عنف الشريك الحميم: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة قالب
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[ملف:Maryam, an acid-attacked victim under treatment, Tehran - 28 April 2018 20.jpg|تصغير|مريم، امرأة إيرانية تعرضت إلى هجوم بالحمض من قبل زوجها، والتقطت الصورة في إبريل 2018]]
<blockquote>«اعتدت القول أنني وجدت ال[[إساءة (خلق)|إساءة]] اللفظية أكثر ضررًا من الاعتداء الجسدي بالرغم من فظاعة الاعتداء الجسدي الذي يحدث مرة، ياإلهي، أو مرتين في السنة، وأكثر مايحبطني هو تعرضي إلى الإساءات اللفظية المتكررة، هكذا أفقد ثقتي بنفسي، لكن ال[[عنف]] فظيع، العنف رهيب، وأعتقد أنه يجب أن يؤخذ في الحسبان بوصفه جزءًا منه».</blockquote><blockquote>ــــــ من مقابلة مع امرأة تعرضت للعنف سابقًا</blockquote>إن فظائع العنف الأسري أصبحت الآن معروفة بشكل جيد، ويتناولها الإعلام بانتظام، ولا شك أن معظمنا قد شاهد العديد من الأفلام عن العنف الأسري، أو شاهد حلقة من مسلسله الدرامي المفضل تعاملت مع القضية، أو شاهد مناقشات جادة حول العنف الأسري في البرامج الحوارية، أو بشكل عام في المجلات والجرائد اليومية، لكن هل قضية العنف الأسري، وخصوصًا عنف الشريك الحميم قضية غير معتادة الحدوث في المجتمع، واكتسبت شعبيتها بسبب الإعلام فقط، أم أننا أمام مشكلة حقيقية، تحث بشكل يومي في العلاقات الحميمة؟
{{اقتباس|اعتدت القول أنني وجدت ال[[إساءة (خلق)|إساءة]] اللفظية أكثر ضررًا من الاعتداء الجسدي بالرغم من فظاعة الاعتداء الجسدي الذي يحدث مرة، ياإلهي، أو مرتين في السنة، وأكثر مايحبطني هو تعرضي إلى الإساءات اللفظية المتكررة، هكذا أفقد ثقتي بنفسي، لكن ال[[عنف]] فظيع، العنف رهيب، وأعتقد أنه يجب أن يؤخذ في الحسبان بوصفه جزءًا منه}}.
 
<blockquote>«اعتدتكان القولالاقتباس أنني وجدت ال[[إساءة (خلق)|إساءة]] اللفظية أكثر ضررًاالسابق من الاعتداءمقابلة الجسديمع بالرغمامرأة منتعرضت فظاعةللعنف الاعتداءالأسري الجسديسابقًا، الذيولم يحدثتعد مرة، ياإلهي، أو مرتين في السنة، وأكثر مايحبطني هو تعرضي إلى الإساءات اللفظية المتكررة، هكذا أفقد ثقتي بنفسي، لكن ال[[عنف]] فظيع،فظائع العنف رهيب،الأسري وأعتقدمن أنه يجب أنالأسرار يؤخذكما في الحسبانالسابق، بوصفه جزءًا منه».</blockquote><blockquote>ــــــ من مقابلة مع امرأة تعرضت للعنف سابقًا</blockquote>إن فظائع العنف الأسريبل أصبحت الآن معروفة بشكل جيد، ويتناولها الإعلام بانتظام، ولا شك أن معظمنا قد شاهد العديد من الأفلام عن العنف الأسري، أو شاهد حلقة من مسلسله الدرامي المفضل تعاملت مع القضية، أو شاهد مناقشات جادة حول العنف الأسري في البرامج الحوارية، أو بشكل عام في المجلات والجرائد اليومية، لكن هل قضية العنف الأسري، وخصوصًا عنف الشريك الحميم قضية غير معتادة الحدوث في المجتمع، واكتسبت شعبيتها بسبب الإعلام فقط، أم أننا أمام مشكلة حقيقية، تحث بشكل يومي في العلاقات الحميمة؟<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/704517321|عنوان=A typology of domestic violence : intimate terrorism, violent resistance, and situational couple violence|تاريخ=2008|ناشر=Northeastern University Press|ISBN=1555536948|مكان=Boston|OCLC=704517321|الأخير=1942-|الأول=Johnson, Michael P.,|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181911/https://www.worldcat.org/oclc/704517321|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
يتراوح عدد النساء اللاتي يتعرضن للعنف من قِبل شركائهن في الولايات المتحدة الأمريكية مابين مليونين إلى ستة ملايين سنويًا، وبلغت نسبة النساء اللاتي قًدمن إلى الطوارئ بسبب جروح متعلقة بالعنف الأسري مابين 25% إلى 30%، وأكثر من 1000 امرأة في عام 2004 قُتلت على يد زوجها أو خليلها.
 
