تاريخ اليهود: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:صيانة المراجع.
وسم: مُسترجَع
JarBot (نقاش | مساهمات)
وسم: مُسترجَع
سطر 1:
هذه المقالة هي ترجمة للنص الإنجليزي: [[:en:Jewish_history#21st_century|التاريخ اليهودي]]
[[ملف:Rembrandt Harmensz. van Rijn 063.jpg|تصغير|وفقاً للتراث اليهودي فإن [[يعقوب]] يُعتبر هو أبو اسباط بنو إسرائيل. وهو في هذه اللوحة التي رسمها رامبرانت يظهر مصارعاً الملاك.]]
ان '''التاريخ اليهودي''' هو تاريخ [[يهود|اليهود]]، وامتهم، [[اليهودية|وديانتهم]]، [[ثقافة يهودية|وثقافتهم]]، حيثما تطورت وتفاعلت مع الشعوب، والديانات، والثقافات الأخرى. وعلى الرغم من ان اولأول مرة تظهر فيها اليهودية كديانة في السجلات اليونانية كان ذلك خلال [[عصر هلنستي|الفترة الهيلينية]] (323 – 31 قبل الميلاد)، وان اقدم ذكر [[بنو إسرائيل|لإسرائيل]] هو نقش موجود على لوحة الملك "[[لوحة مرنبتاح|مر-ن-بتاح]]" الذي يعود تاريخه إلى الفترة 1213 – 1203 قبل الميلاد، إلا ان التراث الديني الذي يروي قصة بني إسرائيل يعود إلى ما وراء ذلك ويصل على اقل تقدير إلى تاريخ عام 1500 قبل الميلاد. ويبدأ [[الشتات اليهودي]] مع الاسر الاشوري ويستمر على نطاق أوسع من ذلك مع [[الأسر البابلي|الاسر البابلي]]. كما ان اليهود قد انتشروا ايضاً في جميع انحاء [[الإمبراطورية الرومانية]]، واستمر ذلك، ولكن على نطاق اقل في خلال فترة الحكم [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطي]] في وسط وشرق [[البحر الأبيض المتوسط]]. وخسرت الإمبراطورية البيزنطية حكمها على بلاد الشام في عام 638 ميلادياً. ففي ذلك التاريخ قام عرب [[الخلافة الراشدة|الإمبراطورية الإسلامية]] تحت حكم [[عمر بن الخطاب|الخليفة عمر]] بغزو [[القدس]]، واراضي [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]]، [[تاريخ سوريا|وسوريا]]، [[مصر|ومصر]]. وقد تزامن [[العصر الذهبي للثقافة اليهودية في إيبيريا|العصر الذهبي للثقافة اليهودية في اسبانيا]] مع [[العصور الوسطى]] في أوروبا، وهي فترة [[الأندلس|حكم المسلمين]] في معظم ارجاء [[شبه الجزيرة الإيبيرية|شبه الجزيرة الايبيرية]]. فاليهود خلال هذه الفترة كانوا مقبولين بشكل عام في المجتمع، كما ازدهرت الحياة الديانة، والثقافية، والاقتصادية. وفي الفترة ما بين القرن الثاني عشر والخامس عشر بعد الميلاد قد عانى [[يهود أشكناز|اليهود الاشكناز]] في وسط اوروباأوروبا من اضطهاد شديد، وهو ما دفعهم إلى هجرة جماعية إلى [[تاريخ اليهود في بولندا|بولندا]].<ref>موسك (2013)، صفحة 143. "ما دفع اليهود الاشكناز الى الخروج من الإمبراطورية الرومانية المقدسة هو ازدياد اضطهاد مجتمعاتهم خلال القرون الثانية عشر والثالثة عشر، وانجذبت هذه المجتمعات باضطراد نحو بولندا."</ref><ref>هارشاف، بنيامين (1999). مطبعة جامعة ستانفورد، صفحة 6. "منذ القرن الرابع عشر، وبالتأكيد بحلول القرن السادس عشر، فان يهود وسط أوروبا قد انتقلوا إلى بولندا، ومن ثم ... اشتمل ذلك على دوقية ليتوانيا الكبرى (بما فيها بيلاروسيا الحالية)، وجاليسيا الاسبانية، وأوكرانيا، وامتد احياناً من الوصول إلى برلين ومسافات قصيرة من موسكو."</ref>
 
لقد تمتع اليهود بقدر كبير من الازدهار خلال فترة الحكم العثماني الكلاسيكي (1300 – 1600 م.)، وكانوا في هذا الشأن مثلهم مثل معظم المجتمعات الأخرى في الإمبراطورية. وفي خلال القرن السابع عشر اصبح يوجد العديد من التجمعات اليهودية الكبيرة في غرب أوروبا. فقد حدثت تغيرات كبرى داخل المجتمع اليهودي خلال [[عصر النهضة|عصر النهضة والتنوير الأوروبي]]. وبدأ اليهود في القرن الثامن عشر حملة من اجل [[تحرر اليهود|تحرير اليهود]] من القوانين المقيدة والعمل على الاندماج في المجتمع الأوروبي الاوسع. وبينما قد تم منح اليهود المساواة بشكل متزايد امام القانون في أوروبا الغربية ،الغربية، إلا انهم قد واجهوا اضطهادا متصاعداً، وقيودا قانونية في [[نطاق الاستيطان|نطاق المستوطنات]]، ويشمل ذلك انتشار [[بوغروم|المذابح]]، التي تسببت في نزوح جماعي لأكثر من اثنين مليون يهودي إلى الولايات المتحدة في الفترة من 1881 إلى 1924.<ref>لوين، رودا ج. (1979). "الصورة النمطية والواقعية في تجربة المهاجرين اليهود في مينيابوليس". تاريخ مينيسوتا. 46 (7): 259.</ref> وبدأ السكان اليهود في أوروبا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر في مناقشة مسألة العودة مرة أخرى إلى إسرائيل وإعادة تأسيس الامه اليهودية في وطنها القومي بشكل اكثرأكثر فاعلية. وتم تأسيس الحركة الصهيونية رسمياً في عام 1897. وفي غضون تلك الاحداث حقق يهود أوروبا والولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية نجاحاً في مجالات العلوم، والثقافة، والاقتصاد. ونجد من بين أولئك الذين تم اعتبارهم الأكثر شهرة كان العالم [[ألبرت أينشتاين|البرت اينشتاين]] والفيلسوف [[لودفيغ فيتغنشتاين|لودفيج فيتجنشتاين]]. وكان كثيراً من الحائزين على [[جائزة نوبل]] في ذلك الوقت يهوداً، واستمر هذا الوضع حتى وقتنا الراهن.<ref>"اليهود الحائزون على جائزة نوبل". Jinfo.org</ref>
 
لقد اصبح وضع اليهود اكثرأكثر خطورة في عام 1933، وذلك مع تصاعد قوة [[أدولف هتلر]] والحزب [[نازية|النازي]] في [[ألمانيا النازية|المانيا]]. فالأزمة الاقتصادية، [[معاداة السامية في أوروبا|والقوانين العنصرية المعادية للسامية]]، والخوف من الحرب المقبلة قد دفعت العديد من اليهود للهروب من أوروبا إلى [[الانتداب البريطاني على فلسطين|فلسطين]]، والولايات المتحدة الامريكية،الأمريكية، [[الاتحاد السوفيتي|والاتحاد السوفيتي]]. وبدأت [[الحرب العالمية الثانية]] في عام 1939، ولم ينقضي عام 1941 إلا وقد ا<nowiki/>[[أوروبا تحت الاحتلال الألماني|حتل هتلر معظم أوروبا]]، بما فيها [[الإدارة العسكرية في فرنسا (الحرب العالمية الثانية)|وفرنسا]]، [[احتلال بولندا (1939-1945)|وبولندا]]، التي كان يعيش فيها ملايين من اليهود في ذلك الوقت. وقد بدأ [[الحل الأخير|الحل النهائي]] بعد [[عملية بارباروسا|غزو الاتحاد السوفيتي]] في عام 1941، وذلك من خلال عملية منظمة واسعة النطاق وغير مسبوقة تستهدف إبادة الشعب اليهودي، وادت إلى اضطهاد وقتل اليهود في أوروبا السياسية، بما في ذلك [[شمال أفريقيا|شمال افريقيا]] الأوروبية ([[الحماية الفرنسية في تونس|شمال]] [[الجزائر (المستعمرة الفرنسية)|افريقيا]] [[فرنسا الفيشية|الفيشية]] [[الحماية الفرنسية على المغرب|الموالية للنازية]]، [[ليبيا الإيطالية|وليبيا الايطالية]]). وتُعرف هذه [[إبادة جماعية|الإبادة الجماعية]] الممنهجة التي راح ضحيتها حوالي ستة ملايين يهودي، [[الهولوكوست|بالهولوكوست]] أو ''الشوَى'' (مصطلح يهودي). ففي بولندا قد تم قتل ثلاثة ملايين يهودي في [[غرف الغاز]] الملحقة بكل معسكرات الاعتقال مجتمعة، بما في ذلك مليون يهودي في مجمع معسكرات [[معسكر أوشفيتس|اوشفيتس]] وحدها.
 
لقد شهدت فلسطين التي كانت تحت [[الانتداب البريطاني على فلسطين|الانتداب البريطاني]] منذ 1920 موجات ضخمة من الهجرات اليهودية قبل وخلال جريمة الهولوكوست. وقد اعلن [[دافيد بن غوريون|ديفيد بن جوريون]] تأسيس [[دولة يهودية|الدولة اليهودية]] على [[أرض إسرائيل|''ارض'' اسرائيل]] في الرابع عشر من مايو عام 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تعُرف باسم [[إسرائيل|دولة إسرائيل]]. وقامت كل دول الجوار العربية بعد هذا التاريخ مباشرة بمهاجمة إسرائيل إلا ان جيش الدفاع الإسرائيلي IDF المُشكل حديثاً استطاع المقاومة. وانتهت الحرب في عام 1949 وبدأت إسرائيل بناء دولتها، واستيعاب موجات هجرة جماعية تشكلت من مئات الألوف من اليهود من جميع انحاء العالم. واعتباراً من عام 2020 أصبحت [[إسرائيل]] دولة [[نظام برلماني|ديمقراطية برلمانية]] يبلغ عدد سكانها 9.2 مليون نسمة، يشكل [[يهود إسرائيل|اليهود]] منهم 6.7 مليوناً. كما ان إسرائيل [[يهود أمريكيون|والولايات المتحدة الامريكية]] بها اكبرأكبر جاليات يهودية، مع وجود جاليات رئيسية في فرنسا، وكندا، والأرجنتين، وروسيا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، [[تاريخ اليهود في ألمانيا|وألمانيا]]. ولمعرفة الإحصاءات المرتبطة بالتركيبة السكانية اليهودية الحديثة انظر [[اليهودية حسب دول العالم|التعداد السكاني اليهودي]].
 
= الفترات الزمنية في التاريخ اليهودي =
سطر 31:
إن التاريخ القديم لليهود وجيرانهم يتمركز في [[الهلال الخصيب]] والساحل الشرقي [[البحر الأبيض المتوسط|للبحر الأبيض المتوسط]]. ويبدأ من بين أولئك الناس الذين يشغلون المنطقة الواقعة بين نهر [[نهر النيل|النيل]] [[بلاد الرافدين|وبلاد ما بين النهرين]]. فهذه المنطقة المُحاطة بمراكز ثقافية قديمة في [[مصر]] [[بلاد بابل|وبابليون]]، والصحاري [[شبه الجزيرة العربية]] ومرتفعات [[الأناضول|آسيا الصغرى]]، وارض [[كنعانيون|الكنعانيين]] (المناظرة إلى حد ما لإسرائيل الحديثة، والأراضي الفلسطينية، والأردن، ولبنان) كانت مكان التقاء الحضارات.
 
