جان ميلييه (بالانجليزية: Jean Meslier) (مواليد 15 يونيو عام 1664 - 17 يونيو عام 1729)،[3] هو كاهن كاثوليكي فرنسي (الأب) اكتشف عند وفاته أنه قد كتب مقالًا فلسفيًا بحجم كتاب يروج للإلحاد والمادية. ينتقد النص، الذي وصفه المؤلف بأنه «وصيته» لأبناء رعيته، جميع الأديان ويندد بها.

جان ميلييه
بيانات شخصية
الميلاد
الوفاة

17 يونيو 1729[1] عدل القيمة على Wikidata (65 سنة)

إتربينييه عدل القيمة على Wikidata
بلد المواطنة
اللغة المستعملة
لغة الكتابة
الديانة
بيانات أخرى
المهن
مجال التخصص
الحركة
الأعمال
أهم الأعمال
مكان حفظ الأعمال

فِكره عدل

في وصيته، لم يتبرأ ميلييه من إله المسيحية التقليدية فحسب، بل حتى الإله الشامل لللاهوت الطبيعي للربوبية. بالنسبة لملييه، إن مشكلة الشر غير متوافقة مع فكرة الله الصالح والحكيم. ينكر ميلييه أنه يمكن اكتساب أي قيمة روحية من المعاناة إذ استخدم الحجة الغائية ضد الله من خلال إظهار الشرور التي سمح بها الله في هذا العالم. بالنسبة له، تُعتبر الأديان مجرد افتراءات تحت رعاية النخب الحاكمة؛ على الرغم من أن المسيحيين الأوائل كانوا مثاليين في تقاسم متاعهم، إلا أن المسيحية قد تدهورت منذ فترة طويلة من خلال تشجيع قبول المعاناة والخضوع للطغيان مثلما يفعل ملوك فرنسا: إذ تم تفسير الظلم على أنه إرادة الكائن الحكيم.[4] لم تكن أي من الحجج التي استخدمها ميلييه ضد وجود الله أصلية.[5] في الواقع، قام باشتقاقها من كتب كتبها علماء اللاهوت الأرثوذكس في النقاش بين اليسوعيين والديكارتيين والينسينيين. اعتبر ميلييه بأن عدم قدرتهم على الاتفاق على دليل على وجود الله يُعد سببًا وجيهًا لعدم افتراض وجود أسباب مقنعة للإيمان به.[6]

اتخذت فلسفة ميلييه طابع الإلحاد.[7] نفى بدوره وجود النفس ورفض فكرة حرية الإرادة. في الفصل الخامس، يكتب الكاهن: «في حال عجز الإنسان عن فهم الله، فإنه لمن العقلانية عدم التفكير فيه على الإطلاق». وصف ميلييه الله لاحقًا بأنه «كمير» وجادل بأن افتراض الله ليس شرطًا أساسيًا للتحلي بالأخلاق. في الواقع، يخلص ميلييه إلى أن «في حال وجود الله أم لا [...] فإن واجبات الرجال الأخلاقية هي ذاتها ما داموا يحتفظون بطبيعتهم».[8]

في الفصلين الثالث والثلاثين والرابع والثلاثين، تحدى ميلييه صحة يسوع العقلية من خلال الإيحاء بأن يسوع «كان رجلًا مجنونًا ومتعصبًا» (بالفرنسية: étoit véritablement un fou, un insensé, un fanatique).[9][10]

في أشهر اقتباساته، يشير ميلييه إلى رجل «تمنى أن يتم شنق جميع الرجال العظماء في العالم وكل النبلاء وخنقهم بين أيادي الكهنة». يعترف ميلييه بأن تعبيره هذا قد يبدو فظًا وصادمًا، لكنه يعلق على أن هذا ما يستحقه الكهنة والنبلاء، ليس بدافع الانتقام أو الكراهية، بل من أجل حب العدالة والحقيقة.[11]