يتراوح عدد النساء اللاتي يتعرضن للعنف من قِبل شركائهن في الولايات المتحدة الأمريكية مابين مليونين إلى ستة ملايين سنويًا، وبلغت نسبة النساء اللاتي قًدمن إلى الطوارئ بسبب جروح متعلقة بالعنف الأسري مابين 25% إلى 30%، وأكثر من 1000 امرأة في عام 2004 قُتلت على يد زوجها أو خليلها.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/704517321|عنوان=A typology of domestic violence : intimate terrorism, violent resistance, and situational couple violence|تاريخ=2008|ناشر=Northeastern University Press|ISBN=1555536948|مكان=Boston|OCLC=704517321|الأخير=1942-|الأول=Johnson, Michael P.,|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181911/https://www.worldcat.org/oclc/704517321|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
 
يتضح من الإحصائيات البسيطة السابقة أن المشكلة حقيقية، ومعتاد حدوثها داخل العلاقات الحميمة، وهي قضية اجتماعية إلى أبعد مدى، ويجب التعامل معها بجدية، لكن الإحصائيات السابقة لا توضح فقط حدة العنف، وإنما تسبب مناقشات عديدة حول الأبحاث التي تُجرى حول عنف الشريك الحميم، وسنخص مناقشتين بالذكر، وأولى المناقشتين هي العلاقة بين عنف الشريك الحميم والجنسانية أو الجندر حيث يمكن أن يسأل شخصًا ما: لماذا يتم تجاهل الضحايا من الرجال؟ يوجد العديد من الأدلة العلمية حسنة السمعة اجتماعيًا تقول أن المرأة تستخدم العنف تجاه الرجل والعكس صحيح.
 
ربما يكون الرد التقليدي على التحدي السابق أن الدراسات التي يعتمد عليها صاحب السؤال يشوبها العيب، ويوجد دراسات تتسم بمصداقية كبيرة توضح أن الرجال أكثر عرضة لارتكاب العنف، لكن مايكل بي. جونسون يذكر في كتابه عن عنف الشريك الحميم أن قبل الإجابة يجب أن نذكر وجود عدة أنواع من العنف، ويقول أن دراساته حول العنف في العلاقات المتغايرة جنسيًا أظهرت أن الرجال يرتكبون العنف أكثر من النساء، وهو ما يطلق عليه  جونسون ال[[إرهاب]] الحميم.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/704517321|عنوان=A typology of domestic violence : intimate terrorism, violent resistance, and situational couple violence|تاريخ=2008|ناشر=Northeastern University Press|ISBN=1555536948|مكان=Boston|OCLC=704517321|الأخير=1942-|الأول=Johnson, Michael P.,|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181911/https://www.worldcat.org/oclc/704517321|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
 
كانت المناقشة الثانية حول الأبحاث التي يشهدها عنف الشريك الحميم هي عدد النساء اللاتي تعرضن إلى العنف حيث يمكن أن يقول ناقدًا ما: هل يمكن أن تكون الإحصائيات أكثر دقة؟ هل عدد من يتعرضن للعنف سنويًا مليونين أم ستة ملايين؟ <ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/704517321|عنوان=A typology of domestic violence : intimate terrorism, violent resistance, and situational couple violence|تاريخ=2008|ناشر=Northeastern University Press|ISBN=1555536948|مكان=Boston|OCLC=704517321|الأخير=1942-|الأول=Johnson, Michael P.,|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181911/https://www.worldcat.org/oclc/704517321|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
 
