التفاصيل لمدخلة السجل 6٬861٬883

07:53، 11 نوفمبر 2021: 86.98.3.250 (نقاش) أطلق المرشح 41; مؤديا الفعل "edit" في الكندي. الأفعال المتخذة: عدم السماح; وصف المرشح: إزالة قالب "مراجع" (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

{{عن|العالم يعقوب بن إسحاق الكندي||}}
{{معلومات عالم مسلم
|الصورة=Al-Kindi Portrait.jpg
|التعليق = رسم تخيلي للكندي
}}
'''أبو يوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق [[كندة (قبيلة)|الْكِنِدي]]''' ([[185 هـ]]/[[805]] - [[256 هـ]]/[[873]]) [[علامة]] [[عرب]]ي [[مسلم]]، برع في [[علم الفلك|الفلك]] و[[فلسفة|الفلسفة]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[طب|الطب]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[موسيقى|الموسيقى]] و[[علم النفس]] والمنطق الذي كان يعرف [[علم الكلام|بعلم الكلام]]. يعرف عند الغرب باسم {{لات|Alkindus}}، ويعد الكندي أول [[المدرسة المشائية|الفلاسفة المَشّائِين]] المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية القديمة]] و[[فلسفة هلنستية|الهلنستية]].<ref>Klein-Frank, F. ''Al-Kindi''. In Leaman, O & Nasr, H (2001). ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. p 165</ref>
عاش في البصرة في مطلع حياته ثم انتقل منها إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف لينهل من معينها، وذلك في فترة الإنارة العربية على عهد المأمون والمعتصم، في جو مشحون بالتوتر العقائدي بسبب مشكلة خلق القرآن وسيطرة مذهب الاعتزال وذيوع التشيع، وكان القرن الثالث الهجري يموج بألوان شتى من المعارف القديمة والحديثة وذلك بتأثير حركة النقل والترجمة، فأكب الكندي على الفلسفة والعلوم القديمة حتى حذقها.
أوكل إليه [[عبد الله المأمون|المأمون]] مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية [[اليونان القديمة|اليونانية]] إلى [[اللغة العربية|العربية]] في [[بيت الحكمة]]، وقد عدّه [[ابن أبي أصيبعة]] مع [[حنين بن إسحاق|حنين بن إسحق]] و[[ثابت بن قرة]] و[[عمر بن الفرخان الطبري|ابن الفرخان الطبري]] حذّاق الترجمة المسلمين.<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 229</ref> كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك "بالعلوم القديمة" أعظم الأثر في فكره، حيث مكّنه من كتابة أطروحات أصلية في [[أخلاقيات|الأخلاقيات]] و[[ما وراء الطبيعة]] والرياضيات والصيدلة.<ref>Corbin, H. (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. p154</ref><ref>Adamson, P. ''Al-Kindi''. In Adamson, P & Taylor, R. (2005). ''The Cambridge Companion to ArabicPhilosophy''. Cambridge: Cambridge University Press. p 33</ref>

في [[رياضيات|الرياضيات]]، لعب الكندي دورًا هامًا في إدخال [[أرقام هندية|الأرقام الهندية]] إلى [[العالم الإسلامي]] و[[عالم مسيحي|المسيحي]]،<ref name="st-and1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html |عنوان=Abu Yusuf Yaqub ibn Ishaq al-Sabbah Al-Kindi |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170711024003/http://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2017 }}</ref> كما كان رائدًا في [[تحليل الشفرات]]، واستنباط أساليب جديدة لاختراق الشفرات.<ref>Simon Singh. ''The Code Book''. p. 14-20</ref> باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياسًا يسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء،<ref name="Klein-Franke, p172">Klein-Franke, p172</ref> كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى.<ref name="muslimheritage1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf |عنوان=The Arab Contribution to the Music of the Western World |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Saoud, R| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170812074331/http://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2017 }}</ref>

كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة [[الله (إسلام)|الله]] و[[روح|الروح]] و[[وحي|الوحي]].<ref name="Adamson, p34">Adamson, p34</ref> لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل [[الفارابي]] بعده، ولم يبق سوى عدد قليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب".<ref name="Corbin, p154">Corbin, p154</ref>

== حياته ==
[[ملف:Al-Kindi stamp, Egypt (1975).jpg|تصغير|250بك|طابع مصري يُظهر الكندي من إصدار عام 1975م.]]
الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن إسماعيل بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس]] الكندي،<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 228</ref> ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة [[مملكة كندة|كندة]]. كان والده واليًا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله|المعتصم]]، حيث جعله المأمون مشرفًا على [[بيت الحكمة]] - الذي كان قد أنشئ حديثًا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية [[اليونان القديمة|اليونانية القديمة]] - في بغداد. عرف الكندي أيضًا بجمال [[فن الخط|خطه]]، حتى أن [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل]] جعله خطاطه الخاص.<ref name="Corbin, p154"/>

عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيًا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّض للضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال [[هنري كوربين]] - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة [[أبو العباس أحمد المعتمد على الله|المعتمد]].<ref name="Corbin, p154"/>

بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمّر [[مغول|المغول]] عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين [[الفارابي|كالفارابي]] و[[ابن سينا]].<ref>Klein-Franke, p166</ref>

== إسهاماته العلمية ==
كان الكندي عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ [[ابن النديم]] في [[كتاب الفهرست|الفهرست]]:
{{اقتباس مركزي|فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.<ref>الأهواني، ص 3</ref> ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 |عنوان=Al-Kindi, Encyclopaedic Scholar of the Baghdad 'House of Wisdom' |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101226201358/http://www.muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 | تاريخ أرشيف = 26 ديسمبر 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>}}

كما اعتبره باحث [[عصر النهضة]] [[إيطاليا|الإيطالي]] [[جيرولامو كاردانو]] واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في [[العصور الوسطى]].<ref>George Satron. Introduction to the History of Science.</ref>

=== علم الفلك ===
اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها - [[القمر]] و[[عطارد]] و[[الزهرة]] و[[الشمس]] و[[المريخ]] و[[المشتري]] -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم.<ref>Adamson, p42</ref> إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي.

افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال [[أرسطو]]، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية [[تربة|التراب]] و[[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] و[[نار (توضيح)|النار]] و[[ماء|الماء]]، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته "عن الأشعة"، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم [[بصريات|البصريات]].<ref>Adamson, p43</ref>

شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة<ref>Dykes, B., (2011) The Forty Chapters. Minnesota: Cazimi Press, 2011; pp.5-6</ref>، كتاب "الحكم على النجوم" وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول "أشعة النجوم" و"تغيرات [[طقس|الطقس]]" و"[[كسوف|الكسوف]]" و"روحانيات الكواكب".

=== الطب والكيمياء ===
للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في [[طب|الطب]]، والتي تأثرت فيها بأفكار [[جالينوس]].<ref>P. Prioreschi. Al-Kindi, A Precursor of the Scientific Revolution</ref> أهم أعماله في هذا المجال هو [[رسالة في قدر منفعة صناعة الطب (كتاب)|كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب]]، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال [[صيدلة|الصيدلة]]. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.<ref name="Klein-Franke, p172"/>

وفي [[كيمياء|الكيمياء]]، عارض الكندي أفكار [[خيمياء|الخيمياء]]، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة [[ذهب|كالذهب]] من المعادن الخسيسة،<ref>Klein-Franke, p174</ref> في رسالة سماها "كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة".<ref>الأهواني، ص 214</ref> كما أسس الكندي و[[جابر بن حيان]] صناعة [[عطر|العطور]]، وأجرى أبحاثًا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت.<ref name="Levey">Levey, Martin (1973), "Early Arabic Pharmacology", ''E.J. Brill: Leiden'', ISBN 90-04-03796-9</ref>

=== البصريات ===
اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين [[عين (توضيح)|العين]] والجسم، يملؤه [[ضوء|الضوء]]، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد [[إقليدس]] أن الرؤية تحدث نتيجة خروج [[شعاع (توضيح)|أشعة]] في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا [[دائرة|للدائرة]] من الجانب، فستبدو [[خط (هندسة)|كخط]]. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية [[إقليدس]] تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول [[ظل|الظلال]] و[[انعكاس (فيزياء)|الانعكاسات]] في [[مرآة|المرايا]]، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،<ref>Adamson, p45</ref> وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله".<ref>Cited in D. C. Lindberg, ''Theories of Vision from al-Kindi to Kepler'', (Chicago: Univ. of Chicago Pr., 1976), p. 19.</ref> اعتمدها [[ابن الهيثم]] و[[روجر باكون|روجر بيكون]] و[[ويتلو]] وغيرهم.<ref>{{استشهاد|الأول=David C.|الأخير=Lindberg|صحيفة=Isis (journal)|المجلد=62|العدد=4|تاريخ=Winter 1971|صفحات=469–489 [471]|doi=10.1086/350790|عنوان=Alkindi's Critique of Euclid's Theory of Vision}}</ref>

=== الرياضيات ===
ألف الكندي أعمالاً في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها [[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[حساب|الحساب]] والأرقام الهندية وتوافق الأرقام و[[خط (هندسة)|الخطوط]] وضرب الأعداد و[[كسر (رياضيات)|الأعداد النسبية]] وحساب الوقت.<ref name="st-and1"/> كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، الذي ساهم بشكل كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة [[الشرق الأوسط]] و[[أوروبا]]. في الهندسة، كتب الكندي عن مسلمة التوازي، وفي أحد أعماله الرياضية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن [[لانهاية|اللا نهاية]] فكرة سخيفة رياضيا ومنطقيًا.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf |عنوان= Al-Kindi's Mathematical Metaphysics |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Al-Allaf, M| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181009181941/http://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf | تاريخ أرشيف = 09 أكتوبر 2018 }}</ref>

=== التشفير ===
[[ملف:Al-kindi cryptographic.png|تصغير|الصفحة الأولى من مخطوطة الكندي "في فك رسائل التشفير"، التي تحتوي على أقدم وصف معروف حول تحليل الشفرات.]]
كان الكندي رائدًا في [[تحليل الشفرات]] و[[علم التعمية]]، كما كان له الفضل في تطوير طريقة يمكن بواسطتها تحليل الاختلافات في وتيرة حدوث الحروف واستغلالها لفك الشفرات،<ref>Simon Singh. The Code Book. p. 14-20</ref>
اكتشف ذلك في مخطوطة وجدت مؤخرًا في الأرشيف العثماني في [[إسطنبول]]، بعنوان "مخطوط في فك رسائل التشفير"، والتي أوضح فيها أساليب تحليل الشفرات، والتشفير والتحليل الإحصائي للرسائل باللغة العربية.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/al-kindi-cryptography/|عنوان= Al-Kindi, Cryptgraphy, Codebreaking and Ciphers |تاريخ الوصول=2018-05-27 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181005052734/http://www.muslimheritage.com/article/al-kindi-cryptography-code-breaking-and-ciphers | تاريخ أرشيف = 05 أكتوبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>

=== قواعد الموسيقى ===
كان الكندي أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/><ref>الأهواني، ص 165-166</ref> فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى [[عود (آلة موسيقية)|العود]]،<ref>الأهواني، ص 171</ref> وقد وضع الكندي سلمًا موسيقيًا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من أثنتي عشرة نغمة،<ref>الأهواني، ص 174</ref> وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن. كما أدرك أيضًا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول [[شلل الأطراف الأربعة|شللاً رباعيًا]] [[موسيقى|بالموسيقى]].<ref name="muslimheritage1"/>

للكندي خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" للغة العربية، ومنها انتقلت إلى [[لغة فارسية|الفارسية]] و[[اللغة التركية|التركية]]، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/>

=== الفلسفة ===
كان جهد الكندي الأكبر في تطوير الفلسفة الإسلامية، هو محاولته لتقريب الفكر الفلسفي اليوناني، وجعله مقبولاً عند جمهور المسلمين، من خلال عمله في [[بيت الحكمة]] في بغداد،<ref name="Corbin, p154"/> ومن خلال ترجمته للعديد من النصوص الفلسفية الهامة، أدخل الكندي الكثير من المفردات الفلسفية إلى اللغة العربية. قطعًا، لولا أعمال الكندي الفلسفية، لما تمكن الفلاسفة مثل [[الفارابي]] و[[ابن سينا]] و[[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] من التوصل إلى ما توصلوا إليه.<ref>Adamson, p32-33</ref>

في كتاباته، كان واحدًا من الاهتمامات الكندي الرئيسية للتدليل على التوافق بين الفلسفة و[[لاهوت طبيعي|اللاهوت الطبيعي]] من جهة، و[[علم الكلام]] من جهة أخرى. على الرغم من ذلك، فقد قال الكندي أنه يعتقد أن الوحي هو مصدر المعرفة للعقل، لأن مسائل الإيمان المسلم بها لا يمكن استيعابها. كان نهج الكندي الفلسفي بدائيًا، واعتبره المفكرين في وقت لاحق غير مقنع - ربما لأنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب بالعربية -، إلا أنه أدخل بنجاح الفكر [[أرسطو|الأرسطي]] و[[أفلاطونية محدثة|الأفلاطوني المحدث]] إلى الفكر الفلسفي الإسلامي، فكان ذلك عاملاً مهمًا في إدخال تعميم الفلسفة اليونانية إلى الفكر الفلسفي الإسلامي.<ref>Klein-Franke, p166-167</ref>

==== مدرسته الفلسفية ====
يعد الكندي أول فيلسوف مسلم حقيقي،<ref>Klein-Frank, p 165</ref> وقد تأثر إلى حد كبير بفكر فلاسفة المدرسة [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] أمثال [[برقلس|بروكليوس]] و[[أفلوطين]] و[[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]]، وإن كان قد تأثر ببعض أفكار المدارس الفلسفية الأخرى.<ref>Adamson, p37</ref> وقد استشهد الكندي أيضًا في كتاباته الفلسفية [[أرسطو|بأرسطو]]، لكنه حاول إعادة صياغتها في إطار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ويبدو ذلك أكثر وضوحًا في آرائه حول [[ما وراء الطبيعة]] وطبيعة [[الله (إسلام)|الله]].<ref name="Adamson, p36">Adamson, p36</ref> قديمًا، كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر [[المعتزلة]]، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة [[التوحيد في الإسلام|توحيد الله]]. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة، أنها كانت مصادفة، فهو يختلف معهم حول عدد من موضوعات عقائدهم.<ref name="Corbin, p155">Corbin, p155</ref>

==== ما وراء الطبيعة ====
اعتقد الكندي أن هدف اهتمامات ما وراء الطبيعة من دراسة طبيعة الوجود وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ومستويات الوجود وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها، هو معرفة الله. لهذا السبب، فرّق الكندي بين [[فلسفة|الفلسفة]] و[[إلهيات|الإلهيات]]، لأن كلاهما يناقش نفس الموضوع. عارضه الفلاسفة اللاحقين، وبخاصة [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، بشدة بشأن هذه المسألة، قائلين بأن ما وراء الطبيعة تهتم بطبيعة الوجود، وبالتالي، فهي تتعرض لطبيعة الله.<ref name="Adamson, p34"/>

تركز فهم الكندي لما وراء الطبيعة حول [[التوحيد في الإسلام|الوحدانية المطلقة لله]]، التي اعتبرها سمة مفردة فقط لله. ومن هذا المنطلق، فإن كل شيء يوصف بأنه "واحد"، هو في الواقع "واحد" و"متعدد" في ذات الوقت. فعلى سبيل المثال، الجسم واحد، لكنه يتألف أيضًا من العديد من الأجزاء المختلفة. وقد يقول الشخص "أرى [[فيل|فيلاً]]"، وه يعني أنه يرى فيلاً واحدًا، لكن الفيل مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الحيوانات التي تحتوي على عدد من هذا الحيوان. لذلك، فالله وحده "الواحد" وحدانية مطلقة، لا تعددية فيها، دلّ ذلك على فهم عميق للغاية، وإنكار وصف الله بأي وصف يمكن أن يوصف به غيره.<ref name="Corbin, p155"/><ref>Adamson, p35</ref>

إضافة إلى إفراد الوحدانية المطلقة لله، وصف الكندي الله بـ "الخالق"، وقد خالف في تصوره الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين المسلمين اللاحقين حول كون الله المسبب للأسباب، فهو يرى أن الله المسبب للأسباب لأن كل الأسباب تحدث بإرادته.<ref name="Adamson, p36"/><ref>Klein-Frank, p167</ref> كان ذلك التصور أمرًا مهمًا في مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، حيث قرّبت بين تصورات الفلسفة الأرسطية ومفهوم الله عند المسلمين.<ref>Adamson, p39</ref>

==== نظرية المعرفة ====
[[ملف:Arabic aristotle.jpg|تصغير|200بك|تصور إسلامي قديم لأرسطو]]
للكندي نظرية تقول بأن الله خلق العقل أولاً، ومن خلاله خلق الله جميع الأشياء الأخرى. وبغض النظر عن أهميتها الميتافيزيقية الواضحة، فهي تظهر تأثر الكندي [[واقعية أفلاطونية|بالواقعية الأفلاطونية]].<ref>Klein-Frank, p168</ref>

وفقًا لأفلاطون، فكل شيء موجود في العالم المادي، يرتبط ببعض [[مسلمات (ما وراء الطبيعة)|الأشكال المسلم بها]] في عالم السماء. هذه الأشكال هي في الحقيقة مفاهيم مجردة كالنوع أو الجودة أو العلاقة، التي تنطبق على جميع الأشياء المادية والكائنات. على سبيل المثال، التفاحة الحمراء تستمد جودة احمرارها من عالمها الخاص. وقد أكد الكندي أن البشر لا يمكنهم تصور تلك الأشياء إلا بمساعدة خارجية. وبعبارة أخرى، أن العقل لا يمكنه فهم الأشياء ببساطة عن طريق فحص واحدة من النوع أو أكثر من مثيلاتها، وأن الأشياء لا تدرك إلا عن طريق التأمل والإدراك بالعقل أولاً.<ref>Adamson, p40-41</ref>

استخدم الكندي مثالاً لشرح نظريته بالقياس، فقال أن [[خشب|الخشب]] في الأساس ساخن في حالة كُمون، ولكنه يتطلب شيءًا آخر ساخن فعليًا [[نار|كالنار]]، ليظهر ذلك. وبمجرد أن يفهم العقل البشري طبيعة الأشياء، تصبح جزءً من "العقل المكتسب" للفرد، ويتوصل لتلك النتائج متى شاء.<ref>Adamson, p40</ref>

==== الروح والحياة الآخرة ====
رأى الكندي أن [[روح|الروح]] هي شيء غير مادي، يرتبط بالعالم المادي عن طريق تواجدها في الجسد المادي. لشرح طبيعة وجودنا الدنيوي، أخذ الكندي بفكرة [[ابكتيتوس|أبكتاتوس]]، الذي وصف الوجود البشري [[سفينة|بسفينة]] في رحلة عبر [[محيط (توضيح)|المحيط]]، راسية مؤقتًا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددًا. فسر الكندي المثال بمفهوم [[رواقية|رواقي]]، أننا لا يجب أن نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة أفلاطونية محدثة، عندما قال أن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد "في نور الله" في عالم من النعيم الأبدي.<ref>Adamson, p41-42</ref>

==== العلاقة بين الوحي والفلسفة ====
رأى الكندي أن النبوة والفلسفة طريقتان مختلفتان للوصول إلى الحقيقة، وقد فرّق بينهما في أربعة أوجه. '''أولاً'''، في الوقت الذي يتوجب على الشخص أن يخضع لفترة طويلة من التدريب والدراسة ليصبح [[فيلسوف]]، فإن النبوة يسبغها الله على أحد البشر. '''ثانيًا'''، أن الفيلسوف يصل إلى الحقيقة بتفكيره وبصعوبة بالغة، بينما [[نبي|النبي]] يهديه الله إلى الحقيقة. '''ثالثا'''، فهم النبي للحقيقة أوضح وأشمل من فهم الفيلسوف. '''رابعا'''، قدرة النبي على شرح الحقيقة للناس العاديين، أفضل من قدرة الفيلسوف. لذا استخلص الكندي أن النبي يتفوق على الفيلسوف في أمرين السهولة والدقة التي يتوصل بها للحقيقة، والطريقة التي كان يقدم بها الحقيقة للعوام. ومع ذلك، فكلاهما يسعى لهدف واحد. لذا، يرى الباحثون الغربيون، أن الكندي وضع فوارق بسيطة بين النبوة والفلسفة.<ref>Adamson, p46-47</ref><ref>Corbin, p156</ref>

