انقلاب 1955: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط Cleaned up using AutoEd
سطر 7:
تعد مشكلة التنافس على ولاية العهد، احدى اهم المشاكل التي واجهت نظام الامامة الزيدية في [[تاريخ اليمن الحديث]] ، اذ القت هذه المشكلة بظلالها السلبية على الوضع السياسي في البلاد، التي كانت تعاني اصلاً من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية بسبب سياسة العزلة التي كان ينتهجها هذا النظام. ولعل ما يميز هذه المشكلة ويضفي عليها اهمية بالغة، انها ادت الى نشوب خلافات وصراعات شبه متواصلة بين افراد الاسرة المالكة، كان لها انعكاسات سلبية على الوضع الداخلي من جهة، وعلى سياسة اليمن الخارجية تجاه الاقطار العربية والدول الاجنبية من جهة ثانية، وعلى الجهود التي كانت تبذلها اليمن لمواجهة [[الاستعمار البريطاني]] في الجنوب من جهة ثالثة.
 
ولا بد من الاشارة الى ان التنافس على ولاية العهد في اليمن يظهر بشكله الواضح الا في عهد الامام احمد (1948 – 1962) على الرغم من ان الصراع على الامامة نفسها كان السمة المميزة للنظام الامامي في اليمن منذ وجوده كنظام سياسي في اواخر القرن العاشر الميلادي وحتى عام [[1948]] . ولهذا يجب التمييز بين الصراع على الامامة نفسها وبين التنافس على وراثة الامامة او ولاية العهد.
 
وتشترط الزيدية ان يكون الامام من اولاد فاطمة (ع) وجوزت ان يكون كل فاطمي، عالماً، زاهداً، شجاعاً، سخياً، خرج بالامامة اماماً واجب الطاعة سواء كان من اولاد الحسن (ع) ام من اولاد الحسين(ع)<ref>3. الشهرستاني، ابي الفتح محمد بن عبد الكريم ت 548هـ 1153 م الملل والنحل، تحقيق محمد سيد كيلاني، ط2، بيروت، 1975، ص154 – 155.</ref> ، غير انها جعلت الخروج عن الامام امراً مشروعاً اذا ثبت عدم عدالته وخالف الشرع، او ان شخصاً اكفأ منه طالب بالمنصب. كما اجازت الزيدية وجود امامين شرعيين في آن واحد اذا كانت منطقة نفوذ كل منهما متباعدتين بعداً كافياً، الامر الذي فتح الباب امام حروب متصلة بين المطالبين بالامامة، مع اضفاء صفة القداسة على هذه الحروب على اساس انها لابد منها للدفاع عن العقيدة (5).<ref>حمزة علي لقمان، معارك حاسمة من تاريخ اليمن، مركز الدراسات اليمنية، صنعاء، 1982، ص139 – 146.</ref>
سطر 14:
 
وعلى ما يبدو ان الامام يحيى كان راغباً في تعيين سيف الاسلام الامير احمد ولياً للعهد ، غير ان اسس الزيدية التي لا تجيز تعيين ولياً للعهد، حدت به الى محاولة اظهار قضية التعيين وكأنها مطلب اهل الحل والعقد. علاوة على ذلك فان تحفظ هولاء على ان التعيين ليس نهائياً، الا اذا ثبت ولي العهد استحقاقه وجدارته لهذا المنصب، وفر عذراً للامام ولهولاء الذين وافقوا على التعيين، بانهم لا زالوا ملتزمين بتعاليم الزيدية التي لا تقر ولاية العهد، وهي الثغرة التي رافقت ولادة نظام ولاية العهد في اليمن وادت الى تطلعات اخرين من ابناء الامام وغيرهم لتولي منصب الامامة حتى بعد تعيين ولياً للعهد بشكل رسمي.
 
 
لقد كانت نوايا الامام احمد منذ تبوئة العرش، في اعقاب فشل حركة 1948 التي اغتيل اثنائها والده، متجهة نحو اخذ البيعة لولاية العهد لابنه البكر محمد البدر، غير ان معارضة اخوته العلنية لهذه النوايا حدت به الى التريث لفترة من الزمن <ref>امين سعيد، اليمن تاريخه السياسي منذ الاستقلال في القرن الثالث الهجري، دار احياء الكتب العربية، القاهرة، 1959، ص321.</ref> دون ان يصرف النظر بشكل تام عن هذا الهدف. ففي منتصف عام 1952 بدأ الامام اولى خطواته في هذا المجال عندما اوعز للمسؤولين اجراء اتصالات مع ايطاليا والسويد للحصول على الاسلحة لغرض تحسين قدرة الجيش النظامي اليمني الى الحد الذي يجعله قادراً على مواجهة القبائل.
السطر 30 ⟵ 29:
 
