انتفاضة 1931 في العراق

انتفاضة 1931 أو ثورة الشعب الصامتة هو إضراب حدث في بغداد وبابل والنجف وكربلاء وواسط وميسان وذي قار والسماوة والرمادي وبعقوبة يوم 5 يوليو 1931[1] بسبب قانون رسوم البلديات رقم 82 لعام 1931.[2] وقعت اشتباكات بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن في بغداد والبصرة وذي قار وقد حَمّل مجلس النواب ووزير الداخلية مزاحم الباجه جي مسؤلية الإضراب ووقوع الاشتباكات مما أجبره على الاستقالة يوم 13/10/1931.[3]

انتفاضة 1931 في العراق
التاريخ 5 تموز - 18 تموز
المكان العراق
الحالة انتهت
النتيجة النهائية
الأسباب
  • الانتداب البريطاني
  • الأزمة الاقتصادية
الأهداف
المظاهر
الأطراف
الحكومة العراقية * أحزاب معارضة
  • جمعيات عمالية
غرفة التجارة


قادة الفريقين
الملك فيصل الأول
(ملك العراق)
الملك علي بن الحسين
(نائب ملك العراق)
نوري السعيد
(رئيس الوزراء)
جميل المدفعي
(رئيس مجلس النواب)
جعفر العسكري
(وزير الدفاع)
مزاحم الباجه جي
(وزير الداخلية)
محمد صالح القزاز
(السكرتير العام لأصحاب الصنائع)
جعفر أبو التمن
(رئيس غرفة التجارة)


المعتقلون أكثر من 220 معتقل

خلفية عدل

عند دخول البريطانيين إلى العراق يوم 11 مارس 1920 وضعوا بياناً بالرسوم الواجب إستيفاؤها من الشعب إلا أن الوزارات المتعاقبة من نهاية عام 1920 إلى بداية عام 1930 لم تطبقه على الشعب لأسباب اقتصادية، وعندما شكلت وزارة نوري السعيد الأولى شرعت قانون البلديات 82 لعام 1930 يوم 10 مايو 1930 وتوجت بالإرادة الملكية يوم 2 حزيران فقوبل بسخط شعبي من ذوي المهن والحرف والأحزاب السياسية المعارضة فدعوا إلى إضراب عام يوم 5 يوليو.[4]

في بغداد عدل

في صباح 5 تموز أعلن السكان إضرابهم، فلا دور سينما ولا مطاعم ولا مقاهي ولا أسواق واعتمد الناس على ما ادخروه من مؤن.

  • 6 تموز: أعلنت الحكومة أنها لن تتدخل في حرية المواطنين إلا أنها ستعاقب بالقانون أصحاب الصدليات وأصحاب سيارات الشحن لأضرابهم عن العمل بحجة أنهم يضرون بالمصلحة العامة وأوعزو إلى أمانة بغداد بفتح محلات بيع الفواكه واللحم وغيرها لبيعها للسكان بسعر رخيص.[5]
  • 13 تموز: وبعد أن تطور الإضراب ووقوع صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في يومي 11 و 12 تموز أمرت بنشر الجيش في العاصمة بغداد.

14 تموز: أصدرت الوزارة التي كانت برئاسة وزير الداخلية مزاحم الباججي وكالة مرسوم برقم (89) خولت فيه متصرفي الألوية وقائم مقامي الأقضية ومديري النواحي بتفريق أي تجمع يخشى منه[6] والتجار لم يتحملوا الخسارة جراء الاضراب فتوسطت غرفة التجارة برئاسة جعفر أبو التمن بين الحكومة ورؤساء الجمعيات العمالية والحرفية لإنهاء الإضراب واشترطت الجمعيات خمسة مطالب لإنهاء الإضراب وهي:

  • إلغاء رسوم البلديات المستحدثة وتخفيف القديم منها.
  • النظر في قانون ضريبة الدخل لعام 1927.
  • تعويض خسائر العمال نتيجة الاضراب والنظر في قضية العمال العاطلين.
  • اطلاق سراح الموقوفين بسبب الاضراب.
  • الاحتجاج على قساوة الشرطة ومنع الاجتماعات في الاماكن الدينية ومقرات الأحزاب.[7]