إضافة إلى ذلك، نظر الكندي للرؤى النبوية من وجهة نظر واقعية، فقال أن هناك بعض النفوس "النقية" المعدة إعدادًا جيدًا، قادرة على رؤية أحداث المستقبل. لم يربط الكندي تلك الرؤى أو الأحلام [[وحي|بوحي]] من الله، لكن بدلاً من ذلك قال أن التخيل يجعل الإنسان قادرًا على إدراك "هيئة" الأشياء دون الحاجة إلى لمس الكيان المادي لتلك الأشياء. لذلك، فإن أي شخص نقي النفس سيكون قادرًا على رؤية مثل تلك الرؤى. هذه الفكرة على وجه التحديد، من بين كل التفسيرات الأخرى [[معجزة (توضيح)|للمعجزات]] النبوية التي هاجمها [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في كتابه "[[تهافت الفلاسفة]]".<ref>Adamson, p47</ref>

==== الاعتراضات على فكره ====
رغم أن الكندي أوضح فائدة الفلسفة في الإجابة على الأسئلة ذات الطابع الديني، إلا أن العديد من المفكرين الإسلاميين عارضوا أفكاره تلك، وليس كما يظن البعض أنهم عارضوا الفلسفة لأنها "علمًا أجنبيًا". يشير "أوليفر ليمان" الخبير في الفلسفة الإسلامية، إلى أن اعتراضات علماء الدين البارزين لم تكن على الفلسفة في حد ذاتها، ولكن كانت على الاستنتاجات التي توصل إليها الفلاسفة. وحتى الغزالي - الذي اشتهر بنقده للفلاسفة - كان خبيرًا بالفلسفة و[[المنطق]]، وانتقاداته كانت معارضة لاستنتاجات خاطئة تتعارض مع الدين، وأهمها خطأ الاعتقاد في خلود الكون مع الله، وإنكار بعث الجسد، والقول بأن الله على علم بالمسلمات المجردة فقط، وليس بالأمور الخاصة.<ref>Leaman, O. (1999). ''A Brief Introduction to Islamic Philosophy'' Polity Press. p21.</ref>

خلال حياته، حظي الكندي باهتمام الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله]] اللذان أيدا فكر [[المعتزلة]]، وهو ما افتقد إليه في نهاية حياته عندما تولى الخليفة [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] الذي مال إلى فكر [[أشعرية|الأشاعرة]]، وبدأ في اضطهاد المدارس الفكرية الأخرى بما في ذلك الفلاسفة. في زمانه، تعرض الكندي للانتقاد لاعتباره "العقل" جوهر التقرب لله.<ref>Black, p168</ref> كما خالف أيضًا [[المعتزلة]]، في حكمهم حول الصغائر.<ref>Black, p169</ref> وقد مهّدت مسائل الكندي الفلسفية للجدل الكبير بين الفلاسفة ورجال الدين، التي تعرض لها الغزالي بالكامل في كتابه تهافت الفلاسفة.<ref>Black, p171</ref>

== مؤلفاته ==
{{مفصلة|قائمة مؤلفات الكندي}}
[[ملف:طابع بريد الكندي، سوريا، 1994.jpg|تصغير|طابع بريدي سوري يُظهر صورة تخليلية للكندي بمناسبة مرور 1150 سنة على وفاته.]]
وفقًا لابن النديم، كتب الكندي على الأقل مئتان وستين كتابًا، منها اثنان وثلاثون في الهندسة، واثنان وعشرون في كل من الفلسفة والطب، وتسع كتب في المنطق واثنا عشر كتابًا في الفيزياء،<ref>Corbin, p154-155</ref> بينما عدّ ابن أبي أصيبعة كتبه بمائتين وثمانين كتابًا.<ref>الأهواني، ص 79</ref> على الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرًا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات [[لغة لاتينية|اللاتينية]] التي ترجمها [[جيراردو الكريموني|جيرارد الكريموني]]، وبعض [[مخطوط|المخطوطات]] العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين.<ref>Klein-Franke, p172-173</ref>

تناولت مواضيع مختلفة منها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[المنطق]] و[[حساب|الحساب]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[علم الفلك|الفلك]] و[[طب|الطب]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[علم النفس]] و[[أخلاق|الأخلاقيات]] وتصنيف [[معدن|المعادن]] و[[جوهر (توضيح)|الجواهر]]. ومن مؤلفاته:<ref>الأهواني ص 80-96</ref>

{{Col-begin}}
{{عمو-3}}
''' في الفلسفة '''
* الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد.
* كتاب الحث على تعلم الفلسفة.
* رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات.
''' في المنطق '''
* رسالة في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيه.
* رسالة في الاحتراس من حدع السفسطائيين.
''' في علم النفس '''
* رسالة في علة النوم والرؤيا وما ترمز به النفس.
''' في الموسيقى '''
* رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى.
* رسالة في الإيقاع.
{{عمو-3}}
''' في الفلك '''
* رسالة في علل الأوضاع النجومية.
* رسالة في علل أحداث الجو.
* رسالة في ظاهريات الفلك.
* رسالة في صنعة [[أسطرلاب|الاسطرلاب]].
''' في الحساب '''
* رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقى: خمس مقالات.
* رسالة في استعمال الحساب الهندسي: أربع مقالات.
* رسالة في تأليف الأعداد.
* رسالة في الكمية المضافة.
* رسالة في النسب الزمنية.
''' في الهندسة '''
* رسالة في [[كرة|الكريات]].
* رسالة في أغراض [[إقليدس]].
* رسالة في تقريب وتر الدائرة.
* رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح إسطوانة مفروضة.
{{عمو-3}}
''' في الطب '''
* رسالة في الطب [[أبقراط|البقراطي]].
* رسالة في وجع [[معدة|المعدة]] و[[نقرس|النقرس]].
* رسالة في أشفية السموم.
''' في الفيزياء '''
* رسالة في اختلاف مناظر المرآة.
* رسالة في سعار المرآة.
* رسالة في المد والجزر.
''' في الكيمياء '''
* رسالة في كيمياء العطر.
* رسالة في العطر وأنواعه.
* رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين.
''' في التصنيف '''
* رسالة في أنواع الجواهر الثمينة وغيرها.
* رسالة في أنواع السيوف والحديد.
* رسالة في أنواع الحجارة.
{{نهاية-عمو}}

== التأثيرات على الكندي ==
{{شريط جانبي الكندي}}
=== التأثيرات اليونانية ===
في ضوء دوره البارز في حركة الترجمة، إن أعمال الكندي مليئة بأفكار من الثقافة اليونانية. إن أعماله الفلسفية مدينة بشكل جزئي للمؤلفين الرياضيين والعلماء المترجمين في أيامه، على سبيل المثال [[نيقوماخس الجرشي]]؛ كما أثر [[إقليدس]] على منهجيته ورياضياته. ولكن كان تأثير [[أرسطو]] على فلسفته هو الأكثر أهمية، حيث شغل الجزء الأكبر من أطروحة الكندي "رسالة في كمية كتب أرسطو طاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة". يوفر هذا العمل نظرة شاملة إلى حد ما على مجموعة أرسطو، على الرغم من أن الكندي لم يقرأ بوضوح بعض المقالات التي ناقشها.

في شرح الكندي لمفهومه عن الميتافيزيقيا، يبدو أنه يخلط بين الميتافيزيقيا واللاهوت ويظهر هذا جلياً في افتتاحية كتاب "[[:wikisource:ar:الكندي - الفلسفة الأولى|رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى]]"، والتي جاء بها {{اقتباس مضمن|لأن كل ما له أنية له حقيقة، فالحق اضطراراً موجود إذن الأنيات موجودة. وأشرف الفلسفة وأعلاها مرتبة الفلسفة الأولى: أعني علم الحق الأول الذي هو علة كل حق}}. وبالفعل كان لميتافيزيقيا أرسطو تأثير كبير على هذا العمل. ومع ذلك، كما هو الحال في كتابات الكندي الفلسفية، فإن رسالة "الفلسفة الأولى" تضم الكثير من الأفكار المستنبطة من الترجمات الأفلاطونية.<ref name="مولد تلقائيا1">[https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/#Psy Al-Kindi (Stanford Encyclopedia of Philosophy)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190521181245/https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/ |date=21 مايو 2019}}</ref>

تعد رسالة "الفلسفة الأولى"، مثالًا جيدًا على الطريقة التي يجمع بها الكندي بين الأفكار الأفلاطونية والأرسطية في رؤيته لفلسفة متماسكة مستمدة من الإغريق. لقد تم بالفعل إعداد الطريق لهذا المفهوم الشامل للإرث اليوناني من قبل الأفلاطونيين أنفسهم، الذين تفسر تعليقاتهم على أرسطو الميول المنسقة الواضحة عند الكندي. كان الكندي على أي حال حريصاً على التقليل من حدة أي توترات بين الفلاسفة اليونانيين، أو أي إخفاقات من قبل المفكرين اليونانيين. على سبيل المثال، لم يعطِ الكندي أي تلميح حول موقفه من الخلود في العالم بشكل متعارض مع أرسطو (ومن المثير للاهتمام أنه أكثر استعداداً للتعرف على أوجه القصور من جانب المفكرين العلميين اليونانيين، على سبيل المثال في بصريات إقليدس). لاحقاً في القسم الأول من رسالة الفلسفة الأولى، أطلق الكندي سيلاً من الإهانات ضد المعاصرين الذين لم يكشف عن هويتهم والذين ينتقدون استخدام الأفكار اليونانية:
{{اقتباس|...وينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنا، والأمم المباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق. وليس يبخس الحق، ولا يصغر بقائله ولا بالآتي به. ولا أحد بخس الحق؛ بل كان يشرفه الحق. يحسن بنا، إذا كنا حراصاً على تتميم نوعنا - إذ الحق في ذلك - أن نلزم في كتابنا هذا عاداتنا في جميع موضوعاتنا من إحضار ما قال القدماء في ذلك قولاً تاماً على أقصد سبله وأسهلها سلوكاً على أبناء هذه السبيل، وتتميم ما لم يقولوا فيه قولاً تاماً على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان، وبقدر طاقتنا، مع العلة العارضة لنا في ذلك...<ref name="مولد تلقائيا1" />}}

على الرغم من أن الكندي لم يكن ثابتاً في دعمه للأفكار المنشورة في مشروع الترجمة، إلا أنه تأثر حتماً بالتيارات الفكرية المعاصرة له. هذا يظهر بشكل أوضح عندما يستخدم الكندي الأفكار اليونانية للتعامل مع مشاكل عصره، خاصة في مجال اللاهوت.

=== التأثيرات المعاصرة ===
إن كل من معاملة الكندي للسمات الإلهية وآرائه حول الخلق مثالان على ارتباط الكندي بالأفكار المعاصرة؛ ويمكننا ملاحظة أن الكندي حمل وجهة نظر متشددة بشأن مسألة الصفات الإلهية، على أساس أن التكهن يعني دائماً التعددية، في حين أن الله واحد بلا أي قيود. تم مقارنة هذا بمكانة المعتزلة التي كانت تجمع العلماء والفقهاء المعاصرين في القرن التاسع. قد يكون تأثير المعتزلة حاضراً عند الكندي في نظريته التي تقول "نشوء الكون من دون الكون".<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Broemeling |الأول=Lyle D. |عنوان=An Account of Early Statistical Inference in Arab Cryptology |doi=10.1198/tas.2011.10191 |صحيفة=The American Statistician |المجلد=65 |العدد=4 |صفحات=255–257 |تاريخ=2011}}</ref>

يستخدم الكندي الفلسفة للدفاع عن الإسلام وتفسيره في العديد من الأعمال. كتب مقالة قصيرة تهاجم [[ثالوث|المذهب المسيحي للثالوث]]، مستخدماً مفاهيم مستقاة من [[إيساغوجي]]؛ دحض الكندي كان موضوعاً للنقد في القرن العاشر من قبل الفيلسوف المسيحي [[يحيى بن عدي]]. في حين أن هذا هو العمل الوحيد الموجود في الخلاف اللاهوتي، إلا أن المعلومات المنقولة عن [[ابن النديم]] أنه كتب أطروحات أخرى حول مواضيع مماثلة. تحتوي مدونته أيضاً على مقاطع يشرح بها معاني بعض مقاطع القرآن.

تظهر الرغبة في دمج الأفكار اليونانية مع ثقافته بطريقة مختلفة من خلال بعض التعاريف (قائمة بالمصطلحات الفلسفية التقنية مع تعريفها). ينسب هذا العمل إلى الكندي، وعلى الرغم من أن قد شكّك بصحته، إلا أنه شبه مؤكد أنّه على الأقل من إنتاج دائرة الكندي. تتوافق معظم المصطلحات المحددة مع المصطلحات الفنية اليونانية، وبالتالي تبنى مصطلحات فلسفية عربية تهدف إلى أن تكون مساوية لمصطلحات الإغريق. من اللافت للنظر أنه في وقت مبكر من التقاليد الفلسفية العربية، كانت هناك بالفعل حاجة ملحوظة إلى لغة تقنية جديدة لتوصيل الأفكار الفلسفية في بيئة مختلفة (وبالطبع من أجل ترجمة اليونانية إلى العربية).<ref name="مولد تلقائيا1" />

== الإرث ==
لم يبرز تفاؤل الكندي حول هذه المواضيع في الأجيال اللاحقة، ولكن من بين المفكرين الذين تأثروا بالكندي، يمكن ملاحظة الميل المستمر لمواءمة الفلسفة الأجنبية مع التطورات الأصلية للثقافة الإسلامية. هذه إحدى سمات ما يمكن تسميته بـ"التقليد الكندي"، وهو تيار فكري يمتد حتى القرن العاشر، والذي يمثله بشكل واضح طلاب الجيلين الأول والثاني من طلاب الكندي. من أبرز هؤلاء المفكرين كان [[العميري]]، وهو مفكر أفلاطوني معروف، وقد كان طالباً من الجيل الثاني لطلاب الكندي.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}}

على الرغم من أنه نادراً ما يتم الاستشهاد بالكندي من قبل المؤلفين الذين كتبوا بالعربية في وقت لاحق من القرن العاشر، إلا أنه كان شخصية مهمة للمؤلفين اللاتينيين في العصور الوسطى. إضافةً إلى ذلك، يمكن القول أن الفلسفة في العالم الإسلامي بحد ذاتها كانت إرثاً واسعاً لعمل الكندي، وهذا الأمر يمكن تفسيره من ناحيتين. أولاً، أصبحت الترجمات التي يتم إنتاجها في دائرة الكنديين نصوص فلسفية قياسية لعدة قرون قادمة، ومن المؤثر بشكل خاص أن تكون ترجماتهم لبعض الأعمال الأرسطية (مثل الميتافيزيقيا) وأفلوطين حسب لاهوت أرسطو. ثانياً، على الرغم من أن مؤلفين مثل الفارابي وابن رشد بالكاد يذكرون الكندي بالاسم (الفارابي لا يفعل ذلك أبداً ، وابن رشد يفعل ذلك فقط لانتقاد نظريته الدوائية)، فإنهما يواصلان مشروعه الخيري، حيث تعرف ممارسة الفلسفة من خلال المشاركة مع الأعمال الفلسفية اليونانية.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}}

== المراجع ==
<div class="ltr"><div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
{{مراجع|3|محاذاة=نعم}}
</div></div>

=== المعلومات الكاملة للمراجع ===
* {{استشهاد بكتاب|الأخير = ابن أبي أصيبعة| الأول = | وصلة مؤلف = ابن أبي أصيبعة| عنوان = عيون الأنباء في طبقات الأطباء}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = الأهواني | الأول = أحمد فؤاد | وصلة مؤلف = أحمد فؤاد الأهواني | عنوان = الكندي فيلسوف العرب | سلسلة = سلسلة أعلام العرب | ناشر = المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر | مكان = القاهرة}}
<div style="direction: ltr;">
* Robert L. Arrington (2001) ''A Companion to the Philosophers''. Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-22967-1
* Peter J. King (2004) ''One Hundred Philosophers''. New York: Barron's. ISBN 0-7641-2791-8
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Adamson|الأول1=Peter|الأخير2=Taylor|الأول2=Richard C.|عنوان=The Cambridge companion to Arabic philosophy|مسار= https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ الوصول=22 May 2011|تاريخ=2005-01-10|ناشر=Cambridge University Press|الرقم المعياري=9780521817431|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ أرشيف=2020-04-08}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Adamson|الأول=Peter|عنوان=Al-Kindī|مسار= https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ الوصول=22 May 2011|سنة=2007|ناشر=Oxford University Press US|الرقم المعياري=9780195181425||مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ أرشيف=2020-04-08}}
* Felix Klein-Frank (2001) ''Al-Kindi''. In Oliver Leaman & [[حسين نصر|Hossein Nasr]]. ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge.
* [[هنري كوربين|Henry Corbin]] (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International.
</div>

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* {{استشهاد بموسوعة | الأخير = كوبر| الأول = كلن م.| عنوان=الكندي: أبو يوسف إسحاق بن يعقوب الكندي| موسوعة = موسوعة أعلام الفلكيين| ناشر = شبرينغر| تاريخ = 2007 | مكان = نيويورك| صفحات = 635–6 | مسار= http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm | isbn=978-0-387-31022-0|إظهار المحررين=etal|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200108044515/https://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm|تاريخ أرشيف=2020-01-08}} ([http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.pdf نسخة بي دي أف])
* [https://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm الكندي] — مشاهير المسلمين
* [https://www.muslimphilosophy.com/kindi/index.html موقع الكندي] — الفلسفة الإسلامية أونلاين
* [https://www.muslimphilosophy.com/ma/ د. مشهد العلَّاف] - ثلاثة مقالات وضعها الكندي في قسم ''الفلسفة الإسلامية''
{{علم الموسيقى العربية الفارسية}}
{{فلسفة العصور الوسطى}}
{{علماء التراث الإسلامي}}
{{الرياضيات في عصر الحضارة الإسلامية}}
{{فلسفة إسلامية}}
{{فلاسفة مسلمون}}
{{الطب الإسلامي}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أدب عربي|أعلام|الإسلام|الدولة العباسية|العراق|العصور الوسطى|بصريات|رياضيات|صيدلة|فكر إسلامي|فلسفة|منطق}}
{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=6944890|تاريخ=5 يوليو 2011}}

[[تصنيف:الكندي|*]]
[[تصنيف:الكندي|*]]
[[تصنيف:اختصاصيو علم الأدوية]]
[[تصنيف:اختصاصيو علم الأدوية]]

