حملة دونالد ترامب الرئاسية 2024

أعلن دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، الذي شغل المنصب خلال الفترة الممتدة من عام 2017 حتى عام 2021، حملته للترشح لولاية رئاسية ثانية غير متتالية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 في يوم 15 نوفمبر عام 2022. نال ترشيحه بصفة رسمية في المؤتمر الوطني الجمهوري في مدينة ميلووكي بتاريخ 15 يوليو عام 2024، وقبِل ترشيحه لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري خلال اليوم الأخير من المؤتمر في يوم 18 يوليو عام 2024، وهناك أُعلن جيه دي فانس، العضو الشاب في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أوهايو، مرشحًا لمنصب نائب الرئيس وشريكه في الحملة الانتخابية. في حال انتخابه رئيسًا، سيصبح ترامب الرئيس الأكبر سنًا في التاريخ الأمريكي، وثاني رئيس يخدم لولاية ثانية غير متتالية من بعد غروفر كليفلاند.[1]

خاض ترامب حملته الانتخابية داعيًا إلى تعزيز سطوة السلطة التنفيذية على حساب الحكومة الفيدرالية بصورة كبيرة.[2] وسيتحقق ذلك من خلال فرض نظام الغنائم الجاكسوني، وتوجيه وزارة العدل لملاحقة الخصوم السياسيين المحليين.[3][4][5] شملت المسائل الأخرى التي تناولتها الحملة: تطبيق سياسات معادية للمهاجرين وعمليات ترحيل ضخمة، واتباع سياسة خارجية انعزالية على مبدأ «أمريكا أولًا»، وإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية، واتباع برنامج سياسي مؤيد لإنكار تغير المناخ ومعادي للطاقة النظيفة، وحل وزارة التعليم، وتنفيذ سياسات معادية لمجتمع الميم، واتباع أجندة تجارية وصفت بالمركنتيلية الجديدة.[6][7]

اتجه ترامب نحو خطاب عنيف واستبدادي طيلة فترة حملته الانتخابية بدايةً من يوم المحاربين القدامى في شهر نوفمبر من عام 2023. إذ لجأ إلى استعمال خطاب عنيف ومجرد من الإنسانية ضد خصومه السياسيين على نحو متزايد.[8][9] ولوحظ اتجاه حملته الانتخابية لسنة 2024 نحو خطاب أهلاني، مناوئ للمتحولين جنسيًا. كذلك لوحظت الحملة لعلاقاتها الوثيقة مع مؤسسة التراث، المسؤولة عن وضع مشروع 2025،[10] وهو دليل إرشادي انتُقد بوصفه محاولةً تهدف لجعل ترامب دكتاتورًا ويمهد الطريق نحو جعل الولايات المتحدة دولة أوتوقراطية، إذ تعرض للانتقاد من قبل العديد من الخبراء القانونيين لانتهاكه القوانين الدستورية الحالية، والتي من شأنها تقويض حكم القانون وفصل السلطات. ومع ذلك، أنكر ترامب ارتباطه بمشروع 2025 خلال مناسبات عدة، ووصف تلك المقترحات السياسية بـ«بالغة السخف» و«المتطرفة بحق».[11][12][13][14]

تتوالى فصول الحملة الانتخابية في ظل مواجهة ترامب للتبعات القانونية المترتبة على لوائح الاتهام الجنائية الأربع المرفوعة بحقه في عام 2023، فضلًا عن التحقيق المدني الذي استهدف منظمة ترامب في نيويورك.[15] واظبت الحملة في الترويج للادعاءات الباطلة حول سرقة الانتخابات السابقة لسنة 2020، والتي جاءت في أعقاب محاولات ترامب غير المسبوقة لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، والتي تكللت في الهجوم على كابيتول الولايات المتحدة في يوم السادس من يناير، والتي وصفت على نطاق واسع باعتبارها محاولة انقلاب أو انقلاب ذاتي.[16][17] جاهر ترامب بمناصرته لهجوم السادس من يناير، ووعد بالعفو عن المتهمين المتورطين في الهجوم.[18][19][20]

