حورية بحر فيجي

حورية بحر فيجي كائن زعم أن نصفه من الثدييات ونصفه الآخر سمكة  يتألف من جذع ورأس قرد صغير مخيط إلى النصف الخلفي لسمكة.  وقد عرض المخلوق المحنط على أنه حورية بحر. يكسو أسفل جسمه قشور السمك بينما يعطي الشعر أعلى جسمه مع ثدي يتدلى على صدره. وكان فمه مفتوحا وتظهر أسنانه البارزة بينما يضع يده اليمنى على الخد الأيمن واليسرى مدسوسة تحت الفك السفلي الأيسر.[1] وكما روج أنه اصطيد  بالقرب من جزر فيجي في جنوب المحيط الهادئ.[2] قدمت العديد من النسخ المماثلة وعرضت تحت أسماء وذرائع مشابهة.[3] الكائن الأصلي تم عرضه من قبل بارنوم في متحف بارنوم  في نيويورك في عام 1842 ثم اختفى. ويعتقد  أن جسم الكائن قد تعرض للتلف في إحدى الحرائق المتعددة التي تعرض لها متحف بارنوم والتي دمرت مجموعاته.[4]

حورية بحر فيجي لبارنوم من عام 1842

تأريخها عدل

حوريات البحر في الأساطير والفولكلور عدل

استمرت أسطورة حورية البحر لآلاف السنين. وكان المسافرون عبر البحر يبقون عيونهم مفتوحة على أمل اصطياد هذا المخلوق الأسطوري.  وقد عرضت حوريات البحر الفعلية في المعارض لعدة قرون وكانت في كثير من الأحيان أبقار البحر. خلال عصر النهضة والباروك كانت حوريات البحر العناصر الرئيسي في حجرات العجائب.

بارنوم وأصل حورية بحر فيجي عدل

كان الصيادون في اليابان والهند الشرقية قديما يقومون بخياطة الأجزاء العلوية من القردة على جثث الأسماك. وكان ذلك يستخدم لأغراض دينية.[5] قام القبطان الأمريكي صموئيل باريت إدس بشراء واحدة من تلك الحوريات من بحارة يابانيين في 1822.بمبلغ 6000 دولار.[6][7] ولعدم وجود مال كافي، استلف إدس المبلغ من حساب نفقات السفينة.[8] وقد عرضت «الحورية» في لندن في عام 1822.  وتم الإعلان عنها في منشور بصحيفة المرآة.

بعد وفاة الكابتن إدس انتقلت ملكية الحورية لإبنه والذي قام ببيعها إلى موسى كيمبل صاحب متحف بوسطن في عام 1842. جلب  كيمبل الحورية إلى نيويورك سيتي في صيف ذلك العام لعرضها على بارنوم. قبل الموافقة على عرض حورية بحر فيجي، طلب رجل العروض الشهير شومان بارنوم  فحص تأريخها الطبيعي. أشار الفاحص  إلى أنه  لا يمكن تصور كيف تم تصنيع أسنان وزعانف «المخلوق», ولكن عدم الإيمان بحوريات البحر، لن يشهد على أصالة العمل.[9] على الرغم من  شكوك الفاحص، إلا أن بارنوم اعتقد أن هذه التحفة ستأتي بالجمهور إلى المتحف. ظل كيمبل المالك الوحيد للمخلوق والذي قام بتأجيره لبارنوم مقابل $12.50 أسبوع.[10]

بعد اسئجاره للحورية، قام بارنوم ولدت بعمل دعائي كبيرعن طريق إرسال رسائل بأسماء مستعارة إلى صحف نيويورك الصحف من ألاباما وجنوب كارولينا والعاصمة واشنطن   ألمح فيها عن وجود حورية بحر في حوزة «الدكتور ج. غريفين»، الذي كان قد زعم أنه اصطادها  في أمريكا الجنوبية. غريفين كان في الواقع ليفي ليمان واحد من شركاء بارنوم.[11] للحفاظ على خطة العمل، ذهب غريفين إلى فيلادلفيا ونزل بأحد فنادقها. بعد بقائه بضعة أيام واكتسابه سمعة إيجابية مع الجمهور، أظهر غريفين حورية البحر لمالك  الفندق كشكر له على حسن الضيافة. فتن المالك بها حتى انه توسل أن يريها لبعض أصدقائه، وكثير منهم من المحررين.  

شغلت حورية بحر فيجي اهتمام الجمهور. سافر غريفين إلى نيويورك في أول عرض فقط إلى جمهور صغير ومن ثم عرضها على أنها حورية بحر فيجي في قاعة احتفالات لمدة أسبوع. استمر العرض فقط لمدة خمسة أيام بحجة أن بارنوم قد أقنع غريفين لجلب حورية البحر إلى المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي. وفي المتحف، قام بارنوم بتجهيز  10,000 كتيب لوصف حوريات البحر وحوريته على وجه الخصوص.[12]

بعد بارنوم عدل

خلقت الحورية الكثير من  الجدل، وخاصة في الجنوب.[13] وبعد ظهورها لأول مرة، اختفت عن الأنظار.[14] في العقد السادس من القرن التاسع عشر، تعرض متحف بارنوم لعدة حرائق. خلال واحدة من تلك الحرائق، فقدت الحورية. ومع ذلك، فإن مفهوم حورية بحر فيجي شاع منذ ذلك الحين وتم نسخها عدة مرات بهدف الجذب.

 
معرض حوريات  ، على غرار حورية البحر فيجي

المراجع عدل

  1. ^ Levi، Steven C (أبريل 1977). "P.T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore. ج. 36 ع. 2: 151. DOI:10.2307/1498966.
  2. ^ Boese, Alex (2014). "The Feejee Mermaid."
  3. ^ Nickell، Joe (2005). Secrets of the Sideshows. Lexington: University Press of Kentucky. ص. 333–335.
  4. ^ Levi, Steven C (April 1977). "P.T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore 36 (2): 149.
  5. ^ Boese, Alex (2014). “The Feejee Mermaid.”
  6. ^ Barnum، P.T. (1871). Struggles and Triumphs: or, Forty Years' Recollections of P.T. Barnum. American News Company. ص. 129–130.
  7. ^ Levi، Steven C (أبريل 1977). "P. T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore. ج. 36 ع. 2: 149–151. DOI:10.2307/1498966.
  8. ^ Levi, Steven C (April 1977). "P.T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore 36 (2): 150.
  9. ^ "The Feejee Mermaid Archive". The Lost Museum. American Social History Project/Center for Media Learning. مؤرشف من الأصل في 2015-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-30.
  10. ^ Zipp, Yvonne (August 2011). “P.T. Barnum’s Women.” p. 2
  11. ^ Levi، Steven C (أبريل 1977). "P. T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore. ج. 36 ع. 2: 150. DOI:10.2307/1498966.
  12. ^ Levi، Steven C (أبريل 1977). "P.T. Barnum and the Fiji Mermaid". Western Folklore. ج. 36 ع. 2: 150–151. DOI:10.2307/1498966.
  13. ^ Greensberg، Kenneth S (فبراير 1990). "The Nose, the Lie, and the Duel in the Antebellum South". The American Historical Review. ج. 95 ع. 1: 57–74. DOI:10.2307/2162954.
  14. ^ Levi، Steven C (أبريل 1977). "P.T. Barnum and the Feejee Mermaid". Western Folklore. ج. 36 ع. 2: 151. DOI:10.2307/1498966.