جميل بارودي

دبلوماسي سعودي

جميل البارودي (1905- 4 مارس 1979) دبلوماسي سعودي، من أصل لبناني. شغل منصب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، منذ أول اجتماع للمنظمة عام 1946 حتى وفاته. كما عمل سابقاً ترجمانا للملك فيصل وووصيا على الأمير تركي نفسه عندما كان يدرس في الولايات المتحدة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.[1] وهو أول سفير للسعودية في الأمم المتحدة [2] وأيضاً كان سفيرًا للمملكة في واشنطن في الفترة من 1963- 1979م. لم تمنع ديانة جميل المسيحية من أن يكون سفيرًا للمملكة في واشنطن وسفيرًا فوق العادة للأمة العربية وعميدًا لمناديبها الدائمين بالأمم المتحدة.[3]

جميل البارودي
 
معلومات شخصية
اسم الولادة جميل البارودي
تاريخ الميلاد 1905
تاريخ الوفاة 1979
الجنسية  السعودية  الولايات المتحدة  لبنان
الديانة مسيحي
الحياة العملية
المهنة دبلوماسي

الحياة الشخصية

عدل

تزوج بارودي امرأة أمريكية وأنجب منها أربعة أطفال تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة.[4]

النشأة

عدل

ولد البارودي في سوق الغرب بلبنان عام 1905.[4] مسيحي ماروني درس في الجامعة الأمريكية في بيروت وبدأ حياته الدبلوماسية عام 1929. خدم كمندوب في عصبة الأمم. درس في جامعة برينستون خلال الحرب العالمية الثانية وعمل مستشارًا للنسخة العربية من مجلة ريدرز دايجست.[5]

علاقتة بفيصل

عدل

تعرَّف الأمير فيصل بن عبد العزيز عندما كان وزيرا لخارجية السعودية إلى جميل البارودي، والذي كان مهاجرا يعمل أستاذا في الكيمياء. لكن الأمير رأى في معارفه الواسعة ونبضه العربي خير مندوب للمملكة في هيئة الأمم. بل رأى فيه أيضا رجلا أمينا ينتبه إلى شؤون ولديه، سعود وتركي، اللذّين يدرسان في برنستون، إحدى أرفع جامعات أميركا.[6]

مهنة في الأمم المتحدة

عدل

تم تعيين بارودي، وهو صديق للملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، ممثلاً للسعودية لدى الأمم المتحدة عند تأسيسها، ومنح سلطة غير عادية لتشكيل المواقف السعودية في المنظمة الدولي، على عكس الممثلين الآخرين الذين تلقوا في الغالب أوامر من وزارات خارجيتهم.[7] عُرِف بارودي بأنه أستاذ في إجراءات الأمم المتحدة وخطيب نابض بالحيوية، كانت صراحته وشغفه وذكائه تُحيي النقاشات الباهتة في كثير من الأحيان. كتبت عنه مجلة تايم بروح الدعابة أنه قد «يكون مسؤولاً عن منع أعداد لا تحصى من زملائه من الموت بسبب الملل المطلق»، وذلك بفضل خطاباته الأصلية والغريبة.[8] في عام 1971 مندوب الولايات المتحدة إد ديرونسكي قال عن بارودي: «المهارة الخطابية للمندوب المتميز تكاد تكون طاغية. أنا مقتنع أنه لو ناقش السيد ونستون تشرشل السيد بارودي في ذروته، لكان قد حصل على ثاني أفضل.»[4] وفقًا للمؤرخ رولان بورك، كانت إحدى خطابات بارودي حول حقوق الإنسان «دوامة بلاغية للإشارات إلى الديناصورات وزوالها الواضح عن طريق الافتراس من قبل النمر ذي الأسنان السافرة، والانحراف عن السومريين، وعن مخاطر الطب النفسي. .»[9] وفقًا لرواية أخرى، كانت مداخلات بارودي «واسعة النطاق دائمًا، وغالبًا ما تكون مسلية؛ لكنه كان يميل إلى التحدث في أوقات غير مريحة وبإطالة مفرطة... يعلن حقائق محرجة.»[10]

من بين الأسباب التي دافع عنها طوال حياته المهنية كانت الدولة الفلسطينية. خلال نقاش ساخن عام 1975 حول الصهيونية، وصف بارودي الصهاينة بأنهم «شعب غريب في وسطنا» وشجب الأموال اليهودية والنفوذ اليهودي.[11]