في ذي قار عدل

و قعت صدامات في مدينة الناصرية بين المتظاهرين والشرطة أدت إلى أصابة معاون مدير الشرطة وأثنين أخرين، وفي سوق الشيوخ خرجت مظاهرة مسلحة مما أدى إلى استدعاء قوات كبيرة فلم تفلح وبقيت ذي قار في حالة فوضى طيلة 15 عشر يوماً.[8]

بقية المحافظات عدل

بعد أحداث ذي قار خرجت مظاهرات مسلحة في الديوانية وعفك والسماوة فأستعانت الحكومة بأعداد كبيرة من الجيش العراقي فلم تنفع وبقيت هذه المحافظات في حاولة فوضى طيلة 15 يوماً.[9] أما بالنسبة للمحافظات الشمالية فلم تشترك في الإضراب فقط مذكرة رفعها سكان أربيل يشكون فيها الحالة الإقتصادية التي يعاني منها أصحاب الحرف.[10]

في البصرة عدل

  • 15 تموز: بدأ الإضراب يوم 15 تموز وخرجت مظاهرات مسلحة في أماكن متفرقة في البصرة وقد وقعت صدامات مسلحة بين الشرطة والمتظاهرين مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى. وقد ألتقى فريق من المتظاهرين بسيارة متصرف لواء البصرة «اللواء فخري الملي» وقاموا بتكسير زجاج سيارته مما أضطره للاتجاء إلى إحدى الدور وأردات الشرطة تفريق المتظاهرين فلم يستطيعوا مما أضطرهم إلى الأستعانة بفوج من الجيش العراقي.
  • 16 تموز: قام الجيش العراقي بقطع الطريق بين مدينة البصرة ومنطقة العشار منعاً لتجمع المتظاهرين وأصدر متصرف البصرة «محمود فخري» بياناً حذر فيه من خروج مظاهرات وقد خرجت مظاهرات مسلحة ووقعت صدامات خلفت العديد من قتلى وجرحى.[10]
  • 17 تموز: أستمرت الأضطرابات في البصرة فأرسلت الحكومة طائرات محملة بجنود من الجيش والشرطة وأعتقلت الشرطة: سليمان فيضي، كاظم شويش، إبراهيم الباجري، حبيب الملاك، طه الفياض. وأعتقلوا العديد من المتظاهرين بتهمة التعدي على الأبنية الحكومية.[11]
  • 18 تموز: أستمرت الأضطرابات في البصرة فأرسلت الحكومة طائرات محملة بجنود من الجيش والشرطة وأعتقلت الشرطة: سليمان فيضي، كاظم شويش، إبراهيم الباجري، حبيب الملاك، طه الفياض. وأعتقلوا العديد من المتظاهرين بتهمة التعدي على الأبنية الحكومية.[12]

نتائج عدل

  • إلغاء رسوم البلديات عن 36 صنفاً من أصحاب الحرف والمهن.
  • قدم رئيس مجلس النواب جميل المدفعي: طلباً إلى رئيس مجلس الوزراء نوري السعيد لإقالة مزاحم الباجه جي وزير الداخلية الذي كان رئيس وزراء وكالة عند حدوث الإضراب وكذلك طلب خروجه من حزب التقدم الذي كان رئيسه نوري السعيد.[13]
  • حمل العديد من النواب وزير الداخلية مزاحم الباجه جي مسؤلية الإضطرابات والمواجهات التي حصلت بين القوات الأمنية والمتظاهرين وسقوط العديد من القتلى والجرحى.[14]
  • بعد أن رأى مزاحم الباجه جي أن الرأي العام والبلاط الملكي ضد أدارته السياسية وعمله قدم استقالته وسيق للتحقيق [15]
  • بعد أستقالة مزاحم الباجه جي قدم رئيس الوزراء نوري السعيد أستقالته.[16]

