أفق يـا عـلـمُ مـن نـومٍ عـمـيــــــــــقٍ
فإنّ القـوم أضحـوا نـاهضـيـنـــــــــــا
ويـا شمسَ الـمعـارف أسعفـيـهـــــــــــم
فـنحـوَك هـم غدَوا متطلِّعـيـنــــــــــــا
أمدّيـهـم إذا سألـوك عـلــــــــــــــمًا
وأخلاقًا بـهـا تحـيـا الـبنـونـــــــــا
وداويـهـم إذا سألـــــــــــــــوك بُرءًا
أزيحـي عـنهـمُ الـدّاء الـدّفـيـنــــــــا
وإن سألـوك عـن مـجـــــــــــــــدٍ تقضّى
وعـن حـال الجـدود الغابريـنـــــــــــا
فقـولـي إنّهـم كـانـوا رجــــــــــــالاً
إلى العـلـيـاء ظلّوا مسـرعـيـنـــــــــا
يجـيـدون الـمسـيرَ إلى الـمعـالــــــــي
فكـانـوا بـالـمفـاخرِ فـائزيـنـــــــــا
وأنـتـم مـثلهــــــــــــــم جسمًا وخُلْقًا
فهل بـالفعـل أنـتـم مقتدونـــــــــــا؟
فربّوا فـي نفـوسكـمُ الـتّآخـــــــــــــي
وكـونـوا فـي الـوغى متعـاضديـنــــــــا
فتحْتـمُ يـا شبـابَ القـوم بـــــــــــابًا
لأنـواع العـلـوم غدا مَعـيـنـــــــــــا
وقـد كـنّا بـلا ريبٍ إلـيـــــــــــــــه
جـيـاعًا فـي الـورى متعطِّشـيـنــــــــــا
فجـدّوا بـالـمسـير لنَيْل عـلــــــــــــمٍ
فبئسَ العـيشُ عـيشُ الجـاهلـيـنــــــــــا
يـا وردةَ الصّحـراء يـا نـورَهـــــــــــا
يـا زهـرةَ الـمشـرق والـــــــــــــمغربِ
كـم فـي مزايـاك شدا شـاعــــــــــــــرٌ
كـم فـيك للأمـثـال مـــــــــــــن مَضْرب
تلألئـي فـوق ضفـاف الخلـيــــــــــــــ
ـجِ جَدّدي مـجـدَ بنـي يعــــــــــــــــرب
حقّقتِ الاسْتقـلالِ مُستكـمـــــــــــــــلاً
أكرمْ بـالاستقـلال مـن مكـــــــــــــسب
يـا درةً الـتّاج ألا فــــــــــــــافخري
بحـاكـمٍ عـدلٍ وشعبٍ أبــــــــــــــــــي
ولـيـهْنَك العـيـدُ فأقصى الـــــــــــمُنى
أن يظفر الطـالـبُ بـالـمطلـــــــــــــب
قـولـي لـمـن ضلّ طريـــــــــــــقَ الهدى
وسخّر الـمـجهـودَ للأجنـبـــــــــــــــي
الـيـومُ عصرُ النّور عصرُ الـحِجـــــــــــا
ولـيس عصرَ النّاب والـمخلـــــــــــــــب
لا نُخرج الصـارمَ مــــــــــــــــن غمده
إلا بـوجه الطّامعِ الأشعبـــــــــــــــي
فـالخـيرُ كلُّ الخـير أن يرعــــــــــــوي
عـن غـيّه والقصدِ والــــــــــــــــمأرب
فإنْ أبى إلا ركـوبَ الهــــــــــــــــوى
سنُشهـرُ النّعـل عـلى العقــــــــــــــرب
أقسمتُ يـــــــــــــــــــــــا شعبُ إنّي
لا أُخلفُ الـدهــــــــــــــــــــرَ عهدكْ
وعـدْتَنـي بنهـــــــــــــــــــــــــوضٍ
فحقّق الله وعـــــــــــــــــــــــــدك
يـا شعبُ قـلـبـي كلـيــــــــــــــــــمٌ
قـد كلَمَتْه اللـيـالــــــــــــــــــــي
يـا شعبُ إنّ شفـائــــــــــــــــــــــي
أمـنـيّةٌ مـن مُحـــــــــــــــــــــــال
أبـيـتُ رهـنَ قـيــــــــــــــــــــــودٍ
عـلى أكفٍّ ثِقــــــــــــــــــــــــــال
مظلّلاً بـغمـــــــــــــــــــــــــــامٍ
أقبِحْ بـهـا مـــــــــــــــــــــن ظلال
عـلـــــــــــــــــــــــــمتُ ممّا أراه
أنّ الـمـنـايـا حـيـالـــــــــــــــــي
نـاديـتُ يـاقـــــــــــــــــــومُ هل مَنْ
يجـيب مـنكـم سؤالــــــــــــــــــــي؟
مـن يـخطبِ الـبكرَ يــــــــــــــــــومًا
يبذلْ لهــــــــــــــــــــــــا كلَّ غال
أقسمتُ يـــــــــــــــــــــــا شعبُ إنّي
لا أخلف الـدهــــــــــــــــــــر عهدك
وعـدتـنـي بنهــــــــــــــــــــــــوضٍ
فحقَّق الله وعـــــــــــــــــــــــــدك
لا تخضعـنَّ الشعـــــــــــــــــــــــوبُ
لـمـن يحـاول عسفــــــــــــــــــــــا
والـحـرّ لا يـتــــــــــــــــــــــنحّى
أنْ يـنسفَ الطـودَ نسفـــــــــــــــــــا
إن رام مـنه عــــــــــــــــــــــــدوٌّ
ذلاً وإن سِيـمَ خسفــــــــــــــــــــــا
أيـقبـل الضـيـمَ حـــــــــــــــــــــرٌّ
إن يـمددِ الضـيــــــــــــــــــــمُ كفّا
صـارحْتَنـي يـا رفـيـقــــــــــــــــــي
أظهـرتَ مـا كـان يـخــــــــــــــــــفَى
ــــــــــــــــــــــــــــللّه دَرُّك
وصـفتَ دائـيَ وصـفــــــــــــــــــــــا
أخبرْتَنـي بـدوائـــــــــــــــــــــــي
عسـى بـه الــــــــــــــــــــدّاء يشفى
أقسمت يـــــــــــــــــــــــا شعبُ إنّي
لا أخلف الـدهــــــــــــــــــــر عهدك
وعـدتـنـي بنهــــــــــــــــــــــــوضٍ
فحقَّق الله وعـــــــــــــــــــــــــدك
خـيرُ الأنـام هـمـــــــــــــــــــــامٌ
يصـونُ حقَّ الـبـــــــــــــــــــــــلادِ
يكـون فـيـهــــــــــــــــــــــا كشمسٍ
تضـيء طُرْقَ الرّشـــــــــــــــــــــــاد
مفكّرًا كلَّ حـيــــــــــــــــــــــــــنٍ
بنقض أسِّ الفســـــــــــــــــــــــــاد
ومـن يفكّر يـــــــــــــــــــــــــومًا
بـغمط حقّ العبــــــــــــــــــــــــاد
فهْو الـذي راح يُدنـــــــــــــــــــــي
مـصـيره للنفـــــــــــــــــــــــــاد
تـرقَّبِ الفجـر يـا مــــــــــــــــــــن
عـدمتَ طـيبَ الرقــــــــــــــــــــــاد