إن النظرة الدينية التقليدية لتاريخ اليهود واليهودية تستند إلى السرد التاريخي [[الكتاب العبري|للكتاب المقدس العبري]] القديم. فيُعتبر [[إبراهيم]] وفقاً لهذه النظرة اولأول عبري / إسرائيلي/ يهودي، ومن ثم هو الرجل الذي يبدأ به التاريخ اليهودي كمُؤسس ومُنشئ الشعب اليهودي. ولاحقاً يقوم [[موسى]] بتحرير [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] من مصر القديمة، ويتم ولادة الامة الإسرائيلية بعد [[تيه|الخروج]] من مصر في الوقت الذي تتجه فيه إلى ارض الميعاد الخاصة [[أرض إسرائيل|بارض إسرائيل]]. ومع ذلك فإن اجماعإجماع العلماء المعاصرين يدعم [[تاريخية الكتاب المقدس|النظرة الاكاديمية]] بان الأدلة الاثرية تظهر الىإلى حد كبير ان الأصول الاصلية لإسرائيل في كنعان – وليس مصر – هي ادلة "غامرة" ولا تترك "مجالاً للخروج من مصر اوأو فترة التيه لمدة 40 عاماً في صحراء سيناء.<ref name="مولد تلقائيا5">ديفر، وليام ج. (2002). ما عرفه كتاب الكتاب المقدس، ومتى عرفوه؟ شركة وم. ب. إردمانز للنشر. <nowiki>ISBN 978-0-8028-2126-3</nowiki>. صفحة 99.</ref> وقد تخلى العديد من علماء الآثار عن البحث الاثري المرتبط بموسى والخروج باعتبار ان هذا الموضوع "قضية غير مثمرة".<ref name="مولد تلقائيا5" />  فيمكن القول ان قرناً من البحث الذي اجراه الاثريين وعلماء الاثار المصرية لم يجد أي دليل يمكن ربطه مباشرة بسردية الخروج من الاسر المصري والهروب والسفر عبر الصحراء، مما يؤدي إلى فرضية ان [[العصر الحديدي]] الإسرائيلي – مملكتي يهوذا وإسرائيل – ترجع اصوله إلى كنعان وليس إلى مصر:<ref>فنكلستين، وإسرائيل، ونداف نعمان، طبعات عام (1994). من البداوة إلى الملكية: الجوانب الاثرية والتاريخية لإسرائيل المبكرة. جمعية استكشاف إسرائيل. <nowiki>ISBN 978-1-880317-20-4</nowiki>.</ref><ref>قارن ما بين: ايان شو؛ روبرت جيمسون (6 مايو، 2002). تحرير ايان شو. المعجم الاثري (طبعة حديثة (17 فبراير، 2002)). وايلي بلاكويل. صفحة 313. <nowiki>ISBN 978-0-631-23583-5</nowiki>. غالبا الرواية التوراتية لأصول الشعب الإسرائيلي (التي تمت روايتها بشكل أساسي في اسفار العدد، يشوع، القضاة) تتناقض مع مصادر النصوص غير التوراتية، ومع الأدلة الاثرية للمستوطنات الكنعانية في أواخر العصر البرونزي وأوائل العصر الحديدي. [...] أن اول مرة تم فيها إثبات إسرائيل نصياً كأول كيان سياسي في النصوص المصرية يرجع إلى أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويجادل عالم المصريات دونالد ريدفورد بان الإسرائيليين لابد قد برزوا كجماعة مميزة داخل الثقافة الكنعانية خلال هذا القرن او القرن الذي قبله. ولقد تم افتراض ان هؤلاء الإسرائيليين الأوائل كانوا مجموعة من المجموعات الكنعانية الريفية المضطهدة الذين تمردوا على الكنعانيين الأكثر مدنية الذين كانوا يعيشون على ساحل البحر الأبيض المتوسط (جوتوالد 1979). والافتراض البديل هو الجدل الدائر حول ان الإسرائيليين هم الناجين من انحطاط طفرة كنعان الذين اسسوا لأنفسهم في المرتفعات نهاية أواخر العصر البرونزي (اهلستروم 1986: 27). ومع ذلك فإن ريدفورد قد قدم حجة جيدة بمساوات اقدم جماعة إسرائيلية بشعب شبه بدوي كان يوجد في مرتفعات وسط فلسطين الذين اطلق عليهم المصريون اسم "شاسو" (ريدفورد 1992: 2689-80؛ وعلى الرغم من ذلك فانظر الحجج القوية التي قدمها ستيجر ضد التماثل مع شعب "الشاسو"). فهؤلاء الشاسو كانوا يشكلون شوكة صلبة في ظهر امبراطورية الملوك الرعامسة في سوريا وفلسطين، الذين تم اثباتهم اثباتاً جيداً في النصوص المصرية، إلا ان أسلوب حياتهم الرعوي لم يترك لهم اثر يُذكر في السجلات الاثرية. ومع ذلك فإنه في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد بدأ الإسرائيليون / الشاسو في تأسيس مستوطنات صغيرة على المرتفعات، التي نجد ان هندستها المعمارية تشبه كثيراً القرى الكنعانية المعاصرة.</ref> فثقافة المستوطنات الإسرائيلية الأولى هي ثقافة كنعانية، فمواضيع العبادة هي تلك التي ترجع إلى الإله [[إيل (إله)|إيل]] الكنعاني، وبقايا الفخار في التراث المحلي الكنعاني والابجدية المستخدمة عليها تعود إلى الكنعانيين الأوائل. وغالباً العلامة الوحيدة التي تميز القرى "الإسرائيلية" عن المواقع الكنعانية هي غياب عظام الخنازير، وذلك على الرغم ما إذا كان ذلك هو علامة اثنية اوأو نتيجة عوامل أخرى فسيظل موضع خلاف.<ref>كيليبرو، آن إي. (2005). الشعوب والاعراق التوراتية: دراسة اثرية للمصريين، والكنعانيين، والفلسطينيين، والإسرائيليين الأوائل، 1300 – 1100 قبل الميلاد. اطلانطا: جمعية الادب التوراتي. صفحة 176. <nowiki>ISBN 978-1-58983-097-4</nowiki>. تمت مراجعتها في 12 أغسطس، 2012. قد تم تأسيس اكثرها على ندرة عظام الخنازير في مواقع المرتفعات. ونظراً لظهور كميات صغيرة من عظام الخنازير في التجمعات البشرية أواخر العصر البرونزي، فإن بعض علماء الآثار قد فسروا ذلك على انه إشارة بأن الهوية العرقية لسكان المرتفعات كانت مختلفة عن أوائل السكان الأصليين في أواخر العصر البرونزي (انظر فلينكليستاين 1997و 227 – 230). وينصح مع ذلك كلاً من بريان هيس، وبولا وابنش (1997) بأخذ الحذر، نظراً لأن ندرة عظام الخنازير في مستوطنات المرتفعات في العصر الحديدي من الممكن ان تكون نتيجة عوامل أخرى ليس لها إلا علاقة ضئيلة بالجماعات العرقية.</ref>
 
لقد ظل نظام الحكم في [[أرض إسرائيل|ارض إسرائيل]] نظاماً كونفدرالياً مكون من اثنى عشر قبيلة يحكمها سلسلة من القضاة، وذلك لفترة تمتد إلى عدة مئات من السنين. وجاء بعد ذلك النظام الملكي الإسرائيلي، الذي تم تأسيسه في عام 1037 ق.م. على يد الملك [[شاؤول الملك|شاؤول]]، واستمر تحت حكم الملك [[داود|داوود]] وابنه [[سليمان]]. وأصبحت مدينة [[القدس]] الموجودة بالفعل في عهد الملك داوود العاصمة الوطنية والروحية [[مملكة إسرائيل الموحدة|لاتحاد مملكتي يهوذا وإسرائيل]]. وقام سليمان ببناء [[هيكل سليمان|اول معبد]] على [[المسجد الأقصى|جبل موريا]] في القدس.
سطر 40:
المقالة الرئيسية: [[الأسر البابلي|الاسر البابلي]]
[[ملف:Tissot The Flight of the Prisoners.jpg|يمين|تصغير|طرد ونفي يهود [[مملكة يهوذا]] القديمة إلى بابليون وتدمير مدينة القدس [[هيكل سليمان|ومعبد سليمان]]]]
لقد قام [[الإمبراطورية البابلية الحديثة|الجيش البابلي]] بغزو مملكة يهوذا في عام 587 ق.م. وتدمير [[هيكل سليمان|الهيكل الأول]] بعد ثورة مملكة يهوذا على القوة المهيمنة الجديدة وما اعقبها من حصار. وتم نفي نخبة المملكة والعديد من شعبها إلى بابليون حيث تطورت الديانة اليهودية خارج معبدها التقليدي. كما [[تاريخ اليهود في مصر|فر آخرون إلى مصر]]. وأصبحت [[بلاد بابل|بابليون]] (حالياً العراق) بعد سقوط القدس محور الديانة اليهودية لنحو أربعة عشر قرنا.<ref>''Codex Judaica'', Kantor, Zichron Press, NY 2005.</ref> ولقد بدأت اولأول المجتمعات اليهودية في بابليون مع نفي قبيلة يهوذا إلى بابل على يد [[يهويا كين|يهوياكين]] في عام 597 ق.م. بالإضافة إلى تدمير الهيكل في القدس بعد ذلك عام 586 ق.م.<ref name="مولد تلقائيا6">[מרדכי וורמברנד ובצלאל ס רותת "עם ישראל – תולדות 4000 שנה – מימי האבות ועד חוזה השלום", ע"מ 95. (ترجمة: مردخاي فيرمبراند وبيتسالئيل سز روث – "شعب إسرائيل – تاريخ 4000 عام – من أيام الأجداد على معاهدة السلام"، 1981، صفحة 95.</ref> ولقد أصبحت بابليون مركز الحياه اليهودية، حيث تم تأسيس اكبرأكبر وابرز المدن والمجتمعات اليهودية. وبعد ذلك بوقت قصير تحت حكم [[خشايارشا الأول|زركسيس الأول]] الفارسي وقعت احداث [[سفر أستير|سفر إستير]]. إلا ان بابليون ظلت هي مركز الحياة اليهودية حتى القرن الحادي عشر الميلادي، عندما بدأت مركزية الثقافة والمعرفة تنتقل إلى أوروبا، حيث بدأت الموجات المعادية لليهودية في التراجع السريع، ليس من الناحية العددية، ولكن في المركزية.<ref>''Codex Judaica'', pp. 175–176, Kantor, Zichron Press, NY 2005.</ref> واستمرت بابليون هي المركز اليهودي الرئيسي حتى القرن الثالث عشر الميلادي.<ref>التاريخ التوراتي وماضي إسرائيل: الدراسة المتغيرة للكتاب المقدس والتاريخ. وم. ب. ايردمان للنشر. الصفحات رقم 357 – 358. <nowiki>ISBN 0802862608</nowiki>. روجع في 11 يونيو 2015.</ref> وبحلول القرن الأول الميلادي كانت بابل تضم بالفعل زيادة سكانية متزايدة<ref name="مولد تلقائيا6" /> وصلت لما يقدر بمليون يهودي التي بدورها تزايدت لما يصل إلى اثنين مليون بين عام 200 وعام 500 ميلادياُ،<ref name="مولد تلقائيا9">د. سليمان جرايزيل، تاريخ اليهود: منذ تدمير مملكة يهوذا في عام 586 ق.م. إلى الصراع العربي الإسرائيلي حاليا، صفحة 137.</ref> وذلك عن طريق كلاً من الزيادة الطبيعية وهجرة مزيد من اليهود من ارض إسرائيل، مما شكل حوالي سدس تعداد يهود العالم في ذلك العصر.<ref name="مولد تلقائيا9" /> وكان ذلك هو المكان الذي كتبوا فيه [[تلمود|التلمود]] البابلي باللغات التي استخدمها اليهود في بابليون القديمة – [[اللغة العبرية|العبرية]] [[اللغة الآرامية|والآرامية]].
 
لقد أسس اليهود في بابل الاكاديميات التلمودية، المعروفة ايضاً باسم [[جاءونيم|الاكاديميات الجاؤونيمية]]، التي أصبحت مركز المعرفة اليهودية وتطوير القانون اليهودي في بابليون في حوالي الفترة من 500 إلى 1038 ميلادياً. ونجد ان اشهرأشهر اكاديميتين هما اكاديمية بومبيديتا واكاديمية سورا. ومدرسة يشيفوت الرئيسية كانت موجودة ايضاً في [[نيهارديا]] وماهوزا.<ref>''Codex Judaica'', pp. 161–174, Kantor, Zichron Press, NY 2005.</ref>
 
نجد انه بعد بضعة أجيال، ومع غزو [[الإمبراطورية الأخمينية|الإمبراطورية الفارسية]] لبابليون في عام 540 ق.م.، قام بعض اتباع الديانة اليهودية بقيادة النبي [[عزرا]] والنبي [[نحميا]] بالعودة إلى وطنهم الام. ومع ذلك ظل يهود<ref>جوناثان ستوكل، كارولين ويرزيجر (2015). المنفى والعودة: السياق البابلي. والتر دي جرويتر جمب وشركاه الصفحات رقم 7-11، 30، 226.</ref> اخرين في بابل ولم يعودوا.
سطر 51:
نجد انه بعد عودة اليهود إلى مدينة القدس من المنفى، وبتمويل ورضا فارسي قد اتم اليهود اعمال تشييد وبناء [[الهيكل الثاني]] في عام 516 ق.م.، وذلك تحت قيادة كلاً من [[حجاي|حجي]]، [[زكريا بن برخيا|وزكريا]]، [[ملاخي|وملاخي]]، اخر ثلاثة أنبياء يهود.
 
لقد انتقلت قيادة [[يهودية الهيكل الثاني|الشعب اليهودي]] الىإلى ايدي خمسة أجيال متعاقبة من زعماء الزوجوت (الازواج)، وذلك بعد وفاة اخر نبي يهودي في ظل الحكم الفارسي. ولقد ازدهروا اولأول ما ازدهروا تحت [[يهود مديناتأ|الحكم الفارسي]] ومن ثم تحت الحكم الاغريقي، ونتيجة لذلك تم تكوين [[فريسيون|الفريسيين]] [[صدوقيون|والصدوقيين]]، وصك اليهود عملاتهم اليهودية في يهوذا.
 
== الفترة الهيلينية (332 – 110 ق.م) ==
سطر 58:
لقد هزم [[الإسكندر الأكبر|الاسكندر الأكبر]] [[مقدونيا (مملكة قديمة)|المقدوني]] الفرس في عام 332 ق.م.، وتم تشكيل [[سلوقيون|المملكة السلوقية]] بعد وفاته وانقسام امبراطوريته بين قواده.
 
لقد ساهمت الفتوحات الاسكندرانية في نشر الثقافة اليونانية في بلاد الشام. وخلال هذه المرحلة تأثرت التيارات اليهودية [[فلسفة هلنستية|بالفلسفة الهيلينية]] منذ القرن الثالث قبل الميلاد، ولاسيما [[الشتات اليهودي]] في [[تاريخ اليهود في الإسكندرية|مدينة الإسكندرية]]، وبلغت ذروتها في تجميع [[الترجمة السبعينية]]. ويُعتبر [[فيلون السكندري]] احدأحد المدافعين المهمين عن تكافل اللاهوت اليهودي والأفكار الهيلينية.
 
