القرآن: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات مصعب (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة 77.58.39.31 |
لا تعبث بنسخة مستقرة للمقال من فترة طويلة دون نقاش |
||
سطر 10:
كما حدث مع العديد من [[لغات سامية|اللغات السّامية]] الأخرى، التي أضحت [[لغة بائدة|لغات بائدة]]<ref>[ألسنة في مهب الريح http://www.nashiri.net/articles/general-articles/5334-2013-02-15-08-42-49.html]</ref><ref>http://www.iraker.dk/index.php?option=com_content&task=view&id=5524&Itemid=99</ref> واندثرت مع الزمن أو لغات طالها الضعف والانحطاط، وبالتالي عدم القدرة على مسايرة التغييرات والتجاذبات التي تعرفها الحضارة وشعوب العالم القديم والحديث.<ref>[نظرات معاصرة في القرآن الكريم http://rafed.net/booklib/view.php?type=c_fbook&b_id=225&page=63]</ref><ref>[http://www.almdares.net/vz/showthread.php?t=48107 للجامعيين دور القران الكريم في الحفاظ عللى اللغة العربيه<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref><ref>[http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_content&view=article&id=11:69&Itemid=330 بحوث حول القرآن:أثر القرآن الكريم في اللغة العربية والتحديات المعاصرة_ د.محمد يوسف الشربجي]</ref><ref>[دور الأهمية المعنوية في الفصل النحوي في القرآن الكريم http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?s=adb805552a38f2cb431967c0370e53fe&p=41251#post41251]</ref>
ويحتوي القرآن على 114 [[سورة]] تصنف إلى [[سورة مكية|مكّية]] و[[سورة مدنية|مدنية]] وفقاً لمكان وزمان نزول [[وحي|الوحي]] بها.<ref>[http://books.google.co.uk/books?id=5ShMqiiJbNYC&pg=PA61&dq=quran revealed medina mecca surah&hl=en&ei=oOAFTry8H4as8gOv5-XpDQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=5&ved=0CEAQ6AEwBA#v=onepage&q&f=false ما الذي يجب أن يعرفه الجميع عن القرآن.] أحمد الليثي {{en}}</ref> ويؤمن المسلمون أن القرآن أنزله الله على لسان الملاك [[جبريل]] إلى النبي [[محمد]] {{ص}} على مدى 23 سنة تقريباً، بعد أن بلغ النبي [[محمد]] سن الأربعين، وحتى وفاته عام [[11 هـ]]/[[632|632م]]. كما يؤمن المسلمون بأن القرآن حُفظ بدقة، على يد [[صحابة|الصحابة]]، بعد أن نزل الوحي على النبي [[محمد]] {{ص}} فحفظه وقرأه على صحابته، وأن آياته محكمات مفصلات<ref>[http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1462 الإحكام في أصول الأحكام للآمدي:ج1/ص228. البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي:ج1/ص389، تيسير التحرير لأمير بادشاه: ج3/ص3،]</ref><ref>القرآن الكريم، سورة هود، آية 1 : {{قرآن-سورة 11 آية 1}}</ref> وأنه يخاطب الأجيال كافة في كل القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الأحوال.<ref>[http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot/gap.php?file=000112-www.al-mostafa.com.pdf مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مطبعة عيسى الحلبي، الطبعة الثالثة (ج2/ص308)]</ref>
بعد وفاة النبي محمد {{ص}}، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول [[أبو بكر الصديق]] وفقاً لاقتراح من الصحابي [[عمر بن الخطاب]]. وبعد وفاة الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]]، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى [[أم المؤمنين]] [[حفصة بنت عمر]]، إلى أن رأى الخليفة الثالث [[عثمان بن عفان]] اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل [[حفصة بن عمر|حفصة]] بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة [[قريش]] لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة، وأمر بإعدام ما يخالف ذلك المصحف، وأمر بتوزيع تلك النسخ على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة منه. تعرف هذه النسخ إلى الآن [[مصحف عثمان|بالمصحف العثماني]].<ref name="Uthman">{{مرجع ويب|المسار=http://www.usc.edu/schools/college/crcc/engagement/resources/texts/muslim/hadith/bukhari/061.sbt.html#006.061.510 |العنوان=CRCC: Center For Muslim-Jewish Engagement: Resources: Religious Texts |الناشر=Usc.edu |التاريخ= |تاريخ الوصول=2010-03-16}}</ref> لذا فيؤكد معظم العلماء أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر.<ref name = "Uthman"/><ref>أنظر:
* William Montgomery Watt in ''The Cambridge History of Islam'', p.32
