختلفة عن عربية القرآن فلم يُعثر على دليل أو أثر أن أحداً من العرب قبيل الإسلام دون بهذه اللغة وأقرب الكتابات لها هو خمسة نصوص كتبت بعربية [[لغة نبطية|نبطية]] وهي لغة متحكمة في أسلوبها وقواعدها والكثرة الغالبة من كلماتها تمنعها أن تعد في عداد عربية القرآن <ref name="ReferenceC">جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٣٨</ref> وسيادة اللغة ترتبط غالباً بسيادة سياسية ولا يوجد دليل قطعي على هذه السيادة القرشية المزعومة على القبائل قبل الإسلام فقد كانت العرب قبل الإسلام تعيرتعتير قريش بأنهمقريشا تجارتجارا وليسوا مقاتلين <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤٢</ref> ويرجح عدد من الباحثين أن كل الوارد أنها لهجة قريش كان من باب تفضيل [[النبي محمد]] أو هو نتاج التنافس بين [[الأنصار]] و[[المهاجرين]] <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤١</ref> ولم يرد في [[القرآن]] أنها لغة قريش بل وردت آيات تحدي أن يأتوا بمثله <ref>سورة البقرة آية ٢٣</ref> فهذا التحدي أن يأتوا بمثله وبنفس لسانه "العربي المبين " دليل أنه أكمل الألسنة العربية وليس لسان بعض العرب على غيرهم بل انإن المسلمين يعتبرون القرآن معجزة بحد ذاتها <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤٢</ref> أما أصل هذه اللغة ففيه إختلافاختلاف بين العلماء فكل الوارد عن أنها لهجة قريش سببه عدم العثور على أثر يسبق الإسلام مدون بهذه اللغة ومصدر الباحثين الوحيد هو المصادر الإسلامية لاستنباط رأي علمي مقبول <ref name="ReferenceC"/>
 
[[ملف:Epitaph Imru-l-Qays Louvre AO4083.jpg|تصغير|مركز|770بك|<center>''[[نقش النمارة]]''، شاهد قبر [[امرئ القيس بن عمرو]] ملك [[الحيرة]].{{للهامش|3}}</center>]]
 
قسم علماء الآثار اللغات العربية إلى قسمين [[عربية جنوبية قديمة]] وتشمل [[لغة سبئية]] و[[لغة قتبانية|قتبانية]] وحضرمية و[[لغة معينية|معينية]] والقسم الآخر هو [[عربية شمالية قديمة]] وتشمل [[حسائية|الحسائية]] و[[الصفائية]] ولغة لحيانية/ديدانية و[[ثمودية]] (لا علاقة لها [[ثمود|بثمود]] إنما هي تسمية اصطلاحية) كان العرب الجنوبيينالجنوبيون يستعملون الحرف نون كأداة للتعريف ويضعونه آخر الكلمة بينما العرب الشماليينالشماليون استعملوا الحرف هاء كأداة للتعريف ومايميز العربية "الفصحى" عن هذه اللغات هو استعمالها لأداة التعريف "ال" <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤٧</ref> أقرب النصوص القديمة لهذه العربية هو [[نقش النمارة]] الذي أُكتشف ب[[جبل الدروز]] وهو نص مؤرخ بتاريخ [[328]]م ومكتوب بنوع من الخط النبطي القريب من الخط العربي الحالي، وهو عبارة عن رسم لضريح ملك [[مملكة الحيرة]] [[امرؤ القيس بن عمرو|امرئ القيس بن عمرو]] وصف فيه بأنه "ملك العرب" فالسلطة السياسية متوفرة والنص مكتوب بعربية هي الأقرب لعربية القرآن <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤٧</ref> وهناك نقوش أخرى في [[قرية الفاو]] عاصمة [[مملكة كندة]] وقد كتبت ب[[خط المسند|الخط المسند]] وتعود إلى القرن الأول قبل الميلاد ووصف الباحثون لغة [[قرية الفاو]] بأنها "شبه سبئية" ومع ذلك فإنهم استخدموا الألف والميم كأداة للتعريف <ref>A. F. L. Beeston, "Nemara And Faw", Bulletin Of The School Of Oriental And African Studies, 1979, Volume 42, pp. 1-6.</ref>، و[[نقش عين عبدات]] في [[صحراء النقب]]، ويعود تاريخه إلى [[القرن الأول]] أو [[القرن الثاني|الثاني]] بعد الميلاد، وقد كتب ب[[الحرف النبطي]] ونقش آخر لا يبتعد كثيراً عن الإسلام إذ أنه دون قبل مولد [[النبي محمد]] بسنتين وجاء فيه :{{إقتباس | أنا شرحيل بر ظلمو بنيت ذا المرطول سنت ٤٦٣ بعد مفسد خيبر بعام}} فهو نص بعربية مفهومة ولكنها ليست عربية القرآن <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٤٧</ref> وقد كان لممالك [[الحيرة]] و[[مملكة كندة|كندة]] و[[الغساسنة]] سلطة سياسية مثبتة بدراسات أثرية وكتابات قديمة لليونانيين لم تكن موجودة لقريش فلا يوجد دليل أن هذه الممالك كانت تتبع قريشقريشا سياسيا أو دينيا حتى بل العكس، تجار قريش من كان يتودد إليهم وكانت مضارب أؤلئكأولئك الملوك مقصد الشعراء لا مكة <ref>جواد علي '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٨ ص ٦٥١</ref> وعثر على كتابات قريبة من مكة تعود لفترة قريبة من الإسلام دونت بلسان وخط مختلف عن الخط الذي دون به القرآن ففرضية تغلب لسان قريش على العرب قبل الإسلام فندتها الاكتشافات الأثرية وأغلب الظن أنها ظهرت تعصباً [[النبي محمد|للنبي محمد]] ورغبة من اللغويين القدماء رفع شأن قبيلته والتي كانت صاحبة السلطة السياسية بعد الإسلام لأمد طويل <ref>جواد علي، المفصل ج ٨ ص ٦٤٩</ref> فاللغة العربية مرت بعدة أطوار ويمكن اعتبار لهجة بادية الشام والعراق القديمة أقرب اللهجات العربية إلى عربية القرآن <ref>جواد علي، المفصل ج ٨ ص ٦٤٦</ref>
 
لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة [[العرب]]؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات: عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم [[العرب]] هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري [[شلمنصر الثالث]] في القرن التاسع قبل الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك [[دمشق]]، وأنه غنم ألف [[جمل]] من جنديبو من بلاد [[العرب]]، ويذكر البعض - من علماء اللغات<ref name=Retsop105>Retsö, 2003, [http://books.google.com/books?id=pUepRuQO8ZkC&pg=PA211&lpg=PA211&dq=%22west+semites%22&source=web&ots=6kyuNF1B1w&sig=sLzW2BOuHDDYHYEHbQqW-RyqVh8#PPA105,M1 p. 105].</ref> - أن كلمة [[عرب]] وجدت في بعض القصص والأوصاف [[يونان|اليونانية]] و[[فارس|الفارسية]] وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سميت لغات عربية نسبة إلى الجزيرة العربية.