مسلمة بن عبد الملك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MenoBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
مثال لحذف الفراغات الزائدة
سطر 1:
{{معلومات شخصية عسكرية
|الاسم = أبو سعيد مَسْلَمة بن [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] بن [[مروان بن الحكم]]
|الصورة = مسلمة بن عبد الملك.png
|عنوان الصورة = تخطيط لاسم مسلمة بن عبد الملك
|تاريخ الولادة = [[66 هـ]]-[[685|685 م]]
|مكان الولادة = [[دمشق]]
|الاسم عند الولادة = مَسْلَمة بن [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] بن [[مروان بن الحكم|مروان]] بن [[الحكم بن أبي العاص|الحَكَم]] بن [[أبو العاص بن أمية|أبي العاص]] بن [[أمية]] ال[[بنو أمية (توضيح)|أُموي]] ال[[قريش|قُرشي]]
|تاريخ الوفاة = [[7 محرم]]، [[121 هـ]]-[[24 ديسمبر]]، [[738|738 م]] (54 سنة)
|مكان الوفاة = [[تل حواصيد|الحانوت]] أو [[تل حواصيد|الحانوتة]]، [[حلب]]، {{الدولة الأموية}}
|مكان الدفن = [[قنسرين]]، {{الدولة الأموية}}
|الأقارب = '''أبوه''': [[عبد الملك بن مروان]]<br />'''أُمَّه''': [[جارية]] غير معروف اسمها<br />'''إخوانه''': [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]]، [[سليمان بن عبد الملك|سليمان]]، [[يزيد بن عبد الملك|يزيد]]، [[هشام بن عبد الملك|هِشام]]، [[محمد بن عبد الملك|محمد]]، [[سعيد بن عبد الملك|سعيد]]، مروان الأكبر، [[عبد الله بن عبد الملك|عبد الله]]، [[مروان بن عبد الملك|مروان الأصغر]]، معاوية، بكار، الحَكَم، المنذر، عنبسة، الحجاج، حمد<br />'''أخواته''': [[فاطمة بنت عبد الملك|فاطمة]]، عائشة، أم كلثوم<br />'''زوجاته''': الرَّباب بنت [[زفر بن الحارث الكلابي|زُفَر بن الحارث الكلابيَّة]]، الزَّعُوم بنت قيس بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس|الأشعث بن قيس الكِنْدِيَّة]]، [[أم سلمة المخزومية]]<br />'''أولاده''': سعيد الأكبر، يزيد، إبراهيم، شراحيل، محمد، إسحاق، أبان، سعيد الأصغر، ابنة غير معروف اسمها
|أعمال أخرى = قائد عسكري، [[والي (توضيح)|والي]]، [[سياسي]]، [[أمير]]، [[رجل دولة]]
|بداية سنوات الخدمة = [[86 هـ]]-[[705|705 م]]
|نهاية سنوات الخدمة = [[121 هـ]]-[[738|738 م]]
|اللقب = أبو سعيد، أبو الأصبغ، الجرادة الصفراء، فارس بني [[مروان بن الحكم|مروان]]، جرادة [[مروان بن الحكم|مروان]]
|الولاء = {{الدولة الأموية}}
|الفرع = الجيش الإسلامي الأموي زمن [[عبد الملك بن مروان]] و[[الوليد بن عبد الملك]] و[[سليمان بن عبد الملك]] و[[عمر بن عبد العزيز]] و[[يزيد بن عبد الملك]] و[[هشام بن عبد الملك]]
|الرتبة = قائد جيوش
|القيادات = [[فتح طوانة]]<br />[[حصار القسطنطينية (717-718)]]<br />[[ثورة يزيد بن المهلب]]<br />[[الحملة الإسلامية على الخزر (112 هـ-114 هـ)]]<br />[[الحروب الإسلامية البيزنطية|الحروب العربية البيزنطية]]<br />[[الحروب الإسلامية الخزرية]]
|المعارك = [[معركة عمورية (89 هـ)]]<br />[[معركة العقر]]
}}
'''أبو سعيد مَسْلَمة بن [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] بن [[مروان بن الحكم|مروان]] بن [[الحكم بن أبي العاص|الحَكَم]] بن [[أبو العاص بن أمية|أبي العاص]] بن [[أمية]] ال[[بنو أمية (توضيح)|أُموي]] ال[[قريش|قُرشي]]''' ([[66 هـ]]-[[685|685 م]]/[[7 محرم]]، [[121 هـ]]-[[24 ديسمبر]]، [[738|738 م]])، هو أمير [[بنو أمية (توضيح)|أُموي]]، وقائد عسكري، و[[والي (توضيح)|والي]]، و[[سياسي]] و[[رجل دولة]]. برز ما بين عام [[86 هـ]]-[[705|705 م]] وعام [[121 هـ]]-[[738|738 م]] بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على كُلٍّ مِن [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطورية الروميَّة البيزنطيَّة]] و[[خانية الخزر|إمبراطورية الخزر]] و[[خوارج|الخوارج]] وال[[جراجمة]]، وكانت جلَّ حروبه وأغلبها على الدولة الرومية البيزنطية. وخلال فترات متفرقة من حياته تولى العديد من المناطق والمدن، مثل [[مكة]]، و[[حلب]]، و[[العراق]]، و[[خراسان (توضيح)|خراسان]]، وتولى إمارة [[أرمينيا|أرمينية]] و[[أذربيجان]] (منطقة [[جنوب القوقاز]]) ثلاث مرات بأوقات مختلفة.