ردود أفعال عدل

  • رئيس مجلس النواب جميل المدفعي: ان السبب في توسع الاضراب هو سوء تصرف وزير الداخلية السابق في ذلك الحين، ولولا تلك التصرفات لما وصل الاضراب إلى حالته الخطرة، إن وزير الداخلية السابق كان يريد أن يظهر بمظهر الدكتاتور الذي كان يحلم به في السابق، كلكم تعلمون ذلك على ما اظن، والدليل على ان مسبب توسع الاضراب هو سوء تصرفات وزير الداخلية السابق، أتى نوري السعيد وبدون استعمال القوة تمكن من أنهاء الاضراب.[14]
  • النائب عبد الرزاق الأزري: أن التهكم والتحتي الذي استعمله وزير الداخلية ازاء ارباب المهن، والصنائع، والحرف، لا يمكن لشخص أن يتحمله ولا لصاحب عزة نفس ان يصبر عليه ان الشرطة استعملت القسوة والضرب على الاهلين بشدة مع انه لم نجد واحدا من الاهلين تحرك ضد النظام والأمن.[17]
  • النائب سعد صالح: إذا حققنا عن توسع الاضراب نجد السبب بسيطة جدا، هو معاملة وزير الداخلية السابق الخشنة، والشتائم التي أصابت بعض ممثلي الهيئات الرسمية. فأذا اردنا ان نجري الانصاف فيجب ان نحاسب الوزير المسؤول، والا إذا تركها الامور تمشي على شأنها، وكل وزیر ويسب الاضرار في الأمة ثم نتغافل عنه فذلك هو البلاء العظيم.[14]
  • النائب نجيب الراوي: كان الإضراب سينتهي لو تدبرت الحكومة للأمر وعاملت الأهالي معاملة لطيفة طيبة، ولكن المقابلات التي قوبل بها اصحاب المهن كانت عبارة عن تهديدهم بكسر الرؤوس. نعم اهانتهم كانت سببا قويا يثبت للشعب بأن نية الحكومة غير صالحة.[18]

وثائقيات ومؤلفات عدل

  • ذاكرة الأجيال | انتفاضة تموز 1931 | تقديم: الأستاذ الدكتور محمد مظفر الأدهمي.[19]
  • كتاب الثورة الصامتة لشهاب احمد الحميد.[20]

مراجع عدل

  1. ^ عبد الرزاق الحسني.تاريخ الوزارات العراقية في العهد المكي الجزء الأول ص147
  2. ^ قاعدة التشريعات العراقية نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "محاكمة جريدة لتأييدها الحركة العمالية سنة 1931". مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  4. ^ عبد الرزاق الحسني. تاريخ الوزارات العراقية في العهد المكي الجزء الأول ص 148
  5. ^ جريدة الأخبار العدد 16-434 بتأريخ 6-7-1931
  6. ^ عبد الرزاق الحسني. تاريخ الوزارات العراقية في العهد المكي الجزء الأول ص152
  7. ^ ثورة الشعب الصامتة ص101
  8. ^ شهاب الحميد.كتاب ثورة الشعب الصامتة ص56
  9. ^ شهاب الحميد.ثورة الشعب الصامتة ص89
  10. ^ أ ب عبد الرزاق الحسني. تاريخ الوزارات العراقية في العهد المكي الجزء الأول ص155
  11. ^ "إضراب البصرة عام 1931 وآثاره". www.almadasupplements.com. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-05.
  12. ^ "إضراب البصرة عام 1931 وآثاره". مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  13. ^ "حدث في مثل هذا اليوم: احتجاج جميل المدفعي واستقالته". مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  14. ^ أ ب ت محاضر مجلس النواب لعام 1931 ص35
  15. ^ عبد الرزاق الحسني. تاريخ الوزارات العراقية في العهد المكي الجزء الأول ص161
  16. ^ Historical Dictionary of Iraq - إدموند غريب
  17. ^ محاضر مجلس النواب لعام 1931 ص40
  18. ^ محاضر مجلس النواب لعام 1931 ص39
  19. ^ ذاكرة الأجيال | انتفاضة تموز 1931 | تقديم: الأستاذ الدكتور محمد مظفر الأدهمي - YouTube نسخة محفوظة 8 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ "الجامعة المستنصرية | كتاب الثورة الصامتة اضراب بغداد 1931". uomustansiriyah.edu.iq. مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-08.