من الأحاديث الشهيرة أيضًا نسخة ديدرو: «باستخدام قوة الكاهن الأخير، دعونا نخنق رقبة الملك الأخير». خلال الاضطرابات السياسية في أحداث مايو عام 1968، أعاد الطلاب المتطرفون من لجنة حركة عمل السوربون صياغة نص ميلييه، قائلين بأن «لن تنعم الإنسانية بالهناء حتى يتم تعليق رأس آخر رأسمالي بأيادي البيروقراطي الأخير».[12]

هاجم ميلييه بشدة الظلم الاجتماعي وطرح نوعًا من الشيوعية الأولية الريفية. حيث أن جميع الناس في منطقة ما ينتمون إلى بلدية تكون فيها الثروة مشتركة، والجميع لديه عمل. بُنيت المجتمعات المتعمدات على مبدأي الحب والأخوة وهي تتحالف لمساعدة بعضها البعض والحفاظ على السلام.[13]

كتب ميلييه، وهو معارض للقسوة على الحيوانات، واصفًا إياه بأنه «عمل من أعمال القسوة والهمجية والقتل وضرب من الجنون حين يتم قطع حلق الحيوانات، التي لا تضر بأي شخص بالطريقة التي نقوم بها نحن». اعتبر عدم تعاطف المسيحيين واهتمامهم بمعاناة الحيوانات على يد الإنسان، وفقًا لماثيو ريكارد، دليلًا إضافيًا على «عدم وجود إلههم أو خبثه».[14]

المراجع عدل

  1. ^ مذكور في: الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف. مُعرِّف الشبكات الاجتماعية ونظام المحتوى المؤرشف (SNAC Ark): w6x63q20. باسم: Jean Meslier. الوصول: 9 أكتوبر 2017. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية.
  2. ^ وصلة مرجع: http://hdl.handle.net/10622/ARCH00883. الوصول: 2017.
  3. ^ See Morehouse (1936, p. 12) and Meslier (2009).
  4. ^ J. O. Lindsay, (1957), The New Cambridge Modern History, p. 86. Cambridge University Press.
  5. ^ Peter Byrne, James Leslie Houlden (1995), Companion Encyclopedia of Theology, p. 259. Taylor & Francis.
  6. ^ John Hedley Brooke (1991), Science and Religion: Some Historical Perspectives, p. 171. Cambridge University Press.
  7. ^ Peter France, (1995), The new Oxford companion to literature in French, p. 523. Oxford University Press
  8. ^ Meslier، Jean (15 يوليو 1864). "Le testament de Jean Meslier ..." R. C. Meijer. مؤرشف من الأصل في 2024-02-29. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |عبر= (مساعدة)
  9. ^ Meslier, Jean (1864). Le Testament (بالفرنسية). Amsterdam: A la Librairie Étrangère, Raison R.C. Meijer. Vol. 2. pp. 42–67. LCCN:74194533. OCLC:827215244.
  10. ^ Kryvelev، Iosif Aronovich (1987). "Mentally Ill (according to J. Meslier, A. Binet-Sanglé and Ya. Mints)". Christ: Myth or Reality?. Religious studies in the USSR; ser. 2. Moscow: ″Social Sciences Today″ Editorial Board. LCCN:87157196. OCLC:64860072. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-02.
  11. ^ Diderot, Dithrambe sur Féte des Rois: «Et des boyaux du dernier prêtre serrons le cou du dernier roi.»
  12. ^ "Telegrams" نسخة محفوظة 27 May 2014 على موقع واي باك مشين., Situationist International Online, accessed 4 July 2013.
  13. ^ "Utopianism in the Renaissance and Enlightenment", in Donald F. Busky (2002), Communism in History and Theory, pp. 54–55. Greenwood.
  14. ^ Ricard، Matthieu (2016). A Plea for the Animals: The Moral, Philosophical, and Evolutionary Imperative to Treat All Beings with Compassion. Shambhala. ص. 19. ISBN:978-1611803051. مؤرشف من الأصل في 2024-02-29.