ورام حبيبي ويغنري

مرض جهازي مجهول السبب يتظاهر بورامات حبيبية التهابية غير متجبنة حول الأوعية

ورام حبيبي ويغنري[2] أو حبيبوم واغنر أو داء واغنر الحبيبومي (بالإنجليزية: Wegener's granulomatosis)‏ هو مرض جهازي مجهول السبب يتظاهر بورامات حبيبية التهابية غير متجبنة حول الأوعية، وهو داء متعدد الأجهزة قد يؤثر في الجلد والمفاصل، تظاهراته الكلوية والرئوية مهددة للحياة، قد يصيب أي جزء من الجهاز التنفسي.

ورام حبيبي ويغنري
صورة مجهرية تظهر الصفات المميزة للورام الحبيبي والتهاب الأوعية -أي الالتهاب الوعائي والورم الحبيبي بالإضافة للخلايا العملاقة متعددة النوى. صبغة H&E.
صورة مجهرية تظهر الصفات المميزة للورام الحبيبي والتهاب الأوعية -أي الالتهاب الوعائي والورم الحبيبي بالإضافة للخلايا العملاقة متعددة النوى. صبغة H&E.
صورة مجهرية تظهر الصفات المميزة للورام الحبيبي والتهاب الأوعية -أي الالتهاب الوعائي والورم الحبيبي بالإضافة للخلايا العملاقة متعددة النوى. صبغة H&E.

معلومات عامة
الاختصاص علم المناعة،  وطب الروماتزم  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات
من أنواع مرض مناعي ذاتي،  واعتلال الكلية،  ومرض رئوي  [لغات أخرى]‏،  ومرض جلدي،  واضطراب مناعي،  ومرض  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
المظهر السريري
الأعراض التهاب وعائي[1]  تعديل قيمة خاصية (P780) في ويكي بيانات
الإدارة
أدوية
التاريخ
سُمي باسم فريدريش ويغنر  تعديل قيمة خاصية (P138) في ويكي بيانات

يعتمد العلاج على شدة المرض. يُعالج الداء الشديد عادةً بإشراك مثبطات المناعة مثل ريتوكسيماب أو سيكلوفوسفاميد مع الجرعات العالية من الستيرويدات القشرية لضبط الأعراض، وآزاثيوبرين وميثوتريكسات وريتوكسيماب للحفاظ على الهجوع. يُستخدم تبديل البلازما في الحالات الشديدة التي تتضرر فيها الرئة والكليتان والأمعاء.[3]

يُقدر عدد الحالات الجديدة سنويًا بين 2.1-14.4 لكل مليون شخص في أوروبا. يندر ظهور هذا المرض لدى اليابانيين والأمريكيين الأفارقة، لكنه يشيع بين المنحدرين من أصول شمال أوروبية. يُقدر أن ورام واغنر الحبيبي يصيب 3  من بين كل 100,000 شخص في الولايات المتحدة، وتتساوى نسب الإصابة بين الرجال والنساء.[4]

العلامات والأعراض عدل

تتنوع الأعراض في بداية المرض، وقد يتأخر التشخيص كثيرًا بسبب طبيعية الأعراض غير النوعية. يكون تهيج الأنف والتهابه عمومًا أول العلامات المشاهدة لدى أغلب المرضى، ويُصاب السبيل التنفسي العلوي مثل الأنف والجيوب في جميع الحالات تقريبًا.[5][6]

تشمل العلامات والأعراض النموذجية لإصابة الأنف والجيوب التقشر والانسداد الأنفي والرعاف والسيلان وتشوه الأنف السرجي بسبب انثقاب الحاجز الأنفي. يُعد التهاب الطبقة الخارجية للعين (التهاب الصلبة وظاهر الصلبة) والتهاب الملتحمة أشيع العلامات العينية للورام الحبيبي الويغنري. تشيع إصابة العينين في هذا المرض إذ تحدث لدى أكثر من نصف المرضى.[7]

  • الكليتان: التهاب كبيبات الكلى التدريجي السريع (75%) الذي يقود إلى الداء الكلوي المزمن.
  • إصابة السبيل التنفسي العلوي والعين والأذن
    • الأذن: ضعف السمع التوصيلي بسبب خلل وظيفة القناة السمعية (نفير أوستاش)، وخسارة السمع الحسية العصبية (بآلية غير واضحة).
    • جوف الفم: لثة الفراولة، وتخرب العظم الداعم للأسنان مع خسارة النسج السنية وظهور تقرحات لا نوعية على امتداد بطانة الفم.[8]
  • الرغامى: تضيق تحت لسان المزمار.
  • الرئتان: عقيدات رئوية (يشار إليها بآفات «القطع النقدية») وارتشاحات (تثير الشبهة غالبًا بالتهاب الرئة) وآفات جوفية، ونزف من الرئتين يسبب السعال المدمى، ونادرًا ما يحدث التضيق القصبي.
  • التهاب المفاصل: ألم وتورم (60%) يُشخص في البدء غالبًا على أنه داء رثياني.
  • الجلد: عقيدات تحت الجلد (حبيبومات) على المرفق وفرفريات وتظاهرات أخرى متنوعة.
  • الجهاز العصبي: قد يحدث اعتلال أعصاب حسية (10%) ونادرًا اعتلال العصب الوحيد متعدد البؤر.
  • القلب والسبيل الهضمي والدماغ والأعضاء الأخرى: نادرًا ما تُصاب.

الأسباب عدل

ما يزال سبب الورام الحبيبي الويغنري مجهولًا، لكن تملك المكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والعوامل الوراثية دورًا في إمراضيته.[9][6]

الفسيولوجيا المرضية عدل

تشمل الميزات المرضية النموذجية للورام الحبيبي الويغنري التهاب الأوعية الدموية المترافق مع ظهور أورام حبيبية سيئة التشكل مع تنخر نسيجي والعديد من الخلايا العملاقة.