تأتي الإجابة مرة أخرى من كتاب مايكل بي. جونسون حيث يقول أن الأرقام تعتمد على نوع عنف الشريك الحميم الذي نتحدث عنه، على سبيل المثال نذكر ستة ملايين عندما نتحدث عن العنف الظرفي بين الأزواج، لكن لا يعرف الكثيرون ما هو العنف الظرفي بين الأزواج، أو مدى الاختلاف بينه وبين الإرهاب الحميم.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/704517321|عنوان=A typology of domestic violence : intimate terrorism, violent resistance, and situational couple violence|تاريخ=2008|ناشر=Northeastern University Press|ISBN=1555536948|مكان=Boston|OCLC=704517321|الأخير=1942-|الأول=Johnson, Michael P.,|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181911/https://www.worldcat.org/oclc/704517321|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
 
== مقدمة تعريفية ==
[[ملف:Maltraitance fait aux femmes.jpg|تصغير|اعتداء جسدي على امرأة في بنين]]
هو [[عنف أسري]] يحدث من الزوج الحالي أو السابق والذي يحدث في العلاقة الحميمية من الشريك ضد الشخص الأخر في تلك العلاقة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Intimate partner violence : a health-based perspective|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/429921023|ناشر=Oxford University Press|تاريخ=2009|مكان=Oxford|ISBN=9780199720729|OCLC=429921023|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181914/https://www.worldcat.org/title/intimate-partner-violence-a-health-based-perspective/oclc/429921023|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Health inequities related to intimate partner violence against women : the role of social policy in the United States, Germany, and Norway|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/940558076|مكان=Switzerland|ISBN=9783319295657|OCLC=940558076|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181917/https://www.worldcat.org/oclc/940558076|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref> هذا العنف الأسري يكون له أشكال مختلفة منها [[اعتداء جسدي]] [[إساءة لفظية|ولفظي]] [[عنف نفسي|ونفسي]] [[واقتصادي]] و[[انتهاك جنسي|عنف جنسي]]. وطبقاً [[منظمة الصحة العالمية|لمنظمة الصحة العالمية]] فإن العنف الأسري هو" أي سلوك يحدث في العلاقة الحميمية والذي يسبب أذي جسمياً و نفسياً أو جنسياً  إلى الشريك الذي يكون في تلك العلاقة و التي يمكن أن تشمل عدوان جسدي أو إكراه جنسي أو إذاء نفسي أو أي نوع من السيطرة على سلوكيات الشريك الاخر"<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=World report on violence and health|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/53032850|ناشر=World Health Organization|تاريخ=2002|مكان=Geneva|ISBN=0585468079|OCLC=53032850|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181920/https://www.worldcat.org/oclc/53032850|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
 
السطر 21 ⟵ 25:
| تاريخ الوصول = 2019-11-07
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181902/https://www.oecd-ilibrary.org/economics/quarterly-national-accounts-volume-2013-issue-4/population-employment-national-concept-employment-by-industry-domestic-concept-ireland_qna-v2013-4-table77-en|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>
[[ملف:Women who experienced violence by an intimate partner, OWID.svg|تصغير|423x423بك|النساء التي تعرضت إلى عنف الشريك الحميم في عام 2016]]
 