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
null
اسم حساب المستخدم (user_name)
'86.98.3.250'
عمر حساب المستخدم (user_age)
0
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
المجموعات العامة التي ينتمي إليها الحساب (global_user_groups)
[]
هوية الصفحة (page_id)
2127
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'الكندي'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'الكندي'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'Iylaq', 1 => 'Mr.Ibrahembot', 2 => 'باسم', 3 => '84.255.184.98', 4 => 'أبو حمزة', 5 => 'Mohmmd Abd', 6 => 'JarBot', 7 => '37.237.114.35', 8 => 'صالح', 9 => '37.239.34.16' ]
عمر الصفحة (بالثواني) (page_age)
555040682
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'كل شي'
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
'wikitext'
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{عن|العالم يعقوب بن إسحاق الكندي||}} {{معلومات عالم مسلم |الصورة=Al-Kindi Portrait.jpg |التعليق = رسم تخيلي للكندي }} '''أبو يوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق [[كندة (قبيلة)|الْكِنِدي]]''' ([[185 هـ]]/[[805]] - [[256 هـ]]/[[873]]) [[علامة]] [[عرب]]ي [[مسلم]]، برع في [[علم الفلك|الفلك]] و[[فلسفة|الفلسفة]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[طب|الطب]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[موسيقى|الموسيقى]] و[[علم النفس]] والمنطق الذي كان يعرف [[علم الكلام|بعلم الكلام]]. يعرف عند الغرب باسم {{لات|Alkindus}}، ويعد الكندي أول [[المدرسة المشائية|الفلاسفة المَشّائِين]] المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية القديمة]] و[[فلسفة هلنستية|الهلنستية]].<ref>Klein-Frank, F. ''Al-Kindi''. In Leaman, O & Nasr, H (2001). ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. p 165</ref> عاش في البصرة في مطلع حياته ثم انتقل منها إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف لينهل من معينها، وذلك في فترة الإنارة العربية على عهد المأمون والمعتصم، في جو مشحون بالتوتر العقائدي بسبب مشكلة خلق القرآن وسيطرة مذهب الاعتزال وذيوع التشيع، وكان القرن الثالث الهجري يموج بألوان شتى من المعارف القديمة والحديثة وذلك بتأثير حركة النقل والترجمة، فأكب الكندي على الفلسفة والعلوم القديمة حتى حذقها. أوكل إليه [[عبد الله المأمون|المأمون]] مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية [[اليونان القديمة|اليونانية]] إلى [[اللغة العربية|العربية]] في [[بيت الحكمة]]، وقد عدّه [[ابن أبي أصيبعة]] مع [[حنين بن إسحاق|حنين بن إسحق]] و[[ثابت بن قرة]] و[[عمر بن الفرخان الطبري|ابن الفرخان الطبري]] حذّاق الترجمة المسلمين.<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 229</ref> كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك "بالعلوم القديمة" أعظم الأثر في فكره، حيث مكّنه من كتابة أطروحات أصلية في [[أخلاقيات|الأخلاقيات]] و[[ما وراء الطبيعة]] والرياضيات والصيدلة.<ref>Corbin, H. (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. p154</ref><ref>Adamson, P. ''Al-Kindi''. In Adamson, P & Taylor, R. (2005). ''The Cambridge Companion to ArabicPhilosophy''. Cambridge: Cambridge University Press. p 33</ref> في [[رياضيات|الرياضيات]]، لعب الكندي دورًا هامًا في إدخال [[أرقام هندية|الأرقام الهندية]] إلى [[العالم الإسلامي]] و[[عالم مسيحي|المسيحي]]،<ref name="st-and1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html |عنوان=Abu Yusuf Yaqub ibn Ishaq al-Sabbah Al-Kindi |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170711024003/http://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2017 }}</ref> كما كان رائدًا في [[تحليل الشفرات]]، واستنباط أساليب جديدة لاختراق الشفرات.<ref>Simon Singh. ''The Code Book''. p. 14-20</ref> باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياسًا يسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء،<ref name="Klein-Franke, p172">Klein-Franke, p172</ref> كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى.<ref name="muslimheritage1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf |عنوان=The Arab Contribution to the Music of the Western World |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Saoud, R| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170812074331/http://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2017 }}</ref> كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة [[الله (إسلام)|الله]] و[[روح|الروح]] و[[وحي|الوحي]].<ref name="Adamson, p34">Adamson, p34</ref> لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل [[الفارابي]] بعده، ولم يبق سوى عدد قليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب".<ref name="Corbin, p154">Corbin, p154</ref> == حياته == [[ملف:Al-Kindi stamp, Egypt (1975).jpg|تصغير|250بك|طابع مصري يُظهر الكندي من إصدار عام 1975م.]] الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن إسماعيل بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس]] الكندي،<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 228</ref> ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة [[مملكة كندة|كندة]]. كان والده واليًا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله|المعتصم]]، حيث جعله المأمون مشرفًا على [[بيت الحكمة]] - الذي كان قد أنشئ حديثًا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية [[اليونان القديمة|اليونانية القديمة]] - في بغداد. عرف الكندي أيضًا بجمال [[فن الخط|خطه]]، حتى أن [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل]] جعله خطاطه الخاص.<ref name="Corbin, p154"/> عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيًا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّض للضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال [[هنري كوربين]] - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة [[أبو العباس أحمد المعتمد على الله|المعتمد]].<ref name="Corbin, p154"/> بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمّر [[مغول|المغول]] عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين [[الفارابي|كالفارابي]] و[[ابن سينا]].<ref>Klein-Franke, p166</ref> == إسهاماته العلمية == كان الكندي عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ [[ابن النديم]] في [[كتاب الفهرست|الفهرست]]: {{اقتباس مركزي|فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.<ref>الأهواني، ص 3</ref> ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 |عنوان=Al-Kindi, Encyclopaedic Scholar of the Baghdad 'House of Wisdom' |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101226201358/http://www.muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 | تاريخ أرشيف = 26 ديسمبر 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>}} كما اعتبره باحث [[عصر النهضة]] [[إيطاليا|الإيطالي]] [[جيرولامو كاردانو]] واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في [[العصور الوسطى]].<ref>George Satron. Introduction to the History of Science.</ref> === علم الفلك === اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها - [[القمر]] و[[عطارد]] و[[الزهرة]] و[[الشمس]] و[[المريخ]] و[[المشتري]] -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم.<ref>Adamson, p42</ref> إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي. افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال [[أرسطو]]، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية [[تربة|التراب]] و[[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] و[[نار (توضيح)|النار]] و[[ماء|الماء]]، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته "عن الأشعة"، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم [[بصريات|البصريات]].<ref>Adamson, p43</ref> شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة<ref>Dykes, B., (2011) The Forty Chapters. Minnesota: Cazimi Press, 2011; pp.5-6</ref>، كتاب "الحكم على النجوم" وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول "أشعة النجوم" و"تغيرات [[طقس|الطقس]]" و"[[كسوف|الكسوف]]" و"روحانيات الكواكب". === الطب والكيمياء === للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في [[طب|الطب]]، والتي تأثرت فيها بأفكار [[جالينوس]].<ref>P. Prioreschi. Al-Kindi, A Precursor of the Scientific Revolution</ref> أهم أعماله في هذا المجال هو [[رسالة في قدر منفعة صناعة الطب (كتاب)|كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب]]، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال [[صيدلة|الصيدلة]]. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.<ref name="Klein-Franke, p172"/> وفي [[كيمياء|الكيمياء]]، عارض الكندي أفكار [[خيمياء|الخيمياء]]، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة [[ذهب|كالذهب]] من المعادن الخسيسة،<ref>Klein-Franke, p174</ref> في رسالة سماها "كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة".<ref>الأهواني، ص 214</ref> كما أسس الكندي و[[جابر بن حيان]] صناعة [[عطر|العطور]]، وأجرى أبحاثًا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت.<ref name="Levey">Levey, Martin (1973), "Early Arabic Pharmacology", ''E.J. Brill: Leiden'', ISBN 90-04-03796-9</ref> === البصريات === اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين [[عين (توضيح)|العين]] والجسم، يملؤه [[ضوء|الضوء]]، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد [[إقليدس]] أن الرؤية تحدث نتيجة خروج [[شعاع (توضيح)|أشعة]] في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا [[دائرة|للدائرة]] من الجانب، فستبدو [[خط (هندسة)|كخط]]. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية [[إقليدس]] تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول [[ظل|الظلال]] و[[انعكاس (فيزياء)|الانعكاسات]] في [[مرآة|المرايا]]، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،<ref>Adamson, p45</ref> وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله".<ref>Cited in D. C. Lindberg, ''Theories of Vision from al-Kindi to Kepler'', (Chicago: Univ. of Chicago Pr., 1976), p. 19.</ref> اعتمدها [[ابن الهيثم]] و[[روجر باكون|روجر بيكون]] و[[ويتلو]] وغيرهم.<ref>{{استشهاد|الأول=David C.|الأخير=Lindberg|صحيفة=Isis (journal)|المجلد=62|العدد=4|تاريخ=Winter 1971|صفحات=469–489 [471]|doi=10.1086/350790|عنوان=Alkindi's Critique of Euclid's Theory of Vision}}</ref> === الرياضيات === ألف الكندي أعمالاً في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها [[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[حساب|الحساب]] والأرقام الهندية وتوافق الأرقام و[[خط (هندسة)|الخطوط]] وضرب الأعداد و[[كسر (رياضيات)|الأعداد النسبية]] وحساب الوقت.<ref name="st-and1"/> كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، الذي ساهم بشكل كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة [[الشرق الأوسط]] و[[أوروبا]]. في الهندسة، كتب الكندي عن مسلمة التوازي، وفي أحد أعماله الرياضية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن [[لانهاية|اللا نهاية]] فكرة سخيفة رياضيا ومنطقيًا.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf |عنوان= Al-Kindi's Mathematical Metaphysics |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Al-Allaf, M| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181009181941/http://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf | تاريخ أرشيف = 09 أكتوبر 2018 }}</ref> === التشفير === [[ملف:Al-kindi cryptographic.png|تصغير|الصفحة الأولى من مخطوطة الكندي "في فك رسائل التشفير"، التي تحتوي على أقدم وصف معروف حول تحليل الشفرات.]] كان الكندي رائدًا في [[تحليل الشفرات]] و[[علم التعمية]]، كما كان له الفضل في تطوير طريقة يمكن بواسطتها تحليل الاختلافات في وتيرة حدوث الحروف واستغلالها لفك الشفرات،<ref>Simon Singh. The Code Book. p. 14-20</ref> اكتشف ذلك في مخطوطة وجدت مؤخرًا في الأرشيف العثماني في [[إسطنبول]]، بعنوان "مخطوط في فك رسائل التشفير"، والتي أوضح فيها أساليب تحليل الشفرات، والتشفير والتحليل الإحصائي للرسائل باللغة العربية.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/al-kindi-cryptography/|عنوان= Al-Kindi, Cryptgraphy, Codebreaking and Ciphers |تاريخ الوصول=2018-05-27 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181005052734/http://www.muslimheritage.com/article/al-kindi-cryptography-code-breaking-and-ciphers | تاريخ أرشيف = 05 أكتوبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> === قواعد الموسيقى === كان الكندي أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/><ref>الأهواني، ص 165-166</ref> فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى [[عود (آلة موسيقية)|العود]]،<ref>الأهواني، ص 171</ref> وقد وضع الكندي سلمًا موسيقيًا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من أثنتي عشرة نغمة،<ref>الأهواني، ص 174</ref> وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن. كما أدرك أيضًا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول [[شلل الأطراف الأربعة|شللاً رباعيًا]] [[موسيقى|بالموسيقى]].<ref name="muslimheritage1"/> للكندي خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" للغة العربية، ومنها انتقلت إلى [[لغة فارسية|الفارسية]] و[[اللغة التركية|التركية]]، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/> === الفلسفة === كان جهد الكندي الأكبر في تطوير الفلسفة الإسلامية، هو محاولته لتقريب الفكر الفلسفي اليوناني، وجعله مقبولاً عند جمهور المسلمين، من خلال عمله في [[بيت الحكمة]] في بغداد،<ref name="Corbin, p154"/> ومن خلال ترجمته للعديد من النصوص الفلسفية الهامة، أدخل الكندي الكثير من المفردات الفلسفية إلى اللغة العربية. قطعًا، لولا أعمال الكندي الفلسفية، لما تمكن الفلاسفة مثل [[الفارابي]] و[[ابن سينا]] و[[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] من التوصل إلى ما توصلوا إليه.<ref>Adamson, p32-33</ref> في كتاباته، كان واحدًا من الاهتمامات الكندي الرئيسية للتدليل على التوافق بين الفلسفة و[[لاهوت طبيعي|اللاهوت الطبيعي]] من جهة، و[[علم الكلام]] من جهة أخرى. على الرغم من ذلك، فقد قال الكندي أنه يعتقد أن الوحي هو مصدر المعرفة للعقل، لأن مسائل الإيمان المسلم بها لا يمكن استيعابها. كان نهج الكندي الفلسفي بدائيًا، واعتبره المفكرين في وقت لاحق غير مقنع - ربما لأنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب بالعربية -، إلا أنه أدخل بنجاح الفكر [[أرسطو|الأرسطي]] و[[أفلاطونية محدثة|الأفلاطوني المحدث]] إلى الفكر الفلسفي الإسلامي، فكان ذلك عاملاً مهمًا في إدخال تعميم الفلسفة اليونانية إلى الفكر الفلسفي الإسلامي.<ref>Klein-Franke, p166-167</ref> ==== مدرسته الفلسفية ==== يعد الكندي أول فيلسوف مسلم حقيقي،<ref>Klein-Frank, p 165</ref> وقد تأثر إلى حد كبير بفكر فلاسفة المدرسة [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] أمثال [[برقلس|بروكليوس]] و[[أفلوطين]] و[[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]]، وإن كان قد تأثر ببعض أفكار المدارس الفلسفية الأخرى.<ref>Adamson, p37</ref> وقد استشهد الكندي أيضًا في كتاباته الفلسفية [[أرسطو|بأرسطو]]، لكنه حاول إعادة صياغتها في إطار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ويبدو ذلك أكثر وضوحًا في آرائه حول [[ما وراء الطبيعة]] وطبيعة [[الله (إسلام)|الله]].<ref name="Adamson, p36">Adamson, p36</ref> قديمًا، كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر [[المعتزلة]]، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة [[التوحيد في الإسلام|توحيد الله]]. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة، أنها كانت مصادفة، فهو يختلف معهم حول عدد من موضوعات عقائدهم.<ref name="Corbin, p155">Corbin, p155</ref> ==== ما وراء الطبيعة ==== اعتقد الكندي أن هدف اهتمامات ما وراء الطبيعة من دراسة طبيعة الوجود وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ومستويات الوجود وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها، هو معرفة الله. لهذا السبب، فرّق الكندي بين [[فلسفة|الفلسفة]] و[[إلهيات|الإلهيات]]، لأن كلاهما يناقش نفس الموضوع. عارضه الفلاسفة اللاحقين، وبخاصة [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، بشدة بشأن هذه المسألة، قائلين بأن ما وراء الطبيعة تهتم بطبيعة الوجود، وبالتالي، فهي تتعرض لطبيعة الله.<ref name="Adamson, p34"/> تركز فهم الكندي لما وراء الطبيعة حول [[التوحيد في الإسلام|الوحدانية المطلقة لله]]، التي اعتبرها سمة مفردة فقط لله. ومن هذا المنطلق، فإن كل شيء يوصف بأنه "واحد"، هو في الواقع "واحد" و"متعدد" في ذات الوقت. فعلى سبيل المثال، الجسم واحد، لكنه يتألف أيضًا من العديد من الأجزاء المختلفة. وقد يقول الشخص "أرى [[فيل|فيلاً]]"، وه يعني أنه يرى فيلاً واحدًا، لكن الفيل مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الحيوانات التي تحتوي على عدد من هذا الحيوان. لذلك، فالله وحده "الواحد" وحدانية مطلقة، لا تعددية فيها، دلّ ذلك على فهم عميق للغاية، وإنكار وصف الله بأي وصف يمكن أن يوصف به غيره.<ref name="Corbin, p155"/><ref>Adamson, p35</ref> إضافة إلى إفراد الوحدانية المطلقة لله، وصف الكندي الله بـ "الخالق"، وقد خالف في تصوره الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين المسلمين اللاحقين حول كون الله المسبب للأسباب، فهو يرى أن الله المسبب للأسباب لأن كل الأسباب تحدث بإرادته.<ref name="Adamson, p36"/><ref>Klein-Frank, p167</ref> كان ذلك التصور أمرًا مهمًا في مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، حيث قرّبت بين تصورات الفلسفة الأرسطية ومفهوم الله عند المسلمين.<ref>Adamson, p39</ref> ==== نظرية المعرفة ==== [[ملف:Arabic aristotle.jpg|تصغير|200بك|تصور إسلامي قديم لأرسطو]] للكندي نظرية تقول بأن الله خلق العقل أولاً، ومن خلاله خلق الله جميع الأشياء الأخرى. وبغض النظر عن أهميتها الميتافيزيقية الواضحة، فهي تظهر تأثر الكندي [[واقعية أفلاطونية|بالواقعية الأفلاطونية]].<ref>Klein-Frank, p168</ref> وفقًا لأفلاطون، فكل شيء موجود في العالم المادي، يرتبط ببعض [[مسلمات (ما وراء الطبيعة)|الأشكال المسلم بها]] في عالم السماء. هذه الأشكال هي في الحقيقة مفاهيم مجردة كالنوع أو الجودة أو العلاقة، التي تنطبق على جميع الأشياء المادية والكائنات. على سبيل المثال، التفاحة الحمراء تستمد جودة احمرارها من عالمها الخاص. وقد أكد الكندي أن البشر لا يمكنهم تصور تلك الأشياء إلا بمساعدة خارجية. وبعبارة أخرى، أن العقل لا يمكنه فهم الأشياء ببساطة عن طريق فحص واحدة من النوع أو أكثر من مثيلاتها، وأن الأشياء لا تدرك إلا عن طريق التأمل والإدراك بالعقل أولاً.