كورسيكا: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
رفض التغيير النصي الأخير (ل‍Fatomahalshabrawy) واستعادة المراجعة 10891745 ل‍عميد طاهر
سطر 197:
 
{{وصلة مقالة مختارة|ja}}
 
هذا تقريري اتمنى يعجبكم:fatomahalshabrawy
 
كورسيكا «جزيرة الجمال» الحائرة بين إيطاليا وفرنسا
 
من جزر المتوسط الجبلية النادرة
«كورسيكا» جامعة الجمال الفرنسي والايطالي («الشرق الأوسط»)
لندن: كمال قدورة
جزيرة كورسيكا من الجزر الكبيرة والمعروفة في المتوسط ، لا من الناحية السياسية فحسب، بل من الناحيتين البيئية والسياحية. وفضلا عن انها من الجزر الجميلة والخلابة، فهي خليط من العالمين الإيطالي والفرنسي مما يمنحها نكهة خاصة لا يمكن العثور عليها في جزر المتوسط. والاهم من كل هذا ان هذه الجزيرة لم تتعرض للزحف العمراني ومشاريع التطوير السياحي الحديثة التي انتشرت من تركيا الى البرتغال خلال السنوات القليلة الماضية، فهي لا تزال تحافظ على بعض من هويتها الطبيعية والتاريخية من دون اعتداء كما يقول بعض المعلقين، ولا تزال من الجزر القليلة التي تحافظ على اجوائها الفريدة والخاصة والقديمة. وعلى هذا الاساس لا تزال تعتبر محمية سياحية غير مستهلكة للكثير من الناس الذين يبحثون عن عوالم خالية من الزحف الاستهلاكي والاسماء التجارية الكثيرة التي احتلت الساحة على حساب الشخصية المحلية. يطلق على كورسيكا باللغة المحلية والإيطالية اسم «كورسيكا» (Corsica ) المستخدم بالعربية، اما بالفرنسية فهو «كورس» (Corse)، وعادة ما يطلق عليها الكثير من الناس اسم «جزيرة الجمال». وهي رابع جزيرة في حوض البحر الابيض المتوسط من حيث المساحة (8.6 الف كلم مربع ثلثها محميات طبيعية) بعد صقلية وسردينيا وقبرص، أي حوالي مساحة ويلز في المملكة المتحدة. وهي جغرافياً على الجهة الشمالية لسردينيا الإيطالية الرائعة ايضا وغرب إيطاليا وجنوب شرقي فرنسا. ولأن الجزيرة قريبة جدا من ايطاليا وفرنسا (تسعى دائما للاستقلال عن فرنسا رغم اخفاق الاستفتاء عام 2003)، فإنها تتمتع بالشخصيتين وتعتبر اللغة المحلية ايطالية الاصل اكثر منها فرنسية الاصل. ولهذا الخليط الفرنسي الإيطالي ميزة خاصة في المتوسط، كما هو الحال مع كورفو اليونانية التي تعكس الشخصية الإيطالية بقوة من حيث المآكل المحلية والاسماء والعمران. وتقول الموسوعة الحرة ان الجزيرة تضم تضاريس متباينة، وفيها الكثير من المرتفعات والجبال ـ لدرجة يمكن وصفها بالجزيرة الجبلية ـ وعلى رأسها واعلاها جبل «مونتي شينتو» (Monte Cinto) (حوالي 3 آلاف متر عن سطح البحر)، اضافة الى 20 قمة اخرى لا يقل ارتفاعها عن الفي متر عن سطح البحر. وفيما تعتبر المناطق الساحلية الواطئة المخصصة للزراعة والسكن والسياحة، مناطق متوسطية الطبع والمناخ والثمار، فإن قمم الجبال اكثر بردا وامطارا ومليئة باحراج شجر الصنوبر والسنديان والفلين وغيرها من الاشجار المعمرة والمفيدة. ويستخدم هذه المناطق الرعيان اكثر من غيرهم، لذا تعتبر من المناطق الجيدة والنظيفة بيئيا وصحيا. وفي كورسيكا واحد من اطول الخطوط الجبلية التي تستخدم لرحلات السير على الاقدام او ما يعرف بـ«جي آر 20» (GR 20) او جبل «فرا لي» (fra li monte) الذي يبدأ من جنوب الجزيرة الى شمالها، أي من كونزا الى كالينزانا (Calenzana ). ويقول الكاتب بادي ديلون عنه انه واحد من اروع الخطوط في العالم. وينقسم الخط الجبلي المثالي للسياحة الجبلية الى قسمين الشمالي وهو الاصعب، من كالينزانا في اقليم هوت ـ كورس الى فيزافونا (Vizzavona ) في الوسط، والجنوبي