سطر 127:
 
=== وفاة عبد الملك بن مروان وتوصيته بمَسلمة ===
في أواخر عام [[86 هـ]]-[[704]] مرض عبد الملك بن مروان وبدأ يحتضر، وجمع أبناؤه حوله، ووصاهم بعدة وصايا كثيرة، ووصاهم بأخيهم مَسلمة كثيراً رغم أنه كان يبلغ آنذاك 20 عاماً فقط، فقال لهم: {{اقتباس مضمن|وأكرموا مَسْلَمَة بن عبد الملِك؛ فإنه سِنُّكم الذي به تَتَزَيَّنون، ونابُكم الذي عنه تَفْتَرُّون، وسَيْفُكم الذي به تَصُولون، فاقْبَلوا قَوْلَه، واصْدُرُوا عن رأيه، وأَسْنِدوا جَسِيْم أمركم إليه.}}،<ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/481/944.htm أنساب الأشراف للبلاذري (2/444)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163444/http://islamport.com/w/nsb/Web/481/944.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> ووصاهم أيضاً بمَسلمة قائلاً: {{اقتباس مضمن|ولا تقطعوا مِن دونه رأيًا ولا تعصوا له أمرًا}}،<ref>[https://www.dorar.net/akhlaq/309/%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%A7وصايا-%D9%81%D9%8Aفي-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%ABالحث-%D8%B9%D9%84%D9%89على-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86التعاون وصايا في الحث على التعاون - الدرر السنية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170610073015/http://dorar.net/enc/akhlaq/309 |date=10 يونيو 2017}}</ref> وزاد المؤرخ ابن أعثم في وصية عبد الملك بن مروان أنه قال أيضاً عن مسلمة: {{اقتباس مضمن|وانظروا ابني مَسلمة حفظه الله إذا قَدِمَ من أرض الروم، فاعرفوا له حق الجهاد في سبيل الله}}.<ref>كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 133.</ref> ثم توفي عبد الملك بن مروان في [[15 شوال]]، [[86 هـ]]، وذهبت الخلافة بعده لابنه [[الوليد بن عبد الملك]].<ref>[http://islammemo.cc/2003/12/09/1343.html وفاة الخليفة عبد الملك بن مروان - مفكرة الإسلام] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170906002851/http://islammemo.cc/2003/12/09/1343.html |date=06 سبتمبر 2017}}</ref>
 
== فتوحاته في عهد أخيه [[الوليد بن عبد الملك]]: الصوائف ==
سطر 236:
=== القضاء على فتنة ال[[جراجمة]] وفتح مدينتهم جرجومة ===
{{مفصلة|جراجمة}}
في ذات العام عام [[89 هـ]]-[[708|708 م]]، انتفض ال[[جراجمة]] أو ال[[مردة (سلفيت)|مردة]] على المسلمين، وهُم قوم مسيحي يعيشون في مدينة جرجومة الواقعة في [[جبال الأمانوس]] قريباً من الحدود الإسلامية البيزنطية، كانوا منذ [[الفتح الإسلامي للشام]] يشكلون مصدر قلق للمسلمين إذ أحياناً يستسلمون للمسلمين وأحياناً أخرى ينتفضون ويُساعدون الروم على المسلمين ويتجسسون لصالح الروم ويقطعون الطرق على المسلمين خصوصاً الجيوش التي تغزو الروم، ويثيرون الفتن الداخلية، وساعدوا الإمبراطور [[جستنيان الثاني]] ضد المسلمين أثناء الحرب بين [[عبد الله بن الزبير]] وعبد الملك بن مروان، وعندما اشتد آذاهم للمسلمين أرسل إليهم عبد الملك جيشاً هزمهم وقتل قائدهم الرومي، ثم قام الإمبراطور [[جستنيان الثاني]] بنقل 12 ألف شخص من الجراجمة لبلاد الروم عندما عقد اتفاقية سلام مع عبد الملك.<ref>[https://www.arab-ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%ABالبحوث/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%85%D8%A9الجراجمة الجراجمة - الموسوعة العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200426143122/https://www.arab-ency.com/ar/البحوث/الجراجمة |date=26 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
 
وفي عام [[89 هـ]]-[[708|708 م]] انتفض الجراجمة مرة أخرى على المسلمين وانضم إليهم روم من الإسكندرونة ورودس، فأرسل [[الوليد بن عبد الملك]] مَسلمة مع جيش لإخماد فتنتهم وهزمهم، فهزمهم وفتح مدينتهم جرجومة واستسلموا له فتصالح معهم على أن يتركوا مدينتهم ومساكنهم ويتفرقون وينتقلون إلى أي مكان يُريدونه من أرض الشام، فوافقوا وقام بتخريب مدينتهم وتدميرها حتى لا يعودون إليها ويرجعون لخيانة المسلمين ومعاونة الروم وقطع طرق الجيوش وتعكير الحدود الإسلامية، فانتقل بعضهم إلى جبل الحوار، وشيح اللولون، وعمق تيزين وبعضهم ذهبوا إلى [[حمص]]، وذهب بطريركهم مع جماعة إلى أنطاكيا ثم هرب منها إلى بلاد الروم. وبعدها أعطى مَسلمة الجراجمة عدة امتيازات للتقرب منهم فأجرى على كل امرئ منهم ثمانية دنانير وعلى أسرهم القوت من القمح والزيت، ورفع عنهم [[جزية|الجزية]] رغم بقائهم على دينهم، وبالمقابل فرض عليهم محاربة الروم وأن يغزوا مع المسلمين إذا أرادوا مقاتلة الروم، وأن يُنفَّلوا أسلاب من يقتلونهم مبارزة إذا غزوا مع المسلمين، وأن يؤخذ من أغنيائهم والمتوسطو الحال منهم نفس أموال [[زكاة|الزكاة]] التي تؤخذ من المسلمين فوافقوا على كل هذه الشروط وانتهت فتنتهم وأصبحوا إلى جانب المسلمين، ولَم ينتفضوا مرة أخرى أو ينقضوا العهد، واستمر العباسيون بعد نهاية الدولة الأموية بمعاملة الجراجمة بنفس الشروط التي وضعها مَسلمة بن عبد الملك لهم.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=197&pid=125811&hid=268 أمر الجراجمة - فتوح البلدان للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233748/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=197&pid=125811&hid=268 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/363/56.htm بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم - (1/56)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162500/http://islamport.com/w/tkh/Web/363/56.htm |date=04 يناير 2017}}</ref>
سطر 309:
{{مفصلة|ثورة يزيد بن المهلب|معركة العقر|يزيد بن المهلب}}