في 30 مايو عام 2024، أدين ترامب بكافة التهم الجنائية البالغ عددها 34 تهمة لارتكابه الاحتيال التجاري المرتبط بالرشوة التي أعطاها لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز مقابل تكتمها، في محاولة منه للتأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016.[21] وهو أول رئيس أمريكي سابق يدان بارتكابه لجريمة في التاريخ الأمريكي. عقب فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الخاصة بالحزب الجمهوري في ولاية آيوا لعام 2024، وصف ترامب بالمرشح المفترض لمنصب الرئاسة عن الحزب الجمهوري، بالتوازي مع عملية توطيد للدعم التي لاقاها.[22] نجا ترامب من عملية إطلاق النار التي نفذها طوماس ماثيو كروكس بتاريخ 13 يوليو عام 2024، والتي أدت إلى إصابة الجزء العلوي من أذنه اليمنى خلال محاولة الاغتيال، التي وقعت في تجمع انتخابي رئاسي لعام 2024 بالقرب من بلدة بتلر بولاية بنسيلفانيا.[23][24]

البرنامج السياسي

عدل

السياسة الخارجية

عدل

كررت حملة ترامب لسنة 2024 التأكيد على سياستها الخارجية الانعزالية القائمة على مبدأ «أمريكا أولًا». وصرح ترامب أنه، وقبل تنصيبه، سيكون قد أنهى الحرب الروسية الأوكرانية في غضون 24 ساعة، وسيوقف «التدفق اللامتناهي للكنوز الأمريكية إلى أوكرانيا»، طالبًا من الأوروبيين تعويض الولايات المتحدة عن تكلفة إعادة بناء مخزوناتها.[25] سبق أن أبدى ترامب استعداده الاعتراف بضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم، واقترح أنه كان بإمكانه منع اندلاع الحرب في حال تنازل عن أجزاء من شرق أوكرانيا لروسيا. وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شهر يونيو من عام 2024 بـ«أعظم بائع بين جميع الساسة الذين عاشوا على الإطلاق ... فيخرج ومعه مبلغ 60 مليار دولار في كل مرة يأتي فيها إلى بلدنا ... والأمر لا ينتهي أبدًا ... سأسوي هذه المسألة قبل تسلمي البيت الأبيض كرئيس منتخب».[26][27]

وعد ترامب بـ«إجراء إعادة تقييم جذري» لهدف ومهمة حلف الناتو. وتعمد ترامب مرارًا الحط من قدر حلف الناتو خلال فترة رئاسته السابقة، واقترح انسحاب الولايات المتحدة من التحالف لمرات عدة.[28] سبق أن أدلى ترامب بتعليقات شككت في ما إذا كان سيهب للدفاع عن حليف في الناتو أم لا، اعتمادًا على ما إذا كانوا «قد أوفوا بالتزاماتهم تجاهنا»، ووصف الاتحاد الأوروبي بـ«الغريم» بناءً على «ما يفعلونه بنا على الصعيد التجاري»، وأدلى بتصريحات حديثة ألقت الشك في قيمة التحالفات. وفي 9 يناير عام 2024، زعم تيري بريتون أن ترامب أخبر أورسولا فون دير لاين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس في شهر يناير من عام 2020 أنه «في حال تعرض أوروبا لهجوم، لن نأتي لنجدتكم ولدعمكم»، وأن «الناتو هامد، وسنغادره، سنترك حلف الناتو»، مدعيًا أن ألمانيا مدينة لأمريكا بمبلغ 400 مليار دولار في نفقات الدفاع.[29] في 10 يناير عام 2024، صرح ترامب، ردًا على سؤال حول التزامه تجاه حلف الناتو خلال لقاء مفتوح على قناة فوكس نيوز، بقوله: «لقد استغل حلف الناتو بلادنا»، ورهن التزامه بحلف الناتو على أساس «ما إذا كانوا يعاملوننا كما يجب». حاول ترامب سابقًا سحب القوات من ألمانيا خلال نهاية فترته الرئاسية بسبب امتعاضه من أنغيلا ميركل، وهي المستشارة آنذاك، ولكن تراجع الرئيس بايدن عن هذا الأمر. اقترح ترامب سحب القوات من كوريا الجنوبية في حال عدم دفعهم المزيد من المال لدعم القوات الأمريكية المتمركزة هناك.[30]

