حرب 1967: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MenoBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح خطأ فحص ويكيبيديا 16
نسخ من nuct
سطر 35:
 
== مقدمات الحرب ==
{{مفصلة|فترة الترقب (حرب الأيام الستة)|إغلاق مضيق تيران}}
[[ملف:1967-06-09 Egypt Accepts UN Cease-Fire.ogv|تصغير|يمين|أخبار الساعة في التاسع من [[يونيو]] وردة فعل [[الأمم المتحدة]]|250بك]]
في '''1 مايو''' 1967 صرح [[ليفي أشكول]] رئيس وزراء إسرائيل أنه في حال استمرار [[عملية انتحارية|العمليات الانتحارية]] فإن بلاده "سترد بوسائل عنيفة" على مصادر الإرهاب، وكرر مثل ذلك أمام [[كنيست|الكنيست]] في 5 مايو،<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 433.</ref> وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف "النشاط الفدائي الفلسطيني في [[الجليل (توضيح)|الجليل]] فإن الجيش سيزحف نحو دمشق"،<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 33. ISBN 0-312-33864-3</ref><ref name="قبل">الأسرار والخفايا العسكرية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.5</ref> وفي 14 مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا في القدس خلافًا للمواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح.<ref name="قبل" /> من جهتها كانت مصر وسوريا تتجهان نحو اتخاذ خطوات تصعيدية؛ ففي مارس تم إعادة إقرار [[اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن|اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين]]، وقال الرئيس المصري [[جمال عبد الناصر]] أنه في حال كررت إسرائيل [[عملية طبرية]] فإنها سترى أن الاتفاق ليس "قصاصة ورق لاغية".<ref name="قبل" /> وعمومًا فإن توتر العلاقات بين إسرائيل [[دول الطوق العربي|ودول الطوق العربي]] تعود لأواخر عام 1966 حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب عملية طبرية فإن [[سموع (إربد)|عملية السموع]] التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بلدة السموع الأردنية تعتبر من أكبر هذه العمليات؛<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين، 1980), pg 39. ISBN 0-312-33864-3</ref> كما شهدت بداية العام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، مع تسلل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجولان.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 432.</ref> ولعل أكبر هذه العمليات ما حدث في 7 أبريل عندما أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز [[ميكويان-غوريفيتش ميغ-21|ميغ 21]]، اثنتان داخل سوريا وأربع أخرى، بينها ثلاث طائرات داخل الأردن،<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين، 2003), pg 31. ISBN 0-312-33864-3</ref> وقد قام الملك [[الحسين بن طلال|الحسين]] بتسليم الطيارين الثلاثة [[علي عنتر]] ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي الذين هبطوا بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 434.</ref>
 
يوم السبت 13'''13‏ مايو،مايو'''، وصلت معلومات غير مؤكدة لحكومتي مصر وسوريا تشير إلى أن الاسرائيليين يحركون ما بين ١١11 إلى ١313 لواء عسكريا تجاه الحدود السورية. ومهما يكن مصدر هذه المعلومات فقد صدقها الرئيس جمال عبد الناصر، وقرر القيام باستعراض قوة، لتأجيل الهجوم الاسرائيلي ضد سوريا، أملا في ان تتراجع إسرائيل عن فكرة الحرب اذا فرضت عليها في جبهتين.
[[ملف:General Mohamed Fawzi.jpg|يمين|تصغير|محمد فوزي]]
يوم الاحد '''14 مايو'''، بعث الرئيس عبد الناصر رئيس الاركان المصري اللواء [[محمد فوزي حاخوا|محمد فوزي]] إلى دمشق ليتولى القيادة اللشتركة للقوات المصرية والسورية في حالة الحرب، ليتفاوض مع الوزراء السوريين وكبار العسكريين. <ref name="ReferenceA">جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 39. ISBN 0-312-33864-3</ref> وفي اسرائيل، صرح رئيس الوزراء اشكول ان استمرار عمليات الارهاب من الحدود السورية التي يقوم بها متسللون عرب، سوف يؤدي إلى مواجهة خطيرة مع سوريا، وفُسر تصريحة داخل إسرائيل على أنه تهديد بالقيام بأعمال انتقامية ضد سوريا لا تصل إلى درجة الحرب وفي الوقت نفسه استمرت الاستعدادات للاحتفال بيوم الاستقلال في اليوم التالي .
 
يوم الاثنين '''15 مايو'''، مضت احتفالات إسرائيل بيوم الاستقلال بدون اية حوادث. في المقابل، أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في [[القاهرة]] في مقر القيادة العامة للجيش المصري،<ref name="قبل ثاني">الأسرار والخفايا العسكرية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.7</ref> لم يكن هنالك بث تلفزيوني في اسرائيل. الا ان الاسرائيليين الذين تابعوا التلفزيون المصري شاهدوا بوضوح قوات عبد الناصر وهي تتحرك. و اعلنت العراق استعدادها لمسائدة سوريا اذا تعرضت للهجوم. في الليلة نفسها اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي حالة الاستنفار في كل الوحدات والقوى النظامية.
يوم الاحد 14 مايو، بعث الرئيس عبد الناصر رئيس الاركان المصري اللواء [[محمد فوزي حاخوا|محمد فوزي]] إلى دمشق ليتولى القيادة اللشتركة للقوات المصرية والسورية في حالة الحرب، ليتفاوض مع الوزراء السوريين وكبار العسكريين. <ref name="ReferenceA">جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 39. ISBN 0-312-33864-3</ref> وفي اسرائيل، صرح رئيس الوزراء اشكول ان استمرار عمليات الارهاب من الحدود السورية التي يقوم بها متسللون عرب، سوف يؤدي إلى مواجهة خطيرة مع سوريا، وفُسر تصريحة داخل إسرائيل على أنه تهديد بالقيام بأعمال انتقامية ضد سوريا لا تصل إلى درجة الحرب وفي الوقت نفسه استمرت الاستعدادات للاحتفال بيوم الاستقلال في اليوم التالي .
 
وفي اليوم التالي وفي '''16 مايو''' قدم مندوب سوريا في [[الأمم المتحدة]] كتابًا إلى [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]] قال فيه أن إسرائيل تعد هجومًا ضد بلاده، وفي اليوم نفسه أعلنت [[قانون الطوارئ|حال الطوارئ]] في مصر.<ref name="قبل ثاني" /> وسلم الفريق أول محمد فوزي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خطابا إلى الجنرال " ج.أ. ريكي” قائد قوات الطوارئ الدولية في سيناء و غزة قال فيه : {{اقتباس مضمن|أحيطكم علما أنني أصدرت تعليماتي إلى جميع القوات المسلحة لتكون مستعدة للعمل ضد اسرائيل فور قيامها بعمل عدائي ضد أي دولة عربية؛ و تنفيذا لتعليماتي تجمعت قواتنا في سيناء علي حدود مصر الشرقية و لضمان أمن قوات الطوارئ الدولية المتمركزة في نقاط المراقبة علي الحدود المصرية أطلب إصدار أوامركم بسحب هذه القوات فورا، و قد أصدرت تعليماتي لقائد المنطقة العسكرية الشرقية فيما يتعلق بهذا الشأن.}}<ref>{{استشهاد بكتاب
يوم الاثنين 15 مايو، مضت احتفالات إسرائيل بيوم الاستقلال بدون اية حوادث. في المقابل، أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في [[القاهرة]] في مقر القيادة العامة للجيش المصري،<ref name="قبل ثاني">الأسرار والخفايا العسكرية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.7</ref> لم يكن هنالك بث تلفزيوني في اسرائيل. الا ان الاسرائيليين الذين تابعوا التلفزيون المصري شاهدوا بوضوح قوات عبد الناصر وهي تتحرك. و اعلنت العراق استعدادها لمسائدة سوريا اذا تعرضت للهجوم. في الليلة نفسها اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي حالة الاستنفار في كل الوحدات والقوى النظامية.
| title = تيران وصنافير .. القول الفصل بالوثائق
| url = https://books.google.jo/books/about/%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86_%D9%88%D8%B5%D9%86%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84_%D8%A7.html?id=jJReDwAAQBAJ&redir_esc=y
| publisher = العصر الجديد للنشر والتوزيع
| date = 2016-06-09
| ISBN = 978-977-6391-07-9
| language = ar
| author1 = يوسف
| first2 = العصر الجديد للنشر
| author2 = والتوزيع
}}</ref>
 
رفض الجنرال ريكي الطلب المصري بسحب قواته الى [[قطاع غزة]]. ولكن القوات المصرية كانت قد بدات في مضايقة قوات الامم المتحدة لاخراجها من مواقعها في بعض مراكز الحدود. وفي المساء استطاع المصريون اجلاء هذه القوات عن مركز الامم المتحدة في صبحه، واعلنت مصر وسوريا أن قواتهما المسلحة في حالة استعداد للقتال. وتبعهما الاردن الذي اعلن تعبئة قواته، والغى لبنان زيارة مجاملة كانت مقررة لبعض قطع الاسطول السادس الامريكي وتوجه [[زلمان شازار]] رئيس دولة اسرائيل في هدوء للقيام بزيارة رسمية [[آيسلندا|لايسلندا]] [[كندا|وكندا]].<ref name=":0">{{Cite book
وفي اليوم التالي وفي 16 مايو قدم مندوب سوريا في [[الأمم المتحدة]] كتابًا إلى [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]] قال فيه أن إسرائيل تعد هجومًا ضد بلاده، وفي اليوم نفسه أعلنت [[قانون الطوارئ|حال الطوارئ]] في مصر،<ref name="قبل ثاني" /> التي طلبت في اليوم التالي، أي في 17 مايو، سحب قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في [[الشرق الأوسط]] والمعروفة اختصارًا باسم UNEF وذلك لكون هذه القوّات تتواجد على الطرف المصري من الحدود، دون الطرف الإسرائيلي.<ref name="قبل ثاني" /><ref>[http://www.un.org/Depts/dpko/dpko/co_mission/unef1backgr2.html قوات حفظ السلام في الشرق الأدنى]، موقع الأمم المتحدة، 9 تشرين الأول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090402152503/http://www.un.org:80/Depts/dpko/dpko/co_mission/unef1backgr2.html |date=2 أبريل 2009}}</ref><ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 42. ISBN 0-312-33864-3</ref>
| title = الحرب الثالثة بين العرب وإسرائيل (يونيو 1967م)
| date = 1988م
| author1 = إدغار أوبالانس
| language = ar
}}</ref>
 