=== الخلاف مع [[يزيد بن المهلب]] ===
بدأ الخلاف الحقيقي في أواخر عهد [[عبد الملك بن مروان]] حيث توفي [[المهلب بن أبي صفرة]] الأزدي والي [[خراسان (توضيح)|خراسان]] عام [[82 هـ]] فقاما [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] وعبد الملك بن مروان بجعل ابنه [[يزيد بن المهلب]] والياً على خراسان إكراماً لوالده، وقام الحجاج أيضاً بتولية [[حبيب بن المهلب|حبيب بن المهلب الأزدي]] على [[كرمان]]، وجعل عبد الملك بن المهلب الأزدي أميراً على شرطة [[البصرة]]. ولَم يلبث الحجاج حتى نقم وغضب من يزيد لأسباب عدة منها أنه ببداية ولاية يزيد على خراسان أحبه أهلها ثم تغير وأصبح متجبراً فبغضوهـ، ثم بعد هزيمة [[عبد الرحمن بن الأشعث]] وهربه مع بقية أنصاره من [[خوارج|الخوارج]] إلى [[هراة]] أمر الحجاج يزيد بملاحقتهم فلاحقهم ولكنه لَم يكن جاداً في مطاردتهم فأضر هذا بالحجاج كثيراً، ثم بعدما أسر بعضهم تعصب لبني أعمامه ال[[قحطان (توضيح)|قحطانيون]] فلَم يُرسلهم للحجاج وكان ليناً بالتعامل معهم بينما أرسل الأسرى ال[[قيس عيلان|القيسيون العدنانيون]] تحديداً للحجاج ليقوم بقتلهم، وأيضاً حينما خرج موسى بن عبد الله بن خازم في [[بلخ]] مع خوارج قيسيون لم يهزمهم يزيد متعمداً وأبقى على فتنتهم طويلاً، وذلك لكي يُجبر الحجاج على عدم عزله عن خراسان ما دام هؤلاء الخوارج باقون لأنه لن يجد غيره يُحاربهم، ولا سيما من قبائل [[قيس عيلان]] لأنه قد يترددون برفع السلاح على أبناء قبائلهم من الخوارج، وأيضاً قام يزيد بسرقة بسبعة آلاف ألف درهم من أموال خراسان وكان كثيراً ما يُخالف أوامر الحجاج، ولكن الحجاج فطن وتنبه لِمٓا يفعل يزيد، وكانت الضربة القاصمة عندما عَلِم الحجاج أن يزيد كان يعشق امرأة متزوجة من أحد جنود يزيد اسمه «عليب العبدي» فقام يزيد بتسميمه وقتله حتى يخلو له الجو مع المرأة وبدأ علاقة غير شرعية معها، فلما عرف الحجاج اجتمعت له الأسباب في عام [[86 هـ]] فأرسل ليزيد يطلبه أن يجعل أخيه المفضل بن المهلب نائباً على خراسان ويأتي إليه بسبب أمر مهم، وإضافة لهذا أرسل الحجاج لأخويه حبيب وعبد الملك يطلب منهم القدوم، وأرسل إلى [[قتيبة بن مسلم الباهلي]] يخبره أنه عزل يزيد وولاه على خراسان فطلب منه أن يرسل المفضل بن المهلب إليه فاجتمعوا عند الحجاج جميعهم وأخذ أيضاً أخيهم أبو عيينة بن المهلب، فلما جمعهم سجنهم مع يزيد الذي اتهمه بكل ما سبق واتهم إخوته أيضاً بأنهم أخذوا أموالاً كثيرة ولَم يُعيدوها لبيت المال حتى الآن، ولما سجن يزيد بدأ بجلده عقوبةً على زناهـ مع زوجة جنديه، فسجنهم عنده أربع سنين وكان الحجاج دائماً يدعو: {{اقتباس مضمن|اللهم إن كان آل [[المهلب بن أبي صفرة|المهلب]] بَرَآء، فلا تسلطني عليهم ونجِهم.}} <ref>[https://www.arab-ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%ABالبحوث/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AFيزيد-%D8%A8%D9%86بن-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%84%D8%A8المهلب يزيد بن المهلب - الموسوعة العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170328185710/http://www.arab-ency.com:80/ar/البحوث/يزيد-بن-المهلب |date=28 مارس 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref name="أمر يزيد بن المهلب">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=196&pid=125485 أمر يزيد بن المهلب وقصته قبل ولاية يزيد بن عبد الملك - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180115184725/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=196&pid=125485 |date=15 يناير 2018}}</ref><ref>كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 130 و131</ref><ref name="كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=647&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 ترجمة يزيد بن المهلب - كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234054/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=647&bk_no=60&flag=1 |date=04 يناير 2017}}</ref>
 
طلب يزيد خلال السجن من الحجاج أن يسمح لأخويه عبد الملك وحبيب أن يخرجا ويبيعوا ما استطاعوا من أملاك آل المهلب ويعطوا الحجاج المال، فلَم يستطع يزيد إلا جمع أربعة آلاف ألف درهم وبقي عليه ثلاثة آلاف ألف لم يقدر عليها، في عام [[90 هـ]] استطاع يزيد وإخوته حبيب وعبد الملك والمفضل أن يتنكروا ويهربوا من السجن بمساعدة أخيهم مروان فهربوا جميعهم إلا أبو عيينة، فلما يقدر الحجاج على إيجادهم، فظن أنهم ذهبوا لخراسان ليخرجوا على الدولة ويحدثوا فتنة فأرسل إلى قتيبة بن مسلم يحذره: {{اقتباس مضمن|كن على حذر فإن يزيد بن المهلب قد هرب من سجني ولا أدري أين توجه وأخاف أن يفسد عليك خراسان إن دخلها}}، بينما في واقع الأمر توجه يزيد ومروان والمفضل وعبد الملك إلى الشام بينما اختبئ حبيب بالبصرة، فذهبوا إلى فلسطين حيث يوجد سليمان بن عبد الملك واليها، وعنده طلبوا الأمان وأن يُجيرهم فأمنهم سليمان بعد أن توسط لهم رجل من نفس قبيلتهم، وكان بين سليمان والحجاج عدواة شديدة، بعدها عرف الحجاج مكانهم فأرسل للوليد يقول: {{اقتباس مضمن|إن آل المهلب خانوا مال الله عز وجل وهربوا مني، ولحقوا بسليمان}}، فأرسل سليمان للوليد يطلب منه أن يُؤمِّن آل المهلب وأخبره أنه سيُسدد الأموال التي أخذها يزيد للحجاج فرفض الوليد وقال له أن يأتيه بيزيد، فعاد سليمان وطلب الأمان مجدداً فغضب الوليد وقال: {{اقتباس مضمن|والله لتوجهنَّ به إلي مكبلاً مغلولاً}}، عندها غضب سليمان دعى ابنه أيوب فقيده وقيد يزيد ثم ربطهم ببعضهم بأغلال حديد وأرسلهم لدمشق للوليد وأرسل له يقول: {{اقتباس مضمن|أما بعد يا أمير المؤمنين فإني قد وجهتُ إليك بيزيد بن المهلب فابدأ بأيوب من قبله ثم اجعل يزيد ثانياً واجعلني إذا شئت ثالثاً والسلام}}، قصد سليمان أن يسجنه هو وابنه أيوب بن سليمان مع يزيد إذا أراد، فخجل الوليد وقال: {{اقتباس مضمن|قد أسأنا إلى أبي أيوب إذ بلغنا به هذا المبلغ}}، فسامح يزيد وأمنه وكتب للحجاج أن يترك آل المهلب وشأنهم، وبقي يزيد وإخوانه مع سليمان حتى توفي الوليد والحجاج فأكرمه سليمان وجعله أقرب أصدقائه.<ref name="أمر يزيد بن المهلب" /><ref>كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 138 حتى ص 141.</ref>
 
