العالم المسيحي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MaraBot (نقاش | مساهمات)
تجربة: تنظيف المراجع (3)
سطر 107:
خلال [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] نضجت الأفكار [[قومية|القومية]] و[[إلحاد|الإلحادية]] في أوروبا، وتزامنت مع تجربتين لهما عميق التأثير في المسيحية: التجربة الأولى ممثلة بقيام [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] سنة [[1789]]: كانت الولايات المتحدة مزيجًا من طوائف [[بروتستانتية]] عديدة لا تنظمها سلطة مركزية، لذلك فقد كان اعتماد إحدى هذه الطوائف دينًا للدولة أو لإحدى الولايات سيؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حالة [[فدرالية|الاتحاد الفدرالي]] لذلك كان لا بدّ من فصل الدين عن الدولة، وبالتالي كان الدين السبب الرئيس في خلق أول [[جمهورية]] [[علمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.102</ref> لقد وجد [[مسيحيون|المسيحيون]] الأمريكيون، النظام الجديد بما يتيحه من حرية إنجاز [[الله]] تمامًا كما حصل مع [[موسى]] و[[داود|داوود]] وفق [[الكتاب المقدس]]، فرغم علمانيتهم ظل الأمريكيون مخلصين لمسيحيتهم؛<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.103</ref> كذلك فحسب [[موسوعة بريتانيكا|الموسوعة البريطانية]] فقد تأثر [[الآباء المؤسسون للولايات المتحدة]] عند كتابة [[دستور الولايات المتحدة]] من تعاليم [[الكتاب المقدس]] والقيم المسيحية؛<ref>[https://www.britannica.com/topic/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity-1272214 الآباء المؤسسيين والمسيحية، الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150502190746/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity |date=02 مايو 2015}}</ref> التجربة الثانية كانت [[الثورة الفرنسية]] سنة [[1789]] والتي قامت تحت شعار [[حقوق الإنسان]] و[[علمانية|فصل الدين عن الدولة]]، لكن التجربة الفرنسية وعلى عكس التجربة الأمريكية كانت هجومية ومضادة للكنيسة فقد تم مصادرة أملاك الأوقاف بما فيها الكنائس والأديرة وإخضاعها لسلطة الدولة الفرنسية، كما واحتلّ [[نابليون بونابرت|نابليون الأول]] [[إيطاليا]]، وثبتت الاتفاقية الموقعة بينه وبين [[الكرسي الرسولي]] سنة [[1801]] وبذلك فقد أصبح تعيين الأساقفة والكهنة وإدارة شؤونهم بيد السلطات الفرنسية وليس بيد [[الفاتيكان]].<ref>انظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الحادي عشر، الكتاب الأول، الفصل الأول. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170717103352/http://www.civilizationstory.com/civilization/ |date=17 يوليو 2017}}</ref>
 
وخلال فترة [[قومية|عصر القوميات]] تنامت فكرة القومية الإيطالية منذ عام [[1814]]،<ref>[http://forums.2dab.org/showthread.php?t=25337 الوحدة الإيطالية]، موقع أدب، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161120010218/http://forums.2dab.org/showthread.php?t=25337 |date=20 نوفمبر 2016}}</ref> ومع تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى سيطرة [[مملكة إيطاليا|المملكة الإيطالية]] على [[الدولة البابوية]] عام [[1870]] مع تخلي فرنسا عن مواقعها في [[روما]] مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع [[الدولة البابوية]] من السيادة الفرنسية. رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي «سجناء روما»؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام [[1929]] حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان.
[[ملف:Pope Benedict XVI.jpg|يمين|200بك|تصغير|البابا خلال مباركته الحشود في [[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]]، [[الفاتيكان]]، لا يزال للبابوية حضور هام في العالم المسيحي.]]
