اليمن في العصر الأيوبي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 4:
 
==الحياة الاجتماعية==
تشكل المجتمع اليمني من مجموع العناصر السكانية المحلية وغير المحلية، وعلى رأس هذه العناصر [[القبائل اليمنية]] التي شكلت السواد الأعظم من [[سكان اليمن]] الأصليين للارتباط التاريخي بالأرض وانتشارها منذ القدم في المناطق اليمنية كافة؛ يليها في ذلك العناصر الأجنبية القادمة إلى اليمن من شتى الأماكن وأهمها عناصر [[الأكراد]] و [[الأتراك]] و [[المماليك]] و [[الأحباش]] ، وأهل الذمة والرقيق.
 
انقسم المجتمع اليمني في عصر الدولة الأيوبية إلى طبقتين اجتماعيتين أساسيتين، هما الخاصة والعامة، انطوت تحتهما فئات وشرائح اجتماعية عديدة، فالطبقة الأولى الخاصة، ضمت فئة الحكام، والتي تشكلت من زعماء القبائل والأشراف والأحباش والغز الأيوبيون(أكراد وأتراك)، وفئة العلماء التي تكونت من الفقهاء والقضاة والمحدثين والقراء ومَن في شاكلتهم، وفئة كبار الملاك، التي تألفت من كبار ملاك الأراضي وكبار التجار . أما الطبقة العامة، فقد احتوت على الغالبية العظمى من سكان البلاد، وتشمل فئة الجند والرعايا والفلاحين والحرفيين، وقد بينت الدراسة الدور والإسهام التي أدته كل طبقة داخل المجتمع اليمني أكان سلباً أم إيجاباً، وكانت هناك مرونة الانتقال بين الطبقات والفئات الاجتماعية صعوداً ونزولاً، وهو الأمر الذي بيناه في فئة الحكام، سواء كان عند زعماء القبائل أم الأحباش أم المماليك أم العلماء أم التجار، حيث وصل عدد من هؤلاء إلى أعلى المناصب وهم لم يكونوا كذلك، وربما كان لتحمل مناصب قيادية في الجيوش وللثراء الفاحش لبعض أولئك دور في تنقلهم من طبقة إلى أخرى .
أدت المرأة دورها كمربية لأبنائها ومشاركة لزوجها أو أسرتها في العمل الزراعي والتجاري، و كانت قائدة في ميدان العمل السياسي، وإن اقتصر هذا الأخير على نساء الطبقة الخاصة .
ومن عادات و تقاليد حياة الناس داخل [[المجتمع]] ، تقاليد الزواج وإجراءاته أو خطواته، و [[الولادة]] و [[الختان]] وحفلاتهما، و [[المآتم]] وعاداتها، و [[الأعياد]] و المناسبات الدينية والدنيوية واحتفالاتها، والأطعمة والأشربة والأكسية وأنواعها، والاختلاف في جميع ما ذكرناه من منطقة إلى أخرى داخل بلاد اليمن .
ساهم حكام و [[سلاطين]] اليمن في العصر الأيوبي في الإنشاء والتعمير من جوامع ومدارس وقصور وجسور وأسوار وطرقات ودور ضيافة وذلك كمظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية، ولم يقتصر ذلك الإسهام في كل ذلك على فئة الحكام بل شمل أعيان البلاد وميسوريها كنوع من المشاركة والتفاعل والتكاتف لما فيه مصلحة المجتمع اليمني، وفي هذا الصدد كان للأيوبيين النصيب الأكبر في إقامة المدارس داخل اليمن، ورعايتها ورعاية القائمين عليها والدارسين فيها، مما كان له أثر كبير في خدمة الأهالي، خاصة وأن المستفيدين من ريعها الكثير من الناس ومن شتى [[الطوائف]] الدينية والمدنية، ويذكر لهم أيضاً عدم تدخلهم في تغيير الكثير من العادات والتقاليد المتبعة داخل المجتمع، الأمر الذي عكس نفسه على حرص الناس في اليمن للمحافظة على بعض شئونهم الخاصة.