طلبت مصر في اليوم التالي، أي في '''17 مايو'''، سحب قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في [[الشرق الأوسط]] والمعروفة اختصارًا باسم UNEF وذلك لكون هذه القوّات تتواجد على الطرف المصري من الحدود، دون الطرف الإسرائيلي.<ref name="قبل ثاني" /><ref>[http://www.un.org/Depts/dpko/dpko/co_mission/unef1backgr2.html قوات حفظ السلام في الشرق الأدنى]، موقع الأمم المتحدة، 9 تشرين الأول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090402152503/http://www.un.org:80/Depts/dpko/dpko/co_mission/unef1backgr2.html |date=2 أبريل 2009}}</ref><ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 42. ISBN 0-312-33864-3</ref>
في 18 مايو زار القاهرة وزير الخارجية السوري إبراهيم ماخوس، ودعا إلى "[[جهاد|الجهاد]]" ضد إسرائيل،<ref name="قبل ثالث">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.9</ref> وفي 20 مايو، كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة وأنها دعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش. التقارير الصحفية قالت أيضًا أن خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي باتت في [[النقب|صحراء النقب]] قرب [[شبه جزيرة سيناء]]، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في القاهرة، دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط في 21 مايو، تزامنًا مع توجه [[أسطول الولايات المتحدة السادس|الأسطول السادس الأمريكي]] إلى شرق [[البحر الأبيض المتوسط]] رغم أن الحكومة اللبنانية ألغت زيارته إلى [[بيروت]] تضامنًا مع الدول العربية.<ref name="قبل ثالث" /> مثل هذه التقارير غالبًا ما كانت صائبة، فعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية لإسرائيل بعث [[ليفي أشكول|أشكول]] برقية إلى [[أليكسي كوسيغين|ألكسي كوسيغين]] رئيس [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] ينفي مثل هذه الأنباء، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990), pg 443.</ref> رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية، كما كشف [[محمد حسنين هيكل]].<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990)، pg 445.</ref>
[[ملف:Mahmoed Riad (1969).jpg|يمين|تصغير|محمود رياض]]
في صباح يوم '''18 مايو'''، واثناء الصباح، أجبرت القوات المصرية والفلسطينية قوات الامم المتحدة على اخلاء مراكزها في الكونتيلا واخلاء مركزين او ثلاثة مراكز اخرى في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]]، كما ان قائد قوات الامم المتحدة في شرم الشيخ أُنذر بوجوب اخلاء قواته . وابرق [[محمود رياض]] وزير خارجية مصر ‏إلى الامين العام للامم المتحدة [[يو ثانت|يوثانت]] وطلب اليه رسميا الجلاء السريع لقوات الامم المتحدة ‏وقد تفاوض يوثانت، قبل وصول هذا الطلب الرسمي، مع مندوبي الدول التي تتألف منها قوات الامم المتحدة. وابدت [[كندا|كندآ]] و<nowiki/>[[الهند]] و<nowiki/>[[يوغوسلافيا]] استعدادها لسحب قواتها فور تسلمها طلبا رسميا بذلك . اما يوثانت فقد المح لإسرائيل يستعلم اذا كانت توافق على ان تنتقل قوات الامم المتحدة الى الجانب الاسرائيلي من الحدود، ولكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض، واعطى يوثانت تعليماته للجنرال ريكي بسحب قوات الامم المتحدة وتجميعها في قطاع غزة، معلنا "‏ تشاؤمه الشديد ". وفي تلك الليلة تم انسحاب معظم القوات الى معسكرات الامم المتحدة في [[رفح (مصر)|رفح]] و<nowiki/>[[خان يونس]]، وحل في مراكزهم الجنود المصريون والفلسطينيون. بقيت قوات الامم المتحدة في [[شرم الشيخ]] فقط. واعلنت [[الكويت]] انها تضع قواتها المسلحة بتصرف القيادة العربية المشتركة، كما ان الكويت والعراق اعلنتا تعبئة قواتهما. وفي اسرائيل، استمع [[ليفي أشكول|اشكول]] واعضاء حكومته الى تقرير قدمه الجنرال [[إسحاق رابين|رابين]]، لم يوح بالاطمئنان.كما وصل إلى القاهرة وزير الخارجية السوري [[إبراهيم ماخوس]]، ودعا إلى "[[جهاد|الجهاد]]" ضد إسرائيل.<ref name="قبل ثالث">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.9</ref>
 
وفي '''19 مايو'''، انزلت قوات الامم المتحدة [[علم الأمم المتحدة|علمها]] لاخر مرة من فوق مقر قيادتها في غزة، وفي شرم الشيخ انسحبت قوات الامم المتحدة من راس نصراني، التي تطل على المدخل الضيق [[تيران (مضيق)|لمضائق تيران]] . ( لم يتم الانسحاب النهائي لقوات الامم المتحدة من شرم الشيخ الا في 23 مايو ) ووصل عدد من المظليين المصريين بالطائرات إلى شرم الشيخ لحمايتها من اي محاولة اسرائيلية للاستيلاء على هذا المركز الاستراتيجي الحيوي. جاء انسحاب قوات الامم المتحدة مفاجأة للامم المتحدة، وللشعوب الغربية ولاسرائيل.‏<ref name=":0" /> وبشكل عام فان هذه القوات حققت غرضها بمنع نشوب القتال بين الطرفين. ورغم ان يوثانت تصرف بطريقة قانونية باستجابته الى طلب الانسحاب المصري، إلا أن تصرفه هذا أثار بعض التعليقات. وقد قوبل انسحاب قوات الامم المتحدة بخوف خاص في اسرائيل، خاصة مع ورود انباء عن تحشدات مصرية كبيرة وبشكل غير عادي في سيناء. فقد تكفل وجود قوات الامم المتحدة بفتح مضائق تيران و<nowiki/>[[خليج العقبة]] للملاحة الاسرائيلية ووصول مختلف البضائع والشحنات الى [[ميناء إيلات|ميناء ايلات]]، وهو الميناء الحيوي للاقتصاد الاسرائيلي. فقد كانت تصل مرة كل اسبوعين حاملة نفط تحمل نفطا ايرانيا الى ميناء ايلات، يكوّن تسعين في المئة من احتياجات اسرائيل من النفط. ولأول مرة منذ شهور عدة اخترقت طائرات الميج المصرية المجال الجوي الاسرائيلي وحلقت فوق [[مفاعل ديمونا|المفاعل الذري في ديمونة]] في [[النقب]].
يوم 22 مايو، أعلن عن تصعيد جديد، بإغلاق مصر [[تيران (توضيح)|لمضيق تيران]] قبالة [[خليج العقبة]] أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل،<ref name="قبل رابع">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.14</ref> ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ [[تل أبيب]] و[[يافا]] و[[حيفا]] إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري "فرض حصار بحري" وأنها تعتبره أيضًا "عملاً حربيًا وعدائيًا يجب الرد عليه".<ref name="قبل رابع" /><ref>يعتبر بعض المؤرخين أن أشكول لم يكن ينوي خوض حرب انظر: جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 [[الشرق الأوسط]]'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 30. ISBN 0-312-33864-3</ref> في 29 مايو انعقد مجلس الأمن بناءً على طلب مصر، وقال مندوب القاهرة في الأمم المتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وأنها تدعو المجتمع الدولي للعمل على إعادة ترسيخ شروط [[هدنة 1949]] بين دول الطوق العربي وإسرائيل. رغم ذلك، فقد كان الاستعداد للحرب مستمرًا؛ ففي 31 مايو زار الملك الحسين بن طلال القاهرة وطوى خلافاته مع جمال عبد الناصر ووقع على اتفاقية الدفاع المشترك التي باتت تضم ثلاث أطراف هي مصر وسوريا والأردن، وفي اليوم نفسه دخلت مفارز من [[القوات المسلحة العراقية|الجيش العراقي]] إلى الأراضي السورية؛ أما في الداخل الإسرائيلي فقد بدأت الحكومة توزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة [[ألمانيا الغربية]] "رغم أنه لا توجد أي دولة عربية تملك [[سلاح نووي|أسلحة نووية]] أو [[سلاح بيولوجي|جرثومية]] حينها وهو ما يدخل ضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل في الخارج"؛<ref name="قبل رابع" /> وفي 1 يونيو عدل أشكول حكومته بحيث انتقلت حقيبة الدفاع إلى [[موشيه دايان|موشي دايان]] في حين أصبح [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] وزيرًا للدولة ومعه جوزيف سافير، وثلاثتهم من أحزاب اليمين المحافظ ممثلو "خط التطرف" في التعامل مع العرب كما يقول جون ديزيد، داخل البلاد.<ref name="قبل خامس">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.34</ref>
[[ملف:Abdel-Hakim Amer.jpg|يمين|تصغير|عبدالحكيم عامر]]
[[ملف:Portrait of prime minister Levy Eshkol. August 1963. D699-070 (crop).jpg|تصغير|ليفي أشكول]]
السبت '''20 مايو'''، وفي اسرائيل، انتهى الجزء الاول من التعبئة العسكرية الشاملة، ولوحظ غياب الرجال عن وظائفهم اليومية. وفي الجانب المصري ؛ قام [[عبد الحكيم عامر|المشير عامر]] بجولة تفقدية على المراكز السابقة لقوات الامم المتحدة، والتي كانت تحتلها الفرقة العشرون «الفلسطينية» على طول قطاع غزة، والقوات المصرية في بقية المناطق. كذلك أصدر أمرا باستدعاء مزيد من القوات الاحتياطية. لاحقا كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة وأنها دعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش. التقارير الصحفية قالت أيضًا أن خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي باتت في [[النقب|صحراء النقب]] قرب [[شبه جزيرة سيناء]]، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في القاهرة، دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط في '''21 مايو'''، تزامنًا مع توجه [[أسطول الولايات المتحدة السادس|الأسطول السادس الأمريكي]] إلى شرق [[البحر الأبيض المتوسط]] رغم أن الحكومة اللبنانية ألغت زيارته إلى [[بيروت]] تضامنًا مع الدول العربية.<ref name="قبل ثالث" /> مثل هذه التقارير غالبًا ما كانت صائبة، فعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية لإسرائيل بعث [[ليفي أشكول|أشكول]] برقية إلى [[أليكسي كوسيغين|ألكسي كوسيغين]] رئيس [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] ينفي مثل هذه الأنباء، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990), pg 443.</ref> رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية، كما كشف [[محمد حسنين هيكل]].<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990)، pg 445.</ref> وكان الجنرال رابين قد أبلغ مجلس الوزراء الاسرائيلي بان عدد الجنود المصريين في سيئاء ارتفع من 25 الفا الى ثمانين الفا خلال الايام القليلة الماضية. في القاهرة اعلن أحمد الشقيري في مؤتمر صحفي ان قوات منظمة التحرير الثمانية الاف قد وضعت بإمرة القيادات المصرية والسورية والعراقية .
 