بعدما أخذ سليمان الخلافة جعل يزيد والياً على العراق وخراسان وولى حبيب بن المهلب على الهند والسند، وولى مدرك بن المهلب على [[سجستان]]، وولى مراون بن المهلب على البصرة، وولى [[سلطنة عمان|عُمان]] زياد بن المهلب، فقام يزيد وإخوانه بجمع عشيرة الحجاج «آل أبي عقيل» لينتقم من الحجاج فسجنهم فعذبونهم أشد العذاب طيلة عهد سليمان وأخذوا أموالهم وأملاكهم، وكان ممن سجنوه وعذبوه وقتلوه [[محمد بن القاسم الثقفي]] ابن أخ الحجاج وصهرهـ الذي فتح الهند والسند، وعذب عبد الملك بن المهلب الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي حتى الموت، وفقأ عبد الملك عين [[يوسف بن عمر الثقفي]] ابن عم الحجاج أثناء التعذيب ثم استطاع يوسف الهرب منهم، وسجن يزيد أبناء الحجاج وكان فيمن سُجِن أم الحجاج بنت [[محمد بن يوسف الثقفي]]ة بنت أخ الحجاج فسجنها يزيد وأمر أخيه عبد الملك بتعذيبها فعذبها، وكانت زوجة [[يزيد بن عبد الملك]] وأم ابنه [[الوليد بن يزيد]]، فحاول يزيد أن يجعل يزيد بن المهلب يترك زوجته فرفض فعرض عليه أن يدفع له من المال ما يشاء فرفض فهدده يزيد بن عبد الملك: {{اقتباس مضمن|أما والله لئن وليتُ من الأمر شيئاً لأقطعنَّ منك طابقاً}}، فقال له يزيد بن المهلب: {{اقتباس مضمن|وأنا والله فلئن كان ذلك لأرمينك بمائة ألف سيف}}، وبعدها استطاع يزيد بن عبد الملك أن يفدي زوجته بمبلغ قدره مئة ألف وحررها من السجن، وقيل أن التي عذبها ابن المهلب وحررها يزيد بن عبد الملك ليست أم الحجاج بنت محمد بل أختها. وفي خراسان ما أن تولى عليها يزيد حتى أخذ [[وكيع بن حسان بن أبي سود التميمي|وكيع بن أبي سود]] فسجنه بسبب خلاف معه وسجن معه عماله وحاشيته جميعهم وعذبهم معه بعصر أقدامهم بآلة الدهق، ثم أخذ كل رجل اشتغل مع قتيبة بن مسلم الباهلي أثناء ولايته على خراسان فسجنهم وعذبهم وسرق أموالهم فلما انتقده شاعر خفف التعذيب عنهم، ثم أخذ عمرو بن مسلم الباهلي أخ قتيبة فسجنه وعذبه وسرق كل ما يملك حتى أن محمد بن المهلب أخ يزيد حذره وحذر بقية إخوانه العاقبة ومن أن ينقلب عليهم الحال.<ref name="أمر يزيد بن المهلب" /><ref>كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 186 حتى صفحة 188.</ref><ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/912/1162.htm تاريخ ابن خلدون (3/76)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161220101153/http://islamport.com/w/tkh/Web/912/1162.htm |date=20 ديسمبر 2016}}</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/%20ذكر%20ما%20فعله%20محمد%20بن%20القاسم%20بعد%20موت%20الحجاج%20وقتله%20/i46&d49167&c&p1 ذكر ما فعله محمد بن القاسم بعد موت الحجاج وقتله - الكامل في التاريخ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181004181756/http://www.al-eman.com:80/الكتب/الكامل في التاريخ **/ ذكر ما فعله محمد بن القاسم بعد موت الحجاج وقتله /i46&d49167&c&p1 |date=4 أكتوبر 2018}}</ref><ref>[https://www.arab-ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%ABالبحوث/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AFمحمد-%D8%A8%D9%86بن-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85القاسم-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D9%81%D9%8Aالثقفي محمد الثقفي - الموسوعة العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200426143128/https://www.arab-ency.com/ar/البحوث/محمد-بن-القاسم-الثقفي |date=26 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
 
ثم فتح يزيد [[جرجان]] و[[طبرستان]] وفي هذه الفتوحات كسب الكثير من الغنائم، فكتب لسليمان يخبره أنه جمع مبلغ ضخم من الخُمُس يقدر بـ «ستمائة ألف ألف» ففرح سليمان، ثم استمر يزيد بسرقة أموال أهل خراسان حتى سرق مبالغ لا تُقدر بثمن ظلماً وعدواناً، وقرر أن ينفصل بمُلك خراسان والخروج على سليمان فكتب أهلها يحذرون سليمان، فلما علم سليمان لَم يعرف كيف يتصرف، وكان أخيه مسلمة بن عبد الملك حينها في القسطنطينية يُحاصرها، فحذره رجل من أن الأموال التي مع يزيد كثيرة وبها يستطيع الخروج عليه وبدونها لن ينجح بشيء وقال له أن عليه إرسال أحد إخوته ليأخذ الأموال من يزيد غصباً عنه فحينها أرسل سليمان لمسلمة وهو بالقسطنطينية يخبره بيزيد ويريد منه أن يحل مشكلته بنفسه، وفي هذه الأثناء توفي سليمان وتولى الخلافة عمر. ووصل خبر وفاة سليمان ليزيد فانزعج وقال يسب سليمان وبنيه وأظهر طمعه بالخلافة: {{اقتباس مضمن|إن [[معاوية بن أبي سفيان]] إنما كان له ولد واحد فمَلَك الخلافة هو وابنه بضعاً وعشرين سنة، وسليمان بن عبد الملك له ثلاث سنين، فمتى يخرج هذا الملك منهم! لا يخرج إلى يوم القيامة! ولنُبايعنَّ الأطفال من ولد سليمان.