سقوط قرطبة: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 17:
== ما بعد الحصار ==
بعد ذلك اضطر أهل المدينة الى مفاوضة ملك [[قشتالة]] في التسليم على أن يؤمنوا في أنفسهم، وفيما يستطيعون حمله من أموالهم
ووافق ملك قشتالة على هذا الشرط، ولكن أهل [[قرطبة]] علموا عندئذ أن الجيش القشتالي تنقصه المؤن، وأنه يعانى أيضا من قلة الأقوات، فنكلوا عن توقيع عهد التسليم أملا في أن يضطر القشتاليون إلى رفع [[الحصار]]، وتنجو المدينة من السقوط. وعندئذ شعر [[ملك قشتالة]] أن لابن هود يدا في هذا التحول، فبعث في الحال إلى محمد بن الأحمر أمير [[جيان]]، وعقد معه عهدا جديدا بالتحالف، وقد كان ابن الأحمر بالرغم من عقد الهدنة مع ابن هود ما يزال هو خصمه، ومنافسه في رياسة [[الأندلس]]، وكان فوق ذلك خصيما لأهل قرطبة لأنهم طردوه من مدينتهم. وعندئذ شعر أهل قرطبة بخسران قضيتهم، وانهيار آمالهم، وعادوا إلى المفاوضة في التسليم، على شروطهم السابقة. وكان قد مضى على الحصار بضعة أشهر<ref>محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 64/423</ref> وأضحى الموقف مستحيلا، خصوصا بعد أن نكل ابن هود عن إنجاد المدينة المحصورة، وأحجم عن كل اشتباك مع القشتاليين. وكان بعض الغلاة من صحب [[ملك قشتالة]] من الأحبار والأشراف، يرون رفض التسليم واقتحام المدينة، وقتل كل أهلها [[المسلمين]]، ولكن ملك قشتالة ومعه فريق آخر من مستشاريه، كان يرى أن هذا الإجراء قد يدفع أهل المدينة إلى اليأس، وتخريب المدينة، [[جامع قرطبة|ومسجدها الجامع]]، وتحطيم سائر ذخائرها وثرواتها. والظاهر أيضا أن ابن الأحمر، حليف ملك قشتالة أو تابعه، كان له يد في إقناعه بقبول التسليم، وتأمين أهل المدينة. وفي نفس الوقت عقدت بين ملك قشتالة، وابن هود هدنة جديدة، لمدة ستة أعوام يلتزم فيها ابن هود بأن يدفع إتاوة قدرها اثنين وخمسين ألف مرافيدى على ثلاثة أقساط سنوية<ref>J. Gonzalez: ibid ; p. 79 & 80 y notas</ref><ref>محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 64/424</ref>، وهنا أيضا، لا تقدم إلينا الرواية [[الإسلامية]]، أية تفاصيل شافية عن تسليم قرطبة ودخول النصارى إياها، وذلك حسبما فعلت بالنسبة لسقوط [[بلنسية]]، وكل ما تذكره في هذا الشأن كلمات موجزة، مثل " وتغلب عليها النصارى " أو " كان دخول النصارى مدينة قرطبة " أو " ملكها النصارى " أو ما شابه هذه العبارات من كلمات مقتضبة<ref>ابن الأبار في التكملة (القاهرة) في الترجمة 302، والبيان المغرب ص 322، وابن خلدون ج 4 ص 171، وروض القرطاس ص 183، والروض المعطار ص 158، ونفح الطيب ج 2 ص 585.</ref>. وهنا أيضا يجب أن نعتمد في ذكر هذه التفاصيل على الرواية النصرانية. فإنه ما كاد عهد التسليم يعقد بين أهل المدينة، وبين ملك قشتالة حتى ترك أهل قرطبة دورهم، وأوطانهم، وغادروا مدينتهم العزيزة التالدة، حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم، وقد برح بهم الجوع والحزن، وتفرقوا في أنحاء الأندلس الأخرى. وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر شوال سنة 633 ه، الموافق 29 يونيه سنة 1236 م<ref>ابن الأبار في التكملة (القاهرة) ص 202</ref>، دخل الجند القشتاليون مدينة قرطبة، وفي الحال رفع الصليب على قمة صومعة [[جامع قرطبة|جامعها الأعظم]]، ودخل أسقف أوسمة إلى [[جامع قرطبة|الجامع]]، وحول في الحال إلى كنيسة. وفي اليوم التالي، يوم الاثنين 30 يونيه دخل [[فرناندو الثالث]] ومن معه من الأشراف والكافة، قرطبة، ثم دخل الجامع، وهنالك استقبله أساقفة أوسمة، وبياسة، وقونقة، وسائر رجال الدين<ref>محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في [[الأندلس]]، 64/424</ref>، واقيم في الحال قداس شكر بورك فيه الملك. ومما تذكره الرواية النصرانية في هذا الموطن، أن الملك [[فرناندو الثالث ملك قشتالة|فرناندو]] أمر بأن تنزع النواقيس التي كان [[الحاجب المنصور]] قد أخذها من كنيسة شنت ياقب (سنتياجو) حين غزوه لمدينة شنت ياقب في سنة [[387 هـ]] ([[997 |997 م]]) وحملها الأسرى النصارى على كواهلهم حتى [[قرطبة]]، وهنالك جعلت رؤوسا للثريات الكبرى [[جامع قرطبة|بالجامع]] - أمر بأن تنزع هذه النواقيس، وأن يحملها الأسرى [[المسلمون]] على كواهلهم، إلى شنت ياقب، لترد هنالك إلى أمكنتها بالكنيسة الكبرى<ref>Cronica General (Ed. Pidal) ; p. 734</ref>. ثم سار الملك بعد ذلك إلى قصر قرطبة، القريب، وهو قصر الأمراء و[[الدولة الأموية في الأندلس|الخلفاء الأمويين]] القدماء، ونزل فيه، وندب لحكم المدينة المفتوحة الدون تليو ألفونسو، وحشدت لحراسة المدينة حامية كافية من الفرسان، وأخذ النصارى يفدون إليها من سائر الأنحاء لسكناها وتعميرها، وفق الخطة التي وضعها الملك لذلك، وانصرف ملك قشتالة، عائدا إلى بلاده<ref> J. Gonzalez: ibid ; p. 80 & 81 y notas</ref>
 
== انظر أيضا ==