صالون أدبي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 83:
 
توسعت مهنة المقاهي وازداد عددها كل عام واحتد التنافس فأصبح من الضروري اجتذاب الزبائن بطرقٍ جديدة، فولدت فكرة غناء المقاهي، فقدمت الأغاني وال[[مونولوجات]] والرقصات والمسرحيات القصيرة للمترددين على المقاهي، قدمت العديد من هذه العروض في الهواء الطلق في منطقة [[الشنزليزية]]، وعرف الباريسيون مقاهٍ مختصة في تقديم القهوة خلال الأجواء السيئة مثل [[إلدورادو]] و[[الكازار ديفيه]] و[[سكالا]] و[[جيتيه]] و[[فولي بوبينو]] و[[رومبوتو]] و[[مسرح القرن التاسع عشر]] و[[المسرح الأوروبي]] وعدد كبير جداً من مقاهي الترفيه والتسلية، ولاحقاً، بين نهايات [[القرن السابع عشر]] وبدايات [[القرن الثامن عشر]]، ستقوم المقاهي على إضافة مشروبات جديدة على لوائحها ثم أصناف من الأطعمة حتى تحول عدد من المقاهي إلى مطاعم مع الوقت.
 
==المقاهي في النمسا==
 
أدخل النمساويين القهوة إلى أوروبا عام 1683م بعد أن هزموا الأتراك في موقعة فيينا، وفتح أول مقهىً في أوروبا في فيينا عام 1645م. وتحدث الكتب أن أراد إمبراطور النمسا أن يكافيء أحد جنوده ويدعى "كولشتزكي" على بطولاته في الحرب، فإذن له أن ينتخب ويختار بنفسه الغنائم التي تروق له، فاختار الضابط كميةً كبيرةً من البنّ وتعلّم من أحد الأسرى الأتراك طريقة صنع القهوة، ثم افتتح بعد ذلك مقهىً في فيينا فكان أول مقهىً في أوروبا. <ref>الكردي، أدبيات الشاي والقهوة والدخان، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1984، ص 40</ref>.
 
==المقاهي في ألمانيا==
 
يعود تناول القهوة في ألمانيا تقريباً إلى عام 1670م، ثم ظهرت في بلاط إلكتور الأعظم في براندينبورج عام 1675م، ويعود الفضل لتاجرٍ إنجليزي في إدخال مشروب القهوة إلى شمال ألمانيا من خلال افتتاح مقهىً لها في هامبورج بين عامي 1679-1680، ثمَ تبعه افتتاح عددٍ كبير من المقاهي في مدن ألمانية مختلفة: في ريجينسبورج عام 1689، ثم لايبسيك عام 1694، تلاها نوريمبورج عام 1696، ثم شتوتجارت عام 1712، ثم أوجسبورج عام 1713 وبرلين عام 1721.
في عام 1670م امتدت عدوى المقاهي إلى ألمانيا، وظلت الحال كذلك حتى عهد الملك فريدريك الأعظم الذي راعه مقادير القهوة التي يحتسيها رعاياه، وتضخم أموال تجار القهوة الأجانب تبعاً لذلك، فأصدر قراراً يحض المواطنين الصالحين على احتساء البيرة بدل القهوة، ولم يستهجن الشعب القرار لأن الملك فريدريك ذاته نشأ على حب البيرة شأنه في ذلك شأن أسلافه وضباط جيشه، بل وكان يعتقد أن ألمانيا كسبت حروباً على أيدي جيوش يحتسي جنودها البيرة. من الطريف أن نظرة فريدريك تطورت إلى النقيض، فاحتكر هو استيراد البن والإشراف على طحنه حتى أصبح من أكبر موارد الدخل الحكومية، وأفضى ذلك إلى نشوء طبقة جديدة من موظفي الحكومة أطلق عليها اسم "شمامي القهوة"، وكان يقع اختيار أفرادها على محاربين قدامى يعهد إليهم تعقب أصحاب مطاحن القهوة غير المرخص لها، وذلك بتشمم روائح البن الزكية المنبعثة من مكامنهم. وكان "الشمامون" يمنحون عادة نصف الغرامات التي يحكم بها المخالفين. ويوضح كتاب "كل شيء عن القهوة" أن مشاعر الغضب اشتعلت إزاء هذا القرار الذي طاله تمرد الشعب، ولم يتمكن حتى الضباط البروسيين أنفسهم من منع عناصر الجيش من تناول القهوة، مما اضطر الملك لتقديم تنازلات تسمح للشعب بتناولها وتداولها والتجارة بها على أن يتم شراؤها من الحكمة الألمانية نفسها، بعد أن واجه تناول القهوة معارضة في بروسيا وهانوفر لأنزعاج الملك فريدريك الأعظم بسبب المبالغ الهائلة التي تدفع للتجار الأجانب مقابل تزويدهم بالقهوة، وحاول محاصرة الظاهرة بحصر شربها على فئة نخبوية من أبناء البلاط وطبقة النبلاء وقادة الجيش ورجال الكنيسة. وبقي شرب القهوة مقتصراً لفترة من الزمن على هذه الطبقات الثرية، امتلأ البلاط الملكي في ألمانيا خلالها على محمصات القهوة وأباريق وفناجين خاصة بها من البورسلين، وأصبحت القهوة تقدم في حفلات البلاط الفارهة. <ref>الكردي، أدبيات الشاي والقهوة والدخان، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1984، ص 14-15</ref>
 