}}، وكان يزيد يظن أن الخلافة بعد سليمان ستذهب لابنه أيوب ولكن توفي أيوب فذهبت الخلافة لعمر، وكانت علاقة يزيد سيئة بعمر إذ كان عمر يكرهه هو وإخوانه ويصفهم بالجبابرة وكان يُحذر سليمان من غدر يزيد وبالمقابل كان يزيد يتهم عمر بالرياء والنفاق، ثم عرف يزيد بخلافة عمر فذهب بما معه من الأموال إلى [[نيسابور|نيشابور]] وبقي فيها، ثم أرسل إليه عمر يطلب منه أن يُبايعه فلما قرأ يزيد الرسالة عرف أن عمر سيعزله عن المنصب ثم ذهب إلى العراق وأرسل الأموال التي كانت معه إلى مكان ما في البصرة، فدعاه والي العراق الجديد [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] وقال له: {{اقتباس مضمن|أبا خالد! إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أمرني أن أقبض منك الأموال التي جبيتها من بلاد خراسان وجرجان وطبرستان}}، فقال يزيد: {{اقتباس مضمن|أيها الأمير! إنه كان ذلك، غير أني فرقته في أجناد خراسان وقويتهم به في جهاد عدوهم ولم أدخر من تلك الأموال شيئاً}}، فعلم عدي أنه يكذب فقال له: {{اقتباس مضمن|دع هذا يا بن المهلب وأخرج من هذه الأموال، وإلا حملتك إلى أمير المؤمنين فيرى فيك برأيه}}، فوافق يزيد على الذهاب لعمر فسجنه عدي وأراد نقله لعمر، ولكن أتى أشراف وأسياد خراسان يطلبون القصاص من يزيد بن المهلب ويشتكون لعدي ظلمه وما فعله بهم، ثم أرسله عدي مع رجل اسمه موسى بن الوجيه الحميري لعمر فسأله عن الأموال فقال: {{اقتباس مضمن|نعم يا أمير المؤمنين إني قد كنت من سليمان بالمكان الذي قد علمت، فكتبت إليه بذلك الكتاب ليسمع به الناس، وقد علمت أن سليمان لم يكن ليأخذني بما كتبت به إليه، ولا كنت أخاف أن يأتيني من قبله أمر أكرهه}}. فعلم عمر أنه يكذب وفقال له: {{اقتباس مضمن|يا بن المهلب! دع عنك هذا، فإني ما أجد بُداً من أخذك بتلك الأموال حتى تؤديها وإلا حبستك بها، فاتقِ الله يا بن المهلب‌ وأدِّ ما قبلك فإنها حقوق المسلمين ولن يسعني تركها عليك}}، فرفض يزيد فأمر عمر أن يربطوهـ بغلائل أكثر ثم سجنه، وأراد عمر أن ينفيه إلى جزيرة دهلك ولكن قال له شخص أن يزيد لديه 10 آلاف عبد يفدونه بحياتهم وأنه ما أن يخرج حتى يُهرِّبونه ويفعلون فتنة، فأبقاه عمر بالسجن، وحاول ابنه مخلد بن يزيد أن يتوسط له عند عمر وعرض على عمر أن يدفع بعضاً من المبلغ لأجل أبيه فرفض عمر، وحاول شخص أن يتوسط له فقال عمر: {{اقتباس مضمن|هو رجل سوء قتال، والحبس خير له}}، وبقي يزيد بالسجن رافضاً إعادة المال حتى مرض عمر عام [[101 هـ]] فعلم يزيد أنه سيموت فقام برشوة الحراس وتنكر وهرب بمساعدة إخوانه لأن [[يزيد بن عبد الملك]] سيأخذ الخلافة، ولما هرب أرسل لعمر رسالة يقول فيها: {{اقتباس مضمن|إني والله لو علمت أنك تبقى حياً ما برحت من محبسي الذي حبستني فيه أبداً، ولكني لم آمن أن تهلك ويَلي [[يزيد بن عبد الملك|يزيد]] فيقتلني شر قتلة}}، فقرأوا الرسالة على عمر وهو في آخر رمق له فدعى على يزيد قائلاً: {{اقتباس مضمن|اللهم إن كان يزيد بن المهلب يريد بهذه الأمة شراً فاكفهم شره واردد كيده في نحره وأحقه به وهضه فقد هاضني، إنك على كل شيء قدير وذلك عليك يسير}}.<ref name="أمر يزيد بن المهلب" /><ref>المرعشي، غرر السير، ص 160</ref><ref>كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 196 حتى ص 213</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/%20ذكر%20القبض%20على%20يزيد%20بن%20المهلب%20واستعمال%20الجراح%20على%20خراسان/i46&d49189&c&p1 ذكر فتح جرجان الثاني وذكر القبض على يزيد - الكامل في التاريخ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200123103338/http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20**/%20ذكر%20القبض%20على%20يزيد%20بن%20المهلب%20واستعمال%20الجراح%20على%20خراسان/i46&d49189&c&p1 |date=23 يناير 2020}}</ref>
سطر 328:
 
=== [[معركة العقر]] وقضاء مَسلمة على ابن المهلب ===
في تلك الأثناء سارع الخليفة يزيد بالاستنجاد بأخيه مسلمة بن عبد الملك للقضاء على ابن المهلب فولى مسلمة على العراق وخراسان وأمره أن يحررهما من قبضة ابن المهلب، وجمع له 50 ألف جندي من أهل [[بلاد الشام|الشام]] و[[الجزيرة الفراتية]]، وجعل مسلمة بن عبد الملك وابن أخيه [[العباس بن الوليد بن عبد الملك]] قادة على الجيش، وأرسلهم مباشرة للعراق. ذهب العباس بن الوليد أولاً مع 20 ألف جندي إلى [[الحيرة]] فعسكر فيها، وذهب مسلمة بعده بـ 30 ألف جندي إلى [[محافظة الأنبار|الأنبار]] فعسكر فيها، ثم اجتمع الجيش في النخيلة ب[[الكوفة]]، فقال مَسلمة: {{اقتباس مضمن|ليت هذا المزوني لا يكلفنا اِتباعه في هذا البرد}}، فقال القائد حسان النبطي له : {{اقتباس مضمن|أنا أضمن لك أن يزيد لا يبرح العرصة}}. ووصلت الأخبار لابن المهلب فقام يخطب بأنصاره قائلاً: {{اقتباس مضمن|يا أهل العراق! إن أهل الشام قد نهضت إليكم في خمسين ألفاً فهاتوا آراءكم رحمكم الله!}}، فقال له أخيه حبيب بن المهلب: {{اقتباس مضمن|الرأي عندي أن تخرج من البصرة في جميع أصحابك حتى تصير إلى [[فارس]] فتنزلها، ثم تأخذ بالشعاب والعقاب، ثم تدنو من بلاد [[خراسان (توضيح)|خراسان]] فتطاول القوم، فيكون القلاع والحصون في يدك وأهل الجبال معك، فإن سار القوم إليك قاتلتهم واستعنت الله عليهم}}، فقال يزيد: {{اقتباس مضمن|يا أخي! ليس هذا برأي، أتريد أن تجعلني طائراً على رأس جبل، والله ما الرأي عندي إلا مُصادمة القوم، لي كانت أم عليَّ}}. ثم كتب لأخيه محمد بن المهلب أن يأتيه من [[فارس]] فأتاه فسأله يزيد عن رأيه بأن يهرب إلى فارس فقال له محمد: {{اقتباس مضمن|أقم فقاتل بأهل مِصرك}}، فقال حبيب: {{اقتباس مضمن|لا تُخدعنَّ فإن أهل مصرك غير مقاتلين معك، ولكن احمل هذا المال واخرج إلى الموصل فادع عشيرتك بها}}، فقال يزيد لحبيب: {{اقتباس مضمن|يا أبا بسطام، أردت أن تقربني من عدوي فيقاتلني في بلاده ؟ لا ولكني آت [[واسط (توضيح)|واسطاً]]، ثم أقرب من الكوفة وأرتاد مكاناً فيه مجال للخيل، وأرجو أن ينضم إلي من أهل الكوفة مثل من معي من أهل البصرة}}. ثم جمع ابن المهلب جيشاً قدره 120 ألف جندي من البصرة و[[واسط (توضيح)|واسط]] و[[الأهواز|الأحواز]] و[[فارس]]، ثم استخلف أخيه مروان بن المهلب على البصرة، وخرج بجيشه إلى نهر معقل. وأمر أخيه مروان بن المهلب أن يستنفر الناس للحرب ويحثهم على الخروج والانضمام ليزيد، بينما أكمل [[الحسن البصري]] حثهم على عدم فعل هذا وعدم الخوض بالفتنة، فأخذ مروان أصحاب الحسن وسجنهم ليسكت فسكت فحررهم مروان، ولكن عاد الحسن وخطب بالناس فقال: {{اقتباس مضمن|أيها الناس! الزموا منازلكم وكفوا أيديكم، واتقوا الله ربكم، لا يقتل بعضكم بعضاً على دنيا زائلة وطمع فيها يسير ليست لأهلها بباقية. وليس الله عنهم فيما كسبوا براضٍ، واعلموا بأنه لم تكن فتنة قط إلا وأكثر أهلها الخطباء والشعراء والسفهاء وأهل التيه والخيلاء، وليس يسلم منهم إلا الجهول الحقير والمعروف التقي، فمن كان منكم تقياً فليلزم منزله، وليحبس نفسه عما يتنافس فيه الناس من هذه الدنيا الدنية}}، فسمعه مروان فقام وقال: {{اقتباس مضمن|أيها الناس! قد بلغني عن هذا الشيخ الضال المرائي بأنه يثبط الناس عنا ويأمرهم بخذلاننا، ووالله! لو أن جاره نزع من خص داره قصبة لظل أنفه يرعف دماً من الغيظ عليه وينكر علينا وعلى أهل مصرنا أن نطلب بحقنا! أما والله! ليكُفنَّ عنا وعن ذِكرنا وعن الجمع إليه سقاط أهل الأبلة وعلوج فرات البصرة و إلاوإلا ناله منا ما يكره أو لأنحينَّ عليه مبرداً خشناً}}، فغضب أهل البصرة وكادوا يقتلون مروان لأجل الحسن، فقال الحسن: {{اقتباس مضمن|مهلاً! فإني نهيتكم أن تقتلوا أنفسكم مع غيري، ولست أحب أيضاً أن يقتل بعضكم بعضاً لأجلي، فالزموا منازلكم، فإني أكره أن يكرمني ربي بهوان مروان بن المهلب}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=1 أمر يزيد بن المهلب ص 2 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163621/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=1 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-23735/page-1673 العَقْر - معجم البلدان لياقوت الحموي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165601/http://shamela.ws/browse.php/book-23735/page-1673 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref name="كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 224 و225.</ref>
 
بعدها بمن معه من الناس إلى مدينة [[واسط (توضيح)|واسط]] وأخذ معه الكثير من الأسرى مثل [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] وغيره، وخلال هذه الفترة ارتعب جيش يزيد عندما سمعوا أن مَن سيُقاتلهم هو مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن عبد الملك وخافوا منهما كثيراً، فسمعهم يزيد فقام فيهم يخطب: {{اقتباس مضمن|أيها الناس! إني قد سمعت الناس ‌في عسكري هذا وقولهم بأنه قد جاء مسلمة بن عبد الملك، وقد جاء العباس بن الوليد، وجاء أهل الشام فخبروني من مسلمة، فوالله ما مسلمة عندي إلا جرادة صفراء قسطنطين بن قسطنطين! ومن العباس بن الوليد! فوالله ما العباس عندي إلا نسطوس بن نسطوس! ومن أهل الشام! فوالله ما هم إلا سبعة أسياف سبعة أسياف خمسة منها لي واثنان علي! وإنما أتاكم مسلمة والعباس في برابرة وأقباط وجرامقة وأنباط وجراجمة وأخلاط مغاربة وسقالبة، زراعون وفلاحون أوباش وأخناش، أليس لكم جنن كجننهم، أو ليسوا بشراً يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون فلا يهولنكم أمرهم، فوالله ما لقوا مثل جدكم! وإني لأرجو أنهم ما جاؤوا إلا لهلاكهم وحلول النعمة بهم، وليس يردعهم عن غيهم إلا الطعن في نحورهم والضرب بالمشرفية على قممهم، فأعيروني سواعدكم ساعة تصطفقون بها هامهم وخراطيمهم، فإنما هي غدوة أو روحة حتى يحكم الله بينكم وبين القوم الظالمين.}}، ثم ترك واسط واستخلف عليها ابنه معاوية بن يزيد بن المهلب وترك عنده الأموال والخزائن والأسرى، ثم أرسل إخوانه ليختاروا مكاناً للحرب فاختاروا العقر - وهي مكان يقع بين [[المدائن]] و[[الكوفة]] -، فذهب إليه بجيشه وعسكر به، وأتاه خوارج من الكوفة وانضموا له، وانضم له الخوارج [[الإباضية]]. وذهب والي الكوفة عبد الحميد للنخيلة وبثق الأنهار حتى لا تدخل جماعة يزيد للكوفة، وأرسل جيشاً تحت قيادة سند بن هانئ الهمذاني لمساعدة مَسلمة. توجه مَسلمة بالجيش ولما كاد يقترب من العقر أرسل يزيد أخيه محمد وابنه المعارك مع جيش كبير لمقاتلتهم، فاستقبله العباس بن الوليد مع 4000 آلاف رجل إضافة لرجال من أهل البصرة ضد يزيد انضموا للعباس، فالتقوا وتقاتلوا فكاد يُهزم جنود الشام، بينما صبر هريم بن أبي طلحة التميمي ورجال البصرة الذين انضموا للعباس، فقال هريم لجنود الشام: {{اقتباس مضمن|يا أهل الشام لا تُسَلِمونا}}، فتشجعوا وهجموا بقوة على جيش ابن المهلب، وهجم عليهم هريم وهو يقول:<ref name="كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8" /><ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 أمر يزيد بن المهلب ص 3 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234056/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="الصفحة 226">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 226.</ref>
سطر 522:
| align = left
| width = 225
| اقتباس = ما أخذت أمراً قط بحزمٍ فلمتُ نفسي فيه وإن كانت العاقبة عليّ، ولا أخذت أمراً قطّ وضيّعت الحزم فيه إلا لمتُ نفسي عليه وإن كانت لي العاقبة.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-23789/page-113 العقد الفريد، ج 1 ص 110] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233833/http://shamela.ws/browse.php/book-23789/page-113 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
| المصدر = من أقوال مسلمة بن عبد الملك في مكائد الحروب.