== مملكة الحشمونائيم (110 – 63 ق.م) ==
المقالة الرئيسية: [[هلنستية يهودية|الاسرة الحشمونية]]
 
ان تدهور العلاقات بين اليهود الهيلينيين وغيرهم من اليهود دفعت الملك السلوقي [[أنطيوخوس الرابع|انطيوخس الرابع إبيفانيس]] إلى اصدار مراسيم تحذر بعض [[اليهودية|الطقوس والتقاليد الدينية اليهودية]]. ومن ثم دفع ذلك بعض اليهود الغير هيلينيين الىإلى التمرد تحت قيادة [[السلالة الحشمونية|الاسرة الحشمونية]] (وهي اسرة تُعرف ايضاً باسم [[مكابيون|المكابيين]]). وادى هذا التمرد في نهاية الامر إلى تشكيل مملكة يهودية مستقلة عُرفت باسم [[هلنستية يهودية|الاسرة الحشمونية]]، واستمرت من عام 165 إلى 63 ق.م.<ref>انظر:
 
·       وليام ديفيد ديفيدز. ''العصر الهيليني''. المجلد الثاني الخاص تاريخ كامبردج اليهودي. مطبعة جامعة كامبردج، 1989. <nowiki>ISBN 978-0-521-21929-7</nowiki>. صفحات 292 – 312.
سطر 75:
[[ملف:Roberts Siege and Destruction of Jerusalem.jpg|تصغير|[[حصار القدس (70)|حصار وتدمير القدس على يد الرومان]] (لوحة تم رسمها عام 1850 على يد [[ديفيد روبرتس|ديفيد روبرت]])]]
[[ملف:Arch of Titus Menorah 22.jpg|تصغير|عملية نهب القدس كما تم تصويرها على الجدار الداخلي [[قوس تيتوس|لقوس تيتوس]] في [[روما]]]]
لقد أصبحت يهوذا مملكة يهودية مستقلة تحت حكم [[هلنستية يهودية|الحشمونيين]]، إلا ان القائد الروماني بومبي قام باحتلالها عام 63 ق.م. وأعاد تنظيمها كدولة تابعة. وكان [[تاريخ الحملات العسكرية الرومانية|التوسع الروماني]] في ذلك التاريخ مستمراً على أراضي أخرى، وسيستمر بعده لأكثر من مئة وخمسين عاماً. ولاحقاً قام [[مجلس الشيوخ الروماني]] بتعين [[هيرودس الأول|هيرودس الكبير]] "ملكاً على اليهود" ليخلف الاسرة الحشمونية على العرش. وشغل بعضاً من ذريته مناسب مختلفة من بعده، وعُرفوا باسم [[السلالة الهيرودية|الاسرة الهيرودينية]]. واختصاراً للفترة من 4 قبل الميلاد إلى 6 ميلادي، فإن [[هيرودس أرخيلاوس]] حكم [[الربعية الهيرودية|رباعية يهوذا]] بصفته قائد الامة، فالرومان حرموه لقب الملك. وبعد [[اكتتاب كيرينيوس|تعداد كيرينيوس]] في عام 6 ميلادي، تم تشكيل [[يهودا (مقاطعة رومانية)|مقاطعة يهوذا الرومانية]] باعتبارها تابعة [[سوريا (ولاية رومانية)|لسوريا الرومانية]] تحت حكم [[بريفيكتوس|محافظ]] (كما هو الحال في [[مصر (مقاطعة رومانية)|مصر الرومانية]]) حتى عام 41 ميلادي، ثم تحت [[وكيل (روما القديمة)|حكم النيابة العامة]] بعد عام 44 ميلادي. وكانت الإمبراطورية في اغلب الفترات تعامل رعاياها اليهود بوحشية وقسوة (انظر [[معاداة اليهودية|مناهضة اليهودية في الإمبراطورية الرومانية قبل ان تتخذ الدين المسيحي ديناً رسمياً لها]]). وفي عام 30 ميلادي (اوأو 33) تم اعدام [[يسوع|يسوع الناصري]] – [[حاخام|الحاخام الرباني]] المتجول المولود في [[الجليل (منطقة)|الجليل]]، والشخصية المركزية في الديانة [[المسيحية]] – [[صلب (حكم)|بالصلب]] في القدس تحت حكم محافظ [[يهودا (منطقة)|يهودا]] الروماني، [[بيلاطس البنطي]].<ref>تشارلزوورث، جيمس ه. (2008). يسوع التاريخي: الدليل الأساسي. ISBN 978-1426724756</ref> وفي عام 66 ميلادياً [[الثورة اليهودية الكبرى|بدأ اليهود في التمرد]] على الحكام الرومان في يهودا. إلا ان هذا التمرد قد تم قمعه من قبل الاباطرة الرومان [[فسبازيان|فيسباسيان]]، [[تيتوس|وتيتوس]]. واثناء [[حصار القدس (70)|حصار القدس]] عام 70 ميلادي، قام الرومان بتدمير الهيكل في القدس، ووفقاً لبعض الروايات قاموا بنهب القطع الاثرية من الهيكل، مثل [[مينوراه|الشمعدان اليهودي]]. واستمر اليهود في العيش على أراضيهم بأعداد ليست صغيرة، على الرغم من [[حرب كيتوس]] المندلعة في الفترة 115-117، وذلك حتى قام يوليوس سيفيروس بتدمير يهودا اثناء قمعه لتمرد [[ثورة بار كوخبا|بار كوخبا]] في الفترة 132-136. وتم تدمير 985 قرية، والقضاء على معظم السكان اليهود في وسط يهودا، اوأو قتلهم، اوأو بيعهم كعبيد، اوأو اجبارهم على الهروب.<ref>بول جونسون، تاريخ اليهود، صفحة 142.</ref> وبعد نفيهم من القدس تركز السكان اليهود في [[الجليل (منطقة)|الجليل]] ومبدئياً في [[يفنه|يافان]]. وتم تغيير اسم القدس إلى [[إيليا كابيتولينا]]، واسم يهودا إلى [[سوريا فلسطين|سوريا الفلسطينية]]، وذلك نكايةً في اليهود بتسميتها على اسم اعدائهم [[فلستيون|الفلسطينيين]] القدامى.
 
== الشتات ==
سطر 82:
لقد بدأ [[الشتات اليهودي]] خلال الغزو الآشوري واستمر على نطاق أوسع خلال الغزو البابلي، التي خلالها تم نفي سبط يهوذا إلى بابليون مع ملكها المخلوع [[يهويا كين|يهوياكين]] في القرن السادس قبل الميلاد، وتم اسرهم في 597 ق.م.<ref name="مولد تلقائيا1">[מרדכי וורמברנד ובצלאל ס רותת "עם ישראל – תולדות 4000 שנה – מימי האבות ועד חוזה השלום", ע"מ 95. (ترجمة: مردخاي فيرمبراند، وبيتزاليل س. روث – "شعب إسرائيل – تاريخ 4000 عام – من أيام الآباء الأوائل إلى اتفاقية السلام"، 1981، صفحة 95)</ref> واستمر المنفى بعد تدمير الهيكل في القدس عام 586 ق.م. وهاجر المزيد من اليهود إلى بابليون عام 135 ميلادياً بعد [[ثورة بار كوخبا|تمرد بار كوخبا]] وفي القرون التالية.<ref name="مولد تلقائيا1" />
 
لقد تم بيع يهود يهوذا [[عبودية|كعبيد]]، بينما اصبح غيرهم مواطنين في أجزاء أخرى من [[الإمبراطورية الرومانية]]. ويشير سفر [[سفر أعمال الرسل|اعمال الرسل]] في [[العهد الجديد]] اكثرأكثر من مرة ،مرة، بالإضافة إلى غيره من [[رسائل بولس]]، إلى العدد الكبير من [[هلنستية يهودية|اليهود الهيلينيين]] في بلدان العالم الروماني. ولم يتأثر هؤلاء اليهود الهيلينيين [[الشتات اليهودي|بالشتات]] إلا في معناه الروحي، فقد استوعبوا الشعور بالخسارة والتشرد الذي اصبح حجر الزاوية في العقيدة اليهودية، مدعوما كثيراً بالاضطهاد في العديد من أجزاء العالم المختلفة.
 
يبدوا ان تشجيع سياسة التبشير والتحول إلى اليهودية التي نشرت الديانة اليهودية في جميع انحاء [[عصر هلنستي|الحضارة الهيلينية]] قد هدأت مع الحروب ضد الرومان.
سطر 91:
المقالة الرئيسية: يهود كوشين
[[ملف:Arrival of the Jewish pilgrims at Coachin, A.D. 68.jpg|تصغير|وصول الحجاج اليهود إلى مدينة كوشين عام 68 ميلادي]]
ان تراث يهود كوشين يتمسك بأن جذور مجتمعاتهم يرجع إلى وصول اليهود إلى شنجلي في عام 72 ميلادياً، بعد [[حصار القدس (70)|تدمير الهيكل الثاني]]. وينص أيضا على ان مفهوم المملكة اليهودية يعني ان تشيرامان بيرومال الملك المحلي يمنح الحكم الذاتي إلى المجتمع تحت قيادة زعيمهم جوزيف ربان في عام 379 ميلادياً. وتم بناء اولأول معبد يهودي هناك في عام 1568. وتروي اسطورة تأسيس المسيحية الهندية في ولاية كيرالا علي يد [[توما|توما الرسول]]، انه عند وصوله هناك التقى بفتاه محلية تفهم العبرية.<ref>ناثان كاتز، من هم يهود الهند؟، مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2000. <nowiki>ISBN 978-0-520-92072-9</nowiki>. صفحات 13-14، 17-18.</ref>
 
== العصر الروماني المتأخر في ارض اسرائيل ==
لقد استمرت العلاقة بين اليهود والامبراطورية الرومانية في المنطقة علاقة معقدة. وسمح الامبراطورالإمبراطور قسطنطين الأول لليهود ان يعبروا عن حزنهم المرتبط بهزيمتهم واهانتهم مرة واحدة في السنة وذلك في يوم [[ذكرى خراب الهيكل|تيشا-بآف (تدمير الهيكل)]] عند [[حائط البراق|الجدار الغربي]]. وفي الفترة 351-352 اطلق يهود الجليل تمرداً جديداً، مما اثار انتقاماً شديداً.<ref>برنارد لازار، وروبرت ويستريش، معاداة السامية: تاريخها، ومسبباتها، مطبعة جامعة نبراسكا، 1995، 1، صفحات 46-47.</ref> وجاء تمرد قسطنطين جالوس خلال تنامي نفوذ المسيحيين الأوائل في الإمبراطورية الرومانية الشرقية تحت حكم [[السلالة القسطنطينية|اسرة قسطنطين]]. ومع ذلك فإن العلاقات مع الحكام الرومان تحسنت في عام 355، وذلك مع صعود الامبراطورالإمبراطور [[يوليان المرتد|جوليان]] اخر ملوك اسرة قسطنطين، الذي تحدى رفض المسيحية على عكس اسلافه. ففي عام 363 لم يمض وقت طويل على مغادرة جوليان انطاكيا لاطلق حملته ضد بلاد فارس الساسانية، وذلك تماشياً مع جهوده لتعزيز الأديان المخالفة للمسيحية، حتى امر بإعادة بناء الهيكل اليهودي.<ref>Ammianus Marcellinus, ''Res Gestae'', 23.1.2–3.</ref> ويرجع الفشل في إعادة بناء الهيكل بدرجة كبيرة إلى وقوع [[زلزال الجليل 363|زلزال كبير في الجليل عام 363]]، وذلك بالإضافة إلى الخلافات اليهودية التقليدية حول هذا المشروع. ولا يُستبعد ان يكون ذلك بسبب اعمال تخريبية مثل نشوب حريق. وكان التدخل الإلهي هي الرواية السائدة عند المؤرخين المسيحيين في ذلك الوقت.<ref>انظر "جوليان واليهود في الفترة 361-363 ميلادياً" (جامعة فوردهام، الجامعة اليسوعية في نيويورك)، و"جوليان المتمرد والهيكل المقدس".</ref> ودعم جوليان لليهود جعلهم يطلقون عليه "جوليان اليوناني".<ref>تاريخ التحليل النفسي لليهود، أفنير فالك.</ref> وتسبب موت جوليان متأثراً بجروح قاتلة اثناء حملته على بلاد فارس في وضع حد لتطلعات اليهود، واعتنق خلفاء جوليان المسيحية على مدار كل فترة الحكم البيزنطي على القدس، مما منع أي تطلعات يهودية.
 
نجد انه عندما رفعت الامبراطورة يودوكيا في عام 438 ميلادي الحظر المفروض على صلاة اليهود عند [[المسجد الأقصى|منطقة المعبد]]، قام رؤساء الجالية اليهودية في الجليل بإصدار نداء "إلى الشعب اليهودي العظيم" والذي بدأ بمقولة "اعلموا بانه قد اتى وقت نهاية نفي شعبنا!" ومع ذلك لم يسمح السكان المسيحين في المدينة بذلك، حيث رأوا في ذلك تهديداً لأسبقيتهم، واندلعت اعمال شغب طردوا من بعدها اليهود من المدينة.<ref>ابراهام يعاري، خطابات ارض اسرائيل (تل ابيب، 1943)، صفحة 46.</ref><ref>اندرو سز جاكوبس (2004). بقايا اليهود: الأرض المقدسة، والامبراطورية المسيحية في العصور القديمة المتأخرة. مطبعة جامعة ستانفورد. صفحة 157. <nowiki>ISBN 978-0-8047-4705-9</nowiki>.</ref>
 
اندلعت سلسلة من [[الثورات السامرية|انتفاضات السامريين]] عبر مقاطعة [[فلسطين الأولى|بريما الفلسطينية]] خلال القرن الخامس والسادس الميلادي. وكان التمرد الثالث والرابع عنيفاً بشكل خاص، مما أدى الىإلى إبادة المجتمع السامري بالكامل تقريباً. ومن غير المستبعد ان [[الثورات السامرية|تمرد عام 556 السامري]] لحق به المجتمع اليهودي، الذي عانى ايضاً من قمع وحشي للدين الإسرائيلي.
 