اختيار نائب الرئيس

عدل

خدم مايك بنس كنائب رئيس ترامب خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2021، إذ كان بنس مرشح نائب الرئيس الذي اختاره ترامب في انتخابات عام 2016 وانتخابات عام 2020. وفي شهر مارس من عام 2021، ذكر موقع بلومبرغ نيوز أنه «يرجح ألا يكون بنس موجودًا على التذكرة الانتخابية» في حال ترشح ترامب مجددًا في عام 2024، وأن ترامب ناقش «بدائلًا لبنس»، في حين ناقش مستشارو ترامب «اختيار زميل انتخابي أسودًا أو امرأةً للمنصب في الحملة القادمة».[31] وفي أبريل عام 2021، لمح ترامب إلى أنه كان ينظر في فكرة إيلاء هذا المنصب إلى حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتس، مشيرًا إلى صداقتهما، غير أنه انتقد وسخر من دي سانتس في ما بعد، على إثر إطلاق الأخير لحملته الرئاسية الخاصة بتاريخ 24 مايو عام 2023.[32]

المراجع

عدل
  1. ^ "2024 Election Latest: Trump accepts his GOP nomination on the convention's final night" (بالإنجليزية). ABC News.com. 18 Jul 2024. Retrieved 2024-07-18.
  2. ^ Savage, Charlie (24 Apr 2024). "Trump's Immunity Claim Joins His Plans to Increase Executive Power". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Retrieved 2024-04-24.
  3. ^ Waldman، Scott (16 يناير 2024). "No more going wobbly in climate fight, Trump supporters vow". Politico. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-18.
  4. ^ Colvin، Jill (12 نوفمبر 2023). "Trump's plans if he returns to the White House include deportation raids, tariffs and mass firings". Associated Press. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-10.
  5. ^ Joselow، Maxine؛ Puko، Timothy (11 ديسمبر 2023). "Specter of second Trump term looms over global climate talks". Washington Post. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-11.
  6. ^ Savage، Charlie؛ Swan، Jonathan؛ Haberman، Maggie (26 ديسمبر 2023). "A New Tax on Imports and a Split From China: Trump's 2025 Trade Agenda". The New York Times. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-10.
  7. ^ Helleiner، Eric (2021). "The Return of National Self-Sufficiency? Excavating Autarkic Thought in a De-Globalizing Era". International Studies Review. ج. 23 ع. 3: 933–957. DOI:10.1093/isr/viaa092.
  8. ^ Astor، Maggie (17 مارس 2024). "Trump Doubles Down on Migrants 'Poisoning' the Country". The New York Times. ISSN:0362-4331.
  9. ^ "Trump's vow to only be a dictator on 'day one' follows growing worry over his authoritarian rhetoric" (بالإنجليزية). أسوشيتد برس. 8 Dec 2023. Retrieved 2023-12-19.
  10. ^ Swan، Jonathan؛ Savage، Charlie؛ Maggie، Haberman (17 يوليو 2023). "Trump and Allies Forge Plans to Increase Presidential Power in 2025". نيويورك تايمز. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-06.
  11. ^ Aaron Rupar [atrupar]. "Trump on Project 2025: "Some on the right -- severe right -- came up with this Project 25. And I don't even know ... they're sorta the opposite of the radical left ... I don't know what the hell it is ... some of the things -- they're seriously extreme."" (تغريدة). Missing or empty |date= (help)
  12. ^ Gleeson, Cailey. "Trump Disavows Project 2025: Calls Some Of Conservative Group's Ideas 'Absolutely Ridiculous And Abysmal'". Forbes (بالإنجليزية). Retrieved 2024-07-22.
  13. ^ "Trump holds first rally after assassination attempt with his new running mate, Vance, by his side". AP News (بالإنجليزية). 20 Jul 2024. Retrieved 2024-07-23.
  14. ^ Restuccia، Andrew (12 يوليو 2024). "Project 2025 Has a Radical Agenda for Trump. He Has Other Plans". وول ستريت جورنال.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: url-status (link)
  15. ^ Riccardi، Nicholas؛ Price، Michelle L. (16 ديسمبر 2023). "Trump calls Biden the 'destroyer' of democracy despite his own efforts to overturn 2020 election". Associated Press. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-16.