}}
سطر 824:
كان مسلمة شديد [[علم الفراسة|الفراسة]]، ومُتقناً لعلم الحدثان،<ref>كتاب تاريخ بغداد للخطيب، ج 10 ص 8.</ref> وقد تعلم علم الحدثان من [[خالد بن يزيد بن معاوية]] بن أبي سفيان الأموي،<ref name="نفح الطيب للمقري"/> ومن الأمور التي تفرس بها، أن [[عبد الله بن علي بن عبد الله]] العباسي - مؤسس [[الدولة العباسية]] وعم الخليفتين [[أبو العباس عبد الله السفاح|أبو العباس السفاح]] و[[أبو جعفر المنصور]] -، أتى إلى الخليفة هشام بن عبد الملك لغرض يريده، فقربه هشام منه وأكرمه وأعطاه ما أراد، وخلال وجوده في دار هشام دخل عليهم طفل من أبناء هشام، وكان مسلمة بن عبد الملك موجوداً، وكان مع الصبي لعبة يلعب بها فتشاقى الصبي وأخذ يلعب مع عبد الله ويرمي عليه لعبته، ففعلها عدة مرات دون أن يتكلم عبد الله بشيء واكتفى بالنظر إليه حتى أعطاه هشام ما يريد وخرج، فقال مسلمة لهشام: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، أما رأيت ما صَنَع الصَّبِي؟ والله، لا يكون قَتْلُه، وقَتْلُ رجال أهل بيته إلا على يديه}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|لا تَقُل هذا، فإنك لا تزال تأتينا بشيء لا نَعْرِفُه}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|هو والله ذاك، وما أقول لك}}، فلَم يمضي الكثير حتى تأسست الدولة العباسية، وقام عبد الله بن علي بمجزرة كبيرة قتل فيها المئات من ذرية [[مروان بن الحكم]] رجالاً وأطفالاً، فأتى لذلك الصبي وهو أسير وقال له: {{اقتباس مضمن|أنت صاحب القوس!}}، ثم قطع عنقه.<ref>تاريخ دمشق، (31/58،57).</ref>
 
وقد تفرس مسلمة أيضاً ب[[عبد الرحمن الداخل]] - حفيد أخيه هشام بن عبد الملك ومؤسس [[الدولة الأموية في الأندلس]] -، وتوقع أنّ يكون له شأن عظيم في المستقبل رغم أنه كان آنذاك مجرد طفل، ويُذكر أنه عندما توفي معاوية بن هشام نُقل أولاده ومعهم عبد الرحمن إلى مدينة [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]] فاستقبلهم مسلمة فلما رآهم اغرورقت عيناه بالدمع، ودعاهم واحداً تلو الآخر فحضنهم حتى أتاه عبد الرحمن وهو طفل، فأخذ يقبله ويبكي بكاءً شديداً، وانشغل به تاركاً بقية إخوته، ثم أتى هشام وتوقع مسلمة لعبد الرحمن أمراً عظيماً، وسمعه عبد الرحمن ولَم ينسى ما قاله مسلمة، وفي إحدى الروايات المنسوبة لعبد الرحمن أنه قال: {{اقتباس مضمن|دخلت الأندلس، وأنا أضبط جلية مسلمة بن عبد الملك؛ فإنه أتى جدي هشاماً يوماً؛ فوجدني عنده صبياً؛ فأمر جدي بتنحيتي عنه؛ فقال له مسلمة: "دعه يا أمير المؤمنين! فإنه صاحب بني أمية ومحيي دولتهم بعد زوالها!"، فلم أزل أعرف لي مزية من جدي بعد}}، وقد أصبح هشام يهتم بعبد الرحمن أكثر من إخوته بسبب توقعات مسلمة بأنه سيكون ملكاً عظيماً حتى أصبح يخصص له مالاً شهرياً خصيصاً له وحده دون إخوانه، وكان بني أمية ينتظرون بأن تقوم دولة لعبد الرحمن بالغرب، ويرون علامات بعبد الرحمن تدل على هذا أخذوها من مسلمة، وسمع عبد الرحمن بنفسه مسلمة وهو يقول هذا، فكان يتذكرها دائماً، وحرضته على طلب الملك في الأندلس، وكان مسلمة يراه أهلاً للولاية والحكم، وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مباشرة، فترك ذلك في نفسه أثرًا إيجابيًّا، ظهرت ثماره فيما بعد عندما أسس الدولة، وكان يتحدث بما توقع له مسلمة من المُلك العظيم.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|عنوان=صقر قريش عبد الرحمن الداخل - قصة الإسلام|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316021650/http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref>البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغربوالمغرب لابن عذاري، ج 1 ص 156.</ref><ref>كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها، ص 51-52.</ref><ref>كتاب نفح الطيب للمقري، ج 3 ص 53.</ref><ref>تاريخ ابن خلدون، (4/121،120).</ref>
 
ومن ناحية الكرم فقد كان مسلمة جواداً، كريماً غاية الكرم، وقد ارتبط به واشتُهر عنه، وكان سمحاً يفتح بابه ويمد يده لكل غادٍ ورائح، فيقضي حاجة المحتاج، ويأخذ بيد المضطر، ويجير من يستجير به. وكان يحب البذل والعطاء، ويكره الشح والبخل، ومن أقواله المأثورة في ذم البخل: {{اقتباس مضمن|إنه لا عفة مع الشح، ولا مروءة مع الكذب}}، وأيضاً قوله في الكرم: {{اقتباس مضمن|عجبت لمن قَدِر كيف لا يغفر، ولمن وُسِّع عليه كيف لا [[جود (خلق)|يَجود]]!}}. وكرمه كان لا يتقصر على الشعراء والأدباء والعلماء، وذوي القربى والأصدقاء، والمحتاجين والفقراء، بل يشمل الأعداء أيضاً. وقد كان مسلمة غنياً فاحش الثراء وافر الأموال بسبب الغنائم التي يكسبها في فتوحاته الكثيرة، وتجارته واستثماراته في مجال الزراعة والفلاحة وغيرها، ورغم هذا كان زاهداً في الأموال كثير الإنفاق في وجوه الخير، دائم العطاء، ما أن تُرفع إليه أمواله تصل إليه كل فترة حتى تنفذ من عنده لأنه يوزعها ويتصدق ويتبرع بها. وكانت بابه لا يخلو أبداً، إذ دائماً ما يجتمع عنده أصحاب الحوائج والمسافرين والوافدين والمساكين والفقراء وغيرهم من المحتاجين، وكان يستقبلهم ولا يترك أحداً يذهب من عنده إلا وأكرمه وأعطاه ما يُريده، وبسبب كثرة المحتاجين الذي يأتونه كان يخاف مسلمة أن يضجر بسبب كثرتهم ولا يعطيهم ما يريدون أو يستمع لهم كلهم، لذا كان يأذن لأصدقائه وندمائه أن يدخلوا عليه أولاً فيجلس معهم حتى ينشرح، ثم يأذن لأصحاب الحوائج فلا يترك أحداً منهم إلا وأكرمه وأعطاه ضعف ما يريد. ومن أمثلة كرمه أن بديح مولى [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]] رفع له حاجته وأن عليه دين، فقال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|لأجيزنكَّ جائزة لو نُشِر لي [[مروان بن الحكم|مروان]] من قبره ما زدته عليها!