يوم '''22 مايو'''، أعلن عن تصعيد جديد، بالحديث عن [[إغلاق مضيق تيران|إغلاق مصر لمضيق تيران]] قبالة [[خليج العقبة]] أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل،<ref name="قبل رابع">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.14</ref> ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ [[تل أبيب]] و[[يافا]] و[[حيفا]] إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري "فرض حصار بحري" وأنها تعتبره أيضًا "عملاً حربيًا وعدائيًا يجب الرد عليه".<ref name="قبل رابع" /><ref>يعتبر بعض المؤرخين أن أشكول لم يكن ينوي خوض حرب انظر: جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 [[الشرق الأوسط]]'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 30. ISBN 0-312-33864-3</ref> عبد الناصر قبل العرض العراقي بتقديم وحدات برية وجوية في حالة الحرب مع اسرائيل، واعلنت ليبيا والسودان مساندتهما . واكد أشكول في كلمة القاها بالكنيست انباء الحشود الممصرية في سيناء . واقترح ان تنسحب القوات الاسرائيلية من منطقة الحدود في سيناء، حيث كان هنالك ثلاثون الف جندي اسرائيلي، على ان تقوم القوات المصرية بانسحاب مماثل. وصل خمسمائة جندي مصري الى شرم الشيخ لدعم القوة المصرية الصغيرة فيها. وطار يوثانت من نيويورك الى القاهرة لقابلة الرئيس عبدالناصر.
أما [[الولايات المتحدة]] فقد كانت علاقاتها مع مصر في تحسن، إذ زار القاهرة الموفد الخاص للرئيس الأمريكي وتقررت زيارة لنائب رئيس مصر ومعه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية للقاء [[ليندون جونسون|جونسون]] في [[البيت الأبيض]] يوم 6 يونيو، كما كان من المقرر إجراء احتفال رسمي لقبول أوراق سفير الولايات المتحدة الجديد في مصر ريتشارد نولتي، كما سمحت الحكومة المصرية لحاملة الطائرات الأمريكية إنتر بريد المرور في [[قناة السويس]] كإشارة إلى حسن النوايا، والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إبعاد العمل العسكري، الذي نصح الملك الحسين بتحاشيه،<ref>[http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article1886546.ece الحسين نصح بعدم دخول الحرب]، تايمز أون لاين، 10 تشرين أول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080917090746/http://www.timesonline.co.uk:80/tol/news/world/middle_east/article1886546.ece |date=17 سبتمبر 2008}}</ref>
[[ملف:جمال عبد الناصر يحسم موقف جزيرة تيران و صنافير.webm|تصغير|جمال عبد الناصر في المؤتمر الصحفى من قاعة الزهراء بمصر الجديدة بالقاهرة بخصوص تيران]]
غير أن المعارك قد اندلعت فجر 5 يونيو،<ref>[https://www.jewishvirtuallibrary.org/israel-air-force-in-the-six-day-war تقرير من سلاح الجو الإسرائيلي]، سلاح الجو الإسرائيلي، 10 تشرين الأول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160907101336/http://www.jewishvirtuallibrary.org:80/jsource/Society_&_Culture/67iaf.html |date=7 سبتمبر 2016}}</ref> وتبادل كل من مصر وإسرائيل الاتهامات حول البادئ بالهجوم، واستدعت معها انعقاد واحدة من أطول جلسات مجلس الأمن إذ دامت جلسته 12 ساعة.<ref name="قبل خامس" />
يوم الثلاثاء، '''23 مايو'''، أعلن عبد الناصر [[إغلاق مضيق تيران|اغلاق مضائق تيران]] في وجه السفن الاسرائيلية والسفن الاخرى التي تحمل موادا استراتيجية لاسرائيل. كان عبد الناصر في مركز القوة، وبسبب الصخور الكثيرة في المضائق، لم يكن هنالك سوى ممر واحد صالح للملاحة البحرية، لا يزيد اتساعه على ثمانماية ياردة في بعض الاجزاء، يؤدي الى [[خليج العقبة]].
[[ملف:Egyptian Beach Gun at Ra's Nasrani.jpg|يمين|تصغير|المدفعية المصرية في رأس نصراني]]
وكان هذا الممر يقع تحت رحمة المدافع في راس نصراني في [[شرم الشيخ]]، التي اصبحت مرة اخرى في ايدي المصريين. وكانت الجمهورية العربية المتحدة تدعي دائما ان مضائق تيران وخليج العقبة بحر مغلق من المياه الاقليمية المصرية، وكان اغلاقها في السابق احد الاسباب الرئيسية [[العدوان الثلاثي|للهجوم الاسرائيلي سنة 1956]]. واتخذ اشكول خطوة غير عادية وذلك بالتشاور مع زعماء الاحزاب المعارضة .ولمواجهة نشاط [[حركة فتح|فتح]]، زرع الجيش الالغام في الجانب الاسرائيلي من الحدود مع الاردن وأقام الاسلاك الشائكة ومراكز الاضاءة في النقاط التي يمكن العبور منها. وأثار إجراء عبدالناصر تصريحا غامضا من الرئيس جونسون يقول فيه {{اقتباس مضمن|إن الولايات المتحدة الامريكية تعتبر خليج العقبة ممرا مائيا دوليا وترى في إغلاق المضائق حصارا غير قانوني وعملا خطيرا يهدد السلام}}، بينما اذاع السوفييت بيانا ألقوا اللوم فيه على اسرائيل لازدياد التوتر. وفي موسكو كان هنالك بعض الخوف من ان عبد الناصر قد ذهب بعيدان لان عملا كهذا قد يجعل المواجهة مع امريكا احتمالا شديد الخطر.<ref name=":0" />
 