  16. ^ Harvey، Michael (2022). "Introduction: History's Rhymes". في Harvey، Michael (المحرر). Donald Trump in Historical Perspective. Routledge. DOI:10.4324/9781003110361-1. ISBN:978-1-003-11036-1. As with the Beer Hall Putsch, a would-be leader tried to take advantage of an already scheduled event (in Hitler's case, Kahr's speech; in Trump's, Congress's tallying of the electoral votes) to create a dramatic moment with himself at the center of attention, calling for bold action to upend the political order. Unlike Hitler's coup attempt, Trump already held top of office, so he was attempting to hold onto power, not seize it (the precise term for Trump's intended action is a 'self-coup' or 'autogolpe'). Thus, Trump was able to plan for the event well in advance, and with much greater control, including developing the legal arguments that could be used to justify rejecting the election's results. (p3)
  17. ^ Pion-Berlin، David؛ Bruneau، Thomas؛ Goetze، Richard B. Jr. (7 أبريل 2022). "The Trump self-coup attempt: comparisons and civil–military relations". Government and Opposition. FirstView ع. 4: 789–806. DOI:10.1017/gov.2022.13. S2CID:248033246.
  18. ^ Weissert، Will (4 يناير 2024). "One attack, two interpretations: Biden and Trump both make the Jan. 6 riot a political rallying cry". The Associated Press. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-06.
  19. ^ Price، Michelle L.؛ Colvin، Jill؛ Beaumont، Thomas (6 يناير 2024). "Trump downplays Jan. 6 on the anniversary of the Capitol siege and calls jailed rioters 'hostages'". Associated Press. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-06.
  20. ^ Mascaro، Lisa (6 يناير 2024). "On Jan. 6 many Republicans blamed Trump for the Capitol riot. Now they endorse his presidential bid". Associated Press. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-06.
  21. ^ Gamio, Lazaro; Yourish, Karen; Haag, Matthew; Bromwich, Jonah E.; Haberman, Maggie; Lai, K.K. Rebecca (30 May 2024). "The Trump Manhattan Criminal Verdict, Count By Count". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2024-05-30. Retrieved 2024-05-30.
  22. ^ Cortellessa, Eric (16 Jan 2024). "How Trump Took Control of the GOP Primary". TIME (بالإنجليزية). Retrieved 2024-01-16.
  23. ^ "Live updates: Trump says he was shot in the ear during rally; one attendee and shooter are dead". AP News (بالإنجليزية). Retrieved 2024-07-14.
  24. ^ Wynder, Ehren; Cone, Allen (13 Jul 2024). "Trump 'safe' after 'assassination attempt' during Pa. rally; gunman dead". United Press International (بالإنجليزية). Retrieved 2024-07-14.
  25. ^ Zachary Cohen؛ Marshall Cohen (12 يناير 2022). "Trump allies' fake Electoral College certificates offer fresh insights about plot to overturn Biden's victory". CNN. مؤرشف من الأصل في 2022-01-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-24.
  26. ^ Pion-Berlin، David؛ Bruneau، Thomas؛ Goetze، Richard B. (2022). "The Trump Self-Coup Attempt: Comparisons and Civil–Military Relations". Government and Opposition. ج. 58 ع. 4: 789–806. DOI:10.1017/gov.2022.13. S2CID:248033246.
  27. ^ "It Was an Attempted Auto-Coup: The Cline Center's Coup d'État Project Categorizes the January 6, 2021 Assault on the US Capitol | Cline Center". clinecenter.illinois.edu.
  28. ^ Naylor، Brian (9 فبراير 2021). "Article of Impeachment Cites Trump's 'Incitement' of Capitol Insurrection". NPR. مؤرشف من الأصل في 2021-01-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-30.
  29. ^ Orr، Gabby (8 ديسمبر 2021). "Won't-run-if-Trump-runs question leads to waiting game for likely 2024 candidates". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 2021-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-09.
  30. ^ Santucci، John؛ Faulders، Katherine؛ Steakin، Will؛ Rubin، Olivia (4 نوفمبر 2022). "Donald Trump could announce 2024 presidential run as soon as Nov. 14: Sources". ABC News. مؤرشف من الأصل في 2022-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-06.
  31. ^ Getahun، Hannah (15 نوفمبر 2022). "Trump faithfuls Roger Stone and Mike Lindell were at his 2024 announcement, but very few members of Congress made an appearance". The Insider. مؤرشف من الأصل في 2022-11-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-16.
  32. ^ Kruse، Michael (16 نوفمبر 2022). "Scenes From Inside Trump's Grim and Glitzy Comeback Announcement". مؤرشف من الأصل في 2022-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-18.