كوكبة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏تاريخ الكوكبات: تدقيق لغوي
توحيد التنوين، تدقيق لغوي
سطر 1:
[[ملف:Orion constellation Hevelius.jpg|تصغير|صورة تمثل [[الجبار (كوكبة)|كوكبة الجبار]] تعود لعام [[1690]] م]]
[[ملف:Orion1~.jpg|تصغير|كوكبة [[الجبار (كوكبة)|الجبار]] كما تظهر في السماء]]
'''الكوكبة''' {{لات|constellātiō}} هي مجموعة من [[نجم|النجوم]] التي تكون شكلاًشكلًا أو صورة، وهي تدل على المنطقة التي تظهر فيها مجموعة محدودة من [[نجم|النجوم]]. وقد قسّم [[الاتحاد الفلكي الدولي]] في عام 1930 [[السماء]] إلى 88 كوكبة، وذلك لتوحيد أشكال الكوكبات وعددها بعد أن كانت تتخيلها كل من الحضارات القديمة بشكل مختلف. وكل كوكبة من الكوكبات الـ 88 تحتل جزءًا معيّنًا من السماء، وبالتالي فقد أصبح كلٌّ من أجرام السماء من [[النجوم]] إلى [[المجرات]] إلى [[السدم]] إلخ..، تابعًا لكوكبة ما. ووفقًا لهذه المساحات التي حددها الفلكيون، فتعد [[الشجاع (كوكبة)|كوكبة الشجاع]] أكبر الكوكبات الحديثة<ref name="حكايات النجوم - الشجاع">[http://www.ianridpath.com/startales/hydra.htm حكايات النجوم - الشجاع] تاريخ الولوج 2 مارس 2010</ref>، وأصغرها [[صليب الجنوب (كوكبة)|كوكبة الصليب الجنوبي]].<ref name="الدليل الفوتوغرافي للنجوم">[http://www.allthesky.com/constellations/crux/ الدليل الفوتوغرافي للنجوم، الصليب الجنوبي - الذبابة - القاعدة] تاريخ الولوج 2 مارس 2010</ref>
 
== حركة الكوكبات ==
تتحرك الكوكبات مع بقية السماء حول [[نجم الشمال]] (وهي حركة ظاهرية ناتجة عن حركة الأرض حول محورها)، وهذا ما يجعل بعض الكوكبات تختفي تحت الأفق أثناء اليوم. لكن هناك بعض الكوكبات قريبة من محور دوران السماء، حتى أنها تبقى كلها (أو معظمها) دائماًدائمًا فوق الأفق، وهي ما تعرف باسم [[نجوم أبدية الظهور|الكوكبات أبدية الظهور]].<ref name="]دليل الأضواء">[http://astro2.byu.edu/sdb/Astrophotos/GuidingLights.html دليل الأضواء] تاريخ الولوج 2 مارس 2010</ref>
 
تُرى كوكبات مختلفة على مدار السنة؛ نتيجة لحركة الأرض حول الشمس، فكل فصل له كوكباته. فمثلاً،فمثلًا، يُطلق اسم كوكبات [[الشتاء]] على الكوكبات التي تظهر ما بين الساعة السابعة والعاشرة فيه (بداية الليل)، وهو مصطلح تقريبي، فهو لا يُطلق على الكوكبات التي تظهر في منتصف الليل أو آخره في أحد الفصول، فهو ينطبق على الكوكبات التي تظهر مبكراًمبكرًا في أيام الفصل.<ref name="]لماذا هناك مواسم للكوكبات؟">[http://news.softpedia.com/news/Why-are-Seasons-Associated-With-Constellations-79944.shtml لماذا هناك مواسم للكوكبات؟] تاريخ الولوج 2 مارس 2010</ref>
 