يوم '''24 مايو'''، اعلنت مصر، خلافا للواقع، ان مضائق تيران قد اغلقت في اليوم السابق، بالالغام والمدافع والزوارق العسكرية والطيران، وهددت باطلاق النار على كل سفينة اسرائيلية لا تعود ادارجها من حيث جاءت وان كل السفن الاخرى يجب خضوعها للتفتيش. وصلت مصر بعض القوات الكويتية، كما وصلت مجموعات [[السودان|سودانية]] و<nowiki/>[[الجزائر|جزائرية]] رمزية. وفي القاهرة استقبل عبد الناصر يوثانت الامين العام للامم المتحدة، وطالب عبد الناصر بالعودة الى [[حرب 1948|الوضع القائم سنة 1948]]، اي ان تنسحب اسرائيل من بعض الاراضي، من ضمنها [[إيلات|ايلات]]، وان تعترف بخليج العقبة على انه مياه مصرية . واصر على أن تحرص اسرائيل على احترام المنطقة المنزوعة السلاح، وان تقيم قوات دولية على الحدود الاسرائيلية. وبعد ان أكد عبد الناصر على [[حق العودة الفلسطيني|حقوق اللاجئين الفلسطينيين]] ابلغ يوثائت انه لن يقوم بالضربة الاولى.
[[ملف:Premier Wilson gaf persconferentie na bespreking in Den Haag , Wilson (kop), Bestanddeelnr 920-1165 (cropped).jpg|يمين|تصغير|هارولد ويلسون، رئيس الوزراء البريطاني]]
في عمان، أعلنت الحكومة ان التعبئة قد تمت وان الوحدات العسكرية توزعت في مواقعها القتالية. واعلن ناطق رسمي ان الاذن قد اعطي لقوات سعودية بدخول الاردن وان قسما منها قد وصل، ( ولم يكن قد وصل ) وان عشرين الفا ينتظرون بالقرب من الحدود. في المقابل اعلن اشكول أن الحصار عمل عدائي ضد اسرائيل، وطالب الدول الكبرى بتأمين حرية الملاحة في مضائق تيران طبقا [[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 107|لقرار الامم المتحدة في مارس سنة 1955]] الذي يكفل حرية الملاحة للجميع، واعاد تأكيدات امريكا وفرنسا وبريطانيا في هذا الشأن حين اضطرت القوات الاسرائيلية [[العدوان الثلاثي|للانسحاب من شرم الشيخ سنة 1956]]. ولم يكن يعرف الى أي مدى يمكن أن يصل فيه الدعم السوفييتي لمصر وسوريا. ولكن الدول الكبرى ذات العلاقة لم تكن ترغب بالتورط. وردد [[هارولد ويلسون|رئيس الوزراء البريطانى]] اقوال [[ليندون جونسون|الرئيس جونسون]] التي ادلى بها في اليوم السابق، وأضاف ان بريطانيا مستعدة لتأكيد مبدأ حرية الملاحة في مضائق تيران.
[[ملف:AbbaEban1951.jpg|تصغير|[[أبا إيبان]]]]
كان هنالك قلق في امريكا حين تبين ان اسرائيل تطالب بالمساعدة، ولهذا بعثت رسالة الى اشكول تطلب منه تأجيل اي عمل ينوون القيام به مدة 48 ساعة. وافق مجلس الوزراء الاسرائيلي على قبول مضمون هذه الرسالة - وكان هذا الوضع يلائم هيئة الاركان الاسرائيلية لاتمام كل خطوات التعبئة، والتي تمت بالفعل تلك الليلة. في نيويورك اجتمع [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الامن]] وأُجل بدون اتخاذ اي قرار، واستشار اشكول قادة المعارضة مرة اخرى بما في ذلك [[دافيد بن غوريون|بن غوريون]]، الذي كان رئيسا للحكومة قبله ووزيرا للدفاع سنة 1956، واتفقا على استشارة الدول الكبرى الثلاث قبل اي عمل جديد. طار [[أبا إيبان|أبا ايبان]]، وزير الخارجية، الى باريس، وقابل الرئيس [[شارل ديغول|ديجول]]، الذي لم يستمع اليه باهتمام، معتقدا بأن اسرائيل خاضعة أكثر من اللزوم للنفوذ الامريكي. كانت هذه خيبة أمل كبيرة لإسرائيل، اذ كانت ترى أن فرنسا يفترض بها ان تكون صديقة لاسرائيل منذ [[العدوان الثلاثي|حرب 1956]]. العلاقات كانت قد بدات تتعرض للفتور بعد [[ثورة التحرير الجزائرية|استقلال الجزائر]]. فى ذلك الاجتماع أبدى أبا ايبان الرأى بأن اغلاق المضيق يعد بمثابة اعلان الحرب على اسرائيل، وأن حكومته لا تستطيع أن تخلد الى السكينة تجاه قضية اغلاق المضيق، وأن التأخر فى وضع حد لهذه القضية يعجل بخطر اندلاع الحرب.
 
على أن ديجول لم يكن مقتنعا بوجهة نظر الاسرائيليين. فقد كانت لديه وجهة نظره الخاصة التى ترى أن العالم يقترب لحد كبير من حرب عالمية ثالثة ، وأن اندلاع الحرب بين اسرائيل والعرب يعجل من وقوع الانفجار الكبير. ولهذا السبب لم يكن يرى فى اغلاق مضيق تيران مشكلة بالغة الخطورة الى درجة التهديد باندلاع الحرب. وتقول [[جولدا مائير|جولدا مايير]] ان ديجول حذر أبا ايبان قائلا انه مهما حدث فلا يجب على اسرائيل أن تبداً بالخطوة الأولى قبل أن يبدأ الهجوم المصرى بالفعل، وعندما يقع هذا الهجوم فسوف تتحرك فرنسا لانقاذ الموقف. وقد سأله أبا ايبان عما يكون الحال لو أن اسرائيل لم تعد موجودة فى ذلك الحين ليتسنى انقاذها ؟ ولم يرد ديجول على هذا السؤال، واكتفى بالقول فى وضوح بأن استمرار تأييد فرنسا لاسرائيل يعتمد كلية على ما اذا كانت سوف تستجيب لهذا الكلام أم لا؟ [[ملف:Shams Badran.jpg|يمين|تصغير|شمس الدين بدران]]
يوم الخميس '''25 مايو'''، طار ابا ايبان الى واشنطن، ‏وروع موظفي الخارجية الامريكية بمطالبه بالتحرك والعمل؛ اي الحرب. وتفادى الرئيس جونسون مقابلته، ولكنه ارسل في تلك الليلة رسالة للرئيس عبد الناصر يطلب منه الاعتدال وضبط النفس. ورفض الاتحاد السوفييتي التعاون مع أمريكا وفرنسا وبريطانيا حول اغلاق المضائق. ولكن الرئيس [[أليكسي كوسيغين|كوسيغين]] بعث لعبد الناصر ببرقية تحذيرية. وطار [[شمس الدين بدران]]، وزير الدفاع الممصري، على راس وفد الى موسكو لطلب مزيد من الاسلحة والمعدات. وفي نفس اليوم، وبعد محادثات مستفيضة مع عبد الناصر عاد يوثانت الى مقر عمله بدون صدور اي بلاغ عن المحادثات.
 
في الاردن، تعرض [[الحسين بن طلال|الملك حسين]] لضغط من كبار ضباطه للتفاهم مع رئيس الجمهورية العربية المتحدة، فتوقف راديو عمان عن مهاجمة الرئيس عبد الناصر، كخطوة اولى، وايد اغلاق المضائق. وهذا التغيير في سياسة الاردن أحدث اجماعا بين الدول العربية الثلاث عشرة الاعضاء في الجامعة العربية على تأييد مصر .
 
أما في إسرائيل، نال اشكول ثقة حزبه المابام، رغم كل الانتقادات التي وجهت اليه لعجزه عن التحرك والعمل والرد بعنف ‏ ضد مصر.
[[ملف:A. Kosygin 1967.jpg|يمين|تصغير|أليكسي كوسيغين]]
يوم '''26 مايو'''، بعث كوسيغين برسالة الى اشكول يطلب منه ضبط النفس؛ القادة السوفييت كانوا يعتقدون أن اشكول اضعف من اتخاذ قرار الحرب ؛ وان مثل هذا الخطر يجيء من عبد الناصر. في فجر ذلك اليوم، ايقظ السفير السوفييتى عبد التاصر من نومه، وبلغه رسالة من موسكو . اكد عبد الناصر لزائره انه لن يضرب اولا، ولكنه في خطاب ألقاه في وقت متأخر من اليوم نفسه أعلن انه مستعد للحرب وانه واثق من قدرته على تدمير اسرائيل.
 
يوم '''27 مايو'''، اعلن يوثانت في تقرير لمجلس الامن ان اغلاق المضائق عمل يهدد السلام، وان عبد الناصر أكد له انه لن يبدأ بأي اجراء عدواني أو هجومي ضد اسرائيل. وفي المساء بعثت امريكا برسالة لرئيس الحكومة الاسرائيلية. عقد مجلس الوزراء الاسرائيلى اجتماعا طارئا لاتخاذ قرار حاسم فى مسألة الحرب والسلم. وكان أشكول قد تلقى مذكرة من الاتحاد السوفيتى تحذره من القيام بأى هجوم، فى الوقت الذى كان عبد الناصر يتلقى بدوره تحذيرا مماثلا من الرئيس الأمريكى جونسون. وقد حضر أبا إيبان الاجتماع الوزارى فور وصوله حيث عرض رأيه المعارض لفكرة الحرب .
 
وكانت وجهة نظر أبا إيبان هى أنه طالما أن اسرائيل لاتملك قوة بحرية فى مياه العقبة، فستكون عاجزة عن القيام بهجوم عسكرى محدود، وإنما سيكون عليها أن تغزو سيناء. فإذا فعلت ذلك وأجبرتها الدول على الانسحاب منها مرة أخرى كما حدث فى حرب 1956، فإن الانتصار الاسرائيلى فى سيناء سوف يكون بلا ثمرة. وقال انه يذكر كيف اجبرت الدول بن جوريون يوم 7 نوفمبر 1956 على إصدار الأمر بالانسحاب من جميع المواقع التى احتلتها القوات الاسرائيلية، ففيم إذن الجهود التى بذلت حينذاك، ولأى شىء قتل الجنود؟ إن اسرائيل تستطيع أن تحقق النصر فى الحرب، وقد تدفع فى ذلك ثمنا أكبر، ولكنها ستضطر فى النهاية إلى الانسحاب من الأراضى التى احتلتها دون أن تحصل على شىء.
 
على أن وجهة نظر أبا إيبان لقيت الرفض من المؤسسة العسكرية، وقد شارك إيجال لون ورفاقه، فى حزب أحدوت أفودا، المؤسسة العسكرية فى مخاوفها، واتخذوا جانب التدخل العسكرى السريع بدون إبطاء، وأن أى تأخير سوف تنجم عنه أخطار كثيرة، وسيترتب عليه سقوط ضحايا إسرائيليين كثيرين. وكان معظم وزراء حزب الماباى من هذا الرأى، وكذلك كان أشكول.
 