لقد عقد اليهود [[ثورة اليهود ضد هرقل|حلف]] مع [[الإمبراطورية الساسانية|الفرس]] بناء على الاعتقاد بان استعادة الارض قادمة، وقام الفرس بغزو بريما الفلسطينية في عام 614 بمعاونة اليهود، وتغلبوا على الحامية [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطية]] في القدس، واعطوا لليهود الحكم الذاتي عليها.<ref>إدوارد ليبيسكي (2004). Itineraria Phoenicia، دار بيترز للنشر. صفحات 543-543. <nowiki>ISBN 9789042913448</nowiki>. تمت مراجعتها في 11 مارس، 2014.</ref> ومع ذلك فإن حكمهم الذاتي عليها كان قصيراً: فبعد فترة قصيرة تم اغتيال الزعيم اليهودي في القدس خلال تمرد مسيحي، وعلى الرغم من ان الفرس واليهود اعادوا غزو القدس في غضون ثلاثة أسابيع، إلا انها سقطت في حالة من الفوضى. واستسلم اليهود للبيزنطيين في عام 625 اوأو 628 كنتيجة لانسحاب القوات الفارسية، إلا ان المتطرفين المسيحيين قاموا بذبحهم في عام 629، واصطحب ذلك فرار الناجين إلى مصر. وفي نهاية الامر انتهى حكم البيزنطيين (الإمبراطورية الرومانية الشرقية) على المنطقة لصالح الجيوش العربية المسلمة في عام 637، عندما اكمل [[عمر بن الخطاب]] غزو عكا.
 
= العصور الوسطى =
سطر 107:
المقالة الرئيسية: [[تاريخ اليهود في العراق]]
 
ستصبح [[بلاد بابل|بابليون]] (العراق حالياً) محور اليهودية لأكثر من 1000 عام من بعد تاريخ سقوط القدس على يد الجيوش العربية. فقد بدأت اولأول جالية يهودية في بابليون مع نفي سبط يهوذا إلى بابليون على يد [[يهويا كين|يهوياكين]] عام 597 قبل الميلاد، وذلك بعد تدمير الهيكل في القدس عام 586 قبل الميلاد.<ref name="مولد تلقائيا11">[מרדכי וורמברנד ובצלאל ס רותת "עם ישראל – תולדות 4000 שנה – מימי האבות ועד חוזה השלום", ע"מ 95. (ترجمة: مردخاي ميرفبراند، وبيتزاليل س. روث – "شعب إسرائيل – تاريخ 4000 عام – من أيام الآباء الأوائل حتى معاهدة السلام"، 1981، صفحة 95)</ref> كما هاجر العديد من اليهود إلى بابليون في عام 135 ميلادي بعد [[ثورة بار كوخبا|تمرد بار كوخبا]]، واستمرت الهجرة إليها لقرون بعد ذلك.<ref name="مولد تلقائيا11" /> لقد أصبحت بابليون مركز الحياة اليهودية حتى القرن الثالث عشر، ففي هذه البلاد قد تم تأسيس بعضاً من اكبرأكبر وابرز المدن والمجتمعات اليهودية. فقد كانت بابليون بحلول القرن الأول الميلادي تمتلك بالفعل نمو سكاني متزايد<ref name="مولد تلقائيا11" /> يقدر بنحو 1,000,000 يهودي، الذين بدورهم تزايدوا إلى ما يقدر بنحو 2,000,000<ref name="مولد تلقائيا7">د. سليمان جرايزيل، تاريخ اليهود: منذ تدمير يهوذا عام 586 قبل الميلاد حتى الصراع العربي الإسرائيلي الحالي، صفحة 137.</ref> في الفترة بين عام 200 وعام 500 ميلادياً، وذلك بفضل النمو الطبيعي وهجرة مزيد من اليهود من ارض إسرائيل، مما شكل ما يصل إلى حوالي سدس سكان العالم من اليهود في ذلك العصر.<ref name="مولد تلقائيا7" /> وهناك كان اليهود يكتبون [[تلمود|التلمود]] البابلي باللغات التي يستخدمونها في بابليون القديمة: [[اللغة العبرية|العبرية]] [[اللغة الآرامية|والآرامية]]. وقام اليهود بتأسيس الاكاديمية التلمودية في بابليون، كما انها تُعرف ايضاً باسم الاكاديمية الجاءونيمية (وكلمة "جاءونيم" تعني "عظمة" اوأو "عبقرية" وذلك في اللغة العبرية التوراتية)، والتي أصبحت مركز المعرفة اليهودية وتطوير القانون اليهودي في بابليون في الفترة من 500 إلى 1038 ميلادياً تقريباً. وكان اشهرأشهر اكاديميتين هما اكاديمية بومبيديتا واكاديمية سورة. كما تم ايضاً العثور على مدرسة يشيفوت الرئيسية في [[نيهارديا]] وماهوزا. وأصبحت اكاديميات [[يشيفا]] التلمودية جزء لا يتجزأ من الثقافة والتعليم اليهودي، واستمر اليهود في انشاء اكاديميات يشيفا في أوروبا الشرقية والغربية، وشمال افريقيا؛ وفي القرون المتأخرة في أمريكا وغيرها من البلاد حول العالم حيث يعيش اليهود في الشتات. ويستمر دراسة التلمود في اكاديميات يشفيا حتى اليوم، والتي يقع معظمها في الولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية [[إسرائيل|وإسرائيل]].
 
لقد جاءت هذه الاكاديميات التلمودية [[يشيفا|اليشيفية]] بعد عصر الآمورايم ("المفسرون") – حكماء التلمود الذين كانوا نشطاء (في كلاً من [[أرض إسرائيل|ارض إسرائيل]] وبابليون) خلال نهاية عصر ختم [[مشناه|المشناه]] وحتى عصر ختم التلمود (220 – 500 ميلادياً)، واتباع السافورايم ("العقلاء") – حكماء بيت مدراش (أماكن دراسة التوراة) في بابليون منذ نهاية عصر الاموريام (القرن الخامس الميلادي) حتى بداية عصر [[جاءونيم|الجاءونيم]]. وقد كان الجاءونيم (بالعبرية: גאונים) هم رؤساء الكليات الحاخامية (الربانية) الكبرى لكلاً من اكاديمية سورة واكاديمية بومبيديتا، الذين كانوا القادة الروحانيين المقبولين بشكل عام في المجتمعات اليهودية عالمياً في بداية العصور الوسطى، وذلك على النقيض من [[رأس الجالوت|ريش جالوت]] (المنفيون) الذين مارسوا السلطة العلمانية على اليهود في الأراضي الإسلامية. فوفقاً للتراث اليهودي ريش جالوت كانوا من نسل ملوك يهوذا، وذلك هو سبب معاملة ملوك [[فرثيا|بارثيا]] لهم معاملة فيها قدر كبير من الشرف.<ref name="مولد تلقائيا11" />
 
إن اكاديمية يشيفوت البابلية بالنسبة ليهود العصور القديمة المتأخرة واوائل العصور الوسطى كانت تودي إلى حد كبير نفس وظيفة اكاديمية [[سنهدرين|سنهدريم]] القديمة التي كانت تمثل مجلس المرجعيات الدينية اليهودية. ولقد تم تأسيس الاكاديميات الدينية اليهودية في بابل قبل الإسلام في عهد الاسرة الزرادشتية الساسانية، وكانت لا تقع بعيداً عن العاصمة الساسانية قطسيفون، التي كانت في ذلك العصر اكبرأكبر مدينة في العالم. وقد عملت هذه الاكاديميات بعد الغزو الإسلامي لفارس في القرن السابع الميلادي لمدة 400 عام تحت حكم الخلافة الإسلامية. وكان اولأول جاءون لأكاديمية سورة هو مار بار راب تشانان الذي تولى هذا المنصب عام 609، وفقاً لجاءون اكاديمية بومبيديتا شيريرا. وكان اخر جاءون لأكاديمية [[سورة]] هو صموئيل بن حوفني، الذي توفي في عام 1034؛ كما كان اخر جاءون لأكاديمية بومبيديتا هو حزقيا جاءون، الذي تم تعذيبه حتى الموت في عام 1040؛ وبناء عليه فإن نشاط الجاءونيم يغطي فترة تقترب من 450 عاماً.
 
وكانت [[نيهارديا]] احدأحد اهمأهم مقرات اليهودية البابلية، وهي كانت آنذاك مدينة كبيرة جداً معظم سكانها من اليهود.<ref name="مولد تلقائيا11" /> وكان يُعتقد ان اقدم كنيست يهودي قام ببنائه الملك يهوياكين كان يقع في نيهارديا. وكان يوجد كنيست آخر في هوزال بالقرب من نيهارديا، ولا تبعد عما يريد النظر إلى انقاض اكاديمية عزرا. ولقد دخل أكيبا في نقاش حول قانون الزواج (المشناه) مع عالم مقيم في نيهارديا فور وصوله إليها في مهمة من السنهدرين، وذلك في الفترة التي سبقت حكم هادريان. وكان يوجد في نفس الوقت في نصيبين (شمال [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]]) كلية من الكليات اليهودية الممتازة، وكان يجلس على رأسها يهوذا بن باتيرا، وكانت يجد فيها الكثير من العلماء اليهود ملجأً في وقت الاضطهاد. وقد حصلت ايضاً احدأحد المدارس اليهودية في نيهار-بيكود على شكل من اشكال الأهمية المؤقتة، وهي مدرسة قام بتأسيسها المهاجر اليهودي حنانيا ابن شقيق جوشوا بن حنانيا، وهي المدرسة التي قد تكون سببت الشقاق بين اليهود البابليين ويهود ارض إسرائيل حيث لم تقم المرجعيات اليهودية حازمة بفحص طموح حنانيا.
 
== الفترة البيزنطية (324-638 ميلادياً) ==
المقالة الرئيسية: [[تاريخ اليهود في الإمبراطورية البيزنطية]]
 
لقد انتشر اليهود ايضاً في جميع ارجاء الإمبراطورية الرومانية، واستمر ذلك الوضع في فترة الحكم البيزنطي، ولكن على نطاق اقل في وسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. فلم تعامل [[الإمبراطورية البيزنطية]] اليهود معاملة جيدة سواء في نظامها العلماني اوأو المسيحي الذي كان يتميز التشدد والإقصاء، وانحدر حال وتأثير يهود الشتات في الامبراطورية انحداراً كبيراً.
 
لقد كانت السياسة المسيحية الرسمية هي تحويل اليهود إلى المسيحية، واستخدم القادة المسيحيين قوة روما الرسمية لتحقيق غايتهم. فتمرد اليهود في عام 351 ميلادياً على الضغوط الإضافية التي مارسها عليهم حاكمهم [[قنسطانطيوس غالوس|قسطنطينوس جالوس]]. فقام جالوس بقمع هذا التمرد ودمر المدن الرئيسية في منطقة الجليل حيث بدأ التمرد. ولم تتعافي ابداً من هذه الاحداث كلاً من منطقة تسيبوري وليدا (مواقع اكبرأكبر أكاديميات قانونية).
 
لقد أنشأ ناسي في طبرياً (هيليل الثاني) التقويم الرسمي في هذه الفترة، وهو تقوم لا يحتاج إلى رؤية القمر شهرياً. وتم تحديد شهور السنة بدون استمرار سلطة يهودا على التقويم. وبدأت في نفس الوقت تقريباً الاكاديمية اليهودية في طبريا في تجميع مجموعة الميشناه، والبرايتوت، والتوضيحات، والتفسيرات التي تطورت على يد أجيال من العلماء الذين درسوها بعد وفاة يهوذا هانسي. وتم تنسيق النص وفقاً لترتيب المشناه: فكل فقرة من الميشناه كان يتبعها مجموعة من كل التفسيرات، والقصص، وردود الأفعال المصاحبة لما ورد في الميشناه. ويسمى هذا النص [[التلمود اليروشلمي|بالتلمود المقدسي]].
سطر 126:
لقد نال يهود يهودا فترة راحة قصيرة من الاضطهاد الرسمي خلال فترة حكم الإمبراطور [[يوليان المرتد|جوليان المرتد]]. فقد كانت سياسة جوليان هي إعادة الإمبراطورية الرومانية إلى الهيلينية، وشجع اليهود على إعادة بناء القدس. ونظراً لعدم استمرار حكم جوليان إلا في الفترة من 361 إلى 363 ميلادياً، فإن اليهود لم يتمكنوا من إعادة بناء القدس بكفاءة قبل استعادة الحكم الروماني المسيحي على الإمبراطورية. وازدادت حدة الخطاب المسيحي ضد اليهود بداية من عام 398 ميلادياً مع تكريس [[يوحنا ذهبي الفم|القديس يوحنا ذهبي الفم]] [[بطريرك|بطريكاً]]؛ فقد خطب مواعظ بعناوين من امثال "ضد اليهود"، "وعلى تمثال هوميلي السابع عشر،" حيث خطب يوحنا ضد "المرض اليهودي".<ref>ويندي ماير، وبولين ألين، يوحنا ذهبي الفم: آباء الكنيسة الأوائل (لندن، 2000)، صفحات 113، 146.</ref> وساهمت لغة الكراهية تلك في خلق مناخ من عدم الثقة والكراهية ضد المستوطنات اليهودية الكبيرة، مثل تلك التي كانت موجودة في [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|انطاكية]] [[القسطنطينية|والقسطنطينية]].
 