== نصفا الكرة الأرضية ==
 
نتيجة لكون الأرض بيضاوية، فإن الكوكبات التي تُرى في كل من نصفي الكرة الأرضية ليست نفسها. عادةً ما تكون هناك خرائط لنصفي الكرة منسوبة لقطبي الكرة الأرضية، حيث لا يُمكن أن يرى شخص في [[القطب الشمالي]] أبداًأبدًا ما يراه شخص في [[القطب الجنوبي]] من أجرام السماء. لكن المساحة التي تُرى من السماء تعتمد على [[خط العرض]]، فمثلاًفمثلًا شخص في [[إيطاليا]] يستطيع رؤية عددٍ جيد من كوكبات [[نصف الكرة الأرضية الجنوبي|نصف الكرة الجنوبي]]، بالرغم من أن إيطاليا تقع شمال [[خط الاستواء]]. وبالتالي، فهذه القاعدة (أي كوكبات نصفي الكرة) لا تَنطبق مُطلقًا إلا على القطبين. أما عند خطوط العرض الأقرب إلى خط الاستواء، فيُمكن للشخص رؤية كوكبات النصف الآخر من الكرة الأرضية. لكن رغم ذلك، يَبقى هناك قسم كبير من كوكبات [[نصف الكرة الأرضية الشمالي|النصف الشمالي للكرة الأرضية]] التي لا يُمكن رؤيتها من النصف الجنوبي والعكس صحيح.<ref>كتاب [[دليل السماء والنجوم]]، د.[[عبد الرحيم بدر]]، الفصل الأول:دوران القبة الفلكية</ref>
[[ملف:الميل المحوري.png|250بك|تصغير|صورة تُبين خط الاستواء السماوي والذي يوازي خط الاستواء.]]
بحسب التقسيم الحديث، فعدد كوكبات نصف الكرة الأرضية الشمالي هو 31 كوكبة، وعدد كوكبات نصف الكرة الأرضية الجنوبي 52 كوكبة،<ref name="]الكوكبات - القائمة الرسمية للكوكبات">[http://www.cosmobrain.com/cosmobrain/res/constellations.html الكوكبات - القائمة الرسمية للكوكبات] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> لتبقى هناك 5 كوكبات تقع على [[خط الاستواء السماوي]]، وهو خط وهمي في وسط السماء، يقع بين القطبين السماويّين تمامًا [[خط الاستواء|كخط الاستواء الأرضي]] الذي يقع في منتصف المسافة بين قطبي الأرض.<ref name="]الإجابات الفلكية:كتاب الإجابات الفلكية:السماء والأفق">[http://www.astro.uu.nl/~strous/AA/en/antwoorden/hemel.html#7 الإجابات الفلكية:كتاب الإجابات الفلكية:السماء والأفق] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> هذه الكوكبات الخمس مساحتها موّزعة بشكل شبه متساوٍ بين جانبي خط الاستواء السماوي، وهي : [[كوكبة العقاب]] و[[كوكبة الجبار|الجبار]] و[[كوكبة الحواء|الحواء]] و[[كوكبة الحية|الحية]] و[[كوكبة العذراء|العذراء]].<ref name="]الكوكبات - القائمة الرسمية للكوكبات"/>
سطر 16:
== حدود الكوكبات ==
 
في عام 1930، أوكل الاتحاد الفلكي الدولي مهمة تحديد الكوكبات الـ 88 ومساحاتها إلى الفلكي "إيوغين دِلبورت" (Eugène Delporte)، وذلك باستخدام [[ميل|الميل الفلكي]] و[[المطلع المستقيم]]. وأيّ جرم يَقع في هذه المساحات التي حددها دلبورت للكوكبات يكون تابعاًتابعًا لتلك الكوكبة. كانت هناك حاجة ماسّة لتحديد مساحة معيّنة لكلّ من الكوكبات لتصنيف الأجرام ضمنها قبل أن يقوم الاتحاد الفلكي الدولي.<ref name="]الكوكبات | الاتحاد الفلكي الدولي">[http://www.iau.org/public/constellations/ الكوكبات | الاتحاد الفلكي الدولي] تاريخ الولوج 4 مارس 2010</ref>
 
== الاستدلال بالكوكبات ==
سطر 24:
[[ملف:Zirkumpolar ani.gif|200بك|تصغير|صورة متحركة توضح كيفية دوران السماء حول النجم القطبي، وحوله توجد الكوكبات التي تُسمّى: "الكوكبات أبدية الظهور".]]
{{مقال تفصيلي|نجم القطب}}
نجم القطب: هو نجم قريب من محور دوران الأرض لدرجة أنه يبدو شبه ثابت في السماء. نجوم القطب هامة جداًجدًا لتحديد الاتجاهات، لأنها في معظم أنحاء العالم (ما عدا القطبين وما حولهما) تكون قريبة قليلاًقليلًا من الأفق، وبالتالي يُمكن معرفة الاتجاهات بواسطتها. نجم القطب لا يَعني القطب الشمالي فقط، بل يَشمل كلا القطبين الشمالي والجنوبي، أي أنهما نجمان. ونجم القطب يتغيّر باستمرار كل بضعة آلاف من السنين نتيجة لتغيّر زاوية [[محور دوران]] الأرض، وهناك دورة ثابتة للنجوم القطبية تتكرر باستمرار، فمثلاً،فمثلًا، قبل 14,000 عام (12,000 ق.م)، كان [[نجم الشمال]] هو [[النسر الواقع]] وسوف يَعود كذلك بعد 12,000 عام (14,000م).
 