على أن بعض الوزراء أعربوا عن معارضتهم للتدخل العسكرى. وبعضهم لم يرفض التدخل العسكرى كمبدا، ولكنهم كانوا يرون أن الشروط المناسبة لعمل عسكرى ناجح لم تتوفر بعد. والبعض الثالث كانوا يرون ضرورة ادخال تعديل وزارى يؤدى إلى تشكيل وزارة قومية، وتعيين وزير دفاع جديد كانوا يرشحون له موشى ديان، وذلك قبل التدخل العسكرى . بينا كان البعض الآخر يشك فى إحراز النصر، وقلة منهم كانت تتوقع الأسوا، والبعض يشك فى قدرة الجيش. استمر اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي حتى ساعات الفجر يوم 28 مايو. وحين جرى التصويت، في نهاية الجلسة، حول قرار الحرب انقسم المجلس الى تسعة أعضاء مع قرار الحرب وتسعة أعضاء ضد القرار. رغم ان اشكول صوت لجائب قرار الحرب الا انه رفض استعمال سلطاته كرئيس للوزراء في ترجيح كفة المطالبين بالحرب، وانفض المجلس بلا قرار.
 
روي عن أن المشير [[عبد الحكيم عامر]] أصدر بالفعل تعليماته إلى سلاح الجو المصرى بمهاجمة القواعد العسكرية الاسرائيلية يوم 27 مايو، وأن خبر هذه التعليمات وصل إلى اسرائيل عن طريق أحد المطارات المصرية فى سيناء، فأبلغت أمريكا التى أبلغت بدورها روسيا، وتدخلت الدولتان لدى عبد الناصر فأوقف الهجوم. وقد أورد [[عبد المحسن مرتجي|الفريق مرتجى]] هذه القصة ؛ فذكر أن القوات الجوية المصرية تلقت أمبرا بتوجيه ضربة جوية للعدو يوم 27‏ مايرا ثم ألغى الأمر. يعتقد المؤرخ [[عبد العظيم رمضان]] ان القصة فى الغالب قد لفقها أنصار المشير عبد الحكيم عامر لالقاء التبعة على عبد الناصر. ذلك أنه مها كانت مخالفة المشير لرغبة عبد الناصر فى بعض الأمور الهامة، إلا أنه لم يكن ليستطيع بحال أن يزج بمصر فى حرب من وراء ظهر عبد الناصر. <ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%AD%D8%B7%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%87-%D9%82%D8%B5%D9%87-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-1967-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84-pdf
| title = تحطيم الآلهة
| date = 1988
| website = الجزء الأول
| publisher = مكتبة مدبولي
| accessdate = 2021-08-12
| last = رمضان
| first = عبد العظيم
}}</ref>[[ملف:Ahmad Shukeiri.jpg|تصغير|أحمد الشقيري]]
صباح يوم '''28 مايو'''، اجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي مرة اخرى وأعاد النظر في الموضوع. وبعد الاجتماع تقرر ارسال [[عميد (رتبة عسكرية)|البريجادير]] [[مائير عاميت]]، مدير المخابرات الاسرائيلية، الى [[واشنطن العاصمة|واشنطن]] ليرى ماذا يدور هناك. اكتشف انه ليس هنالك اي نية للقيام بأي عمل لمساعدة اسرائيل. المؤسسة العسكرية فى اسرائيل اعترضت على قرار التريث حين أبلغه لها أشكول. وكانت وجهة نظر القادة العسكريين أنه من الصعب البقاء والانتظار فى الصحراء لوقت طويل. وأن معنويات الجيش تتدهور سريعان خصوصا بعد أن صدرت له عدة أوامر متعارضة. فبعد أن استعدت كثير من الوحدات للقيام بالهجوم، ألغيت هذه الأوامر. ومن المستحيل الاحتفاظ بروح القتال عالية فى هؤلاء فى مثل هذه الظروف. وأنه فى أحد المواقع رفض جنود المظللات النزول من الطائرة التى أقلتهم رغم تكرار إنذارهم للمرة الثالثة أو الرابعة. كما حصلت بعض حالات فردية هرب فيها الجنود . وبالتالى فإن الانتظار لأكثر من ذلك يعد خطرا من الوجهة العسكرية.
 
وقال القادة العسكريون لأشكول إنه حتى لو حدث أن تدخلت القوى الكبرى لحل الأزمة، فإن ذلك سوف يقضى تماما على صورة اسرائيل فى عين العرب، وسيحفزهم على القيام بمزيد من الضغط. كما أنه من غير المقبول ارسال سفن اسرائيلية عبر خليج العقبة تحت الحماية الأجنبية. وانتهوا إلى القول بأن الخطر الآن لم يعد يتهدد تيران فقط، بل أصبح يتهدد الوجود الاسرائيل ذاته. بعد أن غادر القادة العسكريين أشكول، سرعان ما سرت الاشاعات عن « زحف وشيك على القدس والقيام بانقلاب عسكرى ».
 
عاد شمس الدين بدران من زيارته لموسكو وهو يحمل انباء القرار السوفييتي بأن مصر لا يمكنها الاعتماد على تدخل عسكري سوفييتي في حالة الحرب. ورغم ذلك، فان الرئيس عبد الناصر أ‏بلغ مؤتمرا صحفيا بأن العرب لا يقبلون بالتعايش مع اسرائيل، وانه لن يسمح بالملاحة الاسرائيلية في مضائق تيران، وان اسرائيل يجب ان تجلو عن [[إيلات|ايلات]] و<nowiki/>[[معبر نيتسانا|نيتسانا]] « اللتين احتلتهما اسرائيل بعد وقف اطلاق النار سنة ‎1948‏ ». اتصل الملك حسين بالسفير المصري في عمان وطلب منه الاجتماع مع عبد الناصر. وذلك في محاولة للانضمام للركب العربي قبل ان يفوت الاوان ولكن عبد الناصر اشترط قبل الاجتماع به توزيع القوات الاردنية بعيدا عن الحدود السورية والسماح للقوات العراقية بدخول الاردن وقبول [[أحمد أسعد الشقيري|احمد الشقيرى]] و<nowiki/>[[منظمة التحرير الفلسطينية]]، والغاء قرار الملك حسين باعادة العلاقات الدبلوماسية مع [[ألمانيا الغربية|المانيا الغربية]]. بدت هذه الشروط اكثر مما توقع الملك حسين وحاول التخفيف منها.
[[ملف:Yusuf Zuayyin.jpg|يمين|تصغير|يوسف زعين]]
في '''29 مايو''' انعقد مجلس الأمن بناءً على طلب مصر، وقال مندوب القاهرة في الأمم المتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وأنها تدعو المجتمع الدولي للعمل على إعادة ترسيخ شروط [[هدنة 1949]] بين دول الطوق العربي وإسرائيل. تأجلت الجلسة الطارئة لمجلس الامن بدون تصويت. أما في القاهرة، ففوض مجلس الامة الرئيس جمال عبد الناصر بكل السلطات ، وأعلن عبد الناصر عند قبوله بهذا القرار أن العدوان القادم ليس اسرائيليا فقط، ولكنه « بريطانيا وامريكا أيضا». وقال شمس الدين بدران العائد من موسكو أن كوسيغين اكد له مساعدة بلاده لمصر وحلفائها، وتأييدها لتحرير فلسطين. واعلنت الجزائر انها ستبعث بوحدات عسكرية لمسائدة مصر. وطار [[نور الدين الأتاسي|نور الدين الاتاسي]]، رئيس الدولة السورية الى موسكو، في زيارة استمرت يومين لطلب مزيد من السلاح والعون، وفي الوقت نفسه القى [[يوسف زعين]] رئيس الوزراء، خطابا ناريا يهدد بتدمير اسرائيل. في قطاع غزة تبادلت القوات الفلسطنية النار مع مستعمرة [[ناحل عوز|ناحال عوز]] على الحدود بالمدفعية، واطلقت النار على دورية اسرائيلية.
 
تحالف [[شمعون بيريز|شيمون بيريز]]، الامين العام لحزب بن غوريون المسمى [[حزب رافي|رافي]]، وهو الحزب الذي يمثله في الكنيست عشرة نواب مقابل تحالف اشكول المؤلف من [[ماباي|الماباي]] و<nowiki/>[[احدوت هعافودا]] اللذين يمثلهما 45 نائبا، مع حليف غير متوقع هو [[مناحم بيجن|مناحم بيغين]]، الزعيم السابق لمنظمة [[إرجون (منظمة عسكرية)|إرغون تسفائي لئومي]] الارهابية التي نشطت في آخر ايام [[الانتداب البريطاني على فلسطين|الانتداب]]، والذي كان يتزعم كتلة [[جاحال]] المؤلفة من [[حيروت|حزب حيروت]] وحزب الاحرار الاسرائيلين ويمثلهما في الكنيست 26 نائبا ويمثلان الكتلة الثانية فيه. تم التحالف بين الاثنين على أساس التخلص من اشكول. ذهب بيغين المعروف بعدائه الطويل لبن غوريون، لمقابلة اشكول، وطلب منه وجها لوجه التنازل عن منصب رئيس الوزراء، وتسليمه لبن غوريون. رفض اشكول بغضب. عندئذ اقترح بيريز ضم بن غوريون لمجلس الوزراء، ومرة اخرى رفض اشكول .
[[ملف:الفريق أول عبد المنعم رياض.JPG|يمين|تصغير|عبد المنعم رياض]]
رغم ذلك، فقد كان الاستعداد للحرب مستمرًا؛ ففي '''30 مايو''' زار الملك الحسين بن طلال القاهرة وطوى خلافاته مع جمال عبد الناصر ووقع على اتفاقية الدفاع المشترك التي باتت تضم ثلاث أطراف هي مصر وسوريا والأردن. سأل الرئيس عبد الناصر ضيفه الملك : {{اقتباس مضمن|ألم تكن تخشى أن نعتقلك هنا خاصة وان زيارتك سرية ؟}} فأجاب الملك : {{اقتباس مضمن|مثل هذا الاحتمال لم يزعجني}} ( رواية الملك )<ref>{{Cite book
| title = مهنتي كملك احاديث ملكية
| date = 1978
| publisher = الشركة العربية للطباعة و التوزيع و النشر
| author1 = فريدون جم
| author2 = عارف طوقان(مترجم)
| language = ar
| العمل = https://www.goodreads.com/book/show/16118096
}}</ref>. استمرت الزيارة ست ساعات اتفق خلالها على معاهدة دفاع مشترك بين الجمهورية العربية المتحدة والاردن مدتها خمس سنوات، وعلى انشاء مجلس دفاع مشترك، وقيادة مشتركة وهيئة أركان مشتركة. رضي الملك حسين بوضع قواته العسكرية بأمرة القائد المصري اللواء [[عبد المنعم رياض]]، ودخول قوات عراقية وعربية اخرى للاردن. وفي اليوم نفسه دخلت مفارز من [[القوات المسلحة العراقية|الجيش العراقي]] إلى الأراضي السورية.
 