لقد اصدر [[ثيودوسيوس الأول|الامبراطور ثيودوسيوس]] مجموعة من المراسيم في بداية القرن الخامس الميلادي تؤسس لاضطهاد اليهود على المستوى الرسمي. فلم يُسمح لليهود بان يمتلكوا عبيداً، اوأو ان يبنوا معابد جديدة، أو ان يشغلوا مناصب عامة، أو يرفعوا قضايا بينهم وبين غيرهم من الديانات الأخرى. كما تم اعتبار التزاوج بين اليهودي وغير اليهودي جريمة كبرى، مثلها مثل تحول المسيحيين إلى اليهودية. وقد تخلص ثيودوسيوس من [[سنهدرين|السنهدريم]] والغى منصب "ناسي". وقد قامت السلطات في عهد [[جستينيان الأول|الإمبراطور جستنيان]] بفرض مزيد من القيود على حقوق اليهود المدنية،<ref>Cod., I., v. 12</ref> والتعرض لامتيازاتهم الدينية.<ref>Procopius, ''Historia Arcana'', 28</ref> وتدخل الامبراطورالإمبراطور في شئون الكنيسة الداخلية،<ref>Nov., cxlvi., Feb. 8, 553</ref> فعلى سبيل المثال قام بتحريم استخدام اللغة العبرية في طقوس العبادة الإلهية. ومن يخالف هذه القيود كان يتعرض للعقوبات البدنية، والنفي، وخسارة الممتلكات. وقد تم اجبار يهود بوريوم – التي لا تقع على مسافة بعيدة من ترتس الكبرى – على اعتناق الدين المسيحي وتحويل معابدهم اليهودية إلى كنائس مسيحية بعد ان قاوموا حملة القائد البيزنطي [[بيليساريوس]] على [[وندال|الفاندال]].<ref>Procopius, ''De Aedificiis'', vi. 2</ref>
 
لقد كان للإمبراطور جستنيان وخلفائه اهتمامات اكثرأكثر أهمية خارج حدود يهودا، ولم يكن لديه من القوات ما يكفي لتطبيق هذه اللوائح بالقوة. وكانت نتيجة ذلك ان شهد القرن الخامس الميلادي موجه من المعابد اليهودية الجديدة يتمتع العديد منها بأرضيات فسيفسائية جميلة. فقد استخدم اليهود اشكال غنية من فنون الثقافة البيزنطية. فقد صورت الفسيفساء اليهودية في هذه الفترة الاشخاص، والحيوانات، والشمعدانات، والبروج، والشخصيات التوراتية. ونجد من ضمن تلك الارضيات امثلة ممتازة في معابد بيت الفا (التي تتضمن مشهد لإبراهيم وهو يضحي بكبش بدلاً من ابنه إسحاق بجوار دائرة البروج)، وتيبريوس، وبيت شين، وتسيبوري.
 
لم يستمر الوجود اليهودي المزعزع تحت الحكم البيزنطي طويلاً، ويرجع سبب ذلك بشكل كبير إلى انفجار الدين الإسلامي من شبه الجزيرة العربية النائية (حيث استقر عدد كبير من اليهود فيها، انظر المزيد من المعلومات في مقالة [[تاريخ اليهود تحت الحكم العربي|تاريخ اليهود تحت الحكم الاسلامي]]). فقد طردت [[خلافة إسلامية|الخلافة]] [[مسلم|الإسلامية]] البيزنطيين من الأرض المقدسة (اوأو [[المشرق (الشرق الأدنى)|بلاد الشام]]، التي تعرف الآن باسم إسرائيل، والأردن، ولبنان، وسوريا) في خلال بضع سنوات من انتصارهم في [[معركة اليرموك|موقع اليرموك]] عام 636 ميلادياً. وفر عدد كبير مما تبقى من الأراضي البيزنطية من اجل الإقامة في دولة الخلافة على مدى القرون اللاحقة.
 
إن حجم المجتمع اليهودي في الإمبراطورية البيزنطية لم يتأثر بمحاولة بعض الاباطرة (ابرزهم هو جستنيان) تحويل يهود الاناضول بالقوة إلى المسيحية، حيث لم تحقق هذه المحاولات نجاحاً كبيراً.<ref>ج. اوستروجورسكي، تاريخ الدولة البيزنطية.</ref> ويواصل المؤرخون البحث عن وضع اليهود في اسيا الصغرى تحت الحكم البيزنطي. (للحصول على عينة من الآراء انظر على سبيل المثال ج. ستار "اليهود في الإمبراطورية البيزنطية، 641-1204"؛ س. بومان، "يهود بيزنطة"؛ "حول بيزنطة المبكرة"؛ "البيزنطيين واليهود"، "بيزنطة والدراسات اليونانية الحديثة 20 (1996)). ولم يتم تسجيل أي اضطهاد ممنهج في بيزنطة من النوعية المزمنة المرتبطة بأوروبا الغربية (المذابح، والطرد الجماعي، وما إلى ذلك).<ref>تاريخ جامعة أكسفورد حول بيزنطة، تحرير سي. مانجو.</ref> فقد ظل عدد كبير من سكان يهود [[القسطنطينية]] في أماكنهم بعد غزو المدينة بقيادة [[محمد الفاتح|محمد الثاني]].
سطر 147:
إن اليهود – وفقاً للجغرافي العربي [[شمس الدين المقدسي|المقدسي]] – قد عملوا في "مقايضة العملات المعدنية، والصباغة، والدباغة، والمصارف".<ref name="مولد تلقائيا3">جوزيف إي كاتز (2001). "استمرار الوجود اليهودي في الأرض المقدسة". EretzYisroel.Org. تمت المراجعة في 12 أغسطس، 2012.</ref> وخدم العديد من اليهود في نظام الخلافة [[الدولة الفاطمية|الفاطمية]].<ref name="مولد تلقائيا3" /> ويعتقد البروفيسور موشيه جيل ان غالبية سكان المنطقة في زمن الغزو العربي بالقرن السابع الميلادي كانت من اليهود والمسيحيين.<ref>موشيه جيل، تاريخ فلسطين: 634-1099 صفحة 170، 220-221.</ref>
 
لقد عاش اليهود خلال هذه الفترة في مجتمعات مزدهرة في جميع انحاء بابليون القديمة. واكاديميات يشيفا البابلية في العهد الجاءونيمي كانت المراكز الرئيسية لتعليم الدين اليهودي؛ [[جاءونيم|والجاءونيمين]] (كلمة جاءونيم تعني اما "العظمة" اوأو "العبقرية") رؤساء تلك المدارس كان يتم اعتبارهم المراجع العليا في القانون اليهودي.
 
لقد اقر المسلمين في القرن السابع الميلادي ضريبة [[خراج (ضريبة)|خراج]] الأراضي، التي أدت إلى هجرة جماعية لليهود البابليين من الريف على المدن، كما حدث في الهجرة إلى [[بغداد]]. وادى ذلك بدوره إلى مزيد من الثروة والتأثير الدولي، فضلاً عن نظر عالمية من المفكرين اليهود من أمثال [[سعيد الفيومي]]، الذين من هذه اللحظة انخرطوا بعمق في الفلسفة الغربية للمرة الأولى. وعندما ضعفت [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] وانحطت مدينة [[بغداد]] في القرن العاشر الميلادي، هاجر العديد من اليهود البابليين إلى منطقة [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]]، مما ساعد في انتشار عادات اليهود البابليين في جميع ارجاء العالم اليهودي.<ref>مارينا روستو، بغداد في الغرب: الهجرة وصناعة التراث اليهودي في القرون الوسطى.</ref>
سطر 173:
لقد تم شن هجمات صليبية على اليهود في المنطقة المحيطة بهايدلبرغ. وحدثت خسائر فادحة في أرواح اليهود. وتم اجبار العديد منهم على التحول إلى المسيحية، كما انتحرت منهم الكثير ليتجنب المعمودية. وكان الدافع الأساسي الذي يقف خلف اختيارهم للانتحار هو ادراكهم بانهم فور ذبحهم سيتم تربية أبنائهم تربية مسيحية. فقد كان اليهود يعيشون وسط الأراضي المسيحية وشعروا بهذا الخطر بشدة.<ref>ابراهام مالامات (1976). تاريخ الشعب اليهودي. مطبعة جامعة هارفارد، صفحة 416. ISBN 978-0-674-39731-6</ref> وتعتبر هذه المذبحة الأولى في سلسلة من الاحداث المعادية للسامية التي بلغت ذروتها في الهولوكوست.<ref>ديفيد نيرنبرغ (2002). تحرير جيرد ألتوف. مفاهيم العصور الوسطى عن الماضي: الطقوس، والذاكرة، والتاريخ. يوهانس فرايد. مطبعة جامعة كامبريدج، صفحة 279-. <nowiki>ISBN 978-0-521-78066-7</nowiki>.</ref> وشعر السكان اليهود بان جيرانهم وحكامهم المسيحيين قد تخلوا عنهم خلال هذه المذابح وفقدوا الايمان بكل الوعود والمواثيق.<ref>ابراهام مالامات (1976). تاريخ الشعب اليهودي. مطبعة جامعة هارفارد، صفحة 419. ISBN 978-0-674-39731-6</ref>
 
لقد اختار العديد من اليهود ان يدافعوا عن انفسهم. إلا ان وسائل التي كانت متاحة لديهم لكي يدافعوا عن انفسهم كانت محدودة ولم يساهم هذا القرار إلى في زيادة خسائرهم البشرية. وثبت من ناحية أخرى ان محاولات الاجبارالإجبار على التحول إلى المسيحية كانت غير فعالة. فقد ارتد كثيراً من اليهود إلى عقيدتهم الاصلية فيما بعد. واحتج البابا على هذا الامر إلا ان الامبراطورالإمبراطور هنري الرابع سمح بتلك الانتكاسات.<ref name="مولد تلقائيا8" /> وبدأت حقبة جديدة من المجازر اليهودية في العالم المسيحي. فقد حافظ اليهود على عقيدتهم من الضغوط الاجتماعية، وعليهم الان ان يحافظوا عليها من حد السيف. وقد أدت المجازر التي حدثت اثناء الحملات الصليبية إلى تقوية اليهود روحياً من الداخل. وكانت وجهة النظر اليهودية ان هذا الصراع كان صراعاً اسرائيلياً لتقديس اسم الله.<ref>ابراهام مالامات (1976). تاريخ الشعب اليهودي. مطبعة جامعة هارفارد، صفحة 414. ISBN 978-0-674-39731-6</ref>
 
لقد ساعد اليهود العرب في الدفاع عن القدس في مواجهة [[حملات صليبية|الصليبيين]] عام 1099 ميلادياً.<ref name="مولد تلقائيا8" /> وعندما سقطت المدينة جمع الصليبيين العديد من اليهود في كنيسة يهودية واضرموا فيها النيران. اما في حيفا فقد دافع اليهود بمفردهم تقريبا عن المدينة في مواجهة الصليبيين، وصمدوا لمدة شهر كامل، (يونيو – يوليو 1099).<ref name="مولد تلقائيا3" /> ففي ذلك الوقت انتشرت التجمعات اليهودية في جميع انحاء البلاد، ويتضمن ذلك القدس، وطبرية، والرملة، وعسقلان، والقيصرية، [[غزة|وغزة]]. وبما انه تم منع اليهود من امتلاك الأراضي خلال فترة الحملة الصليبية، فقد عملوا في التجارة في منطقة المدن الساحلية خلال فترات السكون. وكان معظمهم من الحرفيين: فاشتغلوا في [[صيدا]] في صناعة الزجاج، وفي صناعة الفراء والدباغة في القدس.<ref name="مولد تلقائيا3" />
سطر 181:
لقد كتب [[موسى بن ميمون]] انه زار القدس في عام 1165 وذهب إلى جبل الهيكل حيث صلى في "البيت المقدس العظيم".<ref>سيفر هشارديم ميتزفات تشوفا الفصل الثالث.</ref> كما اقام موسى بن ميمون لنفسه ولأبنائه عطلة سنوية في السادس من تششفان احياءً لذكرى اليوم الذي صعد فيه إلى جبل المعبد، ويوم آخر في التاسع من تششفان، احياءً لذكرى الصلاة في كهف الآباء ([[المسجد الإبراهيمي|الحرم الابراهيمي]]) في [[الخليل]].
 
لقد اصدر [[يهوذا اللاوي|يهودا هاليفي]] دعوة لليهود في عام 1141 للهجرة إلى ارض إسرائيل، وقام بنفسه بتنفيذ هذه الرحلة الطويلة. ووصل من [[قرطبة]] إلى [[الإسكندرية]] في مصر بعد ان قطع طريق عاصف، ورحب به الأصدقاء والمعجبون ترحيباً يملئه الحماس عند وصوله إليها. وعندما وصل إلى [[دمياط]] كان عليه ان يصارع رغبات قلبه وتوسلات صديقه حلفون هاليفي بالبقاء في [[مصر]]، حيث سيكون في حلٍ من القمع وعدم التسامح الذي سيلقاه في الأرض المقدسة. إلا انه بدأ رحلته براً عبر الطرق الوعرة. وقابله على طول الطريق يهود من [[صور (لبنان)|صور]] [[دمشق|ودمشق]]. وتروي الأسطورة اليهودية انه عندما اقترب من القدس، تغلب عليه مشهد المدينة المقدسة وقام بغناء اجملأجمل مرثاة له، الاحتفال الصهيوني، (صهيون ها لو تشعلي). وفي تلك اللحظة ركض احدأحد العرب خارجاً بحصانه من البوابة وارداه قتيلاً بالخطأ في هذه الحادثة.
 