ومصطلح "نجم القطب" هو مصطلح تقريبي، فنجم القطب لا يقع في نقطة دوران محور الأرض تماماً،تمامًا، بل هو اسم يُطلق على ألمع نجم قريب من القطب، لذا فهو لا يطلق على النجوم الخافتة. ونجم الشمال (القطب الشمالي) حالياًحاليًا هو نجم الجدي، ألمع نجوم [[كوكبة الدب الأصغر]] بقدر يبلغ 2 [[قدر ظاهري]].<ref>Jean Meeus, Mathematical Astronomy Morsels Ch.50; Willmann-Bell 1997</ref> أما القطب الجنوبي الحالي، فنجمه هو "سيغما الثمن" (فهو أقرب نجم يُشاهد بالعين المجردة إلى [[القطب السماوي]] الجنوبي) الذي يقع في [[كوكبة الثمن]]، لكن [[قدر ظاهري|قدره الظاهري]] هو 5.45، وهو ما يَعني أنه بالكاد يُرى بالعين المُجردة في ظروف مثالية، وبعيداًوبعيدًا عن [[التلوث الضوئي]]. لذلك، ففي [[نصف الكرة الأرضية الجنوبي]] يَتم الاستدلال على الاتجاهات بواسطة كوكبة لامعة تقع قريباًقريبًا نوعاًنوعًا مّا من القطب السماوي الجنوبي، وهي [[كوكبة الصليب الجنوبي]].<ref>http://myweb.tiscali.co.uk/moonkmft/Articles/Precession.html</ref>
 
=== الاستدلال على النجم القطبي ===
سطر 32:
[[ملف:خريطة كوكبة الدب الأكبر.png|250بك|تصغير|خريطة كوكبة الدب الأكبر، ونجما المراق والدبة الظاهران في يمين الخريطة هما "الدليلان". ويُمكن معرفة موقع نجم الجدي (نجم الشمال الحالي) بمد خط وهمي منهما بحيث يكونان على استقامة واحدة.]]
 
توجد كوكبتان لامعتان قريبتان من [[نجم الشمال]] الحالي ([[الجدي (نجم)|الجدي]]) وهما [[كوكبة الدب الأكبر|الدب الأكبر]] و[[كوكبة ذات الكرسي|ذات الكرسي]]، وهو ما يجعل الاستدلال على نجم الشمال سهلاً؛سهلًا؛ لأن هاتين الكوكبتين هما من [[نجوم أبدية الظهور|الكوكبات أبدية الظهور]]. لكن بالرغم من أن هاتين الكوكبتين تُصنَفان ضمن الكوكبات أبدية الظهور؛ إلا أن معظمهما أو كل نجومهما تختفي تحت الأفق لمدة وجيزة أثناء اليوم. ومع ذلك، يُمكن الاستدلال على موقع النجم القطبي بأيّ وقت؛ لأن هاتين الكوكبتين تقعان على جهتين متقابلتين من نجم الشمال، وبالتالي فإن غابت إحداهما تحت الأفق فسوف تكون الأخرى مرتفعة في السماء.
 
توجد سبع نجوم لامعة في كوكبة الدب الأكبر تُسمى "بنات نعش الكبرى"، اثنان من هذه النجوم السبعة يُسمّيان [[الدليلان|الدليلين]]، وهما [[المراق (نجم)|المراق]] و[[الدبة (نجم)|الدبة]]، وقد أخذا اسميهما من إمكانيّة الاستدلال على موقع نجم الجدي (نجم الشمال الحالي) بواسطتهما، وذلك بمد خط وهمي منهما بحيث يكونا على استقامة واحدة إلى نجم الجدي.
 