إن أكثر أشكال العنف الأسري الشائع ولكن أقل ضرر هو الصياح أو الجدال السلبي والعنيف  والذي يقوم به الجنسين على قدر المساواة<ref name="مولد تلقائيا19" /><ref name="مولد تلقائيا17" /><ref name="مولد تلقائيا18" /> وغالباً يحدث مع الأزواج الصغار الذين يكونون من المراهقين أو أولئك الذين في سن الكلية.<ref name="مولد تلقائيا18" /><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The psychology of violence in adolescent romantic relationships|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/903136825|مكان=Houndsmills, Basingstoke, Hampshire|ISBN=9781137321404|OCLC=903136825|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191210181935/https://www.worldcat.org/oclc/903136825|تاريخ أرشيف=2019-12-10}}</ref>الشكل الأخير من العنف الأسري والذي يقوم  به الطرفين في العلاقة وهو الاشتباك الغرض به السيطرة والذي يتطلب استخدام السلوك العنيف من قبل الطرفين والذي يسمى "السيطرة العنيفة المتبادلة".
 
السطر 27 ⟵ 31:
 
في الجدول التالي تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في عام 2013 عن نسبة النساء اللاتي تعرضن إلى الإيذاء الجسدي والجنسي من شركائهن خلال حياتهن حسب المناطق المختلفة:<ref>Moreno, Claudia (2013), "Section 2: Results - lifetime prevalence estimates", in Moreno, Claudia, [https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/85239/9789241564625_eng.pdf;jsessionid=032756E05260DEB8E83C447D8F5103F5?sequence=1 ''Global and regional estimates of violence against women: prevalence and health effects of intimate partner violence and non-partner sexual violence''] (PDF), Geneva, Switzerland: World Health Organization, pp. 16, 18, ISBN 9789241564625. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170828163421/http://apps.who.int/iris/bitstream/10665/85239/1/9789241564625_eng.pdf|date=28 أغسطس 2017}}</ref>
{| class="wikitable sortable"
|'''المنطقة'''
|'''النسبة'''
|'''المنطقة'''
|-
|36.6%
|أفريقيا
|36.6%
|-
|البحر المتوسط
|37%
|البحر المتوسط
|-
|25.4%
|أوروبا
|25.4%
|-
|جنوب شرق آسيا
|37.7%
|جنوب شرق آسيا
|-
|الأمريكتين
|29.8%
|الأمريكتين
|-
|24.6%
|غرب المحيط الهادىء
|24.6%
|}
ونشرت أيضًا منظمة الصحة العالمية النسب المئوية التي توضح مقدار العنف الجسدي، والعنف الجنسي ضد المرأة من قِبل شريك حميم في مناطق مختلفة من العالم كما هو موضح في الجدول التالي:<ref>Garcia-Moreno, Claudia, et al. "WHO Multi-country study on Women's Health and Domestic Violence Against Women." Geneva: World Health Organization. 2013.</ref>
السطر 154 ⟵ 158:
 
== الأنواع ==
[[ملف:Femme battant mari Durer XVII e siecle.jpg|تصغير|346x346بك|لوحة تصور ضر الزوجة لزوجها للفنان ألبريشت دورر]]
يوجد أربعة أنواع رئيسية من عنف الشريك الحميم أقر بها مايكل بي. جونسون في كتابه عن عنف الشريك الحميم، وُتعرف باسم تصنيف جونسون، وقد لاقى التصنيف دعمًا من البحوث والتقييمات اللاحقة، بالإضافة إلى الباحثين المستقلين، ويتم التمييز في التصنيف بين أنواع العنف، ودوافع الجناة، والسياق الثقافي والاجتماعي القائم على أنماط مأخوذة من حالات عديدة، ودوافع مختلفة للجناة.<ref name="مولد تلقائيا1" />
 
