حروب الهريرو كانت سلسلة من الحروب الاستعمارية بين الإمبراطورية الألمانية و قبيلة هيريرو بجنوب غرب أفريقيا الألمانية (حاليًا ناميبيا).

حروب هوريرو
جزء من التدافع على أفريقيا
 
معلومات عامة
التاريخ 1904–1908
البلد جنوب غرب أفريقيا الألمانية
الموقع جنوب غرب إفريقيا الألمانية  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
النتيجة انتصار ألماني، إبادة منهجية للشعوب الأصلية.
المتحاربون
القيصرية الألمانية الإمبراطورية الألمانية الاستعمارية شعب هيريرو،وشعب ناما وناميبيوين آخرون.
القادة
القيصرية الألمانية لوتار فون تروتا صامويل ماهاريرو، هندريك ويتبوي
القوة
قوة أولية:~2,000, قوة نهائية: تقريبًا 20,000, هوريرو: 10,000,
الخسائر
KIA: 676, MIA:76, WIA: 907, ماتوا من المرض: 689, مدنيين: 100 حوالي 65-70,000 بما فيهم المدنيين[1]

الخلفية عدل

كانت هوريرو رعاة للماشية وتسكنون معظم وسط وشمال وجنوب غرب أفريقيا، وفي أغسطس عام 1884 أثناء التدافع على أفريقيا طالبت ألمانيا بجنوب غرب أفريقيا حيث كانت تعتبر المنطقة الوحيدة خارج الأراضي الألمانية المناسبة لـ«استقرار أبيض». احتل المستعمرون لألمان الذين قدموا في السنوات التالية مساحات كبيرة من الأراضي، متجاهلين أية مطالبات من قبل شعب هيريرو أو شعب ناما أوغيرهم من المواطنين الأصليين فكانت هناك مقاومة من قبلهم. حل نوع من السلام عام 1894 وفي تلك السنة أصبح تيودور لويتفاين حاكم المستعمرة، كما تم تشجيع المستوطنين البيض لسلب المزيد من الأراضي من السكان الأصليين، مما سبب قدرًا كبيرًا من السخط.

التمرد عدل

في عام 1903، ثارت بعض قبائل الخوي والهيريرو وقُتل حوالي 60 المستوطنين الألمان، فتم إرسال قوات من ألمانيا لإعادة فرض النظام ولكنها لم تتمكن إلا من تفريق المتمردين بقيادة زعيم الهوريرو صامويل ماهاريرو. في رسالته الشهيرة إلى هندريك ويتبوي  [لغات أخرى]‏ زعيم الناما سعى ماهاريرو إلى تنظيم تمرده ضد الألمان ببناء تحالفات مع القبائل الأخرى هاتفًا لنموت ونحن نقاتل![2] قادت هيريرو حرب عصابات ضد الألمان، حيث قاموا بعمليات كر وفر ثم الذوبان سريعًا داخل التضاريس التي يعرفونها جيدًا، مما منع الألمان من اكتساب  ميزة من مدافعهم وأسلحتهم الرشاشة الحديثة إلى أن دارت المعركة الفاصلة في 11 أغسطس عام 1904 في جبال ووتربيرج. اعتقد ماهاريرو أن تفوق هوريرو العددي الذي بلغ 6 أضعاف الألمان ستؤمن له الانتصار في المواجهة النهائية إلا أن الألمان كان لديهم الوقت لاستقدام المدفعيتهم وأسلحتهم الثقيلة. تكبد كلا الطرفين خسائر فادحة، ولكن قوات هيريرو تشتتت وهُزمت.[3] في أكتوبر عام 1904، أصدر الجنرال لوتار فون تروتا أوامره بقتل كل ذكور هيريرو ونفي النساء والأطفال إلى الصحراء، وبمجرد وصول الأخبار إلى ألمانيا تم إلغاء الأوامر، لكن تروتا  تجاهل برلين في البداية. عندما تم تعليق أمر الإبادة أخيرًا في نهاية عام 1904 تم جمع الباقين على قيد الحياة من رجال القبائل  معسكرات الاعتقال، وتم نقل آخرين بنظام السخرة إلى الشركات الألمانية؛ مات العديد من الهيريرو بسبب الإرهاق وسوء التغذية. استغرق الألمان حتى عام 1908 في إعادة السلطة على الإقليم، وخلال ذلك الوقت تعرض عشرات الآلاف من الأفارقة الذين تراوح عددهم بين 34,000 و 110,000 إما للقتل[4][5]:296[6][7][8][9]) أو الموت عطشًا أثناء فرارهم، شارك في الصراع 65,000 من أصل 80,000 من هوريرو وعلى الأقل 10,000من أصل 20,000 من ناما[10] بينما بلغت ذروة القوات الألمانية حوالي 19,000،[بحاجة لمصدر] وفي ذلك الوقت تم اكتشاف الماس في الإقليم، مما عزز ازدهاره بشكل كبير لكن فترة قصيرة.