أيضاًأيضًا يُمكن الاستدلال على موقعه بواسطة كوكبة ذات الكرسي، والتي تُشكّل حرف "W". الجهة اليُمنى من تلك الكوكبة والتي تُشكّل حرف "V" أكثر انتظاماًانتظامًا من حرف "V" الجهة اليُسرى، وإذا مُدّ خط وهمي من وسطها بحيث يكون على مسافة واحدة من كلا ضلعي حرف "V"، فسيَصل إلى نجم الجدي أيضاًأيضًا.<ref name="]العثور على نجم القطب">[http://www-istp.gsfc.nasa.gov/stargaze/Spolaris.htm العثور على نجم القطب] تاريخ الولوج 4 مارس 2010</ref>
 
== الأبراج ==
{{مقال تفصيلي|أبراج فلكية|دائرة البروج}}
الأبراج هو تقسیمات الإثني العشري ل[[دائرة البروج]]، وهي المسارات التي يَمرّ فيها كلٌ من [[الشمس]] و[[القمر]] و[[الكواكب]] الثمانية، ولا يَمرّ فيها غير هذه الكوكبات. كوكب [[الأرض]] أيضاًأيضًا يَقع على مستوى دائرة البروج، ونظراًونظرًا لأن معظم الكواكب على نفس مستوى الأرض تقريباً؛تقريبًا؛ لذا نستطيع أن نرى من الأرض أن الشمس والقمر والكواكب تمرّ دائمًا عبر هذه الدائرة في مستويات متقاربة.
 
عدد الأبراج هو 12، وفي الماضي البعيد تطابق مع 12 كوكبة عبر دائرة البروج أو [[مسار الشمس]] وسُميّت الأبراج بهذه الكوكبات. لكن الیوم سبّبت حركة التقدیمي للأرض تغییرات مكان الکوکبات نسبةً للبروج علی الدائرة المذکورة بالكوكبة السابقة منها، وأيضاًوأيضًا أضافت كوكبة أخرى (كوكبة حواء) على دائرة البروج؛ فالیوم دائرة البروج تمرّ من 13 كوكبة ولا تحتوي 13 برجاًبرجًا كما یزعم البعض؛ حيث أن الشمس تدخل [[كوكبة الحواء]] في الفترة من 13 نوفمبر إلى 17 ديسمبر في أواسط [[برج القوس]].<ref name="]الحواء - البرج الثالث عشر">[http://www.love-astrology.com/13th-sign-of-the-zodiac/ophiuchus-13th-sign/ الحواء - البرج الثالث عشر] تاريخ الولوج 4 مارس 2010</ref>
 
أما عن [[علم التنجيم]] فهو يقوم على مراقبة حركة الشمس والقمر والكواكب عبر دائرة البروج؛ لذا فالمنجمون يتنبئون عن طريق مراقبة الأجرام في برج شخص ما (أي البرج الذي كانت الشمس فيه حينما ولد ذلك الشخص، حيث تدخل الشمس كُلاًكُلًا من تلك الأبراج في وقت معيّن من السنة، فإن وُلد شخص والشمس في [[برج العقرب]] مثلاً،مثلًا، يُقال: "أن الشخص من برج العقرب"). وقد كانت الحضارات القديمة تهتم بمراقبة حركة الأجرام عبر الأبراج.<ref name="]معاني الأبراج الفلكية">[http://www2.bitstream.net/~bunlion/bpi/Sign.html معاني الأبراج الفلكية] تاريخ الولوج 4 مارس 2010</ref>
 