== الفترة المملوكية (1260-1517 ميلادياً) ==
لقد تم توثيق استيطان [[موشه بن نحمان|موشى بن نحمان]] في المدينة القديمة بالقدس عام 1267. وانتقل إلى [[عكا]] حيث نشط في نشر التعاليم اليهودية، التي كانت مهملة في الأرض المقدسة في هذا الوقت. فجمع التلاميذ حوله في دائرة وتوافد الناس إليه ليسمعوه من كل مكان حتى من منطقة الفرات. وقيل ان [[اليهودية القرائية|اليهود القُرَّائيون]] قد حضروا دروسه، وكان من بينهم هاروون بن يوسف الكبير. وهو من اصبح فيما بعد من اكبرأكبر المراجع القُرَّائية. ولم ينقض وقت قصير منذ وصول موشى بن نحمان إلى القدس حتى وجه رسالة إلى ابنه نحمان يصف فيها دمار المدينة المقدسة. والمدينة المقدسة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها إلا يهوديين يعملون في تجارة الدباغة. ونصح موشى بن نحمان ابنه في خطاب لاحق من مدينة عكا ان يهذب نفسه بالتواضع، واعتبرها أولى الفضائل. وفي خطاب آخر وجهه الىإلى ابنه الثاني الذي كان يشغل منصب في البلاط [[تاج قشتالة|القشتالي]] يوصيه فيه موشى بن نحمان بان يتلوا الصلوات اليومية ويحذره فيها قبل كل شيء من الفجور. وتوفى موشى بن نحمان بعد بلوغه سن السادسة والسبعين، ودُفنت رفاته في [[حيفا]] بجوار قبر يحيئيل باريس.
 
لقد [[عليا (مصطلح)|هاجر]] يحيئيل إلى عكا في 1260، وكان ذلك بصحبة ابنه ومجموعة كبيرة من التابعين.<ref>"التربية اليهودية الصهيونية". Jafi.org.il. 15 مايو، 2005. مُؤرشفة من النسخة الاصلية في 13 أكتوبر، 2008. وتمت مراجعتها في 13 أغسطس، 2012.</ref><ref>"نسخة مُؤرشفة" بصيغة pdf. وتمت ارشفتها من النسخة الاصلية التي كانت بصيغة pdf في 2 مايو، 2014. وتمت مراجعتها في 5 ابريل، 2010.</ref> وهناك أسس الاكاديمية التلمودية مدراش هاجادول دي باريس.<ref>بنيامين ج. سيغال. "القسم الثالث: العصر التوراتي: الفصل السابع عشر: انتظار المسيح". العودة إلى ارض إسرائيل كنقطة محورية في التاريخ اليهودي. JewishHistory.com. تمت ارشفتها من النسخة الاصلية في 27 فبراير، 2012. وتمت مراجعتها في 12 أغسطس، 2012.</ref> ويُعتقد انه توفى هناك في الفترة ما بين عامي 1265-1268. ووصل إلى القدس المُعَلِقُ على [[مشناه|المشناه]] عوبديا بن إبراهيم في عام 1488؛ وكان هذا الحدث علامة مميزة لفترة جديدة خاصة برجوع المجتمع اليهودي على الأرض.
سطر 193:
انظر ايضاً: [[الإسلام واليهودية]]، [[يهود مزراحيون|واليهود المزراحيون]]، [[تاريخ اليهود تحت الحكم العربي|وتاريخ اليهود تحت حكم الاسلام]]
 
لقد كان الحكام المسلمين يعاملون اليهود في العصور الوسطى معاملة افضلأفضل من معاملة الحكام المسيحين بشكل عام. وبغض النظر عن انهم كانوا مواطنين من الدرجة الثانية، إلا انهم لعبوا ادواراً بارزة في قصور الحكام المسلمين، وشهدوا عصراً ذهبياً في [[الأندلس|الاندلس]] حوالي الفترة 900-1100 ميلادياً، على الرغم من ان هذا الوضع تدهور بعد هذه الفترة. فقد [[شغب|اندلعت اعمال شغب]] أدت إلى وفاة يهود في شمال افريقيا عبر فترة امتدت إلى عدة قرون وخصوصاً في [[المغرب]]، [[ليبيا|وليبيا]]، [[الجزائر|والجزائر]]، حيث أدى ذلك في نهاية الامر إلى اجبار اليهود على الإقامة في احياء يهودية.<ref>موريس روماني، وضع اليهود القادمين من البلاد العربية: قضية مهملة، 1977، صفحات 26-27.</ref>
 
لقد ارتكب المسلمون في اسبانيا خلال القرن الحادي عشر مذابح ضد اليهود؛ فهذه المذابح حدثت في قرطبة عام 1011 وفي غرناطة عام 1066 ميلادياً.<ref>"غرناطة". الموسوعة اليهودية. 1906. تمت المراجعة في 12 أغسطس، 2012.</ref> وأصدرت الحكومات [[مصر|المصرية]]، [[سوريا|والسورية]]، [[العراق|والعراقية]]، [[اليمن|واليمنية]] خلال العصور الوسطى قرارات تأمر بتدمير المعابد اليهودية. وكان اليهود في بعض الأوقات يُجبرون على التحول إلى الإسلام اوأو يواجهون الموت في بعض مناطق اليمن، والمغرب، [[بغداد|وبغداد]].<ref>ميشيل بارد (2012). "معاملة اليهود في البلاد العربية/الإسلامية". المكتبة الافتراضية اليهودية. تمت المراجعة في 12 أغسطس، 2012.</ref> [[الدولة الموحدية|فالموحدون]] الذين سيطروا على معظم شبه الجزيرة الايبيرية بحلول عام 1172 قد تفوقوا على [[الدولة المرابطية|المرابطين]] في نظرتهم الأصولية. وتعاملوا مع [[أهل الذمة|الذميين]] بقسوة. وطردوا كلاً من اليهود والمسيحيين من [[المغرب]] واسبانيا الإسلامية. وتحت التهديد بالقتل اوأو التحول إلى الإسلام هاجر الكثير من اليهود.<ref>اللاجئون المنسيون، ارشفة 28 سبتمبر، 2007، في Wayback Machine.</ref> وهرب بعض اليهود إلى الجنوب الشرقي في اتجاه أراضي إسلامية اكثرأكثر تسامحاً – مثل عائلة [[موسى بن ميمون]] – بينما ذهب الاخرون شمالاً ليستقروا في الممالك المسيحية المتنامية.<ref>ريبيكا وينر. "السفارديم". المكتبة الافتراضية اليهودية. تمت الراجعة في 12 أغسطس، 2012.</ref><ref>كريمر، جويل ل.، "موسى بن ميمون: التصور الفكري،" The Cambridge Companion to Maimonides، الصفاحات 16-17 (2005).</ref>
 
== أوروبا ==
سطر 204:
لقد تواجد السكان اليهود في أوروبا منذ العصور المبكرة، وخصوصاً في مناطق الإمبراطورية الرومانية السابقة. وعندما هاجر اليهود الذكور فإن بعضاً منهم قد قام بالتزوج من السكان المحلين احياناً ، وذلك وفقاً لما تبينه عينات النسب الأمومية [[دنا متقدرة|MtDNA]]، مقارنةً بعينات النسب الابوية [[كروموسوم واي|Y-DNA]] التي تم اخذها من بين السكان اليهود.<ref>واد، نيكولاس (14 مايو، 2002). "يوجد في الحمض النووي DNA ادلة جديدة حول جذور اليهودية". نيويورك تايمز. تمت المراجعة في 16 يونيو، 2013.</ref> وهذه المجموعات قد تم ضمها إلى التجار ولاحقاً إلى الافراد اليهود الموجودين في الشتات. ويعود زمن سجلات المجتمعات اليهودية في فرنسا ([[تاريخ اليهود في فرنسا|انظر تاريخ اليهود في فرنسا]])، وألمانيا (انظر [[تاريخ اليهود في ألمانيا|تاريخ اليهود في المانيا]]) إلى القرن الرابع الميلادي، كما لُوحظ وجود مجتمعات كبيرة في اسبانيا تعود إلى عصور اقدم من القرن الرابع الميلادي.
 
يعارض المؤرخ [[نورمان كانتور]] وغيره من علماء القرن العشرين مقولة ان العصور الوسطى كانت تشكل فترات صعبة على اليهود بشكل موحد. فقبل ان تصبح الكنيسة مؤسسة منظمة تنظيماً كاملاً تضم مجموعة متزايدة من القواعد، كان مجتمع القرون الوسطى المبكرة مجتمعاً متسامحاً. فقد كان يعيش في أوروبا حوالي 1.5 مليون يهودي في الفترة بين 800-1100 ميلادياً. ونظراً لعدم كونهم مسيحيين، فلم يتم تضمينهم [[طبقات المجتمع الأوروبي في العصر القديم|كطبقة من طبقات]] النظام الاقطاعيالإقطاعي المُكَون من رجال الدين، والفرسان، والتابعين. وهذا يعني انهم لم يكن عليهم تلبية المتطلبات القمعية التي كان يعاني منها المواطنين العامة من المسيحيين من عمالة وتجنيد عسكري.<ref name="مولد تلقائيا2">نورمان فز كانتور، الفارس الأخير: شفق العصور الوسطى وميلاد العصر الحديث، Free Press، 2004. <nowiki>ISBN 978-0-7432-2688-2</nowiki>, pp. 28–29.</ref> ومن ناحية العلاقات مع المجتمع المسيحي، فإن اليهود كانوا يتمتعون بحماية الملوك والامراء والأساقفة نظراً لخدماتهم الجليلة التي كانوا يقدمونها في مناطقهم: مالياً، وإدارياً، وطبياً. إلا ان افتقارهم للقوة السياسية قد تركهم عرضةً للاستغلال من خلال فرض ضرائب باهظة.<ref>ابنهارد ايسنمان (1999). تحرير ريتشارد بوني. صعود الدولة المالية في أوروبا 1200-1815. مطبعة كلارندون. صفحة 259-. <nowiki>ISBN 978-0-19-154220-6</nowiki>.</ref>
 
لقد قام العلماء المسيحيين المهتمين بالكتاب المقدس بالتشاور مع الحاخامات التلموديين. وعندما ثبتت الكنيسة الرومانية نفسها في الاطارالإطار المؤسسي، تم تأسيس منصب الرهبان الفرنسيسكان والدومينيكان، وكان هناك صعود تنافسي للطبقة الوسطى وسكان المدن المسيحية. وبحلول القرن الرابع عشر، قدم الرهبان والكهنة المحليين مسرحة الشغف خلال العطلة الأسبوعية، والتي صورت اليهود (بالزي المعاصر) وهم يقتلون المسيح، وفقاً للرواية الانجيلية. ومنذ تلك الفترة اصبح اضطهاد وترحيل اليهود مشكلة مزمنة. وبحلول القرن السادس عشر عثر اليهود على أمان نسبي وازدهار متجدد في [[بولندا]] الحالية.<ref name="مولد تلقائيا2" />
 
ان اليهود بعد حلول القرن الرابع عشر عانوا المزيد من التمييز والاضطهاد في أوروبا المسيحية. وكانوا يتشكلون بشكل أساسي من الحضر والمتعلمين. وكان المسيحيون يميلون إلى اعتبارهم – وفقاً لوجهة نظرهم – يتجاهلون بعناد حقيقة العقيدة المسيحية التي يعرفونها من نصوصهم اليهودية. وكان اليهود مدركين بالضغوط المبذولة عليهم لقبول المسيحة.<ref>ابراهام مالامات (1976). تاريخ الشعب اليهودي. مطبعة جامعة هارفرد. الصفحات 412 - <nowiki>ISBN 978-0-674-39731-6</nowiki>.</ref> ونظراً لأن الكنيسة حرمت على الكاثوليكيين اقراض المال مقابل فائدة، فإن بعض اليهود اصبحوا مقرضين مال بارزين. وشاهد الحكام المسيحيين بالتدريج ميزة وجود مثل تلك الطبقة من الناس الذين يستطيعون توفير رأس المال لتحقيق أغراضهم بدون ان يصبحوا معرضين للحرمان الكنسي. ونتيجة لذلك أصبحت تجارة المال في أوروبا الغربية من اختصاص اليهود. إلا ان اليهود في كل مرة تقريباً يحصون فيها على مبالغ كبيرة من خلال المعاملات المصرفية، كان في استطاعة الملك ان يستولي عليها، سواء كان ذلك في حياة اليهود اوأو عند وفاتهم. وهكذا الصبح اليهود امبرياليين "[[خدم البلاط الملكي]]" ومن أملاك الملك، الذي يمكنه ان يقدمهم واملاكهم إلى امراء المدن.  
 
لقد تعرض اليهود بشكل متكرر إلى الذبح والنفي من البلاد الأوروبية المختلفة. وبلغ الاضطهاد ذروته خلال الحملات [[حملات صليبية|الصليبية]]. وتم تدمير المجتمعات اليهودية المزدهرة على ضفاف نهر الراين والدانوب عن بكرة ابيها خلال [[حملة الفقراء الصليبية|حملة الشعب الصليبية]] (1096). وتعرض اليهود الفرنسيين خلال [[الحملة الصليبية الثانية]] (1147) إلى مذابح متكررة. كما تعرضوا ايضاً إلى هجمات قامت بها [[حملة الرعاة الصليبية|حملات الرعاة الصليبية الخاصة بعام 1251]] وعام 1320. واعقبت الحملات الصليبية حملات طرد جماعية، وكان من ضمنها [[طرد اليهود من إنجلترا|طرد اليهود من إنجلترا عام 1290؛]]<ref>روبن آر مونديل (2002). الحل اليهودي في إنجلترا: التجربة والطرد، 1262-1290. مطبعة جامعة كامبريدج. <nowiki>ISBN 978-0-521-52026-3</nowiki>.</ref> ونفي 100,000 يهودي من فرنسا عام 1396؛ وفي عام 1421 تم نفي آلاف اليهود من النمسا. وفي خلال هذه الفترة الزمنية فر العديد من اليهود من أوروبا اوأو تم طردهم، وقاموا بالهجرة إلى بولندا حيث ازدهروا ودخلوا [[تاريخ اليهود في بولندا|عصر ذهبي آخر]].
 
