صالون أدبي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تعديل مراجع
تعديل مراجع
سطر 36:
 
=='''زيارة السفير العثماني'''==
 
قرر الملك [[لويس الرابع عشر]] دفع العلاقات المتوترة مع [[الدولة العثمانية]] نحو الانفراج من خلال إقامة علاقات دبلوماسية، وعليه قرر السلطان العثماني [[محمد الرابع]] إرسال سفيره سليمان آغا في يوليو عام 1669، لتكون الزيارة الأولى من نوعها التي يصل فيها مبعوثٌ دبلوماسي عثماني إلى أوروبا.
 
السطر 79 ⟵ 80:
وكانت العربات التي تنقل سيدات [[الطبقة المخملية]] تقف أمام المقاهي حيث كان يقوم ال[[ساقي]] بمناولتهن فناجين القهوة بعد سكبها من أوانٍ فضية ليحتسينها داهل ال[[عربات]]. ويفسر لنا "[[بيير لا كروا]]"، <ref>جيرار جورج لومير، المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس، ترجمة مي عبد الكريم محمود، دار الأهالي للطباعة والنشر، 114</ref> عام 1878، في دراسة حول [[القرن الثامن عشر]]، أسباب هروب النساء من المقاهي قائلاً: "كانت المقاهي ميداناً مغلقاً على الدوام، ومفتوحاً على الشجار وا[[لمناظرات]] الأدبية بين ال[[شعراء]] وال[[روائيين]] وال[[نقاد]]، كما أدت هذه النقاشات الصاخبة التي كانت في الغالب غير شريفةٍ إلى هروب النساء من المقاهي، مع أنّ فارس هذه النقاشات العام هو (الفارس [[دوماس]]) الذي أقرّ بأنّ حضور هاتيك النساء إلى هذا المكان العام لم يكن مخالفاً لآداب اللياقة، ولم تكن النساء الجميلات والروحانيات يخشين المجيء إلى المقهى جماعاتٍ جماعات، كن يثرثرن، مع أصدقائهن ولكنهن ما لبثن أن تركن المجال للمغرمين ب[[الآداب]].
 
ويمكن رؤية ملامح بعض المقاهي الفرنسية من المقارنة التي قدمها [[المستشرق]] الفرنسي [[جيرار دو نيرفال]] بين مقاهي باريس وأحد مقاهي القاهرة بعد زيارته ل[[مصر]]، حيث ينفي دو نيرفال أن يكون قد رأى في المقهى القاهري تلك الزاخرف الشائعة في المقاهي الباريسية حيث تزين الجدران بوريقات النفل الثلاثية، ويعتمد البناء الباريسي على الأعمدة وتكتسي جدرانه بالخزف وبيوض النعام المعلقة. <ref>جيرار جورج لومير، المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس، ترجمة مي عبد الكريم محمود، دار الأهالي للطباعة والنشر، 39.</ref>. ما زالت لعبة الشطرنج تُلعب في الريجنسي حتى يومنا هذا، ولم يعد من الواجب على اللاعبين أن يدفعوا على كل ساعة يقضونها على الطاولة مع دفعات إضافية لإضاءة شمعات إلى جانب لوح الشطرنج كما كانت العادة في القرون السابقة.
 
رسم المؤرخ [[ميشيليه]] لوحة بكلماته المعبرة يخبر فيها أن باريس أصبحت مقهىً رحباً، ووصلت الحوارات في فرنسا إلى أوجها، وقل الإقبال على البلاغة والخطابة كما كان في عام [[1789]]، ولم يعد من الممكن الحديث عن خطباء عدا [[روسو]]، وتدفقت روح الدعابة العفوية فيها، ويعزو الفضل لهذه الروح المتلالئة للثورة الفرنسية الميمونة ولمجيء القهوة الذين قلب العادات الفرنسية حسن مزاجهم الإنساني. لم ينافس تأثير [[القهوة]] إلا ظهور [[الدخان]] بعد قرون، وأزيلت [[كباريهات]] وضيعة كثيرة، خاصةً تلك التي وجدت زمن [[لويس الخامس عشر]]، وانتشر التحرر بين أبناء الشعب، فانتشر الشبان في شوارع المدينة بصحبة نساء رعنات. مرت على فرنسا ثلاث عصور حديثة من المقاهي: المقاهي العربية الرائدة التي تأسست قبل عام [[1700]]، بنسائه المهندمات اللواتي كن يترددن على صالونات بونار يحتسين القهوة في فناجين صغيرة مستمتعاتٍ بعبق الشرق العربي، وهن يدرن الأحاديث حول حريم [[شاردان]] وتسريحة السلطان وليالي [[ألف ليلة وليلة]] عام [[1704]]، ويقارن ضجيج [[قصر فرساي]] بجنة الشرق العربي. وبين عامي [[1710]]-[[1720]] استقبلت باريس القهوة [[الهندية]] وأصبح لها شعبية واسعة ويمكن الوصول إليها بأسعار رخيصة، وكانت تصل لفرنسا بعد زراعتها في [[جزيرة بوربون]] البركانية، التابعة للتاج الفرنسي، أحدثت ثورة في عالم القهوة في مقهى الريجنسي وفي الروح الباريسية التي اجتاحتها السعادة والدعابة حيث تألقت أشعار [[فولتير]] و[[الرسائل الفارسية]] في الإشارة إليها، ولن تستطيع أفضل الكتب أن تصف تلك الأحاديث السارحة في الهواء، القادمة والذاهبة متنقلةً بكل مراوغةٍ بين الحاضرين، يشبه بسحره مارد القنينة في قصص [[ألف ليلة وليلة]]. صدّرت الحكومة الفرنسية القهوة وزرعتها في المرحلة الثالثة في [[جزر الأنتيل]] التي أعادت تصديرها لفرنسا من [[سانتو دومينغو]]، قهوة نالت رضى شبان عصر [[الموسوعة الفرنسية]]، وتحول إلى مشروب مفضل لعدد من مفكري تلك الحقبة من أمثال [[بوفون]] و[[ديدرو]] و[[روسو]] الذين اتحتسوها في مقهى [[بروكوب]] بعد [[الثورة الفرنسية]]، وحين كان يصعد [[دانتون]] منبره للخطابة كان يقول عن القهوة: "يجب أن يتناول الحصان غذاءه من الشوفان".