في الداخل الإسرائيلي بدأت الحكومة بتوزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة [[ألمانيا الغربية]] "رغم أنه لا توجد أي دولة عربية تملك [[سلاح نووي|أسلحة نووية]] أو [[سلاح بيولوجي|جرثومية]] حينها وهو ما يدخل ضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل في الخارج"؛<ref name="قبل رابع" />
 
جاءت اتفاقية الدفاع المشترك بين عبد الناصر والملك حسين بالقاهرة لتزود المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بمزيد من وسائل الضغط على الحكومة الإسرائيلية. فقد أورد مراسل اليونايتدبرس فى ذلك الحين أن الخبراء العسكريين الاسراثيليين قد اعترفوا بالنتائج السياسية الخطيرة المترتبة على الاتفاق المصرى الأردنى. وقال إن الاتفاق يطوق اسرائيل التى أصبح ظهرها الآن إلى البحر مباشرة. كذلك أورد مراسل رويتر أن الرسميين فى اسرائيل قد عقبوا على اتفاقية الدفاع المشترك بأنها ضربة للنفوذ الغربى، وقال إن « العناصر العسكرية فى اسرائيل تضغط لاتخاذ تدابير سريعة ) .
[[ملف:Moshe Dayan, Chief of General Staff.jpg|تصغير|موشيه دايان]]
الاربعاء، '''31 مايو'''، ‏في اسرائيل، اصبح الحديث عن تعيين [[موشيه دايان|موشى دايان]] وزيرا للدفاع مطلبا شعبيا عاما وحاول أشكول طوال اليوم التمسك بمنصب [[وزارة الدفاع الإسرائيلية|وزير الدفاع]]. حين فشل، حاول ابعاد دايان عن وزارة الدفاع، فعرض المنصب على [[يغائيل يادين]]، الذي كان مديرا للعمليات فٍي حرب 1984 وأول رئيس اركان للجيش الاسرائيلي فيما بعد، والمستشار العسكري غير الرسمي لرئيس الوزراء. الا ان يغائيل رفض العرض. عندئذ اعلن اشكول عن قبوله [[إيغال آلون|لإيغال آلون]]، ولكن يغائيل نصحه بكل قوة بضرورة تعيين موشى دايان في مكانه حاول يغائيل اقناع موشى دايان بقبول منصب وزير الدفاع ولكن على غير أساس حزبي، ولكن دايان لم يرض بذلك . قام اشكول في تلك الليلة بأكثر من محاولة لابعاد دايان عن وزارة الدفاع، وذلك بأن عرض عليه عدة عروض من بينها القيادة العامة للجبهة الجنوبية، وهو منصب يمكن اشغال دايان به بعيدا عن السياسة لمدة طويلة، ومنصب المستشار العسكري، الذي يعني مسؤولية بلا سلطات. دايان رفض كل هذه العروض. في نهاية اليوم تبين لاشكول ولاعضاء حكومته، ان قيام حكومة اتحاد وطني ضرورة للخروج باسرائيل من هذه الازمة وانه من الضروري اقناع كتلتي جاحال ورافي بالانضمام للوزارة. لم ترض الكتلتان ذلك اذا لم يتول دايان منصب وزير الدفاع .
 
وفي '''1 يونيو'''، أدى الضغط من جانب العسكريين العاملين والسياسيين إلى تأليف وزارة الحرب، حيث عدل أشكول حكومته بحيث انتقلت حقيبة الدفاع إلى [[موشيه دايان|موشي دايان]]، الذى كان قد عاد منذ وقت قريب هو وضباط أركان حربه من بعثة تدريبية طويلة فى فيتنام، كما ضمت فيمن ضمت [[مناحم بيجن|مناحيم بيجين]]، الرئيس السابق لمنظمة الأرجون الارهابية، والمسئول عن مذبحة دير ياسين. وأصبح [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] وزيرًا للدولة ومعه جوزيف سافير، وثلاثتهم من أحزاب اليمين المحافظ ممثلو "خط التطرف" في التعامل مع العرب كما يقول جون ديزيد، داخل البلاد.<ref name="قبل خامس">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.34</ref> فور استلام ديان مهام وزارة الدفاع حصلت تعديلات في صفوف القادة العسكريين. فأصبح [[حاييم بارليف|الجنرال بارليف]] نائبا لرئيس الأركان، وعين الجنرال بن زور ( رئيس الأركان الأسبق ومن المؤيدين لحزب رافي ) مساعدا خاصا لديان. وفي الوقت نفسه، وصل اللواء رياض عمان قادما من القاهرة، ليتولى قيادة القوات الاردنية المسلحة، ووضع خططا تتضمن اشتراك القوات العراقية بفرقة عسكرية.
[[ملف:Tzvi Tzur, Chief of General Staff.jpg|يمين|تصغير|تسفي تسور]]
الجمعة، '''2 يونيو'''، أمر موشى ديان، بصفته وزيرا للدفاع، بطرد نائب وزير الدفاع وعين الجنرال [[تسفي تسور]]، احد رؤساء الاركان السابقين ما بين 1960 و 1963 مساعدا خاصا له. وتحددت بصفة نهائية خطة العمليات الإسرائيلية فى سيناء. وكانت تقوم على اختراق سيناء على طول أربعة محاور: اثثان متها يتوازيان فى منطقة رفح فى الطرف الجنوبى لقطاع غزة، واثنان فى وسط سيناء. كما قامت الخطة على ألا تصل القوات الاسرائيلية إلى قناة السويس أو إلى مضيق تيران.
 
و في اليوم التالي، '''3 يونيو'''، زار وقد عراقي عمان والقاهرة للتوقيع على معاهدة الدفاع المشترك المصرية والاردنية وبذلك اصبحت ثلاثية. وفي عمان، اعلن الملك حسين في مؤتمر صحفي عقده الساعة 12 ظهرا، انه يتوقع نشوب الحرب خلال اليومين القادمين، وفي القدس عقد احمد الشسقيري مؤتمرا صحفيا ودعا فيه الى الجهاد ضد اسرائيل . ِ
 
عقد موشي ديان مؤتمراً صحفيا بدا فيه وديا. قال ان الحكومة قد قامت بجهد دبلوماسي، قبل اتضمامه اليها، وان هذه المحاولة يجب ان تأخذ مداها. واضاف ان اسرائيل يجب ان تخوض معاركها بجنودها، وانه لا يريد ان يموت الامريكيون او البريطانيون دفاعا عن اسرائيل. وحين سئل هل فقدت اسرائيل زمام المبادرة العسكرية اجاب: {{اقتباس مضمن|ان كنت تريد ان تقول انه لا حظ لنا فانى لا اتفق معك}} . تعمدت السلطات الاسرائيلية اعطاء إجازات علنية للجنود الاحتياطي، و تم تغطيتهم إعلاميا، وبشكل مكثف، وهم يقضون اجازة نهاية الاسبوع على الشواطىء. في مساء نفس اليوم، أبلغ ديان مجلس الوزراء الاسرائيلي انه يعتقد بقدرة اسرائيل على هزيمة القوات المصرية في سيناء، وبخسائر لا تتعدى الف قتيل اسرائيلي، أعطى‏ البريجادير [[مردخاي هود]]، قائد الطيران الاسرائيلي، تقريره بانه يستطيع تدمير قوات الطيران العربية والحيلولة بينها وبين ضرب الاهداف فوق أسرائيل. كان معظم الوزراء يدركون، أن قيام اسرائيل بالهجوم لن يغضب امريكا ؛ كما كان الامر سنة 1966، وقدروا بحساباتهم ان الاتحاد السوفييتي لن يتدخل. استمرت المباحثات حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي.
 