السطر 159 ⟵ 164:
يحدث الإرهاب الحميم عندما يستخدم أحد طرفي العلاقة الحميمة القوة والسيطرة القسرية ضد الطرف الآخر عن طريق استخدام وسائل عديدة مثل التهديدات، والتخويف، والعزلة، وفي الحالة التي نتحدث عنها عادة ما يتحكم الشريك، على الأغلب الرجل، في كل جانب من جوانب الضحية التي تكون بشكل كبير حياة المرأة، ويذكر جونسون أن في عام 2001 نسبة بلغت 97 % من مرتكبي الإرهاب الحميم كانوا من الرجال، وتشير الدراسات عمومًا إلى أن النساء عادة ما يقعن ضحايا للإرهاب الحميم، إلّا أن  بعض الدراسات التي استخدمت تصنيف جونسون تقول أن مرتكبي الإرهاب الحميم عادة ما يكونوا نساءًا أو أشخاصًا لا يخضعون إلى تصنيف جنساني.<ref name="مولد تلقائيا6">Howe, Tasha R. (2012). "Families in crisis: violence, abuse, and neglect: intimate partner violence: marital rape". In Howe, Tasha R. ''Marriages and families in the 21st century a bioecological approach''. Chichester, West Sussex Malden, Massachusetts: John Wiley & Sons. ISBN 9781405195010.</ref>
 
ينطوي عنف الإرهاب الحميم على سيطرة جنسية وسادية، وانتهاك اقتصادي وجسدي وعاطفي ونفسي، ومن المرجح أن تزداد حدة الإرهاب الحميم مع الزمن، لكن لا يميل العنف إلى أن يكون تبادليًا بين طرفي العلاقة بمعنى أن مرتكب العنف مع مرور الوقت لا يمكن أن يكون ضحية، وعلى الأرجح يتضمن الإرهاب الحميم إصابات خطيرة، وكثيرًا ماتكون الضحايا اللاتي تعرضن إلى نوع واحد من الإيذاء عرضة إلى أنواع أخرى، ويزداد الأمر خطورة عند وقوع حوادث متكررة خاصة إذا كان الإيذاء يأخذ أشكالًا مختلفة، وعندئذ تكون آثار الإيذاء مزمنة على الضحايا؛ لأن آثار الإيذاء طويل الأمد تميل إلى أن تكون تراكمية، ويحتاج الناجون من الإرهاب الحميم إلى خدمات طبية وملاجئ آمنة؛ لأن هذا النوع من العنف هو النوع الأكثر تطرفًا.<ref>John Marx, Ron Walls, Robert Hockberger (2013). [https://books.google.com/books?id=uggC0i_jXAsC&pg=PA875 ''Rosen's Emergency Medicine - Concepts and Clinical Practice'']. Elsevier Health Sciences. p. 875. ISBN 1455749877. Retrieved March 1, 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160623231847/https://books.google.com/books?id=uggC0i_jXAsC |date=23 يونيو 2016}}</ref><ref name="مولد تلقائيا6" />
 
تتضمن آثار الإرهاب الحميم الجسدي أو الجنسي أمراضًا نفسية وجسدية مثل الألم المزمن، ومشاكل  الجهاز الهضمي، وأمراض النساء، والاكتئاب، وتدني احترام الذات، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، وربما يصل الأمر إلى تعاطي المخدرات والموت، وتشير دراسة أجريت عام  2014 على مخاطر الصحة العقلية الناتجة من الإرهاب الحميم أن 42% من النساء أبلغن عن أفكار انتحارية، ونسبة 31% أٌقدمن على الانتحار.<ref>Karakurt Gunnur; Smith Douglas; Whiting Jason (2014). "Impact of Intimate Partner Violence on Women's Mental Health". ''Journal of Family Violence''. '''29''': 693–702. doi:[https://doi.org/10.1007%2Fs10896-014-9633-2 10.1007/s10896-014-9633-2] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180608163636/https://link.springer.com/article/10.1007%2Fs10896-014-9633-2 |date=8 يونيو 2018}}</ref>
السطر 273 ⟵ 278:
 