== تاريخ الكوكبات ==
تخيّل القدماء أن السماء على شكل كوكبات، قبل أن يتم رسمها، ويُعدّ [[السومريون]] هم أول من قسّم السماء إلى كوكبات، وذلك في الألفية الرابعة قبل الميلاد.<ref name="]الكوكبات, تاريخ, التشابه">[http://www.mallorcaweb.net/masm/descon1.htm الكوكبات، تاريخ التشابه] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> أما أقدم كوكبة تمّ تخيّلها، فهو أمر يصعُب الجزم به، لكن يُعتقد أنها [[كوكبة الدب الأكبر|الدب الأكبر]] (فربما يَعود تخيّل هذه الكوكبة على شكل [[دب]] إلى [[عصر جليدي|العصور الجليدية]]).<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات">[http://www.stargazers.iinet.net.au/constellorigins.htm معرفة النجوم: بداية الكوكبات] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> وقد تصوّرت كلٌ من الحضارات القديمة السماءَ بشكل مختلف، لكن الحضارات المتجاورة تأثرت ببعضها البعض وبتخيّلها للسماء. فتخيُّل [[عرب|العرب]] و[[بابليون|البابليين]] و[[مصريون|المصريين]] لأشكال الكوكبات كان مشابهاًمشابهًا بصورة كبيرة لتخيّل [[الإغريق]] لها، والذين تخيّلوا وجود 48 كوكبة في السماء. ولكن وبسبب تلك الفوضى التي سبّبها اختلاف شكل السماء من حضارة إلى أخرى، فقد قام [[الاتحاد الفلكي الدولي]] في عام 1928 بتحديد 88 كوكبة في السماء كتخيّل موحّد لكل الشعوب، وتمّ إعطاء كل كوكبة مساحة معيّنة؛ لذلك تُسمّى هذه بالكوكبات الـ 88 الحديثة، وقد تمّت تسمية الكوكبات باللغة اللاتينية؛ لأن اللاتينية كانت لغة العلم في ذلك الوقت. وقد تمّت ترجمة الأسماء الإغريقية والمصرية وبعض الأسماء من شعوب أخرى إلى اللاتينية.<ref name="]الكوكبات, تاريخ, التشابه"/>
=== الإغريق ===
[[ملف:Ptolemaeus.jpg|تصغير|[[بطليموس]]، واحد من أهم الفلكيين الإغريق.]]
تخيّل [[إغريق|الإغريق]] السماءَ مُقسّمة إلى 48 كوكبة (كانت معظم سمائهم من الكوكبات الشمالية، لوقوع [[اليونان]] شمال [[خط الاستواء]] بمسافة جيدة. ورغم ذلك فقد كانوا يرون عدداًعددًا لا بأس به من الكوكبات الجنوبية)، لكن بالرغم من أن هذه الكوكبات (والتي ما زال يُستخدم الكثير منها إلى يومنا هذا) تترافق مع قصص من [[ميثولوجيا إغريقية|الميثولوجيا الإغريقية]]، إلا أن الإغريق لم يبتكروا تلك الأشكال المُتخيّلة، بل نسجوا قصصهم حول الأشكال التي كانت قد تخيّلتها وابتكرتها حضارات أخرى قبلهم.<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات"/>، ونشأت أساطير إغريقية لمعظم الكوكبات بحلول القرن الخامس قبل الميلاد.<ref name="]ميثولوجية الكوكبات">[http://comfychair.org/~cmbell/myth/myth.html ميثولوجية الكوكبات] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref>. لم يعطِ الإغريق أسماءً إلا للنجوم اللامعة نسبياًنسبيًا في السماء، مثل [[قلب العقرب]] {{إنج|Antares}} و[[منكب الجوزاء]] {{إنج|Betelgeuse}}، وما زالت تلك الأسماء التي أطلقوها على هذه النجوم تُستخدم حتى اليوم في معظم اللغات.<ref name="]أسماء النجوم">[http://stars.astro.illinois.edu/sow/starname.html أسماء النجوم] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> إلا بعض الاستثناءات القليلة مثل أسمائها [[لغة عربية|العربية]] و[[لغة فارسية|الفارسية]]، فأهل هاتين اللغتين يستخدمون الأسماء العربية للنجوم. وقد قام [[أراتوس (شاعر)|أراتوس]] بوصف 44 من كوكبات السماء الإغريقية في كتابه "الظواهر" {{إنج|Phenomena }}.<ref name="]الكوكبات, تاريخ, التشابه"/>
 