<ref>Adamson, p40-41</ref> استخدم الكندي مثالاً لشرح نظريته بالقياس، فقال أن [[خشب|الخشب]] في الأساس ساخن في حالة كُمون، ولكنه يتطلب شيءًا آخر ساخن فعليًا [[نار|كالنار]]، ليظهر ذلك. وبمجرد أن يفهم العقل البشري طبيعة الأشياء، تصبح جزءً من "العقل المكتسب" للفرد، ويتوصل لتلك النتائج متى شاء.<ref>Adamson, p40</ref> ==== الروح والحياة الآخرة ==== رأى الكندي أن [[روح|الروح]] هي شيء غير مادي، يرتبط بالعالم المادي عن طريق تواجدها في الجسد المادي. لشرح طبيعة وجودنا الدنيوي، أخذ الكندي بفكرة [[ابكتيتوس|أبكتاتوس]]، الذي وصف الوجود البشري [[سفينة|بسفينة]] في رحلة عبر [[محيط (توضيح)|المحيط]]، راسية مؤقتًا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددًا. فسر الكندي المثال بمفهوم [[رواقية|رواقي]]، أننا لا يجب أن نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة أفلاطونية محدثة، عندما قال أن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد "في نور الله" في عالم من النعيم الأبدي.<ref>Adamson, p41-42</ref> ==== العلاقة بين الوحي والفلسفة ==== رأى الكندي أن النبوة والفلسفة طريقتان مختلفتان للوصول إلى الحقيقة، وقد فرّق بينهما في أربعة أوجه. '''أولاً'''، في الوقت الذي يتوجب على الشخص أن يخضع لفترة طويلة من التدريب والدراسة ليصبح [[فيلسوف]]، فإن النبوة يسبغها الله على أحد البشر. '''ثانيًا'''، أن الفيلسوف يصل إلى الحقيقة بتفكيره وبصعوبة بالغة، بينما [[نبي|النبي]] يهديه الله إلى الحقيقة. '''ثالثا'''، فهم النبي للحقيقة أوضح وأشمل من فهم الفيلسوف. '''رابعا'''، قدرة النبي على شرح الحقيقة للناس العاديين، أفضل من قدرة الفيلسوف. لذا استخلص الكندي أن النبي يتفوق على الفيلسوف في أمرين السهولة والدقة التي يتوصل بها للحقيقة، والطريقة التي كان يقدم بها الحقيقة للعوام. ومع ذلك، فكلاهما يسعى لهدف واحد. لذا، يرى الباحثون الغربيون، أن الكندي وضع فوارق بسيطة بين النبوة والفلسفة.<ref>Adamson, p46-47</ref><ref>Corbin, p156</ref> إضافة إلى ذلك، نظر الكندي للرؤى النبوية من وجهة نظر واقعية، فقال أن هناك بعض النفوس "النقية" المعدة إعدادًا جيدًا، قادرة على رؤية أحداث المستقبل. لم يربط الكندي تلك الرؤى أو الأحلام [[وحي|بوحي]] من الله، لكن بدلاً من ذلك قال أن التخيل يجعل الإنسان قادرًا على إدراك "هيئة" الأشياء دون الحاجة إلى لمس الكيان المادي لتلك الأشياء. لذلك، فإن أي شخص نقي النفس سيكون قادرًا على رؤية مثل تلك الرؤى. هذه الفكرة على وجه التحديد، من بين كل التفسيرات الأخرى [[معجزة (توضيح)|للمعجزات]] النبوية التي هاجمها [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في كتابه "[[تهافت الفلاسفة]]".<ref>Adamson, p47</ref> ==== الاعتراضات على فكره ==== رغم أن الكندي أوضح فائدة الفلسفة في الإجابة على الأسئلة ذات الطابع الديني، إلا أن العديد من المفكرين الإسلاميين عارضوا أفكاره تلك، وليس كما يظن البعض أنهم عارضوا الفلسفة لأنها "علمًا أجنبيًا". يشير "أوليفر ليمان" الخبير في الفلسفة الإسلامية، إلى أن اعتراضات علماء الدين البارزين لم تكن على الفلسفة في حد ذاتها، ولكن كانت على الاستنتاجات التي توصل إليها الفلاسفة. وحتى الغزالي - الذي اشتهر بنقده للفلاسفة - كان خبيرًا بالفلسفة و[[المنطق]]، وانتقاداته كانت معارضة لاستنتاجات خاطئة تتعارض مع الدين، وأهمها خطأ الاعتقاد في خلود الكون مع الله، وإنكار بعث الجسد، والقول بأن الله على علم بالمسلمات المجردة فقط، وليس بالأمور الخاصة.<ref>Leaman, O. (1999). ''A Brief Introduction to Islamic Philosophy'' Polity Press. p21.</ref> خلال حياته، حظي الكندي باهتمام الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله]] اللذان أيدا فكر [[المعتزلة]]، وهو ما افتقد إليه في نهاية حياته عندما تولى الخليفة [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] الذي مال إلى فكر [[أشعرية|الأشاعرة]]، وبدأ في اضطهاد المدارس الفكرية الأخرى بما في ذلك الفلاسفة. في زمانه، تعرض الكندي للانتقاد لاعتباره "العقل" جوهر التقرب لله.<ref>Black, p168</ref> كما خالف أيضًا [[المعتزلة]]، في حكمهم حول الصغائر.<ref>Black, p169</ref> وقد مهّدت مسائل الكندي الفلسفية للجدل الكبير بين الفلاسفة ورجال الدين، التي تعرض لها الغزالي بالكامل في كتابه تهافت الفلاسفة.<ref>Black, p171</ref> == مؤلفاته == {{مفصلة|قائمة مؤلفات الكندي}} [[ملف:طابع بريد الكندي، سوريا، 1994.jpg|تصغير|طابع بريدي سوري يُظهر صورة تخليلية للكندي بمناسبة مرور 1150 سنة على وفاته.]] وفقًا لابن النديم، كتب الكندي على الأقل مئتان وستين كتابًا، منها اثنان وثلاثون في الهندسة، واثنان وعشرون في كل من الفلسفة والطب، وتسع كتب في المنطق واثنا عشر كتابًا في الفيزياء،<ref>Corbin, p154-155</ref> بينما عدّ ابن أبي أصيبعة كتبه بمائتين وثمانين كتابًا.<ref>الأهواني، ص 79</ref> على الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرًا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات [[لغة لاتينية|اللاتينية]] التي ترجمها [[جيراردو الكريموني|جيرارد الكريموني]]، وبعض [[مخطوط|المخطوطات]] العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين.<ref>Klein-Franke, p172-173</ref> تناولت مواضيع مختلفة منها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[المنطق]] و[[حساب|الحساب]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[علم الفلك|الفلك]] و[[طب|الطب]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[علم النفس]] و[[أخلاق|الأخلاقيات]] وتصنيف [[معدن|المعادن]] و[[جوهر (توضيح)|الجواهر]]. ومن مؤلفاته:<ref>الأهواني ص 80-96</ref> {{Col-begin}} {{عمو-3}} ''' في الفلسفة ''' * الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد. * كتاب الحث على تعلم الفلسفة. * رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات. ''' في المنطق ''' * رسالة في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيه. * رسالة في الاحتراس من حدع السفسطائيين. ''' في علم النفس ''' * رسالة في علة النوم والرؤيا وما ترمز به النفس. ''' في الموسيقى ''' * رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى. * رسالة في الإيقاع. {{عمو-3}} ''' في الفلك ''' * رسالة في علل الأوضاع النجومية. * رسالة في علل أحداث الجو. * رسالة في ظاهريات الفلك. * رسالة في صنعة [[أسطرلاب|الاسطرلاب]]. ''' في الحساب ''' * رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقى: خمس مقالات. * رسالة في استعمال الحساب الهندسي: أربع مقالات. * رسالة في تأليف الأعداد. * رسالة في الكمية المضافة. * رسالة في النسب الزمنية. ''' في الهندسة ''' * رسالة في [[كرة|الكريات]]. * رسالة في أغراض [[إقليدس]]. * رسالة في تقريب وتر الدائرة. * رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح إسطوانة مفروضة. {{عمو-3}} ''' في الطب ''' * رسالة في الطب [[أبقراط|البقراطي]]. * رسالة في وجع [[معدة|المعدة]] و[[نقرس|النقرس]]. * رسالة في أشفية السموم. ''' في الفيزياء ''' * رسالة في اختلاف مناظر المرآة. * رسالة في سعار المرآة. * رسالة في المد والجزر. ''' في الكيمياء ''' * رسالة في كيمياء العطر. * رسالة في العطر وأنواعه. * رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين. ''' في التصنيف ''' * رسالة في أنواع الجواهر الثمينة وغيرها. * رسالة في أنواع السيوف والحديد. * رسالة في أنواع الحجارة. {{نهاية-عمو}} == التأثيرات على الكندي == {{شريط جانبي الكندي}} === التأثيرات اليونانية === في ضوء دوره البارز في حركة الترجمة، إن أعمال الكندي مليئة بأفكار من الثقافة اليونانية. إن أعماله الفلسفية مدينة بشكل جزئي للمؤلفين الرياضيين والعلماء المترجمين في أيامه، على سبيل المثال [[نيقوماخس الجرشي]]؛ كما أثر [[إقليدس]] على منهجيته ورياضياته. ولكن كان تأثير [[أرسطو]] على فلسفته هو الأكثر أهمية، حيث شغل الجزء الأكبر من أطروحة الكندي "رسالة في كمية كتب أرسطو طاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة". يوفر هذا العمل نظرة شاملة إلى حد ما على مجموعة أرسطو، على الرغم من أن الكندي لم يقرأ بوضوح بعض المقالات التي ناقشها. في شرح الكندي لمفهومه عن الميتافيزيقيا، يبدو أنه يخلط بين الميتافيزيقيا واللاهوت ويظهر هذا جلياً في افتتاحية كتاب "[[:wikisource:ar:الكندي - الفلسفة الأولى|رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى]]"، والتي جاء بها {{اقتباس مضمن|لأن كل ما له أنية له حقيقة، فالحق اضطراراً موجود إذن الأنيات موجودة. وأشرف الفلسفة وأعلاها مرتبة الفلسفة الأولى: أعني علم الحق الأول الذي هو علة كل حق}}. وبالفعل كان لميتافيزيقيا أرسطو تأثير كبير على هذا العمل. ومع ذلك، كما هو الحال في كتابات الكندي الفلسفية، فإن رسالة "الفلسفة الأولى" تضم الكثير من الأفكار المستنبطة من الترجمات الأفلاطونية.<ref name="مولد تلقائيا1">[https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/#Psy Al-Kindi (Stanford Encyclopedia of Philosophy)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190521181245/https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/ |date=21 مايو 2019}}</ref> تعد رسالة "الفلسفة الأولى"، مثالًا جيدًا على الطريقة التي يجمع بها الكندي بين الأفكار الأفلاطونية والأرسطية في رؤيته لفلسفة متماسكة مستمدة من الإغريق. لقد تم بالفعل إعداد الطريق لهذا المفهوم الشامل للإرث اليوناني من قبل الأفلاطونيين أنفسهم، الذين تفسر تعليقاتهم على أرسطو الميول المنسقة الواضحة عند الكندي. كان الكندي على أي حال حريصاً على التقليل من حدة أي توترات بين الفلاسفة اليونانيين، أو أي إخفاقات من قبل المفكرين اليونانيين. على سبيل المثال، لم يعطِ الكندي أي تلميح حول موقفه من الخلود في العالم بشكل متعارض مع أرسطو (ومن المثير للاهتمام أنه أكثر استعداداً للتعرف على أوجه القصور من جانب المفكرين العلميين اليونانيين، على سبيل المثال في بصريات إقليدس). لاحقاً في القسم الأول من رسالة الفلسفة الأولى، أطلق الكندي سيلاً من الإهانات ضد المعاصرين الذين لم يكشف عن هويتهم والذين ينتقدون استخدام الأفكار اليونانية: {{اقتباس|...وينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنا، والأمم المباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق. وليس يبخس الحق، ولا يصغر بقائله ولا بالآتي به. ولا أحد بخس الحق؛ بل كان يشرفه الحق. يحسن بنا، إذا كنا حراصاً على تتميم نوعنا - إذ الحق في ذلك - أن نلزم في كتابنا هذا عاداتنا في جميع موضوعاتنا من إحضار ما قال القدماء في ذلك قولاً تاماً على أقصد سبله وأسهلها سلوكاً على أبناء هذه السبيل، وتتميم ما لم يقولوا فيه قولاً تاماً على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان، وبقدر طاقتنا، مع العلة العارضة لنا في ذلك...<ref name="مولد تلقائيا1" />}} على الرغم من أن الكندي لم يكن ثابتاً في دعمه للأفكار المنشورة في مشروع الترجمة، إلا أنه تأثر حتماً بالتيارات الفكرية المعاصرة له. هذا يظهر بشكل أوضح عندما يستخدم الكندي الأفكار اليونانية للتعامل مع مشاكل عصره، خاصة في مجال اللاهوت. === التأثيرات المعاصرة === إن كل من معاملة الكندي للسمات الإلهية وآرائه حول الخلق مثالان على ارتباط الكندي بالأفكار المعاصرة؛ ويمكننا ملاحظة أن الكندي حمل وجهة نظر متشددة بشأن مسألة الصفات الإلهية، على أساس أن التكهن يعني دائماً التعددية، في حين أن الله واحد بلا أي قيود. تم مقارنة هذا بمكانة المعتزلة التي كانت تجمع العلماء والفقهاء المعاصرين في القرن التاسع. قد يكون تأثير المعتزلة حاضراً عند الكندي في نظريته التي تقول "نشوء الكون من دون الكون".<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Broemeling |الأول=Lyle D. |عنوان=An Account of Early Statistical Inference in Arab Cryptology |doi=10.1198/tas.2011.10191 |صحيفة=The American Statistician |المجلد=65 |العدد=4 |صفحات=255–257 |تاريخ=2011}}</ref> يستخدم الكندي الفلسفة للدفاع عن الإسلام وتفسيره في العديد من الأعمال. كتب مقالة قصيرة تهاجم [[ثالوث|المذهب المسيحي للثالوث]]، مستخدماً مفاهيم مستقاة من [[إيساغوجي]]؛ دحض الكندي كان موضوعاً للنقد في القرن العاشر من قبل الفيلسوف المسيحي [[يحيى بن عدي]]. في حين أن هذا هو العمل الوحيد الموجود في الخلاف اللاهوتي، إلا أن المعلومات المنقولة عن [[ابن النديم]] أنه كتب أطروحات أخرى حول مواضيع مماثلة. تحتوي مدونته أيضاً على مقاطع يشرح بها معاني بعض مقاطع القرآن. تظهر الرغبة في دمج الأفكار اليونانية مع ثقافته بطريقة مختلفة من خلال بعض التعاريف (قائمة بالمصطلحات الفلسفية التقنية مع تعريفها). ينسب هذا العمل إلى الكندي، وعلى الرغم من أن قد شكّك بصحته، إلا أنه شبه مؤكد أنّه على الأقل من إنتاج دائرة الكندي. تتوافق معظم المصطلحات المحددة مع المصطلحات الفنية اليونانية، وبالتالي تبنى مصطلحات فلسفية عربية تهدف إلى أن تكون مساوية لمصطلحات الإغريق. من اللافت للنظر أنه في وقت مبكر من التقاليد الفلسفية العربية، كانت هناك بالفعل حاجة ملحوظة إلى لغة تقنية جديدة لتوصيل الأفكار الفلسفية في بيئة مختلفة (وبالطبع من أجل ترجمة اليونانية إلى العربية).<ref name="مولد تلقائيا1" /> == الإرث == لم يبرز تفاؤل الكندي حول هذه المواضيع في الأجيال اللاحقة، ولكن من بين المفكرين الذين تأثروا بالكندي، يمكن ملاحظة الميل المستمر لمواءمة الفلسفة الأجنبية مع التطورات الأصلية للثقافة الإسلامية. هذه إحدى سمات ما يمكن تسميته بـ"التقليد الكندي"، وهو تيار فكري يمتد حتى القرن العاشر، والذي يمثله بشكل واضح طلاب الجيلين الأول والثاني من طلاب الكندي. من أبرز هؤلاء المفكرين كان [[العميري]]، وهو مفكر أفلاطوني معروف، وقد كان طالباً من الجيل الثاني لطلاب الكندي.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}} على الرغم من أنه نادراً ما يتم الاستشهاد بالكندي من قبل المؤلفين الذين كتبوا بالعربية في وقت لاحق من القرن العاشر، إلا أنه كان شخصية مهمة للمؤلفين اللاتينيين في العصور الوسطى. إضافةً إلى ذلك، يمكن القول أن الفلسفة في العالم الإسلامي بحد ذاتها كانت إرثاً واسعاً لعمل الكندي، وهذا الأمر يمكن تفسيره من ناحيتين. أولاً، أصبحت الترجمات التي يتم إنتاجها في دائرة الكنديين نصوص فلسفية قياسية لعدة قرون قادمة، ومن المؤثر بشكل خاص أن تكون ترجماتهم لبعض الأعمال الأرسطية (مثل الميتافيزيقيا) وأفلوطين حسب لاهوت أرسطو. ثانياً، على الرغم من أن مؤلفين مثل الفارابي وابن رشد بالكاد يذكرون الكندي بالاسم (الفارابي لا يفعل ذلك أبداً ، وابن رشد يفعل ذلك فقط لانتقاد نظريته الدوائية)، فإنهما يواصلان مشروعه الخيري، حيث تعرف ممارسة الفلسفة من خلال المشاركة مع الأعمال الفلسفية اليونانية.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}} == المراجع == <div class="ltr"><div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> {{مراجع|3|محاذاة=نعم}} </div></div> === المعلومات الكاملة للمراجع === * {{استشهاد بكتاب|الأخير = ابن أبي أصيبعة| الأول = | وصلة مؤلف = ابن أبي أصيبعة| عنوان = عيون الأنباء في طبقات الأطباء}} * {{استشهاد بكتاب | الأخير = الأهواني | الأول = أحمد فؤاد | وصلة مؤلف = أحمد فؤاد الأهواني | عنوان = الكندي فيلسوف العرب | سلسلة = سلسلة أعلام العرب | ناشر = المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر | مكان = القاهرة}} <div style="direction: ltr;"> * Robert L. Arrington (2001) ''A Companion to the Philosophers''. Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-22967-1 * Peter J. King (2004) ''One Hundred Philosophers''. New York: Barron's. ISBN 0-7641-2791-8 * {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Adamson|الأول1=Peter|الأخير2=Taylor|الأول2=Richard C.|عنوان=The Cambridge companion to Arabic philosophy|مسار= https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ الوصول=22 May 2011|تاريخ=2005-01-10|ناشر=Cambridge University Press|الرقم المعياري=9780521817431|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ أرشيف=2020-04-08}} * {{استشهاد بكتاب|الأخير=Adamson|الأول=Peter|عنوان=Al-Kindī|مسار= https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ الوصول=22 May 2011|سنة=2007|ناشر=Oxford University Press US|الرقم المعياري=9780195181425||مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ أرشيف=2020-04-08}} * Felix Klein-Frank (2001) ''Al-Kindi''. In Oliver Leaman & [[حسين نصر|Hossein Nasr]]. ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. * [[هنري كوربين|Henry Corbin]] (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. </div> == وصلات خارجية == {{روابط شقيقة}} * {{استشهاد بموسوعة | الأخير = كوبر| الأول = كلن م.| عنوان=الكندي: أبو يوسف إسحاق بن يعقوب الكندي| موسوعة = موسوعة أعلام الفلكيين| ناشر = شبرينغر| تاريخ = 2007 | مكان = نيويورك| صفحات = 635–6 | مسار= http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm | isbn=978-0-387-31022-0|إظهار المحررين=etal|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200108044515/https://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm|تاريخ أرشيف=2020-01-08}} ([http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.pdf نسخة بي دي أف]) * [https://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm الكندي] — مشاهير المسلمين * [https://www.muslimphilosophy.com/kindi/index.html موقع الكندي] — الفلسفة الإسلامية أونلاين * [https://www.muslimphilosophy.com/ma/ د. مشهد العلَّاف] - ثلاثة مقالات وضعها الكندي في قسم ''الفلسفة الإسلامية'' {{علم الموسيقى العربية الفارسية}} {{فلسفة العصور الوسطى}} {{علماء التراث الإسلامي}} {{الرياضيات في عصر الحضارة الإسلامية}} {{فلسفة إسلامية}} {{فلاسفة مسلمون}} {{الطب الإسلامي}} {{ضبط استنادي}} {{شريط بوابات|أدب عربي|أعلام|الإسلام|الدولة العباسية|العراق|العصور الوسطى|بصريات|رياضيات|صيدلة|فكر إسلامي|فلسفة|منطق}} {{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=6944890|تاريخ=5 يوليو 2011}} [[تصنيف:الكندي|*]] [[تصنيف:اختصاصيو علم الأدوية]] [[تصنيف:أشخاص من الدولة العباسية في القرن 9]] [[تصنيف:أشخاص من الكوفة]] [[تصنيف:أطباء القرن 9]] [[تصنيف:أطباء عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:أطباء في العصور الوسطى الإسلامية]] [[تصنيف:رياضياتيو القرن 9]] [[تصنيف:رياضياتيون عراقيون من العصور الوسطى]] [[تصنيف:رياضياتيون عرب من العصور الوسطى]] [[تصنيف:رياضياتيون من العصر الذهبي للإسلام]] [[تصنيف:عرب في القرن 9]] [[تصنيف:علماء فلك عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:علماء فلك في العصور الإسلامية الوسطى]] [[تصنيف:فلاسفة القرن 9]] [[تصنيف:فلاسفة أرسطوطاليسيين]] [[تصنيف:فلاسفة عرب]] [[تصنيف:فلاسفة مسلمون]] [[تصنيف:فلاسفة من الدولة العباسية]] [[تصنيف:فلكيو القرن 9]] [[تصنيف:فلكيون من العراق في العصور الوسطى]] [[تصنيف:فيزيائيون عرب]] [[تصنيف:قبيلة كندة]] [[تصنيف:كيميائيون في العصور الإسلامية الوسطى]] [[تصنيف:مخترعون مسلمون]] [[تصنيف:معلقون عرب على أرسطو]] [[تصنيف:منجمون عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:منجمون في العصور الوسطى الإسلامية]] [[تصنيف:منجمون في القرن 9]] [[تصنيف:منظرون موسيقيون في عصر الحضارة الإسلامية]] [[تصنيف:مواليد 185 هـ]] [[تصنيف:مواليد 801]] [[تصنيف:مواليد 805]] [[تصنيف:مواليد عقد 800]] [[تصنيف:مواليد في الكوفة]] [[تصنيف:وفيات 256 هـ]] [[تصنيف:وفيات 873]] [[تصنيف:وفيات في بغداد]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'[[تصنيف:الكندي|*]] [[تصنيف:اختصاصيو علم الأدوية]] [[تصنيف:أشخاص من الدولة العباسية في القرن 9]] [[تصنيف:أشخاص من الكوفة]] [[تصنيف:أطباء القرن 9]] [[تصنيف:أطباء عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:أطباء في العصور الوسطى الإسلامية]] [[تصنيف:رياضياتيو القرن 9]] [[تصنيف:رياضياتيون عراقيون من العصور الوسطى]] [[تصنيف:رياضياتيون عرب من العصور الوسطى]] [[تصنيف:رياضياتيون من العصر الذهبي للإسلام]] [[تصنيف:عرب في القرن 9]] [[تصنيف:علماء فلك عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:علماء فلك في العصور الإسلامية الوسطى]] [[تصنيف:فلاسفة القرن 9]] [[تصنيف:فلاسفة أرسطوطاليسيين]] [[تصنيف:فلاسفة عرب]] [[تصنيف:فلاسفة مسلمون]] [[تصنيف:فلاسفة من الدولة العباسية]] [[تصنيف:فلكيو القرن 9]] [[تصنيف:فلكيون من العراق في العصور الوسطى]] [[تصنيف:فيزيائيون عرب]] [[تصنيف:قبيلة كندة]] [[تصنيف:كيميائيون في العصور الإسلامية الوسطى]] [[تصنيف:مخترعون مسلمون]] [[تصنيف:معلقون عرب على أرسطو]] [[تصنيف:منجمون عرب في العصور الوسطى]] [[تصنيف:منجمون في العصور الوسطى الإسلامية]] [[تصنيف:منجمون في القرن 9]] [[تصنيف:منظرون موسيقيون في عصر الحضارة الإسلامية]] [[تصنيف:مواليد 185 هـ]] [[تصنيف:مواليد 801]] [[تصنيف:مواليد 805]] [[تصنيف:مواليد عقد 800]] [[تصنيف:مواليد في الكوفة]] [[تصنيف:وفيات 256 هـ]] [[تصنيف:وفيات 873]] [[تصنيف:وفيات في بغداد]]'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,208 +1,2 @@ -{{عن|العالم يعقوب بن إسحاق الكندي||}} -{{معلومات عالم مسلم -|الصورة=Al-Kindi Portrait.jpg -|التعليق = رسم تخيلي للكندي -}} -'''أبو يوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق [[كندة (قبيلة)|الْكِنِدي]]''' ([[185 هـ]]/[[805]] - [[256 هـ]]/[[873]]) [[علامة]] [[عرب]]ي [[مسلم]]، برع في [[علم الفلك|الفلك]] و[[فلسفة|الفلسفة]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[طب|الطب]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[موسيقى|الموسيقى]] و[[علم النفس]] والمنطق الذي كان يعرف [[علم الكلام|بعلم الكلام]]. يعرف عند الغرب باسم {{لات|Alkindus}}، ويعد الكندي أول [[المدرسة المشائية|الفلاسفة المَشّائِين]] المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية القديمة]] و[[فلسفة هلنستية|الهلنستية]].