ضريبة: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 35:
 
3- الوظيفة الاجتماعية : تهدف الضريبة الى تحقيق الاستقرار الاجتماعي ، واعادة توزيع الدخل بين طبقات المجتمع ، ومن اهم مظاهر الوظيفة الاجتماعية للضريبة :
 
أ- اعادة توزيع الدخل : ينتج الدخل عن عناصر الانتاج وملكية هذه العناصر متفاوتة بين الناس ، ما يؤدي الى خلق طبقات اجتماعية متعددة ، وعلماء الاجتماع يرصدون ثلاث طبقات الطبقة الدنيا او الفقيرة ،الطبقة الوسطى ، والطبقة الغنية . وفي المجتمعات الرأسمالية تسيطر الطبقة الغنية على عناصر الانتاج وهذا هو مصدر غناهاغناها، في حين تقدم الطبقة الفقيرة عنصر العمل مقابل اجور بخسةمحدودة لا تمكنها من تأمين حاجاتها الاساسية ، مما يولد لديها مشاكل اجتماعية تؤثر على المجتمع برمته ، لذلك على الدولة التدخل من اجل اعادة توزيع الدخل وذلك عن طريق فرض ضرائب بمعدلات مرتفعة على الطبقة الغنية ، واعفاء الطبقة الفقيرة من الضريبة او فرضها بمعدلات منخفضة. ويجب ان تنفق الحصيلة الضريبية على الحاجات الاساسية لهذه الطبقات المحرومة من خلال مساعدات اجتماعية وتأمين الخدمات الصحية والتعليمية والاسكانية. وبالتالي فان تصاعدية الضريبة هي الاداة الفاعلة لاعادة توزيع الدخل . بحيث يزيد معدل الضريبة كلما ارتفع دخل المكلف .
 
ب- تحقيق العدالة الاجتماعية : تسعى الانظمة الضريبية عند فرض الضرائب الى مراعاة الاوضاع الاجتماعية للمكلفين وذلك من خلال عدة وسائل اهمها :
 
#مراعاة الاعتبارات الشخصية والعائلية : تعمد معظم الانظمة الضريبية الى اعفاء حد معين من الوعاء الضريبة وذلك وفقا للاعتبارات الشخصية والعائلية للمكلف ، وفي لبنان نطلق على هذا الاعفاء تسمية التنزيل العائلي الذي يختلف وفقا للوضع العائلي للمكلف فاذا كان المكلف اعزب ينزل من دخله سبعة ملايين ونصف المليون واذا كان متزوج يضاف الى تنزيله 2,5 مليون شرط ان تكون زوجته لا تعمل كما يستحق عن كل ولد نصف مليون الى حدود خمسة اولاد فقط .
 
#اعفاء السلع والخدمات الاساسية من الضريبة : تعفى السلع التي تكون على تماس مباشر مع معيشة المواطن من الضريبة خصوصا الضريبة على المبيعات او الضريبة على القيمة المضافة ، وفي لبنان تعفى الخضار والفواكه غير المصنعة من الضريبة على القيمة المضافة كما يعفى السكر والارز واللحوم ، كما يعفى نشاط التعليم من ضريبتي الدخل والقيمة المضافة ، كل ذلك بهدف مراعاة الاوضاع الاجتماعية للمكلفين وتحقيق العدالة الضريبية.
 
#الاعتماد على الضرائب المباشرة : مما لا شك فيه ان الضرائب المباشرة تراعي الاوضاع الاجتماعية للمكلفين ، فتطبق الضريبة التصاعدية على مجموعة كبيرة من ضرائب الدخل وضريبة التركات وضريبة الاملاك المبنية . كما تأخذ بالتنزيلات العائلية التي تراعي اوضاع المكلفين الشخصية والعائلية . هذا يعني ان الضرائب المباشرة اكثر ميلا لتحقيق العدالة الاجتماعية .
 
# الحد من الضرائب غير المباشرة : تعتمد الضرائب غير المباشرة على معدلات ثابتة تطبق على جميع الملكفين بغض النطر عن مقدرتهم التمويلية ، كما لا تتضمن تنزيلات واعفاءات تراعي الاوضاع الشخصية والعائلية للمكلفين . ما يعني ان الضرائب غير المباشرة لا تحقق الوظيفة الاجتماعية وتميل الى تحقيق الوظيفة المالية للضريبة. الا ان معظم الدول الرأسمالية تضطر الى الاعتماد على هذه الضرائب من اجل تأمين الموارد المالية لتغطية نفقات الدولة ، ما يعني ان تغلب الوظيفة المالية مكرهة بهدف عدم الوقوع في العجز المالي الذي يمكن ان يؤدي الى تدهور اوضاع المالية العامة ويؤثر على الاقتصاد الوطني برمته.
 
ومن هنا ظهر مبدأ وظيفية الضرائب، حيث أنه لكل ضريبة أثر ما على النشاط الأقتصادي للدولة وبذلك لا يمكن فرض الضرائب لمجرد تحصيل الأموال حيث قد تكون الضريبة ذات حصيلة عالية كالضرائب على الدخل والتركات، ولكن أيضاً ذات آثار اقتصادية غير مرغوبة بل وضارة بالنشاط الاقتصادي للدولة.