معركة أوريك (بالبرتغالية: Batalha de Ourique‏) وقعت عام 533 هـ (25 يوليو 1139) وهي معركة زعمت المصادر الأجنبية أنها دارت بين كونتية البرتغال تحت قيادة ألفونسو الأول ودولة المرابطين ضمن معارك الاسترداد، وانتهت بانتصار البرتغاليين.[1]

معركة أوريك
Batalha de Ourique
جزء من سقوط الأندلس
لوحة "معجزة أوريكي" رسمها دومينغوس سكويرا 1793.
معلومات عامة
التاريخ 533 هـ (25 يوليو 1139)
البلد البرتغال  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع أوريك، ألينتيخو،  البرتغال
37°39′N 8°13′W / 37.650°N 8.217°W / 37.650; -8.217
النتيجة انتصار البرتغاليين
المتحاربون
كونتية البرتغال المرابطون
القادة
ألفونسو الأول علي بن يوسف
خريطة

خلفية عدل

خلال معركة فالديفيز ضد ألفونسو السابع ملك قشتالة، هاجمت القوات الإسلامية ليريا وترانكوسو ودمرتهما.[2] أقلق هذا التوغل أفونسو هنريكس على حدوده الجنوبية فسارع في التفاوض مع ألفونسو السابع من ليون، وعقدا معاهدة زامورا التي أطلقت يد قوات أفونسو هنريكيس في التعامل مع الهجوم الإسلامي.[3]

المعركة عدل

ينقسم المؤرخون حول موقع المعركة. في ذلك الوقت، كان اسم «أوريك» يطلق على مساحة كبيرة جنوب باجة. ونظرًا لأن مؤرخي القرن الثاني عشر لم يكونوا على دراية بالمنطقة التي وقعت فيها المعركة تحديدًا، لذا قرروا تسمية المعركة بمعركة أوريك لعدم تمكنهم من تحديد موقع أكثر دقة.[4] ولكن نظرًا لبُعد أوريك عن الحدود المسيحية في أقصى الشمال، فقد اقترح بعض المؤرخين عدة أماكن مختلفة في وسط البرتغال، متخلين عن الفكرة التقليدية بأن القتال وقع في منطقة أوريك في ألنتيجو.[5] كما أنه كان من الصعب على من سيكون بعدئذ كونت البرتغال الذي تقع أراضيه خلف نهر مونديغو، أن يتجه جنوبًا لمحاربة خمسة ملوك مسلمين. لذا، فقد اقترح البعض منطقة «فيلا تشا دي أوريك» والتي تبعد حوالي عشرة أميال عن شنترين موقعًا للمعركة.[6]

ورغم أن توغلات الجيوش المسيحية في عمق الأراضي الإسلامية لم تكن تخفى على أحد، فقد قاد ألفونسو السابع عدة حملات وصلت إلى قرطبة وإشبيلية اللتان كانتا خارج الحدود القشتالية، كما تمكّن في سنة 1147م من غزو ميناء ألمرية. كانت تلك الحملات ممكنة نظرًا لأن جيوش المرابطين الكبيرة كانت تتمركز على الحدود، بينما كانت حاميات البلدات الصغيرة تُفضّل الدفاع من داخل حصونها بدلاً من مواجهة قوات العدو القوية. إلا أنه من غير المُجدي على الإطلاق أن يقود أفونسو غارة على غرب الأندلس، ثم يصطدم بقوات المرابطين الكبيرة أثناء انسحابه والتي قد تسحق جيشه.[7]

على الرغم من حقيقة أن عدد القوات البرتغالية المسيحية كانت الأكثر عددًا بصورة كبيرة، إلا أن الجيوش الإسلامية أضعفتها مشاكل القيادة الداخلية، مما أدى إلى انتصار أفونسو هنريكس وإعلانه نفسه ملكًا على البرتغال تحت اسم أفونسو الأول ملك البرتغال، ونُسج حول هذا الانتصار أسطورة تقول بأن أفونسو وقواته سحقوا وقتلوا خمسة ملوك مسلمين.[8][9][10]

لم تقُدّم أقدم المصادر إلا القليل من التفاصيل حول تلك المعركة. ففي رواية «حياة القديس توتونيوس»، جاء أن قوات المسلمين كان يقودها خمسة ملوك، بينما في رواية «الحوليات»، أنهم كانوا تحت قيادة ملك واحد اسمه إسمر.[6] أما في رواية «حوليات القوط» الأكثر تفصيلاً، فقد جاء فيها أن إسمر انتظر حتى توغّل هنريك في أراضي المسلمين، ثم بعث قواته من إشبيلية وبطليوس وإلفاس ويابرة وباجة لقتال الكونت البرتغالي.[6] استطاعت قوات المسلمين محاصرة القوات البرتغالية على قمة التل الذي نزلوا عليه. إلا أن ذلك لم يمنع البرتغاليين من النصر، وفرار قائد المسلمين من الهزيمة.[6] لم توضح الروايات العربية والإسبانية ظروف المعركة، بل زادتها غموضًا، فتذكر اسم قائد المسلمين على أنه إسمر أو إسماعيل أو أبو زكريا، وقد رجّح المؤرخون المعاصرين أنه ربما كان القائد المقصود هو أبو زكريا حاكم شنترين. كما يُعتقد أن الحوليّات ضخّمت أيضًا من حجم المعركة من مجرد غارة واسعة النطاق إلى هزيمة ساحقة لقوات المسلمين.[6]

المراجع عدل

  1. ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1990 م. ص526 نسخة محفوظة 13 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Reilly، Bernard F. (1998)، The Kingdom of León-Castilla under King Alfonso VII, 1126–1157، Philadelphia, Pennsylvania: University of Pennsylvania Press، ص. 70–71، ISBN:978-0-8122-3452-7
  3. ^ Lay، S. (28 نوفمبر 2008). The Reconquest Kings of Portugal: Political and Cultural Reorientation on the Medieval Frontier. Palgrave Macmillan UK. ص. 81. ISBN:9780230583139. مؤرشف من الأصل في 2019-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-23.
  4. ^ Mattoso، صفحة 117.
  5. ^ Ferreira 2010، صفحة 24.
  6. ^ أ ب ت ث ج Livermore، صفحة 65.
  7. ^ Mattoso، صفحة 118.
  8. ^ Rabb 2008، صفحة 325.
  9. ^ Ungewitter 2009، صفحة 67.
  10. ^ Vincent 2006، صفحة xi.