<ref>Klein-Frank, F. ''Al-Kindi''. In Leaman, O & Nasr, H (2001). ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. p 165</ref> -عاش في البصرة في مطلع حياته ثم انتقل منها إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف لينهل من معينها، وذلك في فترة الإنارة العربية على عهد المأمون والمعتصم، في جو مشحون بالتوتر العقائدي بسبب مشكلة خلق القرآن وسيطرة مذهب الاعتزال وذيوع التشيع، وكان القرن الثالث الهجري يموج بألوان شتى من المعارف القديمة والحديثة وذلك بتأثير حركة النقل والترجمة، فأكب الكندي على الفلسفة والعلوم القديمة حتى حذقها. -أوكل إليه [[عبد الله المأمون|المأمون]] مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية [[اليونان القديمة|اليونانية]] إلى [[اللغة العربية|العربية]] في [[بيت الحكمة]]، وقد عدّه [[ابن أبي أصيبعة]] مع [[حنين بن إسحاق|حنين بن إسحق]] و[[ثابت بن قرة]] و[[عمر بن الفرخان الطبري|ابن الفرخان الطبري]] حذّاق الترجمة المسلمين.<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 229</ref> كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك "بالعلوم القديمة" أعظم الأثر في فكره، حيث مكّنه من كتابة أطروحات أصلية في [[أخلاقيات|الأخلاقيات]] و[[ما وراء الطبيعة]] والرياضيات والصيدلة.<ref>Corbin, H. (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. p154</ref><ref>Adamson, P. ''Al-Kindi''. In Adamson, P & Taylor, R. (2005). ''The Cambridge Companion to ArabicPhilosophy''. Cambridge: Cambridge University Press. p 33</ref> - -في [[رياضيات|الرياضيات]]، لعب الكندي دورًا هامًا في إدخال [[أرقام هندية|الأرقام الهندية]] إلى [[العالم الإسلامي]] و[[عالم مسيحي|المسيحي]]،<ref name="st-and1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html |عنوان=Abu Yusuf Yaqub ibn Ishaq al-Sabbah Al-Kindi |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170711024003/http://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2017 }}</ref> كما كان رائدًا في [[تحليل الشفرات]]، واستنباط أساليب جديدة لاختراق الشفرات.<ref>Simon Singh. ''The Code Book''. p. 14-20</ref> باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياسًا يسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء،<ref name="Klein-Franke, p172">Klein-Franke, p172</ref> كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى.<ref name="muslimheritage1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf |عنوان=The Arab Contribution to the Music of the Western World |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Saoud, R| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170812074331/http://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2017 }}</ref> - -كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة [[الله (إسلام)|الله]] و[[روح|الروح]] و[[وحي|الوحي]].<ref name="Adamson, p34">Adamson, p34</ref> لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل [[الفارابي]] بعده، ولم يبق سوى عدد قليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب".<ref name="Corbin, p154">Corbin, p154</ref> - -== حياته == -[[ملف:Al-Kindi stamp, Egypt (1975).jpg|تصغير|250بك|طابع مصري يُظهر الكندي من إصدار عام 1975م.]] -الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن إسماعيل بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس]] الكندي،<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 228</ref> ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة [[مملكة كندة|كندة]]. كان والده واليًا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله|المعتصم]]، حيث جعله المأمون مشرفًا على [[بيت الحكمة]] - الذي كان قد أنشئ حديثًا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية [[اليونان القديمة|اليونانية القديمة]] - في بغداد. عرف الكندي أيضًا بجمال [[فن الخط|خطه]]، حتى أن [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل]] جعله خطاطه الخاص.<ref name="Corbin, p154"/> - -عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيًا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّض للضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال [[هنري كوربين]] - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة [[أبو العباس أحمد المعتمد على الله|المعتمد]].<ref name="Corbin, p154"/> - -بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمّر [[مغول|المغول]] عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين [[الفارابي|كالفارابي]] و[[ابن سينا]].<ref>Klein-Franke, p166</ref> - -== إسهاماته العلمية == -كان الكندي عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ [[ابن النديم]] في [[كتاب الفهرست|الفهرست]]: -{{اقتباس مركزي|فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.<ref>الأهواني، ص 3</ref> ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 |عنوان=Al-Kindi, Encyclopaedic Scholar of the Baghdad 'House of Wisdom' |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101226201358/http://www.muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 | تاريخ أرشيف = 26 ديسمبر 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>}} - -كما اعتبره باحث [[عصر النهضة]] [[إيطاليا|الإيطالي]] [[جيرولامو كاردانو]] واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في [[العصور الوسطى]].<ref>George Satron. Introduction to the History of Science.</ref> - -=== علم الفلك === -اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها - [[القمر]] و[[عطارد]] و[[الزهرة]] و[[الشمس]] و[[المريخ]] و[[المشتري]] -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم.<ref>Adamson, p42</ref> إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي. - -افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال [[أرسطو]]، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية [[تربة|التراب]] و[[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] و[[نار (توضيح)|النار]] و[[ماء|الماء]]، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته "عن الأشعة"، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم [[بصريات|البصريات]].<ref>Adamson, p43</ref> - -شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة<ref>Dykes, B., (2011) The Forty Chapters. Minnesota: Cazimi Press, 2011; pp.5-6</ref>، كتاب "الحكم على النجوم" وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول "أشعة النجوم" و"تغيرات [[طقس|الطقس]]" و"[[كسوف|الكسوف]]" و"روحانيات الكواكب". - -=== الطب والكيمياء === -للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في [[طب|الطب]]، والتي تأثرت فيها بأفكار [[جالينوس]].<ref>P. Prioreschi. Al-Kindi, A Precursor of the Scientific Revolution</ref> أهم أعماله في هذا المجال هو [[رسالة في قدر منفعة صناعة الطب (كتاب)|كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب]]، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال [[صيدلة|الصيدلة]]. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.<ref name="Klein-Franke, p172"/> - -وفي [[كيمياء|الكيمياء]]، عارض الكندي أفكار [[خيمياء|الخيمياء]]، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة [[ذهب|كالذهب]] من المعادن الخسيسة،<ref>Klein-Franke, p174</ref> في رسالة سماها "كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة".<ref>الأهواني، ص 214</ref> كما أسس الكندي و[[جابر بن حيان]] صناعة [[عطر|العطور]]، وأجرى أبحاثًا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت.<ref name="Levey">Levey, Martin (1973), "Early Arabic Pharmacology", ''E.J. Brill: Leiden'', ISBN 90-04-03796-9</ref> - -=== البصريات === -اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين [[عين (توضيح)|العين]] والجسم، يملؤه [[ضوء|الضوء]]، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد [[إقليدس]] أن الرؤية تحدث نتيجة خروج [[شعاع (توضيح)|أشعة]] في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا [[دائرة|للدائرة]] من الجانب، فستبدو [[خط (هندسة)|كخط]]. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية [[إقليدس]] تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول [[ظل|الظلال]] و[[انعكاس (فيزياء)|الانعكاسات]] في [[مرآة|المرايا]]، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،<ref>Adamson, p45</ref> وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله".<ref>Cited in D. C. Lindberg, ''Theories of Vision from al-Kindi to Kepler'', (Chicago: Univ. of Chicago Pr., 1976), p. 19.</ref> اعتمدها [[ابن الهيثم]] و[[روجر باكون|روجر بيكون]] و[[ويتلو]] وغيرهم.<ref>{{استشهاد|الأول=David C.|الأخير=Lindberg|صحيفة=Isis (journal)|المجلد=62|العدد=4|تاريخ=Winter 1971|صفحات=469–489 [471]|doi=10.1086/350790|عنوان=Alkindi's Critique of Euclid's Theory of Vision}}</ref> - -=== الرياضيات === -ألف الكندي أعمالاً في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها [[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[حساب|الحساب]] والأرقام الهندية وتوافق الأرقام و[[خط (هندسة)|الخطوط]] وضرب الأعداد و[[كسر (رياضيات)|الأعداد النسبية]] وحساب الوقت.<ref name="st-and1"/> كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، الذي ساهم بشكل كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة [[الشرق الأوسط]] و[[أوروبا]]. في الهندسة، كتب الكندي عن مسلمة التوازي، وفي أحد أعماله الرياضية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن [[لانهاية|اللا نهاية]] فكرة سخيفة رياضيا ومنطقيًا.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf |عنوان= Al-Kindi's Mathematical Metaphysics |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Al-Allaf, M| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181009181941/http://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf | تاريخ أرشيف = 09 أكتوبر 2018 }}</ref> - -=== التشفير === -[[ملف:Al-kindi cryptographic.png|تصغير|الصفحة الأولى من مخطوطة الكندي "في فك رسائل التشفير"، التي تحتوي على أقدم وصف معروف حول تحليل الشفرات.]] -كان الكندي رائدًا في [[تحليل الشفرات]] و[[علم التعمية]]، كما كان له الفضل في تطوير طريقة يمكن بواسطتها تحليل الاختلافات في وتيرة حدوث الحروف واستغلالها لفك الشفرات،<ref>Simon Singh. The Code Book. p. 14-20</ref> -اكتشف ذلك في مخطوطة وجدت مؤخرًا في الأرشيف العثماني في [[إسطنبول]]، بعنوان "مخطوط في فك رسائل التشفير"، والتي أوضح فيها أساليب تحليل الشفرات، والتشفير والتحليل الإحصائي للرسائل باللغة العربية.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/al-kindi-cryptography/|عنوان= Al-Kindi, Cryptgraphy, Codebreaking and Ciphers |تاريخ الوصول=2018-05-27 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181005052734/http://www.muslimheritage.com/article/al-kindi-cryptography-code-breaking-and-ciphers | تاريخ أرشيف = 05 أكتوبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> - -=== قواعد الموسيقى === -كان الكندي أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/><ref>الأهواني، ص 165-166</ref> فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى [[عود (آلة موسيقية)|العود]]،<ref>الأهواني، ص 171</ref> وقد وضع الكندي سلمًا موسيقيًا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من أثنتي عشرة نغمة،<ref>الأهواني، ص 174</ref> وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن. كما أدرك أيضًا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول [[شلل الأطراف الأربعة|شللاً رباعيًا]] [[موسيقى|بالموسيقى]].<ref name="muslimheritage1"/> - -للكندي خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" للغة العربية، ومنها انتقلت إلى [[لغة فارسية|الفارسية]] و[[اللغة التركية|التركية]]، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/> - -=== الفلسفة === -كان جهد الكندي الأكبر في تطوير الفلسفة الإسلامية، هو محاولته لتقريب الفكر الفلسفي اليوناني، وجعله مقبولاً عند جمهور المسلمين، من خلال عمله في [[بيت الحكمة]] في بغداد،<ref name="Corbin, p154"/> ومن خلال ترجمته للعديد من النصوص الفلسفية الهامة، أدخل الكندي الكثير من المفردات الفلسفية إلى اللغة العربية. قطعًا، لولا أعمال الكندي الفلسفية، لما تمكن الفلاسفة مثل [[الفارابي]] و[[ابن سينا]] و[[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] من التوصل إلى ما توصلوا إليه.<ref>Adamson, p32-33</ref> - -في كتاباته، كان واحدًا من الاهتمامات الكندي الرئيسية للتدليل على التوافق بين الفلسفة و[[لاهوت طبيعي|اللاهوت الطبيعي]] من جهة، و[[علم الكلام]] من جهة أخرى. على الرغم من ذلك، فقد قال الكندي أنه يعتقد أن الوحي هو مصدر المعرفة للعقل، لأن مسائل الإيمان المسلم بها لا يمكن استيعابها. كان نهج الكندي الفلسفي بدائيًا، واعتبره المفكرين في وقت لاحق غير مقنع - ربما لأنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب بالعربية -، إلا أنه أدخل بنجاح الفكر [[أرسطو|الأرسطي]] و[[أفلاطونية محدثة|الأفلاطوني المحدث]] إلى الفكر الفلسفي الإسلامي، فكان ذلك عاملاً مهمًا في إدخال تعميم الفلسفة اليونانية إلى الفكر الفلسفي الإسلامي.<ref>Klein-Franke, p166-167</ref> - -==== مدرسته الفلسفية ==== -يعد الكندي أول فيلسوف مسلم حقيقي،<ref>Klein-Frank, p 165</ref> وقد تأثر إلى حد كبير بفكر فلاسفة المدرسة [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] أمثال [[برقلس|بروكليوس]] و[[أفلوطين]] و[[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]]، وإن كان قد تأثر ببعض أفكار المدارس الفلسفية الأخرى.<ref>Adamson, p37</ref> وقد استشهد الكندي أيضًا في كتاباته الفلسفية [[أرسطو|بأرسطو]]، لكنه حاول إعادة صياغتها في إطار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ويبدو ذلك أكثر وضوحًا في آرائه حول [[ما وراء الطبيعة]] وطبيعة [[الله (إسلام)|الله]].<ref name="Adamson, p36">Adamson, p36</ref> قديمًا، كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر [[المعتزلة]]، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة [[التوحيد في الإسلام|توحيد الله]]. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة، أنها كانت مصادفة، فهو يختلف معهم حول عدد من موضوعات عقائدهم.<ref name="Corbin, p155">Corbin, p155</ref> - -==== ما وراء الطبيعة ==== -اعتقد الكندي أن هدف اهتمامات ما وراء الطبيعة من دراسة طبيعة الوجود وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ومستويات الوجود وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها، هو معرفة الله. لهذا السبب، فرّق الكندي بين [[فلسفة|الفلسفة]] و[[إلهيات|الإلهيات]]، لأن كلاهما يناقش نفس الموضوع. عارضه الفلاسفة اللاحقين، وبخاصة [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، بشدة بشأن هذه المسألة، قائلين بأن ما وراء الطبيعة تهتم بطبيعة الوجود، وبالتالي، فهي تتعرض لطبيعة الله.<ref name="Adamson, p34"/> - -تركز فهم الكندي لما وراء الطبيعة حول [[التوحيد في الإسلام|الوحدانية المطلقة لله]]، التي اعتبرها سمة مفردة فقط لله. ومن هذا المنطلق، فإن كل شيء يوصف بأنه "واحد"، هو في الواقع "واحد" و"متعدد" في ذات الوقت. فعلى سبيل المثال، الجسم واحد، لكنه يتألف أيضًا من العديد من الأجزاء المختلفة. وقد يقول الشخص "أرى [[فيل|فيلاً]]"، وه يعني أنه يرى فيلاً واحدًا، لكن الفيل مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الحيوانات التي تحتوي على عدد من هذا الحيوان. لذلك، فالله وحده "الواحد" وحدانية مطلقة، لا تعددية فيها، دلّ ذلك على فهم عميق للغاية، وإنكار وصف الله بأي وصف يمكن أن يوصف به غيره.<ref name="Corbin, p155"/><ref>Adamson, p35</ref> - -إضافة إلى إفراد الوحدانية المطلقة لله، وصف الكندي الله بـ "الخالق"، وقد خالف في تصوره الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين المسلمين اللاحقين حول كون الله المسبب للأسباب، فهو يرى أن الله المسبب للأسباب لأن كل الأسباب تحدث بإرادته.<ref name="Adamson, p36"/><ref>Klein-Frank, p167</ref> كان ذلك التصور أمرًا مهمًا في مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، حيث قرّبت بين تصورات الفلسفة الأرسطية ومفهوم الله عند المسلمين.<ref>Adamson, p39</ref> - -==== نظرية المعرفة ==== -[[ملف:Arabic aristotle.jpg|تصغير|200بك|تصور إسلامي قديم لأرسطو]] -للكندي نظرية تقول بأن الله خلق العقل أولاً، ومن خلاله خلق الله جميع الأشياء الأخرى. وبغض النظر عن أهميتها الميتافيزيقية الواضحة، فهي تظهر تأثر الكندي [[واقعية أفلاطونية|بالواقعية الأفلاطونية]].