كانت [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية في [[الإمبراطورية الروسية|الامبراطورية الروسية]]، وارتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس [[غريغوري راسبوتين]] أحد الأسباب التي سببت قيام [[الثورة الروسية]] عام [[1917]]. أدى قيام [[شيوعية|الشيوعية]] سنة [[1917]] إلى تأثير سلبي على [[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]].<ref>[http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 الكنيسة الروسية خارج الحدود]، شبكة القديس سيرافيم، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180121072027/http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 |date=21 يناير 2018}}</ref> وقادت الكنيسة الكاثوليكية، خلال حبرية [[يوحنا بولس الثاني]] معارضة عالمية ضد الشيوعية انتهت بانهيار [[الاتحاد السوفيتي]].<ref>[http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 البابا يوحنا بولس الثاني: أدوار ومهمات]، موقع الأسر، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111226065605/http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 |date=26 ديسمبر 2011}}</ref>
سطر 459:
 
في دراسة معروفة قام بها عدد من الباحثين في مطلع الألفية ويمكن اختصار اسمها كالتالى: (CMRP) وجد عدد من الباحثين أن المجتمعات التي تسيطر عليها الثقافة البروتستانتية تشمل [[الولايات المتحدة]]، [[إسكندنافيا|الدول الإسكندنافية]]، [[ألمانيا]]، [[المملكة المتحدة]]، [[هولندا]]، [[سويسرا]]، [[كندا]]، [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا]] تميل إلى العمل والاجتهاد والإنجاز والابتكار أكثر من المجتمعات التي تسيطر عليها ثقافات دينية أخرى مثل [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] و[[الإسلام]] و[[البوذية]] و[[الهندوسية]].<ref>[http://books.google.co.il/books?id=lGKtSVGmA6gC&printsec=frontcover&dq=The+Central+Liberal+Truth:+How+Politics+Can+Change+a+Culture+and+Save+It+...&hl=iw&sa=X&ei=Z7J9UYGgEcXG7AbI24C4BQ&ved=0CDAQ6AEwAA The Central Liberal Truth] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141101032945/http://books.google.co.il/books?id=lGKtSVGmA6gC&printsec=frontcover&dq=The+Central+Liberal+Truth:+How+Politics+Can+Change+a+Culture+and+Save+It+...&hl=iw&sa=X&ei=Z7J9UYGgEcXG7AbI24C4BQ&ved=0CDAQ6AEwAA |date=01 نوفمبر 2014}}</ref> ووفقًا للدراسة فالدول ذات الثقافة والأغلبية البروتستانتية لديها [[مؤشر التنمية البشرية]] و[[ناتج محلي إجمالي|الناتج المحلي]] مرتفع، كما وتتربع العديد من الدول البروتستانتية قائمة أغنى دول العالم،<ref>[https://www.forbes.com/sites/bethgreenfield/2012/02/22/the-worlds-richest-countries/ The World's Richest Countries] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180131151855/https://www.forbes.com/sites/bethgreenfield/2012/02/22/the-worlds-richest-countries/ |date=31 يناير 2018}}</ref> والدول الأقل فساداً في العالم.<ref>
Corruption Perceptions Index 2012. [https://www.transparency.org/en/cpi Full table and rankings]. Transparency International. Retrieved: 4 February 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130724013412/http://cpi.transparency.org/cpi2012/results/ |date=24 يوليو 2013}}</ref> ولدى العديد من المجتمعات البروتستانتية في دول غير بروتستانتية نفوذ اقتصادي كبير لا يتناسب مع وزنهم العددي يظهر ذلك على سبيل المثال في [[فرنسا]] حيث للبروتستانت نفوذ كبير في [[صناعة|الصناعة]] و[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] و[[الشركات المالية]] و[[مصرف (توضيح)|البنوك]]<ref>[http://www.albayan.ae/paths/books/2012-12-16-1.1785367 تاريخ البروتستانت في فرنسا.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160324154945/http://www.albayan.ae/paths/books/2012-12-16-1.1785367 |date=24 مارس 2016}}</ref> و[[كوريا الجنوبية]] حيث معظم الشركات الكبرى بالبلاد يديرها مسيحيون بروتستانت.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.truth-way.net/vb/showthread.php?17598-%C7%CE%C8%C7%D1-%C7%E1%E3%D3%ED%CD%ED%C9-%DD%ED-%DF%E6%D1%ED%C7-%C7%E1%CC%E4%E6%C8%ED%C9|عنوان=المسيحية في كوريا الجنوبية|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200308174210/http://www.truth-way.net/vb/showthread.php?17598-%C7%CE%C8%C7%D1-%C7%E1%E3%D3%ED%CD%ED%C9-%DD%ED-%DF%E6%D1%ED%C7-%C7%E1%CC%E4%E6%C8%ED%C9|تاريخ أرشيف=2020-03-08}}</ref> واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن أخلاق العمل البروتستانتية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.taipeitimes.com/News/bizfocus/archives/2004/02/01/2003097097 |عنوان=Religion linked to economic growth |ناشر=Taipei Times |تاريخ=2012-02-04 |تاريخ الوصول=2012-02-10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181002164028/http://www.taipeitimes.com/News/bizfocus/archives/2004/02/01/2003097097 | تاريخ أرشيف = 2 أكتوبر 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر| مسار=https://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=F70913FE355C0C728FDDA80894DC404482&legacy=true&status=nf | عمل=The New York Times | الأول=Felicia R. | الأخير=Lee | عنوان=Faith Can Enrich More Than the Soul | تاريخ=2004-01-31| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20070514223117/http://select.nytimes.com:80/gst/abstract.html?res=F70913FE355C0C728FDDA80894DC404482 | تاريخ أرشيف = 14 مايو 2007 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>
 
== الطوائف المسيحية الرئيسية ==
سطر 517:
=== العالم البوذي ===
[[ملف:Buddhist distribution-ar.png|تصغير|خارطة تظهر انتشار البوذيين في العالم وفق النسبة المئوية.]]