=== التباين الجندري ===
بينما يمكن أن يكون ضحايا ومرتكبي عنف الشريك الحميم رجالًا ونساءً على السواء<ref>Johnson, M.P. (2008). ''A Typology of Domestic Violence: Intimate Terrorism, Violent Resistance, and Situational Couple Violence''. Boston: Northeastern University Press.</ref>، فإن معظم العنف يقع على النساء<ref>McQuigg, Ronagh J.A. (2011), "Potential problems for the effectiveness of international human rights law as regards domestic violence", in McQuigg, Ronagh J.A., [https://books.google.com/books?id=ltJxlsoMV4wC&pg=PR13 ''International human rights law and domestic violence: the effectiveness of international human rights law''], Oxford New York: Taylor & Francis, p. 13, ISBN 9781136742088, [https://web.archive.org/web/20160515170047/https://books.google.com/books?id=ltJxlsoMV4wC&pg=PR13 archived] from the original on 2016-05-15, <q>This is an issue that affects vast numbers of women throughout all nations of the world. [...] Although there are cases in which men are the victims of domestic violence, nevertheless 'the available research suggests that domestic violence is overwhelmingly directed by men against women [...] In addition, violence used by men against female partners tends to be much more severe than that used by women against men. Mullender and Morley state that 'Domestic violence against women is the most common form of family violence worldwide.'</q> {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170110184717/https://books.google.com/books?id=ltJxlsoMV4wC&pg=PR13|date=10 يناير 2017}}</ref><ref>García-Moreno, Claudia; Stöckl, Heidi (2013), "Protection of sexual and reproductive health rights: addressing violence against women", in Grodin, Michael A.; Tarantola, Daniel; Annas, George J.; et al., [https://books.google.com/books?id=kJXM_eptt0MC&pg=PT780 ''Health and human rights in a changing world''], Routledge, pp. 780–781, ISBN 9781136688638, [https://web.archive.org/web/20160506173620/https://books.google.com/books?id=kJXM_eptt0MC&pg=PT780 archived] from the original on 2016-05-06, <q>Intimate male partners are most often the main perpetrators of violence against women, a form of violence known as intimate partner violence, 'domestic' violence or 'spousal (or wife) abuse.' Intimate partner violence and sexual violence, whether by partners, acquaintances or strangers, are common worldwide and disproportionately affect women, although are not exclusive to them.</q> {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170110144016/https://books.google.com/books?id=kJXM_eptt0MC&pg=PT780|date=10 يناير 2017}}</ref>، وأيضًا هن أكثر معاناة بسبب الإصابات الناتجة من العنف في العلاقات الجنسية المغايرة أو المثلية<ref>Wallace, Harvey; Roberson, Cliff (2016). [https://books.google.com/books?id=_Xa3DAAAQBAJ&pg=PA49&dq=%22intimate+partner+violence%22 "Intimate Partner Abuse and Relationship Violence"]. ''Family Violence: Legal, Medical, and Social Perspectives''. New York, N.Y.; Abingdon, UK: Routledge. pp. 49–50. ISBN 978-1-315-62827-1. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200103170451/https://books.google.com/books?id=_Xa3DAAAQBAJ&pg=PA49&dq="intimate+partner+violence" |date=3 يناير 2020}}</ref>، وعلى الرغم أن الرجال والنساء يرتكبون معدلات متساوية من العنف الطفيف الغير مبلغ عنه فيما يسمى بالشجار الظرفي إلّا العديد من الانتهاكات المنزلية يبدو أنها تُرتكب من قِبل الرجال، وتوضح نشرة منهجية نُشرت في مجلة العنف والضحايا في 2008 أنه على الرغم من قلة حالات الشجار الحادة أو العنف الممارس بمعدلات متساوية من قِبل الجنسين إلّا العديد من الاعتداءات الحادة والعنيفة ارتكبها الرجال، وأتى في النشرة أيضًا أن استخدام النساء العنف الجسدي كان بهدف الدفاع عن النفس أو الخوف بينما استخدام الرجال العنف كان بدافع السيطرة<ref name="مولد تلقائيا2" />، وتشير دراسة منهجية نُشرت عام 2011 في مجلة «الصدمة العنف إساءة المعاملة – TVA» أن الدوافع التي تجعل المرأة ترتكب العنف هي الغضب، والحاجة إلى الاهتمام، أو ردة فعل على عنف الشريك الحميم<ref>air-Merritt, Megan H.; Crowne, Sarah Shea; Thompson, Darcy A.; Sibinga, Erica; Trent, Maria; Campbell, Jacquelyn (October 2010). [[doi:10.1177/1524838010379003|"Why do women use intimate partner violence? A systematic review of women's motivations"]]. ''Trauma, Violence, & Abuse''. Sage. '''11''' (4): 178–189. doi:[https://doi.org/10.1177%2F1524838010379003 10.1177/1524838010379003]. PMC [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2994556 2994556] . PMID [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20823071 20823071]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170807012100/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2994556/ |date=07 أغسطس 2017}}</ref>، وفي دراسة أخرى من نفس العام نُشرت في مجلة السلوك العدواني والعنيف وُجد أن هناك اختلافًا في الأساليب التي يشتخدمها الرجال والنساء في الإيذاء، وذكرت أن الرجال يميلون أكثر إلى عض أو [[خنق]] شركائهم، بينما النساء تميل أكثر إلى رمي الأشياء على شركائهن أو الصفع أو الركل أو الضرب بشيء ما، ويستند كل ماسبق إلى «مقياس أساليب الصراع – STC» كبديل عن الإصدارات القديمة التي لم تأخذ في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه العنف.<ref>Chan, Ko Ling (March–April 2011). [[doi:10.1016/j.avb.2011.02.008|"Gender differences in self-reports of intimate partner violence: a review"]]. ''Aggression and Violent Behavior''. Elsevier. '''16''' (2): 167–175. doi:[https://doi.org/10.1016%2Fj.avb.2011.02.008 10.1016/j.avb.2011.02.008]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200314203241/https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S135917891100022X |date=14 مارس 2020}}</ref><ref name="مولد تلقائيا12" />
 