ولم يقتصر دعم التوجهات الاصلاحية للبدر على العناصر الاصلاحية العسكرية بل تعداه الى الاحرار الذين لا زالوا في سجن حجة منذ اشتراكهم بحركة 1948 الفاشلة، ففي بداية عام 1954 خرجت الدعوة لولاية العهد من سجن [[حجة]] عندما حمل القاضي [[عبد الرحمن الارياني]] من معه في السجن على مبايعة البدر كولي للعهد، غير ان المبايعة على ما يبدوا لم تكن صادقة في حقيقتها، فقد هدف منها الاحرار تحقيق مأربين اولهما توسيع شقة الخلاف بين افراد الاسرة الحاكمة، وثانيهما كسب عطف الامام والبدر بشكل خاص لغرض اطلاق سراحهم، وهو ما حصل بالفعل عندما تمكن البدر من اقناع والده على اطلاق سراح بعض المعتقلين وتخفيف القيود عن البعض الاخر، وقد اخذ البدر بعد ذلك يتقرب من المثقفين والقبائل ويدعوا لاصلاح وتطوير اليمن <ref>ربحي طاهر سحويل، الحركة الوطنية وأثرها على حركة 26 سبتمبر 1962، في ثورة 26 سبتمبر دراسات وشهادات للتاريخ، دار العودة، ط2، بيروت، 1986، ص43.</ref> .
 
 
 
==منتصف 1954==
السطر 47 ⟵ 44:
قام قائد جيش الإمام المقدم أحمد بن يحيى الثلايا بمحاصرة قصر الإمام في [[تعز]]. وأخلتف قادة الانقلاب على تحديد مصير الإمام، فمنهم من رأى قتله ومنهم من رأي تعيين أخاه "سيف الله" عبد الله بن يحيى حميد الدين. قامت نساء بيت حميد الدين بقص شعورهن وإرسالها في أظرف إلى القبائل كاتبين " ياغارة الله بنات النبي" من باب إثارة حمية القبائل الزيدية للدفاع عن أعراض بنات [[بني هاشم]] الذي تنتمي إليهم الأسرة الحاكمة ـ أو كما هو متعارف عليه ـ فشنت القبائل هجوما على [[تعز]] وأفشلت مخطط الضباط وأعتقل أحمد الثلايا و"حوكم" في ملعب لكرة القدم في المدينة وحكم عليه بالإعدام قال حينها جملته المشهورة :" قبحت من شعب أردت لك الحياة فأردت لي الموت"<ref>[http://www.arabamericannews.com/Arabic/index.php?mod=article&cat=%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA&article=1124 اليمن في زمان الإمام.. إعدام الثلايا (٣)]</ref> وسجن الإمام كل من :علي محمد السنيدار وأحمد المروني ومحمد الفسيل وصالح السنيدار وحسن العمري وعبدالسلام صبرة وكل هولاء كان لهم أداور قيادية في ثورة 1962.
 
== المحاكمة والاعدام للثلايا==
{{طالع ايضا|أحمد يحيى الثلايا}}
بعد القبض على المقدم أحمد يحيى الثلايا تم تقديمة لمحاكمة سريعة حكم عليه من خلالها بالاعدام، وهنا وقف الثلايا كأسد شجاع وهو يقول: ((أنا لا يهمني الإعدام أبداً، ولست خائفاً منه بتاتاً، وأنا ما ثُرت إلا من أجل الشعب اليمني العظيم والمطحون.))، فرد عليه الامام أحمد : ((سوف أنحي الحكم جانباً وأترك محاكمتك للشعب اليمني)). قال الثلايا:((أنا موافق لأنني أثق بهذا الشعب ثقة كبرى.)). وبالفعل أقام الامام أحمد محاكمة شعبية للثلايا في ملعب كرة القدم بمدينة تعز ودعي اليه بعض المغرر بهم والضعفاء فخاطبهم الامام أحمد : ((إن هذا الضابط كان جندياً مغموراً، أنا رقيته إلى رتبة عقيد وجعلته قائدا للجيش اليمني، فخان الأمانة وتمرد على الأوامر والتعليمات. ماذا تريدون أن يكون الحكم عليه؟))، فردوا بصوت واحد : الإعدام!، ثم قال الامام : منحته بيتاً في تعز مجاناً فخان الأمانة متمردا، ما حكمكم عليه؟، فردوا أيضا : الاعدام !، ثم قال الامام أحمد : وكان عندما ينتقل من ولاية إلى أخرى ومن محافظة إلى ثانية كنت أنقله بالطائرة مجاناً أيضا. فما يكون الحكم عليه بعد أن ارتكب ما ارتكب؟، فردوا أيضا: [[الاعدام]] !
السطر 55 ⟵ 52:
==طالع ايضا==
* [[قائمة صراعات اليمن]]
 
* [[تاريخ اليمن الحديث]]
 
* [[ثورة الدستور]]
 
== المصادر ==
{{ثبت المراجع}}
 
* [http://www.arabamericannews.com/Arabic/index.php?mod=article&cat=%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA&article=1124 اليمن في زمن الامامة]
{{صراعات الشرق الأوسط}}