لم يحصل احتكاك مبكر بين المسيحية [[البوذية]]، وعندما حصل هذا الاحتكاك خلال العصور الوسطى تزامنًا مع الحركات الاستكشافية في [[عصر النهضة]] تنوعت ردة الفعل بين الترحيب الشديد والإقبال على اعتناقها وبين الحظر والاضطهاد كما حصل في الصين،<ref>[http://arabic.china.org.cn/txt/2007-12/26/content_9436931.htm المسيحية في الصين] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170616053404/http://arabic.china.org.cn/txt/2007-12/26/content_9436931.htm |date=16 يونيو 2017}}</ref> تشهد الدول ذات الثقافة البوذية في الشرق الأقصى في الآونة الأخيرة ظاهرة في ازدياد معتنقي المسيحية، خاصًة في الصين التي ازداد اعداد معتنقي [[المسيحية]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://goliath.ecnext.com/coms2/gi_0199-12060445/Christianity-2010-a-vie-from.html|عنوان=Christianity 2010: a view from the new Atlas of Global Christianity.|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200308171725/http://www.manta.com/|تاريخ أرشيف=2020-03-08}}</ref><ref>[https://www.pewforum.org/world-affairs/countries/?countryID=150 Religious Demographic Profiles - Pew Forum] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100421200729/http://pewforum.org/world-affairs/countries/?countryID=150 |date=21 أبريل 2010 }} {{استشهاد ويب |مسار=https://www.pewforum.org/world-affairs/countries/?CountryID=150 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=1 يونيو 2019 |تاريخ أرشيف=21 أبريل 2010 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20100421200729/http://pewforum.org/world-affairs/countries/?CountryID=150 |حالة المسار=dead }}</ref><ref>[http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=6125 سينغافورة بلد صغير مساحة قوي اقتصادياً واعد مسيحياً ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160401024251/http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=6125 |date=01 أبريل 2016}}</ref>
 
للمسيحية تراث عريق في [[شرق آسيا|الشرق الأقصى]] في مجالي [[رعاية صحية|الرعاية الصحية]] و[[تعليم|التعليم]]، ففي [[ماكاو]] و[[سنغافورة]] و[[هونغ كونغ]] تدير الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عدد من المستشفيات التي تشكل أكثر من 90% من المستشفيات الخاصة.<ref name="Hong Kong Church Web Page">[https://www.hkchurch.org/Search/top.asp Hong Kong Church Web Page] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161019150410/http://www.hkchurch.org/Search/top.asp |date=19 أكتوبر 2016}}</ref><ref>[http://www.ha.org.hk/hesd/nsapi/?MIval=ha_visitor_index&intro=ha_view_template&group=OSR&Area=HNI Hospital Authority:Hospitals & Institutions] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080226084522/http://www.ha.org.hk/hesd/nsapi/?MIval=ha_visitor_index&intro=ha_view_template&group=OSR&Area=HNI |date=26 فبراير 2008}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> في [[الصين]]. كانت للإرساليات البروتستانتية الأثر الأكبر في ادخال [[طب|الطب]] الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون. كذلك بذل رهبان الإرساليات اليسوعية في [[الصين]] و[[الهند]] جهدًا هامًا في [[علم|العلوم]] خاصًة في [[رياضيات|الرياضيات]] و[[علم الفلك|الفلك]] والهيدروليكية والجغرافيا عن طريق ترجمة الأعمال العلمية إلى [[اللغة الصينية]] وتطويرها.<ref name="Udias ">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Udías|الأول=Agustín |عنوان=Searching the Heavens and the Earth: The History of Jesuit Observatories (Astrophysics and Space Science Library) |ناشر=Springer |مكان=Berlin |سنة= 2003|الرقم المعياري=140201189X}}</ref> وبحسب توماس وودز فاليسوعيين طوّروا مجموعة كبيرة من المعارف العلمية ومجموعة واسعة من الأدوات العقلية لفهم الكون المادي، بما في ذلك الهندسة الإقليدية التي طورت مفهوم حركة [[كوكب|الكواكب]].<ref name="Woods"/> واعتبر خبير آخر نقلًا عن توماس وود وبريتون أن أحد أسباب بداية [[ثورة علمية|الثورة العلمية]] في الصين كانت بسبب نشاط اليسوعيين العلمي.<ref>Patricia Buckley Ebrey, p. 212.</ref>