انقلاب 1955: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 25:
ويبدو ان اهداف الامام الرامية الى الحصول على دعم عربي ذو تاثير لابنه البدر، ومن ثم تقوية الجيش اليمني بمساعدة مصرية الى الحد الذي يجعله قادراً على مواجهة أي تحرك محتمل قد تقوم به القبائل الموالية للحسن ، قد جاء متناغماً مع النهج القومي للنظام الجمهوري في [[مصر]] الذي هدف الى تعزيز علاقته قدر الممكن مع الاقطار العربية الاخرى ، حتى لو كانت تحكمها انظمة رجعية في نظره، على اساس ان تلك السياسة ستفضي الى ايجاد نفوذ مصري في تلك الاقطار يمكن ان يستقطب انظمتها الملكية المحافظة – ومنها النظام الامامي في اليمن – نحو اجراء اصلاحات فعلية في انظمتها السياسية والاقتصادية يجعلها اكثر تجاوباً مع [[النهج القومي]] للنظام المصري، او على الاقل تساعد في ايقاظ الوعي الوطني والقومي لدى شعوب تلك الانظمة – في حالة عدم تجاوب الانظمة نفسها – يقود الى ثورة تغير [[النظام الملكي]] بنظام جمهوري يتخذ من [[النظام الجمهوري]] في [[مصر]] مثالاً يحتذى به، وهو ما حصل فيما بعد عندما وقعت [[ثورة 26 سبتمبر]] [[1962]] في اليمن.
 
وتنفيذاً للوعود المصرية، وصل وفد عسكري مصري في مطلع [[1953]] الى [[اليمن]] برئاسة المقدم [[كمال عبد الحميد]] الذي اجتمع بالامام احمد واقنعه بان دعم التوجهات الاصلاحية لابنه البدر من شأنه ان يزيد شعبية البدر امام خصمه في قضية ولاية العهد، ويعطي رصيداً شخصياً وتاريخياً للامام. ولما كانت قضية تحسين قدرة الجيش اليمني من اولويات البدر الاصلاحية التي عمل الامام والبدر على تحقيقها منذ عام [[1952]] ، لغرض استخدامه في مواجهة القبائل الموالية للحسن كما مر ذكره، فقد وافق [[الإمام احمد]] على اقتراح بعض مستشاريه بطلب بعثة عسكرية من مصر لتدريب الجيش اليمني في [[تعز]] ، لا سيما وان هؤلاء المستشارين من ذوي التوجهات الاصلاحية عرفوا كيف يضربون على وتر الخلاف بين البدر والحسن حول ولاية العهد لغرض اقناع الامام باستقدام بعثة عسكرية مصرية لتدريب الجيش اليمني على الرغم من ان الاهداف الحقيقية لهؤلاء كانت تتحدد في ايجاد نظام عسكري عصري يكون المنطلق الاول لنهضة اليمن وليس اداة لدعم البدر. <ref>عبد الرحمن البيضاني، ازمة الامة العربية وثورة اليمن "اسرار ووثائق" المكتب المصري الحديث القاهرة، 1984، ص69 </ref> وهكذا نلاحظ ان التنافس على ولاية العهد في اليمن كان له التأثير البالغ في توجه الامام نحو اقامة علاقات ودية مع مصر بعد ثورة [[23 تموز]] [[1952]] ، وفي موافقته على الاستعانة ببعثة عسكرية مصرية لتدريب الجيش اليمني، وهي التوجهات التي جاءت متطابقة مع آمال الاحرار اليمنيين على الرغم من تناقض الاهداف المرجوة لكل منها.
[[ملف:Mhmd qayed saif.jpg|تصغير|200بك|الوزير السابق اللواء محمد قائد سيف]]
وهكذا نلاحظ ان التنافس على ولاية العهد في اليمن كان له التأثير البالغ في توجه الامام نحو اقامة علاقات ودية مع مصر بعد ثورة [[23 تموز]] [[1952]] ، وفي موافقته على الاستعانة ببعثة عسكرية مصرية لتدريب الجيش اليمني، وهي التوجهات التي جاءت متطابقة مع آمال الاحرار اليمنيين على الرغم من تناقض الاهداف المرجوة لكل منها.
 
وبغض النظر عن تناقض اهداف الطرفين، فقد وفر هذا التطابق فرصة جيدة لدعم الاحرار والمصلحين للبدر الذي لم يترك مناسبة دون ان يستغلها في التاكيد على انه يتمنى ان يكون رائد الاصلاح في اليمن، وانه لا يتاخر عن اقناع والده بالاصلاح كلما استطاع الى ذلك سبيلاً. وكان من بين اهم هؤلاء المقدم [[أحمد يحيى الثلايا]] <ref>عبد الله احمد النور ثورة اليمن 1948 – 1962، دار الاحياء للكتب العربية، ط2، القاهرة، 1986، ص 97 – 107.</ref> و [[محمد قائد سيف]] <ref>عبد الرحمن البيضاني، ازمة الامة العربية وثورة اليمن "اسرار ووثائق" المكتب المصري الحديث القاهرة، 1984، ص92 و 93.</ref> اللذان بدأ يؤمنان بجدية توجه البدر نحو الاصلاح ويعتقدان انه افضل المرشحين للامامة مقارنة بعمه الحسن الذي كان مرفوضاً بكل المقاييس لدى جميع الاحرار والمصلحين، وعمه الامير عبد الله الذي حاول ان يدخل كطرف ثالث في معترك الخلاف حول ولاية العهد. <ref>عبد الرحمن البيضاني، ازمة الامة العربية وثورة اليمن "اسرار ووثائق" المكتب المصري الحديث القاهرة، 1984، ص77.</ref>
[[ملف: Eryani.JPG|يمين|تصغير|200بك|عبد الرحمن الارياني]]