<ref>Klein-Frank, p168</ref> - -وفقًا لأفلاطون، فكل شيء موجود في العالم المادي، يرتبط ببعض [[مسلمات (ما وراء الطبيعة)|الأشكال المسلم بها]] في عالم السماء. هذه الأشكال هي في الحقيقة مفاهيم مجردة كالنوع أو الجودة أو العلاقة، التي تنطبق على جميع الأشياء المادية والكائنات. على سبيل المثال، التفاحة الحمراء تستمد جودة احمرارها من عالمها الخاص. وقد أكد الكندي أن البشر لا يمكنهم تصور تلك الأشياء إلا بمساعدة خارجية. وبعبارة أخرى، أن العقل لا يمكنه فهم الأشياء ببساطة عن طريق فحص واحدة من النوع أو أكثر من مثيلاتها، وأن الأشياء لا تدرك إلا عن طريق التأمل والإدراك بالعقل أولاً.<ref>Adamson, p40-41</ref> - -استخدم الكندي مثالاً لشرح نظريته بالقياس، فقال أن [[خشب|الخشب]] في الأساس ساخن في حالة كُمون، ولكنه يتطلب شيءًا آخر ساخن فعليًا [[نار|كالنار]]، ليظهر ذلك. وبمجرد أن يفهم العقل البشري طبيعة الأشياء، تصبح جزءً من "العقل المكتسب" للفرد، ويتوصل لتلك النتائج متى شاء.<ref>Adamson, p40</ref> - -==== الروح والحياة الآخرة ==== -رأى الكندي أن [[روح|الروح]] هي شيء غير مادي، يرتبط بالعالم المادي عن طريق تواجدها في الجسد المادي. لشرح طبيعة وجودنا الدنيوي، أخذ الكندي بفكرة [[ابكتيتوس|أبكتاتوس]]، الذي وصف الوجود البشري [[سفينة|بسفينة]] في رحلة عبر [[محيط (توضيح)|المحيط]]، راسية مؤقتًا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددًا. فسر الكندي المثال بمفهوم [[رواقية|رواقي]]، أننا لا يجب أن نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة أفلاطونية محدثة، عندما قال أن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد "في نور الله" في عالم من النعيم الأبدي.<ref>Adamson, p41-42</ref> - -==== العلاقة بين الوحي والفلسفة ==== -رأى الكندي أن النبوة والفلسفة طريقتان مختلفتان للوصول إلى الحقيقة، وقد فرّق بينهما في أربعة أوجه. '''أولاً'''، في الوقت الذي يتوجب على الشخص أن يخضع لفترة طويلة من التدريب والدراسة ليصبح [[فيلسوف]]، فإن النبوة يسبغها الله على أحد البشر. '''ثانيًا'''، أن الفيلسوف يصل إلى الحقيقة بتفكيره وبصعوبة بالغة، بينما [[نبي|النبي]] يهديه الله إلى الحقيقة. '''ثالثا'''، فهم النبي للحقيقة أوضح وأشمل من فهم الفيلسوف. '''رابعا'''، قدرة النبي على شرح الحقيقة للناس العاديين، أفضل من قدرة الفيلسوف. لذا استخلص الكندي أن النبي يتفوق على الفيلسوف في أمرين السهولة والدقة التي يتوصل بها للحقيقة، والطريقة التي كان يقدم بها الحقيقة للعوام. ومع ذلك، فكلاهما يسعى لهدف واحد. لذا، يرى الباحثون الغربيون، أن الكندي وضع فوارق بسيطة بين النبوة والفلسفة.<ref>Adamson, p46-47</ref><ref>Corbin, p156</ref> - -إضافة إلى ذلك، نظر الكندي للرؤى النبوية من وجهة نظر واقعية، فقال أن هناك بعض النفوس "النقية" المعدة إعدادًا جيدًا، قادرة على رؤية أحداث المستقبل. لم يربط الكندي تلك الرؤى أو الأحلام [[وحي|بوحي]] من الله، لكن بدلاً من ذلك قال أن التخيل يجعل الإنسان قادرًا على إدراك "هيئة" الأشياء دون الحاجة إلى لمس الكيان المادي لتلك الأشياء. لذلك، فإن أي شخص نقي النفس سيكون قادرًا على رؤية مثل تلك الرؤى. هذه الفكرة على وجه التحديد، من بين كل التفسيرات الأخرى [[معجزة (توضيح)|للمعجزات]] النبوية التي هاجمها [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في كتابه "[[تهافت الفلاسفة]]".<ref>Adamson, p47</ref> - -==== الاعتراضات على فكره ==== -رغم أن الكندي أوضح فائدة الفلسفة في الإجابة على الأسئلة ذات الطابع الديني، إلا أن العديد من المفكرين الإسلاميين عارضوا أفكاره تلك، وليس كما يظن البعض أنهم عارضوا الفلسفة لأنها "علمًا أجنبيًا". يشير "أوليفر ليمان" الخبير في الفلسفة الإسلامية، إلى أن اعتراضات علماء الدين البارزين لم تكن على الفلسفة في حد ذاتها، ولكن كانت على الاستنتاجات التي توصل إليها الفلاسفة. وحتى الغزالي - الذي اشتهر بنقده للفلاسفة - كان خبيرًا بالفلسفة و[[المنطق]]، وانتقاداته كانت معارضة لاستنتاجات خاطئة تتعارض مع الدين، وأهمها خطأ الاعتقاد في خلود الكون مع الله، وإنكار بعث الجسد، والقول بأن الله على علم بالمسلمات المجردة فقط، وليس بالأمور الخاصة.<ref>Leaman, O. (1999). ''A Brief Introduction to Islamic Philosophy'' Polity Press. p21.</ref> - -خلال حياته، حظي الكندي باهتمام الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله]] اللذان أيدا فكر [[المعتزلة]]، وهو ما افتقد إليه في نهاية حياته عندما تولى الخليفة [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] الذي مال إلى فكر [[أشعرية|الأشاعرة]]، وبدأ في اضطهاد المدارس الفكرية الأخرى بما في ذلك الفلاسفة. في زمانه، تعرض الكندي للانتقاد لاعتباره "العقل" جوهر التقرب لله.<ref>Black, p168</ref> كما خالف أيضًا [[المعتزلة]]، في حكمهم حول الصغائر.<ref>Black, p169</ref> وقد مهّدت مسائل الكندي الفلسفية للجدل الكبير بين الفلاسفة ورجال الدين، التي تعرض لها الغزالي بالكامل في كتابه تهافت الفلاسفة.<ref>Black, p171</ref> - -== مؤلفاته == -{{مفصلة|قائمة مؤلفات الكندي}} -[[ملف:طابع بريد الكندي، سوريا، 1994.jpg|تصغير|طابع بريدي سوري يُظهر صورة تخليلية للكندي بمناسبة مرور 1150 سنة على وفاته.]] -وفقًا لابن النديم، كتب الكندي على الأقل مئتان وستين كتابًا، منها اثنان وثلاثون في الهندسة، واثنان وعشرون في كل من الفلسفة والطب، وتسع كتب في المنطق واثنا عشر كتابًا في الفيزياء،<ref>Corbin, p154-155</ref> بينما عدّ ابن أبي أصيبعة كتبه بمائتين وثمانين كتابًا.<ref>الأهواني، ص 79</ref> على الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرًا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات [[لغة لاتينية|اللاتينية]] التي ترجمها [[جيراردو الكريموني|جيرارد الكريموني]]، وبعض [[مخطوط|المخطوطات]] العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين.<ref>Klein-Franke, p172-173</ref> - -تناولت مواضيع مختلفة منها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[المنطق]] و[[حساب|الحساب]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[علم الفلك|الفلك]] و[[طب|الطب]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[علم النفس]] و[[أخلاق|الأخلاقيات]] وتصنيف [[معدن|المعادن]] و[[جوهر (توضيح)|الجواهر]]. ومن مؤلفاته:<ref>الأهواني ص 80-96</ref> - -{{Col-begin}} -{{عمو-3}} -''' في الفلسفة ''' -* الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد. -* كتاب الحث على تعلم الفلسفة. -* رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات. -''' في المنطق ''' -* رسالة في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيه. -* رسالة في الاحتراس من حدع السفسطائيين. -''' في علم النفس ''' -* رسالة في علة النوم والرؤيا وما ترمز به النفس. -''' في الموسيقى ''' -* رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى. -* رسالة في الإيقاع. -{{عمو-3}} -''' في الفلك ''' -* رسالة في علل الأوضاع النجومية. -* رسالة في علل أحداث الجو. -* رسالة في ظاهريات الفلك. -* رسالة في صنعة [[أسطرلاب|الاسطرلاب]]. -''' في الحساب ''' -* رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقى: خمس مقالات. -* رسالة في استعمال الحساب الهندسي: أربع مقالات. -* رسالة في تأليف الأعداد. -* رسالة في الكمية المضافة. -* رسالة في النسب الزمنية. -''' في الهندسة ''' -* رسالة في [[كرة|الكريات]]. -* رسالة في أغراض [[إقليدس]]. -* رسالة في تقريب وتر الدائرة. -* رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح إسطوانة مفروضة. -{{عمو-3}} -''' في الطب ''' -* رسالة في الطب [[أبقراط|البقراطي]]. -* رسالة في وجع [[معدة|المعدة]] و[[نقرس|النقرس]]. -* رسالة في أشفية السموم. -''' في الفيزياء ''' -* رسالة في اختلاف مناظر المرآة. -* رسالة في سعار المرآة. -* رسالة في المد والجزر. -''' في الكيمياء ''' -* رسالة في كيمياء العطر. -* رسالة في العطر وأنواعه. -* رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين. -''' في التصنيف ''' -* رسالة في أنواع الجواهر الثمينة وغيرها. -* رسالة في أنواع السيوف والحديد. -* رسالة في أنواع الحجارة. -{{نهاية-عمو}} - -== التأثيرات على الكندي == -{{شريط جانبي الكندي}} -=== التأثيرات اليونانية === -في ضوء دوره البارز في حركة الترجمة، إن أعمال الكندي مليئة بأفكار من الثقافة اليونانية. إن أعماله الفلسفية مدينة بشكل جزئي للمؤلفين الرياضيين والعلماء المترجمين في أيامه، على سبيل المثال [[نيقوماخس الجرشي]]؛ كما أثر [[إقليدس]] على منهجيته ورياضياته. ولكن كان تأثير [[أرسطو]] على فلسفته هو الأكثر أهمية، حيث شغل الجزء الأكبر من أطروحة الكندي "رسالة في كمية كتب أرسطو طاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة". يوفر هذا العمل نظرة شاملة إلى حد ما على مجموعة أرسطو، على الرغم من أن الكندي لم يقرأ بوضوح بعض المقالات التي ناقشها. - -في شرح الكندي لمفهومه عن الميتافيزيقيا، يبدو أنه يخلط بين الميتافيزيقيا واللاهوت ويظهر هذا جلياً في افتتاحية كتاب "[[:wikisource:ar:الكندي - الفلسفة الأولى|رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى]]"، والتي جاء بها {{اقتباس مضمن|لأن كل ما له أنية له حقيقة، فالحق اضطراراً موجود إذن الأنيات موجودة. وأشرف الفلسفة وأعلاها مرتبة الفلسفة الأولى: أعني علم الحق الأول الذي هو علة كل حق}}. وبالفعل كان لميتافيزيقيا أرسطو تأثير كبير على هذا العمل. ومع ذلك، كما هو الحال في كتابات الكندي الفلسفية، فإن رسالة "الفلسفة الأولى" تضم الكثير من الأفكار المستنبطة من الترجمات الأفلاطونية.<ref name="مولد تلقائيا1">[https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/#Psy Al-Kindi (Stanford Encyclopedia of Philosophy)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190521181245/https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/ |date=21 مايو 2019}}</ref> - -تعد رسالة "الفلسفة الأولى"، مثالًا جيدًا على الطريقة التي يجمع بها الكندي بين الأفكار الأفلاطونية والأرسطية في رؤيته لفلسفة متماسكة مستمدة من الإغريق. لقد تم بالفعل إعداد الطريق لهذا المفهوم الشامل للإرث اليوناني من قبل الأفلاطونيين أنفسهم، الذين تفسر تعليقاتهم على أرسطو الميول المنسقة الواضحة عند الكندي. كان الكندي على أي حال حريصاً على التقليل من حدة أي توترات بين الفلاسفة اليونانيين، أو أي إخفاقات من قبل المفكرين اليونانيين. على سبيل المثال، لم يعطِ الكندي أي تلميح حول موقفه من الخلود في العالم بشكل متعارض مع أرسطو (ومن المثير للاهتمام أنه أكثر استعداداً للتعرف على أوجه القصور من جانب المفكرين العلميين اليونانيين، على سبيل المثال في بصريات إقليدس). لاحقاً في القسم الأول من رسالة الفلسفة الأولى، أطلق الكندي سيلاً من الإهانات ضد المعاصرين الذين لم يكشف عن هويتهم والذين ينتقدون استخدام الأفكار اليونانية: -{{اقتباس|...وينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنا، والأمم المباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق. وليس يبخس الحق، ولا يصغر بقائله ولا بالآتي به. ولا أحد بخس الحق؛ بل كان يشرفه الحق. يحسن بنا، إذا كنا حراصاً على تتميم نوعنا - إذ الحق في ذلك - أن نلزم في كتابنا هذا عاداتنا في جميع موضوعاتنا من إحضار ما قال القدماء في ذلك قولاً تاماً على أقصد سبله وأسهلها سلوكاً على أبناء هذه السبيل، وتتميم ما لم يقولوا فيه قولاً تاماً على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان، وبقدر طاقتنا، مع العلة العارضة لنا في ذلك...<ref name="مولد تلقائيا1" />}} - -على الرغم من أن الكندي لم يكن ثابتاً في دعمه للأفكار المنشورة في مشروع الترجمة، إلا أنه تأثر حتماً بالتيارات الفكرية المعاصرة له. هذا يظهر بشكل أوضح عندما يستخدم الكندي الأفكار اليونانية للتعامل مع مشاكل عصره، خاصة في مجال اللاهوت. - -=== التأثيرات المعاصرة === -إن كل من معاملة الكندي للسمات الإلهية وآرائه حول الخلق مثالان على ارتباط الكندي بالأفكار المعاصرة؛ ويمكننا ملاحظة أن الكندي حمل وجهة نظر متشددة بشأن مسألة الصفات الإلهية، على أساس أن التكهن يعني دائماً التعددية، في حين أن الله واحد بلا أي قيود. تم مقارنة هذا بمكانة المعتزلة التي كانت تجمع العلماء والفقهاء المعاصرين في القرن التاسع. قد يكون تأثير المعتزلة حاضراً عند الكندي في نظريته التي تقول "نشوء الكون من دون الكون".<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Broemeling |الأول=Lyle D. |عنوان=An Account of Early Statistical Inference in Arab Cryptology |doi=10.1198/tas.2011.10191 |صحيفة=The American Statistician |المجلد=65 |العدد=4 |صفحات=255–257 |تاريخ=2011}}</ref> - -يستخدم الكندي الفلسفة للدفاع عن الإسلام وتفسيره في العديد من الأعمال. كتب مقالة قصيرة تهاجم [[ثالوث|المذهب المسيحي للثالوث]]، مستخدماً مفاهيم مستقاة من [[إيساغوجي]]؛ دحض الكندي كان موضوعاً للنقد في القرن العاشر من قبل الفيلسوف المسيحي [[يحيى بن عدي]]. في حين أن هذا هو العمل الوحيد الموجود في الخلاف اللاهوتي، إلا أن المعلومات المنقولة عن [[ابن النديم]] أنه كتب أطروحات أخرى حول مواضيع مماثلة. تحتوي مدونته أيضاً على مقاطع يشرح بها معاني بعض مقاطع القرآن. - -تظهر الرغبة في دمج الأفكار اليونانية مع ثقافته بطريقة مختلفة من خلال بعض التعاريف (قائمة بالمصطلحات الفلسفية التقنية مع تعريفها). ينسب هذا العمل إلى الكندي، وعلى الرغم من أن قد شكّك بصحته، إلا أنه شبه مؤكد أنّه على الأقل من إنتاج دائرة الكندي. تتوافق معظم المصطلحات المحددة مع المصطلحات الفنية اليونانية، وبالتالي تبنى مصطلحات فلسفية عربية تهدف إلى أن تكون مساوية لمصطلحات الإغريق. من اللافت للنظر أنه في وقت مبكر من التقاليد الفلسفية العربية، كانت هناك بالفعل حاجة ملحوظة إلى لغة تقنية جديدة لتوصيل الأفكار الفلسفية في بيئة مختلفة (وبالطبع من أجل ترجمة اليونانية إلى العربية).<ref name="مولد تلقائيا1" /> - -== الإرث == -لم يبرز تفاؤل الكندي حول هذه المواضيع في الأجيال اللاحقة، ولكن من بين المفكرين الذين تأثروا بالكندي، يمكن ملاحظة الميل المستمر لمواءمة الفلسفة الأجنبية مع التطورات الأصلية للثقافة الإسلامية. هذه إحدى سمات ما يمكن تسميته بـ"التقليد الكندي"، وهو تيار فكري يمتد حتى القرن العاشر، والذي يمثله بشكل واضح طلاب الجيلين الأول والثاني من طلاب الكندي. من أبرز هؤلاء المفكرين كان [[العميري]]، وهو مفكر أفلاطوني معروف، وقد كان طالباً من الجيل الثاني لطلاب الكندي.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}} - -على الرغم من أنه نادراً ما يتم الاستشهاد بالكندي من قبل المؤلفين الذين كتبوا بالعربية في وقت لاحق من القرن العاشر، إلا أنه كان شخصية مهمة للمؤلفين اللاتينيين في العصور الوسطى. إضافةً إلى ذلك، يمكن القول أن الفلسفة في العالم الإسلامي بحد ذاتها كانت إرثاً واسعاً لعمل الكندي، وهذا الأمر يمكن تفسيره من ناحيتين. أولاً، أصبحت الترجمات التي يتم إنتاجها في دائرة الكنديين نصوص فلسفية قياسية لعدة قرون قادمة، ومن المؤثر بشكل خاص أن تكون ترجماتهم لبعض الأعمال الأرسطية (مثل الميتافيزيقيا) وأفلوطين حسب لاهوت أرسطو. ثانياً، على الرغم من أن مؤلفين مثل الفارابي وابن رشد بالكاد يذكرون الكندي بالاسم (الفارابي لا يفعل ذلك أبداً ، وابن رشد يفعل ذلك فقط لانتقاد نظريته الدوائية)، فإنهما يواصلان مشروعه الخيري، حيث تعرف ممارسة الفلسفة من خلال المشاركة مع الأعمال الفلسفية اليونانية.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}} - -== المراجع == -<div class="ltr"><div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> -{{مراجع|3|محاذاة=نعم}} -</div></div> - -=== المعلومات الكاملة للمراجع === -* {{استشهاد بكتاب|الأخير = ابن أبي أصيبعة| الأول = | وصلة مؤلف = ابن أبي أصيبعة| عنوان = عيون الأنباء في طبقات الأطباء}} -* {{استشهاد بكتاب | الأخير = الأهواني | الأول = أحمد فؤاد | وصلة مؤلف = أحمد فؤاد الأهواني | عنوان = الكندي فيلسوف العرب | سلسلة = سلسلة أعلام العرب | ناشر = المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر | مكان = القاهرة}} -<div style="direction: ltr;"> -* Robert L. Arrington (2001) ''A Companion to the Philosophers''. Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-22967-1 -* Peter J. King (2004) ''One Hundred Philosophers''. New York: Barron's. ISBN 0-7641-2791-8 -* {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Adamson|الأول1=Peter|الأخير2=Taylor|الأول2=Richard C.|عنوان=The Cambridge companion to Arabic philosophy|مسار= https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ الوصول=22 May 2011|تاريخ=2005-01-10|ناشر=Cambridge University Press|الرقم المعياري=9780521817431|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ أرشيف=2020-04-08}} -* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Adamson|الأول=Peter|عنوان=Al-Kindī|مسار= https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ الوصول=22 May 2011|سنة=2007|ناشر=Oxford University Press US|الرقم المعياري=9780195181425||مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ أرشيف=2020-04-08}} -* Felix Klein-Frank (2001) ''Al-Kindi''. In Oliver Leaman & [[حسين نصر|Hossein Nasr]]. ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. -* [[هنري كوربين|Henry Corbin]] (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. -</div> - -== وصلات خارجية == -{{روابط شقيقة}} -* {{استشهاد بموسوعة | الأخير = كوبر| الأول = كلن م.| عنوان=الكندي: أبو يوسف إسحاق بن يعقوب الكندي| موسوعة = موسوعة أعلام الفلكيين| ناشر = شبرينغر| تاريخ = 2007 | مكان = نيويورك| صفحات = 635–6 | مسار= http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm | isbn=978-0-387-31022-0|إظهار المحررين=etal|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200108044515/https://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm|تاريخ أرشيف=2020-01-08}} ([http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.pdf نسخة بي دي أف]) -* [https://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm الكندي] — مشاهير المسلمين -* [https://www.muslimphilosophy.com/kindi/index.html موقع الكندي] — الفلسفة الإسلامية أونلاين -* [https://www.muslimphilosophy.com/ma/ د. مشهد العلَّاف] - ثلاثة مقالات وضعها الكندي في قسم ''الفلسفة الإسلامية'' -{{علم الموسيقى العربية الفارسية}} -{{فلسفة العصور الوسطى}} -{{علماء التراث الإسلامي}} -{{الرياضيات في عصر الحضارة الإسلامية}} -{{فلسفة إسلامية}} -{{فلاسفة مسلمون}} -{{الطب الإسلامي}} -{{ضبط استنادي}} -{{شريط بوابات|أدب عربي|أعلام|الإسلام|الدولة العباسية|العراق|العصور الوسطى|بصريات|رياضيات|صيدلة|فكر إسلامي|فلسفة|منطق}} -{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=6944890|تاريخ=5 يوليو 2011}} - [[تصنيف:الكندي|*]] [[تصنيف:اختصاصيو علم الأدوية]] '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
2043
حجم الصفحة القديم (old_size)
55943
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
-53900