* Richard Bell, William Montgomery Watt, 'introduction to the Qurʼān', p.51
* F. E. Peters (1991), pp.3–5: “Few have failed to be convinced that … the Quran is … the words of Muhammad, perhaps even dictated by him after their recitation.”</ref>
يؤمن المسلمون أن القرآن معجزة النبي محمد {{ص}} للعالمين، وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله،<ref>[http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot/gap.php?file=000112-www.al-mostafa.com.pdf مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، مطبعة عيسى الحلبي، الطبعة الثالثة، (ج2/ص334)]</ref> كما يعتبرونه دليلاً على نبوته،<ref>Peters, Francis E. (2003). The Monotheists: Jews, Christians, and Muslims in Conflict and Competition. Princeton University Press. ISBN 0-691-12373-X. pp.12 and 13</ref> وتتويجاً لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدأت، وفقاً لعقيدة المسلمين، مع صحف [[آدم]] مروراً ب[[صحف إبراهيم]]، و[[التوراة|توراة]] [[موسى]]، و[[الزبور|زبور]] [[داود]]، وصولاً إلى [[الإنجيل|إنجيل]] [[عيسى]].<ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=13343 إسلام ويب، موقع المقالات: منهج السلف في الإيمان بالكتب السماوية]. تاريخ التحرير: 26/07/2003</ref>
== أصل الكلمة ومعناها ==
سطر 74:
{{أيضا|جمع القرآن|مصحف عثمان|مصحف عائشة|مصحف علي|مصحف فاطمة}}
[[ملف:Qur'anic Manuscript - 3 - Hijazi script.jpg|تصغير|200بك|مخطوطة قرآنية من [[مخطوطات صنعاء]] من الورق الرقّي تعود [[القرن السابع|للقرن السابع الميلادي]]، مكتوبة [[خط حجازي|بالخط الحجازي]].]]
ثمة وجهتا نظر في موضوع [[جمع القرآن]]، إحداهما تقررها [[كتب السنة التسعة|المصادر السُّنية]] والأخرى تؤكدها [[مراجع الشيعة|المراجع الشيعية الإمامية]]. أما وجهة النظر السُّنية الرسمية فترجع بعملية جمع القرآن، في مصحف، إلى عهد [[أبي بكر الصديق]]، لتنتهي في عهد [[عثمان بن عفان]] بإقرار مصحف واحد رسمي وإحراق ما عداه،<ref name="مقربات">[http://www.mokarabat.com/m1179.htm مقربات: جمع القرآن بين المصادر السُّنية والمراجع الشيعية]، بقلم: د. محمد عابد الجابري</ref> بينما تنص المراجع الشيعية إلى أن [[علي بن أبي طالب]]، ابن عم النبي محمد، كان قد جمع نسخة كاملة من القرآن في مصحف بعد وفاة محمد،<ref name="Britannica" /> وأن ترتيبه كان يختلف عن الترتيب الذي اتبع خلال خلافة عثمان بن عفان، لكن على الرغم من ذلك فإن علي لم يعترض على المصحف الموحد حديث الجمع، بل أقرّ به، لكنه احتفظ أيضًا بالمصحف الذي جمعه بنفسه.<ref>The Qur'an as Text'', ed. Wild, Brill, 1996 ISBN 978-90-04-10344-3
أبرز الروايات التي تتحدث عن جمع القرآن في مصحف واحد لأول مرة خلال عهد [[أبي بكر الصديق]]، هي تلك التي تفيد أنه بعد [[معركة اليمامة|غزوة اليمامة]]، التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء [[عمر بن الخطاب]] إلى أبو بكر وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ. فكلّف أبو بكر الصحابي [[زيد بن ثابت]] لما رأى فيه من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ القرآن ومن كُتّابه على عهد النبي محمد، وقد شهد زيد مع النبي العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيدًا قد عُرف بذكائه وشدة ورعه وأمانته وكمال خلقه. ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة. واتبع الصحابة طريقة دقيقة وضعها أبو بكر وعمر لحفظ القرآن من الخطأ، فلم يكتف الصحابة بما حفظوه في قلوبهم ولا بما سمعوا بآذانهم ولا بما كتبوه بأيديهم بل جعلوا يتتبعون القرآن واعتمدوا في جمعه على مصدرين اثنين أحدهما ما كتب بين يدي النبي محمد والثاني ما كان محفوظًا في صدور الرجال. وبلغت مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيءًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي الرسول.<ref>[[صحيح البخاري]]: [http://www.cmje.org/religious-texts/hadith/bukhari/060-sbt.php#006.060.201 6:60:201]</ref> واستمر زيد يجمع القرآن حتى وجد آخر [[سورة التوبة]] مع أبي خزيمة الأنصاري، وعندها حُفظت الصحف التي كُتب عليها القرآن عند أبو بكر حتى توفي، ثم عند عمر حياته، ثم عند [[حفصة بنت عمر]] بعد مقتل الأخير.<ref name="مقربات"/> واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله مصحف [[أبي بكر الصديق|الصدّيق]] من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من الصحابة.