}}، وأعطاه 100٫000 دينار ذهبي من ماله الخاص. وعندما سقط عمر بن عبد العزيز على فراش الموت مريضاً، قال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، إنك قد تركت بَنِيْك عالَة، لا شيء لهم، ولا بُدَّ لهم مما لابُدَّ منه، فلو أَوْصَيْت بهم إلىَّ، وإلى ضُرَبائي من قومي، فكَفَوْك مُؤنَتَهم!}}، فرفض عمر عرضه بأن يتولى الإنفاق على أبناءه، وأيضاً عرض مسلمة على عمر 300٫000 دينار من أمواله الخاصة لكي يوصي بها لأبناءه بعد موته حتى لا يعيشون بفقر ويحتاجون لأحد بعده، وذلك لأن عمر كان فقيراً لا مال له ولم يكن لديه شيئاً يوصي به لأولاده الاثنا عشر، فرفض عمر وقال لمسلمة: {{اقتباس مضمن|إن ولدي أحد رجلين، فإما رجل صالح فالله يتولى الصالحين، وإما فاسق فلا أحب أن أترك له ما يستعين به على معصية الله}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|يرحمك الله يا أمير المؤمنين حياً وميتاً فقد ألنت لنا قلوبا قاسية، وذكرتها وكانت ناسية، وأبقيت لنا في الصالحات ذكراً}}.<ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 29-30-31.</ref><ref>كتاب الفتح الإسلامي في ارمينية، ص 296-297-303.</ref><ref>كتاب العقد الفريد، ج 1 ص 326.</ref><ref>كتاب تهذيب الرياسة وترتيب السياسة للقلعي، ج 1 ص 300.</ref><ref>كتاب حلية الأولياء لأبو نعيم الأصفهاني، (5/334،333).</ref><ref>كتاب قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا، (ص62).</ref>
سطر 896:
وبعضاً من ذرية مسلمة عاشوا في الناعورة بحلب تحديداً في القصر الذي بناه مسلمة، وبلغ عدد ذرية مسلمة بالناعورة في عهد [[هارون الرشيد]] 70 بيتاً، وأُطلِق عليهم أيضاً «المسالمة».<ref>بغية الطلب، (1/158).</ref> وبقي جزء من أبناء مسلمة وأحفاده في بالس أو مسكنة حتى جاءت الدولة العباسية فنهبوا أموال بني أمية، وأخذوا قسراً بالس من ورثة مسلمة، فأخرجوهم منها إجباراً واحتج عليهم أحفاد مسلمة وذريته كثيراً بسبب ذلك.<ref>الكامل في التاريخ، ج 5، ص 79.</ref> وقد انتقل بعض من ذرية مسلمة أيضاً للأندلس أيضاً وذلك في عهد الخليفة الأموي [[الحكم المستنصر بالله]]، منهم؛ عبد العزيز بن هارون بن القاسم بن محمد بن محمد بن أبان بن مسلمة بن عبد الملك، ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس بن محمد الحصني بن يزيد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك، فلما انتقلوا للأندلس أكرمهم الحكم وقربهم إليه.<ref>كتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ج 1، ص 104.</ref>
 
وأشهر الذين خرجوا من ذرية مسلمة هو محمد بن يزيد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك الحصني، وهو شاعر جزيل من العصر العباسي عاش في فترة خلافة [[عبد الله المأمون|المأمون]] ويلقب بـ «الحصني المسلمي»، ويقصد بالحصني أنه يعيش في حصن مسلمة بالجزيرة الفراتية، وللحصني عشرات القصائد بلغ عدد أبياتها 334 بيتاً، واشتُهر كثيراً بسبب ردوده الكثيرة بأشعاره على [[شعوبية|الشعوبيون]] من الفرس وغيرهم الذين انتشروا في زمانه كثيراً، وأخذوا يسبون العرب وينتقصونهم بكل مكان، وعُرف بقصيدته التي يرد فيها على الوالي الفارسي [[عبد الله بن طاهر]] الذي قال قصيدة يمدح فيها كسرى وجدوده ويسب الخليفة [[محمد الأمين|الأمين]] ويعرض بالعرب، وبسبب رد الحصني على عبد الله كاد أن يقتله وأتى لحصن مسلمة بسبب هذا ولكنه لم يفعلها.<ref>[https://www.arab-ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%ABالبحوث/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8Aالمسلمي-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D9%86%D9%8Aالحصني المسلمي الحصني - الموسوعة العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200426143125/https://www.arab-ency.com/ar/البحوث/المسلمي-الحصني |date=26 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://www.kuna.net.kw/ArticlePrintPage.aspx?id=2136525&language=ar هيئة ابوظبي للثقافة والتراث تصدر الديوان الاول للشاعر "الحصني" محمد بن يزيد المسلمي - وكالة الأنباء الكويتية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162830/http://www.kuna.net.kw/ArticlePrintPage.aspx?id=2136525&language=ar |date=04 يناير 2017}}</ref> وأيضاً من مشاهير ذرية مسلمة؛ عالم الحديث أبو الحسين علي بن عاصم بن أبي العاص بن إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك.<ref>تاريخ دمشق، ج 43، ص 7.</ref>
 
== وفاته ==
سطر 987:
{{غزوات ومعارك القرن الأول الهجري}}
{{شعراء العصر الأموي}}
 
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|الحرب|الدولة الأموية|شعر|التاريخ الإسلامي|الإسلام}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=16 أغسطس 2017|النسخة=24138881 }}
 
[[تصنيف:أمويون في الحروب الإسلامية البيزنطية]]