=== البابليون ===
تخيّل [[بابليون|البابليون القدماء]] (حوالي 5,600 ق.م) بعض الكوكبات بأشكال جديدة، لكنهم أيضاًأيضًا استخدموا تخيّلات عديدة لحضارات أخرى. وقد كان البابليون أول من وضع [[دائرة البروج]]، والتي تُمثّل [[الأبراج]] التي يَمرّ فيها كلٌ من الشمس والقمر والكواكب، وقد تخيّلوا منها كوكبات نسمّيها اليوم: [[كوكبة الرامي|الرامي]] و[[كوكبة الحوت|الحوت]] و[[كوكبة التوأمان|التوأمين]] و[[كوكبة العذراء|العذراء]].<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات"/>، أصبحت تلك الكوكبات لاحقاًلاحقًا إثني عشر برجاًبرجًا. وفي القرن الرابع قبل الميلاد، وصف فلكي يوناني في كتاب له عن الكوكبات وخاصة الأبراج - وصف كوكبات تتشابه كثيراًكثيرًا مع الكوكبات البابلية.<ref>Jones, Alexander. "The Adaptation of Babylonian Methods in Greek Numerical Astronomy"</ref> هناك دليل على أن الأبراج المُعترف بها حالياً،حاليًا، قد استُخدمت في علم الفلك البابلي منذ 700 ق.م. كما يُعتقد أن المُنجمّين البابليين في عهد [[حمواربي]]، قاموا بتطوير فكرة الكوكبات حيث بدؤوا بتخيّل الكوكبات ورسم صور لها مُشتقة من أساطيرهم ودياناتهم. أقدم دليل قطعي على تخيّل ورسم الكوكبات من قِبل البابليين، يكمن في قوائم النجوم البابلية؛ والتي تعود إلى الحقبة البابلية القديمة.<ref>Derek and Julia Parker, Ibid, p198, 1990</ref>.
 
=== المصريون ===
امتلك [[قدماء المصريون|المصريّون القدماء]] تخيلاًتخيلًا للسماء، ربما يعود إلى العصر الجليدي الأخير. فمثلاً،فمثلًا، كانوا يُسمون [[النسر الواقع]] بـ"نجم النسر" (الذي كان نجم القطب في 14,000 ق.م).<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات"/> وقد تخيّل المصريون الكثير من الكوكبات النجمية على أشكال آلهتهم. فمثلاً،فمثلًا، تخيّلوا كوكبة الجبار على شكل الإله [[أوزيريس]]، وهو إله البعث والموت والحياة الأخرى حسب معتقدهم.<ref name="]علم الفلك في مصر القديمة">[http://www.egyptologyonline.com/astronomy.htm علم الفلك في مصر القديمة] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref>
 
=== العرب ===
[[ملف:Book Al Sufi.jpg|تصغير|صفحة من كتاب [[صور الكواكب الثمانية والأربعين]] ل[[عبد الرحمن الصوفي]] تُبيّن [[كوكبة الرامي]] ووصفها.]]
كان [[عرب|للعرب]] أيضاًأيضًا تخيّلهم للسماء وهو يشبه تخيّل الإغريق لها؛ فقد ترجم العرب أسماء الكوكبات الإغريقية، لكنهم لم يغيّروا أشكالها كثيراً،كثيرًا، كما كان عدد كوكباتهم 48 كوكبة مثل الإغريق. لكن بالرغم من ذلك فقد تخيّلوا بعض الكوكبات وأسموها بأسماء من عندهم، فمثلاًفمثلًا كانوا يسمون الدبين [[الدب الأصغر (كوكبة)|الأصغر]] و[[الدب الأكبر (كوكبة)|الأكبر]] "بنات نعش الصغرى" و"بنات نعش الكبرى" (وقد أطلقوا اسم بنات نعش الكبرى على النجوم السبعة اللامعة فقط من كوكبة الدب الأكبر).<ref>كتاب [[صور الكواكب الثمانية والأربعين]]، [[عبد الرحمن الصوفي]]</ref> أما بالنسبة لأسماء النجوم فقد قام العرب بتسمية معظم نجوم السماء الخافتة واللامعة، ولم يستعملوا الأسماء الإغريقية للنجوم على عكس الكوكبات، بل ابتكروا أسماءً جديدة. أطلق العرب أسماءً على معظم النجوم ولا زالت تستعمل حتى اليوم في كل اللغات (إلا تلك التي سمّاها الإغريق، فتُسمّى في معظم اللغات بالأسماء الإغريقية). وعموماً،وعمومًا، معظم الأسماء العربية للنجوم مُشتقة من الأماكن التي توجد فيها النجوم في كوكباتها. فمثلاً،فمثلًا، نجم [[رجل الجبار]] سُمّي باسمه لأنه يُمثّل رجل الجبار حسب تخيّل العرب لشكل الكوكبة، والأمر نفسه يَنطبق على [[ذنب الدجاجة]].<ref name="]أسماء النجوم"/>
 