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => '{{عن|العالم يعقوب بن إسحاق الكندي||}}', 1 => '{{معلومات عالم مسلم', 2 => '|الصورة=Al-Kindi Portrait.jpg', 3 => '|التعليق = رسم تخيلي للكندي', 4 => '}}', 5 => ''''أبو يوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق [[كندة (قبيلة)|الْكِنِدي]]''' ([[185 هـ]]/[[805]] - [[256 هـ]]/[[873]]) [[علامة]] [[عرب]]ي [[مسلم]]، برع في [[علم الفلك|الفلك]] و[[فلسفة|الفلسفة]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[طب|الطب]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[موسيقى|الموسيقى]] و[[علم النفس]] والمنطق الذي كان يعرف [[علم الكلام|بعلم الكلام]]. يعرف عند الغرب باسم {{لات|Alkindus}}، ويعد الكندي أول [[المدرسة المشائية|الفلاسفة المَشّائِين]] المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين [[فلسفة يونانية|بالفلسفة اليونانية القديمة]] و[[فلسفة هلنستية|الهلنستية]].<ref>Klein-Frank, F. ''Al-Kindi''. In Leaman, O & Nasr, H (2001). ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge. p 165</ref>', 6 => 'عاش في البصرة في مطلع حياته ثم انتقل منها إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف لينهل من معينها، وذلك في فترة الإنارة العربية على عهد المأمون والمعتصم، في جو مشحون بالتوتر العقائدي بسبب مشكلة خلق القرآن وسيطرة مذهب الاعتزال وذيوع التشيع، وكان القرن الثالث الهجري يموج بألوان شتى من المعارف القديمة والحديثة وذلك بتأثير حركة النقل والترجمة، فأكب الكندي على الفلسفة والعلوم القديمة حتى حذقها.', 7 => 'أوكل إليه [[عبد الله المأمون|المأمون]] مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية [[اليونان القديمة|اليونانية]] إلى [[اللغة العربية|العربية]] في [[بيت الحكمة]]، وقد عدّه [[ابن أبي أصيبعة]] مع [[حنين بن إسحاق|حنين بن إسحق]] و[[ثابت بن قرة]] و[[عمر بن الفرخان الطبري|ابن الفرخان الطبري]] حذّاق الترجمة المسلمين.<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 229</ref> كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك "بالعلوم القديمة" أعظم الأثر في فكره، حيث مكّنه من كتابة أطروحات أصلية في [[أخلاقيات|الأخلاقيات]] و[[ما وراء الطبيعة]] والرياضيات والصيدلة.<ref>Corbin, H. (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International. p154</ref><ref>Adamson, P. ''Al-Kindi''. In Adamson, P & Taylor, R. (2005). ''The Cambridge Companion to ArabicPhilosophy''. Cambridge: Cambridge University Press. p 33</ref>', 8 => '', 9 => 'في [[رياضيات|الرياضيات]]، لعب الكندي دورًا هامًا في إدخال [[أرقام هندية|الأرقام الهندية]] إلى [[العالم الإسلامي]] و[[عالم مسيحي|المسيحي]]،<ref name="st-and1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html |عنوان=Abu Yusuf Yaqub ibn Ishaq al-Sabbah Al-Kindi |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170711024003/http://www-gap.dcs.st-and.ac.uk/~history/Biographies/Al-Kindi.html | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2017 }}</ref> كما كان رائدًا في [[تحليل الشفرات]]، واستنباط أساليب جديدة لاختراق الشفرات.<ref>Simon Singh. ''The Code Book''. p. 14-20</ref> باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياسًا يسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء،<ref name="Klein-Franke, p172">Klein-Franke, p172</ref> كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى.<ref name="muslimheritage1">{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf |عنوان=The Arab Contribution to the Music of the Western World |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Saoud, R| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170812074331/http://www.muslimheritage.com/uploads/Music2.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2017 }}</ref>', 10 => '', 11 => 'كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة [[الله (إسلام)|الله]] و[[روح|الروح]] و[[وحي|الوحي]].<ref name="Adamson, p34">Adamson, p34</ref> لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل [[الفارابي]] بعده، ولم يبق سوى عدد قليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب".<ref name="Corbin, p154">Corbin, p154</ref>', 12 => '', 13 => '== حياته ==', 14 => '[[ملف:Al-Kindi stamp, Egypt (1975).jpg|تصغير|250بك|طابع مصري يُظهر الكندي من إصدار عام 1975م.]]', 15 => 'الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن إسماعيل بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس]] الكندي،<ref>ابن أبي أصيبعة، ص 228</ref> ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة [[مملكة كندة|كندة]]. كان والده واليًا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله|المعتصم]]، حيث جعله المأمون مشرفًا على [[بيت الحكمة]] - الذي كان قد أنشئ حديثًا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية [[اليونان القديمة|اليونانية القديمة]] - في بغداد. عرف الكندي أيضًا بجمال [[فن الخط|خطه]]، حتى أن [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل]] جعله خطاطه الخاص.<ref name="Corbin, p154"/>', 16 => '', 17 => 'عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيًا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّض للضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال [[هنري كوربين]] - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة [[أبو العباس أحمد المعتمد على الله|المعتمد]].<ref name="Corbin, p154"/>', 18 => '', 19 => 'بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمّر [[مغول|المغول]] عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين [[الفارابي|كالفارابي]] و[[ابن سينا]].<ref>Klein-Franke, p166</ref>', 20 => '', 21 => '== إسهاماته العلمية ==', 22 => 'كان الكندي عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ [[ابن النديم]] في [[كتاب الفهرست|الفهرست]]:', 23 => '{{اقتباس مركزي|فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.<ref>الأهواني، ص 3</ref> ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 |عنوان=Al-Kindi, Encyclopaedic Scholar of the Baghdad 'House of Wisdom' |تاريخ الوصول=2007-01-12 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101226201358/http://www.muslimheritage.com/day_life/default.cfm?ArticleID=370&Oldpage=1 | تاريخ أرشيف = 26 ديسمبر 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>}}', 24 => '', 25 => 'كما اعتبره باحث [[عصر النهضة]] [[إيطاليا|الإيطالي]] [[جيرولامو كاردانو]] واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في [[العصور الوسطى]].<ref>George Satron. Introduction to the History of Science.</ref>', 26 => '', 27 => '=== علم الفلك ===', 28 => 'اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها - [[القمر]] و[[عطارد]] و[[الزهرة]] و[[الشمس]] و[[المريخ]] و[[المشتري]] -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم.<ref>Adamson, p42</ref> إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي.', 29 => '', 30 => 'افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال [[أرسطو]]، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية [[تربة|التراب]] و[[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] و[[نار (توضيح)|النار]] و[[ماء|الماء]]، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته "عن الأشعة"، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم [[بصريات|البصريات]].<ref>Adamson, p43</ref>', 31 => '', 32 => 'شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة<ref>Dykes, B., (2011) The Forty Chapters. Minnesota: Cazimi Press, 2011; pp.5-6</ref>، كتاب "الحكم على النجوم" وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول "أشعة النجوم" و"تغيرات [[طقس|الطقس]]" و"[[كسوف|الكسوف]]" و"روحانيات الكواكب".', 33 => '', 34 => '=== الطب والكيمياء ===', 35 => 'للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في [[طب|الطب]]، والتي تأثرت فيها بأفكار [[جالينوس]].<ref>P. Prioreschi. Al-Kindi, A Precursor of the Scientific Revolution</ref> أهم أعماله في هذا المجال هو [[رسالة في قدر منفعة صناعة الطب (كتاب)|كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب]]، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال [[صيدلة|الصيدلة]]. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.<ref name="Klein-Franke, p172"/>', 36 => '', 37 => 'وفي [[كيمياء|الكيمياء]]، عارض الكندي أفكار [[خيمياء|الخيمياء]]، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة [[ذهب|كالذهب]] من المعادن الخسيسة،<ref>Klein-Franke, p174</ref> في رسالة سماها "كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة".<ref>الأهواني، ص 214</ref> كما أسس الكندي و[[جابر بن حيان]] صناعة [[عطر|العطور]]، وأجرى أبحاثًا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت.<ref name="Levey">Levey, Martin (1973), "Early Arabic Pharmacology", ''E.J. Brill: Leiden'', ISBN 90-04-03796-9</ref>', 38 => '', 39 => '=== البصريات ===', 40 => 'اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين [[عين (توضيح)|العين]] والجسم، يملؤه [[ضوء|الضوء]]، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد [[إقليدس]] أن الرؤية تحدث نتيجة خروج [[شعاع (توضيح)|أشعة]] في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا [[دائرة|للدائرة]] من الجانب، فستبدو [[خط (هندسة)|كخط]]. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية [[إقليدس]] تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول [[ظل|الظلال]] و[[انعكاس (فيزياء)|الانعكاسات]] في [[مرآة|المرايا]]، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،<ref>Adamson, p45</ref> وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل اتجاه، وهي التي تملأ العالم كله".<ref>Cited in D. C. Lindberg, ''Theories of Vision from al-Kindi to Kepler'', (Chicago: Univ. of Chicago Pr., 1976), p. 19.</ref> اعتمدها [[ابن الهيثم]] و[[روجر باكون|روجر بيكون]] و[[ويتلو]] وغيرهم.<ref>{{استشهاد|الأول=David C.|الأخير=Lindberg|صحيفة=Isis (journal)|المجلد=62|العدد=4|تاريخ=Winter 1971|صفحات=469–489 [471]|doi=10.1086/350790|عنوان=Alkindi's Critique of Euclid's Theory of Vision}}</ref>', 41 => '', 42 => '=== الرياضيات ===', 43 => 'ألف الكندي أعمالاً في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها [[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[حساب|الحساب]] والأرقام الهندية وتوافق الأرقام و[[خط (هندسة)|الخطوط]] وضرب الأعداد و[[كسر (رياضيات)|الأعداد النسبية]] وحساب الوقت.<ref name="st-and1"/> كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، الذي ساهم بشكل كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة [[الشرق الأوسط]] و[[أوروبا]]. في الهندسة، كتب الكندي عن مسلمة التوازي، وفي أحد أعماله الرياضية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن [[لانهاية|اللا نهاية]] فكرة سخيفة رياضيا ومنطقيًا.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf |عنوان= Al-Kindi's Mathematical Metaphysics |تاريخ الوصول=2007-01-12 |تنسيق=PDF |مؤلف= Al-Allaf, M| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181009181941/http://www.muslimphilosophy.com/ma/eip/ma-k-mp.pdf | تاريخ أرشيف = 09 أكتوبر 2018 }}</ref>', 44 => '', 45 => '=== التشفير ===', 46 => '[[ملف:Al-kindi cryptographic.png|تصغير|الصفحة الأولى من مخطوطة الكندي "في فك رسائل التشفير"، التي تحتوي على أقدم وصف معروف حول تحليل الشفرات.]]', 47 => 'كان الكندي رائدًا في [[تحليل الشفرات]] و[[علم التعمية]]، كما كان له الفضل في تطوير طريقة يمكن بواسطتها تحليل الاختلافات في وتيرة حدوث الحروف واستغلالها لفك الشفرات،<ref>Simon Singh. The Code Book. p. 14-20</ref>', 48 => 'اكتشف ذلك في مخطوطة وجدت مؤخرًا في الأرشيف العثماني في [[إسطنبول]]، بعنوان "مخطوط في فك رسائل التشفير"، والتي أوضح فيها أساليب تحليل الشفرات، والتشفير والتحليل الإحصائي للرسائل باللغة العربية.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://muslimheritage.com/al-kindi-cryptography/|عنوان= Al-Kindi, Cryptgraphy, Codebreaking and Ciphers |تاريخ الوصول=2018-05-27 |عمل=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181005052734/http://www.muslimheritage.com/article/al-kindi-cryptography-code-breaking-and-ciphers | تاريخ أرشيف = 05 أكتوبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>', 49 => '', 50 => '=== قواعد الموسيقى ===', 51 => 'كان الكندي أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/><ref>الأهواني، ص 165-166</ref> فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى [[عود (آلة موسيقية)|العود]]،<ref>الأهواني، ص 171</ref> وقد وضع الكندي سلمًا موسيقيًا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من أثنتي عشرة نغمة،<ref>الأهواني، ص 174</ref> وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن. كما أدرك أيضًا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول [[شلل الأطراف الأربعة|شللاً رباعيًا]] [[موسيقى|بالموسيقى]].<ref name="muslimheritage1"/>', 52 => '', 53 => 'للكندي خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" للغة العربية، ومنها انتقلت إلى [[لغة فارسية|الفارسية]] و[[اللغة التركية|التركية]]، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي.<ref name="muslimheritage1"/>', 54 => '', 55 => '=== الفلسفة ===', 56 => 'كان جهد الكندي الأكبر في تطوير الفلسفة الإسلامية، هو محاولته لتقريب الفكر الفلسفي اليوناني، وجعله مقبولاً عند جمهور المسلمين، من خلال عمله في [[بيت الحكمة]] في بغداد،<ref name="Corbin, p154"/> ومن خلال ترجمته للعديد من النصوص الفلسفية الهامة، أدخل الكندي الكثير من المفردات الفلسفية إلى اللغة العربية. قطعًا، لولا أعمال الكندي الفلسفية، لما تمكن الفلاسفة مثل [[الفارابي]] و[[ابن سينا]] و[[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] من التوصل إلى ما توصلوا إليه.<ref>Adamson, p32-33</ref>', 57 => '', 58 => 'في كتاباته، كان واحدًا من الاهتمامات الكندي الرئيسية للتدليل على التوافق بين الفلسفة و[[لاهوت طبيعي|اللاهوت الطبيعي]] من جهة، و[[علم الكلام]] من جهة أخرى. على الرغم من ذلك، فقد قال الكندي أنه يعتقد أن الوحي هو مصدر المعرفة للعقل، لأن مسائل الإيمان المسلم بها لا يمكن استيعابها. كان نهج الكندي الفلسفي بدائيًا، واعتبره المفكرين في وقت لاحق غير مقنع - ربما لأنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب بالعربية -، إلا أنه أدخل بنجاح الفكر [[أرسطو|الأرسطي]] و[[أفلاطونية محدثة|الأفلاطوني المحدث]] إلى الفكر الفلسفي الإسلامي، فكان ذلك عاملاً مهمًا في إدخال تعميم الفلسفة اليونانية إلى الفكر الفلسفي الإسلامي.<ref>Klein-Franke, p166-167</ref>', 59 => '', 60 => '==== مدرسته الفلسفية ====', 61 => 'يعد الكندي أول فيلسوف مسلم حقيقي،<ref>Klein-Frank, p 165</ref> وقد تأثر إلى حد كبير بفكر فلاسفة المدرسة [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية المحدثة]] أمثال [[برقلس|بروكليوس]] و[[أفلوطين]] و[[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]]، وإن كان قد تأثر ببعض أفكار المدارس الفلسفية الأخرى.<ref>Adamson, p37</ref> وقد استشهد الكندي أيضًا في كتاباته الفلسفية [[أرسطو|بأرسطو]]، لكنه حاول إعادة صياغتها في إطار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ويبدو ذلك أكثر وضوحًا في آرائه حول [[ما وراء الطبيعة]] وطبيعة [[الله (إسلام)|الله]].<ref name="Adamson, p36">Adamson, p36</ref> قديمًا، كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر [[المعتزلة]]، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة [[التوحيد في الإسلام|توحيد الله]]. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة، أنها كانت مصادفة، فهو يختلف معهم حول عدد من موضوعات عقائدهم.<ref name="Corbin, p155">Corbin, p155</ref>', 62 => '', 63 => '==== ما وراء الطبيعة ====', 64 => 'اعتقد الكندي أن هدف اهتمامات ما وراء الطبيعة من دراسة طبيعة الوجود وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ومستويات الوجود وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها، هو معرفة الله. لهذا السبب، فرّق الكندي بين [[فلسفة|الفلسفة]] و[[إلهيات|الإلهيات]]، لأن كلاهما يناقش نفس الموضوع. عارضه الفلاسفة اللاحقين، وبخاصة [[الفارابي]] و[[ابن سينا]]، بشدة بشأن هذه المسألة، قائلين بأن ما وراء الطبيعة تهتم بطبيعة الوجود، وبالتالي، فهي تتعرض لطبيعة الله.<ref name="Adamson, p34"/>', 65 => '', 66 => 'تركز فهم الكندي لما وراء الطبيعة حول [[التوحيد في الإسلام|الوحدانية المطلقة لله]]، التي اعتبرها سمة مفردة فقط لله. ومن هذا المنطلق، فإن كل شيء يوصف بأنه "واحد"، هو في الواقع "واحد" و"متعدد" في ذات الوقت. فعلى سبيل المثال، الجسم واحد، لكنه يتألف أيضًا من العديد من الأجزاء المختلفة. وقد يقول الشخص "أرى [[فيل|فيلاً]]"، وه يعني أنه يرى فيلاً واحدًا، لكن الفيل مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الحيوانات التي تحتوي على عدد من هذا الحيوان. لذلك، فالله وحده "الواحد" وحدانية مطلقة، لا تعددية فيها، دلّ ذلك على فهم عميق للغاية، وإنكار وصف الله بأي وصف يمكن أن يوصف به غيره.<ref name="Corbin, p155"/><ref>Adamson, p35</ref>', 67 => '', 68 => 'إضافة إلى إفراد الوحدانية المطلقة لله، وصف الكندي الله بـ "الخالق"، وقد خالف في تصوره الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين المسلمين اللاحقين حول كون الله المسبب للأسباب، فهو يرى أن الله المسبب للأسباب لأن كل الأسباب تحدث بإرادته.<ref name="Adamson, p36"/><ref>Klein-Frank, p167</ref> كان ذلك التصور أمرًا مهمًا في مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، حيث قرّبت بين تصورات الفلسفة الأرسطية ومفهوم الله عند المسلمين.<ref>Adamson, p39</ref>', 69 => '', 70 => '==== نظرية المعرفة ====', 71 => '[[ملف:Arabic aristotle.jpg|تصغير|200بك|تصور إسلامي قديم لأرسطو]]', 72 => 'للكندي نظرية تقول بأن الله خلق العقل أولاً، ومن خلاله خلق الله جميع الأشياء الأخرى. وبغض النظر عن أهميتها الميتافيزيقية الواضحة، فهي تظهر تأثر الكندي [[واقعية أفلاطونية|بالواقعية الأفلاطونية]].<ref>Klein-Frank, p168</ref>', 73 => '', 74 => 'وفقًا لأفلاطون، فكل شيء موجود في العالم المادي، يرتبط ببعض [[مسلمات (ما وراء الطبيعة)|الأشكال المسلم بها]] في عالم السماء. هذه الأشكال هي في الحقيقة مفاهيم مجردة كالنوع أو الجودة أو العلاقة، التي تنطبق على جميع الأشياء المادية والكائنات. على سبيل المثال، التفاحة الحمراء تستمد جودة احمرارها من عالمها الخاص. وقد أكد الكندي أن البشر لا يمكنهم تصور تلك الأشياء إلا بمساعدة خارجية. وبعبارة أخرى، أن العقل لا يمكنه فهم الأشياء ببساطة عن طريق فحص واحدة من النوع أو أكثر من مثيلاتها، وأن الأشياء لا تدرك إلا عن طريق التأمل والإدراك بالعقل أولاً.<ref>Adamson, p40-41</ref>', 75 => '', 76 => 'استخدم الكندي مثالاً لشرح نظريته بالقياس، فقال أن [[خشب|الخشب]] في الأساس ساخن في حالة كُمون، ولكنه يتطلب شيءًا آخر ساخن فعليًا [[نار|كالنار]]، ليظهر ذلك. وبمجرد أن يفهم العقل البشري طبيعة الأشياء، تصبح جزءً من "العقل المكتسب" للفرد، ويتوصل لتلك النتائج متى شاء.