سطر 313:
تتحدث آيات في القرآن عن العلاقة التي تربطه بالتوارة والإنجيل والكتب المنزلة قبلاً على الأنبياء وفق المعتقد الإسلامي، وهذا التشابه مرّده وفق العقائد الإسلامية إلى كون جميع هذه الرسالات صادرة من قبل إله واحد: {{قرآن مصور|البقرة|285}}{{efn|[[سورة البقرة]]، الآية 285}}. يذكر [[الإمام البخاري]] في [[صحيح البخاري|صحيحه]] أن الشوام والعراقيون المسيحيون واليهود اطلعوا على القرآن عند دخول الإسلام إلى تلك البلاد، وبحثوا فيه وناقشوه ونطقوا نصه كما ينطقون [[لغة سريانية|السريانية]]، قبل أن يأمر الخليفة [[عثمان بن عفان]] بتوحيد رسم كل المصاحف وتوحيد نطقها. {{بحاجة لمصدر}}
جميع الأنبياء المذكورين في القرآن ذكروا في [[تناخ|التناخ]] أو [[العهد القديم]] كما يسمّى في المسيحية، كما أن الخطوط العامة لرواية الأحداث هو ذاته وإن كان العهد القديم أكثر تفصيلاً في روايته بينما القرآن يميل نحو ذكرٍ مختصر دون الغوص في التفاصيل. هناك بعض القصص المنسوبة للأنبياءأمثال [[نوح]] و[[طوفان نوح|الطوفان]] و[[لوط]] وقومه و[[يوسف]] وإخوته و[[موسى]] وخروج [[بنو إسرائيل|شعبه]] و[[يونس]] ومكوثه في بطن الحوت وعدد آخر من الروايات، يتعرض لها القرآن بشيء من التفصيل، هي واحدة مع العهد القديم وإن اختلفت بعض تفاصيلها أحيانًا. وهذا التشابه دفع عددًا من الفقهاء والمؤرخين المسلمين إلى العودة للعهد القديم لاستكشاف بعض ما صمت عنه القرآن. أما العهد الجديد لا سيّما [[إنجيل|الأناجيل]] التي تروي سيرة [[يسوع]] وأعماله ومواعظه فهي بدورها واحدة في خطوطها العامة مع القرآن سواءً من ناحية الميلاد الإعجازي أو من ناحية الأعمال الخارقة التي كان يقوم بها بإذن الله بما فيها إقامة الموتى بإذن الله، مرورًا بمواعظه وتعاليمه وتحليل بعض ما حرمته [[الشريعة اليهودية]] وختامًا برفعه إلى السماء وعودته الثانية قبيل [[يوم القيامة]]، كما أن عددًا وافرًا من الألقاب القرآنية الموجهة وعلى رأسها "المسيح" و"كلمة الله" هي مشتركة بين النصّين. على أن الخلاف الظاهر يقع في قضيتي نفي [[صلب المسيح]] ونفي [[ابن الله|البنوّة لله]]؛ أيضًا فإن مريم العذراء قد ذكرت في القرآن أكثر مما ذكرت عليه في الأناجيل الأربعة مجتمعة، وهناك سورة باسمها ([[سورة مريم]]).<ref>Esposito, John L. ''The Future of Islam''. Oxford University Press US, 2010. ISBN 978-0-19-516521-0 [http://books.google.com/books?id=-UxRoBmUnsYC&pg=PA40&dq=
الائتلاف الوثيق بين القرآن والكتاب المقدس بشقيه لا يقتصر فقط على رواية الأحداث، بل يمتد نحو الأحكام والتشريعات غير أن أغلبها لم تعد مطبقة في اليهودية والمسيحية إما بداعي نسخها في مواضع أخرى سيّما في العهد الجديد كتعدد الزوجات أو بداعي كونها شرائع اجتماعية مربوطة بظروفها الخاصة كنجاسة المرأة في [[طمث|طمثها]] وقوامة الرجل عليها، علمًا أنه باستثناء الشق الأول والذي وصّفته [[مجامع مسكونية|المجامع]] المتعاقبة، فإن "الشرائع الاجتماعية" كانت مطبقة في المسيحية واليهودية عند ظهور الإسلام ومالت للإهمال في القرون الوسطى والحديثة.
|