==المقاهي في إنجلترا==
 
يعود تفسير ولادة مصطلح "Coffee" إلى اللغة الإنجليزية عام 1598 عن طريق الكلمة الهولندية "كوفي". ويتم إيجاد هذه الكلمة عن طريق الكلمة التركية "كافي"، ولفظها العربي هو القهوة وتتم اختصارها إلى"قهوة البن" أو "خمر الحبوب". والأصل المحتمل لأصل الاسم هو "مملكة كافا" في أثيوبيا التي هي منبت نبات القهوة، واسمها هناك هو بنّ.
أصبحت القهوة بشكل كبير من خلال جهود الشركة الهندية البريطانية الشرقية والشركة الهندية الهولندية الشرقية متوفرة في إنجلترا قبل القرن السادس عشر تبعاً لرواية ليونهار رولف عام 1583. ويقال أنّ أول مقهى تم افتتاحه في انجلترا في جادة مايكل آلي في كورن هل. وكان جراند كافيه أول مقهىً في انجلترا وافتتحه في 1650 رجلٌ يهودي اسمه يعقوب، ومازال مفتوحاً حتى يومنا هذا لكنه تحوّل إلى بارٍ للخمور وهو مشهورٌ بذلك.
ومن أقدم النصوص الإنجليزية حيث ذُكرت القهوة وكانت تلفظ "coffa"، في كتاب الكابتن جون سميث "رحلات ومغامرة Travels and Adventure"، المنشور عام 1603، أورد فيها أن القهوة، التي يطُلق عليها عندهم coava، تعد المشروب المفضل للأتراك. والكابتن جون سميث، هو ذاته مؤسس مستعمرة فيرجينيا عام 1607، ويرجح أنه كان أول من أدخل مشروب القهوة إلى الغرب الأمريكي.
ووصف صموئيل برتيشز (1527-1626)، من هواة جمع رحلات الإنجليز، في كتابه "رحلات برتيشز المقدسة Purchas His Pilgrimes" عادات العرب في جزيرة سوطرة، جمعها من ملاحظات التاجر ويليام فنتش، حول تناولهم مشروب أسود في طبق صيني يدعى Coho، يجلبونه من مكة ويقدمونه ساخناً، وهو جيد للرأس وللمعدة.
وكان السير جورج سانديز (1577-1644)، الشاعر قد زار تركيا ومصر وفلسطين، وسجّل في كتاباته عن الأتراك: " على الرغم من خلوها من الحانات، بيد أن لديهم بيوت القهوة coffa-houses حيث يلتقون. يجلسون للتحدث هناك غالب اليوم، يرتشفون القهوة (المصنوعة من بذار) في أطباق من الصين، ويتناولونها ساخنة بدرجة يتحملونها. كانت سوداء بلون السخام وطعمه لا يشبهه شيء. يساعد، كما يقولون، على الهضم ويجلب الخفة. والكثير من عمال المقاهي من الصبيان الحسان، وهي وسيلة قذرة لجذب الزبائن".
ويذكر عالم الببليوغرافيا ويليام أولديز (1696-1761) أنّ تاجراً إنجليزي يدعى السيد دانييل إدواردز كان قد تعرف على مشروب القهوة في تركيا وأحضر معه إلى لندن خادماً أرمنياً أو يونانياً يدعى باسكوا روزيه ليعمل على تحضير المشروب له، ونظراً لإقبال الناس عليه قام افتتح هو ونسيبه بمساعدة هذا الخادم أول مقهى في شارع سانت ميشل في منطقة كورنهيل، مقابل الكنيسة. وقد يكون نسيبه هو السيد بومان هو ذاته الذي ورد ذكره في أعمال الباحث الإنجليزي في مجال الفلكلور والأثريات جون اوبري (1626-9716) حول أنّ أول مقهى في لندن افتتحه شخص يدعى بومان حوالي العام 1652.
 
 
 
 
 
==المراجع==