= أوائل العصر الحديث =
لقد حدد المؤرخون الذين يدرسون اليهودية الحديثة أربع مسارات تم من خلالها "عصرنة" اليهود الأوروبيين ومن ثم دمجهم في المسار العام للمجتمع الأوروبي. وكانت المنهجية الشائع هي النظر إلى هذه العملية من خلال عدسة [[عصر التنوير|التنوير]] الأوروبية حيث واجه اليهود الوعود والتحديات التي فرضتها عملية التحرر السياسي. ولقد ركز العلماء الذين يستخدمون هذه المنهجية على طبقتين اجتماعيين بصفتهما نموذجين من نماذج تراجع تأثير التراث اليهودي، وعوامل التغيرات في الثقافة اليهودية التي أدت إلى انهيار [[غيتو|الجيتو]] اليهودي. وكانت اولأول طبقة من هذه الطبقات الاجتماعية هي طبقة يهود البلاط الملكي الذي تم تصويرها على انها رائدة اليهودية العصرية، التي حققت الاندماج والمشاركة في الاقتصاد الرأسمالي الناشئ ومجتمع دول ملكية اوروباأوروبا الوسطى مثل [[ملكية هابسبورغ|امبراطورية هابسبورغ]]. وعلى العكس من يهود البلاط الملكي الكوزموبوليتاني، فإن الطبقة الاجتماعية الثانية التي قدمها مؤرخون يهود العصر الحديث كانت هي طبقة "''المسكل''" (الشخص المتعلم)، نصير [[هسكلة|الحسكلة]] (التنوير). وينظر هذا السرد إلى سعي المسكليين في الدراسات العلمانية والانتقادات العقلانية للتراث الحاخامي (الرباني) على انه واضع الاساس الفكري المتين لعلمنة المجتمع والثقافة اليهودية. والنموذج الراسخ كان هو احدأحد نماذج دخول يهود الاشكناز العصر الحديث من خلال عملية وعي ذاتي للتغريب قادها "مفكرون يهود غير نمطيين كانوا يكتبون بالألمانية". وقد انبثقت عن "الحسكلة" حركات اصلاحية محافظة قامت بزرع بذور [[صهيونية|الصهيونية]] بينما كانت في نفس الوقت تشجع على الاندماج الثقافي داخل البلدان التي اقام فيها اليهود.<ref>"إعادة وضع اطار التاريخ اليهودي". تمت المراجعة في 24 مايو، 2011.</ref> وتقريباً في نفس الوقت الذي كانت تنمو فيه "الحسكلة" كانت تنتشر فيه [[حركة الحاسيديم|اليهودية "الحسيدية"]] كحركة تبشر بنظرة عالمية مختلفة تماما عن "الحسكلة".
 
لقد تم اقتراح مفهوم "يهود الموانئ" في تسعينيات القرن الماضي كمفهوم "المسار العصري البديل" الذي كان يتميز عن مفهوم "[[هسكلة|الحسكلة]]" الأوروبي. فعلى النقيض من التركيز على يهود الاشكناز الالمان، نجد ان مفهوم "يهود الموانئ" كان يركز على يهود السفارديم المتحولين الذين فروا من محاكم التفتيش وأُعيد توطينهم في مدن الموانئ الأوروبية على سواحل البحر الأبيض المتوسط، والسواحل الاطلنطية، والساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية.<ref name="مولد تلقائيا10">فراي، هيلين بي (2002). "يهود الموانئ: المجتمعات اليهودية في مراكز التجارة البحرية الكوزموبوليتانية، 1550-1950". اليهودية الأوروبية. دار نشر فرانك كاس. 36. <nowiki>ISBN 978-0-7146-8286-0</nowiki>. ان يهود الموانئ كانوا طبقة من الطبقات الاجتماعية، التي عادة تنخرط في الملاحة والتجارة البحرية، وانهم (مثل يهود البلاط الملكي) يمكن النظر إليهم على انهم اقدم اليهود المعاصرين. وغالباً ما يصلوا كلاجئين من محاكم التفتيش، وكان يتم السماح لهم بالإقامة كتجار ويُسمح لهم بالتجارة علانية في أماكن مثل أمستردام، ولندن، وتريست، وهامبورج. "وعلاقتهم بيهود الشتات وخبراتهم المتراكمة تكمن بالضبط في مجالات التوسع الخارجي التي كانت في ذلك الوقت محل اهتمام الحكومات التجارية."</ref>
 
== يهود البلاد الملكي ==
المقالة الرئيسية: يهود البلاط الملكي [[شتادلان|والشتادلان]]
 
كان يهود البلاط الملكي من [[يهود|اليهود]] [[مصرف (أموال)|المصرفيين]] اوأو رجال الاعمال الذين يقرضون المال ويديرون الشئون المالية لبعض منازل النبلاء [[مسيحيون|المسيحيين]] [[أوروبا|الأوروبيين]]. ونجد من ما يقابلها من مصطلحات تاريخية الكفلاء [جمع كفيل] اليهود أو [[شتادلان|الشتادلان]].
 
نجد من الأمثلة التي انبثق عنها ما يُعرف بيهود البلاط الملكي عندما استخدم الحكام المحليون خدمات المصرفيين اليهود في الحصول على قروض قصيرة الأمد. فقد قاموا بإقراض المال للنبلاء وخلال هذه العملية اكتسبوا نفوذاً اجتماعياً. وقد قام مديرين اعمال نبلاء يهود البلاط الملكي بتوظيفهم [[مستثمر|كممولين]]، وموردين، [[دبلوماسي (شخص)|ودبلوماسيين]]، ووكلاء تجاريين. وكان في مقدرة يهود البلاط الملكي استخدام صلاتهم العائلية، والروابط بين بعضهم البعض في تزويد رعاتهم بالطعام، والسلاح، والذخيرة، والمعادن النفيسة، بالإضافة إلى أشياء أخرى. ونجد ان يهود البلاط الملكي في مقابل هذه الخدمات اكتسبوا امتيازات اجتماعية تصل إلى الحصول على مكانة النبلاء لأنفسهم، وإمكانية الإقامة خارج الجيتو اليهودي. كما أراد بعض النبلاء إبقاء المصرفيين الذين يتعاملون معهم داخل بلاط قصورهم. ونظراً لانهم كانوا تحت حماية النبلاء فتمتعوا بإعفائهم من المظلة القضائية [[حاخام|الحاخامية]] (الربانية).
 
لقد جمع يهود البلاط الملكي اموالاً شخصية طائلة واكتسبوا نفوذاً سياسياً، واجتماعياً منذ العصور الوسطى. واحياناً كانوا شخصيات بارزة في مجتمعهم اليهودي المحلي، وكان في مقدورهم استخدام نفوذهم في الحماية والتأثير على إخوانهم في الدين. واحياناً كانوا هم الوحيدين من اليهود الذين في إمكانهم التعامل مع المجتمع المحلي الراقي وتقديم التماسات اليهود إلى الحكام. ومع ذلك فإن صلاتهم وتأثيرهم الأساسي في العالم المسيحي كان من خلال وكلاء اعمالهم المسيحيين. وادى وضع اليهود غير المستقر الىإلى ان بعض النبلاء كان في إمكانهم بمنتهى البساطة تجاهل ديونهم. وعند وفاة الرعاة النبلاء فإن مموليهم اليهود كانوا عرضة للنفي أو الإعدام.
 
== اسبانيا والبرتغال ==
سطر 232:
المقالة الرئيسية: يهود الموانئ
 
يصف مصطلح يهود الموانئ اليهود الذين انخرطوا في الملاحة والاقتصاد البحري الأوربي، وخصوصاً في القرن السابع عشر والثامن عشر. وتقترح هيلين فراي انه من الممكن اعتبارهم "اولأول اليهود المعاصرين". ووفقا لها فغالبية يهود الموانئ وصلوا "كلاجئين من محاكم التفتيش" وكيهود مطرودين من شبه الجزيرة الايبيرية. وتم السماح لهم بالإقامة في المدن الساحلية كتجار تم منحهم الاذن بالتجارة في موانئ مثل أمستردام، ولندن، وتريست، وهامبورج. كما لاحظت فراي ان علاقاتهم [[الشتات اليهودي|بيهود الشتات]] وخبرتهم في التجارة البحرية جعلتهم محل اهتمام خاص بالحكومات التجارية في أوروبا.<ref name="مولد تلقائيا10" /> ويصف لويس دوبين يهود الموانئ بانهم تجار يهود من الذين "تم تقديرهم لمشاركتهم في التجارة البحرية الدولية التي ازدهرت فيها هذه الدول".<ref>دوبين، يهود موانئ هامبورج تريست: السياسات المطلقة، وثقافة التنوير، مطبعة جامعة ستانفورد، 1999، صفحة 47.</ref> ووصف سوركين وآخرون المظهر الثقافي-الاجتماعي لهؤلاء الرجال بانه يتميز بالمرونة تجاه الدين وان "ممانعة الكوزموبوليتانية كانت امراً غريباً على كلاً من تراث وإنارة الهوية اليهودية".
 
سيطر التجار اليهود على تجارة الشوكولاتة والفانيليا من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر، وقاموا بتصديرها إلى المراكز اليهودية عبر أوروبا، وبشكل خاص أمستردام، وبايون، وبوردو، وهامبورج، وليفورنو.<ref>موسوعة الطعام اليهودي، جيل ماركس، HMH، 17 نوفمبر، 2010.</ref>
سطر 239:
المقالة الرئيسية: [[تاريخ اليهود في الدولة العثمانية|تاريخ اليهود في الإمبراطورية العثمانية]]
 
ان اليهود في خلال الفترة الكلاسيكية من الإمبراطورية العثمانية (1300-1600) – جنباً إلى جنب معظم جاليات الإمبراطورية – تمتعوا بمستوى معين من الازدهار. وكانوا، مقارنة بغيرهم من الرعايا العثمانيين، هم القوة التجارية المسيطرة فضلاً عن المناصب الدبلوماسية وغيرها من المناصب العليا. وكان اليهود في القرن السادس على وجه الخصوص اكثرأكثر المسيطرين على الدخن، ويمكن القول بأن ذروة النفوذ اليهودي كان في تعيين [[يوسف ناسي|جوزيف ناسي]] في منصب [[سنجق بكي|سنجق باي]] (رتبة من رتب الحكم لا تمنح عادة إلا للمسلمين) على جزيرة [[ناكسوس]].<ref>تشارلز ايساوي، وديمتري جونديكاس؛ اليونانيون العثمانيون في عصر القومية، برينستون (1999).</ref>
 
لقد كان يوجد ثلاثون جالية يهودية في حيفا، وششم، والخليل، ورام الله، وغزة، والقدس والعديد من المدن الشمالية في زمن [[معركة اليرموك|موقعة اليرومك]] عندما وقعت بلاد الشام تحت حكم المسلمين. وأصبحت صفدا المركز الروحي لليهود التي تم فيها تجميع [[شولحان عاروخ]] والعديد من نصوص [[قبالة (يهودية)|القبالة]]، وبدأت فيها عام 1577 اولأول مطبعة في غرب اسيا.
 
إن اليهود كانوا يعيشون في المنطقة الجغرافية الخاصة بآسيا الصغرى (تركيا الحديثة، وبمزيد من الدقة الجغرافية اما الاناضول اوأو اسيا الصغرى) لمدة تصل إلى اكثرأكثر من 2,400 عاماً. وما تمتعوا به من الازدهار الأول في العصور الهيلينية تلاشى تحت الحكم البيزنطي المسيحي، إلا انه كان ينتعش في بعض الأوقات تحت حكم بعض الحكام المسلمين الذين ازاحوا حكام القسطنطينية وحلوا محلهم. وكانت تركيا في معظم الفترة [[الدولة العثمانية|العثمانية]] ملازاً آمناً لليهود الفارين من الاضطهاد، واستمرت تحتوي على تعداد صغير من السكان اليهود حتى اليوم. وقام جي. إي. فون جرونيباوم بتلخيص الوضع الذي تمتع فيها اليهود بكلاً من الانتعاش الثقافي والاقتصادي في بعض الأوقات والاضطهاد على نطاق واسع في أوقات أخرى:
 
سوف لا يكون من الصعب جمع أسماء عدد كبير من الرعايا أو المواطنين اليهود الذين عاشوا في الأراضي الإسلامية وحصلوا على مراتب عليا في السلطة، ونفوذ مالي ضخم، وانجازات فكرية كبيرة معترفٌ بها؛ ويمكن عمل نفس الشيء مع المسيحيين. إلا انه سوف لا يكون من الصعب ايضاً تجميع قائمة طويلة من الاضطهاد، أو المصادرة التعسفية، أو محاولات التحول القسري، اوأو المذابح.<ref>جي. فون جرونيباوم، اليهود الشرقيين تحت الحكم الإسلامي، 1971، صفحة 369.</ref>
 
== بولندا ==
لمزيد من المعلومات: [[تاريخ اليهود في بولندا]]
 
لقد كان يوجد عدد كبير من السكان اليهود في [[أوروبا الغربية|غرب]] [[أوروبا الوسطى|ووسط أوروبا]] في القرن السابع عشر. فقد احتوت بولندا المتسامحة نسبياً على اكبرأكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا يعود تاريخ وجودهم فيها منذ القرن الثالث عشر الميلادي، الذين تمتعوا بالازدهار والحرية النسبية لمدة 400 عاماً تقريباً. ومع ذلك انتهي هذا الوضع الهادئ عندما قام القوقاز الأوكرانيون بذبح مئات الآلاف من يهود بولندا وليتوانيا الذين كانوا يعيشون في [[الكومنولث البولندي الليتواني|الكومنولث البولندي-الليتواني]]، وذلك خلال [[انتفاضة شميلنكي|انتفاضة الشميلنكي]] (1648) والحرب السويدية (1655). ونتيجة لهذه الاحداث وغيرها من الاضطهادات انتقل اليهود مرة أخرى إلى اوروباأوروبا الغربية في القرن السابع عشر، ولاسيما إلى [[أمستردام]]. وتم إلغاء اخر حظر على إقامة اليهود في وسط الامة الأوروبية عام 1654، ومع ذلك ما زالت تحدث عمليات طرد متكررة لليهود من بعض المدن، وغالباً ما كانت تفرض قيود على اليهود من امتلاك الأراضي، اوأو يتم اجبارهم على العيش في [[غيتو|جيتوهات]].
 