من فيزافونا الى كونكا (Conca ). وبالطبع لأن الجزيرة جبلية كما سبق وذكرنا في معظمها فإنها غنية بالأنهار والشلالات والبحيرات الجميلة. وفي الجزيرة واحدة ايضا من اهم المحميات الطبيعية الجبلية في المتوسط واوروبا. وتعتبر محمية (Parc Naturel Régional de Corse) التي اعتمدت عام 1972 من المناطق التي تعتبر ارثا انسانيا بالنسبة لمنظمة اليونيسكو التابعة للامم المتحدة، الى جانب اللغة المحلية «كورسو» Corsu)) المهددة بالانقراض. وتضم المحمية الكثير من انواع الطيور والحيوانات والنباتات النادرة ومنها غزال كورسيكا (Corsican red deer). ومع هذا فهي من الجزر التي تتمتع بشواطئ رائعة وممتازة وطويلة، إذ يبلغ طول الخط الساحلي في الجزيرة حوالي 1000 كلم، 83 كيلومترا من ناحية العرض وحوالي 185 كلم من ناحية الطول. وتضم الجزيرة ما لا يقل عن 200 من الشواطئ البحرية الرائعة والمشهورة (منطقة بروبريانو)، وهذه الشواطئ من اهم العوامل الجاذبة للسياح من جميع انحاء العالم. وتعتبر السياحة البحرية في الجزيرة عماد وقلب الحركة السياحية في الجزيرة الهادئة والخلابة. وفضلا عن السياح من جميع انحاء العالم، عادة ما تستقطب الجزيرة الكثير من السياح الفرنسيين انفسهم ويليهم الاوروبيون. وتتركز السياحة عادة في مناطق بروبريانو (Propriano ) وبورتو فيكشيو (Porto Vecchio ) وبونيفاسيو (Bonifacio ) وكالفي (Calvi). ويقال ان حاكم مدينة جنوا الإيطالية وفي القرن السادس عشر، فرض على المزارعين او الفلاحين والسكان زراعة اربع اشجار سنويا ومنها الزيتون والبلوط والتين والتوت. وتعرف الجزيرة بعسلها ونوعيته الممتازة حول العالم، وتنتج الكثير من النقانق والجبن البلدي. ولأنها مخلوطة الهوية يكثر فيها طعام البتزا والباستا الإيطالي وحليب الماعز ولحم الارانب والكثير من انواع السمك النهري الطيب مثل الـ«تراوت» أو «الترويت». الجزيرة كما هو معروف كانت مسقط رأس نابليون بونابرت عام 1769، ولا يزل منزل والده جوسيب بونابرت موجودا حتى الآن رغم تحويله الى متحف خاص وارث وطني في شارع سانت شارلز في العاصمة اجاكسيو (RueSaint-Charles). وحول تاريخ الجزيرة الخلابة، تقول الموسوعات الدولية، ان الجزيرة كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري المتوسط أي العصر الذي شهد تطور التقنية واستخدام الادوات عند الإنسان القديم. وقد مر على الجزيرة فترتان تاريخيتان شكلتا معالمها الحضارية وهي الفترة التي كانت تحت السيطرة اليونانية المتوسطية والفترة التي شهدت استيطانا كبيرا من قبل ما يعرف بـ «ايتروسكان» (Etruscan) او حضارة الايتروسكان التي يعود اهلها الى المناطق الوسطى الشمالية من ايطاليا، أي المناطق القريبة من الجزيرة والمحاذية لها. وبعد افول نجم الامبراطورية الرومانية، استعر التنازع عليها بين توسكاني وبيزا وجنوا الى ان رست على حكم مدينة جنوا في بداية القرن الرابع (1347). وتخلل ذلك اجتياح فرنسي واحد. وفي عام 1729 بدأت الحركة الوطنية في كورسيكا لنيل الاستقال ضد اهل جنوا، وفي عام 1764 لجأت فرنسا الى شرائها من حكام جنوا بالمال. ومنذ عام 1771 تم ضمها الى فرنسا واعتبرت منذ ذلك الحين مقاطعة من مقاطعاتها الـ 26 ورفضت منح الاستقلال التام الى اهلها. وتحاول فرنسا حاليا اقناع اهل الجزيرة بقبول نوع من انواع الحكم الذاتي المحدود، في الوقت الذي تجد فيه صعوبة في القضاء على الحركة الوطنية هناك، التي يصفها البعض بأنها اشبه بحركة المافيا في جزيرة صقلية الإيطالية.
 
 
[[ملف:كورسيكا|إطار|صورة لجزيرة كورسيكا]]