إمبريالية لغوية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 38:
في عام 1976، احتج أطفال المدرسة السود في مدينة "سويتو" ضد تعليمهم اللغة الأفريكانية، التي تم فرضها من قبل سلطات الفصل العنصري القلقة حيال رفض السكان السود التحدث بها. عللوا احتجاجهم بأنهم بوصولهم إلى المصادر الأفريكانية فقط يمكن لحكومة جنوب أفريقيا السيطرة عليهم أكثر مما لو كانوا يملكون الوصول إلى مصادر اللغة العالمية، ألا وهي الانچليزية. مات ١٧٦ طفلاً من أجل حق التعلم بالانچليزية وأصبحت المظاهرة نقطة تحول ساهمت في إسقاط الفصل العنصري مع تحول الكثر من جيل أطفال المدرسة إلى أعضاء في حكومة ما بعد الفصل العنصري.
 
نشأت ظواهر مشابهة لهذه في أوقات مختلفة، خاصة في المناطق المستعمرة أو حيث سعت بعض الثقافات المهيمنة إلى توحيد منطقةٍ تحت سلطتها. في الإمبراطورية الرومانية، تم فرضتفرض اليونانية - التي كانت بالأصل لغة منطقة محدودة في وسط إيطاليا - على الكثير من أجزاء أوروبا، مزيحةً اللغات السابقة التي كانت تُتَحدث هناك. في الشرق الأقصى وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، تم وما زال يتم استبدال أو تهميش اللغات المحلية قسراً بلغة الثقافة المهيمنة - كاستبدال التيبتية ولهجات الأقليات الصينية باللغة الصينية المندرينية، واستبدال الاينو والريوكيوان باليابانية، والكينشوا بالإسبانية، وهكذا.
 
رغم اشتهار الانچليزية بالإمبريالية اللغوية، إلا أنها كانت أيضاً ضحية للإمبريالية الثقافية في العصور الوسطى، من قبل اللغة الفرنسية، خاصة بعد الاحتلال النورماندي. لمئات من السنين، كانت الفرنسية أو الانچلو-نورماندية لغة الإدارة (انظر القانون الفرنسي) وعليه اعتبرت لغة الطبقة العليا في انچلترا. فيما بقيت اللاتينية لغة الكنيسة والتعليم. رغم أن العديد من الكلمات التي أدخلها النورمانديون لا يمكن تمييزها الآن عن الكلمات الجيرمانية الأصلية من قبل أكثر متحدثي الانچليزية الأم، إلا أن المفردات المستعارة المشتقة من اللاتينية أو الفرنسية لاحقاً تبدو ذات صوت ثقافي مختلف لمتحدث الانچليزية.
سطر 44:
بعد تأسيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة على كثير من ألمانيا الحالية ووسط أوروبا، أصبحت اللغة الألمانية ولهجاتها اللغة المفضلة لنبلاء أوروبا الوسطى. بنجاح متفاوت، امتدت الألمانية عبر الكثير من أوروبا الوسطى والشرقية كلغة للتجارة والنخبة. انتهى الأمر مع حلول الحرب العالمية الثانية (انظر Germanization ). الفرنسية أيضاً معروفةٌ كلغة توسعية. إن لغات كالأوكتانية والبريتونية والباسكية والكورسيكانية تم تهميشها بشكل واسع في فرنسا. تسبب هذه العملية، المعروفة بـ الفَرْنَسَة، مقاومةً بين الشعوب الخاضعة، مؤدية إلى مطالب بالاستقلال. يمكن إيجاد نماذج على الأمر في بريتاني وفلاندرز (بلجيكا).
 
مثال آخر على الإمبريالية اللغوية شهدته الهند بعد الاستقلال. سعت سلطات البلاد بادئ الأمر إلى جعل الهندية "اللغة الوطنية" الوحيدة، لكن بسبب احتجاجات الولايات الجنوبية (حيث يتحدث أهاليها اللغات الدراڤيدية مثل الكنادا والتيلوچو والتاملي والمالايالام والتولو) وغرب البنغال (حيث يتحدثون البنغالية)، لم تنجح سياسة "اللغة الوطنية" . تم جعل الهندية والإنچليزية "اللغات الرسمية لحكومة الهند الاتحادية" . رغم ذلك، أصبحت الانچليزية منذ التحرر الاقتصادي في ١٩٩١ اللغة المتداولة في الجارة والتعليم العالي والبحث. في المناطق المدنية في الهند، الانچليزية الآن هي وسيلة التعليم الرئيسية حتى في المدارس الابتدائية.
 
==الانتقادات==