جرى التصويت بعد ذلك، فصوت خمسة عشر وزيرا بشن حرب فورية ضد مصرن وامتنع وزيران فقط عن التصويت، ولكنهما عادا وصوتا الى جانب القرار . اصدر موشى ديان امرا للقوات بالاستعداد للقتال .
[[ملف:Amer Khamash.jpeg|تصغير|عامر خماش]]
يوم الأحد '''4 يونيو'''، تعارضت تماما الاستعدادات الاسرائيلية، السريعة والسرية، طوال اليوم، مع التصريحات العربية المليئة بالتهديد والتحركات العسكرية الواضحة. وصل القاهرة وزير خارجية ليبيا ليعلن ان وحدة ليبية ستقاتل الى جانب المصريين، وان الامريكيين لن يسمح لهم باستعمال [[مطار معيتيقة الدولي|قاعدة ويلس]] اذا ساعدوا اسرائيل. تولى اللواء عبد المنعم رياض قيادة القوات الاردنية المسلحة، ووصات عمان وحدتان من الصاعقة المصرية « السريتان 33 و 53 »، بطريق الجو. وصلت طلائع اللواء الاول للفرقة العراقية، الموعود بها، الحدود الشمالية للاردن ترافقها وحدتان من قوات منظمة التحرير الفلسطينية وذلك عند المساء.
[[ملف:L.B. Johnson signing Public Broadcasting Act of 1967.jpg|يمين|تصغير|الرئيس الأمريكي ليندون جونسون عام 1967]]
عاد الملك فيصل فأمر القوات السعودية بدخول الاردن، فعبر الحدود لواء مشاة سعودي. بقي لواءان سعوديان في تبوك، قريبا من الحدود الاردنية، في انتظار أمر دخول الاردن صباح اليوم التالي . ويبدو ان الملك حسين كان يتوقع الحرب في اية لحظة، فأمر في المساء رئيس الاركان الاردني اللواء [[عامر خماش]]، بواسطة اللواء رياض، بان تتولى قوة الطيران الاردنية الصغيرة حماية الاجواء الاردنية اعتبارا من فجر اليوم التالى .
 
اما عبد الناصر، فلم يكن متأكدا من شيء بعد، وكان يأمل ان لا تهاجم اسرائيل لبضعة ايام اخرى. كان يريد ان تتمكن هيئة الاركان المصرية والاردنية والسورية والعراقية من تنسيق خطوطها وتحريك قواتها الى مراكز افضل حتى يتمكنوا جميعا من القيام بهجمات مشتركة وفي وقت واحد ضد أسرائيل.
 
وفي الوقت الذي كان الاسرائيليون يضعون فيه اللمسات الاخيرة للهجوم. كانت بعض القوى الغربية تحاول ان تجد حلا ما، ولكن بلا جدوى . فقد اعلن عبد الناصر بقوة، انه لن يستمع لاقتراحاتهم التي تمس السيادة المصرية. كان على الوزارة الإسرائيلية أن تتخذ قرارها فى شأن الضربة الجوية. وقد أوضح ديان أنه لو أخذت اسرائيل مصر على غرة ‏فسوف تعطل على الأقل مائة طائرة من سلاحها الجوى، وهو مايعادل ما يمكن أن تحصل عليه اسرائيل فى الشهور الستة التالية من مساعدات، إذا قبلت إحدى الدول مدها بهذه المساعدات . وأن الضربة الأولى سوف تحدد مَن مِن الطرفين سوف يتلقى النصيب الأوفى من الاصاباتن وسوف تغير على وجه التحقيق ميزان القوى. فإذا أفلحت القوات الاسرائيلية فى اختراق سيناءن فسوف تجبر القوات الصرية على اتخاذ موقف الدفاع، وهو أمر مهم جدا لهم، لأنه مع وجود مئات الدبابات المصرية فى سيناء على كل محور من المحاور المؤدية إلى اسرائيل فسوف يكون من الخطورة بمكان السماح لهذه الدبابات بشن هجومها الذى يمكن أن يهدد اسرائيل. ومن ثم كان من الضرورى بالنسبة لاسرائيل أن تبدأ بالضربة الأول. فى ذلك الحين كان معظم الوزراء قد أصبحوا على قناعة تامة بأن الحرب لم تعد أمرا يمكن تجنبه. وحتى أبا إيبان انضم إلى الصقور منذ أول يونيو - كما قال فيا بعد.
 
وافقت الوزارة على الخطة العسكرية بدون أخذ أصوات رسميا. فقد فوض أشكول الجيش فى تحديد الوقت والمكان والطريقة المناسبة لشن الحرب . وقد اختار ديان صباح يوم 5 يونيو. وفى الوقت الذى كانت الأمور فى اسرائيل تمضى نحو قرار الحرب الهجومية، كانت الأمور فى مصر تمضى، بالسر، نحو تفادى القيام بهذه الحرب مها كان الثمن. وفى الحقيقة أن رأى المؤسسة العسكرية المصرية كان مماثلا لرأى المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، وهو أنه إذا كان لامفر من الحرب، فلتكن حربا هجومية. وبمعنى آخر أنه إذا كان الاحتفاظ بالمكاسب السياسية الممثلة فى إغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الاسرائيلية، وحرمانها من منفذها إلى البحر الأحمر، من شأنه حتما أن يؤدى إلى الحرب » فلتكن هذه الحرب حربا هجومية تكون المبادرة فيها فى يد مصر.
 
وهذه الحقيقة ربا كانت منشأ القصة التى
 
أما [[الولايات المتحدة]] فقد كانت علاقاتها مع مصر في تحسن، إذ زار القاهرة الموفد الخاص للرئيس الأمريكي وتقررت زيارة لنائب رئيس مصر ومعه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية للقاء [[ليندون جونسون|جونسون]] في [[البيت الأبيض]] يوم 6 يونيو، كما كان من المقرر إجراء احتفال رسمي لقبول أوراق سفير الولايات المتحدة الجديد في مصر ريتشارد نولتي، كما سمحت الحكومة المصرية لحاملة الطائرات الأمريكية إنتر بريد المرور في [[قناة السويس]] كإشارة إلى حسن النوايا، والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إبعاد العمل العسكري، المرور الذي نصح الملك الحسين بتحاشيه.<ref>[http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article1886546.ece الحسين نصح بعدم دخول الحرب]، تايمز أون لاين، 10 تشرين أول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080917090746/http://www.timesonline.co.uk:80/tol/news/world/middle_east/article1886546.ece |date=17 سبتمبر 2008}}</ref>
 
اندلع القتال فجر '''5 يونيو'''،<ref>[https://www.jewishvirtuallibrary.org/israel-air-force-in-the-six-day-war تقرير من سلاح الجو الإسرائيلي]، سلاح الجو الإسرائيلي، 10 تشرين الأول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160907101336/http://www.jewishvirtuallibrary.org:80/jsource/Society_&_Culture/67iaf.html |date=7 سبتمبر 2016}}</ref> وتبادل كل من مصر وإسرائيل الاتهامات حول البادئ بالهجوم، واستدعت معها انعقاد واحدة من أطول جلسات مجلس الأمن إذ دامت جلسته 12 ساعة.<ref name="قبل خامس" />
 
== الأسلحة المستعملة ==
السطر 93 ⟵ 203:
 