افترض الباحثون أن العدوى بالمكورات العنقودية الذهبية يمثل العامل المحرض للمناعة الذاتية الموجودة لدى المصابين. تؤثر العديد من مورثات الجهاز المناعي مثل PTPN22 وCTLA4 ومستضد الكريات البيضاء البشرية على مدى خطورة تطور الورام الحبيبي الويغنري.

من المفترض حاليًا أن الأضداد السيتوبلازمية المضادة للعدلات مسؤولة عن العملية الالتهابية في المرض. تتفاعل الأضداد النموذجية مع البروتيناز 3، وهو إنزيم منتشر في الخلايا الحبيبية المعتدلة. وجدت الدراسات المخبرية ضمن الزجاج أن هذه الأضداد قادرة على تفعيل العدلات وزيادة التحامها بالبطانة الوعائية وتحريضها على إزالة التحبب الذي قد يضر بخلايا البطانة. من المفترض أن هذه الظاهرة تسبب أذيةً واسعةً لجدار الأوعية الدموية خاصةً الشرينات.[5]

التشخيص عدل

يُشتبه بتشخيص الورام الحبيبي المرافق لالتهاب الأوعية فقط عندما يشكو المريض من أعراض غير مفسرة لفترة طويلة من الزمن. قد يساعد الكشف عن الأضداد السيتوبلازمية المضادة للعدلات على التشخيص، لكن إيجابيتها لا تؤكده وسلبيتها لا تنفيه. يحمل أكثر من 90% من المصابين هذه الأضداد، وتترافق الأضداد القابلة للتلوين في سيتوبلازما العدلات والتي تتفاعل مع البروتيناز 3 مع وجود المرض. تشيع إصابة الأذنين والأنف والحلق في هذا الداء مقارنةً بباقي حالات التهاب الأوعية المجهري المشابهة.[10]

تُجرى خزعة من الكلية أو من الرئة عبر تنظير الصدر في حالات نادرة إذا أظهر المريض علامات على إصابة الكلية أو التهاب الأوعية الجلدية. تُظهر الخزعة تحت الفحص النسيجي المجهري التهاب أوعية كاسر للكريات البيض مع تبدلات تنخرية والتهاب ورمي حبيبي (تجمعات مرتبة نموذجيًا من الكريات البيضاء).

تمثل هذه الأورام الحبيبية السبب الرئيس لتسمية الورم الحبيبي مع التهاب الأوعية، لكنها ليست ميزة ثابتةً في جميع الحالات، إلا أن الورم الحبيبي المتنخر يُعد العلامة الفارقة في هذا المرض. قد تكون الخزعات غير محددة وتقدم 50% منها معلومات شحيحةً لا تساعد كثيرًا على تشخيص المرض.[5]

روابط خارجية عدل

مصادر عدل

  1. ^ Disease Ontology (بالإنجليزية), 27 May 2016, QID:Q5282129
  2. ^ قاموس أطلس الطبي.
  3. ^ Lally، L؛ Spiera، R (2015). "Current therapies for ANCA-associated vasculitis". Annual Review of Medicine (Review). ج. 66: 227–40. DOI:10.1146/annurev-med-011514-023051. PMID:25341007.
  4. ^ Walters، G؛ Willis، NS؛ Craig، JC (سبتمبر 2015). "Interventions for renal vasculitis in adults". Cochrane Database of Systematic Reviews. ج. 9 ع. 9: CD003232. DOI:10.1002/14651858.CD003232.pub3. PMID:26400765.
  5. ^ أ ب ت Seo P، Stone JH (يوليو 2004). "The antineutrophil cytoplasmic antibody-associated vasculitides". The American Journal of Medicine. ج. 117 ع. 1: 39–50. DOI:10.1016/j.amjmed.2004.02.030. PMID:15210387.
  6. ^ أ ب Berden A، Göçeroglu A، Jayne D، Luqmani R، Rasmussen N، Bruijn JA، Bajema I (يناير 2012). "Diagnosis and management of ANCA associated vasculitis". BMJ. ج. 344: e26. DOI:10.1136/bmj.e26. PMID:22250224. S2CID:206894936.
  7. ^ Kuan، EC؛ Suh، JD (فبراير 2017). "Systemic and Odontogenic Etiologies in Chronic Rhinosinusitis". Otolaryngologic Clinics of North America (Review). ج. 50 ع. 1: 95–111. DOI:10.1016/j.otc.2016.08.008. PMID:27888918.
  8. ^ Marzano، AV؛ Balice، Y؛ Tavecchio، S؛ Desimine، C؛ Colombo، A؛ Berti، E (أبريل 2015). "Granulomatous vasculitis". Giornale Italiano di Dermatologia e Venereologia (Review). ج. 150 ع. 2: 193–202. PMID:25791629.
  9. ^ Tracy, CL؛ Papadopoulos, PJ؛ Bye, MR؛ Connolly, H؛ Goldberg, E؛ O'Brian, RJ؛ Sharma, GD؛ Talavera, F؛ Toder, DS؛ Valentini, RP؛ Windle, ML؛ Wolf, RE (10 فبراير 2014). Diamond, HS (المحرر). "Granulomatosis with Polyangiitis". Medscape Reference. WebMD. مؤرشف من الأصل في 2021-07-15. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-16.
  10. ^ Chen، JH؛ Deshpande، V (يونيو 2017). "IgG4-related Disease and the Liver". Gastroenterology Clinics of North America (Review). ج. 46 ع. 2: 195–216. DOI:10.1016/j.gtc.2017.01.001. PMID:28506361.
  إخلاء مسؤولية طبية