انتقد العديد من الباحثين مثل مايكل كيمل منهجية مقياس أساليب الصراع في تقييم العلاقة بين الجنس والعنف المنزلي، ويجادل كيمل حول استبعاد مظهرين مهمين في العنف بين الجنسين كما ذكرنا سابقًا عن العنف بدافع السيطرة والعنف الناتج عن الصراع، ويقول أن مقياس أساليب الصراع فشل في تقييم خطورة الإصابات، والاعتداءات الجنسية، والاعتداءات من شركاء سابقين أو حاليين.<ref name="مولد تلقائيا12" />
السطر 515 ⟵ 520:
 
==== نموذج دولوث ====
يعتبر نموذج دولوث هو النموذج الأكثر شيوعًا لعلاج عنف الشريك الحميم، ويمثل نهجًا نفسيًا وتربويًا تم تطويره من قِبل المهنيين من خلال المعلومات التي جُمعت من المقابلات في الملاجئ مع النساء اللاتي تعرضن للاعتداءات، وباستخدام المبادئ من الأطر النسوية والاجتماعية، وتتلخص النظرية النسوية وراء نموذج دولوث أن الرجال يستخدمون العنف في علاقاتهم من أجل التحكم والسيطرة، ووفقًا لنموذج دولوث تتعرض النساء والأطفال للعنف بسبب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي غير المتكافئ في المجتمع، ويتم التعامل في نموذج دولوث مع عنف الرجل ضد المرأة في العلاقة الحميمة بينهما ليس باعتباره نابعًا من مرض فردي، بل كشعور مُعزز اجتماعيًا بالاستحقاق.<ref>Pence, Ellen; Paymar, Michael (1993-04-06). [https://books.google.com/books?hl=en&lr=&id=pBjZSdZ1LsEC&oi=fnd&pg=PR7&dq=).+Education+groups+for+men+who+batter:+The+Duluth+model&ots=fQnu6Ou9XE&sig=Y5ubS5ovAdoGA4jN4KpnzzqGbRY#v=onepage&q=).%20Education%20groups%20for%20men%20who%20batter:%20The%20Duluth%20model&f=false ''Education Groups for Men Who Batter: The Duluth Model'']. Springer Publishing Company. ISBN 9780826179913. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160105142523/https://books.google.com/books?hl=en |date=5 يناير 2016}}</ref>
 
===== نتائج نموذج دولوث =====