فيما بعد عدل

في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، قامت القوات البريطانية وجنوب أفريقيا باحتلالها في يُعرف بحملة جنوب غرب أفريقيا، وأصبح جنوب غرب أفريقيا محمية لجنوب أفريقيا.[بحاجة لمصدر] في 16 أغسطس 2004 بعد 100 سنة من هذه الحرب قدمت الحكومة الألمانية اعتذارًا رسميًا  عن الفظائع التي ارتُكبت،[11] قالت وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية هايديماري فيتسوريك تسويل «نحن الألمان نتقبل المسؤولية التاريخية والأخلاقية والذنب التي يتكبده الالمان في ذلك الوقت» . وبالإضافة إلى ذلك، اعترفت أن المذابح كانت تعادل إبادة جماعية.[12]

لم تكن الحكومة الألمانية حتى عام 2015 قد اعترفت أن المذابح كانت تعادل إبادة جماعية و اعتذرت مرة أخرى في عام 2016، وتقاضي هيريرو الحكومة الألمانية بدعوى جماعية.[13]

في الأدب عدل

حروب هيريرو والمجازر التي ارتكبت كلاهما مبين في رواية V. عام 1963 بواسطة توماس بينشون. ظهرت أيضًا القصة المأساوية للتطهير العرقي لهيريرو وناما في رواية بينشون جاذبية قوس قزح عام 1973. كما تم تصوير مدى ضرر التطهير العرقي تجاه هيريرو وناما على حياة الأفراد وعلى نسيج هيريرو الثقافي في 2013 في الرواية التاريخية ماما ناميبيا بواسطة ماري سريبروف.[14]

ظهرت أيضًا الحرب والمجازر على حد سواء بشكل كبير في بريق التنقيب،[15] وهي شهادات معاصرة من قبل فريدريك كورنيل عن محاولاته للتنقيب عن الماس في المنطقة، يروي كورنيل في هذا الكتاب عن مشاهدته المباشرة لمعسكر الاعتقال في جزيرة القرش بالإضافة إلى جوانب أخرى من الصراع.

انظر أيضا عدل

المراجع عدل

  1. ^ Bridgman, p. 164
  2. ^ Gewald, Jan-Bart, Herero Heroes: A Socio-political History of the Herero of Namibia, 1890-1923, London: James Curry Ltd (1999), ISBN 082557493, p. 156
  3. ^ Robert Gaudi (2017). "7: Hereroland". African Kaiser. Penguin. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)|access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  4. ^ Jeremy Sarkin-Hughes (2008) Colonial Genocide and Reparations Claims in the 21st Century: The Socio-Legal Context of Claims under International Law by the Herero against Germany for Genocide in Namibia, 1904-1908, p. 142, Praeger Security International, Westport, Conn.
  5. ^ A. Dirk Moses (2008) Empire, Colony, Genocide: Conquest, Occupation and Subaltern Resistance in World History, Berghahn Books, NY
  6. ^ Dominik J. Schaller (2008) From Conquest to Genocide: Colonial Rule in German Southwest Africa and German East Africa, p. 296, Berghahn Books, NY
  7. ^ Sara L. Friedrichsmeyer, Sara Lennox, and Susanne M. Zantop (1998) The Imperialist Imagination: German Colonialism and Its Legacy, p. 87, University of Michigan Press
  8. ^ Walter Nuhn (1989) Sturm über Südwest.
  9. ^ Marie-Aude Baronian, Stephan Besser, Yolande Jansen (2007) Diaspora and Memory: Figures of Displacement in Contemporary Literature, Arts and Politics, p. 33, Rodopi نسخة محفوظة 02 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Herero und Nama verklagen Deutschland wegen Kolonialverbrechen 06.01.2017, FOCUS Magazine نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Namibia holocaust نسخة محفوظة 20 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ "German minister says sorry for genocide in Namibia" (15 August 2004) The Guardian نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Christoph Schult und Christoph Titz Herero und Nama verklagen Deutschland Der Spiegel, 06.01.2017 نسخة محفوظة 28 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Serebrov, Mari (2013) Mama Namibia.
  15. ^ Frederick Carruthers Cornell (1920). The Glamour Of Prospecting: Wanderings Of A South African Prospector In Search Of Copper, Gold, Emeralds, and Diamonds. London, T.F. Unwin Ltd. مؤرشف من الأصل في 2016-03-10.