<ref>Adamson, p40</ref>', 77 => '', 78 => '==== الروح والحياة الآخرة ====', 79 => 'رأى الكندي أن [[روح|الروح]] هي شيء غير مادي، يرتبط بالعالم المادي عن طريق تواجدها في الجسد المادي. لشرح طبيعة وجودنا الدنيوي، أخذ الكندي بفكرة [[ابكتيتوس|أبكتاتوس]]، الذي وصف الوجود البشري [[سفينة|بسفينة]] في رحلة عبر [[محيط (توضيح)|المحيط]]، راسية مؤقتًا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددًا. فسر الكندي المثال بمفهوم [[رواقية|رواقي]]، أننا لا يجب أن نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة أفلاطونية محدثة، عندما قال أن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد "في نور الله" في عالم من النعيم الأبدي.<ref>Adamson, p41-42</ref>', 80 => '', 81 => '==== العلاقة بين الوحي والفلسفة ====', 82 => 'رأى الكندي أن النبوة والفلسفة طريقتان مختلفتان للوصول إلى الحقيقة، وقد فرّق بينهما في أربعة أوجه. '''أولاً'''، في الوقت الذي يتوجب على الشخص أن يخضع لفترة طويلة من التدريب والدراسة ليصبح [[فيلسوف]]، فإن النبوة يسبغها الله على أحد البشر. '''ثانيًا'''، أن الفيلسوف يصل إلى الحقيقة بتفكيره وبصعوبة بالغة، بينما [[نبي|النبي]] يهديه الله إلى الحقيقة. '''ثالثا'''، فهم النبي للحقيقة أوضح وأشمل من فهم الفيلسوف. '''رابعا'''، قدرة النبي على شرح الحقيقة للناس العاديين، أفضل من قدرة الفيلسوف. لذا استخلص الكندي أن النبي يتفوق على الفيلسوف في أمرين السهولة والدقة التي يتوصل بها للحقيقة، والطريقة التي كان يقدم بها الحقيقة للعوام. ومع ذلك، فكلاهما يسعى لهدف واحد. لذا، يرى الباحثون الغربيون، أن الكندي وضع فوارق بسيطة بين النبوة والفلسفة.<ref>Adamson, p46-47</ref><ref>Corbin, p156</ref>', 83 => '', 84 => 'إضافة إلى ذلك، نظر الكندي للرؤى النبوية من وجهة نظر واقعية، فقال أن هناك بعض النفوس "النقية" المعدة إعدادًا جيدًا، قادرة على رؤية أحداث المستقبل. لم يربط الكندي تلك الرؤى أو الأحلام [[وحي|بوحي]] من الله، لكن بدلاً من ذلك قال أن التخيل يجعل الإنسان قادرًا على إدراك "هيئة" الأشياء دون الحاجة إلى لمس الكيان المادي لتلك الأشياء. لذلك، فإن أي شخص نقي النفس سيكون قادرًا على رؤية مثل تلك الرؤى. هذه الفكرة على وجه التحديد، من بين كل التفسيرات الأخرى [[معجزة (توضيح)|للمعجزات]] النبوية التي هاجمها [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]] في كتابه "[[تهافت الفلاسفة]]".<ref>Adamson, p47</ref>', 85 => '', 86 => '==== الاعتراضات على فكره ====', 87 => 'رغم أن الكندي أوضح فائدة الفلسفة في الإجابة على الأسئلة ذات الطابع الديني، إلا أن العديد من المفكرين الإسلاميين عارضوا أفكاره تلك، وليس كما يظن البعض أنهم عارضوا الفلسفة لأنها "علمًا أجنبيًا". يشير "أوليفر ليمان" الخبير في الفلسفة الإسلامية، إلى أن اعتراضات علماء الدين البارزين لم تكن على الفلسفة في حد ذاتها، ولكن كانت على الاستنتاجات التي توصل إليها الفلاسفة. وحتى الغزالي - الذي اشتهر بنقده للفلاسفة - كان خبيرًا بالفلسفة و[[المنطق]]، وانتقاداته كانت معارضة لاستنتاجات خاطئة تتعارض مع الدين، وأهمها خطأ الاعتقاد في خلود الكون مع الله، وإنكار بعث الجسد، والقول بأن الله على علم بالمسلمات المجردة فقط، وليس بالأمور الخاصة.<ref>Leaman, O. (1999). ''A Brief Introduction to Islamic Philosophy'' Polity Press. p21.</ref>', 88 => '', 89 => 'خلال حياته، حظي الكندي باهتمام الخليفتين [[عبد الله المأمون|المأمون]] و[[المعتصم بالله]] اللذان أيدا فكر [[المعتزلة]]، وهو ما افتقد إليه في نهاية حياته عندما تولى الخليفة [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] الذي مال إلى فكر [[أشعرية|الأشاعرة]]، وبدأ في اضطهاد المدارس الفكرية الأخرى بما في ذلك الفلاسفة. في زمانه، تعرض الكندي للانتقاد لاعتباره "العقل" جوهر التقرب لله.<ref>Black, p168</ref> كما خالف أيضًا [[المعتزلة]]، في حكمهم حول الصغائر.<ref>Black, p169</ref> وقد مهّدت مسائل الكندي الفلسفية للجدل الكبير بين الفلاسفة ورجال الدين، التي تعرض لها الغزالي بالكامل في كتابه تهافت الفلاسفة.<ref>Black, p171</ref>', 90 => '', 91 => '== مؤلفاته ==', 92 => '{{مفصلة|قائمة مؤلفات الكندي}}', 93 => '[[ملف:طابع بريد الكندي، سوريا، 1994.jpg|تصغير|طابع بريدي سوري يُظهر صورة تخليلية للكندي بمناسبة مرور 1150 سنة على وفاته.]]', 94 => 'وفقًا لابن النديم، كتب الكندي على الأقل مئتان وستين كتابًا، منها اثنان وثلاثون في الهندسة، واثنان وعشرون في كل من الفلسفة والطب، وتسع كتب في المنطق واثنا عشر كتابًا في الفيزياء،<ref>Corbin, p154-155</ref> بينما عدّ ابن أبي أصيبعة كتبه بمائتين وثمانين كتابًا.<ref>الأهواني، ص 79</ref> على الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرًا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات [[لغة لاتينية|اللاتينية]] التي ترجمها [[جيراردو الكريموني|جيرارد الكريموني]]، وبعض [[مخطوط|المخطوطات]] العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين.<ref>Klein-Franke, p172-173</ref>', 95 => '', 96 => 'تناولت مواضيع مختلفة منها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[المنطق]] و[[حساب|الحساب]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[علم الفلك|الفلك]] و[[طب|الطب]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[علم النفس]] و[[أخلاق|الأخلاقيات]] وتصنيف [[معدن|المعادن]] و[[جوهر (توضيح)|الجواهر]]. ومن مؤلفاته:<ref>الأهواني ص 80-96</ref>', 97 => '', 98 => '{{Col-begin}}', 99 => '{{عمو-3}}', 100 => '''' في الفلسفة '''', 101 => '* الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد.', 102 => '* كتاب الحث على تعلم الفلسفة.', 103 => '* رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات.', 104 => '''' في المنطق '''', 105 => '* رسالة في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيه.', 106 => '* رسالة في الاحتراس من حدع السفسطائيين.', 107 => '''' في علم النفس '''', 108 => '* رسالة في علة النوم والرؤيا وما ترمز به النفس.', 109 => '''' في الموسيقى '''', 110 => '* رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى.', 111 => '* رسالة في الإيقاع.', 112 => '{{عمو-3}}', 113 => '''' في الفلك '''', 114 => '* رسالة في علل الأوضاع النجومية.', 115 => '* رسالة في علل أحداث الجو.', 116 => '* رسالة في ظاهريات الفلك.', 117 => '* رسالة في صنعة [[أسطرلاب|الاسطرلاب]].', 118 => '''' في الحساب '''', 119 => '* رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقى: خمس مقالات.', 120 => '* رسالة في استعمال الحساب الهندسي: أربع مقالات.', 121 => '* رسالة في تأليف الأعداد.', 122 => '* رسالة في الكمية المضافة.', 123 => '* رسالة في النسب الزمنية.', 124 => '''' في الهندسة '''', 125 => '* رسالة في [[كرة|الكريات]].', 126 => '* رسالة في أغراض [[إقليدس]].', 127 => '* رسالة في تقريب وتر الدائرة.', 128 => '* رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح إسطوانة مفروضة.', 129 => '{{عمو-3}}', 130 => '''' في الطب '''', 131 => '* رسالة في الطب [[أبقراط|البقراطي]].', 132 => '* رسالة في وجع [[معدة|المعدة]] و[[نقرس|النقرس]].', 133 => '* رسالة في أشفية السموم.', 134 => '''' في الفيزياء '''', 135 => '* رسالة في اختلاف مناظر المرآة.', 136 => '* رسالة في سعار المرآة.', 137 => '* رسالة في المد والجزر.', 138 => '''' في الكيمياء '''', 139 => '* رسالة في كيمياء العطر.', 140 => '* رسالة في العطر وأنواعه.', 141 => '* رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين.', 142 => '''' في التصنيف '''', 143 => '* رسالة في أنواع الجواهر الثمينة وغيرها.', 144 => '* رسالة في أنواع السيوف والحديد.', 145 => '* رسالة في أنواع الحجارة.', 146 => '{{نهاية-عمو}}', 147 => '', 148 => '== التأثيرات على الكندي ==', 149 => '{{شريط جانبي الكندي}}', 150 => '=== التأثيرات اليونانية ===', 151 => 'في ضوء دوره البارز في حركة الترجمة، إن أعمال الكندي مليئة بأفكار من الثقافة اليونانية. إن أعماله الفلسفية مدينة بشكل جزئي للمؤلفين الرياضيين والعلماء المترجمين في أيامه، على سبيل المثال [[نيقوماخس الجرشي]]؛ كما أثر [[إقليدس]] على منهجيته ورياضياته. ولكن كان تأثير [[أرسطو]] على فلسفته هو الأكثر أهمية، حيث شغل الجزء الأكبر من أطروحة الكندي "رسالة في كمية كتب أرسطو طاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة". يوفر هذا العمل نظرة شاملة إلى حد ما على مجموعة أرسطو، على الرغم من أن الكندي لم يقرأ بوضوح بعض المقالات التي ناقشها.', 152 => '', 153 => 'في شرح الكندي لمفهومه عن الميتافيزيقيا، يبدو أنه يخلط بين الميتافيزيقيا واللاهوت ويظهر هذا جلياً في افتتاحية كتاب "[[:wikisource:ar:الكندي - الفلسفة الأولى|رسالة إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى]]"، والتي جاء بها {{اقتباس مضمن|لأن كل ما له أنية له حقيقة، فالحق اضطراراً موجود إذن الأنيات موجودة. وأشرف الفلسفة وأعلاها مرتبة الفلسفة الأولى: أعني علم الحق الأول الذي هو علة كل حق}}. وبالفعل كان لميتافيزيقيا أرسطو تأثير كبير على هذا العمل. ومع ذلك، كما هو الحال في كتابات الكندي الفلسفية، فإن رسالة "الفلسفة الأولى" تضم الكثير من الأفكار المستنبطة من الترجمات الأفلاطونية.<ref name="مولد تلقائيا1">[https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/#Psy Al-Kindi (Stanford Encyclopedia of Philosophy)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190521181245/https://plato.stanford.edu/entries/al-kindi/ |date=21 مايو 2019}}</ref>', 154 => '', 155 => 'تعد رسالة "الفلسفة الأولى"، مثالًا جيدًا على الطريقة التي يجمع بها الكندي بين الأفكار الأفلاطونية والأرسطية في رؤيته لفلسفة متماسكة مستمدة من الإغريق. لقد تم بالفعل إعداد الطريق لهذا المفهوم الشامل للإرث اليوناني من قبل الأفلاطونيين أنفسهم، الذين تفسر تعليقاتهم على أرسطو الميول المنسقة الواضحة عند الكندي. كان الكندي على أي حال حريصاً على التقليل من حدة أي توترات بين الفلاسفة اليونانيين، أو أي إخفاقات من قبل المفكرين اليونانيين. على سبيل المثال، لم يعطِ الكندي أي تلميح حول موقفه من الخلود في العالم بشكل متعارض مع أرسطو (ومن المثير للاهتمام أنه أكثر استعداداً للتعرف على أوجه القصور من جانب المفكرين العلميين اليونانيين، على سبيل المثال في بصريات إقليدس). لاحقاً في القسم الأول من رسالة الفلسفة الأولى، أطلق الكندي سيلاً من الإهانات ضد المعاصرين الذين لم يكشف عن هويتهم والذين ينتقدون استخدام الأفكار اليونانية:', 156 => '{{اقتباس|...وينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنا، والأمم المباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق. وليس يبخس الحق، ولا يصغر بقائله ولا بالآتي به. ولا أحد بخس الحق؛ بل كان يشرفه الحق. يحسن بنا، إذا كنا حراصاً على تتميم نوعنا - إذ الحق في ذلك - أن نلزم في كتابنا هذا عاداتنا في جميع موضوعاتنا من إحضار ما قال القدماء في ذلك قولاً تاماً على أقصد سبله وأسهلها سلوكاً على أبناء هذه السبيل، وتتميم ما لم يقولوا فيه قولاً تاماً على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان، وبقدر طاقتنا، مع العلة العارضة لنا في ذلك...<ref name="مولد تلقائيا1" />}}', 157 => '', 158 => 'على الرغم من أن الكندي لم يكن ثابتاً في دعمه للأفكار المنشورة في مشروع الترجمة، إلا أنه تأثر حتماً بالتيارات الفكرية المعاصرة له. هذا يظهر بشكل أوضح عندما يستخدم الكندي الأفكار اليونانية للتعامل مع مشاكل عصره، خاصة في مجال اللاهوت.', 159 => '', 160 => '=== التأثيرات المعاصرة ===', 161 => 'إن كل من معاملة الكندي للسمات الإلهية وآرائه حول الخلق مثالان على ارتباط الكندي بالأفكار المعاصرة؛ ويمكننا ملاحظة أن الكندي حمل وجهة نظر متشددة بشأن مسألة الصفات الإلهية، على أساس أن التكهن يعني دائماً التعددية، في حين أن الله واحد بلا أي قيود. تم مقارنة هذا بمكانة المعتزلة التي كانت تجمع العلماء والفقهاء المعاصرين في القرن التاسع. قد يكون تأثير المعتزلة حاضراً عند الكندي في نظريته التي تقول "نشوء الكون من دون الكون".<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Broemeling |الأول=Lyle D. |عنوان=An Account of Early Statistical Inference in Arab Cryptology |doi=10.1198/tas.2011.10191 |صحيفة=The American Statistician |المجلد=65 |العدد=4 |صفحات=255–257 |تاريخ=2011}}</ref>', 162 => '', 163 => 'يستخدم الكندي الفلسفة للدفاع عن الإسلام وتفسيره في العديد من الأعمال. كتب مقالة قصيرة تهاجم [[ثالوث|المذهب المسيحي للثالوث]]، مستخدماً مفاهيم مستقاة من [[إيساغوجي]]؛ دحض الكندي كان موضوعاً للنقد في القرن العاشر من قبل الفيلسوف المسيحي [[يحيى بن عدي]]. في حين أن هذا هو العمل الوحيد الموجود في الخلاف اللاهوتي، إلا أن المعلومات المنقولة عن [[ابن النديم]] أنه كتب أطروحات أخرى حول مواضيع مماثلة. تحتوي مدونته أيضاً على مقاطع يشرح بها معاني بعض مقاطع القرآن.', 164 => '', 165 => 'تظهر الرغبة في دمج الأفكار اليونانية مع ثقافته بطريقة مختلفة من خلال بعض التعاريف (قائمة بالمصطلحات الفلسفية التقنية مع تعريفها). ينسب هذا العمل إلى الكندي، وعلى الرغم من أن قد شكّك بصحته، إلا أنه شبه مؤكد أنّه على الأقل من إنتاج دائرة الكندي. تتوافق معظم المصطلحات المحددة مع المصطلحات الفنية اليونانية، وبالتالي تبنى مصطلحات فلسفية عربية تهدف إلى أن تكون مساوية لمصطلحات الإغريق. من اللافت للنظر أنه في وقت مبكر من التقاليد الفلسفية العربية، كانت هناك بالفعل حاجة ملحوظة إلى لغة تقنية جديدة لتوصيل الأفكار الفلسفية في بيئة مختلفة (وبالطبع من أجل ترجمة اليونانية إلى العربية).<ref name="مولد تلقائيا1" />', 166 => '', 167 => '== الإرث ==', 168 => 'لم يبرز تفاؤل الكندي حول هذه المواضيع في الأجيال اللاحقة، ولكن من بين المفكرين الذين تأثروا بالكندي، يمكن ملاحظة الميل المستمر لمواءمة الفلسفة الأجنبية مع التطورات الأصلية للثقافة الإسلامية. هذه إحدى سمات ما يمكن تسميته بـ"التقليد الكندي"، وهو تيار فكري يمتد حتى القرن العاشر، والذي يمثله بشكل واضح طلاب الجيلين الأول والثاني من طلاب الكندي. من أبرز هؤلاء المفكرين كان [[العميري]]، وهو مفكر أفلاطوني معروف، وقد كان طالباً من الجيل الثاني لطلاب الكندي.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}}', 169 => '', 170 => 'على الرغم من أنه نادراً ما يتم الاستشهاد بالكندي من قبل المؤلفين الذين كتبوا بالعربية في وقت لاحق من القرن العاشر، إلا أنه كان شخصية مهمة للمؤلفين اللاتينيين في العصور الوسطى. إضافةً إلى ذلك، يمكن القول أن الفلسفة في العالم الإسلامي بحد ذاتها كانت إرثاً واسعاً لعمل الكندي، وهذا الأمر يمكن تفسيره من ناحيتين. أولاً، أصبحت الترجمات التي يتم إنتاجها في دائرة الكنديين نصوص فلسفية قياسية لعدة قرون قادمة، ومن المؤثر بشكل خاص أن تكون ترجماتهم لبعض الأعمال الأرسطية (مثل الميتافيزيقيا) وأفلوطين حسب لاهوت أرسطو. ثانياً، على الرغم من أن مؤلفين مثل الفارابي وابن رشد بالكاد يذكرون الكندي بالاسم (الفارابي لا يفعل ذلك أبداً ، وابن رشد يفعل ذلك فقط لانتقاد نظريته الدوائية)، فإنهما يواصلان مشروعه الخيري، حيث تعرف ممارسة الفلسفة من خلال المشاركة مع الأعمال الفلسفية اليونانية.{{sfn|Klein-Franke|2001|page=165}}', 171 => '', 172 => '== المراجع ==', 173 => '<div class="ltr"><div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">', 174 => '{{مراجع|3|محاذاة=نعم}}', 175 => '</div></div>', 176 => '', 177 => '=== المعلومات الكاملة للمراجع ===', 178 => '* {{استشهاد بكتاب|الأخير = ابن أبي أصيبعة| الأول = | وصلة مؤلف = ابن أبي أصيبعة| عنوان = عيون الأنباء في طبقات الأطباء}}', 179 => '* {{استشهاد بكتاب | الأخير = الأهواني | الأول = أحمد فؤاد | وصلة مؤلف = أحمد فؤاد الأهواني | عنوان = الكندي فيلسوف العرب | سلسلة = سلسلة أعلام العرب | ناشر = المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر | مكان = القاهرة}}', 180 => '<div style="direction: ltr;">', 181 => '* Robert L. Arrington (2001) ''A Companion to the Philosophers''. Oxford: Blackwell. ISBN 0-631-22967-1', 182 => '* Peter J. King (2004) ''One Hundred Philosophers''. New York: Barron's. ISBN 0-7641-2791-8', 183 => '* {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Adamson|الأول1=Peter|الأخير2=Taylor|الأول2=Richard C.|عنوان=The Cambridge companion to Arabic philosophy|مسار= https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ الوصول=22 May 2011|تاريخ=2005-01-10|ناشر=Cambridge University Press|الرقم المعياري=9780521817431|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=TnaA1c4fLC4C|تاريخ أرشيف=2020-04-08}}', 184 => '* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Adamson|الأول=Peter|عنوان=Al-Kindī|مسار= https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ الوصول=22 May 2011|سنة=2007|ناشر=Oxford University Press US|الرقم المعياري=9780195181425||مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200408233951/https://books.google.com/books?id=KjOkI5VflygC&pg=PA255|تاريخ أرشيف=2020-04-08}}', 185 => '* Felix Klein-Frank (2001) ''Al-Kindi''. In Oliver Leaman & [[حسين نصر|Hossein Nasr]]. ''History of Islamic Philosophy''. London: Routledge.', 186 => '* [[هنري كوربين|Henry Corbin]] (1993). ''History of Islamic Philosophy''. London: Keagan Paul International.', 187 => '</div>', 188 => '', 189 => '== وصلات خارجية ==', 190 => '{{روابط شقيقة}}', 191 => '* {{استشهاد بموسوعة | الأخير = كوبر| الأول = كلن م.| عنوان=الكندي: أبو يوسف إسحاق بن يعقوب الكندي| موسوعة = موسوعة أعلام الفلكيين| ناشر = شبرينغر| تاريخ = 2007 | مكان = نيويورك| صفحات = 635–6 | مسار= http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm | isbn=978-0-387-31022-0|إظهار المحررين=etal|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200108044515/https://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.htm|تاريخ أرشيف=2020-01-08}} ([http://islamsci.mcgill.ca/RASI/BEA/Kindi_BEA.pdf نسخة بي دي أف])', 192 => '* [https://www.famousmuslims.com/YAQUB%20IBN%20ISHAQ%20AL-KINDI.htm الكندي] — مشاهير المسلمين', 193 => '* [https://www.muslimphilosophy.com/kindi/index.html موقع الكندي] — الفلسفة الإسلامية أونلاين', 194 => '* [https://www.muslimphilosophy.com/ma/ د. مشهد العلَّاف] - ثلاثة مقالات وضعها الكندي في قسم ''الفلسفة الإسلامية''', 195 => '{{علم الموسيقى العربية الفارسية}}', 196 => '{{فلسفة العصور الوسطى}}', 197 => '{{علماء التراث الإسلامي}}', 198 => '{{الرياضيات في عصر الحضارة الإسلامية}}', 199 => '{{فلسفة إسلامية}}', 200 => '{{فلاسفة مسلمون}}', 201 => '{{الطب الإسلامي}}', 202 => '{{ضبط استنادي}}', 203 => '{{شريط بوابات|أدب عربي|أعلام|الإسلام|الدولة العباسية|العراق|العصور الوسطى|بصريات|رياضيات|صيدلة|فكر إسلامي|فلسفة|منطق}}', 204 => '{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=6944890|تاريخ=5 يوليو 2011}}', 205 => '' ]
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text)
''
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html)
'<div class="mw-parser-output"> '
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1636617196