في حرب 1973 استخدم السفير بارودي بلاغته للدفاع والمنافحة عن قضايا فلسطين والعروبة. رغم الحملات الإعلامية لم يتزحزح عن مواقف المملكة والعرب قيد أنملة. وسجل السفير جميل البارودي مواقف مشرفة خاض فيها سجالًا شرسًا ومثيرًا في منابر الجمعية العامة للأمم المتحدة. حين أعلن أن دعم المملكة للفلسطينيين أو حرب أكتوبر من أولوياتها وستظل تدعم الدول العربية في الجبهتين السورية والمصرية ضد العدوان الإسرائيلي. وفي تحدٍ لبعض الأصوات قال: إن الأمة العربية وجدت في هذه الأرض لتبقى وأرضنا من سوريا في الشمال إلى السودان في الجنوب ومعركتنا ثقافية وسننتصر فيها. وقال: إن العروبة لا تقوم على العرق ولا على الجنس وإنما على الثقافة العربية فمن اكتسب الثقافة العربية فهو عربي.[3]

وفي رده على سفير إسرائيل في الأمم المتحدة يوسف لكو الذي اتهمه بأنه (ضد السامية) قال له (Shut up أو اخرس). ثم حدثت بينه ووكيل الأمم المتحده لشؤون الجمعية العامة مخاشنة لفظية في هذا المعنى. وفي السياق نفسه اشتبك في عام 1973 مع مندوب شيلي الذي كان يمالي إسرائيل. لهذا قال الدبلوماسيون عنه أنه صاحب أسلوب ميلودرامي يتعمد فيه وضع البهارات والمحسنات البلاغية مما يجعله جاذبًا وجعل أسلوبه محفزًا للثناء. مع ذلك هناك من انتقده فقد وصفته مجلة التايم بأنه (مثل قنبلة موقوتة) أو مثل صاروخ غير موجه. وأوردت الآيسوشيتدبرس بأنه صاحب مهارات تمكنه من التنقل بين القضايا الإنسانية بصورة تثير ارباك من يتعامل معه. ووصفه كورت فالدهايم الأمين العام للأمم المتحدة بأنه من أميز مناديب الدول في الأمم المتحده.[3]

عندما توفي، كان العضو الأطول خدمة في أي دولة عضو. والأمم المتحدة الأمين العام كورت فالدهايم أمر بانزال علم الأمم المتحدة في نيويورك إلى نصف الصاري حداداً على البارودي، وهذا الشرف عادة ما يكون مخصصا فقط لرؤساء الدول.[12]

مراجع

عدل
  1. ^ "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية". kfcris.com. مؤرشف من الأصل في 2019-05-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-18.
  2. ^ "مرايا.. ستُفاجأ إذا عرفت من هو أول سفير أممي للسعودية". العربية. 20 نوفمبر 2017. مؤرشف من الأصل في 2021-03-18. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-18.
  3. ^ ا ب ج زقر، سعيد محمد بن (25 سبتمبر 2017). "من تاريخ الدبلوماسية السعودية". Madina. مؤرشف من الأصل في 2019-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-18.
  4. ^ ا ب ج "Jamil the Irrepressible," TIME, 12/13/1971, Vol. 98, Issue 24.
  5. ^ "Member States Pay Tribute to Late Mr. Baroody (Saudi Arabia)," UN Monthly Chronicle 16, no. 3 (March 1979): i-viii
  6. ^ "سمير عطا الله - وماذا عن الأمم المتحدة: عنوان لظاهرة لا تتكرر". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2015-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-18.
  7. ^ Roland Burke, Decolonization and the Evolution of International Human Rights (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2011), 12
  8. ^ "Jamil the Irrepressible," TIME, 12/13/1971, Vol. 98, Issue 24
  9. ^ Roland Burke, "'How Times Flies': Celebrating the Universal Declaration of Human Rights in the 1960s," International History Review 38, 3 (2016): 412.
  10. ^ Sydney Dawson Bailey and Larry Bailey, The Procedure of the UN Security Council (Clarendon Press, 1988), 130
  11. ^ Gil Troy, Moynihan's Moment: America's Fight Against Zionism as Racism (Oxford: Oxford University Press, 2012), 141.
  12. ^ "Member States Pay Tribute to Late Mr. Baroody (Saudi Arabia)," UN Monthly Chronicle 16, no. 3 (March 1979): i-viii.

قراءة متعمقة

عدل
  • "Member States Pay Tribute to Late Mr. Baroody (Saudi Arabia)," UN Monthly Chronicle 16, no. 3 (March 1979): i-viii.
  • "Jamil the Irrepressible," TIME, 12/13/1971, Vol. 98, Issue 24.

ّّ