عساف ياجوري: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 16:
مذكرات عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع الاسرائيلى و أشهر أسير إسرائيلي من واقع مقال نشر له بصحيفة معاريف الإسرائيلية فى 7/2/ 1975 ..
 
===الأحد 7 أكتوبر 1973:===
منذ وصول الجنرال آدان - فى الساعة 800 صباح اليوم و استلامه قيادة النطاق الشمالى من جبهة قناة السويس ـ و أنا أخوض مع قواتي معارك متصلة فى محاولات مستمرة لإيقاف تقدم المصريين و ضرب قواتهم التى عبرت القناة و طوقت بعضها حصون خط بارليف ، لم تهدأ هذه المعارك لحظة واحدة ، و قد تركت بصماتها على قواتي و فقدت خلالها الكثيرين من زملائى و بسبب عنف هذه المعارك لم نجد وقتا للحزن على هؤلاء الزملاء الذين سقطوا قتلى.
 
===الأثنين 8 أكتوبر 1973:===
الساعة الثانية ظهرا ، أرابط مع قواتى داخل المنطقة التى حددها لى الجنرال آدان شرق الفردان ، وصلت إلينا أوامر الجنرال بالهجوم فى اتجاه الفردان تنفيذا لأوامر الجنرال جونين بشن الهجوم المضاد العام على جبهة سيناء .
 
و كان نصيب لوائى هو قطاع الفردان حيث تحددت مهمتى بالوصول إلى كوبرى الفردان و الاستيلاء عليه و قد كنا نسميه "حزايون" و ذلك إحياء لإسم الحصن المجاور له و الذى فقدناه فى أول أيام الحرب.
 
===كنت أعلم ان المصريين اغبياء:===
فى الساعة 1430 بدأت دبابات و مصفحات لوائى بالإنطلاق بأقصى سرعة لإثارة سحب من الغبار تحجب عن العدو حجم قواتى ، و لإحداث الارتباك فى صفوفهم ـ فأنا أعلم جيدا طبيعة هؤلاء المصريين و ضعف تماسكهم و انهيارهم السريع ..
و ظل تقدم اللواء على مساحة عرضها 3 كيلومترات ، و بنفس السرعة العالية و وفقا لتقارير عناصر الاستطلاع ، ستكون الفرقة المصرية المواجهة لى و المكونة من المشاة صيدا سهلا لدباباتى المنطلقة بعنف و التى توجه الآن كميات هائلة من النيران تغطى بها المنطقة كلها .
 
===غرور و غطرسة:===
اخترقنا النطاق المحدد و لا توجد مقاومة تذكر للعدو و فتحت الاتصال اللاسلكى بالجنرال آدان و بادرنى بالسؤال فى قلق عن موقف لوائى ، قلت له ضاحكا "إن كل شىء على ما يرام و دباباتى تدوس الجنود المصريين الذين أربكهم الهجوم و لم تظهر حتى الآن محاولة لصدنا .
 
لم أكد أنتهى من أتصالى بآدان حتى ابلغتنى الدبابات الثلاث الأولى بوصولها إلى مقربة من ضفة القناة ، فى نفس هذه اللحظة حدث ما لم يمكن فى الحسبان إطلاقا ، لقد انقلبت الدنيا رأسا على عقب ، إن المصريين قد أوقعونا فى كمين محكم ، كيف ضبطوا أعصابهم و نيرانهم طوال هذا الوقت ؟ لا أعلم !!
 
===اعصابي خانتني امام الجنود المصريين:===
لقد أنصبت مدافعهم علينا بنيران مذهلة الكثافة و الدقة فى التحكيم كما لو كان ضابط مدفعية مصرى يقف فوق دبابتى لضبط و توجيه نيران مدافعهم ، و قفز جنود المشاة من حفرهم التى اختبأوا فيها و اندفعوا نحو دباباتنا بصواريخهم القاتلة.
 