لقد انقسم سكان بولندا اليهود بين [[الإمبراطورية الروسية]]، [[الإمبراطورية النمساوية المجرية|ونمسا المجرية]]، [[بروسيا|وبروسيا]] الألمانية مع [[تقاسم بولندا|تقسيم بولنداً]] في أواخر القرن الثامن عشر.
 
== عصر التنوير الأوروبي والحسكلة (القرن الثامن عشر) ==
لقد حدثت تغيرات كبرى داخل المجتمع اليهودي خلال عصر [[عصر النهضة|النهضة والتنوير الأوربي]]. فلقد دفعت حركة [[هسكلة|الحسكلة]] – بالتوازي مع حركة التنوير الاوسع نطاقاً – المجتمع اليهودي في القرن الثامن عشر على البدء في شن حملة للتحرر من قيود القوانين اليهودية والاندماج داخل المجتمع الأوروبي الاوسع. فتمت إضافة التعليم العلماني والعلمي إلى تعاليم التراث الديني الذي يتلقاه الطلبة، وبدا زيادة الاهتمام بالهوية القومية اليهودية، بما في ذلك ايحاء دراسة التاريخ اليهودي واللغة العبرية. وانبثقت عن الحسكلة حركات الإصلاح والمحافظة، وزرعت بذور الصهيونية، كما انها في نفس الوقت شجعت الاستيعاب الثقافي داخل البلاد التي يقيم فيها اليهود. إلا انه قد تم ولادة حركة أخرى في نفس الوقت تقريباً، وهي حركة تبشر بكل ما هو مضاد تقريباً لحركة الحسكلة، وهي [[حركة الحاسيديم|اليهودية الحسيدية]]. فبدأت الحسيدية في القرن الثامن عشر على يد [[بعل شيم توف|الحاخام الرباني إسرائيل بعل شيم طوف]]، واكتسب سريعاً اتباعاً نظراً لمقاربتها من التصوف الديني. فتلك الحركتين مع مقاربة التراث الأرثوذوكسيالأرثوذكسي إلى اليهودية التي انبثقوا منها قد شكلوا أساس الانقسامات المعاصرة داخل الالتزام اليهودي.
 
وكان العالم الخارجي يتغير في نفس الوقت، وبدأت المناقشات حول إمكانية تحرر اليهود (منحهم حقوقاً متساوية). وكانت اولأول دولة تفعل ذلك هي فرنسا خلال [[الثورة الفرنسية]] عام 1789. وكانت من المتوقع ان يستوعب اليهود تلك التغيرات لا ان يستمروا في التقيد بتراثهم. ويتجلى هذا التناقض في الخطبة الشهيرة لكليرمونت ونيري امام الجمعية الوطنية عام 1789:
 
يجب ان نرفض كل شيء يتعلق باليهود كأمة، ونمنح كل شيء لليهود افراداً. ولابد ان نسحب الاعتراف من قضاتهم؛ فلا ينبغي إلا ان يكون لهم إلا قضاتنا. يجب ان نرفض الحماية القانونية للمحافظة على ما يعرف بتنظيمهم اليهودي؛ وينبغي ان لا يُسمح لهم سواء بتشكيل هيئة سياسية ام أي نظام داخل الدولة. يجب ان يكونوا مواطنين بشكل فردي. إلا ان البعض سيقول لي، انهم لا يريدون ان يكونوا مواطنين. حسناً! إذا كانوا لا يريدون ان يكونوا مواطنين فليعلنوا ذلك، ومن ثم سوف نقوم بنفيهم وابعادهم من البلاد. فإنه لأمر بغيض ان يكون في الدولة جمعية من غير المواطنين، وامة داخل الامة...
سطر 274:
لقد ظهرت حركات جديدة [[معاداة السامية|معادية للسامية]] على الرغم من زيادة اندماج اليهود في المجتمع العلماني. هذه الحركات كانت مبنية على أفكار عرقية وقومية بدلاً من الكراهية الدينية الخاصة بالعصور الوسطى. فيرى هذا الشكل من اشكال معادة السامية ان اليهود كانوا عرقاً منفصلاً اقل شأناً من الشعب [[آرييون|الآري]] الخاص بأوروبا الغربية، وادى ذلك إلى ظهور أحزاب سياسية في فرنسا، وألمانيا، والنمسا المجرية التي شنت حملات على أرضية التراجع عن عملية التحرر. وظهرت هذه المعاداة بشكل متكرر في الثقافة الأوروبية، وكان اكثرها شهرة هي [[قضية دريفوس]] في فرنسا. وهذه النوعية من الاضطهاد بالإضافة إلى المذابح التي رعتها الدولة في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر، أدت إلى اعتقاد عدد من اليهود بأنهم سوف لا يكونون آمنين إلا في امتهم اليهودية. انظر [[تيودور هرتزل]] [[تاريخ الصهيونية|وتاريخ الصهيونية]].
 
لقد خلقت الهجرة اليهودية إلى [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الامريكية]] في هذه الفترة مجتمع جديد ضخم متحرر من قيود أوروبا تقريباً (انظر [[يهود أمريكيون|يهود امريكا]]). ووصل اكثرأكثر من اثنين مليون يهودي إلى الولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية في الفترة من 1890 إلى 1924، كان معظمهم من روسيا وأوروبا الشرقية. وحدثت نفس هذه الحالة في الطرف الجنوبي من القارة الامريكية،الأمريكية، وخصوصاً في دولتي [[الأرجنتين|الارجنتين]] [[الأوروغواي|وأورجواي]].
 
= القرن العشرين =
سطر 281:
المقالة الرئيسية: [[تاريخ الصهيونية]]
[[ملف:Herzl-balcony.jpg|تصغير|صورة [[تيودور هرتزل|لتيودور هيرتزل]] الحالم بالدولة اليهودية تعود لعام 1901]]
بدأ سكان يهود اوروباأوروبا في العقد الثامن والتاسع من القرن التاسع عشر مناقشة الهجرة مرة أخرى إلى إسرائيل وإعادة انشاء الامة اليهودية في وطنها القومي بطريقة اكثرأكثر فاعلية، محققين بذلك النبوءات التوراتية المتعلقة [[العودة إلى صهيون|بشفعات تسيون]]. وبالفعل تم تأسيس اولأول مستوطنة صهيونية في عام 1882 ([[ريشون لتسيون]]) على يد المهاجرين الذين ينتمون إلى حركة "[[أحباء صهيون|هوفيفي صهيون]]". ثم قامت حركة "بيلو" فيما بعد بتأسيس العديد من المستوطنات الأخرى على ارض إسرائيل.
 
لقد تم تأسيس الحركة الصهيونية رسمياً بعد مؤتمر كاتوفيتز (1884)، [[المؤتمر الصهيوني العالمي|ومجلس الشيوخ الصهيوني العالمي]] (1897)، وكان [[تيودور هرتزل]] هو من بدأ النضال من اجل إقامة دولة لليهود.
سطر 301:
[[ملف:Corpses in the courtyard of Nordhausen concentration camp.jpg|يمين|تصغير|جثث نزلاء معتقل [[ميتلباو دورا|ميتلباو-دورا]] النازي الذين لقوا حتفهم خلال غارات [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|الحلفاء]] في 3، 4 ابريل من عام 1945]]
[[ملف:Razzia in een getto (detail).jpg|تصغير|صبي يرفع يديه عندما غادر اليهود المخبئ بعد استسلام انتفاضة الجيتو اليهودي في وارسو ]]
لقد اصبح الوضع اليهودي اكثرأكثر خطورة مع صعود [[أدولف هتلر|ادولف هتلر]] [[الحزب النازي|والحزب النازي]] إلى السلطة في المانياألمانيا عام 1933. وادت الازمات الاقتصادية، والقوانين العنصرية المعادية لليهود، والخوف من حرب مقبلة إلى هروب عدد كبير من اليهود من أوروبا إلى فلسطين، والولايات المتحدة الامريكية،الأمريكية، والاتحاد السوفيتي.
 
اندلعت [[الحرب العالمية الثانية]] في عام 1939 وبحلول عام 1941 احتل [[أدولف هتلر|هتلر]] كل أوروبا تقريباً، بما في ذلك فرنسا وبولندا التي كان يعيش فيها ملايين اليهود في ذلك الوقت. وبدأ [[الحل الأخير|الحل النهائي]] في عام 1941 بعد غزو الاتحاد السوفيتي في عملية منظمة وهائلة على نطاق غير مسبوق تستهدف إبادة الشعب اليهودي، أدت إلى اضطهاد وقتل اليهود في أوروبا السياسية، بما في ذلك شمال افريقيا الأوروبي (حكومة فيشي في شمال افريقيا الموالية للنازية، وليبيا الايطالية). وهذه [[إبادة جماعية|الإبادة الجماعية]] التي قُتل فيها حوالي ستة ملايين يهودي بطريقة ممنهجة وبقسوة مروعة تُعرف باسم [[الهولوكوست]] أو الشواهالشواة (مصطلح عبري). وفي بولندا تم قتل مليون يهودي في [[غرف الغاز]] في مجمع [[معسكر أوشفيتس|معسكرات أوشفيتز]] وحده. 
 
لقد اثر النطاق الهائل لأعمال الهولوكوست، والرعب الذي حدث اثناءه تأثيراً شديداً على الامة اليهودية والرأي العام العالمي، الذين لم يستوعبوا ابعاد الهولوكوست إلا بعد الحرب. وتمت بعد ذلك زيادة الجهود لإقامة دولة يهودية في فلسطين.
سطر 322:
لقد اشتركت إسرائيل في سلسلة من الصراعات العسكرية منذ عام 1948، بما في ذلك [[العدوان الثلاثي|ازمة قناة السويس]] عام 1956، [[حرب 1967|وحرب الأيام الست]] عام 1967، [[حرب أكتوبر|وحرب يوم الغفران]] عام 1973، [[حرب لبنان 1982|والحرب اللبنانية عام 1982]]، [[حرب لبنان 2006|والحرب اللبنانية عام 2006]]، وذلك فضلاً عن سلسلة مستمرة من النزاعات الصغرى التي لا تتوقف.
 
لقد بدأت سلسلة من الجهود الدبلوماسية منذ عام 1977 التي لم يحالفها النجاح بشكل كبير بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية ودول الجوار واطراف أخرى بما فيها الولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية والاتحاد الأوروبي من اجل تحقيق [[عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية|عملية السلام]] لإيجاد حل للصراع بين إسرائيل ودول الجوار، كانت تدور في معظمها حول مصير الشعب الفلسطيني.
 
= القرن الواحد والعشرين =
إن نظام دولة [[إسرائيل]] هو نظام [[نظام برلماني|ديمقراطي برلماني]] ويبلغ عدد سكانها ما يفوق ثمانية ملايين نسمة، منهم حوالي ستة ملايين يهودي. وتتواجد اكبرأكبر الجاليات اليهودية في إسرائيل [[يهود أمريكيون|والولايات المتحدة الامريكية]]، مع وجود جاليات كبيرة في فرنسا، والأرجنتين، وروسيا، وانجلترا، وكندا. وللاطلاع على الإحصاءات المتعلقة بالتوزيع الديموغرافي الحديث لليهود انظر [[اليهودية حسب دول العالم|عدد السكان اليهود]].
 
لا يظل [[الأوبلاست اليهودية الذاتية|إقليم أوبلاست اليهودي]]، الذي تم إنشاؤه خلال حقبة الاتحاد السوفيتي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي في الدولة الروسية.<ref>فيشكوف، سو (8 أكتوبر، 2008). "احياء اليهودية في بيروبيدجان؟" تمت ارشفتها في 10 مايو من عام 2011، في وكالة الاخبار اليهودية "وايباك مشين" عن "فونكس الكبرى". تم الدخول اليها في 8 يوليو من عام 2008.</ref> ويقول [[الحاخام الأكبر|الحاخام (الرباني) الاكبر]] [[بيروبيجان|لبيروبيدجان]] (مردخاي شاينز) انه يوجد 4,000 يهودي في العاصمة.<ref>باكستون، روبن (1 يونيو، 2007). "من الجرارات إلى التوراة على ارض اليهود الروسية" تمت ارشفتها في 11 إبريل من عام 2013، في "وايباك مشين". اتحاد الجاليات اليهودية. تم الدخول إليها في 8 يوليو من عام 2008.</ref> وصرح [[حاكم الدولة|الحاكم]] نيكولاي ميخائيلوفيتش فولكوف انه يعتزم "دعم أي مبادرة قيمة تقوم بها منظماتنا اليهودية المحلية".<ref>"دعم أصوات انتخاب الحاكم لتأييده نمو الجالية اليهودية في الشرق الأقصى" تمت ارشفته في 18 مايو، 2011، في "وايباك مشين" (15 نوفمبر، 2004). اتحاد الجاليات اليهودية. تم الدخول إليها في 8 يونيو، 2008.</ref> وتم افتتاح معبد بيروبيدجان اليهودي في عام 2004 في الذكرى السبعين لتأسيس المنطقة في عام 1934.<ref>"استعدادات جالية الشرق الأقصى للذكرى السبعين لإقامة الجمهورية اليهودية التي تتمتع بالحكم الذاتي" تمت ارشفتها في 18 مايو، 2011، في "وايباك مشين" (30 أغسطس، 2004). اتحاد الجاليات اليهودية. تم الدخول إليها في 8 يونيو، 2008.</ref>