=== الصينيون ===
كان [[الصين|للصينيين]] تخيّلهم الخاص لكوكبات السماء، إلا أن العالَم الغربي لا يعترف بها.<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات"/> تتشابه بعض الكوكبات الصينيّة مع كوكبات غربية، مما يضع احتمالية كونهما من أصل واحد،<ref name="]الكوكبات, تاريخ, التشابه"/> ورغم ذلك تبقى أغلبية الكوكبات الصينية مختلفة تماماًتمامًا عن الكوكبات الغربية، وذلك بسبب التطوّر المستقل لعلم الفلك الصيني عن علم الفلك في البلاد إلى الغرب منها (بشكل رئيسي الإغريق والبابليون والمصريون، ومن ثم العرب) دون أن تتأثر بهم.
 
قام الراصدون الصينيون بتخيّل السماء وتقسيمها بطرق مختلفة، لكن بالرغم من ذلك توجد تشابهات بين التقسيمات. وعموماً،وعمومًا، تنقسم السماء حسب التخيّل الصيني إلى 31 منطقة. دائرة البروج الإثني عشر مُستبدلة في الثقافة الصينية بالـ 28 "شيوْ" (Xiu - 宿) أو بترجمة حرفية: "منازل" أو "قصور".<ref name="]الكوكبات الصينية">[http://www.experiencefestival.com/a/Chinese_constellation/id/1966537 الكوكبات الصينية] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> ترتبط الكوكبات الصينية [[ميثولوجيا|بميثولوجيا]] وأساطير وقصص قديمة مثل تلك الإغريقية. فمثلاً،فمثلًا، إحدى الكوكبات الصينية تُمثّل [[تنين صيني|التنين الصيني]] والذي يتواجد كثيراًكثيرًا في الأساطير في الميثولوجيا الصينية.<ref name="]الكوكبات الصينية - الميثولوجيا">[http://www.experiencefestival.com/chinese_constellation_-_mythology الكوكبات الصينية - الميثولوجيا] تاريخ الولوج 3 مارس 2010</ref> وقد انقسمت [[قبة سماوية|القبة السماوية]] الصينية إلى 4 أجزاء ترتبط بـ4 كوكبات، هي التنين الأزرق والطير الأحمر والسلحفاة السوداء والنمر الأبيض.
 
=== كوكبات الجنوب ===
[[ملف:Bayer-1661-Uranometria-Leaf 49-Southern Constellations.jpeg|تصغير|بعض الكوكبات التي أضافها يوهان بأيَر.]]
لم يتم تقسيم كوكبات النصف الجنوبي للكرة الأرضية إلى أن بدأ الأوروبيون بالإبحار جنوباً،جنوبًا، حيث وجد البحارة سماءً غير مألوفة. أضاف [[ألمان|الألماني]] "يوهان بايَر" (1572 - 1625) عددا كبيراًكبيرًا من الكوكبات، حيث أضاف 12 كوكبة بما في ذلك [[كوكبة الذبابة]] و[[كوكبة أبو سيف|أبو سيف]] و[[كوكبة السمكة الطائرة|السمكة الطائرة]]. كما أضاف "يوهان هِفِليوْس" (1611 - 1687) كوكبات أخرى، ومنها [[كوكبة الأسد الأصغر]] و[[كوكبة الوشق|الوشق]]، أما آخر مجموعة من الكوكبات الجديدة فقد أضافها "نيكولاس لُوِيس دي لاسايْل" (1713 - 1763) وملاحّان ألمانيان. قام لاسايل بتسمية معظم كوكباته نسبة إلى مُعدّات علميّة كانت جديدة وهامة في عصره. كانت معظم الكوكبات التي سمّاها لاسايل صغيرةً وخافتة مثل [[كوكبة الكور]] (الفرن) و[[كوكبة مفرغة الهواء|مفرغة الهواء]] و[[كوكبة المجهر|المجهر]] و[[كوكبة الساعة|ساعة البندول]].<ref name="]معرفة النجوم:بداية الكوكبات"/>
 
== المراجع ==
سطر 97:
[[br:Steredeg]]
[[bs:Sazviježđe]]
[[ca:Constel·lacióConstel•lació]]
[[cs:Souhvězdí]]
[[cv:Çăлтăрлăх]]