الدبابات تنفجر ، و الجنود و الضباط يقفزون منها ، يصرخون ، و يبحثون عن مكان يهربون فيه ، رشاشات المصريين تسكت هذه الصرخات ، أكتملت حلقة الكمين باشتباك عدد من دباباتهم فى ضرب أحدى كتائب اللواء التى لم تكن قد تعرضت لمثل الضرب العنيف الذى تعرضت له الكتيبتان الآخريان ، و كانت الدبابات المصرية تحارب بكفاءة عالية و كان قتالها متفوقا و باسلا ، أعصابى خانتنى تماما.
 
===عساف يصرخ " اين اسرائيل":===
لم يف الجنرال آدان بوعده لى بأن يرسل لنا طائرات سلاحنا الجوى حتى المدفعية الثقيلة التى كلفت بمعاونتنا لا صوت لها.
 
سطر 47:
اندفع الجنود المصريون خارج المصفحتين و انطلقوا نحو هذه المجموعة و هجموا عليهم فى شراسة بالغة و سكتت بعد دقائق مقاومتهم ، ماتوا بالطبع.
 
===لا مفر من الاستسلام:===
اتجه المصريون بعد ذلك ناحيتنا ، لا مفر من الاستسلام ، رفعت يدى إلى أعلى و أخذت أصيح فى وجوههم و أنا أرى الموت يتقدم نحوى ( أننى جنرال .. أنا جنرال .. لا تقتلونى .. أريد مقابلة قائدكم ) ، فوجئت بهم يتوقفون عن الضرب ، جندى واحد فقط اضطر قائده إلى أن يأمره بصوت حاد بعدم إطلاق النار.
 
===لا استطيع أن أقاوم البكاء:===
سرت بينهم مقيدا ، لا استطيع أن أقاوم البكاء ، هذا هو أشد الأيام كآبة و أكثرها إحباطا على الجبهة المصرية ، نظراتهم صارمة حادة لكنهم لم يفعلوا شيئا .. كنت أتوقع أنهم سوف يقتلوننى و من معى فى اية لحظة.
 
===شهامة المصري :===
قادونى إلى مقر قيادة الفرقة التى كنت مكلفا باختراقها ، جذبني هدوء و برود قائدها، قلت له إننى أملك فى الحياة المدنية فندقا فى تل أبيب ، و شرحت له كيف كانت خطته محكمة و كيف أن الجنود المصريين يقفزون على دبابتنا دون أن يبالوا بأى شىء حتى و لو كان الموت .
تحدث هو إلى بصوت هادىء أكد لى أنهم يحترمون قرارات جنيف و اننى سأعامل فى الأسر معاملة طيبة ، و ألمح هو إلى بعض ما جرى للمصريين فى حرب 1967 و قال " مع ذلك لن نعاملكم بالمثل و ستلقون معاملة إنسانية ".
 
===داخل المخابرات المصرية:===
قادونى بعد ذلك إلى القاهرة و تم استجوابى من جديد ، و كانت الأسئلة تتناول أمورا كثيرة عسكرية و اجتماعية و أقتصادية و سياسية و عن بعض الشخصيات العامة ، أعتقد أنه كان بين المستجوبين أستاذ علم نفس على الأقل.
===التلفيزيون والإذاعة المصرية===
و فى نفس اليوم أخذونى إلى مكان ، يبدو أنه مبنى التليفزيون ، و عندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى ، لم استطع فتحهما فى البداية لشدة أضواء الكشافات فى الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت نظرة على الوجوه المحيطة بى ، كانوا ينظرون إلى بفخر و حب استطلاع ، و كان شاب صغير بينهم يدخن فى عصبية و يرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.
 
السطر 66 ⟵ 67:
حيرتي بالغة ، كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر و صاحب اليد الطولى و التجربة العريضة ، كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل ؟
أين ضاعت سرعة حركة جيشنا العظيم ؟
 
==مصادر==
*[http://www.facebook.com/6october73?ref=stream ابطال حرب اكتوبر الاصليون]