== العمليات العسكرية ==
===الحرب الجوية===
تميزت بداية الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة بهجوم مفاجيء ‏ قامت به القوات الجوية الاسرائيلية ضد المطارات والطائرات المصرية. وهو هجوم خططت له اسرائيل بعناية وتدريت قواتها الجوية على القيام به عدة مرات من قبل. وحقق هذا الهجوم نجاحا ساحقا ومدمرا فاق بكثير كل التوقعات التي كانت ترجوها هيئة الاركان الاسرائيلية المعروفة بكفاءتها وتقديراتها العملية وتفكيرها الواضح. وكان لهذا الهجوم الجوي المفاجيء والكبير تاثير حاسم إلى اقصى درجة في التأثير على مجرى الحرب فيما بعد، مبقيا القليل من الشك في النصر الاسرائيلي النهائي.
====سلاح الطيران الإسرائيلي====
[[ملف:Messerschmitt_Me_262A_at_the_National_Museum_of_the_USAF.jpg|يسار|تصغير|300x300بك|مسرشميدت أم اي 262إي]]
لم تكن اسرائيل تمتلك في [[حرب 1948]] سوى عدد قليل من الطائرات، وبعد نهاية هذه الحرب واجهت اسرائيل مصاعب جمة في الحصول على طائرات من أي نوع من الدول الكبرى. وعلى اية حال، فقد استطاعت اسرائيل، بوسائل غامضة، الحصول على طائرات بريطانية من طراز [[طائرات هوكر|هاريكين]] و<nowiki/>[[سوبرمارين سبتفاير|سبتفاير]]، وطائرات المانية من طراز [[مسرشميدت مي 262|ميسر شميدت]]، اشترتها من [[تشيكوسلوفاكيا]]، التى كانت تريطها بها حينذاك صلة صداقة. وهذه الطائرات القليلة ساعدت على ولادة سلاح الطيران الاسرائيلي الناشيء. وبعد فترة من التوقف عادت بعض الدول الكبرى، تبعا لسياساتها المتغيرة، الى تزويد اسرائيل ببعض الطائرات، ولكن باعداد صغيرة تقل كثيرا عن احتياجات الدفاع الاسرائيلي في مواجهة احتمالات المواجهة مع العرب. ولم يتمكن السلاح الاسرائيلي من التوسع الكبير الا بعد [[ثورة التحرير الجزائرية|ثورة الجزائر]]، وتدفق المساعدات المصرية للوطنيين الجزائريين. اذ اندفعت فرنسا بعد ذلك في اقامة جسور التعاون والصداقة مع اسرائيل، واتيحت الفرصة بذلكِ امام اسرائيل للحصول على طائرات فرنسية.
[[ملف:Mirage3.jpg|يمين|تصغير|200x200بك|طائرة ميراج الثالثة تابعة [[القوات الجوية الإسرائيلية|للقوات الجوية الصهيونية]].]]
في سنة 1956، بعثت فرنسا لاسرائيل بكميات من السلاح والطائرات ولكن بعض طائرات الاوريغون كانت قد سلمت من قبل. وفي خلال حملة سيناء من 30 اكتوبرإلى 4 نوفمبر 1956 وصل التعاون الفرنسي الاسرائيلي الى قمته . وكان أن وصلت اول طائرات الميستير، طراز ‏4، الى إسرائيل ما بين ابريل وإغسطس سنة 1958. وبعد ذلك، تلقت اسرائيل اول طائرات الميراج النفاثة سنة 1960، وتوسع سلاح الطيران الاسرائيلي حتى اصبح اكثر من نصفه فرنسي الصنع، والباقي من طائرات فوغا ماجيستير المجمعة محليا.
[[ملف:Fouga magister 01.jpg|تصغير|طائرةة فوغا ماجستير]]
وخصص اكثر من نصف ميزانية الحرب الاسرائيلية، اي ما يزيد على مئة وخمسين مليون جنيه استرليني، لقوات الطيران، بما يبين الافضلية التي اعطيت لهذا السلاح. وكان هنالك جدل قائم، وانما من وراء الجدران، حول تخصيص الاعتمادات الكبيرة من الميزانيات المحدودة والصغيرة، لشراء الطائرات، او العربات القتالية المدرعة، ولكن مجموعة الطيران فازت برأيها. وبدات اسرائيل ببناء صناعة جوية خاصة بها. وكانت تشتري معظم احتياجات سلاحها الجوي من الاسواق العالمية، وبأسعار باهظة. وفي سنة 1952 اقامت شركة فوغا الفرنسية مصنع تجميع طائرات نفائة، وبدات سنة 1962 في انتاج انواع معدلة من طائرات فوغا ماجستير، ولكن هذه الطائرات لم تكن تكفي للدفاع عن اسرائيل، ولم يكن سلاح الجو الاسرائيلي سلاحا مستقلا ولكنه كان خاضعا لرقابة الاركان العامة الصارمة. وكان يتولى قيادته البريجادير [[مردخاي هود]] رئيس اركان الطيران، ويبلغ عدد العناصر الدائمة العاملة فيه ثمائية آلاف شخص من بينهم 1200 طيار، بعضهم تحت التمرين. وكان يمكن زيادة هذا العدد الى ضعفيه في حالات الطوارىء، ولكن في نطاق الخدمات الارضية فقط والصيانة. وفي حالة التعبئة الكاملة، بما في ذلك عناصر الدعم المدنية، يبلغ عدد العاملين في السلاح الجوي حوالي عشرين الف شخص. وكانت اسرائيل تملك 450 طائرة من مختلف الانواع بما في ذلك الطائرات المروحية، وكانت « طائرات الخط الاول » وعددها 350 تتوزع على 13 سربا جويا من بينها خمسة اسراب اعتراض، وخمسة اسراب قاذفات مقاتلة، وسربان للمواصلات الجوية، وسربان طائرات مروحية.
 
وبهذا لم تكن اسرائيل تملك سلاحا استراتيجيا بالمعنى المفهوم، بسبب رئيسي وهو انه لم يكن لديها قاذفات بعيدة المدى. فأكثر طائراتها كانت تعمل في مدى لا يزيد على 400 ميل او اقل، وهو مدى يقصر عن الوصول الى أجزاء كبيرة من مصر والعراق والسعودية. وفي محاولة لمعرفة انواع الطائرات الاسرائيلية يمكن تحديدها كما يلي ‎ :
 
.
 
 
 
 
=== الضربة الجوية ===
{{مفصلة|العملية موكد}}
السطر 139 ⟵ 266:
في 10 يونيو أطبق [[إسرائيليون|الإسرائيليون]] على الهضبة، وانسحبت [[القوات المسلحة السورية|القوات السورية]] بقيادة قائد الجبهة السوري [[أحمد المير]] من الهضبة، قبل تمام الانتشار تاركة أسلحتها في بعض المواقع، ثم سقطت [[القنيطرة (توضيح)|القنيطرة]] عاصمة الجولان، ووصلت وحدات جديدة [[إسرائيل|لإسرائيل]]، وتوقفت عند خط من التلال البركانية التي تعتبر موقعًا استراتيجيًا، ومن ثم قبلت بوقف إطلاق النار، واتخذ من خط التلال البركانية خطًا لوقف إطلاق النار وسمي "الخط البنفسجي".<ref group="la">Oren 2002, electronic edition, Section "Playing for the Brink".</ref> وقد ذكرت [[تايم (مجلة)|مجلة التايم]]، أن إذاعة دمشق قد بثت خبر سقوط القنيطرة قبل ثلاث ساعات من حصوله.<ref group="la">{{استشهاد بخبر |عنوان=A Campaign for the Books |ناشر=Time Magazine |تاريخ=September 1, 1967 |مسار=https://time.com/time/magazine/article/0,9171,837237,00.html| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130721103223/http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,837237,00.html | تاريخ أرشيف = 21 يوليو 2013 | وصلة مكسورة = yes | تاريخ الوصول = أكتوبر 2020 }}</ref>
 
 
== خسائر الحرب ==
السطر 175 ⟵ 303:
خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نفسه، دعا وزير الدولة للشؤون الخرجية البريطانية جورج بروان إسرائيل لعدم القيام بأي تغيير في وضع المدينة، وقال أن حكومته ستسعى إلى "عزل إسرائيل" داخل الرأي العام الدولي في حال أقدمت على ذلك،<ref name="أول">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.162</ref> عمومًا فإن الصحف البريطانية تفاعلت مع خطاب بروان بشكل سلبي ومنها صحيفة الأوبزرفر ودايلي ميرور أما ديلي ميل فقد عنونت "إخرس يا بروان".<ref name="أول" /> إلا أن ذلك لم يؤد إلى تراجع الحكومة البريطانية التي انتخت أكثر انفتاحًا على [[الوطن العربي|الدول العربية]] و[[جمال عبد الناصر]] توجت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع [[القاهرة]] في [[ديسمبر]] 1967 بعد أن كانت مقطوعة منذ [[1956]].<ref name="ثاني">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.163</ref> بعض الصحف البريطانية الأخرى [[ذي تايمز|كالتايمز]] وقفت إلى جانب الحكومة، وكذلك هو الحال في [[فرنسا]] بعدما صرح [[شارل ديغول]] أن لدى إسرائيل رغبة توسعية، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية [[معاداة السامية|معاداة للسامية]].<ref name="ثاني" />
 
الرئيس الأمريكي [[ليندون جونسون]] قال أنه من الواجب تغيير حدود الهدنة لعام [[1949]]،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.158</ref> وفي وقت لاحق قامت إسرائيل أيضًا بضم الجولان إلى حدودها، وبنت مستوطنات في [[الضفة الغربية]] ولم تنسحب سوى من سيناء عام [[1985]] ومن [[قطاع غزة]] عام [[2005]]،<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=1&ved=0CBkQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2FNR%2Fexeres%2F9A639F61-14A0-4B3A-A864-0B8401D587D0.htm&rct=j&q=%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%20%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9&ei=uuaNTorrIsa3hQfg0eHhDw&usg=AFQjCNFVAywkMnK_jvMoO6qZPK7p5dr8UA&cad=rja انسحاب إسرائيل من قطاع غزة]، الجزيرة نت، 6 تشرين الأول 2011.</ref> كما نقل الكنيست عاصمة الدولة من [[تل أبيب]] إلى [[القدس]]، غير أنها ظلت وفق مواثيق الأمم المتحدة مدينة محتلة، كما بقيت [[تل أبيب]] عاصمة إسرائيل، وذلك واضح بعدم نقل الدول لسفارتها إلى القدس.<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=6&ved=0CEQQFjAF&url=http%3A%2F%2Fwww.wafainfo.ps%2Fatemplate.aspx%3Fid%3D3570&rct=j&q=%D8%B1%D9%81%D8%B6%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3%20%D9%85%D9%86%20%D8%AA%D9%84%20%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8&ei=rueNTp-ePMSx8gO6n8kU&usg=AFQjCNE3EkZ3o3Hi0MlyhJfsuYw67pmYtg&cad=rja المواقف الدولية من القدس]، مركز الدراسات الفلسطيني، 6 تشرين الأول 2011.</ref>
 
لاحقًا أخذ الدبلوماسيون الإسرائيليون، بالتصريح بأن إعادة الأرض لن تتم دون محادثات سلام مباشرة، إذ إن السلام أو الأرض هما الضامنان لأمن إسرائيل.<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.178</ref>
السطر 259 ⟵ 387:
# '''جان دزيد زيك'''، "الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة"، طبعة 2002، 187 صفحة، ''دار علاء الدين للطباعة والنشر والتوزيع''.
# '''بسام أبو شريف'''، "ياسر عرفات"، 482 صفحة، ''دار علاء الدين للطباعة والنشر والتوزيع''.
<div styleclass="direction: mw-content-ltr;">
# '''Jeremy Bowen''', "Six Days : How the 1967 War Shaped the Middle East", (2004).
# '''Kenneth M. Pollack''', "Arabs at War: Military Effectiveness, 1948-1991 (Studies in War, Society, and the Military)", (2002).
السطر 287 ⟵ 415:
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الحرب|الوطن العربي|الصراع العربي الإسرائيلي|عقد 1960|الحرب الباردة}}
{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=8472667|تاريخ=2 مايو 2012}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}
[[تصنيف:حرب 1967|*]]